Skip to main content

Full text of "قراءة الإمام نافع عند المغاربة للدكتور عبد الهادي حميتو سبع مجلدات كاملا"

See other formats


SIKAN‏ 20010 ذخ 
ا ا 


2 20 ر ره ايه 
من رواية 'لسعيد ورشس 


مقوماما البئائيَة ومَدارشه) الأدائيتة ‏ 
إلى نماية العرن العاشرالهجري 0-00 


از السَادشس 


تأليف 
الکو ر عبرا ماد ی ميتو 


1424ھ بر 2003م 
نورل وق لوقاف لتو ون لني جين - اكه زم 


سم الله ال رمن الرحيسم 

٠ تصدبر‎ 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المرسلين وعلى آله 
وصحابته الهداة المهتدين, والتابعين لهم من أئمة الهدى وأعلام الدين ومن سلك سبيلهم من 
المؤمنين والمسلمين. 

وبعد فهذا العدد الثالث من هذه السلسلة المباركة حسب التجزئة التى اقترحناها 
لتقديم حلقات موضوع "مدرسة الإمام نافع عند المغاربة" بعد إعادة النظر في شكله الأصلي 
ومحاولة العمل على تقريبه وتيسيره للنشر على مراحل ليتمكن القراء والباحثون من الوقوف 
على حتوياته كل حسب حاجته. بعد أن اجتهدنا في جعل كل حلقة ننشرها منه مستقلة عما 
قبلها وما بعدها بمباحثها والقضايا التى تهتم بها بحيث لا يخل استقلالها في نفسها بموضعها 
من الترتيب في السياق والبناء للموضوع حسب النسق أو التدرج التاريخي الذي سرنا عليه في 
بناء الهيكل العام له والطراز الذي نسجنا عليه في ثلنا لركة التطور التي عرفها ميدان علم 
القراءات بوجه عام. وعرفتها معه حركة النشوء التي انبثق عنها قيام المدارس الأدائية في 
الأمصار والآفاق. ومهدت لظهور المدرسة المغربية الجامعة بمؤسساتها ونظمها وأئمة الإقراء 
فيها استجابة لعوامل النمو والتطور التى ساعدت على تكوينها وإمدادها حتى استكملت 
مقومات وجودهاء واستولت على الأمد الأقصى في التعبير عن نفسها والإبانة عن جدارتها. 
مما سوف نرى من خلال حلقات هذه السلسلة بحول الله صورا زاهية منه» وماذج رفيعة رائعة 
تشهد برجحان القدر ورسوخ القدم فيه وزيادة الشغوف. 

وهذا العدد يتضمن سجلا حافلا بأبجاد المدرسة النافعية بالمدينة المنورة ثم في باقي 
الآفاق التي امتد إليها إشعاعهاء وخاصة منها ذلك الأفق الذي تألق فيه شيخ الرواية وعلم 
أعلام القراء بالبلاد المصرية الإمام أبو سعيد ورش قارئ بلاد الكنانة وسوف نرى كيف 
استطاع هذا القارئ الرائد أن يغير مجرى تاربخ القراءة في بلاده ومنطقته. وأن يرسخ فيها 
أصول المدرسة المدنية بصورة لم يتأت مثلها لأحد من ن دوا هذه القراءة في مدرسته وبلاده حتى 
انفردت روايته فيها بالسواد الأعظم من القراء» وحتى اكتسحت من خلال ذلك سائر المناطق 
والامتدادات المجاورة لها مما لا نزال نلمس آثاره بجلا ء إلى اليوم في تلك الجهات والأقطار 
وف بلادنا على وجه الخصوص. 

وحتى لا أفوت على القارئ لذة المتابعة وعنصر التشويق أترك له الفرصة ليرافق 
البحث في فصوله المتوالية ليقف على تفاصيل ما ألمعنا إليه في هذه العجالة. 

وإني لأسأل الله عز وجل أن يجعل التوفيق لنا صاحبا ورفيقاء وأن ينفع بما رسمناه 
وجمعناه. ويجعل عملنا فيه خالصا لوجهه الكريم إنه سميع قريب. 





مدرسة الإما ناذ بالمدينة المنورة ومدرسة صاحبه ورش في بلاد مصر وأ 
امتدادات المدرستين ف المغرب والأندلس 





تهيد: 

كان تصدر نافع للإقراء -كما قدمنا- قبل تام المائة الأولىء أي قبل انتهاء العقد 
الثالث من حياته الطويلة التي امتدت قرابة مائة عام فكان بذلك معاصرا للأحداث 
والتطورات السام التي عرفها عصرم سواء منها الأحداث والتقلبات السياسية التي تقلبت 
فيها المياة بالمدينة المنورة مترددة بين التبعية للخلافة الأموية بالشام» إلى سقوطها سنة 
2ه وبين التبعية للخلافة العباسية بالعراق التي خلفتها من هذه السنة إلى أن توفي نافع 
وهي في أوج قوتها وازدهارها أواخر العقد السابع للمائة الثانية, أم الأحداث والتطورات 
الثقافية والعلمية التى شملت عامة الأقطار الاسلامية» وتركزت بصفة خاصة في حاضرتي 
الحجاز : مكة والمدينة, وحاضرتي الشام: دمشق وحمصء وحاصرني العراق: البصرة والكوفة 
ثم كانت لها امتدادات أخرى في فسطاط مصر وقيروان افريقية وقرطبة الأندلس وسواها من 
الجهات الناشئة. 

وكان بين هذه المراكز العلمية في زمن نافع من التنافس والتلاقح ما كان صداه يلا 
الآفاق. وخصوصا في علوم الرواية التي خرجت بعد العقد الأول من المائة الثانية من طور 
الرواية الشفوية البسيطةء إلى آفاق التدوين والتمحيص والدراسة الفاحصة المقارنة. وكان 
لعلم القراءات النصيب الأوفى من نلك العناية حيث برز فيه أعلام الأئمة وأقطاب العصر 
ممن مررنا على ذكر مشاهيرهم في النص الذي اقتبسناه ه عن كتاب بي عبيد القاسم بن سلام 
أول من ألف كتابا جامعا في القراءات -ممن تجردوا للقراءات واختصوا بحملها ورجع أهل 
الأمصار الكبرى إلى اختياراتهم فيهاء وقد انتهى الأمر في كل من مصر من الأمصار الخمسة 
-كما قدمنا- إلى سيادة قراءة أو أكثر اجتمع القراء في جملتهم عليها. 

إلا أن رياح التلاقح بين تلك الأمصار ما لبثت أن عملت عملها في نشر بعض تلك 
القراءات وحملها إلى غير مصرهاء وفي طليعتها قراءة نافع امام أهل المدينة» فأخذت تكن لها 
من السيادة والذيوع هنالك إلى الحد الذي أخذت معه نزاحم قراءات الأئمة بالمصرء وتفوز 
بحظها الوافر من جمهور قراء البلدء وتحظى شيئا فشيئا بتقدير الأئمة وثناء العلماءء الأمر 
الذي جعل التنافس حولها والغبطة فيها تشتد وتحتدء والرحلة في طلبها تزداد وتتسع. 

وهكذا ذاع لقراءة نافع منذ أواسط المائة الثانية من الصيت ما ٍ يذع مثله لقراءة 
أخرى, ونالت من الاعتبار عند القراء ما لم تظفر بمثله قراءة سواهاء حتى أمست الرواية عنه 
إحدى المفاخر والمآثر التي يعتبر بها في ميزان المفاضلة بين الرواة» ولا سيما في العراق عاصمة 
الخلافة, على ما أثر عن قرائها وعلمائهاء فقد ا 


"كان يفاخر أهل العراق بروايته عن نافع وأهل المدينة» ويقول عن شيخه نافع : 
"كان من القراء والفقهاء العباد"). 

وعلى غرار ما قدمناه من تأسف راوية القراءات : أ عمر الدوري على ما فاته من 
الرحلة إلى نافع بسبب قلة الزادء فقال : "قرأت على إسماعيل بن جعفر بقراءة أهل المدينة 
ختمه» وأدركت حياة نافع» ولو كان عندي عشرة دراهم خلت( : 

ثم بلغ الأمر مداه بانتقال طائفة من أصحاب نافع إلى عاصمة الخلافة, كإسماعيل بن 
جعفر وإسحاق المسبيي وابنه محمد والرواة العراقيين الذين أخذوا عن نافع» فكانت قراءته 
ببغداد والعراق ملء السمع والبصرء حتى رأينا أمثال أبي الحسن الكسائي يتوسط بالخليفة - 
كما أسلفنا- ليسمع من المسيبي قراءة نافع وشيخه أي جعفر وشيبة...فقال المسيبي: "ما 
يثقل علي أن أكون أعلمه. الا أنه شيء قد أمتناه بالمدينة» واجتمعوا على قراءة نافع.." . 

وهذا خلف البزار صاحب الرواية عن حمزة لما أراد أن يستقل عنه باختياره في 
القراءة -وكان قد قرأ بقراءة حمزة على سليم بن عيسى- "اختار حروفا تنسب إليه» وترك 
حروفا من حروف حمزة اختار أن يقرأها على مذهب نافع" » ومعنى ذلك أنه قرأ بهذه 
القراءة» وفضل مذهب نافع 2 نلك الحروف على مذهب حمزة, فكان اختياره هذا هو القراءة 
التى أدرجت فيما بعد ضمن القراءات العشر المشهورة واعتبر بها عاشر القراء العشرة أئمة 
الأمضار المشهورين: 

ومن هنا غدوا يعتبرون صحة المحروف وقوتها في الثبوت والاستفاضة بموافقتها أو 
عدم موافقتها لقراءته» على ما تأصل عندهم فيما أسلفنا من قول مكي بن أبي طالب في 
حديثه عن صنيع الأئمة في ترجيح بعض الروف على بعضء إذ جعلوا من معايير الرجحان في 
المروف "ما اجتمعت العامة عليه -قال مكي-: ورما جعلوا العامة ما اجتمع عليه أهل 
الحرمين وربما جعلوا الاعتبار بجا اتفق عليه نافع وعاصم فقراءة هذين الإمامين أولى 
القراءات» وأصحها سنداء وأفصحها في العربية. " . 


- تهذيب التهذيب لابن حجر 10/704. 

7- معرفة القراء الكبار للذهبى 158/1. 

- جمال القراء وكمال الاقراء للسخاوي 444-434/2. 

“ - قال ابن الجزري في غاية النهاية 275/1 : "قال ابن أشته :"كان خلف ياخذ بمذهب حمزة الا أنه خالفه في مائة وغشرين 
عرق 

“ - غاية النهاية 275/1. 

° - يعني مكة والمدينة من قراءتي ابن كثير ونافع. 

- الابانة عن معاني القراءات لمكي 89. . 


وهذا الإمام أحمد بن حنبل - إمام مدرسة الحديث في العراق» ورأس أهل السنة- 
كان أكثر الأئمة تنويها في زمنه بقراءة نافع بالعراق» بل كان يراها أولى القراءات بالأخذ 
والاعتبار» وربما كان يقرأ بها مختارا لها على غيرها من قراءات أئمة الأمصارء كما تنطق 
بذلك الآثار الكثيرة المروبة عنه. 

فقد سأله ولده عبد الله -كما سأله ولده صالح-: أي القراءات أحب اليك؟ قال: 
قراءة نافع» قال: قلت: فإن لم توجد؟ قال: قراءة عاصم"07. 

وذكر السخاوي عن سويد بن عبد العزيز قال : مضيت أنا وأحمد بن رافع إلى 
احمد بن حنبل حرحمه الله- فقال : ما حاجتكما؟ فل و كرا قراءة حمزة» وبلغنا 
أنك تكره قراءته» فقال أحمد حرحمه الله- : حمزة قد كان من العلم بموضعء ولكن لو قرأتم 
بحرف نافع وعاصم, فدعونا له وخرجنا".. © 

ولعل في هذا التقويم على لسان بعض الأئمة ما يمثل لنا مكانة قراءة نافع ومنزلتها 
بين قراءات غيره من القراء الست فقد نقل ابن الجزري في الغاية عن أبي الاين الحهد يق 
عبد الله الطنافسي أنه قال : "من أراد أحسن القراءات» فعليه بقراءة أبي عمرو. ومن أراد 
الأصلء فعليه بقراءة ابن كثير © 


ومن أراد أفصح القراءات» فعليه بقراءة عاصم ومن أراد أغرب القراءات» فعليه 
بقراءة ابن عامرء ومن أراد الأثرء فعليه بقراءة حمزةء ومن أراد أظرف القراءات, فعليه بقراءة 
الكسائي» ومن أراد السنةء فعليه بقراءة نافع. " @ 


ومهما تكن قيمة هذا التصنيف ودلالته في الجملة على أخص خصائص كل قراءة من 
قراءات السبعة, فانه يختص قراءة نافع بهذه المزية الفريدة التي لا تزاحم فيهاء وهي قثيلها 
للقراءة السنية التي مضى عليها عمل أهل المدينةء وقد رأينا قبل كيف اجتمعوا على 
قراءته, وتقدم قول صاحبه إسحاق المسيبي عنه إنه "كفانا المؤونة مما لو أدركنا من أدرك ما 
عدونا ما فعل"0) 


كما مر بنا تأوبل كونها سنة» وبيان المعنى المراد فيما جاء من ذلك عن مالك 
واللبث وابن وهب في وصف قراءته بأنها سنةء أو هي السنة. ولعله لهذا غدا من سنة المؤلفين 


أ - ذكر الذهبى وابن الجزري أن السائل لأحمد ابنه عبد الله -معرفة القراء 90/1 والنشر 112/1- وغاية النهاية 322/2. 
وذكر أبو شامة أن السائل ابنه صالح -ابراز المعاني من حرز الأماني 6. 

- جمال القراء 473/2. 

* - يعنى بكونها الأصل أنها مطابقة للسان قريش بمكةء وقد نزل القرآن بلسان قريش» ثم أذن في قراءته على سبعة أحرف. 

* - غاية النهاية 75/1 ترجمة 337. 

' - شرح المجاصي على الدرر اللوامع (مخطوط). 

؟ - جمال القراء وكمال الاقراء للسخاوي 443/2. . 


-كما أسلفنا- التصدير به في مؤلفاتهم, كما فعل ذلك أبو بكر بن مجاهد أول من سبع السبعة 
وجمع قراءاتهم في كتاب. 

وهكذا حظي الإمام نافع بهذا المنصب الرفيع» وتبوأت قراءته عند الناس هذا المقام 
فيه" . فقصده الناس ورحلوا إليه من الآفاق» وسرى ذكره في البلدان مسرى ذكر المدينة 
المنورةء مقترنا ف الأذهان بهاء ومنوها به كل صادر ووارد عنهاء وفيها يومئذ معه إمامها الفل 
في الفقه وعلوم السنة: مالك بن أنس الأصبحي. فكانت الرحلة إلى المدينة تجمع للوافد بين 
الزيارة الميمونة للقبر النبوي الشريف, والصلاة في الروضة المطهرة» وبين الأخذ عن الإمامين 
الجليلين: إمامى دار الهجرة في الفقه والقراءة كما قدمنا. 

وفيما يلى تعريف بمشاهير أصحابه من حملة القراءة ورواة الآثار. من أهل المدينة 
وغيرهم من الأقطار من رجال مدرسته ممن أمكن لنا التعرف على أسمائهم ومنزلتهم في 
الأخذ عنه والعرض عليه, أو الوقوف على نسبتهم إلى الرواية عنه أو لقائه في الجملة. 

أسال الله جلت قدرته أن ينفع بما كتبناه» وأن يثيبنا عليه بمنه وفضله ويدخره لنا في 
الباقيات الصالحات, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 


' - مشاهير علماء الأمصار لابن حبان 141 ترجمة 1113. وقد ساق القلقشندي في صيح الأعشى اسم الإمام نافع ضمن 


مجموعة من الأعلام من مختلف الأجناس والأزمان تحت عنوان "من كان فردا في زمانه يضرب به المثل في أمثاله "فقال: 
"كان الاسكندر في طوفان الأرض» وكسرى أنو شروان في العدلء وزرقاء اليمامة في حدة النظرء وحاتم الطائي في الكرم» 
وكعب بن مامة في الايثار....وابن سيرين في تعبير الرؤباء ونافع في القراءة» وأبو حنيفة في القياس والفقه. وابن إسحاق في 
المغازي...والخليل بن أحمد في العروض» وفضيل بن عياض في العبادة» ومالك بن أنس في العلم» والشافعي في فقه الحديث, 
وأبو عبيدة في الغريب» وبحيى بن معين في رجال الحديث, وعلي بن المديني في علل الحديث وأحمد بن حنبل في السنةء 
والبخاري في نقد الصحيح..."صبح الأعشى 518-517/1 وما بعدها - فعد نافعا عن جدارة واستحقاق بين كبار الأئمة 
في مختلف :العلوم والفنون والصناعات بل جعله أكثر من ذلك ممثلا للقراءة بين القراءء لا في عصره فقطء بل في جميع 
العصور والأحقاب. 


الفصل الأول : 
أصحاب الإمام نافع ورواة قراءته من آهل 
المدينة والآفاق(1). 


إذا كان قد قيل بحق : إن "أول ما يذكر من المرء أستاذه. فان كان جليلا جل 
ا فهل لنا أن نقول في مقابل ذلك: وإن أزكى شاهد على نبل الأستاذ نبل تلاميذه وإنه 
بقدر هذا النبل يزداد شرفه وقدره» وبسمو بين العلماء ذكره؟. 

وحن حين نعود إلى منزلة نافع من كل ذلك مده قد بلغ الغاية» وأوفى على النهايت 
إلا أن إحصاء أسماء الآخذين عنه للقراءة وغيرها طول زمن تصدره أمر لا مطمع فيه ولا 
سبيل إليه» وأقصى ما يمكن من ذلك التعرف على أسماء المشاهير الذين اشتهروا بالرواية 
عنه» من أهل المدينة وغيرهم من الوافدين عليها من الأمصار والجهات» ولذا فنحن لا نطمح 
إل محاولة استقصاء هذا العدد. كما لم يستطع أحد من المؤرخين لنافع أن يفعلء لا سيما 
مع وضعنا في الحسبان ما كان من تصدره الطويل حتى أخذ عنه الآباء والأبناء والأحفان 
وما كانت تعرفه حلقته عند العرض من ازدحام واكتظاظ حتی كان انتظار الدور في ذلك 
تاج إلى صبر جميل والتقديم في العرض واتاحة الفرصة له تاج إلى اتخاذ الوسائل 
والشفعاء» كما سوف نرى -بحول الله- في عرض ورش عليه. 

إحصاء عدد الرواة عنه ٠.‏ 


غير أننا مع هذا تقول مطمئنين : إن عدد الآخذين عنه كان فوق الحصر. وإن 
حقيقته كانت أوفى بكثير مما ذكره بعض الأئمة المكثرين في كتبهم» وإن ذلك لا يمثل العدد 
الحقيقى, لتعذر الإحاطة به ولأن معرفة ذلك تقتضي تسجيلا لعامة من جلس إليه طوال زمن 
ارس فد دع ويك قن EEA‏ كمه أن U‏ أسماء الرواة عنه يستدعي مسحا 
شاملا للأقطار الإسلامية التي كانت الوفود منها على المدينة للقاء نافع ومالك وزيارة الحرم 
الوك تنقطع» ولما سنلاحظه من اتساع الرحلة إلى نافع بعد منتصف المائة الثانية» حتى 
إنه لم يفت جهة من الجهات بالبلدان الاسلامية المعروفة أن تأخذ بحظها منه قل أو كثر. 

فإذا عدنا إلى المحاولات التي تقدمت في التعريف بأصحاب نافع» وجدنا أهمها 
محاولة أبي معشر الطبري في كتابه "الجامع في القراءات" المسمى أيضا" سوق العروس" حيث 
قال : 





1 - نستعمل في هذا البحث مصطلح "الأصحاب" كثيرا للدلالة على تلامذة الشيخ الآخذين عنه مباشرة» فلا يدخل فيهم 
الآخذون بواسطة» وهو أخص من استعمال الشاطبي في قوله عن الرواة عن السبعة : وسوف تراهم واحدا بعد واحد مع 
اثنين من أصحابه متمثلا . لأنه ذكر معهم الآ خذين بواسطة. 

وو طاش كبرى في مفتاح السعادة 20/1. 


"روى عن نافع القراءة مائتان وخمسون رجلا "» ثم سمّى الطبري منهم أربعة وعشرين 
ا 

أما أبو عمر الدانى» وهو أوسع أئمة القراء بالمغرب رواية في هذا الشأن. وأكثرهم 
اهتماما بهذه القراءة وروايتها وطرقهاء فقد تقل عنه أنه قال في كتابه "طبقات القراء 
والمقرئين" : 

"رؤى عن نافع القراءة خلق كثير من أهل المدينة وبري 21 

وذكر أبو سعيد بن لب الغرناطي عن الداني في الطبقات أنه ذكر كثرة الرواة عن نافع 
من أهل المدينة وغيرهم وعين عددا من أعيانهم ومشاهيره "° 

وقد استوفى في أوسع كتبه في هذه القراءة» وهو كتاب "التمهيد في قراءة نافع" 
أسماء عشرة منهم © فحسبء بينما لم يزد في "التعريف في اختلاف أصحاب نافع" على 
أربعة. وهم ورش وقالون وإسحاق المسيبي وإسماعيل بن جعفر الأنصاري(©, وعلى الأربعة 
اقتصر أيضا في كتابه "جامع البيان في القراءات السبع"©. وكذا في الأرجوزة المنبهة إذ 
يقول: 

ممن روى عن نافع إسحاق ومثله ثلاثة حذاق 
ورش وقالون وإسماعيل وکلهم مؤقن جلی ل۳ 

ثم زاد فاقتصر في "الاقتصاد" و "التسيير" على ورش وقالونء وحذا حذوه في ذلك 
عامة المؤلفين في القراءات كمكي في التبصرةء وابن شريح في الكافيء وأبي الطاهر العمراني في 
"العنوان"» وابن الباذش في "الإقناع" وسواهم من المؤلفين المتأخرين كابن الجزري في النشرء 
والقسطلانى في "لطائف الاشارات" والدمياطي في "الإتحاف" والنوري في "غاية النفع". على 
الرغم من انكار طائفة من الأئمة على من اقنصر عليهماء لما يوهمه هذا الاقتصار من الحصار 
الرواية في ذلك العدد اليسير. 


30 : 
5 ذكره المنتوري قي شرح الدرر اللوامع وسياتي. 

2 - نقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع. 

- نقله الونشريسى في المعيار المعرب 127/12 . 

“ - ينظر في ذلك تحصيل المنافع للسملالي (خطوط)ء والفجر الساطع لابن القاصيء والروض الجامع لجموع.وكلاهما ما يزال 
مخطوطاء وسياتى تسمية تسعة من مشاهير الرواة عند أبى حيان. 

- سياني ذكره بين مؤلفات أبي عمرو الداني. 

“ - رجعت إلى الملخص الذي قدمه عن الكتاب الدكتور عبد المهيمن طحان ص 98-97. 

7 - الأرجوزة المنبهة "ستاتى في مؤلفات الداني. 


10 


ولهذا جد الإمام أبا حيان الغرناطي ينعي على المؤلفين الذين ساروا في هذا الاتجاى 
أي : "الاقتصار على راويين عن كل قارئ» حتى ظن من لا خبرة له بهذا العلم أن الرواية عن 
كل قارئ من السبعة منحصرة فيما روي من تينك الروايتين" 

ثم بعد أن عبر أبو حيان عن استغرابه من هذا العمل المخل بأقدار القراء السبعة 
وأعطى أمثلة عن سعة الرواية عنهم وكثرة أصحابهم, قال عن نافع وأصحابه واقتصار المؤلفين 
المتأخرين منهم على اثنين : "فكيف وهذا نافع الإمام الذي يقرأ أهل المغرب بقراءته» اشتهر 
عنه في هذه الكتب المختصرة ورش وقالونء وعند أهل النقل اشتهر عنه تسعة رجال : ورش 
وقالون وإسماعيل بن جعفر وأبو خليد وابن جماز وخارجة والأصمعي وكردم والمسيبي" 
6 

"وهكذا كل إمام من باقي السبعة قد اشتهر عنه رواة غير ما في هذه المختصرات 
فكيف يلغى نقلهم» ويقتصر على اثنين؟ وأي ميزة وشرف لذينك الاثنين على رفقائهماء وكلهم 
أخذوا عن شيخ واحدء وكلهم ضابطون ثقات؟" (0. 

على أن أبا حيان مع ما اشتهر به من سعة الاطلاع والإمامة في هذا الشأن, لمعه بين 
أسانيد أهل المشرق والمغرب, لم يسم أيضا من أصحاب نافع جميع المشاهير» وإنا ركز على 
رؤوسهم وأعيانهم من الذين اشتهرت عند أهل النقل روايتهم» كما جد طرفا منها في كتاب 
السبعة لأبى بكر بن مجاهد (ت324) الذي سمى فيه ثانية وعشرين راويا© وإن كان اما 
أسندها في طرقه بها من سبع عشرة رواية©. ٠‏ 

وأعتقد أن استيفاء الدرس لمدرسة نافع بصورة شاملة لا يتأتى دون الوقوف على ما 
آتته في هذا الصدد من زكي الثمرات» وذلك بمحاولة تتبع أسماء أصحابه الذين أخذوا عنه 
القراءة واشتهروا بحملهاء وتقديم تعاريف موجزة بهم» وتبين أهم امتدادات مدرسته في المدينة 
والآفاق من طرقهم» وشفع ذلك بمن ثبتت لدينا له رواية عنه في الجملةء لاحتمال أن يكون قد 
سمع منه القراءة أو الحروف في ضمن ما تلقاه عنه من روايات ونقول. 

وذلك حسب ما تأتى لنا الحصول عليه من مختلف المصادر والمظان التى تعرضت 
لأسماء بعض أصحابه بالترجمة لهم أو الاشارة الموجزة لبعضهم أو ورد ما يدل على 
روايتهم عنه في سياق خير من الأخبار» وسنحاول تيسيرا للبحث أن نصنف أهل كل منطقة 
منهم على حدةء حتى نتمكن من رصد أهم الاتجاهات التي سارت إليها قراءته بما فيها 


' - نقله ابن الجرري في النشر 42-41. 
” - السبعة في القراءات 64-63. 
- المصدر نفسه 92-88. 


11 


الاتجاه الغربى الذي يعنينا بصفة خاصة»ء لنقف على أسماء الرواد الأولين الذين تحقق على 
أيديهم وصل هذه القراءة بالمناطق المغربية القاصية. 

وسوف نرى أن مجموعة الرواة عنه تتوزعها المحاور الخمسة التالية: 

أ- مجموعة رواة من أهل المدينة والحجاز. 

ب- مجموعة من الرواة من أهل العراق. 

ج - مجموعة من الرواة من أهل الشام. 

د- مجموعة من الرواة من أهل مصر 

ه - جموعة من الرواة من أهل الأندلس والمغرب. 

وکوت تريب كل رة على عل القهرة: والأعمق عل الوفيات او 
الحروف. لبيان أعلام الرواة عنه في كل مجموعة, ولا سيما منهم المدنيين الذين لمعت أسماؤهم 
في تقل قراءته. ومثلوا مدرسته فيها أصدق قثيل. 

|< جموغة الرواة ف أهل الذنة واطهاه * 

لا يخفى أن مجموعة هؤلاء الرواة أكبر بكثير مما سأذكره. لما قدمناه من اجتماع أهل 
المدينة على قراءته منذ أول المائة الثانية» ولمدى سبعين عاما أو أزيد. ولذا فنقتصر على 
أسماء اللامعين منهم ممن سار له ذكر في الرواية عنه. ونستهلهم بذكر الرواة الأكابر الذين 
لا تزال روايتهم عنه معروفة يقرأ بها في بلادنا -فيما يعرف بالعشر الصغير ‏ إلى اليوم. 
(1)- عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمرو بن عبد الله أبو موسى 

المعروف ب "قالون"22, وهو لقب لقبه به شيخه نافع -كما قدمنا- للودة قراءته 
وقيل لقبه به مالك بن أنس» وقيل غير ذلك. © قال ابن الباذش في "الإقناع": 





"وجده عبد الله سبي من الروم في أيام عمر بن الخطاب حرضي الله عنه-. وبيع 
بالمدينة فاشتراه بعض الأنصار» فأعتقه. فهو مولى الأنصار. ذكره هذا الأهوازي» وعن غيره أنه 
مولى الزهريين ". 


E 51 5 : ۹ 0 : , 1 

- المراد بالعشر الصغير عند المغاربة الروايات الأربع عن نافع من طرقها العشرةت وهي رواية ورش وقالون وإسماعيل بن جعفر 
وإسحاق المسيبى. 

1 - يكتب غالبا ممنوعا من الصرف بلا تنوينء للعلمية والعجمة, وينزل منزلة هارون وقارون» ينظر في ذلك كتاب ابراز 
المعاني لأبي شامة 27. : 

- ينظر إبراز المعاني26 -- وكنز المعاني للجعبري ورقة 11 (خطوط). 


12 


ونشأ قالون في بیت شيخه نافع» لما قيل من أنه "كان ربيبه ابن زوجته". قال أبو 
عمرو الداني في كتاب "الاقتصاد": "وكان نافع يقرئه قراءة الفراش- يعني في الدار-". 


أما ميلاهه فقال اد علي اوي و سنة a‏ لك 


(4) 


خمس ا ف أت 7 (218-198ه), وله خمس ونون . سنة » وقال غيره 


بعد ذلك . 


أما مشيخته فقال الذهبي : "لم يزل يقرأ على نافع حتى مهر وحذقء وروى الحديث 
أيضا على عيسى بن وردان امنا "00 


وقال الأهوازي : قال قالون : قرأت على نافع قراءته غير مرت وكتبتها في كتابي"77. 


وقال النقاش*: "قيل لقالون: كم قرأت على نافع؟ قال: ما لا أحصيه كثرة, الا 
أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة". 


ومعنى ما ذكره النقاش عنه أنه ظل ملا زما للقة نافع إلى وفاته سئة 169ه, ولذلك 
فيل: بلغت مدة قراءنه عليه خمسين سنه e‏ 


وقد قدمنا قول نافع له : كم تقرأ على» اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل اليك من 
ا عك ١‏ 


قال ابن الجزري : "أخذ القراءة عرضا عن نافع: قراءة نافع وأبي جعفر» وعرض 
أيضااعلن یی بز وردان : 


- الإقناع 58/1. 

2 - لطائف الإشارات للقسطلاني100/1. 

* - الروض الجامع لجموع (مخطوط). 

“ - نقله في الإقناع 59-58/1. 

” - قال الداني: توفي قبل سنة عشرين ومائتين -التيسير4- غاية النهاية 616- وصحح الذهبي 'وابن الجزري وفاته سنة عشرين 
ومائتين- غاية النهاية 616/1- ومعرفة القراء 129/1- وقد ذكرت في وفاته أقوال أخرى يمكن الرجوع إليها بهامش كتاب 
الإقناع لابن الباذش 59/1 تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش. 

° - معرفة القراء الكبار 129-128/1 الطبقة 5 ترجمة 10. 

7 - نقله ابن الجزري في غاية النهاية 615/1 ترجمة 2509. 

- هو أبو بكر محمد بن المسن الموصلي البغدادي المفسر المقرئ من شيوخ أبي بكر بن أشته والدارقطني توفي سنة 315ه 
ترجمته في معرفة القراء 237-236/1- وغاية النهاية 121-119/2 ترجمة 2938. 

” - غاية النهاية 615/1. نقلا عن طبقات القراء للداني. 

'' - النجوم الطوالع للمارغني 27. 

!! -غاية النهاية 615/1. ترجمة 2509 


13 


وقد اشتهرت روايته لقراءة أبي جعفر في الشرق الاسلامي من طريق الفضل بن شاذان 
الرازي عن أحمد بن يزيد الحلواني عن عيسى بن مينا قالون عن عيسى بن وردان الخمذاء عن 


1 . "(2 
ين 207 
وقد خلف نافعا في رئاسة الإقراء بالمدينة» قال الذهبى : "وتبتل لاقراء القرآن 


والعربية.» وطال عمره وبعد صن"( 


وأجمع المترجمون على أنه كان أصم شديد الصمم» لا بسمع البوق» ولكنه مع ذلك 
بسمع صوت القارئ وبرد عليه وقال ابن أفي حاتم: "كان أصم بقرىئ القراعع وبفهم خطأهم 
ولنهم بالشفة"3©) .وصحح بعضهم أن الصمم إِنما اعتراه في آخر عمره بعد أن أخذت عنه 
القراءة. 

قال الثعالبى : 


"وروي أنه كان يقرأ عليه القرآن» وكان ينظر إلى شفتى القارئ ويرد عليه اللحن 
والخطأء وقيل إنه هو الذي كان يقرأء وبستمع تلاميذه. كما يفعل في الأندلس"6. 

وقد أحكم قالون عن نافع علوم القراءة» فروى عنه الرسم والضبط والعدد والوقف 
والابتداء وغير ذلك من فروعهاء وقد روى أبو عمرو الداني في كتاب المقنع من طريقه عنه 
قائمة كبيرة في رسم المصحف©, ونوه في "كتاب المحكم" بمعرفته بنقط المصحف فقال: "وممن 
اشتهر من المتفدمين بالنقطء واقتدى به فيه عيسى بن مينا قالون : راوية نافع ومقرئ أهل 
المدينة"20, 

أما روايته عنه. فتعتبر أسير الروايات وأشهرها في الأقطارء وأوسعها جمهوراء ولا 
يساميها في.الشهرة والانتشار الا رواية أبى سعيد ورش عنه في مصر والمغرب والأندلس. 

وقد اشتهرت ف المغرب عند قراء "العشر الصغير" من ثلاث طرق» حسب رواية ا 
عمرو الداني إذ قال في كتاب "التعريف": "وأذكر عن قالون رواية أبى نشيط محمد بن 





' - نفس المصدر والصفحة . 

3 - ومن هذه الطريق وطريق العمري الآ تي اشتهرت عن قالونء بنظر في ذلك كتاب قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة 
المشهورين للآندرابى 43-41. 

* - معرفة القراء 129/1. 

“ - غاية النهاية 616/1. 

- المختار من الجوامع للثعالبي6. 

' - المقنع في معرفة مرسوم لمصاحف أهل الأمصار 14-10 

' - المحكم في نقط المصاحف : 9. 


14 


هارون" ورواية أحمد اللوانيء ورواية إسماعيل بن إسحاق القاضي© " ثم ذكر 
اا ا 1 


وبلاد الريك -كما 5-5 ف الات الأول- وهي المعتمدة بين قراء "العشر الق وغیره 
قال المنتوري وابن القاضي في شرحيهما الدرر اللوامع" لابن بري : 


"روى عن قالون جماعة كثيرةء منهم أبو نشيط محمد بن هارون المروزيء وهذه الرواية 

المشهورة عن قالون التي اعتمد الناس عليهاء وصاروا يأخذون بها في قراءته دون غيرها من 
الروايات» وقد صنف الداني فيها كتبا مجردة» وعليها عول في "الاقتصاد" و "التسيير". 
وعلى هذا جرى ابن الباذش في في "الإقناع" 8 والشاطبي في قصيدنه, والناظم في هذا الرجزء 
وغيرهم من المؤلفين. ويطرقه جرى الأخذ بالمغرب وفاس في "الطريقة السبعية" وفي "الطريقة 
العشرية". 

أما شيخ القراء ببغداد أبو بكر بن مجاهد. فقد ذكره في "كتاب السبعة في 
رواية عن شيخه إسماعيل بن إسحاق القاضي عن قالون ونانع؛ وعن اسن بن مالك 
الأشناني() عن أحمد بن صالح عن قالون عن نافع وعن الحسن بن أبي مهران 7) عن أحمد 
E‏ > وعن المحسن بن أبي مهران أيضا عن أحمد بن قالون عن أبيه عن 
نافع. 

ومن هذه الطرق أيضا رواها الأندرابي في كتابه: "قراءات القراء المعروفين"©. 


ومن أشهر الطرق عنه أيضا ما قرأ به الإمام أبو بكر بن مهران . وأسنده في كتاب 
"الغاية في القراءات العشر" فقال : 


- هو محمد بن هارون أبو جعفر البغدادي يعرف بالمروزي وبأبي نشيط روى القراءة عنه عرضا أبو حسان أحمد بن محمد بن 

الأشعث» وعنه انتشرت روايته عنه أداء عن قالون» وهي الطريقة أل في جميع كتب القراءات» توفي سنة 258ه. ترجمته 

في غاية النهاية 273-272/2 ترجمة 3504. 

- هو أحمد بن يزيد المحلوانی. تقدمت ترجمته. 

- هو القاضى المالكى الفقيه المشهور (282ه) تقدمت ترجمته. 

- التعريف في اختلاف الرواة نافع للدائي 180-179. 

- شرح المنتوري على ابن بري (خطوط)ء واللفظ لابن القاضي في "الفجر الساطع" (مخطوط). 

- من قراء بغدادء قرأ على أحمد بن صالح المصري صاحب ورش وقالون, وسمع منه كتابه في قراءة نافع» روى عنه أبو بكر 

بن مجاهد وغيره» توفي سنة 278ه. ترجمته في غاية النهاية 225/1. 

” - هو الحسن بن العباس بن أبي مهران أبو علي الرازي المشهور بالجمالء كان إليه المنتهىفي الضبط والتحريرء قرأ على 
الأحمدين: أحمد بن قالون وأحمد بن يزيد الحلواني. ترجمته في الغاية 216/1. 

* - السبعة في القراءات 89-88. 

” - قراءات القراء للأندرابي 43-41- ومثل ذلك لابن مهران في الغاية 24. 


2 
3 
4 
5 
6 


15 


"قرات القران على أبى بكر عمد بن اطندن ين عمد ين زياد المعروف اقات ت 
القرآن من أوله إلى آخره- قال : قرأت على أبي بكر محمد بن عبد الله بن فليحء وأخبرني 
أنه قرأ على مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري» وقرأ مصعب على قالون عيسى بن مينا 
وقرأ قالون على نافع. قال أبو بكر النقاش : قال ابن فليح: قرأت القرآن على مصعب بن 
إبراهيم 
بن حمزة مراراء وعلى إبراهيم بن قالون” وعلى الحسين بن عبد الله المعلم"7. كلهم قرأ 
على قالون عن نافع, 1 يختلفوا ف شيء من هذه الأحرف ألا ف ا 0 نو اذك ملك 

17 
بطريق الحلواني وأبي نشيط. 
وقد ا جمهور من الأعيان غير من ذكرناء منهم 


عمر بن ل قرأ ا وروی عنه E‏ أ جعفر» وكان اس الو 
توفي بعد (270) © 


ورواية العمري المذكور لقراءة أبي جعفر من طريقه وطريق ابن وردان ( "7 ور 
أسندها الأندرابي في كتابه 9 

سالم بن هارون بن موسى بن المبارك الليثي المؤدب بمدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- 
> عرض على قالون. وعرض عليه أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوة"42, 


E‏ بن افيه الاق و ا أبو موسى 
القرشي المدني» نزيل مصرء أخذ القراءة عرضا وسماعا عن قالونء وتوفي سنة (287) ©. 





“2 اهو ابو يكز حل بن الحسين بن مهران الأصبهاني النيسابوري صاحب المؤلفات في القراءات, امام كثير الشيوخ توفي سنة 
1. ترجمته في معرفة القراء الكبار 280-279/1- وغاية النهاية 50-49/1. 

2 - ترجمته في غاية النهاية 143/2 ترجمة 3171. وسياتي ذكر أبيه في الرواة عن قالون. 

” نة الى عبد الله بن الزبير بن العوام جد أبيه. ضابط محقق قرأ على قالون. وله عنه نسخة, وهو من جلة أصحابه. 

ترجمته في غاية النهاية 299/2 ترجمة 3609. 

- هو أحد ولديه اللذين حملا عنه القراءة وثانيهما أحمد قالون. ترجمة إبراهيم في غاية النهاية 22/1. 

- روى القراءة عن قالونء وله عنه نسخةء انفرد عن قالون ببعض الحروف. ترجمته في غاية النهاية 243/1. 

- الغاية في القراءات العشر لابن مهران 31-30. ٠‏ 

- نفس المصدر 32-31. ومثله في "المبسوط"17. 

*- ترجمته في غاية النهاية 293/1 ترجمة 1289. 

: - هو عيسى بن وردان سياتي في أصحاب نافع. 

*'' د قراءات القراء المعروفين للأندرابى 43 
' - ترجمته في غاية النهاية 301/1 نرجمة 1317. 


د ىم am‏ ل 


16 


ومن طريقه عنه رواها أبو عمرو الداني في "التيسير")» وقد تفرد عن قالون باثبات 
الألف وصلا في قوله تعإلى : "لكنا هو الله ربي"”» وروى عنه في المقنع عن قالون قائمة 
طويلة ف ال 

عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري القاضي المكي» سكن مصر» روى اطروف 
سماعا عن قالون عن نافع وله عنه نسخة» روى الحروف عنه إبراهيم بن عبد الرزاق. توفي 
سنة 293م . 

محمد بن عبد الحكم بن يزيد أبو العباس القطري الرملي» أخذ القراءة عرضا وسماعا 
عن قالون عن نافع» وله عنه نسخة, وانفرد عن قالون عن نافع بضم الياء وفتح اليم من 
"إلينا لک a‏ (9, 

محمد بن عثمان بن خالد أبو مروان العثماني المدني -من ذرية عثمان بن عفان رضي 
الله عنه- روى الحروف عرضا وسماعا عن قالون عن نافع» وله تة توف نة 241م , 

موسى بن إسحاق أبو بكر الأنصاري الخطمي البغدادي القاضي» روى القراءة عن 
قالون ومحمد بن إسحاق المسيبى وغيرهماء وروى عنه القراءة أبو بكر بن مجاهد توفي سنة 
7م 02 ١‏ ّ 

إبراهيم بن محمد بن إسحاق المدني, قرأ على قالون. وروى الحروف عن أبي بكر بن 
أبي أوبس صاحب نافع وغيره. 2 

والرواة عن قالون غير هؤلاء كثيرء وامما اقتصرنا على ذكر مشاهيرهم. 





' - ترجمته في غاية النهاية 440/1 ترجمة 1839. 

: - وسياتي في روافد مدربة ورش بمصر. 

- التسيير 10. 

“ - سورة الكهف الآية رقم 38. 

* - المقنع فيرمعرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار 14-10 
“ - امام جليل من قراء الشام سياتي. ترجمته في غاية النهاية 17-16/1 رقم 64. 
7 - غاية النهاية 492/1 ترجمة 2046. 

- سورة القضص الآية رقم 39 

- غاية النهاية 159/2 ترجمة 3096. 

*! - المصدر نفسه 196/2 ترجمة 3229. 

1 - غاية النهاية : 317/2 ترجمة 3673 

*' -غاية النهاية : 23/1 ترجمة 95 


3 


(2)- إسحاق المسيبى : 

هو أبو محمد إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن المسيبي المخزومي المدني. 

قال الخزرجي: "أمير القراءء كان جليل القدر ثبت ". 

وقال ابن الجزري: "إمام جليل عام بالحديث» قيم بقراءة نافع ضابط لها محقق فقيه 
قرأ على ناقع و وغيره. © 
سمعك وقلبكى فإنه أتقن الا 0 0 هل المدينة 0 للح ا 
بال البرك 


وقد انتشرت روابته ف العراق انتشارا كبيراء وقرأ بها لنافع أعلام الأئمة به كالكسائي 
والدوري دي عبيد. ومن 0 0 المشهورة طرق ابن مجاهد بها ف كتاب "السبعة" قال: 


35 7 بكر محمد القاسم ا قال في الابضاح في سياق حديثه عن قراءة 
نافع : 


أ 


ي أيضا بها . سليمان بن خبى بن الوليد التميمي المعروف بالضبي» عن 
100 ن : "(11) 


"وحدثني بها محمد بن 00 عن ابن سعدان عن المسيبي عن نافع "7 . 


' - خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجى 30. 

2- غاية النهاية 158/1 ترجة 734. 

- غاية النهاية 1/158. 

“-هو أبو بكر محمد بن فرج أبو بكر الخرابي من شيوخ أبي بكر بن مجاهد.غاية النهاية 229-228/2 

- هو أبو بكر بن أبي خيثمة البغدادي توفي سنة 279.ترجمته في غاية النهاية 54/1 ترجمة 233. 

: - هو ادربس بن عبد الكريم الحداد البغدادي من أصحاب خلف بن هشام أحد القراء العشرةء قرأ عليه بروايته عن حمزة 
واختياره» توفي سنة 292ه. ترجمته في غاية النهاية 154/1 ترجمة 717. 

- هو خلف بن هشام البزار صاحب الرواية عن حمزة. 

* - السبعة في القراءات 90-80. : 

* - هو سليمان بن يحبى بن أيوب بن الوليد بن أبان أبو أيوب التميمي البغدادي المعروف بالضبي, عرض على الدوري وقرأ على 

جماعة» توفي سنة 291ه. ترجمته في غاية النهاية 318-317/1 ترجمة 1394. 

' - هو أبو جعفر محمد بن سعدان الضرير الكوفي النحوي الإمام صنف في العربية والقراءات» له اختيار في القراءة توفي سنة 

1ه. ترجمته في غاية النهاية 143/2- ومعرفة القراء 177/1. 

'' - ايضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري 111/1. 


18 


وأسندها الإمام الأندرابي من طرق أخرى تتصل في بعضها بطرق ابن مجاهد في 


"| اك ” 
والرواة عنه كثير يمكن الرجوع إلى أسمائهم ف الطبقات عند الذهبى وابن الجرري 
وغيرهما0. : 


وهو أحد الأربعة الكبار الذين اختار الداني روايتهم عن نافع» وضمنها كتاب 
"التعريف" من طريقى محمد بن إسحاق المسيبى عن أبيه» وحمد بن سعدان عن إسحاق 
او 1 6 

ورواها ف "جامع البيان" من نسعة طرق» فقال: 

"وبرواية إسحاق المسيبي من طريق ابنه محمد > وخلف بن هشام. ومحمد بن 
سعدان» ش 

ا 00 e:‏ ده القا )8( أ 5 )9( | 000 
وعبد الله بن ذكوان '. وحمزة بن القاسم ': وأحمد بن جبير '. وإسحاق بن موسى 
الأنصاري“"'ء و محمد بن عمرو الباهلى 010 وحماد بن 2 عنه"(13), 





' - قال ابن الجزري في الغاية 149/2: "صوابه محمد بن يى بن سليمان» ثم ترجم له بذلك؛ وقال: أبو بكر المروزي نزيل 
بغداد. مقرئ محدث مشهور» روى القراءة عرضا عن محمد بن سعدان» وهو من جلة من أصحابه...قال الداني توفي ببغداد 
قريبا من سنة 300ه" حغاية النهاية 277-276/2. 

- ايضاح الوقف والابتداء للأنباري 111/1. 

( - كتاب قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين للأنداربي 60-58. 

“ - معرفة القراء الكبار 121/1 طبقة 5 ترجمة 3- غاية النهاية 158-157/1 ترجمة 734. 

* يكن الرجوع الى كتاب "التعريف" 174-173. 

° - هو محمد بن إسحاق بن محمد المسيبي المدنيء مقرئ عالم مشهور ضابط ثقةء أخذ القراءة عرضا عن أبيه عن نافع» وله نسخةء 

وعن أحمد وثابت ابني ميمونة ابنة أبي جعفرء والرواة عنه كشي مات سنة 236ه. ترجمته في معرفة القراء 177/1 طبقة 6 

ترجمة 34. وغاية النهاية 98/2 ترجمة 2847. 

7 - أحد راوبي قراءة ابن عامر الشامي -تقدم-. 

* - هو حمزة بن القاسم أبو عمارة الأحول الأزدي الكوفي من الرواة عن حمزة وأصحاب نافع -سياتي-. 

” - هو أبو جعفر الكوفي نزيل أنطاكية سياتي. 

8 - هو إسحاق بن موسى أبو موسى الأنصاري الكوفي» روى القراءة عن إسحاق المسيبي. روى القراءة عنه عبد الله بن عمرو 
بن أبي سعد الوراق مات سنة 244. -غاية النهاية 158/1 ترجمة 737. 

'! - هو محمد بن عمرو بن العباس أبو بكر الباهلي البصري ثم البغدادي أخذ القراءة عرضا عن إسحاق بن محمد المسيبي 
عن نافع» روى القراءة عنه عرضا إبراهيم بن الحسن النقاش. -غاية النهاية 221/2. 

12 - هو حماد بن بحر الكوفيء روى القراءة عن إسحاق بن محمد المسيبي, قال الداني: "وحماد هذا كثير الشذوذ لأصحابه 
عن المسيبى. حغاية النهاية 258-257/1 ترجمة 1167. 

3 - جامع البيان في القراءات السبع للداني -ملخص منه للدكتور عبد المهيمن طحان 9798. 


19 


قال الحافظ الذهبى في ترجمته: "قرأ على نافع بن أبي نعيم» وهو من جلة أصحابه 
المحققين قم ذكر أسماء طائفة من مشاهير الرواة عنه. وقال: توفي سنة206 © 
(3) - إسماعيل بن أبى كثير : 

هو إسماعيل بن جعفر بن أن كثير الزرقي الأنصاري المدنيء أحد كبار أهل المدينة. 
أخذ القراءة عرضا عن شيبة بن نصاح المدني» ثم عرض على نافع وسليمان بن جماز وعيسى 
بن وردان وبرع ف القراءة, وسمع من كبار المشايخ فشارك شيحه نافعا ف طائفة منهمء كربيعة 
بن أن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي. وأبي جعفر بن القعقاع المدني وجماعة؛ ثم نزل 
بغداد, ونشر بها علمه. وأقرأ بها ". 

وقد حكى ابن مهران عنه في الغاية قوله بعد أن ذكر سنده إليه بقراءة نافع: 

"وقرأت القرآن على شيبة بن نصاح مولى أم سلمة زوج الرسول - صلى الله عليه 
وسلم-. وكان إمام أهل المدينة في القراءة» وكان قديماء فلما هلك شيبة قرأت قراءة نافع" 

وقد حدث عن نافع أيضا. وكان له مقام في رواية الحديث والأثر. 


أخذ عنه كبار الأئمة ببغداد. ومنهم أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي -أحد القراء 
السبعة- وأبو عبيد القاسم بن سلام وسليمان بن داود الهاشمي» وأبو عمر حفص بن عمر 
الدوري» وخلف بن هشام ازاز 


وف اعتمد أبو عبيد في كتابه الذي يعتبر أول كتاب في قراءات أئمة الأمصارء 
فقال: 


"فكل ما كان في كتابنا هذا من القراءات عن أهل المدينة: أبي جعفر وشيبة ونافع» 
فإن إسماعيل حدثنا بها عنهم غير مرةء وأخبرنا أن ما كان منها من قراءة أبي جعفرء فإنه 
سمعه من عيسى بن وردان عن أبي جعفر» وما كان منها من قراءة شيبة ونافع» فانه أخذها 
فا أ مهما وق القران غ 


' - معرفة القراء الكبار 122-121/1 طبقة 5- وغاية النهاية . 158-157/1 ترجمة 734. 

* - معرفة القراء 120/1 وذكر في سير أعلام النبلاء له 337/7 قراءته على نافع. 

* - الغاية في القراءات العشر 29. 

* - تهذيب التهذيب لابن حجر 407/10. 

* - قال الحزرجي في الخلاصة 33 : "له خمسمائة حديث". 

رئ بندادي قرا على إنتماغيل» ولعي سك توق ينه 2219 غاية التياية 313/1 ين 11377 
” - يمكن الرجوع الى الرواة عنه عند ابن الجزري في غاية النهاية 272/1 ترجمة 1235. 

* - القراءات لأبي عبيد -نقله الأندرابي في كتابه "قراءات القراء المعروفين" 44. 


20 


وأسندها ابن مجاهد في أول السبعة فقال: 


"قرأت بها القرآن على عبد الرحمن بن عبدوس من أول القرآن إلى خاقته خوا 
من عشرين مرة» وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري 
الأزديء وأ خبره إسماعيل أنه قرأ بها على نافع "©0. ثم قال 


"وأخبرني محمد بن الجهم عن سليمان بن داود الهاشمي عن إسماعيل عن نافع 
وعن أبي و 05 عن الكسائي عن إسماعيل عن نافع "(© 


وروايته عن نافع هي إحدى الروايات الأربع التي ضمنها أبو عمرو الداني كتاب 
"التعريف", وأسندها فيه من طريقين: طريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس عن حفص 
الدوري عن إسماعيل؛ وطريق أحمد بن فرح البغدادي عن الدوري أيضا عنه"©. 


وتوسع فيها في "جامع البيان", فبدأ رواية نافع بذكرها وقال: 


"نأفردت قراءة نافع برواية اسماعيلٍ بن جعفر من طريق عبد الرحمن بن عبدوس» 
وأحمد بن فرح و محمد بن نحمد الباهلي عن ابي عمر الدوري عنه» ومن طريق علي الكسائي؛ 
وسليمان الهاشمي. کک الأسدي 9 


وحسين لمر ويزبد بن عبد الواحد © N‏ 
وكان إسماعيل يقيم بالعراق مدة وبالمدينة مدة"ء وتوفي ببغداد سنة (180ه), 
وقيل سنة (177ه)»ء وقال ا سنة (200) (02) 


' - هو أبو الزعراء البغدادي من أكبر أصحاب الدوري وأجلهم وأضبطهم» عرض عليه ابن مجاهد وعليه اعتماده ترجمته في 

معرفة القراء 193/1 طبقة 7- وغاية النهاية 374-373/1 ترجمة 1589. 

- السبعة 89. 

- هو أبو عبد الله السمري البغدادي الكاتب (ت308) - غاية النهاية 113/2. 

- هو ميمون بن حفص النحوي الكوفي من أصحاب الكسائي -ترجمته في غاية النهاية 325/2 ترجمة 3707. 

- السبعة 89. 1 

- التعريف في اختلاف أصحاب نافع 169-168. 

- لعله يريد أبا عبيد القاسم بن سلام وهو من كبار أصحاب الكسائي أخذ القراءة عرضا وسماعا عنه. وقرأ أيضا على 

إسماعيل حغاية النهاية 18-17/2 ترجمة 2590.- وانباه الرواة لقفطي 23-12/3 ترجمة 550. 

- هو الحسين بن محمد بن أحمد أبو أحمد المروزي. ترجمته في غاية النهاية 249/1 ترجمة 1132. 

* - هو يزيد بن عبد الواحد الضريرء ذكره ابن الجزري في ترجمة إسماعيل من الاخذين عنه - غاية 163/1. ترجمة 758- 
وم يفرد له ترجمته في اليزيديين . 

" - جامع البيان للداني -ملخص عن الكتاب للد كتور عبد المهيمن طحان 98-97. 

'! - مشاهير علماء الأمصار لابن حبان 141 ترجمة 1115. 

2 - معرفة القراء الكبار 120/1 طبقة 4 ترجمة 17. - وغاية النهاية 163/1 ترجمة 758. 


2 
3 
4 
5 
6 
7 


21 


وما تزال روايته عن نافع معروفة عندنا بالمغرب إلى اليوم عند قراء "العشر الصغير", 
مع روايات ورش وقالون وإسحاق المسيبي كلهم عن نافع . 

ولإسماعيل كتاب صنفه في "قراءة المدنيين" رواه عنه سليمان الهاشمي وغيرهء اطلع 
عليه أبو عمرو الدانيء ونقل عنه في تحقيق بعض مسائل الخلاف. ١‏ 
(4)- سليمان بن جماز : 


هو أبو الربيع سليمان بن مسلم بن جماز الزهراني المدني مولى بني زهرةء أحد 
فضلا ء أئمة الاقراء بالمدينة من أصحاب نافع» وقد قدمنا قول نافع لأحد تلامذته: "ان كنت 
تريد تعليم الصبيان فأت سليمان بن مسلم “يعني ابن و قال الداني: "وكانت مقرأة 
سليمان بن مسلم الهمز 0 المدات مثل مقرأة أهل الأندلس.."٠‏ 


قال ابن الجزري: "مقرئ جليل ضابطء عرض على أبي جعفر وشيبة» ثم عرض على 
نافع» وأقرأ بحرف أبي جعفر ونافع"“. 

وقال في النشر: "وكان مقرئا جليلا ضابطا نبيلاء مقصودا في قراءة أبي جعفر ونافع» 
روى القراءة عرضا عنهما"©. 

ونقل الأندرابي عن قتيبة بن مهران قال: "سألت سليمان بن مسلم بن جماز فقلت: 
أقرأت على أبي جعفر وشيبة ونافع؟ قال: نعم» قد قرأت على أبي جعفر وشيبة ونافع» وسألته 
ققلت له: أتقرأ بقراءة أبي جعفر أو نافع؟ فقال: أقرئ الناس بقراءة نافع, وإذا كنت وحدي 
فأحب إلي أن أقرأ بقراءة أبي جعفر"©. 

وقد كان نافع -كما قدمنا- يجله وبكرمه. ويقوم له إذا جاء "لأنه كان رفيقه في 
القراءة على أبي جعفرء ثم قرأ عليه" . 


1 - ويرمز أهل هذه الصناعة لهم بالرمز التالي: جيتص- بمحق- سود-لفز-. الجيم لورشء والياء ليوسف الأزرقء والتاء للعتقي 
وهو عبد الصمد. والصاد للأصبهاني محمد بن عبد الرحيم. والباء من "بمحق" لقالونء وا ميم لمحمد بن هارون المروزي» 
والحاء لأحمد اللوانيء والقاف لإسماعيل بن إسحاق القاضي. والسين من "سود" لإسحاق المسيبيء والواو لولد إسحاق 
محمد والدال لمحمد بن سعدان. واللام من "لفز" للأنصاري إسماعيل بن جعفرء والفاء لابن فرح المفسر والزاي لأبي 
الزعراء عبد الرحمن. 

- تقل الداني عنه في ذكر اسكان نافع لياء "ومحياي" في سورة الأنعام -نقله ابن الجزري في النشر 179/2. 

- نقله في غاية النهاية 296/2 ترجمة 2598. 

- غاية النهاية 315/1 ترجمة 1387. وغوه في النشر 179/1. 

* - النشر 179/1. 

° - قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين 48-47. 

7 - منجد المقرئين لابن الجرري 9-8. 


2 
3 


4 


22 


وي ذلك ی قدمه ف ا و 1 جعفر وإ تفانه rs‏ 0 
00 
وغيره. 


أما روايته عن نافع فهي مضمنة في 7 "السبعة" لابن مجاهد, وقال: 


"أخبرني بها عبد الله د بن سليهان© عن أبي بشر يونس بن خن عن أبي عبد 


الکن فی بن وران عن ما بن مسلم بن جماز عن نافع" ©. 

ولعل في اقتصار ابن مجاهد عنه على طريق واحد» على خلاف عادته مع غبره ما 
يدل على قلة من حملوا عنه الرواية عن نافع إما عموماء وإما بالعراقء ول يذكر ابن الجزري 
ممن عرض عليه القراءة سوى إسماعيل بن جعفر وقتيبة بن مهران. 

ويتبين من استعراض الحروف التي ذكرها له ابن مجاهد, أنه كثير المخالفة لباقى الرواة 
عن نافع2: وقد ساق ابن خالويه بعض المروف التي قرأ بها لنافع في كتاب "الشواذ". 

قال ابن الجزري : مات بعد السبعين ومائة فيما أحسب"©, 


وقال ولد ابن الجرري ف شرح "طيبة النشر" لوالده: "مات بعيد خمس وسبعين 
091 
ومائة /. 


(5)- عیسی بن وردان : 
هو عيسى بن وردان أبو الحارث المدني الحذاءء قال الذهبي: 


"قرأ على أبي جعفر القارئ وشيبة بن نصاح» ثم عرض على نافع بن أبي نعيم» وهو 
من قدماء أصحابه. ولعله مات قبله"029, 


' - ينظر في ذلك إسناد ابن الجزري لها في النشر 178-176/1- وفي تحبير التيسير له 35-34. 

2 - هو عبد الله بن سليمان بن الأشعت -وهو أبو بكر بن أبي داود السجستاني صاحب السنن المشهور- ثقة كبير مأمون...روى 

القراء عنه ابن مجاهد وغيره. توفي سنة 316. غاية النهاية 421-420/1. 

* - هو يونس بن حبيب بن عبد القادر الأصبهاني من أصحاب قتيبة بن مهران توفي سنة 267 . غاية 406/2. 

“ - السبعة في القراءات 88. 

* - غاية النهاية 315/1 ترجمة 1387. 

5 - يمكن الرجوع الى كتاب السبعة في الصفحات -481-438-436-423-411-395-391-354-346-342-336-335- 
702-699-688-613-573-570-568-567-560-549-538-527-503-7. 

” - ينظر كناب ختصر من شواذ القراءات من كتاب البديع لابن خالوبه 162-128. 

- غاية النهاية 315/1 ترجمة 1387. 

* - شرح طيبة النشر في القراءات العشر 11. 

9 - معرفة القراء الكبار 92/1 ترجمة 4. 


23 


وقال ابن الجزري : "امام مقرئ حاذق. وراو محقق ضابط. عرض على ا جعفر 
وشيبة ثم عرض على نافع وهو من قدماء أصحابه قال الدانى : "هو من اة أصحاب نافع 
وقدمائهم: وقد شاركه في الاسناد". 

وقال في النشر: "كان مقرئا رأسا في القراءة» ضابطا لهاء محققاء من قدماء أصحاب 
نافع ومن أصحابه في القراءة على اف ا 


عرض القراءة عليه من أهل المدينة إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير وعيسى بن مينا 
قالون» ومحمد بن عمر الواقدي . وهو الراوي الثاني بعد ابن جماز لقراءة أبي جعفر في 
كتب المتأخرين: ليس عند ابن مجاهد رواية له في كتاب السبعةء بل لم يذكره في قائمة الرواة 
عن نافع 7 وذكره فحسب في خبر أسنده عنه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: 
"كان أبي يقول لعيسى بن وردان: اقرأ على إخوتك كما كان أبو جعفر وشيبة يقرآن على 
كل رجل عشر آيات غشر آيات"©. 

قال ابن الجزري: "مات فيما أحسب في حدود الستين ومائة"©. 


(6)-إسماعيل بن أبي 3 : 
وقيل أو ا الله ا e‏ مالك , واش وابن أخته وزډج 
ابنته فاطمة» قال عياض : 


"قرأ على نافع ب ن ابی نعيم» وله عنه نسخة» وهو آخر من روى عنه بالمدينة» وسمع 
أباه 
واخ( وخاله مالك وإبراهيم ابن 00 2 وَسْليمَان” DE‏ 


' - غاية النهاية 616/1 ترجمة 2510. 

2 - النشر 179/1. 

” - غاية النهاية 616/1 وسياتي ذكر الواقدي في أصحاب نافع. 

“ - أسندها ابن مهران في الغاية من طريق قالون عن ابن وردان عنه -الغاية في القراءات العشر لأبي بكر بن مهران 24-23. 
ويمكن الرجوع إلى طرقها في النشر 176-174/1. 

* - السبعة 64-63. 

° - هذا الخبر ليس في كتاب السبعةء وإنا نقله ابن الجزري في الغاية عن بعض تصانيف ابن مجاهد حغاية النهاية 616/1 
ترجمة 2510. 

1 الى لسر والصفحة. 

- ترتيب المدارك 151/3. 

* حهو عبد الحميد بن أبي أويس سياتي. 

'' - هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من علماء المدينة من تابعي التابعين» ولي قضاء 
بغداد وحدث بهاء مات سنة 183- طبقات ابن سعد 322/7. 


24 


أما 00 عنه فقال ابن الجزري : "روى القراءة عنه أحمد بن صالح وإبراهيم بن 
سعيد الجوهري © وأبو حاتم السجستاني» والملواني فيما ذكره الهذلي"©. 
وروايته مدرجة ف كتاب السبعة لابن مجاهد» قال ف سياق عرضه لأسانيد ف قراءة 
نافع : 
"وأخبرني الأشنانى عن خمد بن صالح عن إسماعيل وأبي 6 ابني أبن أويس 
TT‏ 60 
كما حدث عنه في أسانيد نافع فال "دا ’فافع بن اناق بن شعي © 


قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني ابي قال: أخبرني يزيد بن رومان 7" مولى 
آل الزبير» أنه أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن عياش ب بن أبي 0 


توفي ابن أبي أويس سنة ست وقيل سبع وعشرين ومائتين2!) 


NEE‏ 0 أويس الأصبحي المدنيء أبو بكر المعروف ب "الأعشى"120» 


روىق أبو عمرو الداني بسنده عنه قال: "صحبت نافع بن ابي نعيم أربعا وعشربن 
سنةء لا أفارقه إلا في منزله"'. قال عياض: "وقرأ على نافع القارئ» وكان صاحب عربية 
١‏ ل 
وقرا ع 


وقال الذهبى: " قرأ القرآن على نافع الإما» فكان بقية أصحابه"0. 





أ - هو أبو أيوب من فقهاء المدينة وكان يلي السوقء ثم ولي القضاء للرشيدء توفي سنة 176-له ترجمة في مشاهير علماء 
الأمصار لابن حبان 140 ترجمة 1111 ترتيب المدارك 34-30/3. 

- ترتيب المدارك 152/3 ومثله في شجرة النور لابن مخلوف 56. 

- سياتي في أصحاب ورش. 

- ترجمته في غاية النهاية 15/1 ترجمة 57. 

- غاية النهاية 162/1 ترجمة 755. 

- هو الحسن بن علي بن مالك الأشناني -تقدم-. 

- سياتى وهو عبد المميد المذ كور بعده 

* - السبعة 90. 

* - هو القاضي إسماعيل تقدم في الرواة عن قالون. 

'! - تقدم في شيوخ الإمام نافع في القراءة. 

+1 - السبعة 61-60. 

2 - غاية النهاية 162/1 ترجمة 755.-ترتيب المدارك 154/3-وطبقات ابن سعد 483/5. 

3 هو أخو إسماعيل قبله. 

“ - تفله عياض في ترتيب المدارك دون عزو 1546/3 ونسبه ابن الجزري الى تقل الداني -غاية النهاية 360/1. 
ك - ترتيب المدارك 155/3. 


2 
3 
4 
5 
6 
7 


25 


وقال ابن الجزري: "أبو بكر الأصبحي ابن أخت الإمام مالك بن أنس» حليف بني 
تيم» یعرف بالأعشى. : ثقةء أخذ القراءة عرضا وسماعا على نافع بن أبي نعيم» روى 1 
عنه محمد بن أحمد بن صالح المصريء وإبراهيم بن محمد المدني, وأخوه إسماعيل بن 
أويس." 97 وعبد الرحيم اليماني!© وإبزاهيم: بن سعيد الجوهري” 7 والحلواني"©. 

وروايته عن نافع مبثوثة في كتاب السبعة لابن مجاهد. ا E‏ 

"وأخبرني بها أحمد بن محمد بن صد( عن إبراهيم بن محمد المدني عن أب بكر 

أي أوبسء. وهو أبو بكر اللأعشى ابن أخت الإمام مالك بن أنس -عن نافع...وذكرها 

ا ثان تقدم في ترجمة أخيه إسماعيل. وقد بث ا في "الكامل" روايته ورواية 
أخيه المذ كور قبله عن نافع“ . وله ولأ خيه إسماعيل مقام في الرواية عن أهل المدينة» والمعرفة 
بمذهب مالك قال ابن شعبان : 


ك عن مالك e‏ : : الموطأ دغر وروی عن مالك أنه قال لهما: 


توفي سنة اثنتين أو ثلاث ومائتين» ويقال سنة احدى ومائتين 0 


(8)-يعقوب بن جعفر : 
قال ابن الجزري: "روى القراءة عرضا عن سليمان بن مسلم بن جماز» ونافع بن أبي 





- هو عبد الرحيم العمري الهاشمي من رواة رواية قالون. غاية النهاية 384/1. 

- هو إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق الجوهري البغداديء أخذ القراءة سماعا عن إسماعيل وأبي بكر ابني أبي أويس عن 

نافع. ترجمته في غاية النهاية 15/1 ترجمة 57. 

° - غاية النهاية 360/1 ترجمة 1543. 

1 - هو أبو بكر بن صدقة البغدادي. مقرئ ثقةء قرأ على إبراهيم بن محمد إسحاق صاحب قالون وأحمد بن جبير وغير ماء 
وروى القراء عنه ابن مجاهد وغيره. - ترجمته في غاية النهاية 119/1. ترجمة 552. 

* - السبعة في القراءات 90. 

* - يمكن الرجوع الى ذلك في قسم الأسانيد من "الكامل" لوحة 92. (مخطوط). 

- ترتيب المدارك 155/3 

- ترتيب المدارك 156/3- والخلاصة للخزرجي 222- وشجرة النور الزكية 56. وما في غاية النهاية 360/1 ترجمة 

3 من ذكر وفاته سنة ثلاثين ومائتين علط أو تحريفء وبظهر أن المراد سنة ثلاث ومائتين, لما تقدم في ترجمة أخيه 

إسماعيل بن جعفر من كونه آخر أصحاب نافع من أهل المدينة وفاة. 


11 


26 


"روى القراءة عنه عرضا أبو عمر الدوري» وعلي بن حمزة الكسائي» وحمزة بن 


القاسم» ومحمد بن 001 


وقد أسند ابن مجاهد روايته عن نافع في كتابه "السبعة" فقال: 

"وأخبرني عن بز ی اکا عن ابي انارت الليت. بن الد عن أبئ 
عمار:© عن يعقوب بن جعفر عن نافع. واشار في أثناء الكتاب إلى الخلاف بينه وبين 
أصحاب نافع ©. وقد شذ عنه برواية الخفض في و بن قله شالق "قل .ادن 
خير لكم يومن بالله ويومن للمومنين» ورحمة للذين آمنوا مک "0 

قال ابن مجاهد: "ورحمة" مثل و خا و ا 

وقال الداني: "لم يروه عن نافع غيره» وهو وهم من أبي a‏ 

وليعقوب بن جعفر ذكر في رواية الحديث أيضا"» وم يقف على تاريخ وفاته. . 
(9)- محمد بن عمر الواقدي : 

هو محمد بن عمر بن واقد الواقدي المدنى ثم البغدادي الاخباري المشهورء كان قاضيا 
للرشيد وابنه المامون. قال ابن الجزري: 


"روى القراءة عن نافع بن أبي نعيم» وعيسى بن وردان» وسليمان بن مسلم بن جماز» 


1 5 مه 0 .. ,)12 1 13 .| 
عن أبى جعفر وشيبة» وروی الحروف عن عدي بن الفضل ( عن ابى و ١‏ وله عن نافع 
(Dm. .‏ 1 
دسحه ٠.‏ 





أ - غاية النهاية 390-389/2. ترجمة رقم 3894. 

2 - يعرف بالكسائي الصغير, بغدادي مقرئ متصدرء من كبار شيوخ ابن مجاهدء أخذ عنه القراءة سماعا مات سنة 280 
أو قريبا منها -نرجمته في معرفة القراء 1 طبقة 7- وغاية النهاية 276/2. 

: - قارئ بغدادي مشهور من جلة أضحاتب الكسائي» وهو أحد رادبي قراءته السبعية, مات سنة 240. ترجمته في معرفة 
القراء 1 طبقة 6- وغاية النهاية 2 ترجمة 2637. 

4 - هو حمزة بن القاسم الأحول من أصحاب حمزة -تقدم. 

د - كتاب السبعة في القراءات 90. 

° - الصفحات 599-560-538-470-438-436-416-6. 

7 - سورة التوبة الآية رقم 61. 

* - السبعة في القراءات 316-315 وغاية النهاية 389/2. 

' - نقله ابن الجزري في غاية النهاية 390/2, و يتعرض في التسيير لذلك -ص118- انما ذكر حمزة. 

- ينظر في خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي 456. 

.390/2 لم يذكرها ابن الجزري في الغاية‎ - !١ 

2 - هو عدي بن الفضل أبو حاتم البصريء روى الحروف عن أبي عمرو بن العلاء» وحدث عن مالك بن أنس وروى الحروف 
عنه محمد بن عمر الواقدي. حترجمته في غاية النهاية 511/1 ترجمة 2112. 

3' - هو أبو عمرو بن العلاء البصري. 


27 


وقال عياض: "ذكره أبو عمرو الداني في طبقات القراء فقال: "روى القراءة عن 3 
أن نعيم وعيسى بن وردان» وسليمان بم مسلم بن ا 2 وسمع معمر بن راشد©) 
وروی عنه ابنه ‏ وكاتبه محمد بن سعد "قال عياض: "روى عن مالك حديثا كثيرا وها 
ومسائل....وكان واسع العلم كفن ال ادها تيل عاكلا باه يك زو البو اليا 


قال ابن الجزري "زو القراءة اع کی ن سبد كاتا" وقد و 


ويبدو أن اشتغاله بفنون أخرى كالسير والمغازي قد استهلك أكثر جهوده بالاضافة 
إلى ما ذكرنا من ولايته القضاءء ولذا لم يشتهر له ذكر في مجال الرواية عن نافع بالمدينة أو 
بالعراق» وانما اشتهرت الرواية عنه من طريق كاتبه المذكور. وقد أسندها ابن مجاهد من طريقه 
عنه» فقال في كتاب السبعة : 


اواخدي: الكاوطاد بن مدد بن أي a‏ مدل عن مد بن در 
ل عدي ايك قال 00 -يعنى نفسه-: : وأخذت عامة رواية محمد بن 
ل 3 


00-0 ل لروايته. فانه ا وياب المذكور خلافا 
لأصحاب نافع أو وفاقاء إلا ف موضعين من سورة ؛ المائدة(0! 
توفي الواقدي ببغداد في ذي الحجة سنة 207ه عن T8‏ 


أ - غاية النهاية 219/2 ترجمة 332. 

* - تصحف في ترتيب المدارك ب "حبان". 

3 - معمر بن راشد مولى الأزدء فقيه محدث من أهل البصرة انتقل الى اليمن» وتوفي بها سنة 152. ترجمته في طبقات ابن 
سعد 546/5- ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان 152 ترجمة 1543. 

“ - ذكر عياض أن ابنه كان صديقا ليحيى بن معين» فلم يضرب على اسم الواقدي حيعني لم جرحه- استحياء من ابنه ترتيب 
المدارك 211/3. 

* - المصدر نفسه 211-210/3. 

* - هو محمد بن سعد بن ب بنيع الزهري البصري صاحب "الطبقات الكبرى" والصغرى» صاحب الواقدي حتى عرف بكاتب 
الواقدي» وسمع سفيان بن عبينة ونظراء» توفي سنة 230ه. ترجمته في طبقاته 364/7 #تاريخ بغداد 321-5 ترجمة 
4. -وفهرست ابن نديم 151- وغاية النهاية 142/2 ترجمة 3018. 

7 - غاية النهاية 219/2 ترجمة 3322. 

* - في غاية النهاية 1 ابن أسامة. 

* - السبعة في القراءات 90. 

' - الموضعان هما قوله "والجروح قصاص" بالرفع -السبعة 244- وقوله "شنئان قوم" قرأها خفيفة أي باسكان النون - 
السبعة 242. 

'! - تاريخ بغداد 3/3 ترجمة 939 - وترتيب المدارك 210/3 وما بعدها حوغاية النعاية 219/2 رقم 3322. 


28 


(10)-الزبير بن عامر: 


هو الزبير بن عامر بن صالح الزبيري المدني. قال ابن الجزري نقلا عن الكامل في 
القرءات للهذلي 0 : "أخذ القراءة عرضا عن نافع» روى عنه أبو عمارة حمزة بن القاسم 
الا حول" 


وذكره ابن مجاهد في تلامذة نافع في "السبعة"20., وقال في إسناده بروايته إليه: 


اي سكن كط عرزي كه براي سرمي عن الزبير بن عامر عن 
نافع" 


ومع اسناده لها فإنه لم يذكر له في كتابه المذكور وفاقا ولا خلافا لأصحاب نافع 
وريا انتفع بذلك في غير كتاب السبعة. ول يتعرض ابن الجزري لسنة وفاته. ©. 


(11) - ابن أبي الزناد : 
هو عبد الرحمن بن عبد ا أبو محمد بن أبي الزناد المدني ثم البغدادي. 
ترجم له ابن سعد في الطبقة السادسة من التابعين. قال ابن الجزري: 


"أخذ القراءة عرضا عن أبى جعفرء ثم روى عن نافع, وله عنه نسخة. روى عنه 
الحروف حجاج بن محمد الأعور". وقال في النشر في سياق حديثه عن همز قالون "عادا 
الاولى" في سورة النجم: "ليس الهمز مما انفرد به قالون كما ظن من لا اطلاع له على 
الروايات ومشهور الطرق والقراءات, فقد رواه عن نافع أيضا أبو بكر بن أبي أوبسء وابن أبي 
الزناد وكرده"9©. 

أما ابن مجاهد فاكتفى بذكره في الرواة عن نافع ې وم يذكر له وفاقا أو خلافا 
للرواة عن نافع الا في موضع واحد في سورة يونس عند ذكر لفظ "ءالان" فقال : 


- يرمز ابن الجزري للنقل عن الكامل بالكاف» ووفقت على ما نقله في "الكامل" لوحة 96 (قسم الأسانيد). 

* سغاية النهاية 293/1 ترجمة 4287. 

* -السبعة في القراءات 64. 

“ -السبعة 91. 

د سغاية النهاية 293/1 ترجمة 1287. 

؟ -طبقات ابن سعد 415/5. 

7 -هو حجاج بن محمد المصيصيء» علامة مفسرء روى التفسير عن ابن جريح المكي» وروى القراءة عن حماد بن سلمة وأبي 
عمرو وحمزة وابن أبي الزناد عن ناافع وجماعة؛ ورواها عنه أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره توفي ببغداد سنة 206ه. - 
ترجمته في غاية النهاية 203/1 ترجمة 936 - طبقات المفسرين للداودي 128/1 ترجمة 125. 

* سغاية النهاية 382/1 ترجمة 1581. 

* بالنشر في القراءات العشر 411/1. 

“ا -السبعة في القراءات 64. 


29 


توف ابن أبن الزناد سنة 164 ببغداد, وله 74 سنة. ©. 


)12( - سعد بن إبرا هيم : 

هو سعد بن إيراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري» أبو إبراهيم المدنيء 
من رجال الحديث قال ابن حبان: "من جلة أهل المدينة وقدماء شيوخهم» كان على 
القضاء» فقدم واسط فكتب عنه الثوري وشعبة والعراقيون"©. 


وقال الخزرجي: "يروي عن أبيه إبراهيم» وعنه ابنه عبد الله وأحمد وقال: لم يكن به 
0 4 
باس 


قال ابن الجزري: 


روى القراءة عن نافع» وسكن بغدادء وولي قضاء واسط وكان ثقة مات في ذي 
الحجة سنة 201ه», عن 63 سنة ©. 


وقد ذكر الهذلي بعض ما خالف به الرواة عن نافع في كامله (سورة القلم). 
(13)- يعقوب بن إبراهيم : 
هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد» أخو سعد بن إبراهيم. 
ذكره ابن مجاهد في الرواة عن نافء9, وكذا ابن النديم في الفهرست”ء والذهبي في 
معرفة القراء©. 


وقال ابن الجزري "روى الحروف عن نافع» روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم © أنه 


قال: 
"قرأت على نافع نصف القرآن» وقرأ عليه أ خي ف اران كل واا ات "2 


' -المصدر نفسه 327 - وفي الرواية اتقطاع» لأن ابن مجاهد لم يدرك حجاجا لوفاة حجاج سنة 206. 

2 غاية النهاية 372/1 ترجمة 1581. 

3 - مشاهير علماء الأمصار 136 ترجمة 1072. 

“ - الخلاصة للخزرجي 133. 

د - غاية النهاية 303/1 ترجمة 1326. 

° - السبعة في القراءات 64. 

7 - الفهرست 48. 

* - معرفة القراء الكبار 83/1. 

* - هو عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم صاحب ابن مجاهد -تقدم-. 

“ - غاية النهاية 386/2 ترجمة 3888. ذكر في "السبعة في القراءات" 223 باسم يعقوب بن أبي إبراهيم ابن سعيد -وهو 
تحريف ظاهر. 


30 


قرأ عليه ابن أخيه عبيد الله بن سعد قال ابن الجزري IE‏ قراءة نافع عن عمه 
يعقوب بن إبراهيم عن نافع» عقت القران لدو ونصفة سباع 007 


وقد ذكر الهذلي ف كامله بعض روايته في سورة الممتحنة. وقد استمرت الرواية لها 
في هذا البيت إلى زمن متاخرء فذكر ابن اجزري في ترجعة عبد الرحمن بن محمد بن عبيد 
الله بن سعد بن إبراهيم (ت حول «(A0‏ أنه "روى قراءة نافع عن محمد بن أحمد 


0 ؟ عن عبيد الله بن سعد جده المذكور عن عمه يعقوب بن إبراهيم, قال: قرأت على 
نافع : 


ومن روايته عن نافع في رسم المصحف ما أخرجه أبو عمرو الداني في المقنع بسنده عن 
عبيد الله بن سعد بن إبراهيم عن عمه يعقوب عن نافع "قالوا فما جزاؤه" - "قالوا جزاؤه" 
- "فهو جزاؤه" كلهن فيه واو -يعني في الرسم -". وتوفي يعقوب في شهر رمضان 
سنة 208م©. 


(14) - خالد بن وضاح المدني : 

ذكره ابن الجزري في الرواة عن نافع ء وقال في ترجمته: 

"روى القراءة عن نافع لد أنه انيف 0 "ول يزد على هذا؛ الا أنه في ترجمة 
00 الزبير بن بكار المدني قال" زوق اروف عن اه عن خالد بن وضاع عن 


(15) - مالك بن أنس : 


هو إمام دار الهجرة في الفقه والسنن والآثار أبو عبد الله مالك بن أنس بن ابي عامر 
الأصبحي ثم المدني» ذكرنا ف مواضع عديدة من هذا البحث أخذه عن نافع وأخذ نافع 





أ - غاية النهاية 487/1. ترجمة 2025. 

2 - هو أبو عبد الله المقدمي البغدادي حغاية النهاية 59/2 ترجمة 2711. 

3 -غاية النهاية 37/1 ترجمة 1610. 

“ - سورة يوسف من الآيتين رقم 75-74. 

* - المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار للداني 37. 

؟ - غاية النهاية 386/2 ترجمة 3888. 

7 - غاية النهاية 331/2. وسماه "خلف بن وضاح"» ولعله تصحيف. 

*- نفس المصدر 269/1 ترجمة 1218. 

' - هو الزبير بن بكار الزبيري الروائي الاخباري المشهور صاحب "جمهرة أنساب قريس"» توفي سنة 256 ترجم له عياض في 
الطبقة الصغرى من أصحاب مالك - ترتيب المدارك 352/3. 

9! - غاية النهاية 299/2 ترجمة 3610. 


31 


للفقة عليه ؤرواية الموطاء عندث. عته تلميذة إسماعيل بن أن اوسن :قال: "قال لى مالك: 
ا Dr , f i‏ 8 


وقد عد ا نافعا ف شيوخه الذين روى عنهم ف الموطاً 2 وغيره» ورووا عنه 
الحديث» وقال: "قرأ مالك عليه القرآن" 7 ونقل عن أبي عمرو الداني أنه "ذكره في 
طبقات القراء المتصدرين» وذكر روايته عن نافع" . 


"أخذ القراءة E‏ عن نافع ب ا نعيم» روی القراءة عنه أبو عمرو الأوزاعى © 
وبحيى بن سعید) واللوانی ا قول الهذلي 9 ولا يصحء لد ات ون 
ومات سنة تسع وسبعين وا ' 00 


(16) - يحيى بن محمد أبو الزكير : 


هو بحيى بن محمد بن قيس الزيات المدني أبو الزكير» ذكره ابن مجاهد في الرواة عن 
نافع (11) ولم يذكر له رواية عنه في السبعة. وقد ذكره في أصحاب نافع في ترجمته 2 » وترجم 
له فقال: "أخذ القراءة عن نافع بن أبي نعيم» وروى عن زبد بن م وهشام بن عروة 
وغيرهماء r‏ من .أن وجزة السعدي ™"» قال زكرياء بن يى الساجي: "كان 
صاحب قراءات " 


- جمال القراء وكمال الاقراء لعلم الدين السخاوي 445/2. 

- ليس له رواية في الموطأ الذي بين أيدينا من رواية بحيى الليثيء ولا في موطأ محمد بن الحسن. 

- ترتيب المدارك 172/2- وغوه في 81/1 - وذكر رواية مالك عنه في سير النبلاء للذهبي 388/7. 

- ترتيب المدارك 81/1 - ومثله في الديباج لابن فرحون 29. 

* - هو الإمام عبد الرحمن بن عمرو بن محمد أبو. عمرو الأوزاعي امام أهل الشام في الفقه.(157-88)- ترجمته في طبقات 
ابن سعد 488/7 - وترتيب المدارك 173/2- وطبقات الفقهاء للشيرازي 76. 

° - هو يحيى بن سعيد القطان البصري الحافظ (ت 198ه) -من أصحاب مالك- ترجمته في ترتيب المدارك 177-176/2 - 
وطبقات ابن سعد 293/7. 

3 - هو أحمد بن يزيد صاحب قالون -تقدم-. 

* - ذكر الهذلى سنده بروايته في الكامل ف القراءات. 

تفي E‏ النهاية الى "سبعين" بتقديم السين. 

'' - غاية النهاية 36-35/2 ترجمة 2642. 

“! - السبعة في القراءات 64. 

2 - غاية النهاية 331/2 ترجمة 3718. 

13 - هو يزيد بن عبيد أبو وجزة السعدي المدني -تقدم- . 

4 -غاية النهاية 379/2 - ترجمة 3865. 


1 
2 
3 
4 


32 


(17) - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن وهب المدني : 





ذكره ابن الجزري في ترجمة نافع من الآخذين عنه من أهل المدينة "ء قال في ترجمته 
له: "روى القراءة عن نافع» روى القراءة عنه إبراهيم بن حسن بن علي © لا أعرفه إلا من 
ااا 


هو محمد بن بحيى بن على بن عبد الحميد أبو غسان الكناني المدني. ذكره ابن الجزري 
في الآخذين عنه من أهل المدينة , وقال في ترجمته: "روى القراءة عن نافع قاله أبو طاهر 
بن أبي هاشم" 6 . وترجم له عياض في الرواة عن مالك ب بن أنس أيضا ©. 


(19) - عبد الرحمن بن عبد الله المدني مولى بني هاشم : 
لم يذكره ابن الجزري في الرواة عن نافع في ترجمته» ولكنه ترجم له فقال: "رو 
المروف عن نافع» ذكره النقاش "° . 


(20) - ابو الذكر محمد بن یی : 


ذكره ابن الجزري في الرواة عن نافع من أهل المدينة 7» ولم يفرد له ترجمة ©. 


(21) 3 أبو العجلان المدني : : 
ذكره ابن الجزري بكنيته في الرواة عن نافع من أهل المدينة ""ء وقال في ترجمته: 
"أبو العجلان المدنيء أخذ القراءة عن نافع بن أبي نعيم, قاله أبو طاهر بن أب E‏ 


' -غاية النهاية 331/2 ترجمة 3718. 
* - هو إبراهيم بن حسن بن علي أبو إسحاق الهمداني -ترجمته في غاية النهاية 11/1 ترجمة 35. 
3 - غاية النهاية 174/2 ترجمة 3144. 
“ - نفس المصدر 331/2 ترجمة 3718. 
* - غاية النهاية 277/2 ترجمة 3527. 
° - ترتيب المدارك 195/2. 

” - غاية النهاية 331/2. 

* - غاية النهاية 372/1 ترجمة 1584. 
*-غاية النهاية 331/2. 

"ا - ولعله هو أبو الزكير السابق. 

1! - غاية النهاية 331/2. 

2 - غاية النهاية 619/2 ترجمة 2524. 


33 


(22) - صفوان المدنى : 
ذكره ابن الجزري باسمه المجرد في قائمة الرواة عن نافع من أهل المدينة . وقال في 
ترجمته: 0 م روى القراءة عن نافع ب بن ابي ا 


لم يذكره ابن الجزري في الرواة عن نافع في ترجمته!”, ولكنه قال في ترجمة جحدر بن 
عبد الرحمن اليماني: "روی القراءة عرضا عن أي بكر أحمد بن لق أويس» وأبي بكر 
وحمد القورسيين. ثلا ثتهم عن نافع, والكل مجهولون لا أعرفي ". 


وعتمل أن يكون المراد به عبد الميد ر 5 أويس الآنف الذكر - وهو المعروف 


بأبي بكر الأعشى» وبرجح هذا أن الهذلن 1 يذ كر فى كاملة عبد الحميد, وإنا ذكر أبا بكر 
0 


(24) - عبيد بن ميمون أبو عباد التيمى المدنى نزيل مصر : 


قال ابن الجزري: أخذ القراءة عرضا عن نافع ب بن ابي نعيم» روى عنه إبراهيم بن محمد 
المدني؛ قال البخاري: "مات سنة 204م" ©. 


وقال ابن مجاهد في كتاب السبعة : 


"حدثني أحمد بن محمد بن صدقة, قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق المدني 
ورن قال : حدثنا عبيد بن ميمون التبانء قال : قال لي هارون بن المسيب : قراءة من 
تقرأ ؟ قلت : قراءة نافع ابن أبي نعيم» قال : فعلى من قرأ نافع؟ قال : قلت : أخبرنا أنه 
قرأ على الأعرج, وأن الأعرج قال : قرأت على أبي هريرة رضي الله عنه-» وقال أبو هريرة: 
قرأت على أبي بن كعب, وقال أبي : عرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن» 
وقال : أمرني جبريل أن أعرض عليك القرآن". 


أ - غاية النهاية 331/2. 

َ - نفس المصدر 336/1 ترجمة 1454- وني الرواة عن مالك صفوان بن عمر بن عبد الواحد المدئيء فيحتمل أن يكون إياد, 
وهو الذي قال: "عرضنا على مالك الموطأء في أربعين يوماء فقال: كتاب ألفته في أربعين سنة أخذقوه في أربعين يوماء قل 
ما تتفقهون فيه" -الديباج المذهب لابن فرحون في ترجمة مالك 25. 

* - غاية النهاية 331/2. 

* - نفسه 190/1 ترجمة 872. 

.)92 ذكره في أسانيده لقراءة نافع باسم أبي بكر أحمد بن أبي أويس (لوحة‎ - ١ 

° - غاية النهاية 407/1 ترجمة 2070. 

” - كورة بنواحي حلب بالشام. 

* - السبعة في القراءات 55-54. 


34 


(25) - إسحاق بن محمد بن إسماعيل المدنى أبو يعقوب بن ات فروة مولى عثمان -رضى 
الله عنه-: 


ذكره الخزرجي ف الخلاصة. وقال:"روى عن مالك ونافع القارئ. قال البخاري 
مات سنة 00"226, 


(26) - محمد بن مسلم المدني نزيل البصرة : 


"روى عن نافع القارئ, وعنه روح بن عبادة 





,» )3( )2( 


)27( - سعيد بن هاشم : 
لم أقف على ما يدل على نسبته إلى المدينق ولكنى رجحت ذلك استنادا إلى روايته 
لحديث نافع عن الأعرج عبد الرحمن بن هرمز المدنيء وقد تقدم قول ابن عدي ۵ "لنافع 


(28) - ابن أبي فديك المدني : 

هو محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك المدني. لم يذكر ابن الجزري روايته عن 
نافع» وإنا قال "روى القراءة عن عبد الله بن كثير"» وذكر غيره أخذه لها عن عبد 
الرحمن بن لق الزناد» وروى عنه الشافعي وأ حمد بن صالح". وقد تقدم ذكر روأيته عنه 
في قول ابن عدي في.سياق حديثه عن نافع : "وله نسخة أخرى أكثر من مائة حديث عن أبي 
الزناد عن الأعرج» رواها ابن أبي فديك عن" . 


' - الخلاصة للخزرجي 30-29. 
- روح بن عبادة بن العلاء القيسي من شيوخ أحمد بن حنبل» له تفسير يروي عنه - طيقات المفسرين للداودي 173/1- 
4 ترجمة 170 
- الخلاصة للخزرجى 328. 
- صاحب الكامل في الحديث 
- معرفة القراء الكبار 92/1- وغاية النهاية 333/2. 
- غاية النهاية 101/2 ترجمة 285. 
- تهذيب التهذيب لابن حجر 61/9- والخلاصة للخزرجي 328. 
- معرفة القراء 92/1. 


3 
4 
5 
6 
7 
8 


35 


(29) - موسى الفروي : 
جاء ذكره في خبر ساقه الذهبي في ترجمة نافع قال : 


"وروی هارون بن موسى الفروي7" عن أبيه عن نافع بن أبي نعيم» أنه كان يجيز كل 
ما ما قرئ عليه» الا أن يسأله انسان أن يقفه على قراءته. فيقفه عليها"©2. 


(30):- عبد الله بن نافع الزبيري : 

هو عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري» أحد كبار الرواة عن مالك بن أنس» "صحبه 
ا م يذكره أحد فيمن قرأ على نافع» ولكني وقفت عند ا على ما يدل 
على عرضه للقراءة عليه فقد جاء في ترجمته عنده قوله :"قال عبد الله بن نافع : أول ما 
عرفت به مالكا أني كنت أقرأ يوما على تافع ابن أبي نعيم بعد الصب © فرفعت صوتي» 
فزجرني» وقال : أو ما ترى مالكا؟ وهو أول ما عرفت به مالكا." ©) 


)31 - عبد الله بن نافع الصائغ : 
هو أبو محمد مولى بني مخزوم, من أعلام أصحاب مالك أيضاء ومن الطبقة الوسطى 
من الرواة عنه من أهل المدينة. © 


1 أر من أشار إلى قراءته عليه» ولكنها محتملة, لوروده فيمن أخذوا عنه الحديث» 
وقد وقفت من ذلك على خبر له عنه عند الإمام الطبراني في معجمه الصغير جاء فيه: "حدثنا 
محمد بن إسحاق بن راهويه» حدثنا عبد الله بن حمزة الزبيري» حدثنا عبد الله بن نافع 
الصائغ» عن نافع ب بن أبي نعي عن نافع ڪن ابن عمرء أن رسول اله صلى الله عليه ملم كان 


E‏ ليرد "- قال الطبراني- : لم يروه عن نافع بن أبي نعيم إلا عبد الله بن 
نافع . 


' - تحرف نسبه في معرفة القراء 91/1 ب"الكردي". وابنه هو هارون بن موسى بن أبي علقمة الفروي المدني روى عن أبيه 
ومحمد بن فليح وروی عنه الترمذي والنسائي» مات سنة 252. - الخلاصة للخزرجي 407. 

* - معرفة القراء 91-90/1. 

* - ترتيب المدارك لعياض 147-145/3. وشجرة النور الزكية 56. 

“ - تقدمت الاستفادة من هذا الخبر في معرفة مواعد عقد حلقات الدرس عند نافع. 

- ترتيب المدارك 36/2. 

° - ترتيب المدارك 9/1. وكذا 201/2. 

” - المعجم الصغير للطبراني 121-120/2. 


36 


(32) - عبد الله بن جعفر بن مجيح السعدي مولاهم أبو جعفر المدينى نزيل البصرة: 

وقفت على روايته عنه عند الطبراني أيضاء قال ف معجمه: "حدثنا محمد بن يسام 
المقبري» عن أبي هريرة حرضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل 
المدينة: "اللهم بارك لهم في صاعهم ومدهم" حلم يروه عن نافع إلا عبد الله بن جعفر"©. 
البصرة : 

فقيه ححدث» من جلة أمتجابت مالك الذين رووا عنه الموطأ وغيره» ولازمه 
عشرين سنة ۳ء سكن البصرة» وشاع ذكره وانتشر علمه بها. ذكره المؤلفون في الطبقات في 
الرواة عن نافع ), مات في المحرم بمكة المكرمة سنة 221. 

وقد قدمنا من حديثه عنه ما أخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضى قال: حدثنا عبد 
الله بن مسلمة قال: حدثنا نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ عن نافع عن عمر أنه 
يكبر على الجنازة ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم» ثم يقول: 

"اللهم بارك فيه» وصل عليه» واغفر له وأورده حوض نبيك صلى الله عليه 
سل "50 
(34) -مطرف بن عبد الله بن مطرف الفقيه صاحب الإمام مالك وابن أخته (220-139). 


فكب الگا سيخ عشرة علق وكان مقذها فاضا . ورا قرأ القرآن على نان 
١:‏ سبع عشر : قر فع 














وروی عنه. 
وقد وقفت له على رواية عنه لحديث "الايمان قول وعمل يزيد وينقص» فعليكم 
بالسنة" . 


أ - الخلاصة للخزرجى 193. 

اا 20/2 

3 - ترجمته في ترتيب المدارك 198/3 - زالانتقاء لابن عبد البر 62-61- وشجرة النور لابن خلوف 57. 

“ - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي 456/8 -ومعرفة القراء للذهبي 89/1- وسير أعلام - النبلاء للذهبي 337/7 
ترجمة 121- تهذيب التهذيب لابن حجر 407/10. 

“ - كتاب فضل الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم لإسماعيل بن إسحاق 79 قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في 
تعليقه عليه بهامش الكتاب المذكور 9 الهامش رقم 2 : "اسناده موقوف صحيح" . وضعفه ابن القيم في "جلاء الافهام" 
4. 1 

° - ترتيب المدارك 135-133/3. 


37 


أخرجه الجوزقاني عن أبي هريرة مرفوعا وقال: حسن غریب» تفرد به عن الأعرج 
نافع بن أبي نعيم» وثقه ابن معين» وتفرد به عن نافع مطرف بن عبد الله" ©. 

هؤلاء أربعة وثلاثون من أعلام الرواة عنه من أهل المدينة, وهم لا شك بين من كان 
أطول صحبة له ومن صحبه لفترة قصيرة ة عرض فيها عليه أو سمع منه القراءة» أو حضر 
حلقته وسمع من حديثه في الجملة. 
يعقل لإمام في القراءة في مثل حذقه وككنه 50 ل انصدره» ان eT‏ 
هذا العدد من أهل بلدة كالمدينة المنورة قيل عنها: إنها "فتحت بالقرآن" ¢ وإزاء إقام مثل 
5 جلا لة قدر وعلو سند ونبل رجال. وإِغا مرد الأمر ف قلة من عرفنا من أسماء أولئك 

من الرواة إلى ضياع أخبار ذلك العهد. وقلة ما نيسر لنا من المصادر المساعدة على 
ا وكفى برجل تصدر في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم- وأم الناس 


فيه ستين سنة أو نزيد. 


ب- الرواة عنه من أه| العراق وبلاد العجم. 

وكما التف على الإمام نافع جمهور لا يحصى من أهل المدينة وما إليهاء كان أهل 
الآفاق البعيدة لا يقلون رغبة في الأخذ عنه والعرض عليه. 

وقد عرفت بلاد العراق حركة واسعة في أثناء المائة الثانية رغبة في توثيق الصلة بدار 
الهجرة والأخذ عن علمائهاء وكان للإمام نافع في نفوس أهل العراق ما لا مزيد عليه من 
التقدير والاجلال . وذلك بعد أن طارت إليهم شهرته وإمامته في هذا الشأن. ولهذا رحل 
إليه العلية من رجال العلم والرواية كما رحل إلى مالك ونظرائه في الفقه والحديث. وكان 
أكثر من أخذ عن هذا الأخير معدودا في الوقت نفسه فيمن أخذ عن شيخه. وهم في ذلك بين 
مقل ومكثرء ومشهور ومغمور. 

وعلى الرغم من ضياع الكثير من التفاصيل المساعدة التي كانت لو سلمت من 
الضياع من شأنها أن قكننا من تتبع امتدادات مدرسة نافع في البلاد العراقية وما وراءها من 
بلاد فارس وغيرهاء فإننا قد حاولنا أن نستقصي بقدر الامكان ما أمكن الوقوف عليه في 
المصادر التي بين أيدينا كما فعلنا بالرواة عنه من أهل المدينةء فوقفنا من الرواة عنه من أهل 
العراق وما إليها من بلاد العجم على ما يلي : 


- تنزیه ال المرفوعة عن لخر الشنيعة 20 1/1 . 


38 


(35) - خارجة بن مصعب أبو الحجاج الضبعى السرخسي الراسانى. 

قال العلامة ابن قتيبة:"كان من أفقه أهل خرسان وأرضاهم عندهم» وعقبه بخراسان, 
وكان أبوه مصعب بن خارجة مع علي بن أبي طالب" . 

رحل خارجة إلى المدينة, فقرأ الفقه على مالك بن أنسء وكان له ذكر في الرواة 
ن وأخذ القراءة بها عن نافع بن أبي نعيم» قال ابن الجزري : "أخذ القراءة عن نافع 
وابي عمرو. وله شذوذ كثير عنهما لم يتابع عليه» وروی حروفا عن حمزة"0© 

وكانت روايته عن نافع ما تزال معتمدة في زمن ابن مجاهد -أول المائة الرابعة-» وقد 
أسندها في أول كتاب "السبعة في القراءات"*) كما أسندها الهذلي في "الكامل" في المائة 
الخامسة. 

أما حروفه التي شذ بها عن نافع فقد ذكر ابن مجاهد منها طرفا يمكن الرجوع إليه في 
كتتابه0 كما يكن الرجوع إلى مثل ذلك في كتاب ابن خالويه» وكتاب "الكامل في 
القراءات" للهذلى (مخطوط"). 

وقد روى القراءة عنه العباس بن الفضل, وأبو معاذ النحوي“ ومغيث بن بدي © 
وغيرهم 9'). وقد عد أبو حيان الغرناطي رواية خارجة -كما قدمنا- من جملة الروايات 
التسع التي اشتهرت عن نافع عند أهل النقل"012. 
(36) - عبد الملك بن قريب الأصمعي : 

هو الراوية الأديب اللغوي الإخباري المشهور في أنواع العلم؛ أبو سعيد الأصمعي 
الباهلي البصري إمام اللغة وأحد الأعلام فيها...قال ابن الجزري: "روى القراءة عن نافع 
وابي عمرو» وله عنهما نسخة.» وروی حروفا عن الكسائي. روى عنه القراءة محمد بن یی 





أ - المعارف لابن قتيبة 206. 
* - ترجمته في ترتيب المدارك لمعرفة أعلام مذهب مالك 188/2. 

* - غاية النهاية 268/1 ترجمة 1211. 

“ - ينظر "السبعة في القراءات" 91. 

” - السبعة في القراءات 438-379-348-308-296-278-243-181. 

* - ينظر "مختصر من شواذ القراءات من كتاب البديع "لابن خالويه 75-62-66-42-38-32-13. 
” - هو العباس بن الفضل الواقفي -ترجمته في معرفة القراء الكبار 133/1. 

* - ترجمته في انباه الرواة 185/4 

* - ترجمته في غاية النهاية 304/2 ترجمته 3632. 

'! -غاية النهاية 268/1. 

|! - النشر 42/1. 


39 


القطعي» وروی عنه الحروف ابو حاتم ونصر بن علي“ وعبد الرحمن بن محمد 
الحارئي“) ومحمد بن فرج الدورقي ومحمد بن غالب بن حرب الأناطي» تفرد عن نافع 
بإثبات الألف ف "اف" وجخفخ "العزيز الحميد الله" ف الحالين, أعني الجلا للق مات 
ننه 216 و215 91 


وتقدم لنا ما قيل عنه من أنه "كان يفاخر أهل العراق بروايته عن نافع وأهل المدينة, 
وبقول عن شيخه نافع كان من القراء الفقهاء العباد"“". وقد أشار ابن جني في الخصائص 
إلى مكانته في ذلك فقال : 


"وهذا الأصمعى وهو صناجة الرواة والنقلةء وإليه حط الأعباء والثقلة, ومنه تجنى 
الفقر والملح» وهو رجانة کل مغتبق ومصطبح» كانت مشيخة القراء وأمثالهم حضره وهو 


حدث لأخذ قراءة نافع "1 , 
ولعل من أسباب تنافسهم فيه تأخر وفانه بأزيد من أربعين سنة عن وفاة نافع» فكانت 
روايته عنه بالعراق من أعلى الروايات بعد موت أكثر أصحابه. 


وروايته عن نافع مبثوثة في كتاب ابن مجاهد في السبعة”'» وقد أسندها في أول 


الكتاب فقال: "أخبرني بها ابو اسيك عد الوسين بن عمد بن متضوز الاي ال 


' - ترجم له في غاية النهاية 278/2 ترجمة 3532. 

* - هو سهل بن محمد السجستاني (ت255)-تقدم-. 

" - هو الجهضمي البصري من كبار القراء ورواة العلم من أصحاب الأصمعيء روى عنه البخاري ومسلم والأربعة توفي سنة 
0ه. ترجمته غاية النهاية 337/2 ترجمة 3732- والخلاصة للخزرجي 401. 

“ - ترجمته في غاية النهاية 223/2 ترجمة 3359. 

" - ترجمته في غاية النهاية 223/2 ترجمة 3359. 

۶ - هو عمد بن غالب أبو جعفر الأماطي يروي عن شجاع عن أبي عمرو وهو أضبط أصحايه, وبروي عن الأصمعي عن أبي 
عمرو. نرجمته في الغاية 226/2 

” - يعني في قوله تعالى: "قلن حاش لله" من سورة يوسف. 

* - الآيتان الأولى والثانية من سورة إبراهيم الخليل. 

' -غاية النهاية 470/1 ترجمة 1965. 

9 - تهذيب التهذيب لابن حجر 407/10. 

'! - الخصائص لأبي الفتح بن جني 311/3. 

*! - يمكن الرجوع إليها فيه في الصفحات 435-436-416-412-396-363-328-242. 

1 - ذكر ابن الجزري ف ترجمته له أنه م يقرأ على الأصمعي» وأن صوابه عن المحخسن بن يزيد عن الأصمعي عن نافع" - 
غاية النهاية 379/1 ترجمة 1615. 


40 


عن الأصمعو عن نافع وفات أبا سعيد سور من القرآن» فأخذتها عن غيره عن الأصمعو عن 
نافع"( . 

وقد رأينا من خلال الفصول الماضية كثرة الأخبار المنقولة من طريقه عن نافع» مما 
يدل على شفوف قدره عند حتى إن كثيرا من تفاصيل نسب نافع ودراسته وأحواله 
وخصائص قراءته. اما وصل الينا من طريقه عنه. 


وقد ذكر له ابن مجاهد مما تفرد به عن نافع حروفاء منها قوله : "سمعت نافعا يقرأ 
"فأجمعوا أمركه"© مفتوحة الميم من أجمع". © 

ووک ابن خا لوه فى روا عن نافع مما شذ به عنه "وإن الله خزي الكافرين 
بكسر همزة ان" . وقراءته "طه" هكذا: ط.ه. بالقطع" , وذكر له الهذلى في كامله كثيرا 
من ذلك لا يتسع له المجال. 


(37) - أبو عمرو بن العلاء البصري المازنى : 

كان يلقن ب "سيك القراء 0 وهو أكتر القراء الشيفة شيوخا > وقد ذكرناه مع 
نظرائه من الأئمة السبعة. قال ابن مجاهد: "وكان مقدما في عصره عالما بالقراءة ووجوههاء 
قدوة في العلم باللغة إمام الناس ف العربية» وكان مع علمه باللغة وفقهه ف العربية» متمسكا 
بالآثارء لا يكاد يخالف في اختياره ما جاء عن الأئمة قبله. متواضعا في علمه. قرأ على أهل 
المحجاز» وسلك ف القراءة طريقهم» 0 تزل العلماء ف زمانه تعرف له نقدمه» وتقر له بفضله» 
وتأتم في القراءة بمذهبه" . 


و القرآن ان جماعة کیو کک e‏ کک ا وقرأ 


لل 10 
00 بي نعيم 


4 ” 





- السبعة في القراءات 89.ويتجلى من قوله هذا مبلغ الحرص على الصدق والتحري في النقل الرواية عند ابن مجاهد وأمثاله 
من الأئمة؛ بالتصريح با فاته في التحمل والعرض على الشيخ» حرصا منهم على الأمانة في النقل وتوصيل الرواية لمن ياتي 

* - يعني قوله تعالى: "فأجمعوا أمركم وشركاكم" -سورة هود الآية رقم 71. 

3 - كتاب السبعة في القراءات 328 - يعني أنه فتح الميم مع وصل الهمزة. 

“ - سورة التوبة الآية 2. ٠‏ 

ˆ - مختصر في شواذ القراءات للقسطلاني 95/1. 

° - مختصر الشواذ 87. 

7 - لطائف الاشارات لفنون القراءات للقسطلاني 95/1. 

*-غاية النهاية 289/1 ترجمة ٠.1283‏ 

" - السبعة في القراءات 81. 

5! - غاية النهاية 331-330/2. 


41 


أما رواة القراءة عنه فهم كثير يمكن الرجوع إلى أسمائهم في الطبقات» وقد ذكر أنه 
"لما قدم المدينة أهرع إليه الناسء وكانوا لا يعدون من لم يقرأ عليه قارئا" . توفي أبو 
عمو علق المسهوق 154 


(38) = عبد الله بن يزيد المعروف بأبى عبد الرحمن القصيرء القرشى البصري نزيل مكة. 


قال الحافظ الذهبي : اخد الحروف عن نافع وكان صاحب حديث وقراءات" ك0 


وقال ابن الجرري: "امام كبير ف الحديث. ومشهور ف القراءات» لقن القرآن سبعين سنة» ثقة 
روى الحروف عن نافع وعن البصريين» وله اختيار في القراءة. روى عنه ابنه محمد شيخ أبي بكر 
الأصبهاني , قال النقاش : "كان بعد أبي عمرو يقرئ أبو عبد الرحمن القصير. مات سنة 
713" 60 


ولم يذكر له ابن مجاهد رواية في كتاب "السبعة"ء الا أنه قال في أوله : "وحدثني 

0 بن حنبل قال : حدئني أبي » قال: حركها عيذ لق ين بريه قال : حدثنا 
ابن لهيعة عن الأ حج !قا ابشصاي عا قرا" E‏ 00 

ش ذكره ابن مجاهد في أصحاب حمزة بن حبيب» وقال: كان عبد الرحمن بن أبي حماد 

أكبرهم» وأعلمهم بعلل القرآن" (© . ولم يذكره في الرواة عن نافع. وترجم له ابن الجزري فقال: 


"صالح مشهور» روى القراءة عرضا عن حمزة» وهو أحد الذين خلفوه في القيام 
بالقراءة» وعن أبي بكر بن عياش 4 وهو أحد الذين أخذوا القرآن عنه تلاوة, وروی 
الحروف عن نافع» وعن عيسى بن عمر الهمداني...وذكر جماعة من شيوخه ونلا ميذه. 00 


- علم النصرة في تحقيق قراءة امام البصرة لابن القاضي (خطوط). 
- ترجمته في معرفة القراء 84/1 طبقة 4- غاية النهاية 292-288/1 ترجمة 1285. 
- تذكرة الحفاظ للذهبي 367/1. 
- هو محمد بن عبد الرحيم صاحب الرواية عن أصحاب ورش وأصحاب أصحابه - 
* - غاية النهاية 464-463/1 ترجمة 1931- وله ترجمة في المعارف لابن قتيبة 226. 
۶ - هو عبد الله بن لهيعة المصري -تقدم-. 
- هو عبد الرحمن بن هرمز شبخ نافع نزيل الاسكندرية. 
- السبعة في القراءات 56-55- وقراءته بتاء مفتوحة بعدها ساكنة فنون مفتوحة, فواو فنون مكسورة. وقراءة السبعة "يثنون" 
بالياء وضم النون الاولى وفتح الثانية. وذكر ابن خالويه قراءة ابن عباس ومجاهد "تثناني" بالياء "ولتثنوني" بزيادة 
اللامء و"يثنوني" بالياء كلها عن ابن عباس -شواذ 59. والمراد قوله تعالى "ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه" - 
2 5 من سورة هود. 
- غاية النهاية 370-369/1. ترجمة 1572. 
"! - هو الراوي الثاني لقراءة عاصم مع حفص وهو المعروف عند المغارية بشعبة ترجمته في غاية النهاية 327-325/1 ترجمة 
121 . 


1 
2 
3 
4 


7 


42 


(40) - خالد بن مخلد القطوانى أبو | 
له في الفقه رواية عن مالك بن أنس 7©, وذكره ابن مجاهد في عداد الرواة عن نافع © 


وم يذ كر له رواية عنه ف كتابه. وقال ابن الجزري: "روى القراءة عن نافع وتوف فيما 
بين 215-211. قاله البخاري ©). وذكره جماعة بالرواية عنه ©. 





(41)- عبد الله بن إدربس الأودي الكوف أبو محمد : 

قال ابن مجاهد : "روى عنه حرفا واحدا : "ملك يوم الدين" بدون ألف في 
"مالك" . وتبعه ابن الجزري فقال في ترجمة نافع: "أخذ عنه حرفا واحدا" 7ء ولكنه ترجم 
له في الغاية فلم بحدد. بل قال: "أخذ القراءة عن نافع وسليمان بن مهران الأعمش...وذكر 
ثناء مستفي مستفيضا للأائمة عليه ثم کا وفاته آخر سنة 192ه وقيل أول سنة 194 ", 


(42) - أبو الربيع الزهراني سليمان بن داود العتكي البصري : 

ذكره عياض في قائمة الرواة عن مالك بن أنس, وقال ابن مجاهد : "روى أبو الربيع 
الزهراني عن نافع حروفا يسيرة" ©. : يذكر له رواية عنه في الكتاب. وقال ابن الجزري: 
"روى القراءة عن جعفر بن سليمان ™" . ويزيد بن عبد الواحد ”"... وسمع من نافع 
تحرو فا :مات تة 234" 12 


أ - غاية النهاية. 370-369 ترجمة 1572. 

* - ترتيب المدارك لعياض 188/2. 

7 - السبعة في القراءات 64. 

* - غاية النهاية 169/1 ترجمة 1216. 

” - معرفة القراء الكبار 89/1-وتهذيب التهذيب لابن حجر 407/10-والخلاصة للخزرجي 102. 

° - السبعة في القراءات 64. 

” - غاية النهاية 332-331/2 ترجمة 3718. 

* -غاية النهاية 410-409/1. ترجمة 1742. 

” - السبعة في القراءات 91 

'' - لعله جعفر بن محمد بن سليمان الخشكني ويقال الخشكي الكوفي المقرئ» قرأ على حمزة وسليم وعبد الله بن ادريس 
الأوديء ومات سنة بضع عشرة ومائتين.-ترجمته في غاية النهاية 195/1 ترجمة 899. 

4 - هو أبو المعافى الضريرء روى القراءة عن أبي بكر بن عياش وإسماعيل بن جعفر وغيرهماء ورواها عنه أبو الربيع الزهراني 
وغيره توفي سنة 253.-ترجمته في غاية النهاية 176/1 ترجمة 818. ولا يصح ما فيها من وفاته سنة 353), لأن شيخه أبا 
بكر بن عياش مات سنة 193. 

2 - غاية النهاية 314-313/1 ترجمة 1378 حترتيب المدارك 188/2 - والمعارف لابن قتيبة 229. 


43 


هكذا جاء ذكره جردا من الاسم والنسب, فقال ابن مجاهد عاطفا له على الرواة 
لقراءة نافع عنه: "وأبو الحارث شيخ لأبي عمارة" . وأسند روايته عنه بمثل ذلك فقال: 

"وأخبرني محمد بن بحيى الكسائي عن أي الحارث الليث بن خالد © عن أبي 
عمارة» عن يعقوب بن جعفر عن نافع» وعن أبي الحارث عن نافع» وعن إسحاق عن نافع" ©. 


وم يذكر له رواية في كتاب السبعة. وتبعه ابن الجزري فقال في الرواة عن نافع: "أبو 
الحارث: شيخ يروي عنه أبو عمارة الأحول" 7 وقال في ترجمته له: "أبو الحارث: شيخ لأبي 
عمارة حمزة بن القاسم» روى القراءة عن نافع وروى عنه حمزة المذكور" 9 

(44) - أبو الحسن على بن حمزة الكسائى : 

انفرد الهذلي بذكر قراءته على نافع وأنكره ابن الجزري, فقال: "روى عن إسماعيل 
ويعقوب ابني جعفر عن نافع» ولا تصح قراءته عن نافع كما ذكره الهذلي بل لا 0 
(45) - المفضل بن محمد بن يعلى الضبى الكوفي الأسدي. الروائى اللغوي المشهور : 
كان من جلة أصحاب عاصم بن أبي النجود. وتصدر للإقراء» وكان علامة إخباريا 
موثقاء يروي عن عاصم ابن أبي النجود القراءات والحديث» وعن أبي إسحاق السبيعي 
وغيرهم» روى القراءة عنه أبو الحسن الكسائي وغيره 2). توفي سنة 168. 

1 ار من نبه على روايته عن نافع وإنا استفدت ذلك مما ذكره عنه ابن خالويه في 
الشواذ في قوله في شواذ سورة التوبة: "فقاتلوا أئمة الكفر" © -بعني بإشباع الهمزة الأولى - 





' - السبعة في القراءات 64-63. 

* - أحد الراويين المشهورين في قراءة الكسائي -تقدم-. 

” - السبعة في القراءات 90. 

“ - غاية النهاية 331/2 ترجمة 371. 

* - نفس المصدر 266/1/1 ترجمة 1205. 

° - غاية النهاية 335/1 ترجمة 2212 وقد أسند الهذلي قراءة نافع من طريقه في الكامل ول يذكر له فيه شيئا 

- هو عمرو بن عبد الله بن إسحاق السبيعى الهمدانى الكوفي, أخذ القراءة عن علقمة والأسود وزر بن حبيش وجماعة من 
أسحاية ابل سرف واحذها عند ن عوضاء توق سن 12ول ينه 128 يجمه ق غا اا 802/1 
ترجمة 2457. 

* - إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطى 299-298 ترجمة 764 وغاية النهاية 307/2 ترجمة 3639. 

* - سورة التوبة الآية رقم 12 ١‏ 


7 


44 


الضبي عن نافع' . وقال في قوله تعإلى من سورة اليقطين: "وإنهم لكاذبون اصطفي البنات 
لل GG‏ : 
فترجح عندي كونه من الرواة عنه. لمعاصرته له» وذكره مع ابن جماز من أصحاب 
نافع» ولثبوت قراءة e‏ بالوصل عن نافع من رواية ابن جماز وإسماعيل بن جعفر 
وورش من طريق الأصبهاني ©. 
(46) - محمد بن عبد الرحمن بن | بفتح السين- أبو عبد الله اليمانى : 
' قال ابن النديم: "أصله من اليمن» وسكن البصرة في آخر أيام وله قراءة" ©. 
وذكره أبو عمرو الداني في قراء الشواذ . وقال ابن الجزري: 
"له اختيار في القراءة ينسب إليه شذ فيه ...ثم ذكر سنده به إلى أبي معشر 
-00 ثم ذكر قراءة الحافظ أبي العلاء الهمداني©) 0 أب القن اقلا يجن 
م الهراس 3 ذكر أنه قرأ على ای خيوة شري د E‏ 0 وقيل 
1" 0 عن نافع" . 
ثم تقل عن الحافظ أبي العلاء قوله: "ولعل من لا معرفة له بهذا الشأن يدفع قراءة 
ابن السميقع على نافع» لتقدم ابن السيميفع) وحتج با ورد عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج» 
وهو أحد رجال نافع الذين قرأ عليهم وأخذ عنهم» أنه قال: سمعت محمد بن السميفع - 





' - مختصر الشواذ 52. 

* - سورة اليقطين الآية 153-152. 
" - يعني وصل همزة "اصطفى". 
“ - مختصر الشواذ 128. 

” - السبعة في القراءات 549. 
6 

7 

8 

39 


- ينظر في الأرجوزة 2 "القول في ل 


- هو ا احم الهمداني العطاز شيخ همدان وامام العراقيين ومؤلف كتاب الغاية في القراءات العشرء توفي سنة 

9. ترجمته في غاية النهاية 205-204/1 ترجمة 945. 

- هو محمد بن الحسين بن بندار القلانسي الواسطي شيخ العراق وصاحب كتاب الارشاد في القراءات العشر توفي سنة 521 

بواسط. ترجمته في غاية النهاية 129-128/2 ترجمة 2958. 

'' - هو الحسن بن القاسم بن علي أبو علي الواسطي المعروف بغلام الهراس شيخ العراق (374 - 468 ه) ترجمته في غاية 
النهاية 229-228/1 ترجمة 1040. 

2 - شريح بن يزيد الحمصي الحضرمي من قراء الشواذ له اختيار في القراءة» توفي سنة 203ه -ترجمته في غاية النهاية 

1 ترجمة 1419. 

- هو عمران بن عثمان من قراء الشواذ -“تقدم-. 


10 


13 


45 


وكان من أفصح العرب يقرأ "إلا أن يخافا" ‏ بضم الياء... وبسط توجيه قراءته على 
نافع..." قال ابن الجزري: 

"وني الجملة القراءة ضعيفةء والسند بها فيه نظر» وان صح فهى قراءة شاذة» لخروجها 
عن المشهورء على أنه قد أحسن في توجيهها الخافظ أبو العلاء فيما ذكر لها من الشواهد 
والمتابعات"2). ١‏ 
(47) > عبد العزز بن أبى اله الصغيرة : 
القرشي المنقري ا ا الريء ترجم له ابن ا فقال: "مقرئ صدوق» روى ا 
عن عبد الوارث بن سعيد عن أبي E‏ وم يذكر له رواية عن نافع. الا أني وجدت 
عند الطبري ما قد يدل على روايته عنه. إذ قال في تفسير قوله نعإلى: "فادع لنا ريك يخرج 
لا ها سيت بقلها و وفومها e‏ و 2 عبد ا 


ال ل 5 ': قال المنطة.. 8 


-الرواة عنه من أهل الشا 


والفقه عن الإمام أبي عمرو الأوزاعي» وروى عن مالك الموطأ وغيرد(° 


وهو أحد التسعة الذين ذكر أبو حيان أنه ا عند أهل النقل بالرواية عن 
نافع -كما قدمنا-» ذكره ابن مجاهد ف الرواة عن نافع 2 وم يذكر سنده | ليه بالقراءة ف أول 
الكتاب في قسم الأسانيد 28 وان كان قد نثر روايته عنه في ثنایاه .قال ابن الجزري: 


- سورة البقرة من الآية 227 
© - غاية النهاية 162-161/2 ترجمة 3106. 
3 - غاية النهاية 397/1 ترجمة 1689. 
* - سورة البقرة الآية 60. 
* - جامع البيان عن تأويل القرآن لابن جرير الطبري 219/1- وقد تقدم الخبر عن نافع من رواية ابن وهب. 
° - الخلاصة للخزرجي 257 
7 - السبعة في القراءات 64-63. 
* - السبعة 99-98, وذكر الهذلي في الكامل سنده بقراءته وروايته عن نافع وذكر له خلافا كثيرا. 
* - ينظر من كتاب السبعة الصفحات 699-684-568-468-464-327-191-153. 


46 


"روى القراءة عن نافع وله عنه نسخة, روى عنه القراءة هشام بن عمار» وأحمد بن 
عبد العزيز الصوري وعبد الرحمن بن خمد بن ر 2(5" , 


(49) - أبو مسهر الغسانى 8 


هو عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقيء أحد شيوخ 
دمشق في القراءة بعد عبد الله بن ذكوان, قال ابن الجزري: 


"شل القراءة عرضا عن أيوب بن ميم القارئ» ونافع بن 5 نعيم. روی القراءة عنه 
أبو عبيد القاسم بن سلا م» وسمع منه أ زرعة الدمشقي. ولد سنة 140ه. ومات حبوسا 
بسبب الفتنة بالقرآن بالعراق» سنة 218 في رجب ومات المأمون أيضا"©. 


وذكره ابن مجاهد في تلامذة نافع ولكنه لم يسند له رواية في كتاب السبعة. 


(50) - ييي بن الحارث الذماري الغساني الدمشقي : 
إمام الجامع الأمويء وشيخ القراءة بدمشق بعد ابن عامر» من أفاضل التابعين» لقي 
واثلة بن الأسقع من الصحابة» وروى عنه وصحبه بالشام زماناء ومات بها سنة  .145‏ قال 


ابن الجزري: 
"أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن عامرء وهو الذي خلفه في القيام بها بالشا» 


ظ وعلى نافع بن أبي نعيم» وحدث عن واثلة بن الأسقع» وقيل : قرأ عليه... وله اختيار في 
القراءة خالف فيه ابن عامرء روبناه في كتاب الكامل..." ” وقد قال الهذلى في "الكا 
لقى نافعا وقرأ عليه" . 


: - هو أبو الفتح أحمد بن عبد العزيز الصوري البزازء روى القراءة عن الوليد بن مسلم وعراك بن خالد وأبي خليد عتبة بن 
خلاد وخويلد بن معدان» أربعتهم عن نافع -غاية النهاية 69/1 ترجمة 301. 

7 - هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبدة المدني مقرئ, أخذ القراءة عن أبي خليد عتبة بن حماد حترجمته في غاية النهاية 
1 ترجمة 1553. 

* - غاية النهاية 498/1 ترجمة 2074. 

- غاية النهاية 355/1 ترجمة 1525- ترجم له في تاربخ بغداد 74-72/11 ترجمة 5750. والمراد أنه مات حبوسا في فتنة 
امتحان العلماء في قضية" خلق القرآن" زمن المامون بن هارون الرشيد. 

* - السبعة في القراءات 64-63. 

° - مشاهير علماء الأمصار لابن حبان 119 ترجمة 921. 

7 - غاية النهاية 367/2 ترجمة 3830. 

* - الكامل (لوحة 22) في قسم الأسانيد. 


47 


(51)- خويلد بن معدان الشامى : 


ذكره ابن الجزري في الرواة عن نافع من الشاميين"ء وقال في ترجمته: "روى القراءة 
عن نافع» روى القراءة عنه أحمد بن عبد العزيز الصوري"» وذكر في ترجمة الصوري أخذه 
عنه لقراءة نافع عن أربعة من أصحابه أحدهم خويلد بن معدان2. وروايته عن نافع مبثوثة في 
كتاب "الكامل" للهذلي. 
(52). -_الوليد_ بن 
(195-119ه). 





روى عن أهل المدينة» ولازم مالكا, وترجم له عياض في أصحابه. وذكر روايته عن 
نافع وذكر ابن مجاهد أنه روى عن نافع حرفا واحداء هو "وأرجلكم")» وذكره الهذلي في 
الرواة عنه. وقال ابن الجزري: "روى القراءة عرضا عن بجحيى بن الخحارث الذماريء ونافع بن 
أب 0 ويقال: بل روى عنه حرفا واحداء هو "وأرجلكم" بالرفع » وقيل: بل جميع 
القرآن"7". 


(53) - عراك بن خالد بن يزيد المري الد مشقي : 

كان شيخ أهل دمشق في القراءة في عصره قال ابن اطرزق ا خلا عن حون ن 
الحارث الذماري» وعن أبيه خالد» وروی عن اا بن ا عبلة( 0 وعن نافع فيما ذكر 
الهذلي» وهو بعيد جدا"©. 


وقد سكت عن استبعاد أخذه عنه في ترجمة أبي الفتح أحمد بن عبد العزيز الصوري 
-الآنف الذكر-. فذكر أنه روى القراءة عن الوليد بن مسلم وعراك بن خالد وأبي خليد عتبة 
بن حماد وخويلد بن معدان. أربعتهم عن نافع بن أبي نعيهم" 229 


- غاية النهاية 331/2 

- المصدر نفسه 276/1 ترجمة .246 

-غاية النهاية 69/1 ترجمة 20.301 

- شجرة النور الزكية لابن مخلوف58. 

- ترتيب المدارك 219/3. 

- السبعة في القراءات 64. 

” - غاية النهاية -ترجمة نافع 331/2 رقم 3718-وترجمة الوليد بن مسلم حغاية النهاية 360/2 رقم 3807. 
* - من قراء الشواذ من أهل الشام -تقدم-. 

* - غاية النهاية 511/1. 

9" - غاية النهاية 69/1 ترجمة 301. 


1 
2 
3 
4 
5 
6 


48 


(54)- أبو بكر القورسي : 
(55)- وأخوه محمد القورسي : 

ذكرهما ابن الجزري في الرواة عن نافع في ترجمتهء وقال في التعريف بهما 

"أبو بكر القورسي وأخوه : لا أعرفهماء قيل : إنهما قرآ على نافع قراءته وقراءة 
آي جعفرء وقد انفردا في قراءة أبي جعفر بغرائب“. وقال في ترجمة جحدر بن عبد الرحمن 
ااي 

"روى القراءة عرضا عن أبن بكر عمد بن أبي افق أبعي بكر ومحمد القورسيين» 
ثلاثتهم عن نافع» روى القراءة عنه إبراهيم بن علي العلاف©. والكل مجهولون لا 
أعرفهم 0 وقد استقى ابن الجزري ما ذكره عنهم من كتاب "الكامل" للهذلي الذي يرمز له 
ف الغاية بحرف الكاف(6؛ الا أن رامق الكامل أنه قال في الأول : "أبو بكر أحمد بن 
محمد القورسي عن نافع عن أبي جعفرء ثم قال وإسماعيل أخوه كلاهما عن نافع. 
(56) - مروان الطاطري : 

هو مروان بن محمد بن حسان الأسدي الطاطري الدمشقي (ت 210ه) ©. 

ترجم له عياض» 00 ا مالکاء روى عنه حديثا ومسائل كثيرة. . 
وذكره الذهبي في الرواة عن نافع. 8 
(57) - داود بن أحمد المقدسي : 

ذكره ابن الجزري في سياق تعداده لرجال الطبقة الأولى الذين قرأوا بقراءة أبي جعفرء 


Or, ل‎ 


فقال : 


"والحسن بن مالك" قرأ برواية ابي جعفر على داود بن أحمد المقدسي عن نافع 
ى" فجعله من ا عن نافع إلا أنه في الغاية قال في ترجمة داود المذكور : "لا أعرفه. 


' - غابة التهاية 2 
- غاية النهاية 185/1 ترجمة 859. ومن غرائب روايتهما عن أبي جعفر "وعمرة اد الرام- بفتح العين والميم جمع 
عامر مثل صنعة وصانع-ذكرها ابن الجزري لهما عن أبي جعفر في النشر 278/2. 

* - ترجمته في غاية النهاية 21/1 ترجمة 83. 

“ - غاية النهاية 190/1 ترجمة 872. 

ˆ - قسم الأسانيد من "الكامل" (مخطوط) لوحة 86. 

5 - ذكر عياض أنه إنا قيل له الطاطري لثياب نسب إليها -ترتيب المدارك 225/3. 

7 - نفس المصدر والصفحة. 

* - معرقة القراء الكبار 89/1 - وسير أعلام النبلاء 337/7 ترجمة 121. 

* - ذكر في الغاية أنه روى القراءة عرضا عن أبي بكر القورسي - غاية النهاية 229/1 ترجمة 1041. 


49 


أعرفى إلا أن الهذلي ذكر أنه قرأ على أبي بكر القورسي وأخيه عن نافع عن أبي جعفرء 
وقرأ عليه الحسن بن مالك وهذا إسناد مجهول"©. 

وما نقله عن الهذلي وقفت عليه في "الکامل". وقد صدر بروايته بعد ذكره لبعض 
الطرق عن أبي جعفر. 

د- الرواة عنه من أهل اليمن 
(55) - أبو قرة موسي بن قرة بن طارق | 

من الرواة عن أهل المدينة» روى عن مالك ما لا يحصى حديثا ومسائل» كما روى 
عنه الموطا)» ترجم له عياض في أصحاب مالك وقال : "ذكره أبو عمرو الداني في كتاب 
اقرا فقال : قرأ أبو قرة على نافع» وروى عن إسماعيل القسط» وحدث عن موسى بن 
عقبة“ ومالك بن أنس وابن عبينة"7, قال ابن الجزري : "روى القراءة عرضا عن نافع» وهو 
من جلة الرواة عنه» وروى الخحروف عن إبراهيم بن أبي عبلة» وإسماعيل بن عبد الله 
القسط... وروى القراءة عنه ابنه طارق وعلي بن زياد . وذكره ابن حجر في رواة الحديث 
عن نافع . وأسند ابن مجاهد روايته في كتابه في السبعة فقال: "وحدثني أبو سعيد المفضل 
بن محمد بن إبراهيم بن المفضل قال : وفيها مخالفة كثيرة للرواة عن نافع" . قال ابن الجزري: 
"وهو القائل : "سمعت نافعا يقول : "قرأت على سبعين من التابعين» قال الداني : لا أعلم 
أحد روى هذا اللفظ عنه غيره"(02, وروايته مبئوثة في "الكامل" للهذلي. 








' - منجد المقرئين 32. 

* - غاية النهاية 279/1ترجمة 1250. 

” - الديباج المذهب 342-341. 

“ - يعني طبقات القراء له. 

3 هو إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين المخزومي المكي. من أثمة القراء بمكة المكرمةء قرأ على ابن كثيرء وقرأ عليه الإمام 
الشافعي -ترجمته في غاية النهاية 166-165/1. 

- من علماء المغازي والسير من التابعينء مات سنة 135- مشاعير علماء الأمصار لابن حبان 80 ترجمة 584 
- ترتيب المدارك 197-196/3. 

- ترجمته في غاية النهاية 338/1 ترجمة 1470. 

- هو اللحجي الآ تي -ترجمته في غاية النهاية 543/1 ترجمة 2223. 

' - تهذيب التهذيب 407/10 | 

'! - يراجع كتاب السبعة في الصفحات 654-597-568-552-527-296-258-223-196-186-160-. 

12 - غاية النهاية 219/2- وخبر أبي قرة في كتاب السبعة لابن مجاهد 61 - وجمال القراء للسخاوي 445/2. 


6 
7 
8 
9 


0 


50 


ه الرواة عنه من أ 
)59( - أبو سعيد عثمان بن سعيد المعروف بورش ۰ 
وسياني التعريف به وبرجال مدرسته في الفصول التالية. 
(60) - سقلاب بن شيبة : 
وقيل اسمه سقلاب بن زياد أبو سعيد المصريء وقيل الهمدانى القيرواني» أحد 
الثلاثة الذين مثلوا مدرسة نافع ف مصر» مع ورش وابن دحية التالى. قال الذهبى : 
قرأ القرآن على نافع» وقرأ عليه يونس بن عبد الأعلى» وأبو يعقوب الأزرق 
وغيرهماء وكان يقرئ في أيام و 
5 "قرأ القرآن عرضا على نافع بن أبي نعيم» قال الداني: وروى عنه كتاب "التمام" 
> وكان یقرئ بمصر مع ورش» روى القراءة عنه يوسف بن عمرو الأزرق» وبونس بن عبد 
الأعلىء وروي عنه أنه قال: قال لي نافع: "بين النون ف هذه الأحرف اذا لقيتهاء عند الخاء 
واخاء والعين والغين والألف والهاءء مات سنة 191ه"©. 
وقد ذكر أبو بكر بن مجاهد أنه قرأ بحروف من روايته» فقال في أول كتاب السبعة: 

4 4 : 4 5 َ 
خبرني محمد بن عبد الله عن يونس بن عبد الأعلى عن ورش وسقلاب بحروف منها عن 
نافع . إلا أن ابن مجاهد لم يذكر له خلافا في أثناء الكتاب» ورأيت ابن خالويه قد ذكر في 
الشواذ مما شذ به عن نافع قراءته لفظ "إسرائيل" بياء واحدة") وسياتي أن الرواة الذين 
جمعوا بين القراءة عنه وبين القراءة على ورش م يلا حظوا بينه وبينه اختلا فا ف وجوه الرواية 

عن نافع. 


1 





أ - معرفة القراء 132/1. 

2 -يعني "التمام" في الوقف والابتداء"» وقد تقدم ذكره لنافع في البحث الماضي. 

3 عغاية النهاية 309-308/1 ترجمة 1359. 

“ - ذكر ابن الجزري أن المراد به محمد بن جرير الطبريء وأن ابن مجاهد دلس اسمه» تقل ذلك عن أبي عمرو الداني -غاية النهاية 
2 ترجمة 2886 حورد الدكتور شوقي ضيف امكان صدور التدليس من ابن مجاهد مع مكانته في العلم والصلاح -يراجع ما 
ذكره ضيف في تقديمه لكتاب السبعة 97-96. 1 

د -كتاب السبعة 91 

.5 يعني بياء بدل الهمز من غير تمكين -مختصر الشواذ‎ ١ 


51 


وقد ترجم له ابن مخلوف في طبقات المالكية وقال: "كان من أهل الفضل والعبادة 
والاجتهاد, ثقة مأموناء من طبقة البهلول بن راشد(!). سمع من مالك وغيره وعنه أبو سليمان 
زيد بن سنان» وغيره» قرأ على نافع» وعنه يونس بن عبد الأعلى وابو يعقوب الأزرق"©. 


وأما كتاب "التمام" الذي .بروبه عن نافع, فقد اشتهر عند المصريين من طريقه» وقد 

أسنده الإمام أبو جعفر النحاس في أول كتاب "القطع والائتناف" فقا: "كل ما قلنا فيه قال 

نافع» فإنا كتبناه عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال©, يرويه عن إسماعيل 
بن عبد الله © المقرئ» وأشعت بن سهل © عن أحمد بن محمد عن سقلاب عن نافع". 


(61) - معلى بن دحية أبو دحية المصرى : 


د ابو بكر بن مجاهد في الرواة عن نافع e‏ يذكر له رواية في "السبعة". وقال 
الذهبي: "قرأ القرآن وجوده على نافع". وقال ابن الجزري: 

"أخذ القراءة عرضا عن نافع» روى القراءة عنه عرضا يونس بن عبد 0 وأبو 
مسعود المدنيء وعبد الصمد بن عبد الرحمد ا وعبد القوي بن كمونة”» وروي 
المروف عنه هشام بن عمار وأبو يعقوب الأزرق -قال-: "وروى الداني عنه قال : "سافرت 


بكتاب الليث بن سعد إلى نافع لأقرأ عليه فوجدنه يقرئ الناس مجميع القراءات... وذكر 
الخبر الآنف الذكر”)؛ وروايته عن نافع مبثوثة في "الكامل". 


(62) - عبد الله بن وهب بن مسلم أبو محمد الفهري المصري, الإمام العلم : 
قال عياض : "روى عن نحو أربعمائة شيخ من المصريين والحجازيين والعراقيين» وقرأ 
عا نافع ف14 , 


' -تقدم من أهل العلم بالقيروان من أصحاب الرحلة إلى المدينة. 

* -طبقات علماء افريقية لأبي العرب 62. 

3 -شجرة النور 62. 

* -سياتي ذكره في الطرق عن ورش 

* عمو إسماعيل النحاس سياتي. 

° -هو أشعت بن سهل ابو المنصور التجيبي المصري -بغية الوعاة للسيوطي 458/1. 
” -القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس 99. ٠‏ 

* - السبعة في القراءات 64-63. 

” سمعرفة القراء 122/1 طبقة 5 ترجمة 14. 

'! -هو أبو مسعود المدني الأسود حسياتي في أصحاب ورش. 

" سمو أبو الأزهر العتقي صاحب ورش -سياتي. 

*' سمو أبو القاسم المصري سياتي في المدرسة المصرية. 

7 ابر في معرفة القراء 122/1.- وغاية النهاية 304/2 ترجمة 3629. 
“أ -ترتيب المدارك 229/3. 


52 


وقال ابن الجزري : "ثقة كبيرء أخذ القراءة عرضا عن نافع» وروى عنه القراءة أحمد 
بن صالح وأحمد بن عمر بن السرح» وإسماعيل بن ابي اويس» وبونس بن عبد الع 

وكانت رحلته إلى المدينة سنة 148ه وم بزل ف صحبة مالك بها حتى توفي مالك 
سنة 179" . قال ابن وضاح: "كان أهل المحجاز بحتاجون إلى إبن وهب في علم الحجازء 
وأهل العراق بحتاجون إليه في علم العراق» وكان عنده علم كثير"©. 

وقد اقتضت منه هذه الإقامة الطويلة بالمدينة الاتصال الوثيق بعلمائهاء ولا سيما 
بالإمام نافع» فلذلك زاد الأخذ عنه على معظم أصحابه» بكثرة ما أخرج عنه من الأخبار 
والآثار مما ذكرنا طرفا منه ف أثناء الفصول الماضية. وتقدم ما کان له من نقدير لقراءة 
شيخه وقوله : "قراءة أهل المدينة سنةء فقيل له : "قراءة نافع؟ قال: زى "©. 


وقد عاصر شيخ قراء مصر في القراءة في زمنه أبا سعيد ورشاء وماتا معا في سنة 


واحدة هى 7 5, 


(63) - خالد بن نزار أبو يزيد الأيلى الأ 


قال ابن عبد البر : "خالد بن نزار مصري ثقة"©, وكان من الفقهاءء يروي عن 
مالك وغيره, وذكره ابن مجاهد في الرواة عن نافع *» وان كان لم يذكر له رواية في كتابه 
وترجم له ابن الجزري ترجمة قصيرةء فقال : "روى القراءة عن نافع قاله ابن مجاهد"©. 











وقفت بعد تحربر هذا الات على جموع طبع بالمدينة المنورة تضمن مقتطفا من 
برواية ابي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الرملي الفقيه (ت295)ء رأيت أن أثبت منه هنا ما 
ذكره نافع في حروف القراءة من روايات تقدم لنا بعضهاء وكلها من طريق ابن وهب» وهذه 


' -غاية النهاية 463/1 ترجمة 1927. 

© -وفيات الأعيان 36/3 ترجمة 324 

* -ترتيب المدارك 231/3. 

“ -جمال القراء للسخاوي 442/2. 

* -ترجمة ورش في غاية النهاية 503-502/1 ترجمة 2090. 

“ -جامع بيان العلم 94/1 

” -ينظر في ترتيب المدارك 92/2 - وكذا 188/2. 

* -السبعة في القراءات 64-63. 

* سغاية النهاية 269/1 ترجمة 1217. 

“' - نشر الكتاب ضمن سلسلة "نفائس الدار" بمكتبة الدار بالمدينة المنورة في 189 صفحة بتحقيق ودراسة حكمت بشير ياسين 
(دكتوراة في الكتاب والسنة). 


53 


جملة ذلك مع بعض الاختصارء وقد ذكره في المجموع تحت عنوان “فشن آخر لنافع بن أبي 
نعيم" .قال : 

حدثنا محمد بن يونس قال : حدثنا محمد بن أحمد بن نصر قال: حدثنا عبد العزيز 
0 
ليحن عن شكل رانف اماف قال : لا بأس ب" 


يسأل عن اا ف قران قال : إن كانت ارب عر قل اران أ أذ ترق 


حمئة "ثم ۴ : ذات حمأة نان ل نان e a‏ 17 بالقرآن 
مني » 0 أجدها ٤‏ الكتاب تغيب ف طينة سوداء" )4 


الصدفين "قال ابن وهب ااا ع 'بين 0 


ل ا 2 0 0 
ا 
وحدثنا ابن وهب قال : قال لي سعيد بن ا مریم حدثنا زياد بن يونس قال : 


حدثني نافع بن أبي نعيم قال : سالت مسلم بن جندب عن قول الله عز وجل "ردءا 
يصدقنى" قال : زيادة أما سمعت قول الشاعر : 


0 خطيا كأن كعوبه نوى القسب قد ذراعا على عشر 


ییا ال0 ٣‏ 


' - الجرء المذكور40ء وتقدم ذكر هذا الاثر من طريق أبي عمرو في المحكم في نقط المصاحف 13 من روايته عن سحنون عن 
ابن وهب عن نافع القارئ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن 
- يعني الهمز يعني ف مثل "الذئب" كما تقدم. 

3 - الجزء المشتمل على التفسير 42. 

* - الجرء 42 وقد تقدم ذكر الأثر من رواية أخرى. 

” - الجزء المشتمل على تفسير نافع وغيره 43. 

* فة 437 

7- الجزء نفسه 44-43. 


54 


وعن ابن وهب قال : قال لي سعيد بن أبي مريم» وحدثنا أبو العباس الزهري قال : 
حدثني نافع بن أبي نعيم قال : سمعت الأعرج يقول : سمعت عبد الله بن عباس يقول في 
قول الله عز وجل "فومها" قال : المنطة ثم قال ابن عباس : أما سمعت قول أحيحة بن 
الجلاح حيث يقول : 

"قن كدت ا غتی الناض شا وا ورد المدينة عن زراعة فوم . 

(64) - الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمى المصري أحد الأئمة الأعلام (175-94ه) 





كان من أقران مالك بن أنس وقرنائه في الدراسة» ورد المدينة صغيراء وهو الذي روى 
خير تصدر نافع للا قراء مبکرا» حين حج سنة عشر وقيل سنة ثلاث عشرة ومائة ودخل 
المدينة فوجد نافعا رئيس القراء بها -كما تقدم-. قال ابن الجزري : "روى القراءة عن نافي 
وروی القراءة عنه ابنه شعيب”” وابن وهب» والحلواني في قول الهذليء ول يدركه"©. 

وذكره ابن مجاهد في رواة القراءة عن نافع ولكنه في قسم الأسانيد قال : وقد روى 
الليث بن سعد عن نافع حروفا ليست بالكثيرة"©, ول يشر في أثناء كتاب "السبعة" إلى 
شيء من تلك الحروف. 
(65) - أشهب بن عبد العزيز : 


غلب عليه هذا اللقب» واسمه مسكين بن عبد العزيز بن داود أبو عمر المصري 
العامري الفقيه الثبت. من أصحاب الإمام مالك وإليه انتهت الرياسة في الفقه بعد موت ابن 
القاس ذكره ابن مجاهد في الرواة عن نافع*» ولكنه لم يذكر له في السبعة خلافا لأصحاب 
نافع» إلا في موضع واحد قال فيه : "أخبرنى محمد بن عبد الله قال: حدثنا يونس بن عبد 


الأعلى قال : سمعت أشهب يقول : "سمعت نافعا يقرأ" ورئيا"19) مهموزا" “. 


- في رواية "كأغنى واحد" وفيها "أحسبني" بدل "أغنى الناس" رواه السيوطي في الاتفان" 122/1. ونسبه لأبي حجن 
الثقفي. 

* -الجرء المشتمل على تفسير نافع بن أبي نعيم ومن معه 45. 

”7 هو شعيب بن الليث بن سعدء لم يترجم له في غاية النهاية. 

“ -غاية النهاية 34/2 ترجمة 3638 حترجمته في تاريخ بغداد 13/1 وما بعدها ترجمة 14- وطبقات ابن سعد 517/7. 
والمعارف 221- وطبقات الفقهاء للشيرازي 78-وحسن المحاضرة 120/1. 

ˆ -السبعة في القراءات 64-63. 

-السبعة 91. 

7 طبقات الفقهاء للشيرازي 150. 

* -السبعة في القراءات 64-63 

* -تقدم أنه يريد محمد بن جرير الطبري لكنه دلس اسمه. 

'! -الكلمة من سورة مريم الآية رقم 74. 

أ -السبعة في القراءات 412. 


55 


ونقل عياض وابن الجزري عن الإمام الداني أنه ترجم له في القراء وقال : "ر 
القراءة سماعا عن نافع بن أي نعيم» وقال له نافع: إن كنت تريد تعليم الصبيانء 5 
سليمان بن مسلم إن عار IE‏ وقد سبق ذكر الخبر وما فيه من 
دلالة على تفرغ نافع لأهل العرض عليه من التابعين في القراءة» وبظهر أن أشهب كان يومئذ 
صغيرا لم يحكم القراءة بعك وات هة 2.204 : 


(66) - حميد بن سلامة المصري : 


ذكره ابن الجزري في رواة القراءة عنه من المصريين ©2, وقال في ترجمته : 


"روى القراءة عن نافعء قاله الداني عن أبي طاهر © ". 


(67) - محمد بن عبد الله بن وهب : 


ذكره ابن الجزري في الرواة عنه من أهل مصر ©, ولكنه لم يترجم له في المحمدين 
ولعله ولد عبد الله بن وهب الفقيه. 


(68) - زياد بن يونس بن سعيد الحضرمي : 

جاء ذكره بالرواية عن نافع في "الجزء المشتمل على تفسير نافع وغيره"7 وفيه جاء 
قول عبد الله بن وهب المصري : " قال لي سعيد بن أبي مريم» حدثنا زياد بن يونس قال: 
حدثني نافع بن أبي نعيم قال : سألت مسلم بن جندب عن قول الله عر وجل" - ردعا 
يصدقنى' ' قال : زياد . 


عناك ا قال زياد : n oT‏ 


هذه الآية وقد قدء" © 


أ سغاية النهاية 296/2 ترجمة 2598. 

* -ترجمته مطولة في ترتيب المدارك 270-269/3.- وشجرة النور الزكية لابن خلوف 59. 

3 سغاية النهاية 331/2 ترجمة 3718, وتحرف نسبه في ترجمته فقال: "البصري" -غاية النهاية 265/1 
“ - هو عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم صاحب ابن مجاهد -تقدم. 

د - غاية النهاية 265/1 ترجمة 1139. 

° سغاية النهاية 331/2 ترجمة 3718. 

7 -تقدم ذكره في الملحق الذي قدمنا من رواية أبن وهب. 

* -تقدم في الورقة 259. 

” -تفسير ابن كثير 330/1. 


56 





(69) - عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقي المصري الفقيه صاحب الإمام مالك بن 





أنس. 
لزم مالكا عشرين سنة وروى عنه الموطأ وتفقه عليه" وروى عن مالك وبكر بن مضر 
© ونافء القاءءء(3) 
ونافع المارن . 


وقد قدمنا بعض حديثه مما أخرجه الطبراني من طريق أصبغ بن الفرج عن عبد 
الرحمن بن القاسم عن نافع في وجوب الوضوء من مس الذكرء قال الطبراني : "لم يروه عن ش 
نافع إلا عبد الرحمن بن القاسم الفقيه المصري» ولا عن عبد الرحمن إلا أ" . توفي ابن 
القاسم سنة 91ه. 
(70) - عبد الرحمن بن ميسرة مولى حضرموت الفقيه المصري. 
وقد ذكر أنه "كان أول من جلس للاقراء بقراءة نافع في مصر ^ توفي سنة 188. 


من الرواة والفقهاء يروي عن مالك والليث وغيرهمال وهو كثير الرواية عن المدنيينء 

جاء ذكره بالرواية عن نافع في تفسير نافع من روايته عن 8 عن ابن عباس في قوله لك 
عين حمئة" 0 » وهو معدود من رواة نافع في كتب الطبقات”. 
(72) - أبو يى الوقار زكرياء بن يى بن إبراهيم بن عبد الله المشهور بالوقار - بتخفيف 
القاف- من موالي قريش. 

نزل القيروان بعل نزوله مصر» وکان يعرف ب "البطيح" بفتح الموحدة وياء لور 
المروف وحاء مهملة” 68 وهو من رواد قراءة نافع ف إفريقية» وقد نقل عياض بسنده عن أبي 
عمرو الداني قوله : "مقرئ روی القراءة عندنا عن نافع ب بن أبي نعيم» وروی عنه القراءة محمد 
بن برغوث المقرئ“. 









أ -الانتقاء لابن عبد البر النمري50. 

2 هو مولى شرحبيل بن حسنة أبو محمد من الاثبات في الروايات توفي سنة 174 -ترجم له ابن حبان في كتابه" مشاهير 
علماء الأمصار" 191 ترجمة 1534. 

7 -ذكره الخزرجي بالرواية عنهم في الخلاصة 233. 

* -المعجم الصغير للطبراني 42/1. 
“وان وعلومه في مصر للدكتور عبد الله خورشيد البري 188. 
° -تقدم ذلك في رواية ابن وهب للتفسير من طرق نافع. 

” - معرفة القراء الكبار للذهبي 1 وسير أعلام النبلاء ” له أيضا 337/7 وتهذيب التهذيب لابن حجر.407/10. 

* بهذا ضبطه ابن الجزري في غاية النهاية 408/2 ترجمة 3954. 

* -ترتيب المدارك لعياض 38-36/4. وترجمة محمد بن برغوث في غاية النهاية 104/2 ترجمة 2871. 


57 


وقد ذكرنا ما كان له من أثر في نشر الرواية عن نافع بأفريقية» وما كان لتلميذه محمد 
بن برغوث في ذلك» وخاصة بعد صدور الأمر القضائي إليه من قاضى إفريقية أن لا يقرئ 
الناس إلا بحرف نافعء وكان إمام مسجد القيروان. 





(73) - كردم بن خالد المغربي : 

هو كردم بن خالد أو خليد أبو خالد المغربي التونسي, ذكره ابن مجاهد في الرواة عن 
نافع فقال : "كردم : رجل من أهل المغرب". ولم يذكر له رواية في أثناء الكتاب. 

وذكره الذهبي في ترجمة نافع فقال : "وكردم بن المغربي"©. وقال ابن الجزري : 
"قدم المدينة وعرض على نافع» وكان زاهدا عابدا فاضلاء روى عنه أحمد بن جبير 
الأنطاكي. وقال الداني : لا أعلم روى عنه أحد غيره"©, 

وقد قدمنا ذكره بين أسماء التسعة الذين اشتهروا بالنقل عن نافع فيما ذكره أبو 
حيان أول هذه التراجم. 

وقد احتفظت بعض كتب الرواية بملامح من قراءته تدل على أنه كان قد أخذ عن 
نافع بطريقة التمكين البالغ في القراءة» مما سمي ب "التحقيق". وريا كان هو المراد عند 
مكي بما أشار إليه في "التبصرة" عند ذكر اختلاف السبعة في سورة الفاتحة فقال : "وأجمعوا 
على كسر الكاف من "ملك" من غير بلوغ ياء وعلى ضم الدال من "نعبد" من غير بلوغ 
واوء وكذلك ما كان مثلى إلا شيئا تفرد به عن ورش بعض قراء المغرب وشواذ من غيرهم, 
من الاشباع حتى بتولد بعد الركة حرف» ولیس بالقوي ولا المشهور عند الحفاظ من رواة 
نافع» ولا عليه عمل عند من قرأنا عليه وله وجه"©, 


وقد نسب ابن الجزري القراءة بذلك إليه فقال في النشر : "ومنها إشباع الكسرة من 
"ملك بوم الدين" قبل الياء حتى تصير ياء وإشباع الضمة من نعبد وإياك" حتى تصير 
داواء رواية كردم عن نافعء ورواها أيضا الأهوازي عن ورش» ولها وجه"©. 





0 1 hi 1 5 El 
-وقفت على راو أخر ممن أسند الرواية بالقراءة عن نافع من المصريين وهو أبو جعفر أحمد بن محمد بن الحجاج أبن رشدین‎ 
"ذكره الطبري في "سوق العروس" وذكر رواية يونس بن عبد الأعلى عنه وقوله: "رواية سقلاب وأبي دحية وابن رشدين‎ 


* -السبعة 64-63 
* سمعرفة القراء الكبار 90/1. 

* تقله في غاية النهاية 32/2 ترجمة 2631. 

5 “التبصرة في القراءات السبع لمكي 54 تحقيق حي الدين رمضان. 
° -النشر في القراءات العشر 49/1. 


58 


وقد أسند الهذلي في "الكامل" بعض روايته عن نافع. 
(74) - الغازي بن قيس القرطبى : 
تقدم ذكره والحديث عن ربادته في إدخال قراءة نافع إلى البلاد الأندلسية وسيأتي 


الأندلسية بحول الله. 


(75) - خيى بن يى الليثى المصمودي : 

تقدم لنا في البحث الأول التنويه بأثره في اعتماد قراءة نافع وترسيمها في البلاد 
الأندلسية, بحكم منزلته العلمية وكثرة تلامذته وعلو جاهه عند أولي الأمر من أمراء قرطبة 
الأموبين» وكان بحيى -كما يقول ابن الفرضي قد "رحل إلى المشرق. وهو ابن مان وعشرين 
سنة» فسمع من مالك بن أنس الموطأ غير أبواب...وسمع من نافع بن أبي تعنم القازى ": 

فهو اذن ممن سمعوا منه القراءة من غير عرض» وريا كان من آخر من سمع منه من 
أهل الفاق توفي سنة 234 ه أو قبلها بسنة. 

هؤلاء خمسة وسبعون من مشاهير الرواة عنه» ممن عرضوا عليه أو سمعوا منه 
القراءة أو رووا الحروف, أو كانت لهم عنه رواية في الجملة» وهم -كما أسلفنا- لا يمثلون 
الحقيقة الكاملة, بل لا يبلغون حتى ثلث عدد الذين ذكرهم أبو معشر الطبري من رواة قراءته, 
وهم مائتان وخمسون رجلاء ولا شك أن العدد أكبر من ذلك وأضخم. بالنظر إلى امامته في . 
هذا الشأن» وطول تصدره فيهء وانثيال الطلاب عليه من الآفاق. 

ولقد رأينا في أصحاب الرحلات العلمية في زمنه من المغاربة من افريقية والأندلس» 
أسماء حشد كبير من أعلام الرواية عن مالك وأهل المدينة ممن شدوا الرحال إليها في 
طلب العلم» وكان لهم بعد عودتهم في أقطارهم الأيادي الطولى في توجيه الياة السياسية 
والاجتماعية. وقيادة الحركة العلمية والفكرية, الا أن انصراف أكثرهم إلى غير القراءة 
والاقراء من الشؤون الأخرى كالفقه والولاية والوظائف العامة, قد حال دون مشاركتهم في 
هذا المضمار» وصرف الاهتمام بهم فيه إلى ما يشتغلون به من تلك الوظائف والمهام. 

ولعل في هذا القدر مما جمعنا من أسماء الرواة عنه» ما يكفي لتقدير مكانة مدرسته 
وامتداداتها في الأقطار. ولإعطاء صورة تقريبية عن مقدار الاقبال الذي كان للناس على 
قراءته والأخذ عنه. ولا سيما مع اعتبار اختلاف مواطن الرواة وأقطارهم واعتبار نوعيتهم 
ومستوياتهم» لأن أكثرهم قد امتازوا بالبراعة في فنون أخرى كالفقه والتفسير والحديث واللغة 
والنحوء الأمر الذي كانت معه حلقته العلمية ملتقى للكبار من مختلف البلدان والأقطار. فكان 





' تاریخ علماء الأندلس لابن الفرضي 808/2 ترجمة 1554. - ومثله في ترتيب المدارك 380/3. 


59 


التشرف بالانتساب إليه والعرض عليه. أقصى ما يطمح إلى تحقيقه الطلاب. ويسعى إليه 
العلماء على السواء. 


60 


الفصل الثاني 
راوية نافع في البلاد المصرية أبو سعيد 
ورش وشخصيته قارئا وراويا ورجال مدرسته 


رواية ورش ف إطارها الزمانى والمكانى: 

أعطينا في الفصل الماضي تعريفا بالإمام نافع ومدرسته في المدينةء وألممنا بكثير من 
الإمجاز بذكر طائفة من أعلام مدرسته الذين أتيح لهم الاتصال به والعرض عليه أو الرواية 
عنه من أهل المدينة والآفاق» ول نتتبع هنالك أثر المدزسة إلى مدى واسع في مختلف الآفاق 
والبلدان التي ينتمي إليها أولئك الأعلام, لأن ذلك من شأنه أن يتيه بنا عن القصد الذي 
توخيناه من هذه الدراسةء إذ لم يكن هدفنا منها التأريخ لقراءة نافع في جميع رواياتها والطرق 
عن رواتها والمجالات الرحبة التي تألقت فيهاء ولكن كان لا مناص لنا من الإلمام اليسير با 
الممنا به وما توقفنا عند بعضه في التعريف بأوليك الرواة» حتى نتمكن من وضع هذه الرواية 
-أعني رواية ا سعيد ورش- ف إطارها بين نظائرها بين الروايات عنه بوصفها ممثلة لأهم 
الروايات المشهورة عن نافع التي كتب لها الشفوف على ما سواها من الروايات عنه واستأثرت 
بالظهور التام على غيرها في الغرب الإسلاميء ابتداء من شواطئ البحر الأحمر شرقاء وانتهاء 
إلى شواطى المحيط الأطلسي غرباء متوغلة فيما بين ذلك عرضا داخل إفريقيا في بلاد 
السودان "فهي في شمالها وغربها إلى اليوم الرواية الرسمية؟", ومنتظمة فيما بين ذلك القطر 
الليبي وبلاد الجريد والأقطار الإفريقية الشمالية المجاورة: وجميع جزائر البحر الأبيض 
المتوسط الغربية وما وراءها من البلاد الأندلسية لعصور طويلةء وعامة أرجاء تونس واجزائر 
والمغرب إلى اليوم» بحيث ظلت الرواية الوحيدة تقريبا التي حافظت على كيانها المستقل 
ووجودها المتواصل طوال أزيد من اثني عشر قرناء دون أن تستطيع زحزحتها عن الصدارة 
مجموعة من القراءات والروايات التي يقرأ بها الخاصة للسبعة أو العشرة أو غيرهم على امتداد 
التاربخ الإسلامي» بل دون أن تتنازل لغيرها عن الصدارةء أو تتوارى تماما لتفسح المجال 
لرواية حفص عن عاصم كما حدث لغيرها في عامة الأقطار الإسلامية حتى في المدينة المنورة 
نفسها المقر الأصلي لقراءة نافع والبلاد المصرية حيث المهد الذي ترعرعت فيه وانطلقت خو 

الغرب الإسلا مي. 


' - من محاضرة بعنوان "قراءة القرآن من رواية الدوري في السودان" للدكتور يوسف الخليفة وكيل وزارة التربية بالسودان- 
ألقاها بدار الحديث اللسنية بالرباط مساء يوم الخميس 1981/10/23م. 
* -التحرير والتنوير لابن عاشور -المقدمة السادسة 63/1. 


61 


وإغا أفلتت في هذه الجهات من التأثر والذويان لعوامل عدةء من أهمها البعد 
الجغرافي عن التأثيرات المشرقية» وعمق جذورها في المناطق التى دخلتها للعوامل التى أسلفنا 
الحديث عنها في الت الأ وله اه رر اا و اقات بها قراءة فاق .مما ا 
بالجهات التي سبقت إلى طبع المصاحف إلى إفراد المناطق المغربية والافريقية با يوافق 
قراءتهاء فطبعت رواية ورش في المطابع القديمة استجابة لهذا الغرض'ء ثم تعددت الطبعات 
فيما بعد وتنوعت» وأصبحت تنافس الطبعات الشرقية الخاصة برواية حفص» وكان نداول هذه 
الطبعات "الورشية" في عهد مبكر قبل انتشار الطبعات "الخفصية" حائلا دون اضطراب في 
القراءة شبيه بما حدث في السودان -القطر المجاور لمصر-. حين طبعت المصاحف برواية حفص 
عن عاصم» ودخلت إلى الجهات السودانية التي يقرأ فيها إلى اليوم بقراءة أبي عمرو بن 
العلاء من رواية أبي عمر الدوري, فبدأ القراء والمتعلمون يلا حظون فروقا واضحة بين ما 
يقرأون به وما جدونه في تلك المصاحف. مما اضطر المسؤولين عن هذه المهمات بالبلاد إلى 
المسارعة إلى المطالبة بطبع مصاحف وطنية بهذه الرواية إنقاذا للموقف وتلبية للحاجة الملحة 
فطبعت المصاحف الخاصة واا 


وأخسشب أن ما وقي السودات من عار مصاحف رواية حفص قبل أن تعدارك 
الموقف. كان في الإمكان أن بحدث في الأقطار المغربية لولا تلك المسارعة إلى طبع المصاحف 
برواية ورش» ودليل ذلك ما حدث ف عامة الأقطار المشرقية كالشام والعراق واليمن ومصر 
والحجاز وغيرها من التي كانت تقرأ بقراءات وروايات أخرى غير رواية حفص» فلم تلبث 
تحت تأثير الأخذ عن المصاحف وسعة انتشارهاء وضعف الإقبال على حفظ القرآن عند 
المشارقة في الجملة بعد انتشار التعليم العصري» أن نسيت وتخلت عن القراءة التي كانت قراءة 
قطرها وناحيتهاء لتأخذ بالرواية التي فرضها الواقع اضطرارا لا اختياراء إلى أن أصبحت 
.رواية حفص في عامة البلدان الاسلامية اليوم-في غير الأقطار المغربية ويعض او 
يزاحمها غيرهاء سواء في قطرها الأصلي» وهو العراق أو في غيره» ومن الطريف أن بعض 
المشارقة من القراء بالمدينة المنورة ينكر على بعض المغاربة حين سمعه يقرأ برواية ورش عن 
نافع زاعما أنها رواية شاذة, لأنه لا عهد له بهاء ولأنه ما اعتاد الا رواية حفص ولعله كان 
يرى شذوذ ما سواهاء فتجرأ على رد قراءة مروية عن نافع في عقر داره برواية عراقية لا فضل 
لها على غيرها من الروايات الثابتة والمتواترة فوقع بذلك في مثل ما وقع فيه طائفة ممن أنكروا 
تواتر بعض قراءات السبعة -كما قدمنا في حادثة غرناطة وما أثارته من جدل حول مفهوم 
التواتر ومدى تحققه, وكيف حسم في ذلك الشيخ الإمام ابو سعيد بن لب الغرناطي فيما ذكره 
من "أن التواتر في القراءات السبع إِنما هو خصوص في القراء والأقطار» وليس تواتر عموم 





طبع أول مصحف برواية ورش بالمطبعة الثعالبية بالجزائر -على الحجر سنة 1905- تاريخ الأدب لبروكلمان 4/2. 
2 - تحدث المحاضر السوداني وكيل وزارة التربية عن هذه التجربة والصعويات التي واجهتها. 


62 


كالعلم بالبلاد النائية والقرون الخالية» وإنا ذلك كتواتر أشياء من الصنائع عند أهل كل 
صناعة, فلا يعرف ذلك التواتر غيرهم» كذلك قراءة نافع تواترت بالمدينة وأحوازها عند 
قرائها وعند من تنقل إليه كذلك في البلاد النائية إن نقلت إليها...فربما يسمع قراء بلد 
قراءة متواترة في غيرها ثم ينكرونهاء لأنهم لم يبلغهم تواترهاء ولا يقدح ذلك في تواترها"0. 

وسنحاول في هذا العدد أن نقدم تعريفا بحسب الإمكان بقطب هذه الرواية وشخصيته 
العلمية ورحلته إلى نافع» وأن نعطي صورة عن روايته وملا محها العامة ثم نتطرق للتعريف 
برجال مدرسته في مصر وما -كان لهم من أثر في توطيد قراءة نافع بهذه البلاد مع تتبع 
امتدادات هذه المدرسة من خلال أعلام الرواة عن أصحاب ورش وأصحاب أصحابه من أهل 
الجهات» ثم نتوقف خاصة عند روافد المدرسة من الوافدين عليها مفيدين ومستفيدين من قراء 
الأمصارء خلال عهدها الزاهر ابتداء من وفاة ورش إلى النصف الثانى من المائة الخامسة, أي 
إلى أن تحول مركز الثقل في هذه الرواية إلى الأقطار المغربية» وأصبحت تستقبل من تلك 
الجهات الأسانذة المتصدرين بدلا عن الطلاب المتعلمين. 

أبو سعيد ورش: نسبه وأوليته : 

هو أبو سعيد عثمان بن سعيد, ثم اختلفت المصادر المعتمدة في رفع سلسلة نسبه بعد 
أبيهى ES‏ "عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق المصري مولى آل 
الزبير بن العوام". وفي بعضها "عثمان بن سعيد بن عبد الله بن سليمان بن إبراهي(© 
القرقى ي بالولاء © 

ومما هو جدير با ملا حظة ف سلسلتي النسب المذ كورتين» أنه مع اتفاق المصادر على 
أنه من أصل غير عربي» وأنه مصري "قبطي" أو قفطي" أو من ناحية القيروان» أو من ناحية 
أفريقية(7, فإنها مع ذلك تسمي آباءه الأدنين والأعلين جميعا بأسماء عربية» ولا تضع في 
الاعتبار قرب ميلاده من زمن الفتح العربي الإسلامي للمنطقة, إذ أن المدة التي تفصل بين زمن 
فتح مصر سنة عشرين من الهجرة وفتح إفريقية بعدهاء وولادته سنة 110ه غير كافية في 
مجرى العادة لكى يتعاقب فيها كل هذا العدد من أسماء آبائه الذين استعربواء وهى مدة لا 
تزيد على تسعين سنةء فضلا عن أن يتاح لعشيرته بمقتضى إسلامها واستعرابها أن تهجر 


' نقله الونشريسي في المعيار المعرب 104-103/12. 

* - الإقناع لابن الباذش 57/1. 

” - معرفة القراء للذهبي 126/1-ومعجم الأدباء لياقوت 116/12-وغاية النهاية 502/1. 
* - معجم الأدياء 116/12. 

د - المصدر نفسه 116/12 


63 


أسماءها المعتادة بمصر أو إفريقية لتسمى أبناءها -كما يلاحظ في سلسلتى النسب- بأسماء 
عربية أو دينية"» حتى مع اعتبار هذا الولاء المذكور لآل الزبير بن العوام رضي الله عنه. 

ومهما يكن فإننا نجاري المصادر في المتفق عليه من نسبه. وهو أنه عثمان بن سعيد 
المصري القبطي نسبة إلى هذا الجنس الذي كان وما يزال يسكن مناطق من مصرء أو قفطي 
أيضا -كما نسبه ياقوت في معجمه -نسبة إلى "قفط" © وهى مدينة بالصعيد الأعلى من 
مصر بناها "قبطيم بن ف كما فووا تمت 0 

أما كنيته المشهورة فهى أبو سعید» وھی المختارة ف كتب المغارية كما قال ابو المسن 
بن بري في الدرر اللوامع 

على الذي روى أبو سعيد عثمان ورش عالم التجويد. 
وقد قيل في كنيته أيضا أبو عمرو وأبو القاس 


ولد على المشهور سنة عشر ومائة من الهجرة بمصر» ونقل القسطلاني عن الأهوازي 
الخلاف في ذلك فال ولك هة اي عدر ومان ا لوقيل فة عشرين» ول نة 
عشر» وتوفي سنة سبع وتسعين ومائة". والأقرب إلى التحقيق ما نقله ياقوت عن الأهوازي 
المذكور. والافظ ف العلا ء الهمداني عن ا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن 
عبد الأعلى الصدف أن مولده بمصر سنة عشر ومائة في أيام هشام بن عبد الملك وقرأ 


على نافع في حدود سنة خمس وخمسين ومائة في أيام المنصور! 1 ومات وعمره سبع ومُانون 
.. )10( 
سنة 


- نعني بالأسماء الدينية عبد الله وسليمان وإبراهيم وداود 

2 - معجم الأدباء 116/12. 
-صبح الأعشى للقلقشندي 334/3- وكذا 470/3. 

“ -الإقناع لابن الباذش 57/1- ومعرفة القراء 126/1.-وغاية النهاية 502/1 ترجمة 2090. 

* -النشر 113/1-. والإقناع 58/1. 

° -لطائف الاشارات للقسطلاني 101-100/1. 

” - هو أبو سعيد ابن يونس (376-281)- صاحب تاربخ مصرء وحفيد يونس بن عبد الأعلى تلميذ ورش ترجم له السيوطي في 

حسن المحاضرة 147/1. 

* - من خلفاء الأمويين (125-105ه) -رسالة أسماء الخلفاء والولاة - مجموعة رسائل ابن حزم 144/2. 

* - معجم الأدباء لياقوت 118/12 وغوه في كنز المعاني للجعبري (مخطوط). 

“' - جاء في حسن المحاضرة للسيوطي أنه ولد سنة 115 وكتب العدد بالأرقام الهندية -حسن المحاضرة207/1- وجاء في 
كتاب المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع لعبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي ص 6 أن ورشا ولد سنة 
خمس وخمسين و مائةء وتوفي بمصر سنة تسع وتسعين ومائة في زمن المامون" فاخطأ في الميلاد والوفاة.. ووقع التحريف . 
أيضا في تحليته المعتادة أي "المقرئ" فجاء في كتاب الولاة والقضاة للكندي في ترجمة القاضي عبد الملك بن محمد الحزمي 
الأنصاري ص 384- طبعة بيروت 1908.-وكذا الطبعة المصرية نشر مؤسسة قرطبة - الهرم مصر- قوله: "كان كتاب 
الحزمي ورش المقيري..." هكذا بزيادة الباء. ١‏ 


64 


وقد ألحنا على تحقيق نسبه وتاريخ ميلاده ووفاته لما رأينا في ذلك من تصحيف 
وتحريف في بعض كتب التراجم والقراءات. وقد اشتهر بلقبه "ورش" حتى كاد ينسى اسمه 
ونسبهء وحاول المترجمون له تفسير تلقيبه وبيان علته» فقال بعضهم "لقب به لشدة بياضه" - 
قال ابن الباذش: "وأخبرنا أبي -رضي الله عنه- أن في الغريب المصنف"© عن الفراء: 
"ورشت الطعام ورشا: اذا تناولت منه شيئا يسيرا"» فلعله كان يكثر تصريف هذه الكلمة 
فعرف بها ". وقال بعضهم: "لقب به لسن قراءته". 

ولعل الأصح ما ذكره ياقوت في فوك "لي به لأنه كان ف دات ا اقل اقم 
انه اشتغل بقراءة القرآن وتعلم العربيةء ورحل إلى المدينة فقرأ على نافع القرآن» وكان أزرق 
أبيض اللون» قصيرا ذا كدنة. قال: وكان نافع يلقبه ب" الورشان"» وهو طائر معروف, لأنه 
كان على قصره يلبس ثيابا قصاراء فكان اذا مشى بدت رجلاه مع اختلاف ألوانه. وكان نافع 
يقول له اقرأ يا ورشان» وأين الورشان؟ ثم خفف فقيل "ورش" ولزمه ذلك حتى صار لا 


يعرف إلا به" . 


وقد ذكروا لهذا للقن كان چ كاف ف وقول ای ا 
وربط الهذلي © هذا اللقب بحسن قراءته ققال: "وكان إذا قرأ تحسبه طير الورشان» ولهذا 
سمي ورشاء وقيل لنقل الحركة في قراءته". 

أما حياته المبكرة وظروف نشأته في صباه وشبابه وأحوال أسرته فلم تسعفنا كتب 
التراجم فيها بشيء يستنار به. إلا أن الأمر في ذلك لا يختص بورش وحده فالمعلومات عن 
شخصيات هذا العصر في مصر وغيرها شحيحة جداء إذ كان التدوين قليلاء وكان الاهتمام 
بالرواية الشفوية ما يزال حتى ذلك العهد سمة مميزة, ولذلك فلا نكاد جد لشخصيات 
العصر من أهل المائة الأولى وأواسط المائة الثانية تراجم وافيةء وإنما جاء الاهتمام بكتابة 
التراجم والتعريف بالأعلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم بعد أن تألق نجم مصر أواخر 
المائة الثانية وأول الثالثة وبعد أن أصبحت.مركزا من المراكز الفقهية المهمة التي التقى فيها 
نوابغ المدرستين الفقهيتين المالكية والشافعية. 





أ - هو أبو جعفر المنصور من خلفاء العباسيين (158-136ه) - رسائل ابن حزم: 148/2. 
* - كتاب مشهور لأبي عبيد القاسم بن سلام. 

( - الإقناع 57/1. وينظر في ذلك لسان العرب 910/3 ع 1 

“ - لطاءف الاشارات للقسطلاني 100/1. 

* - يعني يبيع رؤوس الغنم أو غيرها. 

° - يعني مجتمع اللحم. 

7 -الكامل في القراءات للهذلي (مخطوط) لوحة.18. 

* - معجم الأدباء 118/12. 

” - معرفة القراء للذهبي 126/1. 


65 





ولعل ورشا لو اكتفى بتحصيل ما تأتى له من قراءة في بلدى ولم يرحل في طلب 
القراءة إلى المدينة ما علم عنه التاربخ العلمي أكثر مما يعلمه عن كثير من سواد القراء 
الذين يمرون على الساحة مرا رفيقا دون أن يخلفوا من الآثار ما يذكر بهم ولعل في حرفته 
التي كان جترفها في شبابه قبل التفرغ لطلب القراءة أو في أثناء ذلك ما يوحي ببساطته 
وتواضع البيت الذي ينتسب إليه. فلولا ما أتيح له من رحلة إلى المدينة وما تأتى له في 
القراءة من نبوع خاص لفت إليه الأنظار وصرف إليه الاهتمام» لبقي مغمورا لا يعرف 
ومجهولا لا يذكرء بل لعله لو لم يقرأ لنافع وبشتهر بالتبربز في روايته عنه بما حظي به في بلد 
كمصر وفي زمن كالزمن الذي ظهر فيه يوم اسعيل: بالناس الاهتمام والشغف بكل ما هو 
مدني» » سواء كان فقها أو قراءة أو تفسيرا أو سيرا ومغازي أو غيرهاء باعتبار المدينة منزل 
الوحي ودار السنة والمنهل الأصلي الذي تسلسلت عنه هذه العلوم» ومن هنا كان تألق جم 
ورش بهذه الرواية المدنية متناغما مع العهد الذي ساد فيه الشغف بالأخذ عن أهل المدينة 
ورحل فيه كبار أعلامها إلى المدينة للأخذ عن مالك بن أنس وأصحابه فقه "المدنيين", 
ورحل مثل عبد الملك بن هشام المصري (ت218) إلى زياد البكائي بالعراق ليأخذ 
عنه سيرة محمد بن إسحاق المدني (ت150)ء ليعود بها إلى مصر ويعمل على تهذيبها 
وإخراجها في روايته المشهورة. 

ورحل الليث بن سعد والعشرات من رواة العلم في مصر إلى المدينة للأخذ عن نافع 
وغيره من قراء المدينة وعلمائهاء فجاءت رحلة ورش في إبانها وأوانها تكليلا هود أهل 
مصر في هذا الشأن واستمرارا في نفس الطريق. 


ولقد بدأ الاحتكاك الفعلي بين المصربين وبين الخركة العلمية بالمدينة في عهد مبکر» 
حتى ليمكن أن نتلمس آثاره من بداية الفتح في أواخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عن 
يوم فتحت بقيادة عمرو بن العاص سنة عشرين من الهجرة حيث ' 'روي أنه نزلها من الصحابة 
حرضوان الله عليهم- ما يزيد على مائة رجلء ودفن بقرافتها(!) جماعة منهه"2. وقد سمي 
ابن دقماق في "الانتصار" والقلقشندي في "الصبح" منازل جماعة كبيرة منهم اختطوا لهم 
بالفسطاط ونزلوها بعد الفتح» وسمي ابن عبد الحكم ممن نزلها من ا النبي -صلى 
الله عليه وسلم- عقبة بن عامر الجهني وخارجة بن حذافة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح 
ومحمية بن جزء وعبد الله بن الحارث بن جزء وأبا بصرة الغفاري وأبا سعد الخير ومعاذ بن 


- القرافة هي مدفن أموات مصر وتقع ف سفح جبل المقطم بين المقطم والفسطاط وبعض القاهرة- صبح الأعشى-429/3. 
ميم الأعفى 308/3 
- الانتصار 5/4 -12 -وصبح الأعشى 375-372/3. 


66 


أنس الهني ومعاوية بن خديج وعبد الله بن عمرو بن العاص وزياد بن الحارث 
لدان" 

وأما من نزلها من التابعين من أهل المدينة وغيرهم فهم فوق الحصرء وقد أدرك ورش 
نفسه بالميلاد والنشأة طائفة من متأخريهم وان كنا لا ندري له سماعا أو رواية عنهم ولعل 
من المفيد أن نعرف بأسماء طائفة منهم ممن نسبوا إلى القراءة والرواية بوجه عام وكان لهم 
تأثير واسع أو محدود في الجانب العلمي في عهد الطلب من حياة ورش أو في عهد شبابه. 


طلائع المدنيين في مصر من العلماء : 

فممن ورد على مصر من أهل المدينة لهذا العهد وكانت له منزلة فيها: 

- أبو طعمة هلال الأموي المدنى مولى عمر بن عبد العزيز. 

قال ابن الجرري: "وردت عنه الرواية في حروف القرآن» وذكره ابن يونس في تاريخه 
وقال: كان ثقة بمصر"© ثم نقل عن أبي عبيد قوله في كتابه "القراءات": حدثنا أبو الأسود 
عن ابن لهيعة قال: سمعت أبا طعمة يقرأ "على رفاربف خضر وعباقريّ حسان"© قال: 
وكان أبو طعمة من قراء المدينة"©. 


وبعتبر أبو طعمة ف مصر من رواد القراءة المدنية» فقد روى ابن عبد الحكم عن ابن 
لهيعة أحد الرواة عنه أنه "أول من أقرأ أهل ا 
عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدنى شيخ نافع وأحد أئمة القراء والمحدثيز 








تقدم في ترجمته في مشيخة نافع أنه خرج إلى مصر فأقام مرابطا بالإسكندربة حتى 
توفي بها سنة 117ه ‏ وقد بقي قبره معروفا بالإسكندرية حتى زاره الرحالة ابن رشيد 
السبتى في أواخر المائة السابعة!©. 


' - فتوح مصر لابن عبد الحكم248. 

© - غاية النهاية 357-356/2 ترجمة 3791. 

* - هو المعروف بيتيم عروة وسياتي عن قريب. 

4 - سورة الرحمن الآية رقم 6 والقراءة بما ذكر شاذة وقد رويت أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الجحدي وابن 
محيصن -ينظر ذلك في مختصر الشواذ لابن خالويه 150. 

* - غاية النهاية 357/2. 

“ - فتوح مصر لابن الحكم 264. 

7 - غاية النهاية 381/1 ترجمة 1622. 

* - رحلة ابن رشيد 92/3. 


67 


ومعلوم أن مرابطة شيخ من هذا الطراز في ثغر من الثغورء لا يراد منها الا سد حاجة 
أهل الثغر إلى الأطر العلمية والتعليمية حتى يتمكن المرابطون فيه من عمارته وحياطة البلاد 
من ناحيته دون أن يفوتهم نصيبهم من طلب العلم» وسوف نرى أسماء طائفة من القراء ممن 
كانوا يرابطون بالاسكندرية لهذا الغرض» ومنهم ورش نفسه. 


بكير بر عبد الله بن الأشج الفقيه المدني الراوية : 

عده ابن حبان "من ثقات أهل مصر وقرائهم - قال- : وكان يقيم بالمدينة مدة ومصر 
(Dian .‏ 
زمانا 


وقال علي بن المديني: "لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب ويحيى 
بن سعيد الأنصاري وبكير بن الأشج"©. وقد روى عنه جماعة من أعلام العصر منهم ابنه 
مخرمة وابن لهيعة والليث بن سعد وعمرو بن الحارث" وبزيد بن أبي حبيب » وتوفي بكير سنة 
7 وقيل سنة 0122. 


أبو بونس_مولى أبي هريرة ر ضي الله عنه : 

وممن نزل مصر من رواة العلم أبو يونس مولى أبي هريرة الدوسي» ذكره الذهبي في 
حوادث 3ه ف الوفيات وقال: "وفيها أبو يونس مولى ابی هربرة -وقد شاخ“ واسمه 
سليمان بن جبیر» نزل مصر وأدركه الليث"07. 


أبو الأسود المدني المعروف بيتيم عروة : 
قال الحافظ ابن عبد البر: "وكان عروة -يعنى ابن الزبير- قد حضنه وربا فكان يقال 
له" يتيم عروة" وهو من جلة شيوخ مالك الذين أخذ عنهم» ثم انتقل من المدينة إلى 
)8( 0 


' - مشاهير علماء الأمصار 188. 

2 - قله السيوطي في اسعاف المبطل برجال الموطأ -بذيل تنوير الموالك 8/2 ومثله في الانتقاء لابن عبد البر 27. 

3 - هو مخرمة بن بكيرعده ابن حبان من جلة أهل مصر ومتقنيهم توفي سنة 159 - مشاهير علماء الأمصار 190. 

“ - هو مولى الأنصار وكان من قراء مصر وفقهائهاء وكان الناس يصطفون على بابه يسألونه عن القرآن والحديث والفقه والعربية 
والحساب, توفي سنة 148. -الولاة والقضاة 84- وتذكرة الحفاظ للذهبي 165/1. 

“ - هو أبو رجاء المصري ففيه مصر وشيخها ومفتيها (ت 128) -مشاهير علماء الأمصار 122 - حسن المحاضرة السيوطي 
120-1. 

؟ - مشاهير علماء الأمصار 188 - وتهذيب التهذيب 491/1. 

” - العبر للذهبي 157/1. 

* - الانتقاء لابن عبد البر 27-26 


68 


ومن أكابر أصحابه عبد الله بن لهيعة» وقد روى عنه أنه قال: "قدم علينا أبو 
الأسود سنة احدى وثلاثين ومائة فقلت: من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟ فقال: الغلام 


۴ 1)1( 
الا صبحي : 
نافع يم كا عبد الله بن عمر رضي الله عنه-. 
تقدم أن عمر بن عبد العزيز انتدبه إلى مصر ليعلم الناس السئن. وكانت وفاته 
سنة 117ه. 


ولا يخفى أن مصر كانت البوابة إلى إفريقية بعد الفتح» ولذلك ظلت معبرا لمن كان 
من هذه الكفاءات العلمية يتجه خو القيروان وما وراءها من المغرب والأندلس وغيرهماء 
وكان كثير ممن يدخلها يفضل الاقامة فيها نهائيا أو يقيم ما تيسر له. فيخلف من الأصحاب 
ما يتاح له بحسب أهميته واستشعار الناس لهاء ونذكر على سبيل الأمثلة ممن نزلها من أهل 
المدينة من هذه الكفاءات في زمن الطلب من حياة ورش غير من قدمنا: 

سعيك_ بر أبى هلالا لليثر . 

من أهل المدينة سكن مصرء وكان أحد المكثرين عن جابر وزيد بن أسله©. وكان 
أحد المتقنين وأهل الفضل والدين» مات سنة149هم ©. 

بعقوب بن عبد الرحمن بن محمد الاسكندرانى : قال ابن حبان: "أصله من المدينة 
سكن الإسكندرية وبها مات» من الاثبات في الروايات"0. 


الأمر في الحديث, اذا روى عن المدنيين والغرباء"©. عد 





عمرو بن الحارث بن يعقوب مولى قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري أبو أمية المصري 
الفقيه المقرئ أحد الأئمة» روى عنه بكير بن الأشج شيخه والليث ومالك وابن وهب وخلقء 
وكان مؤدبا لصالح بن علي" بالمدينة, فأخرجه منهاء وكان من أهل الضبط والإتقان والورع 


1 - يعنى مالك بن أنس -الانتقاء 26. 


2 - العبر 147/1. 

” - الخلاصة للخزرجي 143. 

“ - مشاهير علماء الأمصار 190 ترجمة 1522. 

* - مشاهير علماء الأمصار 191 ترجمة 1535. 

° - المصدر نفسه 190 ترجمة 1522. 

” - هو صالح بن علي بن عبد الله بن عباس كان واليا على مصر للعباسيين. 


69 


في السر والإعلانء ومات سنة 148 . وقال ابن وهب: لو بقى لنا عمرو ما احتجنا إلى 
الك 


محمد بن عبد الرحمر بن غنج : 

قال ابن حبان: من ثقات أهل المدينة سكن مصر وبها مات على اتقان ونيقظ"20. 
قرة بن عبد ١‏ بن حيوئيل المعاة 

ذكره ابن حبان في مشاهير العلماء من أتباع التابعين بمصر وقال أصله من المدينة . 





أصله من المدينةء سكن مصر وأوطنهاء وكان يسكن الفسطاط ف خلافة عمر بن عبد 
العزيز» ثم انتقل إلى الإسكندرية بأمر منهء قال الليث بن سعد: "كنا نعود أبا عقيل زهرة بن 
معبد وهو شديد الوجع ون خائفون عليه.." 05 

أبو قبيل المعافري حبى بن هانى : 
"كان من أهل الدين والفضلء يروي عن جماعة من الصحابة» روى عنه عمرو بن 
الحارث ويزيد بن أبي حبيب والليث بن سعدء دخل إفريقية غازيا مع حسان بن النعمان 
وشهد معه المغازي» وكانت له في ذلك مقامات» ثم رجع إلى مصرء وتوفي بالبرلس سنة 
6018 


سعيك پر" اب , سعيد ١‏ أبو السميط : 
"أصله من المدينة ذكره ابن حبان من مشاهير علماء تابعى التابعين بمصر . 
عبد الرحمن بن شمامة المهري : 


مانا O"‏ 
ر 9 


أ - مشاهير علماء الأمصار 187 ترجمة 1498. 

7 - الخلاصة للخزرجي 287. 

+ - مشاهير علماء الأمصار 190 ترجمة 1524. 

“ - المصدر نفسه 190 ترجمة 1526. 

* - رياض النفوس للمالكى 143-142/1 ترجمة 58. 
؟ - المصدر نفسه 119 ترجمة 924. 

” - مشاهير علماء الأمصار 187 ترجمة 1496. 

- المصّدر نفسه 119 ترجمة 924. 


70 


ومن علماء التابعين من أهل مصر أبو الهيثم سليمان بن عمرو بن عبد العتواري(“ 
وعبد الرحمن بن وعلة ممن صحب ابن عباس زماناء وأبو سعيد بن عبد الله بن مالك 
الرعيني اليحصبي من أصحاب عقبة بن عامر وأبو صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري 
المصري ممن صحب عقبة أيضا, وأسلم بن عمران أبو عمران المصري ممن صحبه©. ونزل 
مصر عبد الرحمن بن ملجم بأمر عمر بن الطاب "ليعلم الناس القرآن" وكان قد قرأ على 
معاذ بن جبل© وممن نزلها أيضا من القراء على بن رباح (114ه) من ثقات أهل مصر 
"وكان يؤم الناس في المسجد الجامع بمصر وبقرئهم فيه القرآن"؛ وخلفه ابنه موسى بن على 
بن رباح "وكان من ثقات المصريين ومتقنيهم ).وكان بها من القراء جعثل بن عاهان الرعينى 
ثم المصري (ت115)ء وكان أحد رجال بعثة الاقراء الذين بعثهم عمر بن عبد العزيز في زمنه 
لإفريقية لتعليم أهلها القرآن كما قدمنا©. 

ومنهم أبو هاشم قباث بن رزين اللخمي "من جلة المصربين ومتقنيه م" وكان 
إمام مسجد مصرء قرأ على عكرمة مولى ابن عباس ومات سنة 010"156. 





مدرسة نافع و مشيخة ورث 


لسنا ندري شيئا عن مشيخة ورش الأولى في بلده في القراءة ولا في غيرها من العلوم 
الأولية التي كان لابد للقارئ والفقيه والطالب بوجه عام أن يكون له نصيب منهاء كما أننا 
لا ندري بسبب صمت ما بين أيدينا من المصادر متى بدأ اهتمامه بتحصيل قراءة نافع خاصة, 
وكل ما أمكن الوقوف عليه من خلال الصلات العلمية التى كانت في أوجها بين بلاد مصر 
في زمن ورشء وبين دار الهجرة النبوية» هو هذا الاقبال الملحوظ من لدن أبناء مصر على 
الرواية عن أهل المدينة والرحلة إليها في طلب الفقه والحديث والقراءة والتفسير والمغازي, لا 
سيما بعد أن برز فيها الأئمة المختصون كابن شهاب الزهري في الحديث والسير» ومالك بن 
أنس في الفقه والأثرء ونافع ومشيخته في القراءة وعلومها. 


أ - صحب أبا سعيد الخدري وكان من الأثيات في الروايات -مشاهير علماء الأمصار 120 ترجمة 935. 
7 - المصدر نفسه 120 ترجمة 937. 

( - المصدر نفسه 121 ترجمة 

“ - الخلاصة للخزرجي 140. 

* - مشاهير علماء الأمصار 122 ترجمة 954. 

° - الانتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق 6. 

” - تهذيب التهذيب 343/8. 

* - مشاهير علماء الأمصار 190 ترجمة 1531. 

' - تهذيب التهذيب 76/2 - وحسن المحاضرة 119/1. 

*! - تهذيب التهذيب 343/8- ومشاهير علماء الأمصار 190 ترجمة 1527. 
ذ! - مشاهير علماء الأمصار 190. 


71 


فأما في القراءة فقد رأينا في الفصل الماضي كيف بدأت صلة المصريين بمدرسة نافع 
بالمدينة منذ مطالع المائة الثانية, وأقدم اشارة إلى هذه الصلة هي ما جاء على لسان إمام 
مصر وفقيهها الليث بن سعد الفهمى (ت175ه) الذي ذكر -كما قدمنا- أنه دخل المدينة 
سنة عشر- أو ثلاث عشرة على اختلاف الرواية -فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا 
ينازع. ولا كان مولد الليث سنة94 ه ©. فمعنى ذلك أنه تعرف على نافع قبل أن 
يستوفي ست عشرة أو نسع عشرة من العمرء وريا كان لزومه له بعد هذا حتى "روى القراءة 
عنه" فكان من بواكير ثمرات هذه المدرسة في مصرء وريا كان له أيضا أثر كبير في التعريف 
بها والإقبال عليهاء وقد روى الخطيب البغدادي ما يدل على قراءته بما يوافق قراءة نافع 
ومصحف أهل المدينةء إذ ذكر عن أحدهم أن الليث صلى بهم المغرب بعد عودنهم من 
الإسكندريةء فقرأ في سورة "الشمس وضحاها" قوله: "فلا يخاف عقباها" "بالفاء بدل 
الواوء قال: وهي كذلك في مصاحف أهل المدينة"“. 


وتدلنا الرسالة التي بعث بها الليث إلى نافع يستوصي بالطالب معلى بن دحية الذي 
ورد المدينة على نافع ليأخذ عليه» على ما ذكرناه لليث من دور بارز في التعريف بهذه المدرسة 
في بلده والتنويه بها وانتداب من يأنس منه الرغبة إلى الرحلة إلى شيخها للتشرف بالانتساب 
إليه» وقد مر بنا كيف اعترض ابن دحية على نافع حين وجده يقرئ الناس بجميع القراءات 
دون إلزام القارئ بحرفه واختياره الخاصء وكيف علل نافع للأمر. مما يدل على أن الطالب لم 
يرحل إلى الشيخ حتى تعرف على غير ما قراءة من قراءات أئمة الأمصار, ولولاه ما تأتى له 
هذا التمييز» ولا صح منه الاستغراب أو مساءلة الشيخ عن ذلك حتى بين له أنه لا يقرئ 
باختياره إلا من رغب إليه فيه وقد مر بنا ذكر عدد ممن تشرفوا بالرواية أو بالعرض على 
نافع من المصريين» ولا شك أن عددهم أكثر مما ذكرناء وإنما عنيت كتب التراجم بالمشهوربن 
منهم ممن عرفوا بالتجرد للقراءة من مثل ورش وسقلاب بن شيبة وأبي دحية معلى بن دحية 
وأبي يى الوقار ومن ذكرنا من الرواة عن نافع من المصريين. 

ولا شك أن هؤلاء الرواد وأمثالهم من رجال مدرسة نافع في مصر قد استطاعوا أن 
يستقطبوا جمهرة وافية من قرائهاء وأن يسمعوا في هذه الجهة صوت المدرسة المدنية بصورة من 
شأنها أن تزيد في لفت الأنظار إليها وتحريك الهمم للرحلة إلى إمامهاء لا سيما مع اعتبار 
ما كان يتحقق للطالب في رحلته تلك من الجمع بين رواية القراءة والفقه والأثر معا عن إمامي 


' - السبعة لابن مجاهد 62. 

2 - غاية النهاية 34/2 ترجمة 2638. 

* - نفس المصدر والجزء والصفحة. 

“ - تاريخ بغداد لأبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب 10/13. 


72 


دار الهجرة نافع بن أبي نعيم ومالك بن أنس, وكلاهما يومئذ كان إمام الناس في المدينة ثم 
في مصر وبلاد الغرب الإسلامي وغيرهما. 

ومهما يقل عن الزمن الذي بدأ فيه هذا الاتصال بالمدرسة المدنية» فإن معظم النشاط 
الذي تأتى من خلاله بروز التأثير المدنى في المنطقة إنما تحقق حول منتصف المائة الثانية وما 
بعده في حياة كل من نافع ومالك ويذكر بعض الباحثين في هذا الصدد أن أول من جلس 
للإقراء بقراءة نافع في مصر هو عبد الرحمن بن ميسرة مولى حضرموت (ت188ه)" 0 
وهذا يؤكد ما ذكرناه من إقبال أهل مصر على هذه القراءة ورحلتهم في طلبهاء ويدل على 
الأثر البليغ الذي كان لروادها في المنطقة في العمل على "ترسيمها" شيئا فشيئا إلى أن 
يدخل ورش بأهم رواياتها في أثناء العشرة السادسة من المائة الثانية فيكتمل على يده 
استحواذها على الميدان واستقطابها لجمهور القراء. 

إن الذي يفرضه منطق الأحداث إذن بالنسبة لورشء وتشهد له الطريقة التي عرض 
بها على نافع -كما أسلفنا- هو أن ورشا كان قبل رحلته إلى المدينة قد تعرف على هذه 
القراءة وتلقاها عن المقرئين لها في مصر حتى أتقنها قراءة وأداء أصولا وفرشاء وتعرف على 
خصائصها وقسك بهاء وإن كانت كتب التراجم لم تعن بتقديم ما يسعفنا في هذا المجال» 
لأننا رأيناة في عرضه -كما قدمنا- يقرأ قراءة القارئ المتمكن دون أن يؤخذ بهيبة الشيخ أو 
يندهش بحضرة أكابر أصحابه. مع ما قيل عن خصوصية العرض في هذا الجو الحافل من مثل 
ما نقله الهذلي من أنه "كان من هيبة نافع إذا قرأ عليه قارئ لم يملك نفسه. ولهذا لم يكن 
EET‏ 

بل إن الهذلي يصور لنا من خلال عرضه على الشيخ مبلغ إعجاب الشيخ به وعامة 
من عنده من العارضين فيقول: "قال أبو يعقوب الأزرق: لما دخل ورش المدينة حوكان نافع 
يؤخذ عليه السبق بالليل -فنام في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما أتى نافع 
عند الأذان وصلى ركعتين» أخذ ورش السبق فقرأ عشراء فسمع المهاجرون والأنصار قراءته 


قال نافع له: خصصتك بنقل الحركات وهو اختياري لجودة قراءتك وتعهدك لكتاب الله" . 


' - ذكره الدكتور عبد الله خورشيد البري في كتابه "القرأن وعلومه في مصر" 189-188. 
* - الكامل في القراءات لوحة 16. 
( - المصدر نفسه لوحة 18. 


73 


-ورش ومعرفته بقراءات الأمصار ومناقشة رأي ابن الجرري في ذلك : 


بل يدل ما ذكره الهذلى على أن ورشا كان أيضا على معرفة كافية بقراءات علماء 
الأمصار إذ قال: "وقد قرأ ورش على عبد الله بن عامر الكزبري" وعلى إسماعيل القسط 
على ابن كثير» وعلى عباس بن الوليد على ابن عامر» وعلى حمزة بن القاسم على حمزة 
وحدثه عبد الوارث التنوري عن أبي عمرو. وحدثه حفص بن سنليمان عن عا 


فهو إذن يروي قراءات ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة. وان كان ابن الجزري 
يقول: ونی صحة كل هذا نظرء ولا يصح"©. 


ولست أدري سبب تردد ابن الجزري في تصحيح ما ذكره الهذلي مع امكانه من جهة 
التاريخ ووجود ما يشهد له من تضلع ورش في معرفة القراءات -كما سياتي في قول ابن 
الجزري نفسه عنه عقب ما ذكره من استبعاد ما ذكره الهذلى: "وله اختيار خالف فيه نافعا 
روبناه عنه من طريقه بإسناد يونا 


فإذا صح لنا ما ذكره الهذلي -وهو إمام من الأئمة المكثرين ممن دخلوا الشرق 
والغرب في طلب القراءات- دل ذلك على تعرف ورش على طائفة مهمة من قراءات أئمة 
الأمصار. وربما كان ذلك قبل أن يرحل رحلته إلى المدينة للعرض على نافع» ويتعلق الأمر 
حينئذ بجهد طويل لم يؤرخ للإمام ورش في طلب القراءات» أو رحلة علمية أو أكثر غفلت 
المصادر التي أرخت له عن التعرض لها واستيفاء أخبارهاء وربما دل تنوع انتماءات من 
ذكروا من مشيخته فيها على اتساع هذه الرحلة حتى شملت الشام والعراق والحجاز. ولعلها 
كانت من عوامل تعمقه في علم النحو كما سيأتي من قول صاحبه يوسف الأزرق, لا سيما 
وقد أدرك زمن الخليل وسيبوبه والكسائي والأخفش وبونس وبحيى بن زياد الفراء وأضرابهم 
وأصحابهم ممن كانوا في النصف الثاني من هذه المائة ملء سمع الدنيا ويصرها. 


ولعل ابن الجزري قد ذهب مع من ذهب إلى القول عن ورش إنه تلقى القراءة على 
كبر في السن» وربما اعتمدوا في ذلك على أمرين» أحدهما ما قيل من أنه كان في أول أمره 
"رآسا". وثانيهما ما ذكر من تاريخ رحلته إلى المدينة للعرض على نافع» فقد ذكروا أن ذلك 
كان سنة 155ه أو حولهاء أي بعد أن بلغ الخامسة والأربعين من العمرء فرتبوا على هذا أنه 
كان بالضرورة قبل رحلته المذكورة متفرغا لمهنته في بيع الرؤوس» حتى ذهب بعضهم إلى القول 


' - ذكره الأندرابي في طرق ابن كثير فقال "وقرأالبزي على عكرمة بن سليمان... وقرأ على شبل بن عباد مولى عبد الله بن عامر 
الأموي وهو الكزبري (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين للأندرابي 67.) وفي غاية النهاية "الكزيزي" .وانظر أيضا 
كتاب الموضح في وجوه القراءات لابن أبي مريم 127/1. وفيه أن شبلا مولى عبد الله بن عامر بن كريز الأموي. 

* - الكامل لوحة 98. 

* - غاية النهاية 502/1 ترجمة 2090. 

“ - غاية النهاية 502/1. 


74 


بأنه"رما کان حسن صوته هو الذي أغراه بالعدول عن الاشتغال ببيع الرؤوس إلى الاشتغال 
ا 

هكذا وكأن ورشا لم يكتشف حسن صوته حتى شارف المسین» ثم كان الاكتشاف 
اتقلابا ناما في حياته من بائع رؤوس إلى إمام في قراءة نافع لا ينازع لمجرد أنه شد الرحال في 
فصل من فصول السنة إلى المدينةء فعرض على نافع أربع عرضات أو وها في حو شهرين 
كما سيأتي, ثم عاد سريعا ليجد منصب الإمامة في انتظاره وكرسى الإقراء شاغرا لاستقباله. 

أما نحن فلا تحسب أن هذا القارئ الناضج الذي عرض على نافع بالصورة التي سنرى 
كيفيتها ف خبر رحلته عن قريب» قد كان بهذه المثابة من البعد عن الميدانء وحداثة الاشتغال 
بعلوم القراءة حتى بلغ ما بلغ من السن غداة رحلته إلى المدينة» كما لا نرى من الضروري 
لكي يشتغل بأخذ القراءة في بلده أو غير أن يتفرغ من كل عمل سواهاء أو أن يهجر المهنة 
التي كان يرتفق بها في معاشه. وربما كانت من المهن التي كان يتعاطاها بعض أهل بيته» على 
أنه ليس من النادر أن جد في العلماء والقراء من كان مجمع بين القراءة وممارسة بعض المهن 
لحرو سكن نسب كتير من ارا إلى المهن التي كانوا e‏ فقيل في ابن كثير "الداري" 
أو "الداراني" أي العطار©» وقيل في حمزة "الزيات" لأنه كان يجلب الزيت من العراق إلى 
حلوان:: 0 فقيل عن حفص "كان بزازا"0 وهكذا نسب كير من العلماء إلى المفن 
كالحداد والنحاس والفراء والقطان وغيرها من ألقاب المهن والحرف. فما كان مثل هذا 
الاشتغال ليصرف القارئ صرفا كليا عن الميدان العلمي» بل كان مما يحفظ به القارئ ماء 
وجهه. وبرتفق به في معاشه في الغالب» وهذا ورش نفسه قد عمل كما أشرنا إلى ذلك من قبل 
وكما سياتي - كاتبا عند بعض قضاة عصره» وما أظن أنه انقطع بسبب ذلك عن الإقراء 
والأخذ على القراءء فمن المجازفة إذن في حق إمام مثله إلغاء جهده الطويل في تلقي القراءة 
والأخذ عن المشيخة في بلده أو غيره. ليقال أخذ القراءة على كبرء اعتمادا على اشارة بسيطة 
في ترجمته إلى مهنة كان يزاولها في أول حياته» أو استنادا إلى تاريخ رحلته للقاء نافع 
والعرض عليه» أو بناء على مجرد الظن والتخمين مع وجود النقل الصحيح عن مثل الإمام 
الهذلي الذي أثبت له من خلال ما ذكره نبوغا كبيرا في الروايةء وتنوعا في المصادر, واهتماما 
مبكرا بالجمع بين قراءات الأمصارء ولا يخفى أنه بدون هذا الاعتبار سيبقى ورش في نظرنا 
مجرد صدى باهت كل ما فعله في بلده هو أنه شد الرحال إلى المدينة وسمع قراءة إمامهاء ثم 
عاد بها بعد أن عرضها على نافع عرضا سريعا في مجالس متتابعة, ويكون الحافز له على تلك 


' - القرآن وعلومه في مصر للدكتور عبد الله خورشيد البري 191. 

* - الفهرست لابن النديم 49-48- واللآلئ الفريدة (خطوط) -ومعرفة القراء 71/1. 
* - المعارف لأبن قتيبة 529. 

“ - غاية النهاية 254/1 ترجمة 1158. 


75 


الرحلة ما ذهب إليه بعض الذين تناولوا "القرآن وعلومه في مصر" بالبحث فانتهى بالنسبة 
لورش إلى أنه "قد بدأ متأخرا في حفظ القرآن ودراسته وتعلم النحو...ويبدو أنه أصاب في 
عمله هذا الجديد مجاحا جعله يقرر أن يذهب إلى مدينة الرسول ليتتلمذ على قارئها الشهيرء 
فيتلقى منه مباشرة أصول القراءة» ويستكمل على أحسن وجه أداته كقارئ". 

الأمر في نظرنا أسمى من ذلك وأكبرء ودليلنا على ما ذهبنا إليه بعد ما ذكره الإمام 
الهذليء ما سيأتي من دلالة الكيفية التي سلكها في العرض على نافع وأنها ليست طريقة من 
يسمع قراءته لأول مرة ولا طريقة من يريد تلقي أصوله في القراءة والأداء. ولكنها طريقة 
الواثق من نفسه. والمتمرس بالقراءة وأحكامها وما تقتضيه من معرفة بقواعد الوقف والابتداء 
والتجويد, لا سيما وهو يقرأ بحضرة مقرئ إمام» وحضرة قراء أعلام من المتخرجين الذين 
يظلون في صحبة الشيخ بعد التخرج مفيدين من صحبته ومستفيدين» ويكشف لنا عن تمرسه 
بالقراءة وبالغ حذقه للأداء ما ذكروه في أخبار رحلته من أنه "كان يقرأ بصوت جهوري يملأ 
رحاب المسجد. حتى قيل إنه كان"إذا قرأ غشى على كثير من الجلساء"©. 


وننتهي من هذا إلى النتيجة التي توخيناهاء ومجملها أن ورشا كان قبل رحلته إلى 
المدينة» قد انتهى من القراءة والأخذ عن مشايخ بلده. وأتقن عليهم قراءة نافع المدني إتقانا لا 
مزيد عليه. وريا رحل في هذه الأثناء إلى العراق وغيرها فقرأ بعدد من القراءات والروايات» 
ثم كانت رحلته آخر المطاف إلى المدينة ليتوج قراءته بالعرض على إمامهاء ويحصل من ذلك 
على علو السند في القراءة من جهةء ومن جهة ثانية على نوع من الاعتراف العلمي كان يرى 
نفسه في حاجة ماسة إليه» حتى يتمكن من قثيل "مدرسة نافع" في مصر أوفى تثيل» ويقتعد 
كرسي مشيخة الإقراء في قراءة "المدنيين" في زمن كان الشغف فيه على أشده بكل ما هو مدني 
كما قدمناء ولا ربب أن ورشا قد حصل له كل ذلك على أفضل ما كان يصبو إليه بعد 
عودته من رحلته المظفرة. 


' - القرآن وعلومه في مصر للدكتور عبد الله خورشيد البري 192-191. 
7 - لطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني 100/1. 


16 


قصة رحلته [ إلى نافع: وصورة عرضه للقراءة عليه : 

حدث الحافظ أبو عمرو الداني بسنده إلى محمد بن سلمة العثماني قال: قلت “بي 
سلمة: "أكان بينك وبين ورش مودة؟ قال: نعم» قلت: كيف كان يقرأ ورش على نافع؟ قال 
قال لي ورش: 

"خرجت من مصر إلى المدينة لأقرأ على نافع فاذا هو لا تطاق القراءة عليه من 
كثرة أبناء المهاجرين والأنصارء واذا هو يقرئ ثلاثين آية فجلست خلف اللقق وقلت 
لإنسان: من أكبر الناس عند نافع؟ فقال لي: 0 فقلت:فكيف لي به؟ قال: أنا 
أجيء معك إلى منزله وجئنا إلى منزله. فخرج علينا شيخ تام من الرجالء فقلت: أنا من 
مصر جئت لأقرأ على نافع فلم أصل إليه. وأخبرت 9 أضدق الاس لدو وأا ربد أن 
تكون الوسيلة إليه. فقال: نعم وكرامة. 

وأخذ طيلسانه ومضى معنا إلى نافع» وکان لنافع كنيتان: أبو رؤبم وأبو عبد الله 
فبأيهما نودي أجاب, فقال له الجعفري: هذا وسلني إليك) وجاء من مصر ليس معه تجارة, 
ولا جاء لج واما جاء للقرأءة خاصة, فقال: ترى ما ألقى من أبناء المهاجرين والأنصارء 
فقال صديقه: تحتال له. فقال لي نافع: أيمكنك أن تبيت في المسجد؟ قلت نعم فبت في 
المسجد, فلما كان الفجر تقاطر الناسء ثم قالوا: قد جاء نافع فلما أن قعد قال: ما فعل 
الغريب؟ قال: وكنت مع ذلك حسن الصوت مدادا بهي فاستفتحت فملاً صوتي مسجد رسول 
الله -صلى الله عليه وسلم- فقرأت ثلاثين آية, فأشار بيده: أن اُسكت» فسكت» > فقام إليه 
شاب من الحلقة, فقال: يا معلم -أعزك الله- لحن معك. وهذا رجل غريب وانما رحل للقراءة 
عليك. وإني أحببت أن أهب له عشرا وأقتصر على عشرين2, فقال: نعم وكرامة» فقرأت 
عشراء فقام فتى آخر فقال: قد تفضل عليه ابن كبير المهاجرين» وأنت نت تعلم أني ابن كبير 
الأنصار» فأحب أن يكون لي أيضا مثل ما له من الثواب, قال لي: اقرأء فلما قرأت خمسين 
آية قعدت حتى لم يبق أحد ممن له قراءة الا قال لي: اقرأء فأقرأني خمسین» فما زلت أقرأ 
عليه خمسين خمسين حتى قرأت عليه ختمات قبل أن أخرج من المدينة"©. 


' - لعله إسماعيل بن جعفر الأنصاري أحد أكابر الرواة عنه كما تقدم» وله أخوان من الرواة أيضا هما يعقوب وححمد. 

2 - في معجم الأدباء (إن هذا وسلّني إليك)ء وني معرفة القراء 128-127/1 - وكنز المعاني (مجلد1 -مخطوط) (وسيلتي إليك) 
ويظهر أن الأول هو الصواب. 

* - يعني من جملة الثلاثين آية التي هي حصة كل عارض بلغه الدور كما تقدم. 

“ - معجم الأدباء لياقوت 116/12 -وغوه في معرفة القراء 128-127/1- وكنز المعاني (مجلد 1-مخطوط) 


71 


وفي رواية عند ابن الجزري: "فكانوا يهبون لي أسباقهم“ حتى كنت أقرأ عليه كل 


2 5 
aT 


تلك قصة رحلته كما ساقها أبو عمرو الداني ونقلها عنه ياقوت الحموي والذهبي 
والجعبري وابن الجزري على تفاوت بينهم في عرضها على التمام أو اختصارهاء ومن دلالتها 
وطريقة عرضه على نافع فيها نقف على جملة من العناصر المفيدة في بحثنا فيما يخص نافعا 
وورشاء منها هذا الوصف القيم لحلقة نافع وما كانت تعرفه من اكتظاظ -كما أسلفنا- ومنها 
ما تفيده من سلوك نافع في العرض على هذا النمط ومنها وهذا المهم بالنسبة لنا عن ورش - 
وهو أنه في خلال عرضه على الشيخ بمحضر هذا الحشد الكبير من القراء لم يسلك في القراءة 
مسلك المتأني المتردد الذي لا يدري أيقره الشيخ على ما قرأ به أو يرده عليه؟ اذ مجده بكامل 
الثقة بنفسه قد بادر فاستفتح القراءة» فلم يلبث أن ملأ صوته رحاب المسجدء وأنه مضى في 
قراءته تلك بمعدل ثابت كل يوم يقرأ سبعًا من القرآن على سبيل العرض والرواية 7 
وطره من الشيخ. وانصرف إلى بلده بعد أن حصل على ختمات أربع في مدة وجيزة» وم ينقل 
إلينا أن الشيخ استوقفه يوما عند حرف من حروف القراءة أو وجه من وجوه الأداء المختلفة, 
أو استدرك عليه شيئا مما قد يفوت القارئ غير المتمكن في مجرى العادة. 

وهذا هو ما جعلنا بالذات نقول جازمين» مستندين إلى هذا وإلى ما نقلناه عن 
الهذلي-:إن ورشا كان بالنسبة إلى نافع قارئا يعرض على قارئ» إن لم نقل إماما يقرأ بحضرة 
إما» فلا هذا يخطىئ, ولا الآخر يرد عليه» فشخصيته في روايته هذه من البروز بحيث إنا 
يكون انتسابها إلى راويها أوثق وأعمق من نسبتها إلى الشيخ الذي عرضت بمحضره فأقره 
عليهاء إن شخصيته العلمية القرائية إذن قد تكاملت ويلغت مستوى النضج قبل هذه المرحلة. 
وانما كانت الرحلة -كما أسلفنا- لتتويج إمامته بالعرض على إمام أهل المدينة زيادة في الحظوة 
والتقدير والاعتبار. وذلك لما سيكسبه هذا العرض وبعطيه في أعين الناس من مكانة جديدة 
تزيد في تأهيله لمراكز الشفوف على الأقرانء وتبوكه ‏ منصب المشيخة وإمامة الإقراء غير منازع 
فيها من أحدء ويذلك يمسي عن جدارة واستحقاق "شيخ القراء المحققين» وإمام أهل الأداء 
المرتلين» الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه" 2 وغدا بذلك "حجة في 
القراءة"©) "ضابطا لها عارفا بوجوهها"©. 


- يعني أدوارهم التي حصلوا عليها بالسبق إلى حلقة الشيخ كما تقدم. 
* - غاية النهاية 503/1 - وغوه في لطائف الإشارات للقسطلاني 100/1. 
* - غاية النهاية 502/1- وغوه في لطائف الإشارات 100/1. 
* - معرفة القراء 126/1 
* - المنتوري في شرح الدرر اللوامع (مخطوط). 


78 


وما أحسب أنه كان يطمح إلى مثل هذه المكانة أو ترقى به الال إليها لو كان حظه 
من القراءة وقصاراه أنه رحل إلى نافع فعرض عليه أربع عرضات في شهر» فما كان له في بجرى 
الأحوال ومنطق الأشياء أن يبلغ هذا المبلغ المشهود له به في التحقيق والتحرير والمعرفة بوجوه 
القراءات» لولا أن خبرة السنين الطوالء صرفها في الأخذ والتحصيل والتمرس بالقراءة 
والأداء وإتقان القراءة على المشايخ الكبار. وليس في سكوت المصادر التى بين أيدينا عن 
تسمية شيوخه غير من ن كيه الهذلي- ما يدل عندنا على عدمهم, فعدم الوجدان لا يدل 
على عدم الوجود. فكيف فكيف وقد سمي منهم إمام كالهذلي طائفة من المشاهير؟ 
ومن هنا يكون اعتراض ابن الجزري على ما ذكره الهذلي آنفا غير موضوعي ولا 
واردء لأنه ناف والآخر مثبت,. لا سيما مع عدم ذكر وجه رده وحجته في الرد. ثم إنه يبدو 
من الغريب أن يقول ابن الجزري بعد أن نفى عن ورش أن يكون قد أخذ عن أولئك الأئمة - 
أو تردد على الأقل في تصحيح الرواية بذلك-: "وله اختيار خالف فيه نافعا"ء فمن أين 
لورش أن يكون له اختيار يخالف فيه نافعا لولا أنه قرأ على المذكورين أو على غيرهم بواجوة 
من القراءات غير الوجوه التي عرضها عليه؟ أكان ورش يختار في القراءة بمجرد الرأي؟ 


إن الأمر في نظرنا لا يزيد على أنه قرأ بخضرة نافع بوجوه من القراءات وأغاط. من 
الأداء مما كان قد قرأ به على مشيخته في مصر أو غيرها فأقره عليها لتواترها وصحتها من 
جهة الروايةء وقوة وجهها من جهة العربية» فكانت نسبتها إليه من جهة الاختيارء ونسبتها إلى 
نافع من جهة الإقرار» ولا سبيل إلى غير هذا التأوبل في نظرناء وإلا أدى بنا الأمر إلى تويز 
قراءته بجا لم يأخذه عن أحدى وهو شيء لا جوز نسبته إليه لأنه من عظائم الأمورء ولنا عودة 
لابراز هذه النقطة بمزيد من البيان عند الحديث عن اختياره في القراءة. 

تصدره للا قراء واختياره في الأداء : 


عاد ورش من رحلته المدنية بهذا العرض عن نافع الذي شهد له بتمام الأهلية وبلوغ 
مستوى الإمامة, فأمسى أهلا للتصدر والمنافسة ف استقطاب الطلاب الراغبين ف هذا الشأن, 
وكانت رحلته -كما ذكر ابن الباذش والمنتوري TS‏ سنة خمس وخمسين ومائة» فيكون 
يومئذ قد دخل في منتصف العقد الخامس من العمرء وهي السن الوسط التي تجمع بين بقايا 
نشاط الشبيبة وقوتهاء ووقار الكهولة ورزانتهاء وهى المناسبة للتصدر للإقراء بعد انتهاء عهد 
الطلب والميل إلى الاستقرار. 1 

ومن الطبيعي أن بقصد ورش بعد عودنه عاصمة البلاد وهي "الفسطاط". وأن 
بقصد مسجدها الجامع أو غيره حتى ييسر للطلاب سبيل الاتصال به ؤقد ذكر بعض 


أ - غاية النهاية 502/1 ترجمة 2090. 
* - الإقناع 58-57/1 وشرح الدرر للمنتوري-. 
79 


الباحثين أنه "في أخريات القرن الثاني الهجري كانت للقراء دار خاصة بهم في الفسطاطء 
وكانت هذه الدار توجد في مسجد عبد الله وهو المسجد الذي أنشأه والى مصر الأموي عبد 
الله بن عبد الملك (90-86) ء ثم أتلفه العباسيون لما فتحوا مصر سنة 132 ثم رممه 
وجدده قاضي مصر عبد الرحمن العمري سنة 188"©... وفي هذه الدار كان يسكن قارئ 

مصر العظيم ورش (ت2)197 وفيها كان بقرئ تلا ميذه الذين اشتهر منهم أبو يعقوب الأزرق 
(ت240) الذي خلفه في القراءة والإقراء بمصر". 


ويذكر افوا ف ف وجو فق القسطاط تفل انم ET‏ فلا ندري 
أهو هذا المسجد نفسه غلب عليه اسمه. أم مسجد آخر كان يصلي فيه أو بقرئ آخر الأمر؟ 
فإذا كان مسجدا ثانيا فربما كان ورش قد اشتغل به بعد أن اعتزل الكتابة للقاضي, فقد تقدم 
في صدر ترجمته أنه ولي الكتابة لأحد قضاة مصرء وكان ذلك بعد أن نضجت شخصيته. 
وطارت شهرته ف البلادء ولعل قيامه بهذه الوظيفة قد امتد بامتداد ولاية القاضي أب الطاهر 
عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المزمي الأنصاري الأعرج الذي 
ولي القضاء من قبل الهادي العباسي أول سنة 170 )» وقد حدد وكيع تاريخ ولايته 
القضاء على مصر بالمدة الفاصلة ما بين 169ه وسنة 174ه حيث استعفى فأعفى -قال- 
وكان محمودا في ولايته" 9 , 

وأحسب أن في تولية مثل هذا القاضي لورش واختياره للقيام بهذه الوظيفة ما يكفي 
وبشفي ف شفوف قدره وكرامته وعلو منزلته عند أهل زمنه» وبيان ما مدي له من المستوى 
العلمي الرفيع الذي رشحه لهذا المنصب الذي لا شك بحتاج إلى أهلية خاصة وكفاءة عالية, 
هذا بالاضافة إلى ما يتضمنه ذلك من الثقة بدينه والتزكية له اذ كان القضاة لا يولون هذه 
المهام إلا من يثقون في صلا حه وعفته» وقد كان ورش -ولا ربب- في أعلى المستوبات من هذه 
ا وقد 0 له بها ا مترجمون له واعقدة ف الى ما حكاه 2 عمرو 


غاا a‏ وقال الذهبي: "كان ثقة حجة في القراء 8 


' - ولي إمارة مصر سنة 86 بعد موت عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي بعد أن كان عبد الملك بن مروان ولى عليها 
عمر بن مروان فأقام شهرا الا ليلة ثم صرف» وولى عبد الله بن عبد الملك- قال وكيع - وهو صاحب مسجد عبد الله 
الذي بفسطاط مصر وإليه ينسب".-أخبار القضاة لوكيع 27/3. 

2 - أشار إلى الكندي 406 وما بعدها. 

7 - القرآن وعلومه في مصر للدكتور عبد الله خورشيد 146-145. 

“ - معجم الأدباء 170/7. 

* - الولاة والقضاة للكندي 385-384-383. 

“ - أخبار القضاة لوكيع 237/3. 

7 - نقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع (مخطوط). 


80 


ومهما يكن فيد تضيدر وركن. للإقراء بعد رة 'وأقبل عليه الطلات: :مق أطرافت 
البلاد. وطارت شهرته في كل مكان» فكان لا بد له من أن يسلك سبيل الأئمة المقرئين من 
مشايخ الأمصارء بتحديد اختياره في القراءة والأداء في ضوء ما أخذ به عن نافع وغيره من 
مشيخته ورسم الوجوه التي يقرأ بها ونؤخذ عله وتعرض عليه وبرحل إليه ف طلبها. 0 
سيما بعد ان اكتملت أدواته واتسعت معرفته باللغة والنحوء الأمر الذي أمسى معه مستجمعا 
لعناصر الاختيارء متمكنا من رعاية ما يراه أوجه وأقوى ف الرواية, أو اقیس ف العربية 
وأخف في الأداء. 

ويذكر أحد نبغاء تلامذته أنه وجده -حينما جاء ليقرأ عليه- قد فرغ من اختياره 
الخاص الذي أدرج فيه كما يدل عليه الخبر التالي -وجوها من القراءة والأداء اختارها لنفسه 
من مختلف مروياته, روى أبو عمرو الداني بسنده عن أحمد بن هلال قال: قال إسماعيل بن 
عبد الله: قال لي أبو يعقوب الأزرق: 


"إن 5 لما تعمق في الحو RL‏ اتخذ ا ي مقر ورش » فل فلما 
بن ا اك a‏ اف ل 


ومن دلالة هذا الخبر نستفيد أنه قد اتخذ له مقرأه الخاص به» وأنه لم يلعزم فيه بالرواية 
عن نافع وحده. وأنه اتخذ هذا المقرأ بعد أن تعمق ف علم النحو» وكان مراد صاحبه أبي 
يعقوب الأزرق أن يحصل منه على مارواه عن نافع خاصة. ولهذا قال له: "وتدعني مما 
استحسنته لنفسك"» ومعناه أنه قلده أن يقرئه با هو رواية متيقنة عن نافع» دون ما هو اختيار 

92 أنه مع وضوح هذا لی في خبر الأزرق, فاننا جد الحافظ ابن الجزري يعلق 
على قوله: اك انه قرا ينم" 'مقرا ورك" فقول ٠‏ يمدق مما قرا .يه على 
a‏ 

وهذا في نظري لا يستقيم مع ما شرطه الأزرق عليه» كما أنه عل الخبر خاليا من 
الفائدة, إذ لا معنى لأن يطلب الأزرق من ورش ألا يقرئه با استحسنه لنفسهء طالما أنه هو 
أيضا مما قرأ جلى وإلا غدا قول الأزرق "فقلدته مقرأ نافع' ' خاليا من أية فائدة 
وقد قدمنا أيضا أن ما ذهب إليه ابن الجزري لا يستقيم مع المقيقة, إذ نجده من جهة ينفي - 


ااا سس 
أ - معرفة القراء 126/1. 

- هو إسماعيل النحاس أحد الطرق عن الأزرق عن ورش كما سياتي. 

7 - إيضاح الأسرار والبدائع لابن المجراد (مخطوط) -ومعرفة القراء 126/1- وغاية النهاية 402/2. 

“ - غاية النهاية 503/1. 


81 


أو لا يرى صحة ما ذكره الهذلي من قراءة ورش وروايته الحروف عن المشيخة المذكورين آنفاء 
في حين أنه يقول عقبه "وله اختيار خالف فيه نافعا رويناه عنه من طريقه بإسناد جير ". 
فمن اين له بالمادة القرائية اللي يجري عليها الاختيار إذا كان م يقرأ على غير نافع» وكيف 
يخالفه في اختياره وهو لم يقرأ على غيره؟؟. 

الرد على من اعتقد قراءة ورش بالقياس النحوي واللغوي دون مستند من الرواية : 

وقد ذهب هذا المذهب بعض المعاصرين أيضا مع ما فيه من التناقضء فذكر أن ورشا 
"لم يكن من هؤلاء التلاميذ الذين ينحصر كل تفوقهم في مجرد حفظ ما يتلقون عن الأستاذ 
حفظا دقيقا ثم أدائه أداء آليا بلا زيادة أو نقصان» فقد استطاع ورش بعد أن اكتملت 
شخصيته العلمية نتيجة لتعمقه في الدراسات النحوية واللغوية أن يجري على القراءة التي 
تلقاها كاملة على أستاذه نافع عملية بار أو انتخاب, انتهت به إلى أن يخالف أستاذه في 
بعض الأصول العامة للأداءء وفي قراءة بعض الحروف المنتشرة في القرآن. ويخرج بقراءة ذات 
طابع خاص ييزها عن غيرها من القراءات» وتحمل اسم ورش 0 

ولا يخفى مبلغ الخطورة في الأخذ بهذا الرأي الفائل في شأن ورش واختيارم إذ ما 
کان له ولا لغيره من الأئمة المعتيرين -كما أسلفنا- ليخالفوا الرواية عن المشايخ لمجرد 
التضلع في علوم اللغة والنحو أو غيرهما لا سيما فيما يتعلق بالمخالفة في "حروف القرآن" 
التي كثيرا ما يترتب على الخلاف فيها تغاير في المعاني وتنوع في الدلالات, وإنما كان ظهور 
هذا المذهب الهالك فيما بعد زمن ورش على يد القارئ المشهور ابن مقسم البغدادي © الذي 
كان يذهب ل أن كل قراءة توافق خط المصحف فالقراءة بها جائزة وإن :1 تكن لها 
مادة" 40 » فتصدى له الإمام ابن مجاهد وغيره بالنكير والتعزير والرفع إلى السلطان©. 


وببقى أن المخرج من هذا الإشكال إنا هو في تصحيح ما ذكره الهذلي من تعدد 
مصادره وسعة روايته في بلده وغير بلده. وأن اختياره المذكور وسعة الخلاف بين أصحابه كما 
سياتي إما مردهما إلى كونه قرأ على جماعة وسمع المروف من أخرى, ثم توج ذلك كله 
بالعرض على نافع» ثم اختار من كل ذلك. 


502/1 -غاية النهاية‎ ١ 

* - القرآن وعلومه في مصر 195. 

3 - هو أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب العطار المشهور بابن مقسم (ت354) ترجمته في تاريخ بغداد 206/2 -208- 
ومعرفة القراء 246/1. 

4 أي رواية 

5 - تراجع مصادر ترجمته. 


52 


- رأي مكي بن أبي طالب في الموضوع : 

وهذا في نظرنا مصدر الخلاف الواسع الذي سبق أن لاحظه مكي بن أبي طالب بينه 
وبين قالون فيما نقلناه آنفاء حيث علل لسعة الخلاف بينهما مع وحدة الشيخ فقال: "فهذا 
قالون ربيبه وأخص الناس به» وورش أشهر الناس في المتحملين عنه اختلفا في أكثر من ثلاثة 
آلاف حرف من قطع وهمز وتخفيف وإدغام وشبهه. ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية 
ورش عنه. ولا نقلها أحد عن نافع غير ورشء وإِنا ذلك لأن ورشا قرأ عليه با تعلم في بلدهى 
فوافق ذلك رواية قرأها نافع على بعض أئمته» فتركه على ذلك, وكذلك ما قرأ عليه قالون 
وغيره وكذلك الجواب عن اختلاف الرواة عن جميع القراء". 

وهذا كلام نفيس» وتحليل بديع من مكي لمقتضيات الخلاف بين الرواة عموما وورش 
وقالون خصوصا مع اتحادهم أحيانا في المشيخة, والجديد فيه بالنسبة لموضوعنا هو أن ورشا 
قد قام باختيار قراءته أولا قبل أن يعرضها على نافع» ثم كان عرضها عليه من قبيل التزكية 
لها بالإقرار عليها والإذن في روايتها والأخذ بهاء وإغا أقره نافع عليها في رأي مكي "لأنه 
وافق رواية قرأ بها نافع على بعض أئمته", ولعل هذا هو ما عناه ورش نفسه فيما أثر عنه من 
قوله: "قرأت على نافع بعد ما جمع القراءة"2. 

فاذا كان ورش بعد عودته من رحلته المدنية قد زاد على ما عرضه على نافع وجوها 
من القراءة والأداء ليست داخلة فيما سمعه منه أو قرأه هو أو غيره بمحضره فأقره. فلا بد أنه 
سلك فيه مسلكه فيما عرضه عليه بأن يكون مما تخيره وانتقاه من رصيده الكبير الذي شهد به 
له المترجمون حين وصفوه با أسلفنا من كونه "كان ضابطا للقراءة عارفا بوجوهها". وأنه 
كان "حجة في القراءة" و "شيخ القراء المحققين" وما إلى ذلك من التحليات؛ وما أحسب 
الذين تعرضوا لما ذهب إليه من اختيارات في بعض المروف قد فهموا صنيعه على هذا الوجه 
ومن أهم الأمثلة على ذلك ما جاء عنه في ياء "ومحياي" في سورة الأنعام» فإن ظاهر كلام 
بعض الأئمة يوهم لجوءه فيها إلى مخالفة شيخه بمجرد الرأي والاستحسان. وهذا الإمام أبو 
الحسن بن بري يقول في الدرر اللوامع: " 


وباء محياي وورش اصطفى في هذه الفتح والاسكان روی. 


فأوهم أنه اختار على غير روايةء لذلك توقف عامة الشراح عند هذا البيت ليبينوا 
مراده ودفع التوهم الذي ريا يقع فيه السامع فيظن أن القراءة تثبت بالرأي والاجتهاد, وقد 


أ - الإبانة لمكى 85-84. 

2 - قراءات القراء المعروفين 62. 

[ - الدرر اللوامع بشرح النجوم الطوالع للمارغني 174 

“ - المصدر نفسه» وبنظر معه "ايضاح الأسرار والبدائع لابن المجراد -والفجر الساطع لابن القاضي (مخطوط). 


83 


تقل المارغني عن مكي بن ف طالب تخريجه لهذا الاختيار الذي وافقه عليه جماعة "بأن فتح 

محياي رواية عن نافع بلغت ورشا فأخذ بهاء أو أنها رواية لغير نافع فاختارها ورش لقوتها 

وجوازها في اللغة. فاختار ما بلغه عما رواه لقوته. لا أنه اخترع من تلقاء نفسه شيئا لم 
"0 

بروه 


رأي الحافظ أبى عمرو الدانى : 

أما الحافظ أبو عمرو الدانى فقد أفاض في مصنفاته في المسألةء ومن أبين أقواله فيها 
ما نقله المنتوري عنه في شرح الدرر اللوامع قال: "قال في ايجاز البيان: وأوجه الروايتين 
وأولاهما بالصحة رواية من روى الإسكان. إذ هو الذي رواه ورش عن نافع دون غير وهو 
الذي ثبت نقله برواية من يجب التوقف عند ما رواه. ويلزم المصير إلى ما أداه. والقول با 
حكاه. دون غيره من قياس أو نظر -قال- وأيضا فإن الرواية والنص عن ورش إنما يدلان على 
أن الفتح للياء اختيار منه. وقد كان له اختيار يأخذ به يخالف فيه ما رواه عن نافع» وریا لم 
يبينه للقارئ فيحمله عنه على أنه رواية عن نافع... ثم ذكر عن أبي يعقوب الأزرق خبر تعمق 
ورش في النحو -الآنف الذكر- ثم علق عليه بقوله: 5 الخبر على ما قلناه من أنه كان 
له اختيار يخالف فيه نافعا وريا لم يبينه لمن عرض عليه فالفتح للياء من ذلك لأن الأخبار 
التي لا سبيل إلى ردها لصحتهاء ولا طريق إلى معارضتها بغيرها لكثرتها وشهرة الناقلين 
لهاء تدل على ذلك" . 

والذي يهمنا من هذا إثبات مخالفة ورش لشيخه نافع في بعض اختياراته» وأن تلك 
ار مما استند فيه إلى الرواية عن غيره ! إلا أنه فيما . ص ياء وڪيا قد 06 عنه 


"وعیای" واقفة 00 قال أبى الأرهر. امرض ان بن سعيد أن أفتحها مثل 
"مثواي". وزعم أنه أقيس ف ال" 

وروی الداني مثل ذلك عن يونس بن عبد الأعلى عن ورش أيضا "ومحياي" موقوفة 
الياءء "ومماتي' ' منتصبة الياءء قال .يونس : قال لي عثمان: وأحب إلي أن تنصب "ياي" 
ونو قف "مماتي' '» قال أبو عمرو : 


- النجوم الطوالع 175-174. 

- شرح المنتوري للدرر اللوامع -ياءات الاضافة. 

- هو عبد الصمد العتقي وسيأتي في أصحاب ورش. 
- يعنى ساكنة. 

- التيسير في القراءات السبع 100. 


1 
2 
3 
4 
5 


84 


"فدل هذا من قول ورش على أنه كان يروي عن نافع الإسكان, ويختار من عند نفسه 
الف ". 

وقد عقد العلامة أبو جعفر بن الباذش في "الإقناع" بابا لما خالف فيه الرواة أئمتهم 
بدأ فيه بتافع وعخالفة ورش له نقل فيه طائفة من الأمثلة لذلك. منها ما نقلناه ف ياء "ياي" 
من طريق ابي عمرو الداني وغيره ومن أهمها ما نقله بسنده إلى عبد الصمد قال: ا 
عثمان بن سعيد أن أنصبها كما ينصب حمزة» وزعم أنه أحب إليه وأقيس في النحو' ' قال: 
"قال ابن وضا-©. قال عبد الصمد: أنا أتبع نافعا على إسكان الياء في "ياي" 
وأدع ما اختاره ورش من فتحها "8 

على أن في قوله "أمرتي: . أن أنصبها كما ينصب حمزة "ما يشعر بمستند ورش فيما 
ذهب إليه في اختیاره ولاسيما إذا كان من كلامه لا من كلام عبد الصمدء لأنه يكون بذلك 
قد اختاره من روايته عنه من طريق حمزة بن بن القاسم الأحول الذي ذكر الهذلي أنه يروي عنه 
الحروف عن حمزة! 4 

کا کج و کے 

ومن جموع هذه التقول بتبين لنا أنه كان لورش رواية نوخد عنه وقراءة تنسب إليه 
فأما الرواية فيلتزم فيها النقل عن نافع, وأما القراءة فهي مزيج من روايته عنه وعن غيره مما 
اختاره على سبيل الموازنة والترجيح والانتخاب شأن عامة أصحاب الاختيارات. 

ومن أمغلة اختياراته الخاصة ما جاء عنه في باب الراءات في لفظ "ولو أريكهء" > 
فقد روى إسماعيل النحاس عن الأزرق عن ورش أنه روى عن نافع "ولو أربكهه" ف الأنفال 
بالفتح» واختار من عند 0 
الزيادة في المد اختيار من ورش ا نافع وقالوق us‏ 





أ - التيسير 109. 

2 - هو محمد بن وضاح القرطبي أحد رواد رواية ورش في الأندلس وسياتي. 
* - الإقناع لابن الباذش 565-564/1. 

“ -نقدم فيما نقلناه عنه من الكامل للهذلي. 

“ - سورة الأنفال -الآية رقم 44. 

° - الإقناع 567/1. 

7 - الإقناع 568/1. 


85 


وریا کان من اختيارات ورش ما لم يروه عن نافع» وإن كان قد ثبت عن بعض 

أصحابه عنه» ومن أمثلة ذلك إخفاء التعوذ في أول القراءة» فقد رواه عنه إسحاق المسيبى 
والجهر ذاع عندنا ف المذهب به والاخفاء روى المسيبى. 
وذكر الإمام أبو علي الأهوازي في كتاب "المفردات" الإخفاء عن نافع من رواية 
٠.‏ 0 1 

مواس عن يونس عن ورش عن 

وذكر علم الدين السخاوي ف "حمفال القراء" ف رواية ورش عن نافع ترك التعوذ 
في أول السور وأبعاضها © فيحتمل كل هذا أن يكون من اختيارات ورش مما بلغه عن نافع 
أو سمعه كحضره ولم يدخل في عرضه عليه. 

وروى عنه من هذا القبيل إخفاء التسمية أيضاء قال السخاوي: "روى يونس عن 
ورش عن نافع التسمية خفاة بين السورء وفي رؤوس الأجزاءء وأينما ابتدأ القارئ في جميع 
القرآن...قال: 

"وأما فاتحة الكتاب فروى ابن سيف التجيبي عن الأزرق عن ورش عن نافع ترك 
التسمية فيها... ثم ذكر إخفاءها أيضا وقال: "وكذلك روى مواس عن يونس عن ورش"©. 

وننتهي من هذا إلى النتيجة التي توخينا إثباتهاء وهي أن لورش اختيارين في 
القراءة: اختيارا أوليا أو ابتدائيا أصليا هو أساس روايته المشهورة عن نافع -كما سوف 
نعرضها أصولا وفرشا في أواخر هذا البحث-, بحول الله وقوته- وهذا الاختيار الذي يسميه 
القراء عادة رواية لأنه عرضه على نافع جدبر بأن بسمى قراءة 5 روابة وذلك لأنه يقوم على 
أصول متميزة متفردة في كثير من مقوماتها عن الروايات المأثورة عن أصحاب نافع كما سبق 


بينه وبين أمثاله من الرواة عن نافع في أحكام الهمز والمد والامالة والتفخيم والترقيق وغير 
ذلك من الأصول الأدائية. 

وأما الاختيار الثاني وهو الذي ينسب إليه. والذي ذكر الإمام ابن الجزري أنه قرأه 
بإسناد جيد -كما أسلفنا- فهو ضعيف الأهمية بالنسبة للأول» ولعل في الرواة عنه من كان 
لا يأخذ به ولا يستحسنه. كما تدل عليه عباراتهم فيما قدمنا من قول الأزرق له: "وتدعني 
مما استحسنته لنفسك". وقول أبي الأزهر: "وأمرني عثمان أن أنصبها -محياي- وزعم أنه 





أ - تله المنتوري في باب التَعَوّذ من شرحه على الدرر اللوامع. 
7 - جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي 482/2. 
3 - جمال القراء 484/2. 


56 


أقيس في النحو". وكذلك قول داود بن أبي طيبة افر أن أنصبها مثل "مثواي". وزعم 
أنه أقيس في النحو"7). وقال أبو جعفر بن الباذش : 

"عن ان أهل مصر أكثر ما يأخذون لورش بالإسكان في "محياي". ولا يراعون 
اختیاره". 

ونحن في هذا البحث وإن كان يعنينا كل ما له صلة بشخصيته ومدرسته» فان الذى 
يعدينا:بالدرجة الأولى ها يتصل برؤايته عن نافم: لأنها عماد "المدرسة المغربية" وقطب الرحى 
في نشاطها في قراءة كتاب الله وما يتعلق به من علوم وأيضا لأن اختياره الأولي الذي أقره 
عليه نافع وأفنسى روابة عنه ف اعتيار جمهور القراءء هو الذي يجري على القراءة العامة التي 
كان عليها الناس في مصرء وكأن ورشا إِنما أخذ مادته مما كان شائعا متداولا في القراءة 
والأداء عند مشيخة الإقراءء فأجرى عليه ما يلزم من التنقيح والتحرير ثم عرضه مرة أخرى 
على إمام المدرسة ليزيد في تزكيته وإقراره واعتباره. 


فسا نين لما ذكرناه من قثيل رواية ورش لقراءة جمهور بلده با جاء في خبر أبي 
يعقوب الأزرق الذي قرأ على أصحاب نافع الثلاثة من المصريين: سقلاب بن شيبة ؛ وأبي دحية 
معلى بن دحية وأبي سعيد ورش» وقال E‏ يذكر سقلاب, ولا ابن دحية خلافا لورش في 
سائر المرؤف"90. قال ابن ری : 

0 قال يوسن بن .عيذ الأعلى : أقرأني ابن دحية مثل ما أقرأني ورش من أوله 
إلى آخره. © فقراءته إذن لا تخرج عن قراءة أهل بلده في بنائها العام» وعلى e‏ ف 
فرش اروف المفردة". ولا ينفي هذا أن توجد بينه وبين غيره مظاهر من الخلاف في بعض 
صفات الأداء التي من شأنها أن تكون حتى بين الرواة عن القارئ نفسه» وذلك e‏ ف 
بعض أحوال الهمز والمد والإمالة والفتح والتفخيم والترقيق. 

وهكذا تأتى لورش أن يستكمل باختياره عناصر الإمامة» وأن يستوفي في رحلته . 
وعرضه على إمام دار الهجرة في القراءة» من المؤهلات ما جعله بحق الممثل الكبير لقراءة 
الجماعة في بلاده ورئيس القراء بها غير منازع ولا مدافع» وأن يمسي بذلك أستاذ "المدرسة 
المصرية" في هذه القراءة» وإمام ما وراءها من جهات الغرب الإسلامي بعد أستاذه الجليل. 

ويبدو من بعض الإشارات في تحديد المدة التي قضاها في صحبة شيخه بالمدينة, أنه 
أخذ عنه أيضا جملة أخرى من متممات علوم القراءة, فقد قدمنا في سياق ان الذى ساق 


- الإقناع 567-566/1. 
* - الإقناع 567/1. 
3 - غاية النهاية 304/2. ترجمة 3529. 
“ - نفس المصدر والجزء والصفحة. 


57 


فيه أبو عمرو الداني تفاصيل رحلته وعرضه على نافع قوله: "فما زلت أقرأ عليه...حتى 
قرأت عليه ختمات قبل أن أخرج من االو وق :لفط خر "فلم أزل كذلك حتى ختمت 


عليه أربع ختمات ف شهر و 


فهذا يدل على أنه انصرف عقب العرض مباشرةء إلا أنى وقفت على رواية أخرى 
عند السخاوي تدل على أقامته عنده أكثرء إذ ذكر في ساق اة قوله : "وروي أنه لما قرأ 
استحسن الجماعة قراءته» فوهبوه نوبهم» واستمروا على ذلك حتى قرأ القرآن كله في خمسين 
TT‏ 

ونظرا لما بين الروايتين من الاختلاف ف تحديد مدة العرض» فلا مناص من محاولة 
الجمع بينهما بحمل الأولى منهما على الزمن الذي استغرقه في القراءة» وحمل الثانية التي 
تزيد بقدار عشرين يوما على استكمال الرواية بمتمماتها المتعلقة بعلوم القراءة» كرواية "عدد 
الآي" وضوابط الوقف ونو ذلك مما كان يؤخذ عن نافع -كما أسلفنا-. 


-ورش ورواية العدد المدنى عن نافع . 

فأما روايته لعدد الآي عنه فقد تقدمت الإشارة إليها في البحث الماضى. إلا أنه 
اختلف في تحديد ما أخده عنه بالذات, لما تقدم من أنه كان لأهل المدينة عددان: أول 
وأخير. وأن نافعا كان يروي العددين معاء إلا أنه فيما يظهر كان يأخذ بالأولء ويه أخذ 
القدماء من أصحابه -كما ذكر الداني-» ثم انتقل عنه إلى المدني الأخيرء قال الداني: 
"وعليه الآخذون لقراءة نافع اليوم وبه ترسم الأخماس والأعشار وفواتح السور في مصاحف 
أغل لغرب" 

وقد قدمنا ذكر الخلاف فيما كان يأخذ به ورش من العددين رواية عن نافع قال 
النوري في غيث النفع : 

"فذهب صاحب الدر النثير"©. إلى أن ورشا يعتمد المدنى الأخير... وعلى هذا 
اقتصر المحقق -يعني ابن الجزري-, واحتج على ما لورش بأنه عدد نافع وأصحابه. وعليه مدار 
قراءة أصحابه المميلين رؤوس الآي". وذهب الداني وتبعه الجعبري وغيره. إلى أنهما -ورش 


' - معجم الأدباء لياقوت 116/12- ومعرفة القراء للذهبي 128-127/1 حوكنز المعاني للجعبري. 
* - غاية النهاية 503/1-ولطائف الإشارات 100/1. 

* - جمال القراء وكمال الإقراء 2447. 

* - البيان عن عدد القرآن للدانى (مخطوط)ء تقله السخاوي في جمال القراء 189/1. 

ˆ - هو عبد الواحد بن أبي السداد الباهليء وهو شرحه على التيسير للداني كما سيأتي. 


88 


والبصري- يعتبران المدني الأول» قال الداني : "لأن عامة المصريين رووه عن ورش عن نافعء 
وعرضه البصري على أبي جعفر ا 

والذي يهمنا هنا هو اثبات رواية ورش للعدد المدني عن نافع في جملة ما روا 
وذلك لصلته الوثيقة بروايته "ولأن عليه مدار قراءة أصحابه المميلين رؤوس الأي" ©. 


-روايته لكتاب وقف التمام مما ألفه نافع : 

ومما أخذه ورش عن نافع أيضا معرفة ضوابط الوقف والابتداء مما حدده في كتابه 
الذي سبق أن ذكرنا تأليفه له باسم "وقف التمام", وقد ذكرنا أن الكتاب المذكور قد 
انتشرت روايته في مصر وغيرها في زمن مؤلفه. وأهم روايانه رواية سقلاب بن شيبة» ومن طريقه 
أسنده أبو جعفر النحاس -كما قدمنا- في كتاب القطع والائتناف. 

ولعل رواية سقلاب للكتاب كانت في البداية أسير من رواية ورش» ثم دخل ورش بها 
مرة أخرى فكانت مما رواه عنه بعض أصحابه. وظلت روايته له معروفة متداولة عند رجال 
مدرسته» ثم دخلت الأندلس على يد أصحاب الرحلات العلمية» ققد ذكر ابن عبد الملك 
اا کی بن إدريس البجاني من أهل قرطبة أنه "رحل وحج وروى بمصر 
عن أبي عبد الله ن جعفر الأنماطي المقرئ سنة 345ه. وقفل إلى الأندلس» وجلب 
كتاب "الوقف والابتداء" عن نافع برواية ورش عن أبي عبد الله المذ كور فكتب للحك © 
منه» وقوبل معه ف رمضان سنة 348م" . 


ولعلها الرواية التي اعتمدها المؤلفون من المغاربة في الوقف والابتداء كأبي محمد مكي 
دأبي + عمرو الداني وغيرهما في معرفة اختيارات نافع في هذا العلم كما سياتي لنا عند ذكر 


ولاشنك أن عودة إمام كبير كورش من رحلة كهذه كانت بمصر يومئذ من الأحداث 
الخطيرة التي لم يكن الناس يغفلون عنها أو يستقبلونها ببرود وقلة اعتناء واهتمام اذ كانت 
همم أهل البلدان المفتوحة يومئذ في أوج قوتها وفورتها وتعطشها إلى الجديد في كل فن 
وعلم» لا سيما حين يتعلق الأمر بتحقيق كتاب الله وتجويد قراءته» وفي بلد كمصر كان ما 
يزال ملتقى عامة المؤثرات المشرقية» والبوابة العظمى التى تستقبل كل صادر ووارد من عامة 
بلدان الغرب الإسلاميء الأمر الذي كان يرشح الإمام ورشا على إثر عودته من رحلته المدنية 


' - غيث النفع للنوري بهامش سراج القارئ لابن القاصح 288. 

2 - النشر 80/1 

* - لعله هو محمد بن جعفر بن أحمد بن إبراهيم أبو طاهر العلاف المصري. ترجمته في غاية النهاية 108/2 ترجمة 2887. 
“ - هو ابن عبد الرحمن الناصر الأموي حتقدم-. 

* - الذيل والتكملة -السفر 5 القسم 1 ص 13 ترجمة 15. 


89 


للتربع على كرسي الإقراءء والاستحواذ التام على إمامة القراءء واستقطاب عامة طلاب القراءة 
المدنيةء وعلى الأخص بعد أن خلت مدرسة نافع من إمامها بالتحاقه بالرفيق الأعلى سنة 
9ه فكان على موعد مع أزيد من أربعة عقود من الزمان صرفها جميعا في تلقين هذه 
القراءة وترسيخ أصولها في المنطقة وتوطيد أركان مدرستها وتزويدها بطائفة من أفذاذ الرواة 
كانوا بعده أساطين هذه المدرسة في مصر ولسانها المترجم عن أصالتها ونبل مؤسسها الذي 
وافاه الأجل المحتوم ولبى داعي ربه سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثانين سنة » ودفن 
بمقبرتها المشهورة بسفح المقطم حيث ظل مدفنه من المعالم الأثرية المشهودة هنالك, حيث يذكر 
الحافظ ابن الجرري(ت833ه) أنه لما كان بمصر في بعض رحلاته أخبره أصحابه بقبره وذهبوا 
به إلى القرافة الصغرى فزاره"©2, كما زاره غير واحد من الرحالة المغارية أذكر منهم الشيخ 
خالدا البلوي©. 

وفي الفصل التالي بعون الله سنتعرف على رجال مدرسته وآثارهم في نشر روايته وما 
عرفته هذه المدرسة في مصر على أيدي الرواة عنهم من و وتفرع وازدهار. 





' - غاية النهاية 503/1 ترجمة 2090. 
2 - غاية النهاية 503/1. 
” - ذكره في رحلته "تاج المفرق" 223/1. 


90 


الفصل الثالث *- 
مدرسة ورش في مصر ورجالها وفروعها 
وامتداداتها في عصور الازدهار (450-197 ه) 


كان أبو سعيد ورش في مصر رأس "المدرسة المصرية" في قراءة نافع ورئيسها وإمامها 
الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه" على الرغم من وجود طائفة من 
الرواة عن نافع بها وتصدر عدد منهم للإقراء في وقته كسقلاب بن شيبة ابی دحية معلى بن 
دحية وأبي يى زكريا الوقار وغيرهم ممن قدمناء لكن أحدا منهم لم يلتف عليه من طلبة 
القراءة مثل ما التف على ورشء ولا كان له في القراءة وعلومها من شفوف القدر والمنزلة ما 
كان له ولا بلغ ف نحقيقه وتحريره وحذقه ف ذلك أن بصنف ف عداد أصحاب المدارس الفنية 
ذات الأصول المحددة والملامح المتميزة والسمات الخاصة. 

أما ورش فقد كانت له مدرسته الفنية ذات الكيان المستقل تام الاستقلال في أصولها 
وملا محها وسماتهاء متفردا بها ومتميزا عن باقي مدارس قراءة نافع التي نشأت في غير مصرء 
كمدرسة قالون بالمدينة وامتداداتها ومدرسة المسيبى وإسماعيل بن جعفر الأنصاري 
وامتداداتها . في الحجاز والشام والعراق» ومدرسة الغازي بن قيس ف قرطبة والأندلس» فكانت 
مدرسته في مصر أقوى من جميع تلك المدارس لعوامل كثيرة» منها ضعف المنافسة لها في 
البلادء وتعلق أهلها بها باعتبارها الرواية "المصرية المدنية" لقراءة امام دار الهجرة ومنها 
مكانة ورش نفسه عندهم» وجهاده الطويل الذي رأينا أنه تجاوز أربعة عقود من الزمن في 
ترسيخ قواعدها وتوطيد أركانها في النصف الثاني من المائة الثانية وفي طرف من حياة نافع 

ولقد استطاع أبو سعيد ورش أن يبلور من خلال مدرسته حصيلة اختياراته المزكاة 
بالعرض على نافع وأن يقدمها لأصحابه من أهل مصر وغیرهم» وأن يستوقي من خلال زمن 
تصدره الطويل في تلقينها أغاطا متنوعة من الأداء والأخذ بتعدد العارضين عليه وبحسب ما 
كان يتاح له في ذلك من ترسل وقهل أو سرعة وحدرء فكان في مدرسته "الاتجاه المصري" 
المحض الذي يغلب عليه الأخذ بطريقة "التحقيق" في الأداء مما يسميه أبو عمرو الداني - 
كما سياتى في طائفة من تراجم أصحابه حبالأخذ الشديد على مذهب المشيخة الأولى من 
المصريين". وهو يعني بذلك التحقيق البالغ بتمكين الحركات وإظهار الغنات وإطالة المدات 
وو ذاك مما هو مشهور في طريق ابي يعقوب الأزرق وغيره عنه. 


' عفاية النهاية 502/1 ترجمة 2090. 


91 


وكان فيها "الاتجاه العراقى" الذي يغلب عليه الأخذ بالحذر وسرعة الأداءء وذلك 
بالجنوح إلى اختلاس المحركات وتقصير المدات وترك إمالة الألفات وغو ذلك من مثل ما 
مجده عند الأصبهانى عن أصحاب ورش وأصحاب أصحابه. 


وكان فيها الاتجاه الوسط الذي يمكن وصفه ب "الاتجاه الشامي", وهو الذي اختار في 
الأداء سبيلا بين ذلك فكان يمد بمقدار واعتدالء ويأخذ في التفخيم والترقيق والإمالة والفتح 
بنصيب لا إمعان فيه ولا إهمال. 

وريا كان فيها أيضا "الاتجاه المدني" الذي تجد الإشارة إليه ضمنية في بعض النقول 
من مثل ما ذكره السخاوي في "جمال القراء" عند ذكر التعوذ بقوله : "وروي عن ورش 
الإمالة في "أعوذ بالله" وليس ذلك من روايتى المصريين ولا "المدنيين" عنه." ©. 

وهكذا انتظمت في مدرسة ورش مجموعة من الاتجاهات ذات الملامح المختلفة والمتنوعة 
وان كان يربط بينها وبشدها إلى المدرسة الأم نسيج دقيق حكم بحفظ عليها نسبتها إليه 
وصلتها بهء بقدر ما تتخللها أيضا وشائج من القربى تصلها بباقي مدارس قراءة نافع في 
المدينة وغيرها ف أصول الأداء وفرش الروف. 

ثم لا يخطى المتأمل فيها أن جد أيضا فيها متاتا واضحا إلى طائفة من اختيارات 
أئمة الأمصار الأخرى, في هذه الطريق أو تلك فيراه في بعضها يوافق ابن كثير وعاصما في 
ترك الإمالة والتزام الفتح في جميع القرآن”ء وفي بعضها يوافق أبا عمرو البصري في ترك 
التسمية بين السور والتخيير بين السكت والوصل© وفي بعضها يوافق حمزة بن حبيب في 
إشباع المدات وفي أحكام أخرى من الهمز والتسهيل؛ وأحيانا ينفرد عن الجميع بخصائصه من 
بعض تلك الطرق بأغاط من الأخذ في باب المد وإبدال الهمز ونقله وترقيق طائفة من الراءات 
وتغليظ طائفة من اللامات وغير ذلك مما خجده في "المدرسة المغربية" من الطرق عن الأزرق 
عنه. هذا بالإضافة إلى ما سبق ذكره له من الاختيارات الخاصة به مما زاد به على نافع في 
الجملة ونسب إليه على سبيل الاختيار وروي عنه على هذا الأساس, فانتظم له من كل هذا 
الثراء والتنوع في الأخذ والأداء طراز مختلف الشيات» متنوع الملامح والسمات» أخذ بأطرافه 
رجال مدرسته كل حسب ما تأتى له. كما أخذ منه كل أهل منطقة من المناطق التى دخلتها 
روايته» بما بلغهم عن طريق الاحتكاك والتواصل بين الأمصار. 1 

ثم ما لبشت أن تلاقحت تلك الاتجاهات على أيدي الأصحاب والرواة وعلماء 
القراءات» فتبلورت فيها اختيارات في الأداء ريما اتتخبها القارئ لنفسه من مجموع مصادره في 


' جمال القراء 482/2. 
-وهي رواية الأصبهاني كما سياتي. 
-وهي طريق الأزرق. 


52 


هذه الرواية ولاءم بينها وحررها بالنقول والشواهد. ودخلت في القراءة على هذا الأساس, 
ككثير من الوجوه في التعوذ والبسملة وبعض الأصول الخاصة التي انفرد بنقلها بعض المشايخ 
أو اختارها قياسا على غيرها كطائفة من الأحكام في باب الراءات وباب اللامات كما سيأتي 
- مما اعتبره الإمام الشاطبي من شواذ النقل. 

من كل ذلك تنامى رصيد "المدرسة" مع الزمنء وانفسحت ميادين مباحثها الأدائية, 
ثم نعززت من خلال الرحلات العلمية والتلاقح بين مذاهب قراء الأمصار» وعلى الأخص ف 
المائة الرابعة» بدخول كثير من أعلام المشيخة الذين جمعوا بين الدراسات العربية وعلوم 
القراءات» فأشبعوا تلك الاختيارات بحثا وتحريرا وتوجيها واحتجاجا من جهة الرواية والنقل 
أو العربية والقياس النحوي» فنضجت في مصر حقول الدرس وأينعت ثارها وتفتقت أكمامها 
عن مجموعة من المدارس العلمية التي تبارت فيها مذاهب أئمة المشرق وآراؤهم وتخريجاتهم 
وتوجيهاتهم على أيدي جماعة من أثمة هذا الشأن من علماء مصر كأبي جعفر النحاس 
وأبي غانم المظفر بن حمدان وأبي بكر الأذفوي وغيرهم من الذين جمعوا بين الإمامة في رواية 
ورش والإمامة في الدراسات النحوية واللغوية. 

وينبغي هنا أن لا يفوتنا التنبيه على ما حدث في أثناء النصف الثاني من المائة 
الرابعة» أعني ما تم من وحدة سياسية بين بلاد مصر والجهات المغربية حيث "جهز المعز لدين 
الله معد بن تيم الفاطمي قائده جوهرا من بلاد المغرب إلى الديار المصرية ففتحها في 
شعبان سنة 358ه... وانقطعت الخطبة العباسية منهاء ورحل المعز من المغرب إلى مصرء 
فوصل إليهاء ودخل قصره بالقاهرة في سابع رمضان سنة 362ه. 

وغارت معت والمقري ملك واه اة الغرب نا موف "0 


والذي يهمنا من هذه الوحدة خاصة هو ما أتاحته أولا من التمازج والتلاقح بين 
العناصر المغربية والمصرية» وما يسرت من الإقبال على الأخذ عن كبار المشيخة بمصر من 
أهلها والوافدين المتصدرين بها من الأعلام الذين سوف نرى تراجمهم في هذا الباب, ثم ما 
حدث في أواخر المائة الرابعة من إعلان الحاكم بأمره الفاطمي عن مجموعة من "الكفريات" 
وما لاقاه العلماء في زمنه من عنت وتنكيل وتشريد أدى إلى فرار كثير من رجال مدرستها 
إلى الأقطار وتحول الثقل في رواية ورش إلى البلدان المغربية في الحواضر الإفريقية والمغربية 
والبلاد الأندلسية. 


' -وني ذلك يقول الشاطبي: 
وفي الراء عن ورش سوى ما ذكرته مذاهب شذت ف الأداء توقلا . 
2 ات 
-صبح الأعشى للقلقشندي 3. 


93 


وهكذا أخذ ظل المدرسة المصرية من رواية ورش في التقلص شيئا فشيئا عن البلادء 
والامتداد في الجانب الغربي من البلاد الاسلامية لكي يبسط سلطانه هنالك» ويسترد الكثير مما 
0 منه» حتى تبلورت من جديد وف أقصى ما يكون من القوة والبسطة في مدارس أصولية 
"قيروانية" و"أندلسية" لكل منها طابعها المميز وسماتها الخاصة -كما سيمر بنا في موضعه 
من هذا البحث بعون الله - ثم تبلورت أيضا من خلال ذلك وفي أثنائه عند بعض العلماء 
الأئمة فيما يعرف ب "العشر الصغير" الذي يتضمن عشر طرق عن نافع» وفي ضمنها طرق 
ورش الثلا ثة: طريق الأزرق وعبد الصمد العتقي وأبي بكر الأصبهاني. فازدادت هذه الرواية 
على أيدي المغارية قوة إلى قوتهاء فاتسع جمهورهاء وكثر حفاظهاء وتنوعت مدارسها 
واتجاهاتهاء وتكاثرت المصنفات والمنظومات التعليمية في أصولها وأحكام أدائها كما سنرى 
ذلك حبحول الله- فيما نستقبله من البحث. 


وسعيا منا ف وضع هذه المدرسة ف إطارها التاريخي ضمن مسارها العلمي والفني 
الطويل» يقتضي منا التدرج في البحث أن نتوقف عند رجالها من الطليعة الأولى التي أخذت 
عن ورش مباشرةء ثم نتبعهم بطبقة الآ خذين عنهم» ثم من بعدهم وهكذا حتى نشارف نهاية 
عصر الازدهار التي تطالعنا بعد منتصف المائة الخامسة أو حول ذلك بعل وفاة أكبر رجالات 
مشيخة العصر: ف العباس بن نفيس (ت 453ه) على الراجح» وضمور شأن المدرسة بانتقال 
مركز الثقل إلى البلدان المغربية كما قدمناء واكتفاء البلاد المصرية باستقبال بعض أئمة 
الإقراء منها بعل أن ظلت زمانا تستقبلهم طلابا متعلمين» لا أسائذة متصدرين: 


الرواة المباشرون الذي أخذوا عنه : 


لا تتوافر لدينا الوثائق الكافية لتتبع أسماء كل الذين تخرجوا في القراءة على ورشء 
أو تشرفوا بالعرض عليه منذ أن تصدر للإقراء إلى حين وفاته. وهو زمن فسيح أنيح فيه - 
بدون شك- لطبقات من طلبة القراءة أن يصحبوه وبأخذوا عنه» فقارئ مثله في مثل زمنه لا 
ينتظر أن يتصدر للإقراء ثم لا تكون حصيلة مدرسته الا أفرادا معدودين يمكن احصاؤهم على 
رؤوس الأصابعء وائما مرد الأمر في قلة المذكورين من أهل الرواية دائما إلى ما ذكرناه مرات 
من ضعف -إن لم نقل انعدام- الاهتمام بتسجيل أخبار القراء لهذا العهد حتى من لدن 
علماء القراءة أنفسهم فضلا عن غيرهم من المؤرخين لطبقات الرجال؛ ثم ظهر شيء من ذلك 
في العصور اللاحقة بعد أن تباعد الزمن وضاعت الوثائق وانطمست الأخبار والآثارء إلا 
يسيرا مما استعصى على النسيان. 

ولعل فيما بقي لنا من هذه العلالة ما يكون مساعدا لنا على تكوين تصور تقريبي 
عن هذه المدرسة الناشئة وأهم رجالها من الرواة المباشرين» والنقلة المبلغين عن ورش 
والمتحملين لآ ثاره الذين أدوها إلى من بعدهم من الأجيال اللا حقة من أهل مصر والطارئين 
عليها من آفاق البلدان والجهات. 


94 


وهذه تراج جم أهم أصحابه المذ كورين بالرواية عنه نستهلها بذ کر مشاهیرهم» ثم نردفها 
بأسماء من وقفنا على ذكرهم في الآ خذين عنه في الجملة: 


أولا : أبو يعقوب الأزرق عميد "المدرسة المصرية" وممثل الاتجاه المصري في الأداء : 


وهو يوسف بن عمرو بن يسار أبو يعقوب الأزرق المدني النشأة ثم المصري الدارء قال 
الحافظ الذهبي: "لزم ورشا مدة طويلة» وأتفن عنه الأداء وجلس للإقراء". 

وقال ابن الجزري: "أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ورش» وهو الذي خلفه في القراءة 
والإقراء بمصر"(©, 

كان الأزرق عميد هذه المدرسة بعد ورش بعد أن نخرج عليه ولزمه طوال نصدره حتى 
أخذ عنه القراءة عرضا وسماعاء وروى عنه عدد أهل المدينة المتعلق بضوابط الآي ومعرفة 
الفواصل القرآنيةء وقد تقدم لنا أنه لما جاء ليقرأ عليه قال له: "يا أبا سعيد, إني أحب أن 
0 ا 8 ت الل استحسنته لنفسك» كال "فقلدته مقر 0 00 
عليه في الدار التي كنا نسكنها في E‏ عبد ال" 02 0 فكنت اقرا عليه إذا 
رابك مه الک 

وقد عرض القراءة أيضا على سقلاب بن شيبة وأبي دحية معلى بن دحية صاحبي 
نافع( . 

قال الإمام المنتوري في ترجمة ورش: "روى عنه جماعة كثيرة» منهم أبو يعقؤب 

يوسف بن عمرو بن يسار المدني الأزرقء وهذه الرواية خاصة هى التى ذكرها الدانى في 
"إيجاز البيان" و "التلخيص". وعليها عول ف "الاقتصاد" و التيسير", وهى التى اشتهر بها 
العمل, وأخذ الناس بها في "قراءة ورش" وصنفوا قراءة ورش من طريقهاء وعلى هذا جرى 
ابن الباذش في "الإقناع" والشاطبي في قصيدته. والناظم في هذا الرجز وغيرهم من المصنفين 
للحروف. قال الدانى في "التمهيد" : ش 


1 مر القراء 149/1. 
- غاية النهاية 402/2 ترجمة 3934. 
يعني بالفسطاطء وقد تقدم ذكر هذا المسجد. 
> معرفة القراء 150/10. 
د - غاية النهاية 402/2. 
° - يعني ابن بري في الدرر اللوامع. 


95 


"وإلى أبى يعقوب الأزرق صارت الإمامة في القراءة بعد ورشء وعنه أخذها أكثر 
المصريينء وإليه يسندونه ". 

وقال أبو الفضل الخزاعى: "أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبى يعقوب 
الأزرق لا يعرفون غيرها ". 

وقال ولد ابن الجزري في شرح طيبة النشر لوالده: "كان عدلا أستاذا محققا ضابطاء 
قام بالقراءة بعد ورش بمصرء وتلقى الناس روايته بالقبول» وأ جمع أهل مصر والمغرب 
والأندلس علبي" 

وبظهر من طائفة من النقول عنه في كتب الأئمة أنه تفقه في القراءة على ورش» ودون 
عنه اختياراته وألف في ذلك وكان كتابه مرجعا في تحقيق روايته» قال الدانى في بعض نقوله 
عن هذا الكتاب» عند ذكره لامالة "طه": "من كتاب "الإمالة": "والذي نص عليه أبو 
يعقوب عنه في كتابه يدل على أن جميع ذلك عنده بين اللفظين". وقال عند ذكر إشمام 
لفظ "تامنا" الرفع بين الميم والنون"©. 

وقال أبو جعفر بن الباذش في "الإقناع" عند ذكر الخلاف في تقل الهمز في "ردا 
يصدقني”": ونص عليه الأزرق في كتابه عن ورش بغير همز ولم يخص وصلا دون وقف". 

ا وأما تفقهه عليه في الأداء فتدل ٠‏ غا ا أخرى, منها ما تقله ابن دم 


د "فاقض ما أنت قاض "08 
وان شعت وقفت بالياء. 


"نك فيه متسع» إن شئت وقفت کما هو ی 


- شرح الدرر للمنتوري (مخطوط). | 

7 - هو محمد بن جعفر بن عبد الكريم أبو الفضل الزاعي الجرجاني مؤلف كتاب "المنتهى في الخمسة عشر" يشتمل على 250 
روايةء وكتاب تهذيب الأداء في السبع توفي سنة 408 - غاية النهاية 109/2 ترجمة 2893. : 

* - معرفة القراء 150/1. 

* -شرح طيبة النشر لولد ابن الجزري 17. 

” نقله المنتوري في باب الامالة من شرحه على الدرر اللوامع (مخطوط). 

° - المصدر نفسه عند ذكر أحكام الوقف على مرسوم الخط. 

” - الإقناع 396/1. 

* - سورة طه رقم الآية 72. 

” - يعني بالخط الأصلي الرسم الذي رسمه عثمان والصحابة» وكان يرسم بالسواد. ويرسم ما أضيف إليه من شكل أو همز أو 
غيره بألوان أخرى. 


96 


قال أبو جعفر حابن الباذش-: "وليس يعني ورش هذه الكلمة فقطء بل يعني الباب 
لن ذلك :[سماعيل التحاس عن ن أبي يعقوب قال: قال لي ورش: " الوقف على هذا 
وشبهه من المنون بالياءء قال: وان شئت وفقت بغير ياء على ما في السواو"0, 

ويعتبر الأزرق عميد "المدرسة المصرية أو "الاتجاه المصري" في رواية ورشء» وهو 
الاتجاه الذي جنح إلى التحقيق كما أسلفناء وقد روى القراءة بالتحقيق معه جماعة من 
أصحاب ورش كيونس بن عبد الأعلى وداود بن أبي طيبةء إلا أن الشهرة فيه كانت له ومن 
طريقه. وقد أسند أبو عمرو الداني "قراءة التحقيق" من طريقه بالإسناد المسلسل بالقراءة من 
أوله إلى آخره فذكر بسنده إلى إسماعيل النحاس أنه "قرأ على الأزرق التحقيق؛ وقرأ على 
ورش التحقيق» وأخبره أنه قرأ على نافع التحقيق..." © وسيأتي الخبر مسندا من أوله إلى 
آخره في ترجمة الدانى بعون الله. 

وقد وقفت على إشارة لمكي ندل على ثيل الأزرن وجموعة من الآ خذين عن ورش 
للاتجاه المصري خاصة في مقابل باقي الاتجاهات الآنفة الذكر» وذلك فيما نقله عنه محمد بن 
الحسن الفاسي في شرحه على قصيدة الشاطبي إذ يقول عند ذكر الخلاف بين أئمة الأداء في 
مقدار المد في "آمنوا" وغوه فقال: 

"واختار مكى القصر مع إجازته للمد. فقال: وترك المد هو الاختيار لإجماع القراء 
على ذلك إلا نافعاء ولإجماع الرواة عن نافع على ذلك إلا ورشاء ولإجماع الرواة عن ورش 
على ذلك إلا "المصريين"©. 

فالمراد ب "المصربين" في هذا النص الآخذون بطريق الأزرق ومن وافقه من أصحاب 
ورش في الأخذ بالتحقيق وسيأتي ذكر الطرق عنه وذكر سامير الآخذين بروايته بعد ذكر 
باقي الرواة عن ورش» وتوفي الأزرق ف حدود سنة 0 4 

ثائيا : عبد الصمد العنة 


هو أبو الأزهر عبد الصمد بن عبن ال ین :بن العتقي المصريء ووالده هو 





ا الرواة ان نافع فيما قدمنا. 





- الإقناع 521/1. 
2 - نقله ابن الجزري في النشر 206/1. 
7 -اللآلى الفريدة في شرح القصيدة للفاسي في باب المد (عخطوط). 
“ - ترجمته في معرفة القراء الكبار 150-149/1 طبقة 6. وغاية النهاية 402/2. ترجمة 3934. 


97 


ترجم له عياض ولأخيه موسى في ترتيب المدارك وقال عنهما: "كانا فاضلين عابدين 
ورعين» سمعا من أبيهما وغلب على عبد الصمد القرآن, وله في ذلك كتاب» وغلب على 

"روى عبد الصمد عن ورش» وهو من جلة أصحابه المتصدرين» ومن وقته اعتمد 
أهل الأندلس على رواية ورش» وروى أيضا عن داود بن أبي طيبة» وسمع سفيان بن عيينة". 

ونقل عياض عن ابن اللباد قوله: "كان لابن القاسم ثلاثة من الولد: موسى وعبد 
الصمد وابنة, فأما عبد الصمد فكان يقرأ مقرأ نافع» وأما موسى فكان يروي موطأ مالك 
وكان موسى مع أخيه سدته مقابل سدته في بيت واحد. حتى مانا شيخين وم يتروج أحد 
"2 

وقال الحافظ الذهبي: "أبو الأزهر المصري أحد الأئمة الأعلام كوالده حدث عن 
أبيه وعن سفيان ين عيينة وابن وهب» وقرأ القرآن وجوده على ورش "ثم قال: "ولمكان أبي 
الأزهر اعتمد الأندلسيون على قراءة ورش" . 

اما ابن الجزري فقد توسع في ذكر مشيخته فقال: 

"راو مشهور بالقراءة, متصدر تمه أخذ القراءة عرضا عن ورش» وله عنه نسخة 
وأبي دحية المعليء وروی حروف حمزة عن داود بن س طيبة عن علي بن E‏ عن سليم» 
وقد رأى علي بن كيسة يقرئ..."©, 


المصري صاحب الإمام مالك..." ® ووقع في توهم ذلك صاحب "القرآن وعلومه في مصر" 
فقال: "صحب مالكا كأبيه"2), 


والصحيح أنه ١‏ يدركه» بل ولا عرفت له رحلة إلى المدينة كما أن المترجمين 
لطبقات المالكية إغغا ترجموا له في طبقة متأخرة. 


: -سيأتى ذكر مؤلفاته. 

2 -ترتيب المدارك 44/4. 

3 - معرفة القراء 151-150/1. طبقة 6. 

“ - تقدم ذكره في الفصل الأول من هذا البحث عند ذكر الداخلين بالقراءة إلى مصر من العراق. 

* - هكذا قال هنا ابن الجزريء ولكنه في ترجمة علي بن يزيد بن كيسة قال: عرض عليه يونس بن عبد الأعلى؛ وداود بن أبي 
طيبة وعبد الصمد بن عبد الرحمن" - غاية النهاية 584/1 ترجمة 2371. 

؟ - غاية النهاية 389/1 ترجمة 1660. ش 

” - القرآن وعلومه في مصر للدكتور خورشيد 217. 

* - ينظر في ذلك ترتيب المدارك 44-43/4 وشجرة النور الزكية لابن مخلوف 66 طبقة 6. 


58 


وبعتبر طريقه عن ورش ثاني أهم الطرق المشهورة المقروء بها إلى اليوم» فكانت في 
الأندلس ثاني رواية دخلت إليها بعد رواية الغازي بن قيس عن نافع -كما سيأتي-. وان كان 
بعض الأندلسيين قد أخذ القراءة عن ورش مباشرة, إلا أنها لم تنتشر ولم تشتهر حتى دخلت 
من هذه الرواية. 


أيضا بينها وبين بعض القراءات» فقد تقدم 5 ا اله ع ورش نسخة» عدا بعني أنه 
حصل على روايته واختياراته مدونټ وستأ تي في تراجم طائفة من الآخذين عنه من قراء 
الأندلس كأبي عبد الله بن وضاح أنه كانت له عن عبد الصمد نسخة. وألف أيضا كتاب 
"الاختلاف بين نافع و ٤‏ وهو أول ما عرف من تلاقح بين المدرسة المصرية وبين بعض 
قراءات أئمة الأمصارء وألف عبد الصمد أيضا كتابا في عدد آي القرآن وهو عدد نافع 
افا 


يداك يكون بو الأزهر أحد اذا الكبار الذين بلوروا ر ورش بمصر وأصلوا 
الصدارة 8 بي يعقوب الأزرق ف فتبقى عند قراء ال ارق ثائية الطرق 50 بها 
لوو 0 وتوف أبو الأزهر -أو العتقي- كما هو مشهور ف عرف المأ خرين من المغارية ف 
رجب سنة231ه 00 

ثالثا : ابن أبي طيبة : 

هو داود بن أبي طيبة هارون بن يزيد المصري النحوي مولى E‏ 
رضي الله عنه-, قال الذهبي: "قرأ على ورش وتحفق بالأداع ثم عرض على علي بن كيسة 
داكت ا 


' -سياتي في ترجمة ابن وضاح أنه "روى القراءة عنه وله عنه نسخة". غاية النهاية 275/2 ترجمة 3518. 

* -رواه عنه ابن وضاح أيضا كما ذكر ابن الجزري في المصدر نفسه . -وتقل عنه أبو عمرو الداني في جامع البيان (ل1831) 
حينظر في ذلك "الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان "للدكتور عبد المهيمن طحان " 95. 

7 -ذكر ابن الجزري رواية ابن وضاح له عنه في ترجمته في غاية النهاية 275/2. 

“ -ويرمز المغارية كما قدمنا للطرق عن ورش برمز "جيتص"» اليم لورشء والياء ليوسف الأزرق. والتاء للعتقي: والصاد 
للأصبهاني. 

ˆ - ترجمته في ترتيب المدارك 45-43/4- وغاية النهاية 389/1 ترجمة 1660 - ومعرفة القراء 151-150/1. 


© - معرفة القراء 151/1 طبقة 6. 


99 


وقال ابن الجرري : "داود بن أ طيبة...أبو سليمان المصري النحوي, ماهر حققء 
قرأ على ورش» وهو من جلة أصحابه وعلي بن كيسة صاحب ا قرأ E‏ 
من أصحابه سنأتي على ذكر مشاهیرهم» وكان أيضا كانبا لبعض القضاة في مدنه©. 


ويعتبر ابن اش طيبة من أهم علماء أصول رواية ورش» وله فيها وفي غيرها مؤلفات» 
منها كتاب رواية ورش» ينقل عنه أبو عمرو الداني كثيرا في كتبه, ومنها "كتاب الوقف 
والابتداء" ذكره الداني في "جامع البيان" فقال متحدثا عن الوقف بالإشارة في باب "الروم 


والإشمام": "وهو اختيار داود بن أبى طيبة صاحب ورش في كتاب "الوقف والابتداء" له 
)4( 3 


مات ف شوال سنة 223ه وقد رآه بعض الناس ف النوم فقال: إلى ما صرت ؟ 
فقال: رحمني الله بتعليم القرآن". 

وروايته عن ورش مما قرأ به أبو عمرو الداني بمصرء وقد أسندها ف کتابه افع 
البيان" ضمن الطرق الخمسة التي قرأ بها لورش» وهي طريق الأزرق وطريق عبد الصمد 
وطريق داود ر 2 طيبة» وطريق أحمد بن صالح, وطريق يونس بن عبد الأعلى" 9 . 


رابعا: يونس بن عبد الأعلى الصدفي : 


هو يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيان أبو موسى الصدفي 
المقرئ الفقيه. 


كان فقيها مقرئا محدثاء ولد سنة 7170 وأخذ القراءة عرضا عن ورش وسقلاب 
و بن دحي من أضحات نافع من المصريينء قال ابن عبد البر: "وقراءة نافع 
فاخو ل رواها عن ورش وعن قالون» وکان يروي قرا ءة حمرة نين" 


وقال عياض: "قرأ على ورش وسقلاب وغيرهماء وكان من الرواة المشهورين» رحل 
إليه الناس» وسمعوا منه» وطال عمره e‏ 


' - غاية النهاية 280-279/1 ترجمة 1255. 

* - ذكر عياض أنه كان كاتبا لقاضي مصر عيسى بن محمد بن المنكدر القرشي" - ترتيب المدارك 41/4. 

” - يمكن الرجوع إلى طائفة من تقول الداني عنه في شرح الدرر اللوامع للمنتوري حباب الراءات-" . 

* - نقله المنتوري وابن القاضي في باب الوقف من شرحيهما على الدرر اللوامع لابن بري. 

” - معرفة القراء 151/1 طبقة 6 - وغاية النهاية 279/1 ترجمة 1255. 

- ينظر في هذا تأليف الدكتور عبد المهيمن طحان : "الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان" 98-97. 
- تصحف العدد في معرفة القراء 156/1 فكتب "سنة سبع ومائة" . 

* - الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة للحافظ أبى عمر بن عبد البر 112. 

" - ترتيب المدارك 175-174/4. ١‏ 


6 
7 


100 


وقال الذهبي : قرأ القرآن على ورش ومعلى بن دحيةء وأقرأ القرآن..." . وذكر 
ابن الجرري نوا من ذلك وقال: "وعن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة...وانتهت ليه رباسة 
العلم وعلو الإسناد في الكتاب والسنة» وكان كبير الشهود بمصر"©. 

وبا لجملة فللائمة عليه ثناء عريضء وقد لزم ورشا ف شبابه» وعاش بعده كانية وستين 
عاماء فكان بذلك بقية أصحابه وار من مات منهم» وكان في روايته موافقا في الغالب ا 
يعقوب الأزرق» ومن أهم مظاهر التوافق بينهما ما ذكره الحافظ ابن الجزري تعقبا للإمام 
الذهبي إذ قال في ترجمة الأزرق: "وانفرد عن ورش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات"©, قال 
ابن الجزري: "لم ينفرد بذلك عن ورشء بل روى ذلك عن ورش يونس بن عبد الأعلى"©. 

فهو ينتعي إذن إلى "الا تجاه لري الذي 0 آنفا کان إلى الوا 
يعقوب الأزرق حما نقله ابن الجزري من وصفه a‏ شيخه ا قال: 2 عن 
.بونس بن عبد الأعلى قال: "حدثنا ورش» وكان جيد القراءة حسن الصوت إذا قرأ يهمر 
ويمد وبشدد ويبين الإعراب لايملّه سامعه. لم جرد لكايه اللعروقة ق ا 


وتوف ف ربيع الآخر سنة 264ه وله أربع وتسعون سنة ,60 


خامسا: | خامسا: أحمد بن صالح المصر ي 
هو أبو جعفر أحمد بن صالح ا يعرف بابن الطبري» قال ابن يونس ف تاريكه. 
كان ابوه من أجناد طبرستان» فولد له أحمد صر سنة سبعين ومائة. قال أبو عمرق 
الداذ 
ني 


"أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ورش وقالون وإسماعيل بن أبي أويس وأخيه ا 
بكر عن نافع» وروی حرف عاصم عن حرمي بن عمارة". 


ولعله أهم رجال مدرسة نافع ف مصر من هذه الناحية» إذ جمع بين أربع روابات 
عنه» وقد روى أبو بكر بن مجاهد 2 كتاب "السبعة ف للقراءات" روايانه الثلاث الأولى من 


طريق أستاذه الحسن بن علي بن مالك الأشناني عن أحمد بن صال. 


- معرفة القراء 156/1 طبقة 6. 
* - غاية النهاية 407-406/2 ترجمة 3949. 
* - معرفة القراء 150-149/1. 
* - غاية النهاية 402/2 ترجمة 3934. 
" - المصدر نفسه 503/1 ترجمة 2090. 
° - معرفة القراء 157/1 - وغاية النهاية 407/2 ترجمة 3949. 
” - نقله الذهبى في معرفة القراء 152/1 طبقة 6 
8 - تقله الذهبي في المصدر تفسه 152. 


101 


ويعتبر أيضا إماما في الحديث. سمع من سفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب وابن 
أبي فديك وعبد الرزاق وحرمي بن عمارة وخلق”ء وحدث عنه كبار الأئمة كالبخاري وأبي 
داود» قال أبو عمرو الدانى : 


القرآن" فامتنع من 

الإذعان» وثبت على الإقرار بأن القرآن كلام الله. وأنه ليس لجيريل ولا للنبي -صلى 
الله عليه وسلم- في القرآن إلا مجرد البلاغ وحض الأداء. من غير زيادة حرف فيه ولا نقصان 
ولا ا 

ألف في قراءة نافع "كتاب قراءة نافع" ورواه عنه الحسن بن علي الأشناني شيخ ابن 
مجاهد وقد اشتهر في قراءة التحقيق بالمبالغة المكينة البالغة حد الإفراط» فاعتبرت مما شد به 
في النقلء وإليه أشار أبو الحسن الحصري في رائيته في قراءة نافع بقوله : 

قال أبو الحسن بن الطفيل العبدري في شرحه للبيتين من كتابه : "الفريدة الحمصية": 

"أحمد هذا هو أحمد بن صالح الراوي عن ورشء روي أنه يشبع الضمة إذا لقيتها الواو 
من كلمة أخرى أصلية لا مبدلة, خو "نعبد وإياك". وكذا يشبع الكسرة إذا لقيتها الياء من كلمة 
أخرى أصلية لا مبدلة أيضاء خو "ملك يوم الدين"ء وبه أخذ له قوم من المصربين"”. 


ومما خالف فيه الرواة عن ورش أيضا ما أشار إليه الشوشاوي في شرح الدرر اللوامع في 
باب الإمالة بقوله: "وقد روى أحمد بن صالح عن ورش أنه كان يميل الألف في "الناس" لأجل 
كسرة السين -قال- وهي رواية ضعيفة"*. 


أ - السبعة لابن مجاهد 89-88. 

* - معرفة القراء 152/1. 

” - من أهل قرطبة وله رحلة دخل فيها عامة الأمصار وكتب الحديث ورجع. توفي سنة 353ه ترجم له ابن الفرضي في تاريخ 
علماء الأندلس 825-823/2. ترجمة 1421. 

“ -نقله الذهبى في معرفة القراء 153/1. 

* - نقله الذهبي في معرقة القراء 155-154/1. 

“ - ينظر ذلك في ترجمة الأشنانى في غاية النهاية 225/1 ترجمة 1022. 

” - سيأتي التعريف بهذا الشرح عند ذكر القصيدة الحصرية بعون الله. 

* - الأنوار السواطع للشوشاوي سيأتي التعريف به في شروح أرجوزة ابن بري. 


102 


ىم أر من يقرأ بإشباع "أحمد" فأذكر في "اياك نعبد" ما أدري 
وفي "ملك يوم الدين" ثم أنصّ ما يخالف فيه الأصل من علل تجري. 
وذكر الشوشاوي له مما شذ به عن ورش أيضا في باب الإظهار والإدغام "إظهار 
نون" عين" في الموضعين من فاتحة الشورى وفاتحة مريم -قال الشوشاوي-: "وهو شاذ"“. 
وقد روى روايته أبو عمرو الداني في جملة الروايات الخمس عن ورش -الآنفة الذكر- 
وأدرجها في "جامع البيان". ودخل بها إلى المغرب أيضا الإمام أبو عبد الله بن شريح 
الإشبيلي» وأدرجها في كتابه الذي ضمنه اثنتين وعشرين رواية» ورواها ابن خير الإشبيلي في 
مات أحمد بن صالح في ذي القعدة من سنة 248م . 
هؤلاء الخمسة هم رؤوس المدرسة "الورشية" في مصر ورؤساؤهاء وقد كان معهم 
جماعة أخرى من الرواة عن ورش منهم: ش 
سادسا : سليمان بن داود بن حماد بن سعد أبو الربيع الرشديني يعرف ب 
"الأفطس". سيك اين دوا بن ا ین س و ار ری کے 
ولد سنة8 4017 ترجم له عياض ترجمة وافية وقال: "وأخذ القراءة عن ورش» 
وكان متصدرا فيها وكان فقيها زاهدا"©. 





وقال الذهبي: "كان من جلة القراء وعبادهم» قرأ على ورش» وروى عن ابن وهب 
وأشهب وعبد الملك بن الماجشون وجماعة9© . 
وقال ابن الجزري: "سليمان بن داود... أبو الربيع الرشديني المهري المصريء هو ابن 
اخي رشدين بن سعدء ثقة صالح إمام مقرئ» عرض على ورش...وعرض عليه أبو بكر محمد 
بن عبد الرحيم الأصبهانى إحدى وثلاثين ختمة» مات ف أول ذي القعدة سنة 253م "7. 





- شرح الشوشاوي "الأنوار السواطع على الدرر اللوامع" (مخطوط). 

- فهرسة ابن خير 37-35. 

- معرفة القراء 156/1 - وغاية النهاية 1. ترجمة 267 - وترتيب المدارك 39/4 - وشجرة النور 67. 
-وقع تصحيف للعدد في شجرة النور 67 فكتب سنة 198ه. ولا يصح ذلك لأنه قرأ على ورش( ت 197). 
-ترتيب المدارك 180/4. 

- معرفة القراء 152-151/1. 

7 - غاية النهاية 313/1 ترجمة 1375. 


1 
2 
3 
4 
3 
6 


103 


سابعا: أبو الأشعث الرس عامر بن سعيد (بالتصغير)ء 

ويقال سعير بالراء» نسبة إلى الحرس الجوسقى» قال الدانى: "كان خيرا فاضلا بلغ 
المائة في سنه وزاد عليهاء وغزا الروم سبعين سنة. أخذ القراءة عرضا عن ورشء وروى القراءة 
عنه محمد بن عبد الرحيم الأصبهانيء وقال: "قرأت عليه بالمصيصة © في المسجد الجامع, 
وكان يقول قرأت على ورش -قال الأصبهانى- : فختمت ختمتين وشرعت في الثالثة 
فمات"(. ١‏ 

ويعتبر أبو الأشعث أحد رواد رواية ورش الذين خرجوا بها إلى الشام» ونشروها 
هنالك. 

ثامنا : أبو مسعود الأسود المدنى : وقيل اللؤلؤي الفسطاطى. 

قال ابن الجرري: 

0 مسعود الأسود المدني نزيل مصر» معروف. قرأ على ورش ومعلى بن دحية» روى 
القراءة عنه محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وأحمد بن ملول التنوخي. قال الاصبهاني: 
"وكان يقرئ بالمسجد الجامع بمصر» قرأت عليه بقراءة نافع ختمات» وكان لا بقرئ بغيرها» 
وكان كثير الخلاف لأصحابه "المصريين"» وكان يمد مدا طويلا. وكانت له سكتات تشبه 
الفا ف مثل ا فاته کان قول if‏ ك0 يسك 2 ول "لى" 09 

تاسعا: 





الرحيم الأصبهانى وقال : قرأت عليه ختمة بمكة سنة253 في المسجد الحرام» فأمر جماعة أن 
يقرأوا علي» فكنت أقرئهم في المسجد الرام بحضرته". 


' - صحف في غاية النهاية 349/1 فقال: "الجرشي نسبة الى "الجرش" قرية بمصر", والصحيح ما ذكره في النشر في ذكر شيوخ 
محمد بن عبد الرحيم الاصبهاني فقال: "الحرسي" بالمهملات - النشر 111/1. والقرية معروفة في مصر "الرس" بالسين» 
وتقع بشرقي مصر معجم البكري 438/2 - ومعجم البلدان لياقوت 240-239/2. 

* - ثغر من ثغور الشام نزله لأجل الغزو -غاية النهاية 349/1. 

3 - غاية النهاية 350-349/1. ترجمة 1499. 

“ - ينظر القرآن وعلومه في مصر للدكتور خورشيد 260. 

* - قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين للآنداري 53. 

“ - لم يترجم له ابن الجزري ولم أقف عليه. 

”7 - غاية النهاية 326/2 ترجمة 3710. 

* -سقط لفظ "أبي" في كتاب الأندرابي فجاء اللفظ "محمد بن عبد الرحمن" -قراءات القراء المعروفين" 53. 

* - في النشر 111/1 "المالكي" والظاهر أنه تحريف. 


104 


وم وکر ابن الجرري قراءته على ورش» ولكن الإمام الي قال: "قرأ على ا 
سعيد ورش» وقرأ عليه الأصبهاني في جملة من قرأ عليهم من اصحاب و 


8 
٠. 


عاشرا : أبو القاسم عبد القوي بن كمونة المصري : 

قال ابن الجزري: "روى القراءة عن أبي دحية معلى بن دحية : صاحب نافع» قال 
الداني: وهو من عله أا مرو :لقا مقع ما غ 

هكذا ذكر ابن الجزري في ترجمته» ولكنه في ترجمة إسماعيل النحاس قال: "قرأ على 
الأزرق...وعلى عبد القوي بن كمونة وعمرو بن بشار بن ستان» كلهم عن ورش ". 

حادي عشر: عمرو بن بشار بن سنان أبو الفضل الكناني : ويقال الأغماري : 

قال ابن الجزري: "روى القراءة عن ورش» روى القراءة عنه إسماعيل بن عبد الله 
الا لا أعرفه ولكن ذكره الحافظ أبو العلاء© في مفردة ورش"07). وقال في قسم الكنى: 
"أبو الفضل الكنانى, أخذ القراءة عرضا عن ورشء روى القراءة عنه إسماعيل بن عبد الله 
ا 

س 


ثاني عشم : أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأندلسي القرطبي : 

يعتبر رائد رواية ورش في الأندلس وأول من دخل بها قراءة وسماعا عليه قال ابن 
الفرضي: 

"عدن بن عبد الله والده مضر بن عمد الخازن» من أهل قرطبةء يكنى أبا عبد الله 
رحل وقرأ القرآن على عثمان بن سعيد المعروف بورش صاحب نافع بن أبي نعيم المدنيء 
وأستأدبه الحكم بن هشام لبنيه. وكان عالما بالقرآن» بصيرا بالعربية» ذا حظ من الزهد"”. 

ثالث عشر : سلمة العثماني : 


م أقف على ذكر له في القراى وإنما جاء في بعض روايته عن ورش ما يدل على 
عشرته له. وریا كان من قدامى أصحابه أو خلصان أصدقائه» فمن أخباره عنه الخبر المتعلق 





أ - تقدم في الرواة عن نافع. ترجمته في غاية النهاية 464-463/1 ترجمته 1931. 
2 - غاية النهاية 188/2 ترجمة 3188. 

3 - لطائف الاشارات لفنون القراءات 116/1. 

“ - غاية النهاية 400-399/1 ترجمة 1770. 

د - المصدر نفسه 165/1/1 ترجمة 770. 

6 - هو أبو العلاء العطار الهمداني الحافظ -تقدم-. 

7 - غاية النهاية 600/1. ترجمة 2446. 

* - المصدر نفسه 14/2 ترجمة 2581. 

- تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي 634/2 ترجمة 1101. 


105 


برحلته إلى نافع» وقد أسنده أبو عمرو الداني -كما تقدم- بسنده عن محمد بن سلمة 
العثماني قال : قلت لأبي سلمة: "أكانت بينك وبين ورش مودة؟ فقال: نعم. قلت: كيف كان 
يقرأ ورش ا نافع؟ ...فذكر قصة رحلته إليه وعرضه. وأسند ابن الجزري في كتاب 
00 عن أبي جعفر أحمد بن هلال قال: حدثني محمد بن سلمة العثماني قال: قال 

0 : قلت لورش: كيف كان ,يقرأ نافع؟ فقال: "كان لا مشددا ولا مرسلاء بينا حسنا"©. 


هؤلاء من أمكننا التعرف عليهم من رواة القراءة عنه من رجال مدرسته المباشرين» 
وقد روى عنه غيرهم أيضا في غير القراءة منهم ' 'عبد الله بن وهب وإسحاق بن حجاج وغير 
وار "(, 

ثم تخرجت على أبدي هؤلاء طبقة أخرى واصلوا القيام بأمر هذه المدرسة, ومثلوا في 
زمانهم عامة اتجاهاتهاء وكانوا وسائط في نقلها وروايتها لمن بعدهم» وهؤلاء أهم أولئك 


الرجال: 

أهم الطرق عن أصحاب ورشء وكبار المشيخة الآخذين عنهم من المصريين (الطبقة 
الأولى). ١‏ 

أولا : أبو بكر بن سيف : 

هو عبد الله بن مالك بن عبد الله بن يوسف بن سيف أبو بكر التجيبى المصري 
النجاد. 


32200 


"مقرئ مصدر نحدث إمام ثقةء أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أب يعقوب الأزرق 
صاحب ورش» وكان لا جسن غيرها... وكان شيخ الديار المصرية ف زمانه عمر زماناء 
وانتهت 
إليه الإمامة في قراءة ورش "©. "وكان شيخ الإقليم في القراءات في زمانه... ۳ وهو آخر 
أصحاب الأ ررق مرن (ت 307 0 


وطريقه عن الأزرق هي أشهر الطرق عن ورش عند المغاربةء وقد أسند ابن الجزري في 
النشر من كتبهم وغيرها من ستة عشر طريقا إلى ابن سيف وأسند الذهبي قراءته بها من 





' “في المطبوعة " قال اني" وهو تصحيف. 

2 - التمهيد لابن الجزري 63. 

.* - معرفة القراء الكبار 126/1. 

“ - غاية النهاية 445/1 ترجمة 1855. 

* - معرفة القراء 188/1 طبقة 7. 

؟ - غاية النهاية 402/2 ترجمة 3934. 

” - غاية النهاية 445/1 - ومعرفة القراء 188/1. 
* - النشر 109-108/1. 


106 


طريق ابن الفحام عي أحهد بن فيس عن آي عدي عن ابن سيف عن آي .يعقوب عن 


ورس 


أما أبو عمرو الداني فأسندها من طريقه في غير التيسير من كتبه الأخرى كجامع 
البيان والتمهيد. قال الشيخ مسعود بن جموع الفاسي في شرحه على الدرر اللوامع: 
"وبطريق الأول -ابن سيف- عن أبي يعقوب الرواية قال: وفي ذلك قلت: 
طريق عبد الله جا عن يوسف أزرقهم كذا أخذنا فاعرف. 0. 
ثانيا : إسماعيل النحاس : 


هو إسماعيل بن عبد الله بن عمرو بن سعيد بن عبد الله التجيبي المصري أبو 
الحسن النحاسء وريا قيل فيه "النحاس الأكبر" تييزا له عن أبى جعفر النحاس المصري (ت 
338( صاحب المؤلفات ف الوقف والابتداء وعلوم العربية. 

قرأ أبو الحسن النحاس على أبي يعقوب الأزرق. قال ابن الجرري: "شيخ مصر محقق 
ثقة كبير جليل» قرأ على الأزرق صاحب ورشء وهو أجل أصحابه"©. وقال الحافظ الذهبى: 

"أبو الحسن النحاس» مقرئ الديار المصرية» جود القرآن على أبى يعقوب الأزرق 
صاحب ورش» وتصدر للإقراء مدة فقرأ عليه خلق لإتقانه وتحريره ويصره بمقر!| ورشء وكان 
قد قرأ على الأزرق سبع عشرة ختمة. ۰ 

"وقرأ على عبد القوي بن كمونة ختمتين» وعلى عبد الصمد بن عبد الرحمن إلى 
سورة طه» وهما من أصحاب ورش» وكان يقرئ مبمکتبه وجامع عمرو بن العاص» وكف بصره 

١ 60. . 

پأخرة 60 

قلت: "وقرأ أيضا أو روى عن بعض أصحاب سقلاب بن شيبة» ومن طريقه روى 
كتاب نافع في "وقف التمام" وعلى روايته هذه اعتمد أبو جعفر النحاس في مؤلفه المسمى ب 
"القطع والائتناف" فقال في أول الكتاب: 

"كل ما قلنا فيه قال نافع» فإنا كتبناه عن أبى جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد بن 
هلال المقرئ يرويه عن إسماعيل بن عبد الله المقرئ وأشعث بن 0 عن أحمد بن محمد 


' - معرفة القراء 188/1. 

7 - أما التيسير فأسندها من طريق أبي الحسن النحاس. 

* -ينظر شرح المنتوري على الدرر اللوامع. 

“ - الروض الجامع في شرح الدرر اللوامع لمسعود جموع (مخطوط). 
* - غاية النهاية 165/1 ترجمة 770. 

“ - معرفة القراء 187/1 طبقة 7. 


107 


وقد اشتهرت رواية ورش من طريقه عن الأزرق اشتهارا واسعاء فهي المذكورة عند أبي 
عمرو الداني اليو ویره وا سدوا ابن الجزري في النشر من تسع عشرة طريقا أكثرها 
من مصنفات المغاربة“. 


وقد اسهم النحاس ف توطيد أركان مدرسة ورش ف مصر وإثراء مباحثها 5 هذه 
ألرواية بعدد من المؤلفات في أصول الأداء» نها "كتاب اللفظ" © و "يتاب الإماك" و 
"كتاب الأداء". 


موضع لوقف فى قوله ال فار مؤلاء" وها اء" فال إسماعيل النحاس في كتابه: 


كان أبو يعقوب صاحب ورش -يعني الأزرق حيقف على 0 "وقالوا مال" وأشباهه 
كما في المصحف, وكان عبد الصمد , يقف على "فما" ويطرح اللام".. توفي سنة 
بضع وكانين ومائت. © 0 


ثالثا : مواس بن سهل أبو القاسم المعافري المصري : 

قال ابن الجزري: "مقرئ مشهور ثقة» هو ابن أخت أبي الربيع الرشديني 

ا القراءة عرضا عن يونس بن عبد الأعلى وداود بن أبي طبية!2 0 وأبي يعقوب 
الأر زرق(3 “. قرأت خط القصاع في ترجمته: "كان ثقة ضابطا مشهورا في مشيخة المصربينء م 
يكن في طبقته مثله". 


,11( 





- ترجم له في بغية الوعاة 458/1 ترجمة 938 فقال: "أشعث بن سهل التجيبي المصري النحوي أبو المنصورء قال الداني: 
روى كتاب التمام لنافع بن أبي نعيم القارئ عن أحمد بن محمد المديني عن ابن شيبة عن نافع» وروى عنه إسماعيل بن 
عبد الله النحاس". 

* - القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس 99. 

ذ - التيسير 11-10. 

“ - النشر 108-106/1. 

3 - ينقل عنه الداني في جامع البيان وغيره -وبنظر "باب الامالة من شرح المنتوري على درر ابن بري. 

- ينظر النقل عنه في باب الامالة من الفجر الساطع. 

ا -ينظر في مصادر الداني في جامع البيان في دراسة للدكتور عبد المهيمن طحان بعنوان "الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع 
يها 96-95 
- يعني قوله تعالى "وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام..."سورة الفرقان الآية 7. 
” - النشر 147/2. 
- معرفة القراء 187/1 طبقة 7 حوغاية النهاية 165/1 ترجمة 770. حوحسن المحاضرة 208/1. 
- هو سلیمان بن داود -تقدم في أصحاب ورش-. 
*' - غاية النهاية 316/2 ترجمة 3670. 
“' - ذكر أخذه عنه في ترجمة يوسف الأزرق 402/2. 


10 
11 


108 


وقال أبو بكر الأصبهاني : " سار جماعة إلى يونس بن عبد الأعلى-وأنا حاضرهم- 
فسألوه أن يقرئهم القرآنء على قراءة نافع فامتنع, وقال : أحضروا مواسا ليقرأ فاستمعوا 
قراءته وهي لكم إجازة فقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره في أيام كثيرة» فسمعت قراءته 
لي 1 

رابعا : محمد بن سعيد الأغاطى المصري : 

قال ابن الجرري: "مقرئ متصدر جليل ضابط أخذ القراءة عرضا عن عبد الصمد 
بن عبد الرحمن صاحب ورش» وعن يوسف بن عمرو الأزرق» وهو من كبار أصحابهما ومن 
جل المضرين On,‏ 

وبعتبر الأغاطي من أهم أساتذة "المدرسة القيروانية" في رواية ورش كما سيأتي وعنه 
روى رائدها بإفريقية أبو عبد الله بن خيرون. 

خامسا : بكر بن سهل بن إسماعيل أبو محمد الدميا 

قال ابن الجزري: "إمام مشهور» قرأ على عبد الصمد صاحب ورش» وهو من كبار 
أصحابه» ©. وسيأتي ذكر بعض كبار الرواة عنه من المغارية وغيرهم. 





سادسا : عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة أبو القاسم المصري : 

"مقرئ ناقل مشهورء أخذ القراءة عرضا عن أبيه داود بن هارون..... قرأ عليه أبو 
بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وقال: قرأت على أبي القاسم بن داود بن أبي طيبة 
بالفسطاط ف داره وفي غير دارم إلا ف المسجد الجامع, فإنه لم يكن بقرئ ف الجامع, قرأت عليه 
من أول القرآن إلى سورة والمرسلات أو عبس وم يكن يزيد في اليوم على عشن آیات» وقد 
قرأت عليه أياما كثيرة خمس آيات كل بوم وسألته عن قراءنه عمن أخذها؟ فقال: قرأت 
على أبي» وقال ابن يونس. : توف سنة 73 0 

سابعا : حبيب بن إسحاق القرشي الدمياطي : 


"مصدرء قرأ على عبد الصمد وداود عن ورش قرأ عليه أبو يى زكرياء بن خيى 
لاسي وقد روى أبو عمرو الداني رواية ورش من طريقه ف جامع البيان» ومما ذكره 
عنه في باب "الراءات" منه قوله: 











أ - غاية النهاية 316/2 ترجمة 3670. 
2 - غاية النهاية 146/2 ترجمة 3036. 
3 - غاية النهاية 178/1 ترجمة 828. 

“ - غاية النهاية 368/1 ترجمة 1565. 
* - المصدر نفسه 202/1 ترجمة 931. 


109 


"وروی حبيب بن إسحاق عن داود عن ورش عن نافع "قرى قلاع "210 مفتوحة ف 
القراءة» مكسورة في الوقف» وكذلك "قرى مم نة"( وسحر مفتری» قال : ولم يأت به عن 
ورش نصا غیره". 

ثامنا : الفضل بن يعقوب بن زياد أبو العباس الحمراوي المصري : 

"روى القراءة عن عبد الصمد عن ورشء روى القراءة عنه أبو جعفر محمد بن عبد 
الرحمن الأصبهانى ومحمد بن جعفر العلاف. وأبو بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهانيء 
وروی ابن مجاهد عن الاصبهاني عن الحمراوي عن عبد الصمد عن ورش قال : "كان نافع 
يقرأ أولا "محياي" ساكنة الياءء ثم رجع إلى تحريكها بالنصب قال الداني : لم يرو هذا أحد 
عن عبد الصمد عن ورش غير الحمراوي. وخالفته الجماعة عنه"©. 

وقد روى الحمراوي القراءة أيضا عن داود بن أبي طيبة. 250 

تاسعا : أبو الأشعث اليزي : 


رق اد القراءة عرضا عن أصحاب ورش داود بن أبي طيبةء روى عنه القراءة 
محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني احج روات ورش غدل اغراق : 


عاشرا : عبيد بن محمد بن موسى أبو القاسم المؤذن البزاز المصري. يعرف ب 
"رجال" أو "۳ بو الرجال"» 
"أخذ القراءة عرضا. وسماعا عن داود بن بن اف طيبة عن ورش» وروى عن أحمد 
بن صالح» روى القراءة عنه أحمد بن محمد بن یی الصدفي7, مات ف و سنة 284 
"080 


- سورة سبأ الآية رقم 18. 

- سورة الحشر الآية 14. 

- شرح المنتوري على الدرر اللوامع نقلا عن أبي عمرو الداني . 

- غاية النهاية 12/2. ترجمة 2572. وما نسبه لابن مجاهد مذكور في السبعة 275 ولفظه" وروى ورش عن نافع أنه فتح 

ياء "محياي" بعدما أسكنها"". والظاهر أنه ذكره بالسند المذكور في غير كتاب السبعة. 

د - غاية النهاية 279/1. 
- غاية النهاية 173/1 ترجمة 813.. ويظهر أنه سقط من شيوخ أبي الأشعث ذكر عبد الصمدء وقد جاء على الصواب في 
ترجمة أبي المنذر الإمام "أنه قرأ على أبي الأشعث الجيزي صاحب داود وعبد الصمد -غاية النهاية 326/2. 

” - هو أبو الحسن المصري يعرف ببلغارية -ترجمته في غاية النهاية 133/1 ترجمة 619. 

8 - غاية النهاية 497/1 ترجمة 2066. 


1 
<2 
3 
4 


110 


حادي عشر : أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن التجيبى المصري : 
"روى القراءة عن يونس بن عبد الأعلى» روى القراءة عنه ابنه أسامة"00. 

كذا ذكر ابن الجزري نقلا عن جامع البيان» ولعل الصحيح "ابنه أحمد بن أسامة" 
كما ترجم لابنه أحمد فقال "روى القراءة عن أبيه عن يونس" ©. 


ثانى عشر: أبو عبيد الله الجيزي محمد بن ١‏ . سليمان | الأزدى مولاهى 





"روى القراءة عن يونس ورواها عنه جعفر بن محمد البزار وأبو العباس المطوعي 
وغيرهما" © 


"روى القراءة عن يونس» وروى القراءة عنه محمد بن إبراهيم بن علي بن زلدان في 


001 


. 09 

رابع عشر: السمان المصري : 

"والد أبي القاسم عبيد بن السمّان» قرأ على يونس» وعرض عليه ولده عبيد بسنده 

Srna, 

عن ورش .۰ 1 

خامس عشر : أبو المنذر إمام مسجد أصحاب مالك © 

"روى القراءة عن أبى الأشعث الجيزي : صاحب داود وعبد الصمد"2©. وقال 
الأندرابي: "قرأ على داود وعبد الصمد, وهما قرآ على ورش ". 


أ - غاية النهاية 165/1 ترجمة 719. 

* - غاية النهاية 38/1 ترجمة 156. 

- غاية النهاية 140/2 ترجمة 3003. 

“ - غاية النهاية 45/1 ترجمة 185. 

” - غاية النهاية في ترجمة ابنه عبيد 485/1 ترجمة 2061. 

“ - كذا عند ابن الجزري. "إمام مسجد أصحاب مالك", والصحيح "إمام مسجد مالك" والمراد بالك مالك بن شراحيل 
اولاني قال وكيع في "أخبار القضاة225/3": "ولي قضاء مصر في سنة 83, وهو صاحب مسجد مالك بفسطاط 


” - غاية النهاية 326/2 ترجمة 3712. 
* - كتاب قراءات القراء المعروفين للأندرابى 53-52. 


111 





"قرأ على أحمد بن صالح» وسمع الروف من جيى بن سليمان الجعفي عن أبي بكر 
بن عياش قرأ عليه جماعة". 

رواد رواية ورش من المغاربة ممن أخذوا عن أصحاب ورش : (الطبقة الأولى). 

وشد الرحال إلى رجال "المدرسة المصرية" جمهور من أعلام "المدرسة التأسيسية" 
ف هذه الرواية من أهل افريقية والأندلس» فكان منهم: 

-أبو عبد الله محمد بن وضاح بن بزيع الأندلسي القرطبي : 

"زوق القراءة “عن عبد الصمد جن عبد الرحمق عن ورش وله ةة" 
وسياني التعريف به في المدارس التأسيسية في البلاد الأندلسية. 


-أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن بازي» يعرف بابن القزاز الأند 





"قرأ على عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش» وسمع منه كتابه الذي جمعه 
في قراءة نافع وحمزة"©. وسياتي مزيد من التعريف به في رواد هذه الرواية بالأندلس بعون 
الله. 





-مطرف بن عبد الرحمن بن الفرج 
ويقال فيه أيضا "مطرف بن قيس بن عبد الرحمن" 


"قرأ على داود بن اف طيبة ومواس بن سهل» وسمع من يونس الحروف عن 
(4M .‏ 
ورس 5 


-عبد الرحمن بن أحمد القيروانى : 


"روى القراءة عن داود بن أن طيبة .*" 60 





من شيوخ القيروان. قرأ على يونس بن عبد الأعلى؛ وقرأ عليه الإمام أبو عبد الله بن 
سفيان صاحب كتاب "الهادي ف القراعانت"50 


' -غاية النهاية 109/10 ترجمة 502. 
* - غاية النهاية 275/2 ترجمة 3518. 
3 - غاية النهاية 23/1 ترجمة 3614. 
* - غاية النهاية 300/2 ترجمة 3614. 
د - غاية النهاية 364/1 ترجمة 1555. 
° - غاية النهاية 32/2 ترجمة 2630. 


112 


-يعقوب بن سعيد الهواري : 

من شيوخ القيروان أنه قرا على يرقو وةا غلية أب غيد الله بن سيان" . 

- أهم الطرق المصرية عن أصحاب أصحاب ورش من أعلام مدرسته: (الطبقة الثانية) 
- أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد هلال الأزدي المصري 

قال الحافظ الذهبي: "أحد الأئمة القراء بمصرء قرأ على أبيه علي إسماعيل بن 


عبد الله النحاس» وسمع الحروف من بكر بن سهل الدمياطي» ونصدر للإقراء "2 '. وقال ابن 
الجزري: 


"أستاذ كبير محقق ضابط قرأ على أبيه....وذكر مثل ما ذكره الذهبي» ثم ذكر وفاته 
سنة 310©, 

-أبو جعفر بن أسامة : 

ل بن أسامة بن عبد ل 
الات و القراءة . عن أبيه عن يونس بن عبد الأعلى عن ورش» وكان عارفا بها 
ق "0. 


قرأ عليه جماعة من المصريين والمغاربة» وطريقه عن الاين عن الأزرق معتمدة عند 
ني في التي (S5)n‏ > وتوفي سنة 2342 وقد بلغ مائة وعشر سنين Or,‏ 


-أحمد 10 
هو ا تخل بن اس الرجاء أبو بكر المصري» من حذاق رواية ورش» قرأ على إسماعيل 


النحاس» وکان خد الطرق عنه عن الأزرق عن ورش قال ابن الجرري: "روى القراءة عله 


خلف بن إبراهيم “شيخ أي عمرو الداني سنة 340ه, وذكر أنه توفي سنة ثلاث وأربعين وله 


مائة وثلاث عشرة سنة ا 





أ - المصدر نفسه 390/2. ترجمة 389. 

2 - معرفة القراء الكبار 218/1 طبقة 8. 

3 - غاية النهاية 75-74/1 ترجمة 333. 

“ - غاية النهاية 38/1 ترجمة 156. 

* - التيسير 11-10. 

6 - غاية النهاية 38/1 ونقل عن الذهبي عن أبي القاسم بن الطحان أنه توفي سنة 356 قال "وكأن هذا أصح". 
7 - غاية النهاية 115/1 ترجمة 528. 


113 


-محمد بن إبراهيم الأهناسي أبو عبد الله الطائى : 

"نزل بغداد وأقرأ بهاء أخذ القراءة عرضا عن إسماعيل بن عبد الله النحاس» وأبي 
بكر بن سيف ومواس بن سهل ويونس بن عبد الأعلى...وطريقه عن النحاس من أهم الطرق 
المشرقية العراقية. 

- أبو على الحمراوي المصري : 

اسدفة ضيف :قرأ على إسماعيل النحاس» وقرأ عليه إسماعيل بن محمد© المهري 
شيخ حمد بن سفيان"60, 

-الخياط الأعسر : 

أحمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو جعفر المقرئ الخياط المعروف ب "الأعسر": 

"قرا على إسماعيل بن عبد الله اتخاس وهو ن حدق امعان بغ ع 
بن حميد القباب» وبحمد بن عبد الله" الأنغاطيء وأبو سلمة المحمراوي. 





وطريقه عن النحاس من أهم الطرق عنه» وهي مسندة عند ابن الجزري ف النشر ©. 
-أحمد بن محمد أبو العباس القباب : 


قال ابن الجزري: "مقرئ بحرف ورش, قرأ على إسماعيل بن عبد الله النحاس» قرأ 
عليه محمد بن عبد الله المقرئ. 


-علي بن أبي رصاصة : 


"روى القراءة عن إسماعيل النحاس» عرض عليه أحمد بن عبد الله الخياط " ©. 








' - غاية النهاية 49-48/2 ترجمة 2693 

7 - كذا ذكر هنا ابن الجزري » وصحح في ترجمة إسماعيل أنه إسماعيل بن أحمد, فقال في الغاية 169/1 "إسماعيل بن 
محمد المهري...قال: "وصوابه إسماعيل بن أحمد, وترجم له بهذا في 162-161/1. 

* - غاية النهاية 359/2 ترجمة 3801. 

5 - لعل الصواب ما في غاية النهاية 93/2 "محمد بن أحمد أبو عبد الله الأفاطي" 

* - غاية النهاية 39-38/1 ترجمة 157. 

° - هي الطريق الثانية عن النحاس - النشر 106/1. 

* - غاية النهاية 34/1 ترجمة 626. والمراد بمحمد بن عبد الله أبو عبد الله المعافري المصري "قيم برواية ورشء أخذ القراءة 
عرضا عن أبي بكر محمد بن حميد القباب وأبي العباس أحمد القباب...بنظر بقية ما ذكره الداني في تحقيق اسمه والمراد 
به. غاية النهاية 189-188/2 ترجمة 3193. 

8 - غاية النهاية 287/1 ترجمة 1278 والمراد بالخياط أبو محمد الخياط المصري. مقرئ بحرف ورش أخذ عنه قراءة خلف بن 
إبراهيم -شيخ أبي عمرو الداني - سنة 340. غاية النهاية 76-75/1 ترجمة 338. ش 


114 


: بن سعيد أبو جعفر الخولانى المصري : 





قال ف الغاية : 


"أحد الحذاق : سماه بعضهم أحمد., قرأ على أحمد بن هلال وإسماعيل بن عبد 
الله النحاس» والقاسم بن محمد بن عامر") روى القراءة عنه عمر بن محمد بن عراك” وقال: 
سمعت حمدان بن عون يقول : قرأت على ابن هلال ثلامائة ختمةء ثم أتى بي إلى إسماعيل 
النحاس فقال: هذا تلميذي وقد قرأ على وجودء فخذ عليه فأخذ على وقرأت ختمتين - 
يعني جود فيهما وحقق-» قال الداني: توفي حول سنة 9"340©. ّ 


-عبيد بن السمان أبو القاسم المصري : 

"أخذ القراءة عرضا عن أبيه عن يونس بن عبد الأعلى عن ورشء وروى القراءة 
عرضا عن جماعة من المصريين» قال أبو عمرو الدانى : 

"كان يأخذ أخذا شديدا على مذهب "المتقدمين من أصحاب ورش". وكان شيخا 
صالحاء روى القراءة عنه جماعة من المصريين وغبرهم دوق صن سول س 380 ف 

قال ابن الجزري تعقيبا على ما ذكره الدانى: "يشير "بالأخذ الشديد" إلى المد 
المفرط على الهمز قبل حرف المد وبعده وإلى التحقيق البالغ"©. 


"هو ا بن إبراهيم بن جامع السكري أبو العباس المصري» روى القراءة عن بكر 
0 062 
بعد سنة 340ه /. 


-بحيى بن مطير الظهراوي المصري : 


من أعلام مدرسة ورش ف مصرء وهو عم قسيم بن أ خمد بن مطبر» روى القراءة 
عرضا عن محمد بن سلمة العثماني؛ روى القراءة عنه عرضا إسماعيل بن عمرو بن راشد 
اذاف ال" 


' - هو القاسم بن محمد بن عامر أبو محمد القيسي المكي المقرئ بمكة, قرأ على يونس بن عبد الأعلى عن ورش قرأ عليه 
حمدان بن عون بمكة بالمسجد الحرام. "غاية النهاية 24/2 ترجمة 2604. 

* - سياتي في مشيخة المصربين. 

3 - هذه العبارة من مصطلحات القراء؛ وتعني "استمع إليه وهو يعرض عليك". 

“ - نقله ابن الجزري في غاية النهاية 260/1 نرجمة 1178. 

” - غاية النهاية 495/1 ترجمة 2060. 

° - نفس المصدر والصفحة والجزء. 

7 - غاية النهاية 35/1 ترجمة 141. 


115 


-أبو القاسم الظهراوي : 

"هو قسيم بن أحمد بن مطير أبو القاسم الظهراوي المصري سبط الظهراويء مقرئ 
مصري من ساكنى بلبيس المصرية. مقرئ ضابط مشهورء قرأ على جده لأمه : عبد الله بن عبد 
الرحمن, ويقال محمد بن عبد الرحمن الظهراوي: صاحب أبي بكر بن شيف" 

"قرأ عليه عبد الباقى بن فارس» وأحمد بن محمد الصقلى» وعمر بن عراك 
وإسماعيل بن عمرو بن راشد.. 

قال الداني: "كان ضابطا لرواية ورش يقصد فيها وتؤخذ عنه. وكان خيرا فاضلاء 
سمعت فارس بن أحمد يثني عليه وكان يقرئ في موضعه اذ كنت بمصر سنة 397ه وتوقىي 
سنة مان أو تسع وانسعين"00. ْ 

-محمد بن عبد الله أبو بكر المعافري المصري : 

"بجود قيم برواية ورش» أخذ القراءة عرضا عن أبي بكر محمد بن حميد القباب» 
وأبي العباس أحمد بن محمد القباب -قال ابن الجزري-: كذا أسنده الداني في جامعه. ورأيته 
في نسختي كذلك, قرأ عليه خلف ب بن إبراهيم خمس عشرة ختمة» وسعيد بن عبد العزيز 
الثغري 00 ومات بسر سنة 0360 


هم الطرق المغربية عن أصحاب أصحاب ورش من هذه المنطقة- 
(الطبقة 7 


االافعوين حصا -- : 


EL 





- هو راوي قصة رحلة ورش عن أبيه سلمة كما أسلفنا. وهو من الرواة عن يونس بن عبد الأعلى. 

- غاية النهاية 379/2 ترجمة 3866. 

- غاية النهاية 27/2 ترجمة 2613. 

- غاية النهاية 189/2 ترجمة 3193. ومعرفة القراء الكبار 262/1 طبقة 8. 

- سماه في التكملة إبراهيم بن حمدان بن عبد الله وزاد أنه سمع اروف من علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد - التكملة 
1 . ترجمة 331. - وغاية النهاية 13/1 ترجمة 42. 


سم انع پا جب يى 


116 





"أخذ القراءة عرضا عن أبي بكر بن سيف وإسماعيل النحاس ومحمد بن سعيد 
الأغاطي و محمد © وسيأتي الحديث عنه بتفصيل باعتباره مؤسس "المدرسة 
التأسيسية" الأولى في قراءة نافع بالقيروان. 


-ربيع بن سليمان القطان القيرواني : 

"من فقهاء القيروان, كان عالما بالقرآن وقراءته وتفسيره ومعانيه...وله رحلة إلى 
مصر والحجاز حج فيها وروى عن المشايخ» ومن شيوخه بمصر أبو عبيد الله الجيزي محمد بن 
الربيع بن سليمان الأزدي المصري الآنف الذكر في الرواة عن يونس» وروى أيضا عن أحمد بن 
محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد الرشديني أي جعفر -الآنف الذكر في أصحاب أحمد 
بن صالح - وأخذ عن غيرهماء وكانت رحلته سنة 4©. 


-مطرف بن عبد ال بار القرطبي : 


ذكره ابن الأبار وقال: "من أهل قرطبة» ذكره الرازي ف المقرئين وقال: قرأ على 
النحاس بمصر, -فيما زعم ابنه عبد الجبار- وتوفي سنة 334ه"©. 


"من ا مدرسة ورش في الأندلس» مقرئ متصدر رحل إلى مصر فعرض على بكر 
بن سهل اللاي وحبيب بن إسحاق القرشي ومواس بن سهل وأحمد بن إسماعيل التجيبي 
سيسات اعسات اك ولنا عودة إلى ذكر مزيد من التعريف به وبيان أثره في القراءة 
بالأندلس في زمنه بعون الله. 


-سعيد بن جابر بن موسى الكلاعي : 
"من أهل أشبيلية» يكنى أباإسحاق» قرأ بمصر على أحمد بن سعيد© وأحمد بن 
هلال » وأبي بكر القباب. توفي سنة 0324© . 


' - غاية النهاية 217/2 ترجمة 3314 - والمراد بعبيد بن محمد أبو القاسم المؤذن البزاز المصري يعرف ب "رجّال" أو "أبو 
الرجال"ء وقد تقدم في الآ خذين عن داود وأحمد بن صالح صاحبي ورش. 

* - ترجم له عياض في ترتيب المدارك 310/5. 

* - التكملة 707/2 ترجمة 1795. 

“ - ترجمته في غاية النهاية 294/1 ترجمة 1295. 

* - المراد أبو بكر بن سيف صاحب أبي يعقوب الأزرق أو محمد بن سعيد الأغاطي من أصحاب الأزرق. 

“ - تقدم في أصحاب إسماعيل النحاس. 

7 - هو محمد بن حميد القباب من أصحاب إسماعيل النحاس -ترجمته في غاية النهاية 136/2 ترجمة 2985. 

* - تاريخ علماء الأندلس 318/1 ترجمة 537. 


117 


-أغلب بن عبد الله بن منويل الطليطلي: 

هو محمد بن عبد الجبار الطليطلى: قال ابن الأبار في ترجمة أغلب: 

"رحل إلى المشرق وقرأ بمصر على إسماعيل بن عبد الله النحاس هو وجاره محمد 
بن عبد ال بار الطليطليء وعاد إلى بلده فأقرأ القرآن, وكان عالما بحرف نافع» وتوفي سنة 
8. ذكرهما الرازي وقال: "كان محمد بن خيرون الأ لبيري صاحبهما عند النحاس "". 

-أ كابر أساتذة "المدرسة المصرية" بعد الرواة عن أصحاب أصحاب ورش (الطبقة 
الثالثة) 

ومن عمداء "مدرسة ورش" من المصريين من أصحاب أصحاب ورش وأصحاب 


-أبو عدي بن الإمام : 

هو أبو عدي عبد العزيز بن علي بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن الفرج المصري 
المعروف ب "ابن الإمام" وب "ابن الفرج" شيخ القراء ومسندهم بمصر. أخذ القراءة عرضا 
إبراهيم بن حمدان بن عبد الصمد الأندلسي من أصحاب النحاس عن على بن عبد العزيز 
عن أبي عبيد القاسم بن سلام» وعن النحاس عن الأزرق عن ورش. 

"مقرئ محدث متصدر ضابط» شيخ القراء ومسندهم بكصرء وكان شيخا ورعا 
صدوقا... ثم ذكر مشاهير الرواة عنه وقال: وآخر من قرأ عليه موتا أحمد بن نفيس ‏ شيخ 
ابن الفحام-, فلأجل ذلك كانت رواية ورش من هذه الطريق في التجريد أعلى ما يوجد عن 
ورش» مات في عاشر ربيع الأول سنة 381ه. وقال أبو عمرو الحافظ سنة 380, وقال غيره 
سنة 379م . 


ابن عراك : 


هو أبو حفص عمر بن محمد بن عراك بن محمد الحضرمي المصري الإمام المقرئ» قال 
في الغاية : 


' - التكملة لابن الأبار 211/1 ترجمة 560. 
2 - كتاب التجريد في القراءات السبع لابن الفحام الصقلي سيأتي في "المدرسة القيروانية" وامتداداتها. 
7 - غاية النهاية 395-394/1 ترجمة 1680. 


118 


"أستاذ في قراءة ورش» عرض على حمدان بن عون وعبد عدي ك وتسيم 
بن مطيرء وأبي غانم المظفر بن أحمدء ومد بن جعفر العلاف”» وسمع الحروف من أحمد 
بن مهد ين زكريا الضدق > وأحعد بن إبراهيم بن جامع» والحسن بن أبي. اسن 
العسكري.... وكان يقول: "أنا كنت السبب في تأليف أبي جعفر الاين "كتاب 


اللامات". کان إمام جامع مصر» توفي عكصر سنة 388 ادق 
-أبو غانم المظة 
"هو عامر المظفر بن أحمد بن حمدان أبو غانم المصري المقرئ النحوي©, قال 


الداني: 


"أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن هلال» وهو أجل أصحابه وأضبطهم للقراءة 
وسمع المروف من موسى بن أحمد عن ابن مجاهد" . 

آلف كتابا ف اختلاف السيعة, وقد e‏ کتابه 0 ضا وغيرهاء وقد رواه شيخ 
المصنفة في القراءات ا ا الل فين بن اف 21100 


وقد كان لأبي غانم في رواية ورش اختيارات لعله ضمنها كتابه المذكورء ومنها ما 
ذكره الداني في باب البسملة من كتاب "التمهيد في قراءة نافع" قال المنتوري في شرحه على 
أرجوزة ابن بري نقلا عن الكتاب المذ كور: 

"وقد كان أبو غانم المظفر بن أحمد المقرئ -فيما أخبرنا به فارس بن أحمد عن 
عمر بن محمد . المقرئ عنه -يختار في رواية أبي يعقوب عن ورش الفصل بين السورتين باسم 
الله الرحمن الرحيم في جميع القرآن, وبذلك كان يأخذ على أصحابه. وبه كان يأخذ محمد 
بن علي الأذفوي”-رحمه الله- اقتداء بأبي غانم في ذلك"09. 


' - هو أبو الفضل المصري, أخذ القراءة عرضا عن محمد بن سعيد الأغاطى -صاحب الأزرق وعبد الصمد ترجمته في غاية 
النهاية 466/1 ترجمة 1942. ١‏ 

* - هو أبو طاهر العلاف. روى القراءة عن الفضل بن يعقوب الحمراوي - صاحب عبد الصمد -عن ورش..."- ترجمته في 

غاية النهاية 112/2 ترجمة 2903. 

- تقدم أنه يعرف ببلغاربة. 

- غاية النهاية 597/1 ترجمة 2431. 

- حسن المحاضرة 208/1 

سغاية النهاية 301/2 ترجمة 3618. -ومعرفة القراء الكبار 230/1. طبقة 8. 

- ينظر ذلك في معرفة القراء الكبار 492/.2 

* - هو ابن عراك الحضرمي المتقدم. 

9 - سيأتي في الطبقة الموالية. 

'' - تقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع. 


فا طط ها ي ل 


119 


-عتيق بن ما شاء الله : 
ومن أصحاب ابن هلال أيضا أبو بكر عتيق بن ما شاء الله محمد المصري الغسال. 


"زوق القراءة عن أحمن بن هلال -صاحب النحاس- ف سنة 295م وروی القراءة 
عنه أبو الطيب بن غلبون وابنه أبو الحسن طاهر"ء قال الداني: توفي في عشر الستين 
"0 
وثلاقائة 


ومن روايته عن ابن هلال ما ذكره أبو عمرو الداني في "جامع البيان" وغيره قال: 

حدثنا ابن غلبون عن عتيق بن ما شاء الله أنه قرأ على أبي جعفر بن هلال في رواية ورش 

"روا"©. بغير همز فى الوصل وبالهمز في الوقف+ قال: وكذلك زوى ابن شنبوذ2...عن 
النحاس عن أبي يعقوب ويونس جميعا عن ورش"©. 


- ابن أبي الأصبغ بن منير : 

ومن أكابر أصحاب ابن هلال محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن منير الحراني ابن أ 
الأصبغ 0 جامع الفسطاط بهاء قال أبو عمرو الداني: 

"روى اروف عن عبد الله بن e:‏ 2 > والقراءة عن أحمد بن هلال» وكان ذا فقه 
على مذهب مالك -رحمه الله- ورواية للحديث "مات في شوال سنة 339م بير ". 


- عبد الرحمن بن يوسف : 

ومن أصحاب ابن هلال أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف المصري نزيل مكة المكرمة. 
قال ابن الجرري: 

"روى القراءة عرضا وسماعا عن أحمد بن عبد الله بن هلال» روى القراءة عنه 


سماعا أبو طالب الفضل بن مؤمل المصري” أحد شيوخ أبي عمرو الداني » وعلي بن محمد 
الخبازي29!), وكان متصدرا ماهرا". 


' - سياتي ذكر أبي الطيب وابنه طاهر في روافد مدرسة ورش من "المدرسة الشامية". 
2 - غاية النهاية 500/1 ترجمة 2081. 
- هو طاهر بن عبد المنعم بن غلبون وسيأتي. 
“ - يعني قوله تعالى في سورة القصص: "فأرسله معي ردا يصدقني إني أخاف أن يكذبون" . 
ˆ - هو أبو الحسن بن شنبوذ سيأتي في امتدادات مدرسة ورش في المدرسة العراقية. 
° - نقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع عند ذكر تقل الحركة إلى الساكن قبل الهمز. 
7 - هو المعروف بطبارة من أصحاب قالون من نزلاء مصر -وسيأتي. 
* -ترجمته في معرفة القراء 242/1 طبقة 7 - وغاية النهاية 68/2 ترجمة 27 42 حترتيب المدارك 65-5. 
* - لم يترجم له ابن الجزري في الغاية -فيما استقرأت-. وسيأتي في مشيخة الداني بعون الله. 
- نزيل نيسابور وشيخها توفي بها سنة 398. - ترجم له في غاية النهاية 578-577/1 ترجمة 2342. 


120 


الطبقة الرابعة من رجال "المدرسة المصرية" المحلية 


ومن أساطين مدرسة ورش في مصر من رجال الطبقة الرابعة وربما انتمى بعضهم إلى ما 
قبلها -وهي آخر طبقة مثلت عصر الازدهار من تاريخ الرواية بمصر : 


أبو القاسم الخاقانر : 

هو خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان الخاقاني المصري 
الأستاذ الضابط في قراءة نافع قال الحافظ الذهبى: أحد الحذاق في را ورش قرأ “على 
أحمد بن أسامة التجيبي وأحمد بن أبي الرجاء ومحمد بن عبد الله المعافري وأبي سلمة 
الا" 

"وروى القراءة عن محمد بن عبد الله بن أشن وأحمد بن محمد المكى 

1 5 

الحسن بن رشيقء وعبد العزيز بن علي - 

"وقال الدانى في طبقاته 1" 

"كان ضابطا لقراءة ورش متقنا لهاء مجودا مشهورا بالفضل والنسك» واسع الروايةء 
صادق اللهجة؛ كتبنا عنه الكثير من القراءات والحديث والفقه. سمعته يقول: "كتبت العلم 


ثلا ٿين سنة» وذهب بصره ثم عاد إليهء وكان يؤم كسجده) مات بكصر سنة 402م وهو ف 
()n‏ 


(4) 
¢ 


ولنا عودة -بإذن الله- إلى بیان جانب مما استفاده منه أبو عمرو الداني من روايات 


ابر محفوظ الجيزي : 





ومن رجال هذه الطبقة ومشيخة رواية ورش أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عمر بن 
محفوظ اليزي المصري القاضي. "روى القراءة عن أبي الفتح بن بده قراءة وعرضا وأحمد 
أ - غاية النهاية 382/1 ترجمة 1627. 
2 -تقدم التعريف بالا ربعة ف الآ خذين عن أصحاب ورش. ` وما ذكره الذهبي من كتاب معرفة القراء 1-. 
3 - من روافد مدرسة ورش من "المدرسة العراقية" سيأتي في الفصل التالي. 
“ - لم أقف على المراد به. 
“هق أبق محمد المصري "مشهور عالي السند روى الحروف عن الإمام أحمد بن شعيب النسائي عن السوسيء ورواها عنه 
عبد الجبار الطرسوسي وخلف بن إبراهيم" ترجمته في غاية النهاية 212/1 ترجمة 973. 
6 - هو أبو عدي بن الإمام -الآنف الذكر. 
7 - غاية النهاية 271/1 ترجمة 1228. 
* - من رجال المدرسة العراقية من روافد مدرسة ورش -سيأتي-. 


121 


بن إبراهيم بن محمد بن جامع 00 واحمد بن سليمان©) واحمد بن يهراد© ومحمد بن أحمد 
4 

بن عبد العزيز بن منير. 

"روى القراءة عنه أبو عمرو المحافظ وقال: قرأت عليه وشيخنا أبو الفت. يسمع 
توفي بمصر سنة 399م . 

5 الأذفوى : 

ومن أكابر رجال "مدرسة ورش" وأساطين علوم العربية وتوجيه القراءات في مصر في 
المائة الرابعة: 

أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأذفوي -نسبة إلى "أذفو" قرية من الصعيد مما 
يلي أسوان بمصر. 

"قرأ القرآن على أبي غانم المظفر بن أحمدء وسمع المروف من أحمد بن إبراهيم بن 

5 1 7 8 

جامع. ومن سعيد بن السك( ٤‏ ولزم ابا جعفر النحاس وحمل عله کتبه» وبرع ف علوم 
القرآن» وکان سید أهل عصره بمصره" 

قال أبو عمرو الداني: "انفرد أبو بكر بالإمامة في وقته في قراءة نافع» مع سعة علمه 
وبراعة فهمه. روى القراءة عنه جماعة من الأكابر. منهم محمد بن الحسن بن النعمان©, 
وشيخنا الحسن بن سليمان"» وعاش ثلاثا وثانين سنة". 

وذكر ابن الجزري فيمن أل القراءة عنه عبد الجبار بن أحمد الظرو ن وابئه 
أبا القاسم أحمد بن أبي بكر الأذفوي02, وعتبة بن عبد الملك بن عاصم الأندلسى 
العثماني» وأبا الفضل محمد بن جعفر بن عبد الكريم الخزاعي الجرجائر 04 





- هو أبو العباس السكري حتقدم التعريف به. 

- هو أحمد بن سليمان بن إسماعيل بن زبان الطيب الدمشقى (337-215ه) غاية النهاية 59/1. 
- هو أبو الحسن الفارسي -سيأتي في المدرسة العراقية. 

- هو ابن أبي الأصبغ -تقدم-. 1 

- هو فارس بن أحمد شيخ الداني -سيأتي في روافد مدرسة ورش من "المدرسة الشامية". 
- غاية النهاية 126/1 ترجمة 586. 

- معرفة القراء 284/1 وغاية النهاية 198/2. 

* - لم أقف على اسمه في القراء. 

" - سيأتي في المتصدرين بقرطبة 

ت سيا تي في روافد المدرسة المصرية . 

11 - سيأتي في روافد المدرسة من المدرسة الشامية. 

*! - ترجمته في غاية النهاية 124/1 ترجمة 571. 

- سياطي في أصحاب الرحلات العلمية من الأندلسيين . 

- هو صاحب كتاب " المنتهى" في الخمسة عشر حتقدم التعريف به. 


1 
2 
3 
4 
5 
6 
7 


13 


4 


122 


ألف كتاب "الاستغناء" في علوم القرآن في مائة وعشرين مجلداء وتوفي بمصر سنة 
08 
ھے . 


-أحمد بر هاشم (: تاج الأئمة) : 

هو أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري يعرف بتاج الأئمة» قرأ لورش على 
عمر بن عراك, وأبي عدي بن عبد العزيز الإما» وقرأ بالروايات على أبي الطيب بن غلبون 
وأبي الحسين علي بن محمد بن إسحاق الخلبي, والحسن بن سليمان الأنطاكي وعبد 
الرحمن بن عمر بن محمد النحاس ال ام ع ع ا 

بن جامع. ..وله شيوخ آخرون من المصريين والبغداديين وغيرهم» وله رحلة إلى الأندلس أخذ 

فيها عنه أبو عمر الطلمنكي وغيره -كما سيأتي في موضعه من البحث -: وروی عنه من 
الأئمة أبو القاسم يوسف بن جبارة الهذلي -صاحب الكامل في القراءات"ء وأبو عبد الله بن 
شريح -صاحب الكافي ا "» وأبو القاسم بن الفحام -صاحب التجريد في القراءات- 
وغیرهم» وتنوف سنة 445 


ا الان بن فس 


هو أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس المصري الطرابلسي الأصل» آخر 
الأكمة العتيرين والأسناتذة الصا طن من 1 "المدرسة المصرية" قال الحافظ 0 


علو الإسناد, ۴ على أبي عدي عبد ع م 0 
بن عبد الله السامر ي وعلى أبي طاهر الأنطاكر © وعبد المنعم بن غلبون.' 
1 عليه اوقا بن جبارة 10 وابن اا الصقلي وابن 0 وعبد الله بن 





- ترجمته في معرفة القراء 284/1 وغاية النهاية 199-2 ترجمة 3240. 
- هو علي بن محمد بن إسحاق أبو الحسين الحلبي القاضي المعدل من أصحاب ابن مجاهد البغدادي ترجمته في غاية النهاية 
1 ترجمة 2306. 
<١ 1‏ سيأتي في روافد مدرسة ورش. 
: عبني في شيوخ أبي عمرو الداني . 
- ترجمته في معرفة القراء 325/1 طبقة 9 ترجمة 35 - وغاية النهاية 90-89/1 ترجمة 403. 
° - معرفة القراء 335/1 
7 - سيأتى في روافد المدرسة من "المدرسة العراقية" 
عمد بن الحسن سيأتي في "المدرسة الشامية". 
- هو أبو علي صاحب تلخيص العبارات ”سيأ تي-. 
- سياطي في المدرسة القيروانية. 
eRe. 11‏ 


123 


ومحمد بن صبيح“ وعبد الوهاب ن محمد القرطبي“ وعتيق بن محمد“ وعلي ين خلف 
العبسي ومحمد بن عتيق القيروانى وموسى بن الحسين بن إسماعيل المعدل وخمد 

المفرج عي ا الصدۇ ®2 ومد بن أبي داود الفارسي19) ومحمد بن بک 
الات 0 وقيل إن أبا عمرو الداني أخذ عنه» وعمر حتى قارب المائةء توفي في رجب سنة 
3 


وبوفاته ينتهي العهد المشرق من تاربخ المدرسة المصرية في رواية ورش» ليتراجع فيها 
المد لصالح المتصدرين فيها من الواردين عليها وخصوصا من الأقطار المغربية من أمثال أبي 
الطاهر "صاحب العنوان في القراءات", وأبي ا بن الفحام "صاحب التجريد" وأبي 
علي بن بليمة "صاحب تلخيص العبارات ف القراءات" وسواهم. 


ومن الطريف أن سنة وفاة ابن نفيس (453ه) تقع من تاريخ دخول روابة ورش إلى 
مصر سنة 155ه أعني تاربخ رحلة ورش إلى المدينة للعرض على نافع بن أبي نعيم ”على 
نحو من ثلاعائة سنةء كما تقع من وفاة ورش على خو قرنين ونصف لوفاة ورش سنة 197ه 
ومع هذا فالوسائط بين بين أبن نفيس وبينه ثلاثة فقطء فهو يروي عن ابي عدي عن أبي بكر بن 
سيف عن أبي يعقوب الأزرق عن ورش. ولهذا كان في آخر حيانه أعلى أهل زمانه سندا فيها 
على الإطلاق» فقصده الطلاب فيها من الآفاقء ولذلك كانت الطرق عنه في تجريد ابن الفحام 
وغيره أعلى طرق القراءة. 

ذلك هو المستار الذي سارت عبره المدرسة المحلية في رواية ورش اقتصرنا في رسم معالمه 
على ذكر أئمة الأعلام؛ وم نتتبع الامتدادات التي امتدت من مصر إلى الآفاق بهذه الرواية, 
أو الروافد التي أمدتها من خارجها وكان لها أثرها الواسع ف توسيع نشاطها وإثراء 
مباحثها وتلقيحها بالجديد الوافد من مدارس الأمصارء وتتميما منا لما تعهدنا به أول الفصل 
من محاولة لتقديم المدرسة ووضعها ضمن المسار التاريخي الذي مرت منه مصر قبل أن يتحول 





* - لعله عمد بن مسيح ترجعه في غاية النهاية 187/2. 
ˆ - سياطي في "مدارس الأقطاب" بالأندلس. 

1 - هو الروداني وسيأتي في المدرسة القيروانية. 

' - سيأتي في أصحاب الرحلات العلمية من الأندلسيين. 

: - سيأتي في المدرسة القيروانية. 

” - أستاذ من أهل مصر وألف كتاب الروضة -ترجمته في غاية النهاية 318/2. 

5 - سيأتي في أصحاب مكي. 

* - ترجمته في غاية النهاية 399/1 ترجمة 1697.. 

'! - ترجمته في غاية النهاية 139/2. ترجمة 3000. 

'! - سيأتي في أصحاب الرحلات العلمية من القيروانيين. 

2 - معرفة القراء 335/1. -وغاية النهاية 56/1 -57 ترجمة 243. 


124 


مركز الثقل في رواية ورش إلى الأقطار المغربيةء نعقد هذا الفصل لتتبع تلك الامتدادات من 
خلال الطرق المشهورة المتفرعة عن "المدرسة". ثم نعززها بالحديث عن "الروافد" المشرقية 
القوية التى استفادت منهاء وعلى الأخص في المائة الرابعة فأمدتها بنفس جديد جعل منها 
ملتقى لعامة الا تجاهات الأصولية في القراءات. 


125 


الفصل الرابع : 
امتدادات مرسة ورش في الأمصار وأهم 
روافدها في مصر في عصر الازدهار. 

ظلت بلاد مصر -كما أسلفنا- منذ أول الفتح تستقبل الأفواج بعد الأخرى من 
علماء الأمصار والجهات الإسلامية مفيدين ومستفيدين» وكان موقعها باعتبارها البوابة 
المفتوحة على ما وراءها من الأقطار المغربية والإفريقية جعلها تستقبل الغادي والرائح من هذه 
الجهات وإليهاء وعلى الأخص بعد امتداد الفتوحات إلى البلاد الأندلسية واستبحار عمران 
إفربقية والقيروان التي أصبحت قاعدة الجناح الغربي من ديار الاسلام وفي غمار ما كان 
يعبرها من تلك الأفواج أو يفد عليها بقصد المقام, كانت تستفيد من دخول بعض حملة 
القراءات مقيمين أو عابرين» فكانت تفتح صدرها لإيوائهم أو استضافتهم بحسب الالء الأمر 
الذي أفادها إفادات لا تقدر. وأغنى المحركة العلمية فيها ب "أطر" رفيعة في عامة المعارف 
والعلوم الإسلامية منذ افتتاحها. وإنشاء مركزها الإداري, وأعنى به مدينة "الفسطاط" حيث 
نبتت "مدرسة ورش' ' وأينعت وآ نت أكلها. 

ولقد كان دخول تلك "الأطر" العلمية والتعليمية خاضعا لعوامل مختلفة, من أهمها 
المناخ السياسي السائد بها أو بغيرهاء آذ كانت تتردد بين التبعية للمشرق وبحاولة الاستقلال 
مدة طويلة» وتارجح بين الولاء لهذه الجهة مرة ولتلك أخرى منذ أن قامت الدولة العباسية 
على أنتقاض دولة الأمويين سنة 132ه ومرورا بامارة "الطولونيين" و "الاخشيديين" > إلى 
استيلاء العبيديين الفاطميين عليها ونقل قاعدة ملكهم إليها كما قدمنا أول الفصل الماضي 
- بعل أن أصبحت صر شخصيتها العلمية القوية والمتميزة وخصوصا ف مجالي الفقه المالكي 
وعلم القراءات. 

إلا أن مصر مع هذا الاختلاف في التبعية والولاء لم تضق قط عن استيعاب الأفواج 
الواردة عليها من نلك الكفاءات, حتى بعد وقوعها تحت وطأة الحكم الغاشم على عهد الشيعة 
الإمامية من العبيديين, فظلت متشبثة بالمذاهب السنية في فقهها وقراءتهاء كما ظلت تنهل من 
العطاء العلمى الذي كان قد استتب فيها منذ أول الفتح» وتستقطب معه الجديد الوافد الذي 
تزودها به سهولة التواصل بينها وبين الأقطار المشرقية والمغربية لموقعها الوسيط بينهما. ويمكن 
في هذا المجال أن نصنف استفادتها من حركة التواصل هذه في ميدان القراءة خاصة إلى 
٠‏ - صنف من الطلاب وفدوا عليها لاستكمال رواياتهم والأخذ عن أساطين مدرستها 
الناشئة. 


127 


۵ وصنف من الأساتذة وفدوا اا للإقراء أو لشغل مناصب أخرى كالقضاءع. أو مروا 
بها في رحلة علمية من النمط المغربي والأندلسي كانت تتيح للطالب أن جمع بين الحج إلى 
بيت الله الحرام» وبين الاستفادة من الحركة العلمية القائمة في كل حاضرة بحل بهاء وفي هذا 


الصدد يمكن أن نرصد اتجاه الرحلة من مصر وإليها في الا تجاهات التالية: 
1- في اتجاه الحجاز أي مكة المكرمة والمدينة المنورة. 
2- في اتجاه الشام وحواضرها الساحلية للمرابطة وطلب العلم. 


3- في اتجاه العراق وعواصمها العلمية: البصرة والكوفة ويغداد. 

4- في اتجاه أفريقية وما وراءها من الأقطار المغربية والأندلسية. 

وسنقف ف هذا الفصل حبعون الله- على مظاهر استفاد نها من هذه الرحلات ف 
الاتجاهات الثلاثة الأولى مرجتين الاتجاه الرابع إلى مكانه من البحث عند الحديث عن 
الرحلات العلمية من أفريقية والأندلس» وغرضنا من رصد هذه الاتجاهات أن نتعرف على 
المسار الموازي الذي انتقل عبره التأثير العلمى العميق الذي انعكست آثاره البليغة على 
"مدرسة ورش" المحلية في مصرء وقثلت في مستويات رجالها في عصر النضج والازدهارء لا 
سيما في المائة الرابعة من الهجرةء كما ملت قبل ذلك وبعده في ما أخذت به من مذاهب 
واختيارات في القراءة وأصول الأداء رأينا ملامح منها في الفصل الماضي» وسوف نرى منها 
صورا أخرى أثناء هذا الفصل» كما سوف نرى لها مجالي واسعة وسمات بينة عند استعراض 
الملامح العامة للطراز المغربي الذي تنامى في مثل هذا الجو من التلاقح بين المدارس والمؤثرات 
المشرقية المختلفة والمتنوعة. 

ونبدأ أولا بالاتجاه المدني مع ضعفه النسبي, لأنه منطلق المدرسة المصرية. 

أولا : الاتجاه المدنى أو "أثر المدرسة المدنية": 

لا شك أن رواية ورش في المدرسة المصرية كانت الوريث الشرعي لما كان يدور في 
مصر من روايات في القراءة عن أهل المدينة وغيرهم ممن دخلها أو نزل بها من الصحابة 
والتابعين» فلقد رأينا أول الفصل الأول من هذا الباب مقدار انفتاح البلاد على المدينة منذ 
زمن الفتح. إلى أن نتوجت حركتها في ذلك بالرحلات العدمية التي شدت إلى نافع ومدرسته 
بالمدينة المنورةء ثم جاءت رحلة ورش ف خاتمة المطاف تكليلا لتلك الصلات واحتواء لها 
وتأسيسا عليها لبناء أركان مدرسة عتيدة تنتظم عامة النشاط القرائي في القطر وتبسط عليه 
جناح رعايتها. 

ول يكن وجود روايات مصرية أخرى عن نافع تنافس رواية ورش في زمنهء كرواية 
سقلاب بن شيبة أو المعلى بن دحية أو غيرهما من العارضين على نافع ليحول دون استقطاب 


128 


رواية ورش لجمهرة القراء والرواة الناشئين» لعوامل عديدة تحدثنا عنها آنفا من أهمها 
شخصية صاحبها وشفوف قدره في القراءة وعلومها وطول تصدره لتلقينهاء فكان بذلك قطبها 
الذي عليه المدارء وممثل "القراءة المدنية" في البلد في أحدث عرضة معتبرة حظيت بتزكية 
إمام القراء بالمدينة . 


ولقد كان من المتوقع أن تختفي رواية:ورش تدرغياء. أو يضمر شأانها على الأقل:- 
كلما بعد العهد بوفاته على غرار ما حدث للروايات الأخرى التي يقرأ بها لنافع في حواضر 
الحجاز والشام والعراق في زمنه وفي مصر نفسهاء ولكن الأمر كان على العكس من ذلك حيث 
رأينا أن مدرسته ریما كانت بعد زمنه أقوى منها في زمنه» نظرا لقيام التنافس بين أصحابه في 
ثيل مدرسته من بعده وتفاوتهم في استقطاب جمهور قراء البلد والوافدين عليه من الأقطار, 
فكانت لا تزداد بقدم العهد إلا قوة وتوطدا. 

ولقد كان اتجاه المصريين عامة إلى الأخذ بمذاهب أهل المدينة في الفقه والقراءة 
وعلوم الرواية منذ زمن مبكر من العوامل الأساسية التي مكنت للرواية عن نافع على العموم» 
ولرواية ورش على الخصوص, ثم جاء ميلهم إلى الاختيار في إطار مروياتهم عن أهل المدينة 
على غرار ما فعلوا في الفقه المالكيء فكان من عوامل ترجيح رواية ورش على غيرها 
واعتمادها قراءة رسمية فكانت قراءته بذلك عند المصريين لا تقل في القوة والثبوت والنسبة 
إلى إمام أهل المدينة : نافع بن 5 نعيم عن روايات المدنيين الذين صحبوه وانتفعوا بصحبته 
زمنا طويلا . 

إلا أن أصحاب الطموح من رجال "مدرسة ورش" سرعان ما شدوا الرحال إلى 
المدينة في طلب قراءة نافع في مهدها الأصليء فعرضوا على رجال مدرسته هناك بأكثر من 
رواية واختيار. 

ومن أبرز الأمثلة في ذلك القارئ الكبير أبو جعفر أحمد بن صالح المصري -الآنف 
الذكر- في الرواة عن ورش-, فقد قدمنا أنه رحل إلى المدينةء فأخذ القراءة عن نافع وقالون 

ولا شك أنه قد استفاد في قراءته لورش من وقوفه على اختيارات أهل المدينة في قراءة 
نافع» الأمر الذي يتأنى له معه التوسع في الاختيار وترجيح بعض أغاط القراءة ووجوه الأداء 
على بعض كما رأينا في الأمثلة التي سقناها في التعريف به في أصحاب ورش. وقد تصدر 
أحمد بن ضالح في بلده زمانا ثم رحل إلى العراق فأخذت عنه قراءة نافع هناك من رواياتها 
الأربع جميعا: رواية ورش ورواية قالون ورواية إسماعيل بن ا این وأخيه ا بكرء ومن 


129 


طريقه رواها الإمام أبو بكر بن مجاهد (ت324ه) في كتاب "السبعة" وهو أوسع كتاب 
واسع التداول تضمن قراءة نافع من رواياتها المشهورة في زمنه. 

ولا شك أن هذا المستوى من العلم باختلاف أصحاب نافع مستوى جديد على 
المدرسة المصرية لا عهد لها به. وقد زاد ابن عا 0 تعزيزه بوضع تصنيف علمي لرصد 
مظاهر الوفاق واخلاف بين الأربعة تناه "قراءة نافع". وقد روي عنه هذا الكتاب في جملة ما 
روى عنه بالعراق2 : وسوف يكون للموازنة بين هذه الروايات وغيرها عن نافع فيما بين أقطاب 
المدارس الأدائية شأن كبير في دراسة أصول الأداء وتحرير مسائل الخلاف بين الناقلين عن 
ورش» لا سيما في تحديد بعض الكيفيات كمقادير المد ومن أمثلة ذلك ما نقرؤه لمكي في ٠‏ 
"الكشف" عند الحديث عن مد حرف اللين لورش إذا أ بعده همز ځو شيء وسوء -بفتح 
السين- قال : 

"وترك مد ذلك هو الاختيار» لضعف حرفي اللينء ولاجماع القراء على ذلك 
0 0 غير ورش عن نافع على ذلك ولأن رواية البغداديين عن ورش في هذا بترك 
المد" 


فهكذا لجد الاختيار عند مكي لورش أن يقرأ له بالقصر في ذلك لملة من 
الاعتبارات» منها اعتبار روايات الرواة عن نافع» مما يدل على ما ذكرناه من تأثر اختيارات 
المتأخرين في رواية ورش بهذه المؤثرات من التلاقح بين المدارس والروايات. 

ولقد تعزز الا تجاه المدني ف باذ نافع في مقر بدخول بعض الشخصيات المدنية 
وتصدرها للإقراء في زمن تصدر رجال "مدرسة ورش" فکان لھا ا ف دعم هذا الاجا 
فكان منهم من أصحاب قالون: 


-عبد الله بن عيسى بن عبد الله القرشي أبو موسى المعروف ب "طيارة" 

أخذ القراءة عرضا وسماعا عن قالون"© فأخذ عنه المصريون» وقد اكتفى ابن 
الجزري بذكر واحد من أعلام الرواة عنه. وهو محمد بن أحمد بن منير. قال: "وهو الذي 
دوى عن قالون" لكنا هو الله ربى" © باثبات الألف وصلا كابن عامرء تفرد بذلك عن 
ولد بالمدينة سنة 2195 ومات 2 58 سنة 287" , 





أ - السبعة لابن مجاهد 90. 

* - ينظر في غاية النهاية 225/1. 
3 - الكشف لمكي 55/1. 

“ - غاية النهاية 440/1 ترجمة 1839 

9 - هو ابن أبي الأصبغ الآنف الذكر في مدرسة ورش. 
° - سورة الكهف - الآية 37. 

” - غاية النهاية 440/1 ترجمة 1839. 


130 


وقد أسند الحافظ أبو عمرو الداني في التيسير" رواية قالون من هذه الطريق فقال : 

فا روا قالون قدا يها خمد بد اعمرين بعس اليرى قال دتا عمد 
بن أحمد بن منير قال : حدثنا عبد الله بن عيسى المدني قال: حدثنا قالون عن نافع ". 

وحدث عنه المصريون برسم المصحف على مذهب أهل المدينةء ومن هذه الطريق روى 
أبو عمرو الداني في كتاب المقنع قائمة كبيرة تحت عنوان "باب ذكر ما رسم في المصاحف 
بالحذف والإثبات "ثم ذكر سنده الآنف الذكر إلى قالون عن نافع فذكر الكلمات المحذوفة 
الألفات. وهذا يدل على بالغ انتفاع مدرسة ورش با أدخله من علوم وروايات ودخل معه 
بهذه الرواية عن قالون عن نافع القاضي العمري وهو: 
-أبو بكر عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري القاذ 

قال ابن الجزري : 

"سكن مصر» روى اروف سماعا عن قالون عن ناقع» وله عنه نسخة, روى المروف 
عنه إبراهيم بن عبد الرزاق توفي سنة 293ه (5 

وعلى العموم فقد استفاد المصريون من "الا تجاه المدني" في القراءة» وفضل بعضهم 
اهتموا أيضا برواية العدد المدنى المتعلق بمعرفة رؤوس الآي» ودخل بعضهم بقراءة أبى جعفر 
المدني فأقرأ بها ©. 

إلا أن الغلبة في مصر كانت باستمرار لمدرستها "المحلية" فإن المصريين لم يتجهوا بقوة 
إلى غير رواية ورش عن نافع» على الرغم من عرفانهم بأكثر من رواية لهي ومن استمرار 
دخول بعض الشخصيات برواية قالون» وهي التي ظلت ظاهرة بها منذ أواسط القرن الثالث 


حتى أواسط القرن الرابع» وهو عمر قصير على كل حال» ولا شك أن المصريين قد استغنوا 
عنها بقراءة ورش ف كممثلة© للمدرسة المدنية» عرفوها وألفوها من قبل بزمن غير قصير"©, 








ا - هو ابن محفوظ الآنف الذكر في مدرسة ورش. 


2 - التيسير في القراءات السبع 10. 

* - المقنع في معرفة مرسوم مصاحب أهل الأمصار 14-10. 

1 مسيأتي في مشيخة آمل الشام. 
- غاية النهاية 492/1 ترجمة 2046. 
° - منهم أبو بكر أحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب الرازي نزيل مصر (ت بها سئة 312ه) ترجمته في غاية النهاية 123/1 
ترجمة 569. وقد ذكر الأندرابي إسناده لقراءة أبي جعفر من طريقه في كتابه "قراءات" القراء المعروفين بروايات الرواة 
المشهورين " 42-1. 

7 - كذاء وهو من الأساليب الدخيلة المترجمة حرفيا عن الفرنسية . 

* - القرآن وعلومه في مصر للدكتور عبد الله خورشيد البري 243-242. 


131 


وذلك لا يعني في نظرنا أن دخول أولئك القراء وأمثالهم بتلك الروايات والعلوم 
الأدائية والرسمية لم يخلف أثره في المنطقةء وإنا يعني أن ذلك الأثر ظل محدودا في نطاقه عند 
المكثرين» بحكم اتساع نفوذ مدرسة ورش على عهد عمدائها الكبار من خلفاء تلامذة ورش 
من أمثال أبي الحسن النحاس وأبي بكر بن سيف وأبي عبد الله بن هلال ومن أخذ عنهم من 
أفذاذ الرجال الذين قادوا مسيرة المدرسة واستحوذوا فيها على كراسى المشيخة لعدة أجيالء 
لا سيما قبل أن تنفتح انفتاحها في أواسط المائة الرابعة على مذاهب القراء بالأمصارء وأن 
تتمثل اختياراتهم في القراءة والأداء والتوجيه من خلال المؤلفات الجامعة التي سيدخل بها 
كبار الرواة أو يقوم بتصنيفها طائفة من الأئمة المتصدرين. 

ثانيا : الا جاه الشامى أو "المدرسة الشامية" في مصر في رواية ورش : 

أما فيما يخص الا تجاه الشامى أو "المدرسة الشامية" في رواية ورش فقد ظلت مصر 
والشام بحكم الجوار القربب تتبادلان التأثر والتأثير في الميادين العلميةء ول جل انتقال قاعدة 
الخلافة بدمشق إلى بغداد دون استمرار هذه العلاقات المتبادلة بين القطرين» فلم يكن يفوت 
المصري أو يشق عليه أن يدخل الشام للعرض على من بها من أئمة القراء والسماع من 
المحدثين والفقهاء من أمثال مكحول والأوزاعي والوليد بن مسلم وهشام بن عمار وأمثالهم 
كما لم يكن يفوت الشامي أو يشق عليه أن يدخل مصر متى شاء ليتحمل عن قرائها وأئمتها 
من أمثال يزيد بن هارون والليث بن سعد وعبد الله بن وهب وابن القاسم وأشهب ومن 
سواهم من الفقهاء والقراء. 

وإذا كنا لم نقف من بين الرواة عن ورش على اسم قارئ من أهل الشام تشرف 
بالعرض عليه» فان ذلك يمكن رده إلى عدم استيعاب المصادر لذكر الرواةء وإلى حداثة العهد 
بهذه الرواية في مصر مع وجود روايات أخرى عن نافع ببلاد الشام ووجود أصحاب نافع من 
المتصدرين في غير مصر بالحجاز والعراق. ولانصراف أهل الشام في الغالب إلى إتقان قراءة 
إمامهم عبد الله بن عامر اليحصبي (ت118) 00. 

ومع هذا فيمكن القول بأن قراءة نافع من.رواية ورش قد دخلت بعض مناطق الشام في 
حيانه أو بعده بزمن بسیر» فقد تقدم أن صاحبه أبا الأشعث عامر بن سعيد أو سعير - 
الحرسي "نزل المصيصة لأجل الغزوء وغزا الروم منها سبعين سنة" © ومعنى ذلك أنه أقام 
مرابطا بهذا الثغر» وكان فيه مقصدا لطلاب هذه الرواية» وهنالك ورد عليه حامل رواية ورش 
ورائدها في "المدرسة العراقية" أبو بكر بن عبد الرحيم الأصبهاني!2, وقد 'نقدم قوله: قرأت 


' - ترجمته في غاية النهاية 425-423/1 ترجمة 1790. 
* - غاية النهاية 350-349/1. ترجمة 1499. 
” - سيأتي في "المدرسة العراقية" 


132 


عليه بالمصيصة ف المسجد الجامع» وكان يقول: قرأت على ورش -قال الأصبهاني-: EE‏ 


عليه ختمتين وشرعت في الثالثة فمات". 


وفي أثناء المائة الثالثة التي تصدر في نصفها الأول معظم أصحاب ورش, كانت الشام 
'قد تعرفت على رواية ورش وتأثل لها فيها مكان» وكان أكثر أصحاب ورش حظوة بإقبال 
العارضين من أهل الشام أبو الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم العتقي» فقبل أن 
يموت عبد الصمد سنة 231ه رحل إليه من الشاميين : 


-إبرا هيم بن الوليد الأنطاكى : 
قال ابن الجزري : 


"روى القراءة عرضا عن عبد الصمد عن ورش» روى القراءة عنه عرضا 
2( " 


5 وعبد الجبار بن محمد المعلم 8 

"أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عبد الصمد بن عبد الرحمن وسكن أنطاكية» روى 
عنه إبراهيم بن عبد الرزاق وأحمد بن يعقوب". ودخل الشام وسمع بدمشق وبيروت من 
أصحاب عبد الصمد أبا محمد بكر بن سهل الدمياطي "وهو من كبار أصحابه"» وقد روى 
عنه من قرائها أحمد بن يعقوب التائب وإبراهيم بن عبد الرزاق وغيرهما." 


وعلى رواية هؤلاء الأريعة تدور طرق الشاميينء وهم إبراهيم بن الوليد وعبد الجبار 
بن محمد وأحمد بن يعقوب التائب وإبراهيم بن عبد الرزاق”» وخصوصا عند أثمة قراء 
"أنطاكية" الذين سيتصدرون في "مدرسة ورش" في المائة الرابعة. 


أ - غاية النهاية 350-349/1. 

2 - غاية النهاية 28/1 ترجمة 120.والمطوعي هو الحسن بن سعيد البصري (ت 371) -غاية النهاية 215-213/1. ترجمة 
98. 

- من المدرسة الشامية وسيأتى عن قريب. وكذا أحمد بن يعقوب. 

- غاية النهاية 358/1 ترجمة 1533. 

- غاية النهاية 178/1 ترجمة 828. 

- هو أحمد بن يعقوب التائب أبو الطيب الأنطاكي قرأ لورش على بكر بن سهل وقرأ الروايات على عبد الله بن صدقة 
وغيره قال الداني: له كتاب حسن في القراءات» وهو امام في هذه الصنعة ضابط بصير بالعربية» أخذ عنه القراءة على بن 
محمد بن بشر الأنطاكى نزيل الأندلس" -نقله الذهبي في معرقة القراء 227/1 طبقة 8 

4 - امام كبير من مشايخ القراءة المتصدربن بأنطاكية, اي التعريف به في مشيخة أبي الحسن الأنطاكي نزيل قرطبة. 


دت د 3 a‏ 


133 


وأما طريق الأزرق عن ورش أو "الا تجاه المصري" في هذه الرواية فقد اش شتهر بالتبربز 
فيها من قراء الشام وروافد "المدرسة المصرية" القارئ الراوية أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن 
مروان الشامي الأصل المصري الدار 


-أبو إسحاق بن مروان الشامي : 
يعتبر ابن مروان من أهم الطرق المشهورة في الرواية عن أبي يعقوب الأزرق» قال ابن 
الجرري: : 
"ضابط ماهر عارف بقراءة ورش عالي السند فيهاء قرأ على آي بكر سيق نه 

8ه. قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون وابنه طاهر الحروف". 

ومن طريف ما حدث من صور التلاقح بين رجال المدرسة والمدرسة الوافدة عليها من 
الشام ما يلاحظ من أن كثيرا من ضيوف المدرسة المصرية كانوا يشدون الرحال غالبا إلى 
العراق وبلاد العجم في طلب القراءات حتى إذا عاد الواحد منهم إلى الشام نازعه طموحه 
إلى التصدر للإقراءء أو تطلع إلى استكمال روايته في القراءة فلم جد أولى من أن يشد 
الرحال مرة أخرى في اتجاه البلاد المصرية» وهنالك سرعان ما يلاقي من المناخ العلمي الذي 
كان يطمح إليه ما عله في غالب الأحيان يلقى عصا التسيار بها دون تفكير في العودة إلى 
الشام كرة أخرى. ولهذا سوف مجد أكثر الأئمة المتصدرين في بعض الأزمنة في مصر ينتمون 
إلى خارجهاء إما إلى المدرسة الشامية وإما إلى المدرسة العراقيةء وإما إلى غيرهاء وسوف 
نرى أن الطلائع الأولى التي اتجهت إلى مصر للعرض على أصحاب ورش وأصحاب أصحابه 
إِنما كانت تهد لركة نشيطة سيتولى قيادتها طائفة من المتخرجين الذين استكملوا مؤهلات 
التصدرء ثم استطاعوا أن يتسنموا كراسي المشيخة في مصرء إذ ما كان الواحد منهم يدخل 
مصر حتى جد أعلام الرواية يلتفون عليه من مختلف المدارس والاتجاهات, الأمر الذي انتهى 
إلى تكوين مدرسة خاصة في رواية ورش تنتمي في ملاحها العامة إلى "الاتجاه الشامي" في 
مقابل "الاتجاه المصري" الآنف الذكر و "الاتجاه العراقي" الوافدء مما قيزت معه كل مدرسة 
بخصائصها الأصولية واختياراتها الأدائية وتاتی معه تلاقي تلك الأغاط جميعا في الميدان» 
فأعطى ذلك لطالب القراءة للأخذ بهذا الاتجاه أو ذاك أو الجمع بينهماء وأعطى للدراسين 
لرواية ورش في ضوء تلك النماذج من الاختلاف والتنوع إمكانية تصنيف كل اتجاه وتحديد 
مظاهره ومقوماته العامة, على غرار ما تجد عند الداني وابن الجزري وغيرهما في كتبهما. 

يقول أبو عمرو الداني في إيجاز البيان في حديثه عن مذهب ورش في تسهيل أخرى 
الهمزتين في مثل "آنذرتهم" "وهذا قول عامة "البغداديين"" و "أهل الشام" ممن وصلت 
إلينا الرواية عنه عنهه"00. 


أ - غاية النهاية 26/1 ترجمة 104. 


134 


ويقول في إيجاز البيان أيضا عند ذكر "ولو أريكهم" بالإمالة لورش: "وهي التي 
يأخذ بها الأكابر من مشيخة المصريين " وغيرهم من E‏ لاق 


ونترجم فيما يلي لمجموعة من الأئمة الذين مثلوا اتجاه المدرسة الشامية في مصر وكان 
لهم الأثر العميق في توجيهها وإثراء مباحثها وتوسيع آفاقها ووصلها بطائفة من المدارس 
المشرقيةء فكانوا بذلك أساتذة لكثير من أعلام مدرسة ورش "المحلية". ثم أساتذة للوافدين 
عليها من المغارية. 

أولا : ابن ذي زوية الدمشقي : 

فمن قدماء من حل بمصر من أئمة ا وتصدر بها من أهل الشام أبو عمر عبد 
الله بن أحمد بن ذي زوبة الدمشقي "نزيل مصر"» ثقة معدل» روى حروف الكسائي عن 
جعفر بن محمد ال (© عن الدوري عنه» روى عنه او عبد 0 بن عمر بن محمد 


الأندلسي ! 1 توفي فيما 58 قبل الا 1 


ثانيا : : علو بن بشر الأنطاكي : 

ومن كبار الأئمة الواردين على مصر من أعلام المدرسة الشامية في المائة الرابعة أبو 
المسن علي بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر الأنطاكي ال لتميمي -نزيل الأندلس وشيخ 
قراء قرطبة -قال ابن الجزري: 

"إمام حاذق مسند ضابط ولد بأنطاكية سنة 9 ولزم إبراهيم بن عبد الرزاق 
وا من ثلاثين سنة وخرج من أنطاكية مع أمه للحج في شوال سنة مان وثلاثين» وانصرف إلى 
دمشق فوصل إليه موت شيخه ابن عبد الرزاق» فنزل مصر وأقرأ بهاء إلى أن وجه المستنصر 
بالله الحكم أمير الأندلس9 قاصدا إلى مصر وكتب معه أن يجهز إليه مقرئا يقرئ الناس 
بالأندلس» فوجه إليه بأبى الحسن» فقدم الأندلس مع أمه. ودخل قرطبة في شعبان سنة 
2 ۰ 

ھے . 





١‏ - تقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع. 

* - تقله المنتوري في الشرح المذكور. 

( - هكذا ترتيب اسمه ونسبه عند الذهبي في معرفة القراء 196/1 وعند ابن الجزري محمد بن جعفر وهو أبو الفضل النصيبي 
الضرير يعرف بابن الحمامي شيخ نصيبين ويلاد الجزيرة توفي سنة 307- غاية النهاية 195/1 ترجمة 896. 

4 " - سياتي في أصحاب الرحلات العلمية من الأندلسيين. 
- غاية النهاية 406/1. ترجمة 1725. 

8 “ سياتي الحديث عن استيراد الحكم العلماء عند الحديث عن مدرسة الأنطاكي بقرطبة. 
- غاية النهاية 565-564/1 ترجمة 2308. 


135 


وسيأتي الحديث عن "مدرسة الأنطاكي" بالأندلس في موضعه من البحث إن شاء 
الله -والذى ما هنا أنه كان ق طليعة هة من أنه أنطاكية تدرو مص وكان ليم ار 
عميق في دعم مدرستها وتلقيحهاء ولا شك أن صدى بي الحسن الأنطاكي قد ملأ رحاب 
مصر خلال المدة التي قضاها بها وهي قرابة خمسة عشر عاما بث فيها هنالك خصائص 
مدرسته قبل أن ينتقل بها إلى الجناح الغربي من البلاد الإسلامية ليرسخ هنالك قواعد مدرسة 
أصولية في رواية ورش واضحة الملامح والسمات مما سنتعرض لبيانه فيما نستقبله بحول الله. 


وممن نزل مصر من رجال هذه الطبقة من أصحاب إبراهيم بن عبد الرزاق: أبو طاهر 
محمد بن الحسن بن علي بن طاهر الأنطاكي أحد أعلام القرآن, قال أبو عمرو الداني: 

"أخذ القراءة عرضا وسماعا عن إبراهيم بن عبد الرزاق» وهو من جلة أصحابه ومن 
أثبت الناس فيه روى القراءة عنه غير واحد من نظرائه, منهم عبد المنعم بن غلبون وعلي بن 
sb‏ 0 وعرض عليه وسمع منه شيخنا فارس بن أحم د20 وعبيد الله بن 
ان ان في "القفسراءات السن © 5١‏ 


وممن عرض عليه من مشيخة المصريين من أعلام "مدرسة ورش" أبو العباس بن 
)6( 


خرج من مصر إلى الشام فتوفي في منصرفه قبل سنة 7380 . 
رابعا : أبو على الأنطاكى : 


ومن مشايخ هذه الطبقة ممن نزل مصر من أهل أنطاكية: أبو علي الحسن بن سليمان 
بن الخير الأنطاكي النافعي» قال ابن الجزري: 


"أستاذ ماهر ا سكن مصرء قرأ على أبي الفتح بن بدهن!' وعليه يعتمد» وعلى 
أبي الفرج الشنبوذي2, وأبي القاسم الزعزاعء صاحب ابن الأخرء!ة) وعلي بن محمد 


5 
البرزند ف : 


- إمام في قراءة ابن عامر الشاميء انتهت إليه الرياسة في قراءة الشاميين» وكان أشعري المذهب مات سنة 402. له ترجمة 
موسعة في غاية النهاية 542-541/1. ترجمة 2218. 

2 - سيأتي في المتصدرين من المدرسة الشامية بمصر. 

” - سيأتي في أصحاب أبي الحسن الأنطاكي بقرطبة. 

“ - المراد بها القراءات السبع وقراءة أبي جعفر المدني شيخ نافع. 

د - معرفة القراء الكبار 277/1 طبقة 9. 

؟ - غاية النهاية 118/2 ترجمة 2932. 

"> المصذو فة وار اة 


136 


ولا قدم مصر عرض على أبي بكر الأذفوي قال الداني : 

"وكان أحفظ أهل زمانه للقراءات والغرائب من الروايات والشاذ من الحروف» ومع 
ذلك يحفظ تفسيرا كثيرا ومعاني وإعرابا وعللاء ينص ذلك بطلاقة لسان وحسن منطق لا 
يلحق حقال: وكانت له إشارات يشير بها لمن قرأ عليه تفهم عنه» في الكسر والفتح 0 
والقصر والوقف, ثم أشار إلى ضعفه وأنه كان يترفضر 9 لأجل مداخلته العبيديين" . 


"قرأ عليه محمد بن أحمد بن سعد القزويني!ة) وموسى بن الحسين المعدل(© وأحمد 
بن على بن كين والحافظ أبو عمرو الداني. قتله الحاكم العبيدي بمصر سنة 399م "1 . 


خامسا : عبد الباقى بن الحسن الدمشقي : 

خامسا : عبد الباقي بن اسن مسين 

ومن أعلام المقرئين النازلين بمصر من رجال المدرسة الشامية عبد الباقي بن الحسن بن 
أحمد بن محمد بن عبد العزيز السقاء الدمشقي ثم المصري من فقهاء المالكية ومن أصحاب 
الأبهري22... وكان اماما في علم القرآن وغلب ذلك عليه ونزل مصر فقامت له رئاسة 
عظيمة"449©. وقال أبو عمرو الداني في طبقاته: 


"كان خيرا فاضلا ثقة مأمونا إماما في القراءة» عالما بالعربية» بصيرا بالمعاني» أخذ 


عن جماعة من أهل العراق والحجاز والشام ومصرء وان تقول قرات كل درا 
و 


- سياتئن في المتصدرين بمصر من رجال "المدرسة العراقية" . 

- هو محمد بن أحمد بن إبراهيم البغدادي من أصحاب ابن مجاهد سيأتي. 

- لم يترجم له ابن الجزري لا في الكنى ولا في الألقاب كما لم يذكره في ترجمة ابن الأخرم التالية في أصحابه. 

- هو محمد بن النضر بن مر الربعي الدمشقي شيخ الإقراء بالشام (341-260ه) قرأ عليه كبار أئمة العراق من أصحاب 
ابن مجاهد وغيرهم -ترجمته موسعة في معرفة القراء [/235-234 طبقة 3 - وغاية النهاية 271-270/2 ترجمة 3502. 
- هو أبو الحسن على بن محمد البرزندي -ترجمته في غاية النهاية 579/1 ترجمة 2346. 

- يعني بالفتح التفخيم وبالكسر الترقيق والإمالة. 

- يعني يذهب مذهب الروافض من الشيعة الإمامية. 


1 
2 
3 
4 


5 
6 
7 
© - سيأتى في المتصدرين من "المدرسة العراقية" بمصر. 

* - هو مؤلف كتاب الروضة تقدم التعريف به. 


10 من . o‏ أكمة 7 
- تقدم في أئمة مدرسة ورش بمصرء 


11 - غاية النهاية 251/1 ترجمة 982. 

12 بهو أبق بكر بن علوية الأبهري من أئمة المالكية بالعراق» له كتاب في مسائل ا لحلاف وكان من الفقهاء النظار المحققين في 
مذهب مالك المنافحين عنه. ترجمته في الديباج المذهب لابن فرحون 101. 

3! - ترتيب المدارك لعياض 36/7. 

“! - نفس المصدر والجزء والصفحة. 

15 المضدر نفسة : 


137 


نزل الإسكندرية وتصدر بها حتى توفي بعد سنة 380, وقد سمى ابن الجزري والذهبي 
عددا كبيرا من شيوخه في القراءة بالأمصارء إلا أنهما لم يذكرا ممن أخذ عنه سوى فارس بن 
أحمد شيخ الداني. 
العوامل والموافز التي كانت تجعل أئمة القراء من الشاميين يزهدون في التصدر في بلدانهي 
فان الإمام عبد الباقي "لما حصل الروايات ورجع إلى دمشق يقرئ بهاء حصل بينه وبين 
شيوخها اختلاف» فتعصب له قوم وتعصب آخرون عليه حتى تطاول بعضهم إلى بعض» 

سادسا : المحسين بن بن محمد بن إسحاق اللیى : 

قال ابن الجزري: ."نزيل مصرء روى القراءة عن أبي طاهر عبد الواحد بن أبي 
هاشه20, وتوفي عير بعك وه 80" 

سابعا : أبو الطيب بن غلبون الحلبى : 

ومن أقطاب أئمة هذا الشأن من النازلين بمصر من "المدرسة الشامية" وشيوخ المغارية 
في القراءات السبع بها أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الخلبي الإمام المحقق 
ومؤلف كتاب الإرشاد ف القراءات السبع. 

"أستاذ ماهر كبير كامل حرر ضابط ثقة خير صالح دينء ولد ليلة الجمعة لاثنتى 
عشرة ليلة خلت من رجب سنة 309ه بحلب, وانتقل إلى مصر فسكنهاء وألف كتابه 
"الإرشاد في السبع". 

"دوى القراءة عرضا وسماعا عن إبراهيم بن-عبد الرزاق وإبراهيم بن محمد بن 
ةا وأحمد بن محمد بن د ل واه هون كبير. وقرأ عليه من الأعلام جمهور أيضا 
منهم: ولده طاهر بن عبد المنعم شيخ الداني وأبو عمر الطلمنكي ومكي بن أبي طالب القيسي 
والحسن بن عبد الله الصقلي والحسن بن قتيبة الصقلء © وأبو القاسم الزرجى القرطبى 





' - غاية النهاية 357/1 ترجمة 1527. 
2 من أكابر أصحاب ابن مجاهد البغدادي -تقدم-. 

* - غاية النهاية 246/1 ترجمة 1117. 

4 - ينظر إسناد ابن الجزري بروايته له في النشر 80-79/1. 

3 تقدم في أصحاب أبي بكر بن سيف من أصحاب الأزرق. 

° - نزيل الرملة -ترجمته في غاية النهاية 108/1. 

”7 - في غاية النهاية أبو الحسن محمد بن قتيبة الصقلي -وما ذكرناء في معرفة القراء للذهبي 286-285/1. 


138 


وخلف بن غصن الطائي القرطبي وأبو عبد الله بن سفيان القيرواني وابن أبي الربيع الطنجي 
ا ا ل ا ا 
بن نفيس» وتوف فصر سنة 700389 


ثامنا : فارس بن أحمد أبو الفتح الممصي : 

ومن أساتذة "المدرسة الشامية" المبرزين في القراءة ممن وردوا على "مدرسة ورش" 
وتصدروا بها: فارس بن أحمد بن موسى بن عمران أبو الفتح الضرير أكبر أساتذة أبي عمرو 
الداني بهاء الأستاذ الكبير الضابط الثقة. ولد بمدينة حمص بالشام سنة 333ه, ورحل فقرأ 
على عبد الباقي بن الحسن الدمشقي -الآنف الذكر- وعمر بن محمد بن عراك وأبي أحمد 
السامري ومحمد بن الحسن الأنطاكي وأبي عدي بن الإمام وغيرهم من كبار أئمة "المدرسة 
المصرية", كما قرأ على ابن الجلاء” وابي الفرج الشنبوذي وجماعة من شيوخ "المدرسة 
العراقية"» وتصدر بمصر فقرأ عليه الكبارء قال الحافظ الذهبى: 


"قرأ عليه جماعة منهم ولده عبد الباقي بن فارس وأبو عمرو الدائي!ة) وقال: "لم 
ألق مثله في حفظه وضبطه". "كان حافظا وضابطا حسن التأدية» فهما بعلم صناعته 
واتساع روايته» مع ظهور نسكه وفضله وصدق لهجته". 


ومن مؤلة أنه كنا "اغا ف اله اءعات الثمان" 0 , توفي بكصر E‏ 401 وله 68 
...)0 
سنه . 


تاسعا : أبو الحسن بن غلبون : 

ومن ثمرات "المدرسة الشامية" في مصر من النابهين في مختلف القراءات» الإمام أبو 
الحسن طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي "أحد الحذاق المحققين» ومصنف 
"التذكرة في القراءات"©. 


أ - غاية النهاية 479/1 ترجمة 1967 - ومعرفة القراء الكبار 286-285/1 طبقة 9. 

2 - ذكره أبو عمرو الداني في جامع البيان باسم علي بن عبد الله الجلاء» قال ابن الجزري ولعله تصحيفء والمعروف علي بن 
عبد العزيزء مقرئ متصدر قرأ على ابن مجاهد...-غاية النهاية 555/1 ترجمة 2269. 

3 - سيأتي الحديث عن مروياته عنه في ترجمة الداني. 

“ - نقله في معرفة القراء 304/1. 

- من تام قول الداني فيه في غاية النهاية 6/2 ترجمة 2544. 

؟ - ذكره في معرفة القراء 304/1. 

7 - معرفة القراء 304/1. طبقة 10 حوغاية النهاية 6-5/2 ترجمة 2544. 

* - يوجد مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 242ق وطبع مؤخرا في مجلدين - وقد أسنده ابن الجزري في النشر 73/1. 


139 


"أخذ القراءات عن والده وبرع في الفنء وقرأ على محمد بن يوسف بن نهار" وعلي 
بن محمد بن خشنام بالبصرة وعلى علي بن موسى الهاشمي» وسمع اروف من إبراهيم 
بن امد بن مرؤان وضعيق بد سا قناع ال وأبي أحمد بن الناصح وأبي الفتح بن بدهن, 
وقرأ لورش أيضا على أبي عدي عبد العزيز بن علي المعروف بابن الإمام مسند القراء في زمنه 
بمصر وصاحب أبي بكر بن سيف» وسمع "سبعة" ابن مجاهد من ابي المحسن علي بن محمد بن 
إسحاق اللبي المعدل عنه. قرأ عليه أبو عمرو الداني القراءات عرضا وسماعا وقال: "لم 
نر في وقته مثله في فهمه وعلمه مع فضله وصدق لهجته. كتبنا عنه كثيرا "0 . 


ومن أصحابه من الأندلسيين إبراهيم بن ثابت الإقليشي صاحب عبد الجبار 


الطرسوسي -الآتي- المتصدر في موضعه. وتوفي طاهر بمصر لعشر مضين من شوال سنة 399 
)8( 
ھے . 


عاشرا : عبد الباقي بن فارس الحمصي : 

هو أبو الحسن عبد الباقي ب بن فارس بن أحمد الحمصي من أئمة هذا الشأن من 
متأخري المدرسة الشامية بمصرء قال ابن الجزري: "مقرئ مصدر مجود. روى القراءات عرضا 
عن والده. قرأ لورش على عمر بن عراك وقسيم الظهراوي, وأدرك أبا أحمد السام 
وسمع منه. 

"قرأ عليه القراءات أبو القاسم بن الفحام -مؤلف كتاب "التجريد"» وأبو علي بن 
بليمة مؤلف "تلخيص العبارات", وأبو الحسين بحيى بن علي الخشاب» ومحمد بن مسبح 


الفض09) وعبد الله بن سهل!". وعمر دهرا طويلاء ومات في حدود الخمسين 
ارا 
وارڊ ٠.‏ 


- هو أبو الحسن الرتكي البغدادي إمام جامع البصرة من أصحاب ابن مجاهد -ترجمته في معرفة القراء 278/1. 
- هو علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام المالكي البصري المقرئ -ترجمته في معرفة القراء 271/1.طبقة 9 
- سماه ابن الجزري علي بن محمد بن صالح الهاشمي البصري (ت368م) حغاية النهاية 568/1. ش 
- تقدم هو وإبراهيم بن مروان في رجال مدرسة ورش بمصر. 
- ذكره ابن الجزري في ترجمته. 
- نقله في معرفة القراء 297/1 طبقة 9 وغاية النهاية 339/1. 
- هو إبراهيم بن ثابت بن أخطل -ترجمته في غاية النهاية 10/1 ترجمة 29. 
* - معرفة القراء 297/1 طبقة 9 حوغاية النهاية 339/1 ترجمة 1475. 


* -سياتي في أعلام "المدرسة البغدادية" المتصدرين بمصر. 
10 


1 
2 
3 
4 
3 
6 
7 


- تقدم في أصحاب أبي العباس بن نفيس من رجال مدرسة ورش بمصر. 
1 - من أصحاب مكي وأبي عمرو الداني وسيأتي في أصحاب الرحلات العلمية من الأندلسيين. 
*! - غاية النهاية 357/1 ترجمة 1529. 


140 


حادي عشر ٠:‏ عبد الجبار الطرسوسي : 
ومن آخر رجال هذه المدرسة -إن لم يكن آخر أعلام المتصدرين منها بمصر- الإمام 
"المجتبي الجامع". قال ابن الجزري: 


"أستاذ مصدر ثقة, نزل مصر وكان شيخهاء أخذ القراءة عن أبي أحمد السامري 
وعرض عليه المروف كلهاء وعن أبي بكر الأذفوي وأبي عدي عبد العزيز بن علي وأبي 
القاسم عبيد الله بن محمد المصري"ء وسمع الروف من أبي علي أحمد بن عبد الوهاب 


وأبي الحسن علي بن محمد المعدل صاحب ابن مجاهد, وأبى محمد المسن بن رشيق. 

قرأ عليه القراءات أبو الطاهر إسماعيل بن خلف صاحب "العنوان" وإبراهيم بن 
ثابت بن أخطل الذي تصدر بعد وعبد الله بن سهل الأندلسى» وأحمد بن جيى التجيبى 
الأند لي وعبد الرحمن بن علي القرويء وروى عنه القراءات أبو الحسين يى بن 
إبراهيم بن البیاز» وهو آخر من قيل إنه روى عنه©. " 

قال الدانى: "كان شيخا فاضلا ضابطا ذا عفاف ونسك رأيته وشاهدته. وكان كثيرا 
ما يقصد شيخنا فارس بن أ حم بذاكره ف جلسه. ولد سنة 331ه وتوفي صر سنة 
ول 


الثاني عشر : أبو علي الأهوازي 

ولعل آخر أولئك العلية من أئمة المدرسة الشامية ممن اتصلوا بمدرسة ورش في مصرء 
فكان آخر من برز من أسانذنها العظام» أبو علي الحسن بن علي بن إبرأهيم بن بزداد 
الأهوازي صاحب المؤلفات وشيخ قراء عصره. ولد سنة 362ه, وقدم دمشق سنة 391ه 
واستوطنهاء وكان أعلى من بقى في الدنيا إسنادا في القراءات على لين فيه" . عني من صغره 
بالروايات والأداء. وقرأ للسبعة على مجموعة كبيرة من أساتذة الشام والعراق ومصر وغيرهاء 


' - هو أبو القاسم عبيد الله بن محمد المصريء أخذ القراءة عرضا عن ابن مجاهد -غاية النهاية 493/1 ترجمة 2051. 

* - هو أبو علي أحمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن يوسف المقرئ» روى الحروف عن موسى بن محمد بن هارون الزرفي صاحب 
القاضي إسماعيل بن إسحاق صاحب قالون. روى عنه الحروف عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي سنة 374ه" غاية النهاية 
1 ترجمة 352. 

ˆ - سيأتى التعريف بالكتاب ومؤلفه في "مدارس الأقطاب" بالمدرسة الأندلسية. 

“ - ترجمته في غاية النهاية 149/1 ترجمة 693. 

- من شيوخ أبي القاسم الهذلي قرأ على عبد الجبار الطرسوسي -نرجمته في غاية النهاية 375/1 ترجمة 1594. 

- توفي ابن البياز سنة 496ه وسيأتي التعريف به في أصحاب الرحلات العلمية. 

- غاية النهاية 358-357/1 ترجمة 1530. 

- معرفة القراء الكبار 323-322/1. 


ها a‏ كك مه 


141 


وقرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبد الله“ بن القاسم الخرقي©. قال الحافظ الذهبي: 
"ولقد تلقى الناس رواياته بالقبول» وكان يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة وذلك في حياة 
ف 2 . 3(9 
بعض شیو خه )23 
وقد انفرد عن ورش من طريق ارقي عن ابن سيف عن الأزرق بوجوه منها ما ذكره 
ابن الجزري في الغاية في ترجمة محمد بن عبد الله بن القاسم الخرقي المذكور قال: "قرأ عليه 
أبو علي الأهوازي, ولا يعرف إلا من جهته. وقد انفرد عن أبي بكر بن سيف عن الأزرق عن 
ورش بعدم البسملة في أول الفاتحة, ذكر ذلك الأهوازي. ولا يصح ذلك عن ورش ولا 
٠.‏ "(4) 
غيره . 


وقال أبو جعفر بن الباذش في "الإقناع": "أجمعوا على إثبات التسمية في أول فاتحة 
الكتاب وكل سورة مبدوء بها ما خلا براءة» إلا أني قرأت عن الخرقي عن ابن سيف عن 
الأزرق عن ورش بتركها في فاتحة الكتاب سرا 01 

قرأ على أبي على حشد كبير من أعلام الأئمةء ومنهم من المغاربة أبو القاسم عبد 
الوهاب بن محمد القرطبي مؤلف كتاب المفتاح في القراءات وشيخ قرطبة وإمام مسجدها 
القراءات» وعتيق بن محمد الردائي من قراء القيروان» وقرأ عليه من المشارقة جمهور كبير. 

وقد تحول اتجاه الرحلة إليه في طلب القراءات "ورحل إليه القراء لتبحره في الفن 
وعلو إسناده". وألف في القراءات كتبا مشهورة, منها كتاب "الموجز" وكتاب "الوجيز"©. 

وتوفي في رابع ذي الحجة سنة 446م”2, فجاءت وفاته متقاربة في الزمن مع وفاة أبي 
العباس بن نفيس سنة 453 الذي اعتبرناه آخر أساتذة مدرسة ورش العظام قبل أن يتحول 
مركز الثقل فيها -كما ذكرنا إلى الجهات المغربية. 

هؤلاء هم أهم أعلام ا الشام الذين أثروا ف "مدرسة ورش" وتأثروا بها فأفادوا 
واستفادواء وكانوا على مدى نحو قرن من الزمن وقودا طركة الإقراء ف مصرء حتى كادوا 


أ - في معرفة القراء "عبيد الله". 

* - هو أبو بكر الخرقي قال ابن الجزري: شيخ قرأ على أبي بكر بن سيف وأحمد بن عبد الله بن ذكوان... قرأ عليه أبو علي 
الأهوازي ولا يعرف إلا من جهته. - غاية النهاية 183/2. ترجمة 3172. 

* - غاية النهاية 221/1. نقلا عن معرفة القراء 325/1 وعبارته هناك "وقد تلقى القراء رواياته بالقبول". 

* - غاية النهاية 183/2 -وهذه الرواية ذكرها ابن الباذش وقال وهي رواية خلاد الكاهلي عن حمزة- الإقناع 156-155/1. 

* - الإقناع 155/1. 

° - ينظر إسناد ابن الجزري بكتاب الوجيز إلى المؤلف في النشر 81-80/1.وقد طبع الوجيز مؤخرا في مجلد 

” - معرفة القراء 325-322/1 حوغاية النهاية 222-220/1 ترجمة 1006. 


142 


يستقطبون ال ركة ويستأئرون مجمهرة الداخلين في طلب الروايات من الطلاب» وحتى كاد 
وجودهم بها يغطي على البقية الباقية من معام المدرسة الأم "المحلية" . 


ولكي نستوق البحث ف باقي المؤثرات المماثلة التي تأثرت بها هذه المدرسة من خلال 
مسارها التاريخي في مصرء ثم في باقي الأقطار المغربية التي سادت وانتشرت فيهاء نقف مرة 
أخرى: معها عند المؤثرات التي وفدت عليها من جهة العراق مما يمكن تسميته جاوزا ب 
"اتجاه المدرسة العراقية" » وسوف نرى أن هذا الاتجاه كان أكثر وضوحا من غيره» وأنه قد 
استقل منذ البداية ف الرواية لورش عن "المدرسة الأم" فكانت له روايته الخاصة من طرقها 
الخاصة, مكونا بذلك "مدرسة عراقية" في تلك الرواية لها طابعها المميز وسماتها وخصائصها 
الأصولية والأدائية المتفردة» بحيث كانت الوعاء الذي تبلورت فيه مدرسة ورش عند العراقيين 
فق خلال الممارسة "ادا" في القراءة إلى اليوم في طريق الأصبهاني» ومن خلال المصنفات 
التي صنفت في القراءة وعلومها أو في الدراسة المقارنة بين مختلف الطرق والروايات عن نافع 
وورش في "إطار" "العشر الصغير" أو الصغرى عند المغاربة. فلنقف مع هذا الاتجاه من بداية 
نشوئه وافدا على المدرسة المصرية ومستمداء ثم لنصحبه في خطواته التالية رافدا لها وممدا. 

ثالثا_:_الاتجاه العراقى أو' 'المدرسة _العراقية"في رواية ورش وأثرها في اثراء 
المدرسة"المحلية" 

رأينا في فصل الرواة عن نافع مقدار إقبال العراقبين في الجملة على الرواية عن ناف 
وعددنا هنالك بضعة عشر قارئا ممن بلغتنا أخبار قراءتهم عليه وأخذهم عرضا أو سماعا أو 
رواية للحروف» وقد كان أهل العراق بحكم اتساع رواياتهم في القراءات بسبب تعدد مدارسها 
في البلاد بالبصرة والكوفة وغيرهماء يتوقون من خلال إقبالهم على قراءة نافع إلى تأصيل 
الرواية وتحرير النقول في حروف القرآن, بالعودة بها إلى منطلقها بالمدينة حيث اكتمل التنزيل 
وتلقي من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأحرفه السبعة التي أنزل عليهاء وحيث بقية السلف 
الذين تلقوا القراءات غضة طرية من ألفاظ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وألفاظ أصحابه 
الذين شهدوا التنزيل» فكانوا يتمثلون في قراءة نافع الامتداد العملي للقراءة السنية بالمدينق 
أو الصورة الأقرب إلى الأصل كما تلقاها الخلف المدني عن هذا السلف الكريم. 


إلا أن الرغبة الملحوظة لدى قراء العراق» والاقبال المحسوس عليها كما يتجلى في 
شد الرحال في طلبهاء سرعان ما نبه بعض أصحاب نافع إلى الانتقال بهذه القراءة إلى العراق 
وتقريب الشقة في طلبها على الراغبين» مما مكن الكثير من قرائها من تلقيها عن حملتها دو 
الحاجة إلى تجشم السفر إليها إلى الحجاز والمدينة المنورة. 

ولقد أسدى حملة الرواية بذلك خيرا كثيرا لها وللعراقيين» ألا أن ذلك قد أنهك 
المدرسة "الأم" بالمدينة بفقدانها لأقطاب قراءة نافع بها من أمثال إسحاق المسيبي وابنه محمد 


143 


بن إسحاق وإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير والقاضي إسماعيل بن إسحاق صاحب قالون 
وسواهم» مما جعل الثقل في "مدرسة نافع" ينتقل أو يكاد إلى العراق» ولعل في استعراض 
أسماء المشاغير الذين أخذوا عن إشفاعيل بن جعفر وإسحاق: المسيبى- ما يكفى للعدليل على 
ما ذكرناه, 21, الأمر الذي صرف أنظار العراقيين عن طلب رواية أصحاب نافع بعيدا عن 
المنطقة, سواء في الحجاز أم في. الشام أم في مصر طوال وجود أولئك الكبار من قراء المدينة في 
العراق. لا سيما وقد كان فيهم من يقرأ لنافع وأبي جعفر وشيبة بن نصاح كإسماعيل بن 
جعفر وإسحاق المسيبي ولعل في ذلك ما يفسر انصراف قرائهم عن الرواية عن ورش في زمنه 
كما هو ملحوظ. 





إلا أنه على غرار ما رحل أصحاب نافع برواياتهم عنه إلى العراق» رحل بعض 
أصحاب ورش وتلامذتهم برواياتهم عنه أيضا إليهاء وان كانوا لم يلاقوا أول الأمر من 
الإقبال والاهتمام ما لاقاه أولئك الأعلام لكن سرعان ما تغيرت الأحوال ونشط العراقيون في 
طلب هذه الرواية 


وتعددت طرقهم بها عن حملتهاء ومن أهم الطرق التي تسربت إلى المنطفة: 


-طريق الحسن بن على بن مالك الأشناني البغدادي (ت 278ه) 
زوف القراءة عن أ حول بن صالح صاحب ورش» وسمع منه كتابه ف قراءة نافء() وقد 
رواها الإمام أبو بكر بن مجاهد ف كتاب السبعة من هذه الطريق. 


1 - روى عن إسحاق من قراء العراق أبو حمدون الذهلي البغدادي (غاية النهاية 343/1) - وخلف بن هشام البزار البغدادي 
(غاية 273-272/1) وأحمد بن جبير الكوفي (غاية 42/1) وحمزة بن القاسم الأحول الكوفي (غاية 264/1) وإسحاق 
بن موسى الأنصاري (غاية 158/1) ومحمد بن عمر الباهلي والبصري (غاية 221/2) وحمدان بن بحر الكوفي (غاية 
1/). وروى عن إسماعيل بن جعفر الأنصاري أبو الحسن على بن حمزة الكسائى (غاية 535/1) وقتيبة بن مهران 
الأصبهاني (غاية 27-26/2) وأبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي (غاية 18-17/2) وسليمان بن داود الهاشمي 
(غاية313/1) وأبو عمر حفص بن عمر الدوري (غاية 255/1) ويزيد بن عبد الواحد الضرير (غاية 163/1) وعيسى بن 
سليمان الشيزري(غاية 608/1) وسليمان بن خلاد (غاية 313/1) وخلف بن هشام البغدادي (غاية 273-272/1). 

* - ينظر جمال القراء للسخاوي 444-443/2. 

3 - غاية النهاية 225/1 ترجمة 1022. 

* - السبعة 89. 


144 


-طريق الحسن بن على بن زياد من أصحاب داود بن ال طيبة -صاحب ورش-(2, 

وقد أسند ابن مجاهد رواية ورش من طريقه فقال: "وأخبرني أحمد بن 2 قال: 
حدثنا الحسن بن علي بن زياد ابن أخت إسحاق بن الحجاج قال: حدثنا داود بن هارون عن 
فرق عن نافع"00. 

-طريق محمد بن إسحاق البخاري : 

وهو "مقرئ مشهورء روى القراءة عرضا عن أبي المنذر عن أصحاب ورش "© . 
-طريق محمد بن جرير الطبري الإمام المفسر صاحب "الجامع فى القراءات" (310ه). 
روى حروف ورش عن يونس بن عبد الأعلىء ومن هذا الطريق رواها ابن مجاهد وان 


كان قد دلس في ذكره -فيما ذهب إليه أبو عمرو الداني- قال ابن الجزري في تفسير التدليس 





"قال في إسناده قراءة نافع» حدثنى محمد بن عبد الله قال: حدثني يونس وسقلاب 
عن نافع" قال صالح بن إدربس©: محمد بن عبد الله هذا هو محمد بن جرير". 


-طريق أبي العباس دلبة : 

واسمه عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الهيثم بن مخلد البجلي نزيل بغداد 
(ت318ه)ء أخذ القراءة عن جماعة منهم أ عم الدوري ووس :ين عبد الأعلى. 0 
-طريق محمد بن عيسى بن رزين بن إبرأ الأصبهانى: 

وكان إماما في القراءات» له اختياران: أول وثانء أخذ القراءة عرضا وسماعا عن 
جماعة من أئمة القراءات» منهم من أصحاب ورش وداود بن أبى طيبة ويونس بن عبد 
الأعلىء وصنف كتاب "الجامع ف القراءات" وكتابا ف "العدد" وکتابا ف '"جواز قراءة 








أ - سماه ابن الجزري الحسن بن زياد -ينظر في ترجمة داود بن أبي طيبة 279/1. 

2 - لعله أحمد بن موسى الصفار البغدادي المعدل من شيوخ ابن شنبوذ. ترجمته في غاية النهاية 143/1. 

7 - السبعة لابن مجاهد 89. 

* - غاية النهاية 100-99/2. 

* - ينظر في كتاب السبعة 91. 

© - هو صالح بن ادريس بن صالح بن شعيب البغدادي الوراق نزيل دمشقء قرأ على ابن مجاهد وابن شنبوذ وجماعة؛ توفي سنة 

5- ترجمته في معرفة القراء 243/1 طبقة 8 - وغاية النهاية 332/1. 

7 - غاية النهاية 107/2. ترجمة 2886 -وينظر ما كتبه هنا الدكتور شوقي ضيف تعقبا للداني وابن الجزري فيما نقلاه من 
٠‏ تدليس ابن مجاهد لروايته عن الطبري حفي تقديه لكتاب السبعة لابن مجاهد 27-26. 

- غاية النهاية 404-403/1 ترجمة 1719. 


145 


القرآن على طريق المخاطبة". وكتابا في الرسم. وكان إماما في النحو رأسا فيه وأستاذا في 
القراءات» ومات سنة 253 وقيل 0("242. 

-طريق أبى الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ البغدادي 

شيخ الإقراء بالعراق وأحد من جال في البلاد في طلب القراءات. أخذ القراءات عن 
جمهور من الأئمة منهم إسماعيل بن عبد الله النحاس بمصر -قال ابن الجزري: "قاله أبو 
الكرم الشهرزوري!2©, وهو غلط. وإِنا قرأ على أحمد بن عبد الله بن هلال عن النحاس وبكر 
بن سهل الدمياطي..."وقد امتحن في زمنه بسبب القراءة بشواذ القراءات وتوفي 328ه©. 


-طريق محمد بن إبراهيم الأهناسى الطائى المصري نزيل بغداد : 

وقد ترجمنا له في أصحاب النحاس. 

-طريق [سماعيل بن عبد الله بن عمر الفارسي : 

"قدم دمشق وقرأ بها وسكن بغداد» روى القراءة عن هارون بن موسى الأخفشر ^ 
وبكر بن سهل الدمياطى -من رجال مدرسة ورش-». وروى القراءة عنه ابن مجاهد وعبد الواحد 
بن عمر بن أبي هاش(° 


-طريق ابن أبي مهران الجمال : 

وهو المسن بن العباس بن أبي مهران الرازي الجمال أبو علي عني بالقراءات عموما 
ويقراءة نافع على الخصوصء فقرأ بها على أحمد بن قالون وأحمد ا و سن 
الأصبهاني وأحمد بن صالح المصري -صاحب ورش وقالون-. وكان إليه المنتهى في الضبط 
والتحريرء .وأقرأ ببغداد وغيرهاء قرأ عليه ابن مجاهد وابن شنبوذ ومحمد بن السن النقاش 


وغیرهم» وتوف سنة 289ه6, 


ورواية ابن مجاهد من طريقه عن الملواني عن قالون عن نافع» وعن أحمد بن قالون 
عن 1 عن نافع مضمنة في كتاب ال 





- غاية النهاية 223/2 ترجمة 3340. ومعرفة القراء 181/1 181/1 طبقة 6. 
- هو ألمبارك بن الحسن أبو الكرم الشهرزوري صاحب "المصباح في القراءات الصحاح" توفي سنة 550ه ترجمته في غاية 
النهاية 40-38/2. ترجمة 2652. 

* - غاية النهاية 4038/2 ترجمة 2654. 

“ - ترجمته في غاية النهاية 348-347/2 ترجمة 3762. 

* - الغاية 165/1 ترجمة 769. 

° - معرفة القراء 192-191/1 طبقة 7- وغاية النهاية 216/1 ترجمة 986. 

- السبعة لابن يجاهد 89-88. 


146 


تلك هي الطرق المهمة التي وصلت من خلالها رواية ورش إلى العراق» وأهم منها 
كلها الطريق التالية. 

-طريق أبى بكر الأصبهانى : رائد رواية ورش في المدرسة العراقية : 

وهي طريق رواية ورش عند "العراقيين" التي كتب لها الشفوف على غيرها حتى 
استأثرت أو كادت عندهم بالميدان» وغطت على غيرها من الطرق والروايات. 
ا شيخ القراء بالعراق. ف زمان وصاحب "رواية ورش" عن عند "العراقيين" | 1 م 


3-00 


يعات أضحابة وهم: 


#أبو الربيع سليمان بن داود الرشديني حابن أخى رش دين بن سعد المصري 
(ت 253ه) من أصحاب ورش» ختم عليه احدى وثلاثين ختمة"(1). 

# وعبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة ابو القاسم المصري (ت253ہ)» وقد نقدم أنه 
قرأ على أبيه عن ورش» قال الأصبهاني: "قرأت عليه من أول القرآن إلى سورة "المرسلات" 
ع 

© ومواس بن سهل المعافري المصري صاحب يونس وداود بن أبي طيبة صاحبي ورش» 
وقد تقدم قول الأصبهاني تا جماعة إلى يونس بن عبد الأعلى وأنا حاضرهم» فسالوه أن 
يقرئهم القرآن على قراءة نافع فامتنع وقال: أحضروا مواسا ليقرأ فاستمعوا قراءته وهي 0 
اجازة فقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره في أيام كثيرة فسمعت قراءته' ' قال: "فقرأت 
بعد ذلك ختمات على المذهب الذي كنت سمعته يقرؤه على يونس" . 


© والحسن بن الجنيد أبو علي المكفوف المصري» وكان من أصحاب أبى الأزهر عبد 
الصمد صاحب ورش 040 

© وعامر بن سعيد أو سعير - مصغرا أبو الأشعث المحرسي نزيل "المصيصة" بالشام» 
ختم عليه ختمتين وشرع ف الثالثة فمات"©. 





أ سمعرفة القراء 189/1 طبقة 7- وغاية النهاية 313/1 ترجمة 1376. والمبسوط في القراءات العشر 12. 
2 - غاية النهاية 368/1 ترجمة 1565. 

3 - غاية النهاية 316/2 ترجمة 3670 .-وأصله في المبسوط لابن مهران 13. 

* - غاية النهاية 239/1 ترجمة 1096. 

“ - غاية النهاية 350-349/1 ترجمة 1409. وغوه في المبسوط 14-13. 


147 


# والفضل بن يعقوب الحمراوي المصري صاحب عبد الصمدء وقد تقدم لنا ما رواه 
من طريقه عن ورش عن نافع في رجوعه عن اسكان ياء "محياي" إلى نحريكها الع وقول 
الداني: لم يرو هذا أحد عن عبد الصمد عن ورش غير الحمراوي, وخالفته الجماعة عنه"00. 

© ومحمد بن عبد الله بن يزيد المكي» قرأ الأصبهاني عليه ختمة بمكة سنة 253ه في 
المسجد الحرام -قال فأمر جماعة أن يقرأوا علي فكنت أقرئهم في المسجد الحرام بحضرته". 


وأبو مسعود السود المدني نزیل مصر وصاحب ورش ومعلى بن دحية -قال 
الأصبهاني-: "وكان يقرئ في مسجد ال جامع بمصر. قرأت عليه بقراءة نافع ختمات» وكان لا 
يقرئ بغيرهاء وكان كثير الخلاف لأصحابه المصريين» وكان يمد مدا طويلا..." ©, 


# وأبو الأشعث الجيزي المصري ممن عرض على صاحبي ورش داود وعبد الصمد. 
"روى عنه القراءة محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وأبو المنذر الإمام إمام مسجد مالك-". 


# ويونس بن عبد الأعلى صاحب ورشء تقدم أنه أجاز له بقراءة نافع سماعا بقراءة 
مواس بن سهل. 
© ومحمد بن عيسى بن رزين الأصبهاني ممن روى عن يونس وداود صاحبي ورش 


وعلى العموم فقد كان الأصبهاني أكثر أئمة زمنه اعتناء برواية ورش خارج 0 
المصرية حتى حذق فيها“. وقد حكى الإمام عبد الباقي بن الحسن عنه أنه قال: "ر 
إلى مصر ومعي ثانون ألفاء فأنفقتها على انين ی وقال الحافظ أبو عمرو 7 


عنه: 


"هو إمام عصره ف قراءة نافع رواية ورش عنه» 6 ف ذلك أحد من نظرائه. 
وعلى ما رواه آمل العراق ومن أخذ عنهم إلى وقتنا هذا" 


' - نقله ابن الجزري في الغاية 12/2 ترجمة 2572. 

2 - غاية النهاية 188/2 ترجمة 3188. 

* - غاية النهاية 326/2 ترجمة 3710. 

* - غاية النهاية 173/2 ترجمة 813 - والمصدر نفسه 326/2 ترجمة 3712. 

* - غاية النهاية 169/2 ترجمة 3120. 

° -معرفة القراء للذهبي 189/1 طبقة 7 

1 - سيأتي في شيوخ فارس بن أحمد وهما من روافد مدرسة ورش من المدرسة الشامية كما تقدم. 
*- معرفة القراء 189/1. 

* - تقله ابن الجزري في غاية النهاية 1701/2. 


148 


"قرأت على عبد الباقي بن الحسن قال : قرأت على إبراهيم بن عبد العزيز 
الفارسي/", وأخبرني أنه لقي أبا بكر محمد بن عبد الرحيم 5 إبراهيم بن شبيب بن يزيد بن 
خالد بن قرة- المعروف بالأصبهاني وقرأ عليه القرآن, وأخبرنى أنه قرأ على مواس بن سهل 


-قال الآصبهانى- : فسألته إلى من بسند قراءته؟ فقال لى : قرأت على يونس بن عبد الأعلى 
ا : 
وغیره ٠‏ 


وقال عبد الواحد بن ۶ هاشم حأبو طاهر البغدادي من أصحاب ابن مجاهد-: 
قال * 1 , Wn‏ 
9 إلى ورس. ٠.‏ 


وقد أسند عامة المؤلفين في القراءات رواية ورش عند العراقيين من طريقة كما جد 
ذلك في المؤلفات والكتب التالية: كتاب الغاية لابن مهران وكتاب "قراءات القراء 
المعروفين" للا ندرابى © وكتاب النشر لابن الجزريء وكتاب جامع البيان لأبي عمرو 

١ .: 0 

ا 

وقد صنف الأصبهاني في قراءة نافع كتابا أو أكثرء وينقل أبو عمرو الداني عنه في 
جامع البيان من هذا الكتاب) وقال المنتوري في شرحه الدرر اللوامع ناقلا عن الداني في 
حديثه عن اشمام الضم في "تامننا" لنافع في سورة يوسف9: "وأما النص الوارد بذلك عن 
ورش من طريق الأصبهاني فانه قال في كتابه المصنف في قراءة نافع رواية ورش عنه: "تامنا" 
بفتح التاء وترك الهمز وتشديد النون من غير مبالغة واشمامها الضهم"!0. 


- ترجمته في غاية النهاية 17/1 ترجمة 65. 

- معرفة القراء 190/1. 

- بغدادي يروي عن الشذائي وغيره-ترجمته في غاية النهاية 84/2 84/2 ترجمة 2790. 

- معرفة القراء 190/1 طبقة 7 

- الغاية في القراءات العشر للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران النيسابوري 28-26 وقد أسند فيه رواية ورش قراءة 
على أبي القاسم هبة الله بن جعفر وقرأ بها على الأصبهانيء وأسندها أيضا من قراءته بها على أبي بكر محمد بن محمد بن 
مرتد من قراءته بها على محمد بن إسحاق البخاري قرأ بها بمصر على أبي المنذر إمام مسجد مالك بسنده إلى داود وعبد 
الصمد عن ورش- الغاية 28-26. 

° - ينظر القسم المطبوع من الكتاب 54-52. 

7 - النشر 111-109/1من 26 طريقا. 
8 

9 


1 
2 
3 
4 
35 


- ينظر القسم الذي كتبه للتعريف بالكتاب والمؤلف الد كتور عبد المهيمن طحان- "طرق جامع البيان"98. 

- ينظر "الإمام أبو عمرو الداني وكتابه "جامع البيان" في القراءات السبع "للدكتور عبد المهيمن طحان 94-92. 
*! - يريد قوله تعالى:"قالوا يا أبانا مالك لا تامننا على يوسف وانا له لناصحون." يوسف الآية 11. 
' - تفله المنتوري في شرح الدرر. 


149 


وتنفرد طريق الأصبهاني عن ورش في كتب القراءات المشهورة عن طريق الأزرق التي 
عليها القراءة عند المغاربة والأندلسيين عموما بجملة من الخصائصء. ومن أهمها قصر المد 
المنفصل مطلقا(!) وترك الامالة وعدم ترقيق الراءات أوتفخيم اللامات عند الموجبات كما 
هو معروف في طريق الأزرق عن ورشء قال أبو جعفر بن الباذش في آخر ما ذكره عن أحكام 
الراءات لورش في "الإقناع": 

"كل ما ذكرنا في باب الراءات من المتفق عليه لا يسع أحدا الخروج عنه لأن ما 
عداه لحن وما ذكرنا من طريق أهل مصر عن ورش فشيء لا يأخذ به غيرهم» وأهل العراق 
وخراسان لا يأخذون به عنه» لأنهم أكثر ما يقرأون برواية الأصبهاني عنه. ومن نقل منهم 
رواية أبي يعقوب (© أو ابن القاس لم يتشاغل بشيء من هذا" . 

ولا شك أن الأصبهاني إنا اختار هذه الوجوه من الأداء من جملة ما قرأ به على 
جملة مشايخه. وهم كما رأينا عدد كبير» منهم الآخذون عن ورش مباشرة» ومنهم الآخذون 
عنهم» مع تباين مدارسهم واتجاهاتهم أيضاء مما يدل على مكانته في هذه الرواية ودرجة 
تأثيره في ما أخذ به المشارقة في رواية ورش من أناط في الأداء» حتى عند الآخذين منهم 
بطريق الأزرق -كما لمح إلى ذلك ابن الباذش في قوله السالف الذكر- أو بطريق عبد الصمد 
"فانهم لا يتشاغلون بشيء من ذلك. وهذا من شأنه أن يؤدي عند تلاقح الطرق عن ورش 
فيما بعد إلى تداخل الاتجاهات وتقارضها التأثير. مما سيعطي جالا أوسع للموازنة والترجيح 
والاختيار في ضوء جملة ما صح من تلك الطرق والروايات» وسيكون لذلك شأنه أيضا عند 
أئمة "مدارس الأصول" من رجال المدرسة المغربية في عهد التأصيل؛ مما سيتمخض عنه 
اتجاهات فنية متمايزة سوف نقف عندها في موضعها من البحث بعون الله. وقد ظل الأصبهانى 
حمل راية هذه المدرسة في المشرق إلى أن توفي بيغداد سنة ست وتسعين ومائتيذ © مخلفا وراءه 
صدى مدرسته عاليا في الآفاق, مرددا اختياراته التي امتاز بها وحملت عنه إلى كل مكان با 
في ذلك إلى البلاد المصرية نفسها مع روافدها العراقية الذين دخلوا بها فيما دخلوا به من 
قراءات وروايات» الأمر الذي سيكون له أثر كبير في توجيه مسار رواية ورش في مصر 
وتلقيحها بنصيب من هذه الاختيارات التي نقلها إليها المتصدرون من رجال "المدرسة 
العراقية" غداة الحدارهم إليها أثناء المائة الرابعة. 


1 - ينظر ما ذكره ابن الجزري مما انفرد به الأصبهاني عن الأزرق في غاية النهاية 170/2. 

* - المصدر نفسه. وفي ذلك قيل: "ليست للأصبهاني من إمالة ٠‏ في سائر الذكر فخذ إفادة". 
* - يعني يوسف الأزرق صاحب ورش. 

“-هو عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم العتقي. 

- الإقناع في القراءات السبع 334/1. 

؟ - غاية النهاية 170/2 ترجمة 3129 


5 


150 


ولعل ثاني رجال "المدرسة بدية تأثيرا ف مسار "مدرسة ورش " ف مصر هو 
صاحبه وأشهر الرواة عن الأصبهاني 
العراقية في القراءات : 


هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي العطشي شيخ قراء بغداد 
في زمنه وعميد القراءات بها وأول من سبع السبعة في كتاب. قال ابن الجزري: 

"شيخ الصنعة» وأول من ع لعي ولد سنة 245ه بسوق ر ببغدادء قرأ 
محمد بن عبد ال 2 e‏ ف ١‏ الأسبهائن المذكور في طليعة الوا 


عن , 


ويعتبر كتاب السبعة له أقدم كتاب بين أيدينا في القراءات السبع عموما وفي قراءة 
نافع على الخصوصء وقد قدمنا أنه بدأ تأليفه به واهتم بذكر أعلام مشيخته مشاهير الرواة 
عنه» ثم أسند قراءته من روايات عدة سبق أن أشرنا إليها في تراجم أصحاب نافء©. 


ويهمنا من ذلك هنا أنه رواها أيضا من رواية ورش من طريقي أحمد بن صالح 
وداود بن هارون ‏ كلاهما عن ورش » ومن طريق يونس بن عبد الأعلى عن ورش 
ودب وف ا عن نافع ". 

ول يذكر في كتاب "السبعة" طريق الأصبهاني ولعله أسندها عنه في غيره. والملا حظ 


أنه في كتاب السبعة وإن م يسند رواية ورش من طريق الأزرق» فإنه في بعض ما ذكره من 
أصولها بوافق طريقه. ويخالف طريق الأصبهانيء ومن أمثلة ذلك قوله في "ذكر الهمز": 


"وروی ورش عن نافع نرك الهمز الساكن ف مثل "يومنون' ' وما أشبه ذلك وكذلك 
المتحرك مثل "ويوخركم" و "لايواخذكم" و "يوده" وما كان مثله"©. وهذا عين ما أخذ 
به الأزرق في مذهبه في الهمز المغرد. 


' - هو المعروف بأبي الزعراء -تقدم. 

7 - غاية النهاية 140-139/1 ترجمة 663. 

- غاية النهاية 170/2. ترجمة 312. 

“ - يمكن الرجوع إليها في كتاب السبعة 92-88-64-54. 

ˆ - هو ابن أبي طيبة المصري. 

° - السبعة في القراءات 80. 

7 - السبعة 91. 

- السبعة 132. 

* - بنظر في التيسير 34 - والإقناع 412/1 والنشر 301/1. 


151 


ومن أمثلته أيضا قوله عند ذكر الهمزتين من كلمتين: "وقال ورش عن نافع انه كان 
يهمز الأولى من المتفقتين والمختلفتين في القرآن كله ويمدها ويترك الثانية مثل "هؤلاء 
إن"00, 

وهذا أيضا مذهب الأزرق عن ورش أنه يبدل الثانية حرف مد مجانسا لحركة الهمزة 
الأو 


الياء ولا بكست مثل قوله "الهدى و "الهوى" و "العمى" و "استوى" و "أعطى" و 
"أكدى" وما أشبه ذلك كانت قراءته وسطا في ذلك كله... وقال المسيبي: كان نافع يفتح 
ذلك كله. والأول قول قالون وورش عن نافع"00. 


فقوله : كانت قراءته وسطا هو ما يعبر عنه في طريق الأزرق ب "التقليل" أو الإمالة 
ونجده أحيانا يورد الخلاف بين الطرق عن ورشء وريا لم يسم بعضهاء كقوله في "لثلا 
(4). 
يكون ': 


"روى ورش عن نافع أنه لم يهمزهاء أخبرني بذلك الحسن بن علي بن مالك“ عن 
أحمد بن صالح عن ورش عن نافع بذلك. ورأيت أصحاب ورش لا يعرفون ترك الهمز في 
"لكلا ". وروی يونس بن عبد الأعلى عن ورش وسقلاب عن نافع أنه كان لا يهمز "ليلا" 
وروی غيره عن نافع الهمز." . 

والذي يهمنا من هذه الأمثلة وغيرها مما يكن الرجوع إليه في كتاب السبعة هو تعزز 
ميدان الرواية عن ورش على يد ابن مجاهد بمثل هذا الكتاب الذي يتضمن طائفة كبيرة من 
مسائل الخلاف بين الرواة. مما سيكون له أثره لا حالة في إثراء البحث في أصول هذه الرواية, 
وني تايز هذه الاتجاهات الأدائية عند مدارسها المختلفةء ولا سيما حين يتاح لها أن تتلاقح 
في الميدان وتتلاقى في النصف الثاني من المائة الرابعة على أيدي أصحاب ابن مجاهد 


أ - السبعة 140 

© - التيسير 33 والإقناع 361/1. 

3 - السبعة 145. 

* - سورة البقرة -الآية رقم 149. 

* - هو الأشناني الآنف الذكر الذي روى عن أحمد بن صالح وسمع منه كتابه في قراءة نافع. 

- في الأصل المطبوع "يونس بن عبد الأعلى عن ورش -وسقلاب عن ورش -عن نافع"ء ولا تعرف سقلاب رواية عن ورش 
عن نافع» وامما يروي عن نافع نفسه كورش. 

”7 - السبعة لابن مجاهد 172. 


6 


152 


والآخذين عنهم ممن حملوا تراث "المدرسة العراقية" إلى مصرء ثم حمل عنهم إلى غيرها 
من الجهات المغربية والأندلسية كما سيمر بنا بعون الله. 


ويكفى في بيان أثره في زمنه ما ذكره ابن الجزري في ترجمته منوها بكثرة أصحابه اذ 
يقول: 1 

"ولا أعلم أحدا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه. ولا بلغنا ازدحام الطلبة على 
أحد كازدحامهم فليم حك ابن الأ خر أنه وصل إلى بغداد فرأى في حلقته وا من 
ثلامائة مصدر. وقال على بن عمر المقرئ : © "كان ابن مجاهد له في حلقته أربعة وثانون 
غرف ادون على الاس قوق سنة 324 


ولقد تلقى عنه القراءة فيمن تلقاها جمهور من العراقيين والشاميين والمصريين» وفي 

ضمنها رواية ورش من طرقها المتداولة بالعراق فكان بذلك متمما لما بدأه شيخه أبو بكر 
الأصبهانيء وصلة وصل بين مدرسته وبين الأجيال اللاحقة في هذه الروايةء إلى جانب الطرق 
الأخرى التي تفرعت عن طريق الأصبهاني نفسه, فازدادت الرواية عن ورش في العراق ويلا د 
العجم جمهوراء وتفرعت عنها طرق كثيرة مشهورة جد أهمها في كتاب "النشر" لابن 
ار ٌ 

ولكن الذي يلفت النظر بصفة خاصة هو أن رواية ورش قد أخذت من طرقها التي 
ترعرعت في العراق وما إليها تغادرها مرة أخرى في اا او اق ل ااه صر 
يحملها نخبة من أعلام الأئمة الذين برعوا فيهاء ومعها رصيد غني من القراءات والروايات 
عن السبعة والعشرة وغيرهم من قراء الأمصارء وكان من طلائعهم الأولى لفيف من أصحاب 
ابن مجاهد وأعلام مدرسته دخلوا مصر وتصدروا فيهاء وكان لهم مقام في..تلقيح مدرستها 
"الأ" بهذا الجديد الوافد مضافا إلى ما تأثل لها بسبب الاحتكاك بباقي المدارس 
والاتجاهات الأخرى, فكان من أولئك الرواد : 
أولا : أبو الفتح بن بدهن : 

هو أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن بدهن الخوارزمي ثم البغدادي نزيل مصر يعرف 
بابن بدهن. 





' - هو محمد بن النضر الربعي الدمشقي -تقدم. 

2 - هو علي بن عمر بن عصام أبو الحسن البغدادي من أصحاب ابن مجاهد -ترجمته في غاية النهاية 559/1. 
3 - غاية النهاية 142/1 ترجمة 1663. 

* - النشر 112-109/1. 


153 


قال ابن الجزري : 


"مشهور عارف متقن» اجتمع له حسن الصوت والأداء. قرأ على أحمد بن سهل 
الأشنانى اين مجاهد وهو أحذق ااه : 


قرأ عليه عبيد الله بن عمر القيسي© ومحمد بن الحسن بن النعمان“ وعبد المنعم بن 
غلبون سماعا وابنه طاهر بن عبد المنعم ومحمد بن علي لكين والحسن بن سليمان 
الأنطاكي والكشر بن احمد 177 يوقو يت الفلا 359 50 


ثانيا : ابن أشته الأصبهاني : 
هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن أشته الأصبهاني . 
قال ابن الجزري : 


«شهور مأمون ثقة, عالم بالعربية» بصير بالمعاني» حسن التصنيف» صاحب سنة". 


"وكتابه "المحبر" كناب جليل يدل على عظم مقداره وله كتاب "المفيد في الشاذ"" 
قلت : وله كتاب "المصاحف"©. 


أخذ القراءة عرضا وسماعا عن جماعة أشهرهم أبو بكر بن مجاهد وأبو بكر النقاش. 


ومن أهم الآخذين عنه من الأئمة عبد المنعم بن غلبون وخلف د بن إبراهيم الخاقاني 
شيخ الداني» وعبد الله بن محمد بن أسد الأندلسي. ومحمد بن عبد الله المؤدب“ وخلف 


بن قاسم بن الدباغ'. وتوفي بمصر لثلاث بقين من شعبان سنة 360( . 


هو أبو العباس بن الفيروزان الأشناني إمام ثقة ضابط من شيوخ ابن مجاهدء وله كتاب في القراءات ينقل عنه الداني في 
جامع البيان -ينظر ما كتبه الدكتور عبد المهيمن طحان عن مصادر الداني في كتابه "الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع 
البيان" ص 95- توفي الأشنانى سنة 307 - ترجمته في غاية النهاية 60-59/1 ترجمة 257. 

2 - هو عبيد الله بن عمر القيسي البغدادي نزيل الأندلس يعرف بعبيدء وسياتي فيمن دخل الأندلس. 

( - الصحيح "محمد بن الحسين بن النعمان نزيل قرطبة من أعلام "المدرسة القيروانية" وسياتي. 

“ - هو أبو على البغدادي صاحب الروضة في القراءات وسياتي عن قريب. 

“علي الف ن ال بعس أبو أت اران جرج خاي الا 370/1 هة 1222 

° - غاية النهاية 69-68/1 ترجمة 300. , 

” - بغية الوعاة للسيوطي 142/1. 

* - هو ابن أسد الجهنى وسياتى في أصحاب الرحلات العلمية من الأندلسيين. 

* - هو البروجرديء انفرد عنه بحروف من القرآن لم يروها غيره. غاية النهاية 190/2. ترجمة 3202. 

'! - هو أبو القاسم الدباغ الأندلسي من شيوخ أبي عمرو الداني وسياتي. 


154 


ثالث : أبو القاسم البزاز البغدادي : 


هو عبد الله بن أحمد بن علي بن طالب بن عبد المجيد أبو القاسم البزاز البغدادي 


نزيل مصرء روى حروف الأعشو© عن أبى 56 سماعا من غير عرض على الحسن بن داود 
اغا ++ رو ارا ع اون بن اح حشيخ الداني-"©, 


رابعا : غزوان بن القاسم 

هو غزوان بن القاسم بن علي بن غزوان أبو عمرو المازني نزيل مصر. 

قال ابن الجزري : 

"مقرئ حاذق حرر» ولد سنة 292ه, أخذ القراءة عرضا عن أن الحسن بن شنبوذ 
ومحمد بن سلمة العثماني وأحمد بن محمد بن بسام وعن ابن مجاهد -فيما ذكره الداني-» 
قرأ عليه إسماعيل بن عمرو الحداد وأبو بكر محمد بن الحسن الطحان. قال الداني: 

"كان ماهرا ضابطا شديد الأخذ. واسع الرواية» حافظا للحروف. توفي بمصر سنة 
6ه" يرويها عن النحاس عن الأزرق عن ورش» وقيل عن ابن هلال عن النحاس -كما 
تقدم-» وبرويها غزوان أيضا عن محمد بن سلمة العثماني المصري. وقد تقدم أنه يرويها عن 
أبيه سلمة حراوي خبر رحلة ورش- وعن يونس بن عبد الأعلى -آخر من مات من أصحابه-. 


ولعل في قول أبي عمرو الداني عن غزوان "كان ضابطا شديد الأخذ" ما يدل على 
تأثره بالنمط الأدائى عند رجال المدرسة المصرية -كما رأينا فيما ذكره الدانى في ترجمة عبيد 
بن السمان آنفا. 


ويؤكد هذا أيضا قول الداني في ترجمة تلميذه أبي بكر الطحان -الآنف الذكر 
أعلاه- : "كان ضابطا حسن الأخز"190, ققد تقدم أن "الأخذ" في هذه التراجم يعني 
الأخذ بأسلوب "التحقيق" ف الأداء. 


- ترجمته في معرفة القراء 249/1 طبقة 8- وغاية النهاية 184/2 ترجمة 3177- ويغية الوعاة 142/1 ترجمة 236. 
- هو يعقوب بن محمد بن خليفة الكونيء أخذ القراءة عرضا عن أبى بكر شعبة حغاية النهاية 390/2. 
- هو شعبة بن عياش صاحب عاصم. ١‏ 

- ترجمته في غاية النهاية 212/1. 

* - الغاية 407/1. 

° - تقدم في الرواة عن يونس بن عبد الأعلى صاحب ورش. 

7 - هو أحمد بن محمد بن بسا» روى القراءة عن أبيه. -ترجمته في الغاية 128/1. 

* - تقدم في الرواة عن ابن نفيس المصري. 

* - سياتي في شيوخ الداني. 

9 - غاية النهاية 3/2 ترجمة 2540. 

1! - غاية النهاية 127/2 ترجمة 2951. 


10-0 دم دا د 


155 


خامسا : أحمد بن بهزاد بن مهران أبو الحسن الفارسى 

"نزل مصر وسكنهاء وروی الحروف عن ا جعفر امك بن محمد بو ؟ عن 
خا ب لان وا بي بكر عن غاص روى الحروف عنه أحمد بن عمر ب بن محفوظ9, 
توفي بمصر سنة 4" 5 


سادسا : عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أسد أبو القاسم الرازي الشافعى -نزيل مصر- 


"روى الحروف عن محمد بن 2 الهردي ‏ عن محمد بن عبد الحكم القطري7”7) عن 


قالون» وعن العباس بن الفضل بن شاذان80 ' عن أبيه عن الزيداني 9 : رزوی عله ارين ب 
أحمد وحمد بن علي بن أملى') توفي بمصر بعد سنة 380 قاله الداني"02, 


سابعا_: أبو الف 











هو ابراهيم بن عكي بن ابراهيم بن سبيخت أبو الفتح البغدادي البغدادي نزيل مصر. 
قال ابن الجزري: "ماهر مكثر, قرأ على بكار بن محمد بن کا وابن مجاهد وعبيد الله بن 
أحمد 3 بكير الب مات كصر سنة 0م "1 , 


ثامنا : ابو الفرج البغدادي : 


هو محمد بن أحمد بن أبي النجود البغدادي أبو الفرج نزيل مصر. من أصحاب أبي 
طاهر عبد .الواحد بن أبي هاشم -صاحب ابن مجاهد - قرأ عليه وسمع منه كتبه في القراءات 





٠‏ - هو أحمد بن محمد بن الحجاج أبو جعفر الرشديني من أصحاب أحمد بن صالح صاحب ورش -تقدم- 
* - هو يحيى بن سليمان بن يحبى أبو سعيد الجعفي الكوفي نزيل مصر روى القراءة عن أبي بكر بن عياش» وله نسخة, توفي سنة 
7.- ترجمته في غاية النهاية 373/2 ترجمة 3849. 
” - هو شعبة بن عياش صاحب عاصم. 
4 - تقدم في أساتذة مدرسة ورش بكصر. 
* - غاية النهاية 41/1 ترجمة 171. 
° - هو محمد بن يوسف بن بشر الهروي سكن الشام- ترجمته في غاية النهاية 284/2 ترجمة 3551. 
” - تقدم في أصحاب قالون. 
* - هو أبو القاسم الرازي من شيوخ ابن مجاهد توفي بعد سنة 310- غاية النهاية 352/1 ترجمة 1513. 
2 - الصحيح "الدنداني" وهو محمد بن ادربس الأشعري الرازي -ترجمته في غاية النهاية 97/2. 
'! - ترجمته في غاية النهاية 201/2 ترجمة 3247. 
!! -غاية النهاية 447-446/1 ترجمة 1860. 
17 - ذكره الداني قال ابن الجزري وصوابه بكار بن أحمد بن بكار بن بنان.. أبو عيسى البغدادي يعرف ببكارة» ولد سنة 275 
ثم ذكر شيوخه وفنهم ابن مجاهد. حغاية النهاية 177/1 ترجمة 823. 
- بغدادي ثقة مأمون» روى الحروف سماعا عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عن قالون -ترجمته في غاية النهاية 484/1 
ترجمة 2012. 
4 - غاية النهاية 19/1 ترجمة 74 


13 


156 


وغيرهاء وروی الحروف عن أب بكر مد بن جعفر بن محمد بن ل وسمع جماعة 
وروى كتاب "معاني القرآن" للزجاج عن أبي الحسن الجصاص عنهء قال الداني: 

"قرأ عليه أصحابنا بمصر قبل تسعين يعني وثلامائة-. ويغيرهاء وخرج من مصر 
إلى 0 فتوفي ھا س خفن او :2396" 





خ أبى عمرو الدانى. 

جد شهدا E o o‏ ونزيل 
مصر. "مسند عالي السندى ولد سنة م القراءات عن ا بكر بن مجاهد وحمد 
بن أحمد بن قطن“ ومد بن أحمد بن بزيعء وسمع من ابن دريد ونفطويه وابن الأنباري 
وأبي القاسم البغوي وابن أبي داودء ودخل المغرب» فسمع من أبي القاسم زياد بن مؤنس". 

روى القراءة عنه الحافظ أبو عمرو الداني وقال: كتبنا عنه کثیرا") ورشأ بن نظيف 
بن ما شاء الله الدمشقي الأستاذ في قراءة ابن عامر س » وأبو علي ا شيخ 
القراء بالشاء7, وأحمد بن بابشاذ أبو الفتح الجوهري“ وأحمد بن علي بن هاشم -تاج 
الأئمة- وحدث عنه جماعة. قال الذهبى: وهو آخر من روى "السبعة" عن ابن مجاهد. مات 
في ذي القعدة سنة 399©. ْ 





عاشرا : عاشرا : أبو أحمد السامري : 


هو عبد الله بن الحسين بن حسنون أبو أحمد السامري البغدادي 50 
اللغوي مسند القراء بالديار المصرية ف زمانه. ولد سنة خمس أو ست وتسعين ومائتين - 
الشك منه-ء قال الدانى : 





أ - هو أبو بكر أحمد بن جعفر الختلى البغدادي . ترجمته في غاية النهاية 44/1 ترجمة 182.. 
2 - غاية النهاية 90-89/2 ترجمة 2811. 
3 - هو أبو عيسى الوكيل المؤدب السمسار البغدادي. من أصحاب السن بن خالويه اللغوي والحافظ الدارقطني - ترجمته في 
غاية النهاية 79/2 ترجمة 2774 
-ترجمته في غاية النهاية 517/1 ترجمة 2141. 
- ترجمته في معرفة القراء الكبار 321/1 طبقة 10 - وغاية النهاية 284/1 ترجمة 1271 
- تقدم ف مشيخة المدرسة الشامية. 
- هو والد طاهر بن بابشاذ النحوي صاحب المقدمة المشهورة في النحو -ترجمته في غاية النهاية 40/1. 
- معرفة القراء 259/1 طبقة 9. 


E 


157 


"أخذ القراءة عرضا عن محمد بن حمدون المذاء" ويموت بن المزرع9 وأحمد بن 
سهل الأشناني وأبي بكر بن مجاهد وأبي الحسن بن شنبوذ وأبي كوا ينقت اود 
جماعة ثم قال "مشهور ضابط ثقة مأمون» غير أن أيامه طالت فاختل حفظه ولقه الوهمى 
وقل من ضبط عنه ممن قرأ عليه في أخريات أيامه." 


قرأ .عليه جمهور من 0 منهم أبو الفتح فارس بن أحمد -شيخ الداني- "وهو 
أضبط من ن قرأ عليه ف أيام حفظه دا الفضل 5-8 وعبد ا بن الذرب 
اسي كناف -من امات 5 نفيس ومحمد بن لكان الأبي الأندلسي -شيخ غ أبي محمد 
بن سهل صاحب الداني» وعبد الرحمن بن الحسن بن سعيد أبو القاسم ا قرطبة 
وصاحب کتاب "القاصد ف القراءات" » وعيد الجبار بن خم الطرسوسي -صاحب كتاب 
المجتبى في 1 وأبو العباس بن فيس ود عن بن وت الو 3 ومحمد بن 
ادل( ا بن إبراهيم الأنباري تيل مه مصر -من ا عمر بن عراك- الأستاذ 
ف رواية ورش» وعيسى بن سعيد بن سعدان أبو الأصبغ القرطبي!) وغيرهم کثبر» وتوف أبو 
أحمد سنة 386هى وصلى عليه عمر بن عراك" 09 , 


١‏ - هو أبو الحسن الواسطي المذاء عرض على قنبل صاحب رواية ابن كثير وأبي عون الواسطي صاحب رواية قالون عن نافع» 
وروى عنه القراءة أبو بكر بن مجاهد سنة 310 أو بعدها -ترجمته في غاية النهاية 136-135/2 ترجمة ٠.2083‏ 

* - هو محمد بن المزرع بن موسى العبدي البصري ابن أخت أبي عثمان الجاحظء قرَأ على أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني 

وأكثر روايته عنه» وروى عنه القراءة ابن مجاهد وابن الأنباري والمطوعي وأبو أحمد السامري وغيرهم توفي سنة 303ه.- 

ترجمته في غاية النهاية 392/2 ترجمة 3906. 

- هو أبو بكر محمد بن الحسن العطار البغدادي -تقدم-. 

- هو مؤلف كتاب المنتهى في القراءات -تقدم في ترجمة أبي يعقوب الأزرق. 
- تراجع ترجمته في غاية النهاية 385/1 ترجمة 1642. 

“ - كان الأبي ظاهري المذهب» دخل الأندلس في سنة 423 - ترجمته في غاية النهاية.149/2. 

”7 - هو أبو بكر المهزوقاني مقرئ مصدر ترجم له في غاية النهاية 213/2 ترجمة 3292. 

© - من أصحاب الرحلات العلمية من الأندلس» قرأ عليه الحسن بن القاسم الواسطي بمصر غاية النهاية 10/2. ترجمة 
3. 

” - مقرئ من أهل قرطبة من أصحاب الرحلات العلمية توفي سنة 390 بقرطبة. -ترجمته في غاية النهاية 608/1 ثرجمة 
9. / 
- تراجع ترجمته في معرفة القراء الكبار للذهبي 267-264/1 طبقة 9 حوغاية النهاية 416-415/1 ترجمة 1762. 


3 


4 


158 


حادي عشر : أبو على المالكي البغدادي : 
هو الحسن بن محمد بن إبراهيم أبو علي البغدادي المالكي مۇلف كتاب "الروضة ف 
القراءات الإحدى عشرة' '» ونزيل مصر. قرأ على أبي أحمد الفرضى 00 .وحم ين عبد الله 
الو :وان اين لما وعبد الملك بن التهروائ © وعمد بن عبد الله 
النهرواني و محمد بن عر الحا و بن المظفر ا AS‏ 
وصار شيخها". 
"قرأ عليه أبو القاسم الهذليء وإبراهيم بن لماعي غا و ر 


وعبد المجيد المليجي © وعبد الله السقطى السفاقسى!!)؛ وروى عنه الروضة علي بن محمد 
حيو اناك ف TT‏ 





أ - في الغاية "قرأ على أحمد" والصحيح "أبي أحمد" وهو عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي البغداديء أخذ القراءة” 
عرضا وسماعا عن أبي الحسن بن بويان وهو آخر من بقي من أصحابه ممن روى رواية قالون عن نافع وغيرها.-ترجمته في 
غاية النهاية 492-491/1 ترجمة 2043. 

2 - هو أحمد بن عبد الله بن الحضر أبو المسن السوسننجردي .البغدادي (402-325-ترجمته في غاية النهاية 73/1 
ترجمة 321) 

7 - هو أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله بن الحمامي شيخ العراق ومسند الآفاق ولد سنة 328 وتوفي 
سنة 417 -ترجمته في غاية النهاية 522-521/1 ترجمة 2896. 

“ - هو أبو الفرج عبد الملك بن بكران النهرواني القطان إمام قرأ على أبي طاهر بن أبي هاشم وجماعة توفي سنة 404. 
ترجمته في غاية النهاية 468-467/1 ترجمة 1952. 

- هو أبو عبد الله النهرواني الجعفي الكوفي (ت402) ترجمته في غاية النهاية 178-177/2 ترجمة 3152. 

° - هو محمد بن جعفر بن محمد أبو الحسن التميمي الكوفي يعرف بابن النجار» مقرئ خوي معمر مسند (402-303). 
ترجمته في غاية النهاية 111/2 ترجمة 2806. 

- هو أبو بكر الدينوري شيخ الدينور وإمام جامعهاء أقرأ بها بعد الأربعمائة. - غاية النهاية 264/2. 

- هو إبراهيم بن إسماعيل بن غالب أبو إسحاق يعرف بابن الخياط المصري المالكي.. روى الروضة عن أبي علي سماعا 
وتلاوت وقرأ عليه أبو القاسم بن الفحام صاحب التجريدء وهو أحد شيوخه المعتمد عليهم. - ترجمته في غاية النهاية 
1 ترجمة 28. 

- ” - سياتي ف أقطاب المدارس الأندلسية. 

“! - هو عبد المجيد بن عبد القوي أبو محمد المليجي المصري من شيوخ أبي علي بن بليمة صاحب "تجريد العبارات" ترجمته 
في غاية التهاية 1 ترجمة 1941. 

2 داهو أو 5 بن الصواف المصري الواعظ المعروف ب "المعدل"ء قرأ عليه بمضمن "الروضة" وسمعها منهء رواها عنه 
(ابن مسبح الفضي) ترجمته في غاية النهاية 567/1 ترجمة 2331. 

13 - ترجمته في غاية النهاية 230/1 ترجمة 1045. 


159 


ثاني عشر : عشر 5 نصر بن عبد العزبر الفارسى. 

هو أبو الحسن نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح الفارسى الشيرازي. "شيخ حقق 
إمام مسند ثقة عدل.. ٠‏ انتقل إلى ا فكان ر الديار ال ومسندهاء ألف کتاب 
"الجامع في العشر" وقد ذكر ابن الجزري أنه شارك أبا على المالكى في عامة شيوخه. وتقل عن 
أبي القاسم بن الفحام أنه قال: "قال لنا أبو الحسن نصر الفارسي: أنه قرأ بالطرق والروايات 
والمذاهب المذكورة في كتاب "الروضة" لأبي علي المالكي البغدادي على شيوخ أبي علي 
المذكورين في "الروضة" كلهم القرآن كله. وأن أبا علي كان كلما قرأ جزءا من القرآن 
قرأت مثله» وكلما ختم ختمة ختمت مثلهاء حتى انتهيت إلى ما انتهى إليه من ذلك" . 

ومن مشاهير الآ خذين عنه: 


أبو القاسم عبد الرحمن بن عتيق بن الفحام الصقلي - صاحب التجريد في 
القراءات-" . 

وأبو القاسم خلف بن إبراهيم بن النخاس القرطبي -أحد أعلام قراء المدرسة 
القرطبية-. سمع منه كتابه "الجامع ف العشر". ومرشد بن كيى المديني» روی حروف العشرة 
سماعا من كتابه "الجامع في العشر". ورواها عنه أبو طاهر السلفي الحافظ©. وتوف نصر 


الفارسى سنة 461م ©. 


ثالث عشر : أبو عبد الله القزوينى : 


ومن 5 من رجال المدرسة العراقية على أعلام المدرسة الشامية بمصر أبو عبد الله 
محمد بن أحمد بن علي القزوبني نزيل مصر. قال الذهبي: 
"قرأ على علي بن داود الداراني) بدمشقء وعلى الحسن بن سليمان الأنطاكي 


ال وعلى طاهر بن غلبون» وسمع من والده ای الطيب عبد المنعم بن غلبون كتاب 
"التذكرة"» ۴ ٍ قرأ 5 


قرأ عليه أبو الحسين يحيى بن الشاب وأبو علي الحسن بن بليمة "صاحب اختصار 
العبارات في القراءات". توفي في ربيع الثاني سنة 452ه عن نيف وثانين سنة. ©. 


أ - غاية النهاية 337-336/2 ترجمة 3729. 

7 - غاية النهاية 293/2 ترجمة 3587. 

* - ترجمته في معرفة القراء 340/1 طبقة 11 -وغاية النهاية 337-336/2 ترجمة 3729. 
* - من شيوخ أبي علي الأهوازي حتقدم-. 

- معرفة القراء 335-334/1 طبقة 10. 

° - غاية النهاية معرفة القراء 335-334/1 طبقة 10 - وغاية النهاية 75/2 ترجمة 2758. 


160 


رابع عشر : أبو عبد الله الشيرازي : 

هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن بن موسى الشيرازي القاضي. 

"شيخ مقرئ متصدر نزل مصرء قرأ على أبي بكر محمد بن الحسن الطحان7". وأبي 
علي الأهوازي وهو من قدماء أصحابه. وأبي بكر محمد بن أحمد بن محمد السلمي فشارك 
الأهوازي فيه..." 

"قرأ عليه أبو القاسم الهذلي -صاحب الكامل- بمصر". 


أ - هو محمد بن الحسن أبو بكر الطحان الضرير المصري» "مقرئ محقق حاذق ضابط مجودء أخذ القراءة عرضا عن غزوان بن 
القاسم وأبي أحمد السامري وأبي بكر الأذفويء قرأ عليه محمد بن عبد الله بن الحسن الشيرازي, قال الداني: "كان حافظا 
حسن الأخذء جالسته في المسجد الجامع وغيره بمصرء وسمعت منه أحاديث» وتوفي بمصر بعد خروجي منها -يعني بعد 
8ه -غاية النهاية 172/2 ترجمة 2951. 

2 - غاية النهاية 176/2 ترجمة 3153. 


161 


خاقة في: 
-أثر التلاقح بين هذه المدارس في مدرسة ورش وأصول أدائها: 

هؤلاء هم أهم أساتذة "المدرسة العراقية" الذين أفادوا من "مدرسة ورش" في البلاد 
المصرية» ثم عادوا فتصدروا فيهاء فكان لهم أثرهم المكين -إلى جانب غيرهم - في توجيه 
المسار الذي سارت فيه القراءة ف مصر ف عصر ازدهار مدرسة ورش بھا» وف صنع "الطراز" 
الذي تبلورت هذه الرواية من خلاله في أثناء المائة الخامسة وما حولها بعد أن تلاقحت فيها 

وإن المتأمل في مصنفات الأئمة في القراءات من المتأخرين عن هذه المقبة أو المعاصرين 
لهاء لا يخطئه أن يلمس بوضوح أثر هذا التلاقح بينا واضحا فيما انتهى إليه أولئك الأئمة في 
مدارسهم الفنية" من اختيارات في الأداءء تلك الاختيارات التي أدت عند المتأخرين من الخلف 
بعدهم إلى تشعب مسائل الخلاف في أصول رواية ورش بحسب الطرق والمصنفات التي 
يعتمدونها. 

ونكتفى لبيان هذه المقيقة بهذين النموذجين من نلك المسائل من كتاب "الإقناع" 
لابن الباذش لنتمثل من خلالهما كيف اتسع الخلاف في بعض الأبواب بين "المدارس الفنية" 
أو "مدارس الأقطاب" انطلاقا مما استقر عندهم من اختيارات في ذلك قائمة على تلك 
الاعتبارات» ولا سيما فيما ليس فيه نص صريح عن صاحب الرواية يحدد القراءة وكيفية 
أدائها. 

مثال أول : 

يقول أبو جعفر بن الباذش في عرض مذاهب القراء السبعة في الفصل بين السورتين 
بالبسملة أو تركه: 

"فأما أبو عمرو وورش فلم يأت عنهما أيضا نصء واختلف "أهل الأداء"© فمنهم 

"وقد ذكر مكى -رحمه الله- أنه قرأ على أبي عدي بالفصل ©), وكذلك قال حمد 
بن شريح عن ابن نفيس عنه» وهو اختيار ابن شریح» وبه قرأ على أبیه". 





' - هذا اصطلاح لنا نريد به أصحاب المدارس الأصولية في رواية ورش وغيرها من "المغارية" في المائة الخامسة. 

2 - هذا التعبير عند الأقدميين في مقابل "المدارس الفنية" فيما اصطلحنا عليه في هذا البحث. 

* - تقدم في أساتذة مدرسة ورش بكصر. 

“ - يكن الرجوع إلى التبصرة في القراءات لمكي 52. 

د - يمكن الرجوع إلى الكافي في القراءات 11. 

° - في الإقناع المطبوع "وبه قرأت على أبيه" ولا يصح وانا المراد وبه قرأ أبو الحسن شريح على أبيه محمد بن شريح. 


163 


"وقال أبو الفضل الزاعي عن أبي عدي بغير فصل» فدل هذا على أن أباعدي كان 
يخيرء وما خير إلا لعدم النص." 


"على أن ابن مروان ذكر أنه قرأ على ابن سيف بغير فصلء قال: وذكر ابن سيف 
أنه قرأ كذلك على أبي يعقوب» وذكر أبو يعقوب أنه قرأ كذلك على ورشء وذكر ورش أنه 
قرأ كذلك على نافع" . 

"وقرأت له على أبي القاس © من طريق ارقي“ ' بغير فصلء وبه قرأت على أب 
حرضي الله عنه-. وبه أخذ الشيخان أبو محمد وأبو عمرو© وأصحاب الأصبهاني من 
"البغداديين". وغيرهم يأخذون لورش بالفصل"©, 

مثال ثان : 

وقال أبو جعفر بن الباذش عند ذكر 00 ترقيق ونغليظ "اللامات" لورش: 


"اعلم أن الذي اتفق عليه "أهل مصر"( “ عن أبي يعقوب عن ورش من تغليظ اللا 
هو أن تكون متحركة بالفتح» وقبلها يليها الصاد متحركة بالفتح أو ساكنت خو "الصلاة, 
و"مصلى" تاد" 3 "فيصلب", 3 "من أصلابكم" وما أشبهه فهذا لا خلاف بينهم 
فيه أنه مفخم له." 

وکات أبو بكر الأذفوي 193 ياهذ يترقيق ما عدا" 


"وكان أبو الطيب وابنه10) وأصحابهما يزيدون إلى ذلك تفخيم اللام المفتوحة إذا 
كان قبلها يليها الظاء متحركة بالفتح أو ساكنةق على شرط الصاد سواءء خو "ومن أظلم" و 
"ظلموا" و" بظلا م زلا و "ظل وجهه" و "ظللنا" وشبهه. ' 


- هو أبو إسحاق إبراهيم بن مروان تقدم في أصحاب ابن سيف الشاميين. 

- يعني لورش. 

- هو خلف بن إبراهيم النخاس القرطبي وسياتي. 

- هو محمد بن عبد الله بن القاسم أبو بكر الخرق » تفدم في مشيخة أبي علي الأهوازي في رواية ورش. 
- يعني أباه أبا الحسن علي بن أحمد بن الباذش . -وسيا ني-. 

- هو مكي بن أبي طالب صاحب التبصرة. 

- هو عثمان بن سعيد الداني صاحب التيسير. 

- الإقناع لأبي جعفر بن الباذش 160-159/1. 

- هذا الذي يعبر عنه في كتب القراءة بمذهب أهل مصر أو المصريين وهو ما ننعته خن ب "مدرسة" أو "الاتجاه المصري" 
لأنه يشكل حجر الزاوية في وجوه التغاير بينها وبين المدارس والاتجاهات الأخرى. 

* - تقدم في أساتذة مدرسة ورش. 

'' - يعني عبد المنعم بن غلبون وابنه طاهرا من رجال المدرسة الشامية بمصر. 


164 


1 
2 
3 
4 
5 
6 
7 
8 
9 


"وكان أبو عدي وغيره يزيدون إلى ذلك الطاءء سكنت أو تحركت بالفتح إذا 
انفتحت ا مخففة كانت الطاء أو اللام أو مشددنين ځو: "الطلاق" و "طلقتم" و 
"طلبا" و"بطل" و"مطلع الفجر" إشبفه: وبهذا كان أبو عرو اغد ود أنه كذلك 
قرأ على :خلف بن خاقان وفارس بن أحمد". 

وكان ابن سفيان يزيد إلى ذلك من طريق المهدي تفخيم اللام المفتوحة اذا كانت 
قبلها ضاد ساكنة. نحو "أضللتم". فإن تحركت الضاد رقق كالجماعة» خو "ضللنا في 
الأرض" 3 HS‏ 

قال ابن الباذش : "فقد حصل الخلاف في اللام مع حروف الإطباق الأريعة"©, 


فهكذا حصل الخلاف من الطرق العديدة عن الأزرق عن ورش في هذا الباب» وافا 
مرجعه -كما تقدم- إلى عدم النص عن ورش ف بعض مسائل الأداء بتفصيل من جهة. ثم 
إلى اختلاف الطرق الأدائية عن اف سعيد ورش م المدرسة وأصحابه وأصحابهم من جهة 
ثانية» وإلى. تنوع اختيارات رجال مدرسته في مصر وأئمة المدارس الأدائية أو "الاتجاهات" 
الفنية الوافدة على مدرسته من مدارس الأمصار. إلى أن قايزت تلك "الاتجاهات" وألفت فيها 
المؤلفات» وأمسى الطالب يأخذ عن شيخه اختياراته في القراءة والأداء معززة بمصنفه الذي 
يأخذه عنه ويقرأ بمضمنه عليه حتى إذا عاد ليتصدر للإقراء عاد بحصيلة ذلك إما ليأخذ 
بهذا الاتجاه أو ذالم وإما ليختار الجمع بين ما يكن الجمع بينه -كما رأينا في مذهب أب 
عمرو الداني في ' 'نفخيم اللامات", وإما ليوازن ويأخذ ويدع» أو ليخير القارئ في أن بأخذ 
بأي الوجهين أو بأي الوجوه شاءء وقد أغرت لنا هذه الاتجاهات المتنوعة "مدارس' ' متمايزة» 
لكل مدرسة منها خصائصها وسماتها الفنية سوف نقف عليها حبعون الله وتوفيقه- في عهد 
التأصيل والنضج من تاريخ "المدرسة المغربية" . 
وقبل أن نقف على آثار هذا التلاقح الذي جرى في مصر وغيرها بين "مدرسة ورش" 
وغيرها من "مدارس الأمصار" من خلال "أقطاب المدارس" الأدائية في الأقطار المغربية في 
عصر النضج والازدهارء وهو ما اصطلحنا على تسميته ب "عهد التأصيل والنضج" » نريد أن 
نتوقف عند "المدارس التأسيسية" الأولى التي مثلت الريادة في الأندلس وأفريقية في قراءة نافع 
من خلال المدارس المشرقية وامتداداتها وآثارها الفنية والرحلات العلمية والمصنفات المروية 
التي دخلت إلى هذه المناطق في أثناء هذا العهد, وما كان لمجموع ذلك من آثار بينة في رسم 





1 - تقدم في أساتذة مدرسة ورش بمصر 

2 - المراد أبو عمرو الداني. 

3 - ينظر التيسير 18-17. 

“ - هو إسماعيل بن أحمد أبو إبراهيم القروي يعرف بالمهديء سياتي في مشيخة أبي عبد الله بن سفيان . 
- الإقناع لابن الباذش 340-339/1. 


165 


المسار العلمي الذي سارت فيه "المدرسة المغربية" الجامعة في رواية ورش ونشأة المدارس الأدائية 
والاتجاهات الفنية في أغائها بمختلف المواضر الأفريقية والأندلسيةء وذلك هو المجال الذي 
سيكون فيه حديثنا في الحلقة التالية من العدد اللاحق من هذه السلسلة بحول الله والله عز 
وجل الموفق والمعين وبه نستهدي ونستعين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه 
وسلم نسليما كثيرا آمين. 


166 


فهرس المصادر والمراجع المعتمدة للعدد الثالث 


- الإبائة عن معانى القراءات لأبى محمد مكى بن أبى طالب القيسى القيروانى تحقيق الد كتور 
عبد الفتاح شلبي -دار نهضة مصر- القاهرة 


- إبراز المعاني من حرز الأماني للإمام أبن شامة المقدسي تحفيق إبراهيم عطوة -مطبعة البابي 
بمصر: 1402ه-1982م. 


- الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي -المكتبة الثقافية- بيروت -لبنان. 

- أخبار القضاة للقاضي محمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع -عالم الكتب- لبنان. 

- إسعاف المبطأ برجال الموطأ لال الدين السيوطى حبذيل كتاب تنوير الموالك له- طبعة 
دار الفكر بيروت -لبنان-. 

- الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات لأبى عمرو عثمان بن سعيد 
الدانى - (مخطوط). 

- الأرجوزة المنبهة (منبهة الشيخ أبي عمرو الداني) تحفيق الدكتور الحسن بن أحمد وكاك - 
مرقونة بالآلة (نسخة خاصة). 


- الإقناع في القراءات السبع لأبي جعفر أحمد بن علي بن الباذش الأنصاري تحقيق الدكتور 
عبد المجيد قطامش طبعة دار الفكر بدمشق -ط 1: 1403ه-1983م. 


- الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان في القراءات السبع للدكتور عبد المهيمن 
طحان- مكتبة المنارة بمكة ط 1: 1408ه. 


- إنباه الرواة على أنباه النحاة لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي تحقيق محمد أبو الفضل 
إبراهيم -دار الفكر القاهرة ط 1 : 1406ه - 1986م. 


- الأنوار السواطع على الدرر اللوامع لسين بن علي بن طلحة الرجراجي الشوشاوي 


(مخطوط). 
- إيضاح الأسرار والبدائع وتهذيب الغرر والمنافع في شرح الدرر اللوامع لابن المجراد 
السلاوي (مخطوط) 


3 إيضاح الوقف والابتداء ف كتاب الله عز وجل لأبي بكر بن القاسم الأنباري تحقيق خحيى 


167 


- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة لجلال الدين السيوطي تحقيق محمد أبو الفضل 

إبراهيم -مطيعة البابي الحلبي 4ه-1964 والمكتبة العصرية بصيدا بيروت: 1384ه 
1964 
۴ 


- البيان في عد آي القرآن لأبى عمرو الدانى مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط رقم 11336. 


القاهرة. 
- تاريخ بغداد لأبى بكر الخطيب البغدادي الحافظ -مكتبة الخاججى بمصر والمكتبة العربية بيغداد 
: 1930ه. 


قاری يق را ۲ ا ری عدار 
الكتاب اللبناني -بيروت - 


- تاج المفرق في تحلية علماء المشرق للشيخ خالد بن عيسى البلوي تحقيق الحسن السائح نشر 
اللجنة المشتركة بين المملكة المغربية ودولة الامارات العربية- الرباط. 


4ه 1983م. 


- التبصرة في القراءات السبع لمكي بن أبي طالب تحقيق الدكتور يي الدين رمضان ط 1 - 
الكويت: 1405ه 1985م. 


- التحرير والتنوير في التفسير لمحمد الطاهر بن عاشور التونسي -الدار التونسية للنشر-. 
- تحصيل المنافع في شرح الدرر اللوامع ليحيى بن سعيد الكرامي السملالي الجزولي 
(مخطوط). 

- نذكرة الحفاظ للإمام الذهبي -دار إحياء التراث العربي - ط. 4. 

- التذكرة في القراءات لأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون تحقيق الدكتور عبد الفتاح 
بحيري إبراهيم مكتبة الزهراء للإعلام العربي ط 2: 1411ه -1991م. 

- ترتيب المدارك لمعرفة أعلام مذهب مالك للقاضي أبي الفضل عياض -الأوقاف المغربية - 
الرباط- 


- التعريف ف اختلاف الرواة عن نافع لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني تحفيق الدكتور 
التهامي الراجى الهاشمي نشر اللجنة المشتركة بين المملكة المغربية والإمارات العربية -مطبعة 
فضالة الما 3ه - 1982م. 


168 


- التكملة لكتابي الموصول والصلة في رجال الأندلس لأبي عبد الله بن الأبار القضاعي 
الأندلسي نشر مكتبة الخاججي بمصر والمثنى ببغداد: 1375ه- 1955م. 


- تلخيص العبارات بلطيف الإشارات في القراءات السبع لأبي علي الحسن بن خلف بن ٠‏ بليمة 
الهواري. دار القبلة الثقافة الإسلامية حجدة- السعودية ط 1: 1409ه - 1988م. 


- التمهيد في علم التجويد للحافظ ابن الجزري تحقيق الدكتور علي حسين البواب -المعارف 
- ط 1: 1405ه - 1985م. 


- تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة لأبي الحسن بن علي بن عراف الكتاني 
حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمد الصديق ط1 حدار الكتب العلمية- 

- تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني. 

- التيسير ف القراءات السبع لأبى عمرو عثمان بن سعيد الدانى حدار الكتاب العربى بيروت- 
ط 2: 1404ھ - 1984م. 

- جامع بيان العلم وفضله وما جاء في روايته وحمله لأبي عمر بن عبد البر النمري الحافظ - 
دار الكتب العلمية- بيروت. 

- جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري -مطبعة البابي- ط2: 
3ه - 1594م. 

- جامع البيان ف القراءات السبع لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني مصورة-. 

ا والتعديل 2 E‏ ط1: 1371ھ - 
الرملي تحقيق ودراسة بشير ل -مكتبة الدار 578 المنورة. ط1: 8ه ب 
8م. 


- جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام للإمام ابن القيم دار القلم- بيروت.ط1: 
1977 
1 


- جمال القراء وكمال الإقراء للإمام علم الدين علي بن محمد السخاوي خقيق الدكتور علي 
حسين البواب -مكتبة التراث بمكة المكرمة ط1: 1408ه - 1987م. 


- حرز الأماني ووجه التهاني -القصيدة الشاطبية- لأبي القاسم القاسم بن فيره الرعيني 
الشاطبى. 


169 


- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة لجلال الدين السيوطى -المطبعة الشرقية سين 

- الحياة العلمية بالشام ليل داود الزرو حدار الآفاق الجديدة- بيروت -لبنان-. 

- الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جني تحقيق محمد علي النجار -عالم الكتب- بيروت.ط1: 
3ه - 1984م. 


- خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال للخزرجي صفى الدين أحمد بن عبد 
0 اك 


- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ا بن علي بن فرحون اليعمري المالكي 
حو و اكيب الل روت 


- الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة لمحمد بن عبد الملك المراكشى تحقيق الدكتور 
إحسان عباس والد كتور نحمد بن شريفة حدار الثقافة- بيروت. 
وطيبة 0 ال e‏ ا ا ال با 
التونسي -الدار التونسية-. 

= الروض الجامع ف شرح الدرر اللوامع لمسعود بن محمد جموع السجلماسي (مخطوط). 

- السبعة في القراءات لأبي بكر بن مجاهد البغدادي تحقيق الدكتور شوقى ضيف -دار 
المعارف- عم 
رقلو لغيه ال و تا اا ا ا 1985م 
ا TT‏ -طبعة دار الفكر- لبتان ط4: 1398م - 1978م. 

- سوق العروس -القسم الا بأسانيد القراءات- لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد 
الطبري (مصورة). 

- سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي. 

- شجرة النور الزكية في طبقات السادة المالكية لمحمد بن مخلوف التونسى -دار الكتاب 
العربي- لبنان. 


170 


- شرح الإمام محمد بن عبد الملك القيسي المنتوري على الدرر اللوامع (مخطوط). 

- شرح طيبة النشر في القراءات العشر لولد الناظم أحمد بن محمد الجزري -مطبعة البابي 
الحلبي تصحيح الشيخ علي محمد الضباغ -القاهرة. 

- طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي تحقيق الدكتور إحسان عباس -دار الرائد العربي- 
بيروت: 1970م. 

- طبقات المفسرين للإمام الداودي تحقيق علي محمد عمر -مركز تحقيق التراث بدار الكتب 
المصرية- القاهرة. 

ع طبقات ابن سعد -طبعة دار صادر - بيبروت 

- طبقات ابن سعد -القسم المتمم لتابعي أهل المدينة -نشر المجلس العلمي للجامعة 
الإسلامية بالمدينة المنورة تُحقيق زياد محمد منصور. 

- طبقات علماء نونس لأبى العرب ال لتميمي دار الكتاب اللبنانى -مكتبة المدرسة- بيروت. 

- صبح الأعشى في صناعة الإنشاء لأبى العباس أحمد بن علي القلقشندي شرح وتعليق محمد 
حسين شمس الدين -طبعة دار الفكر- ط1: 1379ه - 1978م. 

- العبر ف خبر من غبر للحافظ الذهبى -تحقيق فؤاد سيد -الكوبت- 1961م 

- غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابن الجزري -دار الكتب العلمية- ط 2 : 1400ه - 
0- لبنان. 

- الغاية في القراءات العشر للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران النيسابوري تحقيق 
محمد غياث الجنياز -نشر شركة العكان للطباعة والنشر- الرياض السعودية ط1: 1405ه 
- 1985م. 

- غيث النفع في القراءات السبع بهامش سراج القارئ لابن القاصح العذري. 

- فتوح مصر لابن عبد الحكم -طبعة ليدن- 1920م. 

- فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- لإسماعيل بن إسحاق القاضي المالكي 


تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني المكتب الاسلامي - بيروت ط3: 1397ھ - 
7م. 
1 


- فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي دار الآفاق الجديدة- بيروت - 
لبنان- 1 


171 


اهرسك لابق اندي : 

- القرآن وعلومه في مصر للدكتور عبد الله خورشيد البري -دار المعارف بمصر- القاهرة: 
0م 

6 0 المعروفين بروايات الرواة امشهورين ا بن أبي 0 
5ه - 1985 


- القراءات بإفريقية لهند شلبى -الدار العربية للكتاب- لبنان 3م. 

- قراءة القرآن من رواية الدوري في السودان -محاضرة للدكتور يوسف الخليفة وكيل وزارة 
التربية بالسودان -القاهرة بدار الحديث السنية بالرباط يوم 2 وهی محفوظة في 
ببغداد . ط1 : 1398ه - 1978. 

- الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها لأبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة 
الهذلي البسكري الجزائري (مصورة). 

- كنز المعاني في شرح حرز الأماني لأبي إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري (مصورة). 

- اللآلى الفريدة في شرح القصيدة (شرح الشاطبية) لأبي عبد الله محمد بن الحسن الفاسي 
(مصورة). 

- لطائف الإشارات لفنون القراءات ع العباس القسطلااني تحقيق الشيخ عامر السيد عثمان 
وعبد الصبور شاهين -المجلد الأول - القاهرة : 1392ه 2مم. 

ب لاق العرب لابن منظور -طبعة دار صادر بيروت- لبنان. 
50 ال بيروت - لبتان- 

- محاضرة عن المذهب المالكي في إفريقيا للشيخ إبراهيم صالح بن يونس الحسيني من نيجيريا 
حبحوث ندوة الإمام مالك نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية -الرياط. 
- المحكم في نقط المصاحف لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني تحقيق الدكتور عزة حسن تر ست 
دار الفكر ط2: 1407ه - 1986م 

- مختصر في شواذ القراءات من كتاب البديع لابن خالويه -المطبعة الرحمانية بمصر : 1934م 


112 


- المختار من الجوامع في شرح الدرر اللوامع لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف 
الثعالبى -المطبعة الثعالبية بالجزائر. 


- مشاهير علماء الأمصار لمحمد بن حبان البستى -تنصحيح فلا يشهمر- دار الكتب العلمية 
بيروت. 


1969 
1 


- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للحافظ الذهبى تحقيق محمد سيد جاد الحق - 
- معجم الأدباء لياقوت الحموي 


- معجم ما استعجم لعبد الله البكري نحقيق مصطفى السقا -عالم الكتب- ط 3: 3ه - 
3 أإم. 
1 


4ه - 1981 م 


- المعيار المعرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب لأبي العباس أحمد بن حبى 
الونشريبى طبعة وزارة الأوقاف - الرباط- 


- مفتاح السعادة لطاش كبري زادة في موضوعات العلوم “مرجعة كامل كامل بكري وعبد 
الوهاب أبو النور دار الكتب الحديثة بمصر -القاهرة-. 


- المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني ومعه 
كتاب النقط للمؤلف نفسه تحقيق محمد أحمد دهمان -دار الفكر- دمشق: 1403ه - 
3مم. 

- منجد المقرئين ومرشد الطالبين للحافظ ابن الجزري حدار الكتب العلمية بيروت: 0ه 
0م. 

- الموطأ للإمام مالك بن أنس حرواية بحيى ين يى الليثي المصمودي الأندلسي. 


- الموطأ برواية محمد بن الحسن الشيباني تعليق وتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف نشر المجلس 
الأعلى للشؤون الاسلامية بالجمهوربة العربية المتحدة -القاهرة-: 1387ه - 7م 


113 


الموضح ف وجوه القراءات وعللها للإمام نصر بن علي بن حمد الشيرازي الفارسي المعروف 
بابن أبي مريم الفسوي النحوي.تحقيق ودراسة الد كتور عمر حمدان الكبيسي -مكة المكرمة- 
ط1: 1414ه - 03م. 


- الانتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق. 
- الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة: مالك والشافعى وأبي حنيفة للإمام بى عمر بن عبد البر 
النمري القرطبى دار الكتب العلمية -بيروت- لبنان. 


- النجوم الطوالع في شرح الدرر اللوامع للشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني -دار الطباعة 
الحديثة- الدار البيضاء-. 


- النشر في القراءات العشر للحافظ ابن الجزري تصحيح الشيخ علي محمد الضباع -مطبعة 
مصطفى محمد- القاهرة. 

- الهادي في القراءات السبع لأبي عبد الله محمد بن سفيان الهواري القيرواني (مصورة). 

- الولاة والقضاة للكندي -المطبعة المصرية- مؤسسة قرطبة -الهرم- مصر -القاهرة-. 

- وفيات الأعيان لابن خلكان تحقيق الد كتور إحسان عباس -دار الثقافة- بيروت -لبنان-. 


1/4 


فهرس محتويات العدد الثالث 
تصدير : 11 [1[1[ذ1[1[1[1[ 1[ 1 1 1 ز 1 1 1 1 SE E‏ 
هيد : في قراءة نافع ومكانتها بين القءراءات المشهورة في الأمصار e‏ 


الفصل الأول: أصحاب الإمام نافع ورواة قراءته من أهل المدينة والآفاق. O,‏ 
- احصاء عدد الرواة عنه : 


أ - مجموعة الرواة من أهل المدينة والحجاز Ae Na‏ 
ب - الرواة عنه من أهل العراق وبلاد العجم TT‏ 
ج > الرواة عنه من أهل الشام معام موقو انمع وموك AO‏ 
د - من روى عنه من أهل اليمن ا و 
ه - الرواة عنه من أهل مصر RT‏ 1 
- ملحق فيما جاء عن نافع في التفسير لحروف القراءة من طريق الفقيه عبد الله بن وهب 53 
و - الرواة عنه من أهل إفريقية والأندلس SS SN‏ 
الفصل الثاني : راوية نافع في البلاد المصرية أبو سعيد ورش وشخصيته 
قارئا وراويا ورجال مدرسته OL ceset PDS SS‏ 
رواية ورش في إطارها الزماني والمكاني. OSS OS eS Ne‏ 
أبو سعيد ورش نسبه وأوليته OSS NSS‏ 
رحلات المصريين في اتجاه المدينة المنورة ودواعيها ومراحل الاحتكاك بمدرستها 5 
طلائع المدنيين في مصر من العلماء OFS AE‏ 
مدرسة نافع في مصر ومشيخة ورش في القراءة قبل رحلته إلى المدينة احا ل i‏ 
ورش ومعرفته بقراءات أئمة الأمصار ومناقشة رأي ابن الجزري في ذلك TASS‏ 
قصة رحلته إلى نافع بالمدينة وصورة عرضه للقراءة عليه THR‏ 
تصدره للإقراء واختياره في القراءة والأداء ا SEAS‏ 
الرد على من اعتقد قراءة ورش بالقياس النحوي واللغوي دون مستند من الرواية TOE‏ 
رأي الإمام أبي محمد مكي بن أبي طالب القيرواني في ذلك. ae‏ 


175 


رأي الحافظ أبى عمرو الدانى AREAS‏ 
هل كان لورش استقلال باختياراته في القراءة؟ 1 001111 ز[ز[ [ز[ز ز [ [ 1 1011 


ورش ورواية العدد المدني عن نافع SOS MLSS SSS SS RE‏ 
روايته لكتاب وقف التمام مما ألفه نافع O E‏ 


الفصل الثالث : مدرسة ورش في مصر ورجالها وفروعها وامتدادتها في عصر الازدهار.... 91 
- الرواة المباشرون الذين أخذوا عنه 91 
أولا :- أبو يعقوب يوسف الأزرق عميد المدرسة المصرية وممثل الاتجاه 
المصري 0 الأداء OS SER OSS AOA RRR‏ 
ثانيا:- عبد الصمد العتقي ثاني أهم الرواة عن ورش ورائد التأليف في الدراسة 
المقارنة فيها. ESSE‏ لجف الو د و OPS DS‏ 
ثالثا :- داود بن أبي طيبة صاحب كتاب الوقف والابتداء OO SS‏ 


رابعا:- يونس بن عبد الأعلى الصدفي الفقيه الرائد الثاني للاتجاه المصري في مدرسة ورش 


خامسا :- أحمد بن صالح المصري رائد قراءة التحقيق والتمكين في رواية 
ورش على مذهب المشيخة من المصريين م OSA‏ 101 
سادسا :- باقى رجال الرواية عن ورش المباشرين senses‏ 103 


- أهم الطرق عن أصحاب ورش وكبار المشيخة الآخذين عنهم من المصريين (الطبقة 
الأولى) LOC ARA RES‏ 


أولا :- أبو بكر بن سيف التجيبى آخر أصحاب الأزرق LOG‏ 
ثانيا :- أبو الحسن إسماعيل النحاس (النحاس الأكبر) أجل أصحاب الأزرق......107 
2 باقي المشيخة الآ خذين عن أصحاب ورش LOR sese‏ 


- رواد رواية ورش من المغاربة ممن أخذوا عن أصحاب ورش (الطبقة الأولى) .........108 

- أهم الطرق المصرية عن أصحاب أصحاب ورش من أعلام مدرسته 

(الطبقة الثانية) Ua O N‏ 
أولا: - أبو جعفر بن هلال الأزدي أكبر أصحاب أبي الحسن النحاس 113 


176 


ثانيا : - أبو جعفر بن أسامة التجيبي من أصحاب أبي الحسن النحاس E E‏ 
ثالثا : - أبو بكر بن أبي الرجاء من أصحاب أبي الحسن النحاس LH.‏ 
رابعا : - أبو عبد الله الأهناسي صاحب النحاس وأهم طرق أهل العراق 

في طريق الأزرق عن ورش LEAS ARR‏ 
خامسا : - أبو على الحمراوي من أصحاب النحاس وأهم طرق القيروانيين 


في رواية ورش senceucasanoncenensncanenvucuncnnennneececnanenecenenacnnncenesesssenns‏ 114 
- باقى رجال هذه الطبقة LISA ASS A Se‏ 


- أهم الطرق المغربية عن أصحاب أصحاب ورش من هذه الطبقة (الطبقة الثانية)......116 
- إبراهيم بن حمدان الأندلسي من أصحاب النحاس ORS‏ 
- أبو عبد اله بن خيرون الأندلسي رائد رواية ورش وزعيم 
مدرستها بالقيروان ا LARS‏ 
- باقي المشيخة من الرواة الأندلسيين EO EA‏ 
- أكابر أساتذة المدرسة المصرية بعد الرواة عن أصحاب أصحاب ورش 
(الطبقة الثالثة) E NO EOE OS‏ 11 


- أبو عدي بن الإمام شيخ القراء من أصحاب ابن سيف وابن هلال 11 
- أبو حفص بن عراك من أعلام رواية ورش 11 
- أبو غانم المظفر بن حمدان أجل أصحاب ابن هلال عم 11 
- باقي المشيخة من هذه الطبقة EOE‏ 1210 


+ ال اا من رجا المدرينة المضزية المتعلية IO‏ 


- أبو القاسم خلف بن إبراهيم الخاقاني شيخ أبي عمرو الداني وأحد الحذاق 


- في رواية ورش واومف م وه مه رف ممم م فوم موود اا 121 
- أبو عبد الله بن محفوظ الجيزي من شيوخ الداني في القراءات LAISSE‏ 


- أبو بكر الأذفوي صاحب أبي جعفر (النحاس الأصغر) 
وأحد المؤلفين في أصول رواية ورش o‏ او 1 


177 


- أبو العباس بن هاشم تاج الأئمة شيخ القراء في زمنه LAI‏ 
- أبو العباس بن نفيس آخر الأئمة المعتبربن من رجال المدرسة المصرية Daa‏ 
الفصل الرابع :_ امتدادات مدرسة ورش في الأمصار وأهم روافدها في مصر 
في عصر الازدهار O 2000 EES‏ 
أولا : الا تجاه المدني أو ا المدوسة الد" 12 
ثانيا: الاتجاه الشامي أو "المدرسة الشامية" في مصر في رواية ورش LI‏ 
ثالثا : الاتجاه العراقي أو "المدرسة العراقية" في رواية ورش وأثرها في إثراء 
المدرسة المحلية LAS O A‏ 
© طرق العراقيين في رواية ورش ]| 
© طريق أبي بكر الأصبهاني رائد رواية ورش في المدرسة العراقية ...........147 
© الإمام أبو بكر بن مجاهد البغدادي صاحب كتاب السبعة وزعيم المدرسة 
العراقية في القراءات LSER RBA‏ 
© أبو الفتح بن بدهن وباقي رجال O‏ 
© أبو مسلم الكاتب البغدادي صاحب ابن مجاهد وشيخ أبي عمرو الداني 
ANAS:‏ ا LITRES SARO‏ 
© أبو أحمد بن حسنون السامري مسند القراء بالديار المصرية ...157 
O‏ باقي رجال المشيخة من قراء المدرسة العراقية LIISA‏ 
خاقة في : 
© أثر التلاقح بين هذه المدارس في مدرسة ورش وأصول أدائها.. 1O‏ 
© فهرس المصادر والمراجع LOZ RES‏ 
9 فهرس توبات العدد الثالث LISS‏ 


178 


ا جرء السادس 
الد و 


قراءة ألا مام نافع عدد | المغامرية 
من مروادة أبي سعيد ا 


+ المدارس التأسيسية في قراءة نافع في الأقطار المغربية. 
+ وامتدادات المدارس المشرقية من خلا لها وأثر الرحلات 
العلمية والمصنفات المشرقية في نشأة مدارسها. 


ن عبد الحادم حيو 


۰ أخذت معالم المدرسة المغربية الجامعة في القراءات القرآنية تتشكل وتتحدد كما 
تعرضنا لذلك أول هذه السلسلة - على أيدي الرواد الأولين من القراء والمقرئين» الذين 
وصلوها بمنابعها الأولى منذ أواسط المائة الثانية فما بعدهاء وأعادوا توسيع المجرى العام 
الذي يصل المناطق المغربية في جهاتها المترامية» بالجهات المشرقية التي منها استقبلت نور 
الإيمان» وعنها نلقت مبادئ الدين وقراءة القرآن. 
ولقد يسر على أولئك الرواد مهمة وصل هذه المناطق والجهات بتلك المنابع الصافية 
القاصيةء ذلك الشعور الغامر الذي ظل يخامرها -كما أسلفنا- خو تحقيق وحدة جهوية 
عاصمة 


تضم الشعب وتلم الشتات» بعد أن عرفت أنماطا من الصراع الدامي القبلي والعصبي في 
البلاد الأندلسية, والفكري والمذهبي ف البلاد الإفريقية والمغربيةء بلغت من الفظاعة أحيانا 
أن كادت تطوح بالأمن وتقطع كل أسباب الحياة. وتسلم البلاد إلى العدو الرابض على 
الأطراف من نصارى الشمال. 

ولقد رأينا آنفا كيف جاء اختيار المناطق المغربية لمذاهب أهل المدينة في فقههم 
وقراءتهم وأغاط عيشهم وسلوكهم أحيانا منسجما مع ذلك الشعور» فكان مطلبا حضاريا 
أملاه الواقع وفرضته الأحداث. أمكن به وتأتى معه شد هذه المناطق المتباعدة برباط شعوري 
کم متين» ويناء شخصيتها الحضارية المتكاملة على قواعد راسخة وعناصر منضبطة يفيء 
إلى ظلالها الجميع» استجابة لمقتضيات التطور» وسعيا لتحقيق الانسجام المطلوب بين 
العناصر المتساكنة التى كانت في امس الحاجة إلى كيان موحد و"إطار حضاري" تصب فيه 
أنشطتها وخبراتهاء وتحقق من خلاله تطلعاتها ومطاحها. 

ولقد أتيح لهذه المناطق في هذا الصدد ما تعذر على غيرها من مناطق العالم الاسلامي 
في المشرق. حيث استطاعت بعد فترات من التعثر أن تحقق الحصانة المطلوبة ضد التيارات 
المذهبية المنحرفة وذلك باتجاهها مباشرة منذ منتصف المائة الثانية من الهجرة النبوية» إلى 
الأخذ عن أهل المدينة المنورة حيث ترعرع الجيل الذي خلف الصحابةء وتلقى قيم الحياة 
وأغاط العيش والسلوك عن مجتمع القدوة الذي تربى تحت سمع النبوة ويصرهاء فحصل له 
الأمن والأمان من كل زيغ أو غلو أو الحراف في العقيدة والعمل. 

وهكذا انسق لها ف آن واحد وفي إطار واحد الجمع بين فقه المدينة وقراءتنها» تلقيا 
عن إمامى الفقه والقراءة!) بهاء وتساوق لها هذا الانسجام زمانا ومكانا واتجاهاء معززا بجا 
ذكرناه آنفا بالوشيجة المكينة التي كانت بين الإمامين باعتبار كل منهما شيخا للآخر في 


5 المقصود بالإمامين مالك بن أنس إمام دار الهجرة ف الفقه ونافع ب بن أبي نعيم إمام دار الهجرة ف القراءة ٠.‏ 


151 


فنه» واعتبار عناصر أخرى من جملتها اشتراكهما العملي في وقت واحد في تخريج طبقات 
الرواة من أهل المدينة» فكان حملة المذهب الفقهي في المدينة ومصر وإفريقية والأندلس هم 
ف الوقت ذانه ف غالب الأحيان من حملة قراءة نافع» أو من لهم عنه رواية ف الجملة, 
وبذلك كان كل من الفقه والقراءة يمهد لنظيره ويهیئ له حيثما حل ركاب بأولئك العلماء 
والرواة. 

ولاشك أن أكبر الفضل في الإسراع بالمناطق المغربية في هذا الاتجاه وفي تعميق المسار 
الذي تدفق من خلاله هذا التيار» يرجع إلى الرواد الكبار من أصحاب الرحلات المزدوجة 
التي كانت تجمع بين "رحلة المج" "ورحلة التحمل"» فكانت رحلاتهم هذه أقوى وشائج 
القربى بين مناطقهم القاصيةء وبين المناهل الأصلية في كل من الحجاز ومصر وإفريقية 
والأندلس وغيرها من المناطق والجهات التي بلغها الإشعاع العلمي والنشاط القرائي الذي 
كانت تج به المناطق المغربية وبين مناهل الرواية عن أهل المدينة وما تفرع عن اة 
المدنية" من مدارس في ثلاث مراحل: 
#المرحلة الأولى في أثناء النصف الثانى في المائة الثانية على أيدي أكابر أصحاب مالك 
ونافع» وفي طليعتهم أبو محمد الغازي بن قيس القرطبي الرائد الأول لقراءة نافع ومذهب 
مالك في البلاد الأندلسية. 
© المرحلة الثانية حلة الثانية في أثناء المائة الثالثة على أكابر الرواة من رواد مدرسة ورش في مصر الذين 
كانوا أيضا فى في الغالب يمجمعون بين رواية القراءة ورواية المذهب الفقهي عن أهل المدينة 
النبوية. 

المرحلة الثالثة في أثناء المائة الرابعة على أيدي أصحاب "الرحلات العلمية" التى كانت 

ترتاد عامة الآفاق في طلب القراءات» وتجمع بين مختلف الاتجاهات, ولا سيما منها ما تبلور 
في البلاد المصرية بفعل الاحتكاك بين "مدارس الأمصار" وما تأصل فيها من أغاط 
واختيارات» وما صنف في ذلك من مصنفات. ٠‏ 

ونيسيرا منا لاستعراض جهود هؤلاء الرواد ف وصل المدرسة المغربية بعامة هذه 
المؤثرات نعقد لكل مرحلة من المراحل الثلاث فصلا نستجلى فيه نلك الجهود وما قق من 
خلالها من وضع البذور الفنية لتكوين "مدارس تأسيسية " سيكون لها شأنها في الإعداد 
لعهد التأصيل والنضج بعد أن تستكمل الأقطار المغربية أدواتها في هذا العلم» وتحقق 
كفايتها في مجال الرواية والنقل» ثم نتبع ذلك بجرد عام لأهم الرحلات العلمية المنطلقة من 
المنطقة في اتجاه المشرق انتجاعا لشيوخ القراءات ومراكز الإقراء والله المستعان. 


182 


الفصل الأول : 
المدرسة المدنية الأصولية "الاتباعية" وامتداداتها 
في البلاد الأندلسية من خلال مدرسة الغازي بن قيس 
في الرسم والضبط وأصول الأداء. 


لا نريد بوصف هذه المدرسة ب "الاتباعية" أو "الأثرية" التعريض بسواها من 
مدارس القراءات في المشرق أو المغرب» بأنها تفتقد عنصر الإتباع واقتفاء الأثرء وأنها 
تبتدع لها مذاهب في أداء القراءة أو رسم المصحف أو عد آيهء ولا تستند إلى النقل 
والرواية عن السلف, وإما أزدنا :بهذا الوص اليه غلى هم السمات المميزة الغالبة على 
هذه المدرسة عند قيامها بالعاصمة الأندلسية» وظهور بذور ممائلة لاتجاهها في المدرسة المدنية 
بالقيروان في زمن سحنون كما تشهد بها رسالته الباقية في آداب المعلمين مما ألمعنا إليه 
سابقاء وهي سمة وخصيصة تعتبر بالنسبة إليها مزية فريدة لم يتح مثلها لكثير من المدارس 
الناشئة في الجهات والولايات الإسلامية في الشام والعراق ومصر على عهد السلف من 
التابعين وتابعي التابعين» أو على الأقل لم يتح لتلك الجهات والولايات أن تحافظ عليها 
محافظة نامة من زمن السلف إلى اليوم. 
وقد اخترنا وصفها ب "الانباعية" أو "الأثرية" دون وصفها بوصف السلفية" مع 
صدق هذه الصفة عليهاء وذلك حتى لا تلتبس في الأذهان ب "المدرسة السلفية" في أصول 
الاعتقاد بسبب غلبة الاستعمال. على أنى وقفت على ما يمكن الاستناد إليه في تلك 
التسمية» إذ وجدت العلامة التركي طاش كبري زادة ينعت اصطلاح الصحابة في كتابة 
المصحف ب "الاصطلاح ا 
كما أننا اعتبرنا هذه السمة سمة الإتباع واقتفاء الأثر من قبيل المزايا والخصائص» 
لا من قبيل المعايب والهنات؛ لأنها وان كانت احتذاء على النماذج وترسما لخطوات 
السلف -كما سوف نرى- فإنها لم تكن تعني الجمود أو "النمطية التقليدية"' بل كانت تعني 
الاقتداء الواعيء والاحتذاء القائم على الاقتناعء وهو اتجاه في التحمل تنامى عند مدرسة 
"أهل الأثر" انطلاقا من اعتبار أقضية الصحابة وأقوالهم وأعمالهم وأحوالهم وآثارهم في 
الجملةء امتدادا عمليا لما كان عليه الحال في زمن النبوة» وترجمة أمينة لما تلقوه من الهدي 
النبوي المعصومء أو من العمل الراشد لدى خلفاء. الرسول -صلى الله عليه وسلم؛ 
ولاسيما والأمر هنا يتعلق بالهدي العام الذي أخذت به الأمة في مجتمع القدوة في أداء 
حروف القراءة» أو في كتابة "المصحف الإمام" ورسم كلماته ونطقها وضبطها وما صاحب 





' - مفتاح السعادة لطاش كبري زادة 93/1. 


183 


ذلك من تحريات مما عني التابعون لهم بإحسان بنقل أخباره. وترسم آثار ونقله عنهم 
الخلف الصالح حتى تأدى إلئ من بعدهم» ارتساما لمنهجهم وسلوكا على منهاجهم» حتى 
إن الواحد منهم كان يلتزم تلك الأماط في الكتابة مطلقا قرآنية أو غيرهاء على نحو ما تجده 
عند العلامة ابن قتيبة في "أدب الكاتب" إذ يقول -متحدثا عن رسم الألف واوا في ألفاظ 
"الصلوة" و "الزكوة" و "الميوة" 

حولولا اعتياد الناس لذلك ف هذه الأ حرف الثلا ثةء وما ف مخالفة جماعتهم» 
لكان أحب الأشياء إلي أن کا کا 


هى إذن الاتباعية ف المنهج. وصرامة الالتزام والوفاء لمبادئ هذه المدرسة. 


وسنحاول في هذا الفصل رسم الخطوط العريضة لهذه المدرسة في الجهات المغربية كما 
عرفت على عهد الروادء واستكشاف معالم هذا المنهج الأثري في بقايا ما وصل إلينا من 
سمات وشواهد عند رائدها الأكبر أبى محمد الغازي بن قيس القرطبي» ثم عند خلفائه في 


مدرسته ممن سلكوا هذه السبيل. 


4 


5 ۰ ۰ إلغاء 


يرجع أكبر الفضل في أخذ البلاد المغربية على العموم, والبلاد الأندلسية قبلها 
بهذا المنهج إلى رائد المذهب المدني أبي محمد الغازي بن قيس» الذي كان له الأثر الحميد 
في ترسيخ قواعد التفقه والإفتاء والقضاء على مذهب مالك وأهل المدينةء نظير ما كان له 
من ذلك في ترسيخ الأخذ بالأغاط المدنية في القراءة العامة وذلك با قاده من حركة الالتزام 
بقراءة أهل المدينة وأصول أدائهاء وحاولة ترسم خطى علمائها في رسم المصحف ونقطه 
وضبطه. حفاظا على هدي السلف, وتحقيقا لتمام الانسجام بين قراءة نافع أو اختياره الخاص 
في قراءة أهل المدينة -كما تلقاه عن نافع-» وبين ما أثر عن علماء المدينة وعن نافع على 
الأخص في تحرير رسوم المصحف الخطية وضوابطهاء وطريقة استعمال الألوان في ضبط 
المصاحف ونقطها لبيان ذلك ونحديد كيفياته كما تلقاه ف رحلته بالمشاهدة والقراءة 
الشخصية في المصاحف المتداولة بالمدينة» أو بالرواية والمذاكرة لشيخه نافع» أو أخذا مما 
قثله بنفسه من خلال الدرس للمصحف المدني والقراءة العامة التي عليها الناس بالمدينة. 
وككننا من خلال النظر في ترجمته في المصادر المختلفة الوقوف على استجلاء طائفة من 
المقومات في طريقته. ومن المؤهلات في شخصيته. مكنته من انتهاج هذا المنهج وتحقيق الغاية 
فيه منها : 








- أدب الكاتب لابن قنيبة 253. 


184 


أولا: أنه كان قبل رحلته إلى المدينة في زمن عبد الرحمن بن هشام الداخل إلى 
الأندلس (172-138ه) "ملتزما للتأديب بقرطبة"" ولعله قد استفاد من ولائه للأمويين 
© فكان يقوم بوظيفة تأديب أبناء وجهاء البلد استدرارا للرزق» وارتفاقا في المعاش» وهي 
هينه كانت حوقن اللطالت الفا ضماة لوقت الفروري ساعد على الى ف حور 
مجالس الشيوخ طلبا للعلم واستكمالا للتحصيل» دون أن يضطر إلى الانقطاع الكلي عن 
الطلب. 
ومعنى ذلك من جهة ثانية أنه -وهو القارئ المؤدب- كان على علم بقراءة البلدء 

متمرسا بتلقينها لطلبته من المتأدبين» وقد قدمنا أن تحفيظ القرآن الكريم كان وما يزال إلى 
عصر أدركناه هو أول ما يؤخذ به الناشئ ورأس ما يتلقاه المتعلم في أولى مراحل التعليم» 
فلا يبعد إذن أن يكون تعليم قراءة البلد مدار هذا التأديب الذي كان ملتزما له قبل أن 
يفكر في شد الرحال في رحلته المدنية المنتظرةء وربما كان التأديب المشار إليه تأديبا رسميا 
مما کان تاح لبعض الطرظي في البلاطات الرسميةء ولا ببعد أن يكون لولائه لمؤوسس 
إمارة بني أمية بالأندلس أثر في اتجاهه إلى هذا النوع من العملء وهو ما نستفيده مما ذكره 
ابن بشكوال في ترجمة أصبغ بن إبراهيم بن أصبغ اللخمي من أهل قرطبة بسنده عن خالد 
بن سعد قال: "كان غازي بن قيس ههنا مؤدبا يعني -للامراءء ثم مضى إلى المشرق فسمع 
ا 

وسواء كان هذا التأديب كما قثلناه أو كان غيره» فإن من شأنه أن يجعل المؤدب 
يتمثل مذاهب القارئ الذي يقرأ بقراءته ويعمل على تلقينها لتلاميذه الأمر الذي جعله 
على مستوى ما من معرفة أصول الرسم ومبادئ القراءة وربما بعض مسائل الخلاف بين القراء 
في الأداء مما قد يترامى إليه بالتواصل والاحتكاك مع غيره من القراء والمؤدبين. 

والراجح أن القراءة التي كان يجري عليها "التأديب" في قرطبة وأكثر الجهات 
الأندلسية هي القراءة الشامية حسب اختيارات إمام أهل الشام في القراءة: عبد الله بن 
عامر اليحصبى (118ت) أحد القراء السبعة من التابعين» وذلك لما قدمنا من عوامل 
مساعدة» من أهمها غلبة العناصر الشامية على عامة البلاد الأندلسية لقيام الفتح الإسلامي 
ف غالبه على العساكر الشامية, وبحكم التبعية السياسية للشام منذ أول الفتح إل قوط 
خلافة بني أمية بالمشرق سنة 132ه. ولتعزز عل اة الا رة ری ها سين 
الإمارة الأموية الجديدة بقرطبة. ومن ثم فلا مناص من أن تنعكس آثار هذه التبعية السياسية 





أ - طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 278-276- والصلة لابن بشكوال107/1. 
2 - ترتيب المدارك 114/3. 
3 - الصلة 107/1 ترجمة 250. 


185 


ف الفقه والقراءة وغيرهاء وأن يكون الغازي في جملة من كان يأخذ بقراءة أهل الشام 
ومذاهبها في الجملة انسجاما مع ما عليه جمهور الناس قبل رحلته. 

ثانيا: أنه قد ثبت من خلال أخباره في المصادر أنه دخل في رحلته الشام واتصل 
بعلمائها وقرأ على إمامها المشهور أي عمرو الأوزاعي (ت 157ه)ء وهو الإمام الذي ساد 
مذهبه في الأندلس قبل دخول مذهب مالك إليهاء ويا أن علوم الإسلام كانت إلى هذا 
العهد م تتمايز فيها الاختصاصاتء فان من المحتمل جدا أن يكون له اختيار خاص في 
قراءة الشاميين أو قراءة المدنيين» فإن الحافظ ابن الجزري يذكر في ترجمة الإمام مالك بن 
انين أنه "أخذ القراءة عرضا عن نافع بن 5 نعيم» وروى القراءة عنه أبو عمرو 
الأوزاع "۳ : 

وريا أخذ الغازي أيضا عن أصحاب ابن عامر ورجال مدرسته المتصدرين بالشام 
بعد منتصف هذه المائة. 

ثالثا: أنه كان على معرفة بقراءة أهل الشام ورسم مصحفهم» وقد وصلت الينا 
بعض الإشارات مما روي عنه تدل على ذلك فقد قال في كتابه "هجاء السنة" متحدثا 
عن بعض خصوصيات الرسم: 

"واتفق كتاب المصاحف على إثبات الواو بعد الألف ف قوله تعإلى "شركاؤهم 
ليردوهم..." © وأما أهل الشام فإنهم أبدلوا هذه الواوياء في التلاوة والرسم #الأجل 
قراءة قارئهم وهو ابن عام ر"وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم.." )65 

فهذا النقل والتعليل يقتضي معرفة منه بقراءة أهل الشام ورسم مصحفهم وغيرهه 
كما يفيد أن قراءة ابن عامر كانت هى السائدة في زمنه, وأنها كانت مرعية عند القراء بها 
في الرسم والتلاوة حتى حصل التطابق بينهما. 

رابعا :أنه كان محدثا ثقة وفقيها كبيرا وراوية لموطل مالك بن أنسء وقد ظلت روايته 
للموطأ معروفة معتمدة عند المغاربة على الرغم من شهرة الرواية الشائعة ليحيى ين يى 


أ - غاية النهاية 36-35/2 ترجمة 2642. 

* - سيأتي من تأليفه. 

3 - سورة الأنعام الآية 137. 

* - يعني كتبوها "شركائهم" بالياء الحاملة للهمزة المكسورة -ينظر في علة ذلك الكشف عن وجوه القراءات لمكي بن أبي 
طالب 454-453/1- والنشر لابن المزري 265-263/2. 

*- نقله أبو محمد اللبيب في "الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقلية" (مخطوط) 


186 


الليثي المصمودي وسيطرتهاء بل يدها من الطرف التي کان بتحف بها بعض العلماء 
الآخذين عنهم أمثالهم ولو بالإجازة من بعيد ^ 

خامسا: أنه كان عظيم القدر عند السلطان مكين الأمر عند أمير الأندلس عبد 
الرحمن بن معاوبة بن هشام "فكان يجله ويعظمه. وكان يأتيه في منزله وبصله» وعرض عليه 
القضاء فأبى" © 





وذلك من شأنه أن ينبه على جلالة قدره عند العامةء وببعث على الثقة به والإقتداء» كما يضاعف 
من منزلته عند أصحاب النفوذ فلا يفصلون في أمر مهم دون مشورته 5 
وأطرف من ذلك هذا الخبر الذي ساقه صاحب الصلة عن جماعة من المؤدبين حزملائه 
في مهنته القديمة- فقد حكى عن خالد بن سعد قال: "سمعت ابن لبابة غير مرة يذكر أن 
المعلمين اجتمعوا إلى غازي بن قيس فقالوا: "يا سيدناء أفتنا في "الحذقه" 7)؟ فقال لهم: 
الحذقه واجبة" ©. 
سادسا: أنه -أول من دخل بقراءة نافع» قال ابن الجزري: "إمام جليل وثقة ضابطء 
كان مؤدبا بقرطبة» ثم رحل فحج» وأخذ القراءة عرضا وسماعا ن بن ابي نعیم» 
وضبط عنه اختياره. و الموطأ عن الإمام مالك بن أنسء وهو أول من أدخل قراءة نافع و 


موطأ مالك إ إلى الأندلس» فيقال انه كان 8 بحيث لا يسقط منه ياء ولا واواء وصحح 
" 0 





مصحفه على مصحف نافع ثلاث عشرة مرة 


سابعا: أنه- كما ذكر ابن الجزري- صحح مصحفه على مصحف نافع ثلاث عشر 
مرة» وضبط عنه اختياره في القراءة» "وذلك معناه أنه راجع حروف القراءة التي كان يأخذ 
بها على وفق مصحفه الأندلسي أو الشامي» في ضوء اختيارات نافع في أصول الأداء وفرش 
الحروف. حتى اطمأن إلى قام التطابق بين مصحفه وبين قراءة أهل المدينة كما ضبطها عن 
نافع وتلقاها عنه بالعرض والسماع في المسجد النبوي الشريف. 


'- من أمثلة ذلك استجازة أبي عبد الله بن غازي شيخ الجماعة بفاس (ت919) لها مع مجموعة أخرى من روايات الموطإ من 
شيخه الإمام فخر الدين عثمان بن محمد بن عثمان الديمي المصري بتوسط الشيخ أبي العباس أحمد زروق عام 885ه 
فأخذ له إجازة خطية بهذه الروايات با فيها رواية الغازي من الشيخ الديمي يراجع ذلك في فهرسة ابن غازي المسماة ب 
"التعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد:"128. 

2 - طبقات النحوبين واللغوبين للزبيدي ب 277-276. 

- أ ينظر تاريخ قضاة الأندلس للنباهي 47. 

- في الرواة عن ابن وضاح. 

'- تقدم أنها تعني المكافأة على تحفيظ القرآن كله أو بعض أجزائه. 

6- الصلة 107/1 ترجمة 250. 

7 - غاية النهاية 2/2 ترجمة 2534. وغوه في ترتيب المدارك 114/3. 


157 


ثامنا: أنه أول من عرف المدرسة المغربية بالأنماط المدنية المتبعة في رسم مصحفها وما 
فيها من خصوصیات ما يزال كثير.منها محتفظا بصورته ف الخط كما رسمه الغازي في "كتابه 
هجاء السنة الذي رواه عن أهل المدينة" ‏ أي أنه قام لأول مرة ب "دراسة ميدانية" 
للرسم والضبط المصحفي في عين المكان الذي كتب فيه المصحف الإمام.وقد ظل كتابه عمدة 
لعلماء هذا الشأن بالمغرب والأندلس وإفريقيةء وظلت بعض أوضاعه الرسمية المخالفة 
لمقتضى القياس اطي المعروف معالم بارزة تهر في مصنفات الأئمة باسمه الخاصء وترتبط 
بكتابه المذكور في الهجاء. وقد اعتمده الإمام أبو عمرو الداني في المقنع ونقل عنه 
کثیرا كما اعتمده بعده صاحبه أبو داود سليمان بن جاح في کتاب "التنزيل"وغيره ”ومن 
ذلك قوله عند ذكر قوله تعالى في سورة الأعراف" وقت كلمة ريك 0 0 بنى 
اا : 

"يدل هذا وما قدمناه من قول عاصم -يعني الجحدري المذ كور قبله-. ورسم الغازي 
بن قيس لذلك بالهاءء أن مصاحف أهل المدينة على الهاءء لرواية الغازي بن قيس عن نافع 
بن أبي نعيم المدني وأخذه الهجاء عنه ومن مصنفه» وأنه عارض مصحفه بمصحف نافع ثلاث 
عشرة مرة» وقيل أربع عر م 05 

واعتمد كتاب الغازي في هجاء السنة ا عمر الطلمنكي في كتابه في "رسم 
المصحفا"والشاطبي في عقيلة الأتراب( وأبو محمد اللبيب في شرحه عليه وأبو عبد الله 
الخراز في "مورد الظمآن"7 وسواهم من المؤلفين. 

تاسعا: اعتماده الطريقة المدنية في النقط والشكل باستعمال "الشكل المدور", 
واستخدام الأصباغ المعينة للتمييز بين علامات الضبط وإلى هذا أشار الحافظ أبو عمرو في 
عرض حديثه عن أطوار نظام نقط المصحف بقوله: "ثم أخذ ذلك عن أهل المدينة عامة أهل 





' - المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار للداني 22-21. 

2 - ينظر في المقنع الصفحات التالية: 47-44-37-26-24-22-21-(مرتين)-50(مرتين)-1 74-71-70-64-58-57-52-5- 
94-79-5. 

3 - يمكن الرجوع إلى كناب "التنزيل" مخطوطا في مواضع منها عند ذكر "وتصريف الرياح" في سورة البقرة وعند ذكر همزة 
"أخطأنا" في آخرهاء وعند ذكر "أفائن مات أو قتل" في سورة آل عمران. وعند ذكر رسم "كل ما ردوا" في سورة 
النساء. وعند ذكر حذف ألف "جزؤا" في سورة العقود. وعند ذكر "وعياي" في آخر الأنعا» وعند ذكر "وقت 
كلمت ربك" في الأعراف» وعند ذكر "أربى من أمة" في النحل...الخ. 

*- التنزيل في رسم المصاحف (مخطوط). والآية من سورة الأعراف رقمها 137. 

“- التنزيل (مخطوط). 

“- نقل عنه أبو محمد اللبيب في شرح العقيلة في حديئه عن حذف "طائف من الشيطان "في آخر الأعراف. 

"- ومن ذلك عند ذكره "هيء يهيء مع السيء بها ألف...الخ. 

*- أعني في "الدرة الصقيلة" (عخطوط). 

“- سيأتي في موضعه من البحث. 


158 


المغرب من الأندلسيين وغيرهم» ونقطوا به مصاحفهم...وجعلوا النبرات بالصفرة» والاركات 
بالحمرة» ول يخالفوهم في شيء جرى استعمالهم عليه من ذلك وغيره» ثم قال الداني: "وقد 
تأملت مصاحفنا القديمة التي كتبت في زمان الغازي بن قيس: صاحب نافع ب بين أبي نعيم» 
. وراوية مالك ابن أنس» فوجدت جميع ذلك مثبتا فيها مقيدا على حسب ما ناحيف ا 
يقيد في مصاحف أهل المدينة". 

وقد احتفظت "المدرسة المغربية" بهذا النمط من النقط إلى زمن قريب أي إلى 
ظهور المطابع في العصر الحديث, وعلى الأخص ف كتابة المصاحف. في حين استعملت طريقة 
الخليل بن أحمد -وهي الشكل بالحركات- في.ضبط الألواح وغيرهاء وربما توسعوا 
فاستعملوا الطريقتين في ضبط المصاحف, أو عدلوا عن الشكل المدور إلى غيره لسهولته كما 
فعل أبو عبد الله الخراز في "الضبط". وهذا أحد شراح أرجوزته في الضبط يقترح المحافظة 
على الانسجام في الخط ليس إلا فيقول: 

"كذ ات ان و غدل “الهمزات یا ولخ مقط تب 
"المدور" أن يجعلها نقطا".وهكذا ظل الأسلوب المدنى الذي أدخله الغازي معروفا في 
الاستعمال إلى وقت قريب. 


عاشرا: اعتماد روايته عن نافع» وترسيمها في القراءة والأداء. 

وقد أمُرت هذه المقومات وتلك المؤهلات في شخصيته العلمية إقبالا كبيرا عليه 
وتلق معينا به فجلس للناس يلقن هذه الفنوثه ويقوم أو الا تة على مذاهب أهل الملدينة 
ف القراءة والأداء أصولا وفرشاء واضعا بذلك أسس أول مدرسة فنية في قراءة نافع بالبلدان 
الأندلسية والمغربية. 

أما المقومات الفنية لهذه الرواية فيظهر أنها تجري في عمومها على أسلوب 
"التحقيق". وقد بقي لنا مما يعكس بعض ملامحها هذا الوصف الذي ساقه الحافظ أبو 
عمرو الدانى عرضا في ترجمة الفقيه المصري-الآنف الذكر في أصحاب نافع-: أشهب بن عبد 
العزيز المصري. واسمه مسكين, فقد تقل ابن الجزري قوله عنه: " روى القراءة سماعا عن 
نافع بن أبي نعي وقال له نافع: إن كنت تريد تعليم الصبيان فأت سليمان بن مسلم -يعني 
ابن جماز صاحب أبي جعفر- قال الداني: 





أ- المحكم في نقط المصاحفة 8. 

- المراد الشكل بالحركات. 

(- تقيبد على ضبط الخراز لأبي زيد عبد الرحمن القصري الشهير بالفرمي (مخطوط). 
159 


"وكانت مقرأة سليمان بن مسلم الهمز وإتام المدات مثل مقرأة أهل الأندلس» أي 
مثل رواية الغازي بن قيس عن نافع» لأنه أول من أدخل مقرأته الأندلس وأقرأ بهاء وعليها 
نقط مصاحفهم القديمة وهي موجودة إلى الآن"00. 

فهذا الوصف القيم لهذه الرواية يعطينا تثلا تقريبيا لهاء كما أن في قوله 
"وأقرأبها" ما يدل على ما ذكرناه من الإقبال الذي كان عليه. ولا أدل عليه من قوله عن 
روايته. "مقرأة أهل الأندلس". وقوله:"وعليها خط مصاحفهم القديمة", فهذا أدل شيء على 
تحول الناس إلى روايته تحولا كاملاء لا في قرطبة وحدها بلد الغازيء ولكن في جميع 
الأندلس وجهاتها. 

وأما قوله "وهي موجودة إلى الآنء" فإن كان مرجع الضمير إلى القراءة فالأمر 
منطقى في الظاهرء لأن رواية هذا شأنها قد أصبحت في زمنها مقرأة أهل الأندلس ليس من 
اليسير التخلي عنها مهما تكن قوة الروايات المنافسة لهاء لاسيما والزمن بين وفاة الغازي 
(ت199ه) وبين زمن أبي عمرو (444-371ه) لا يكفي لذهابها بالكليةء إلا أن الذي 
يبعث على شيء من التوقف في الجزم بذلك أمران: 
٠‏ أحدهما أننا لا جد تحسب ما أتيح لنا من مصادر-أي إشارة إلى من ذكر هذه الرواية 
أو ذكر قراءته بها على أحد. حتى عند الداني» وهو من أوسع أهل زمنه رواية وأحرصهم 
على تحقيق قراءة نافع وضبطهاء فإننا لا مجد له ما يدل على أنه يرويها عن أحد من 
شيوخه- و إلا لقال عقب الخبر على عادته: كما قرأت بها أو كما سمعتهاء أو يستدل 
ببعض مذاهبه فيها في تحقيق بعض مسائل الخلاف على غرار ما مجده ينقل عن مصادر أخرى 


قريبة من زمنها عن أصحاب عبد الصمد وغيرهم كيحيى بن زكرياء وابن خيرون وغيرهما. 
)2 


© وثانيهما ما ذكره الداني في ترجمة محمد بن وضاح في قوله:"ومن وقته اعتمد أهل 
الأندلس على رواية ورش» وصارت عندهم مدونةء وكانوا قبل ذلك معتمدين على رواية 
الغازي بن قيس عن نافع "° ْ 

© فالظاهر أن قوله "وصارت عندهم مدونة"» يعني أنها کی رواية ورش- ١‏ تكن كذلك» 
و إِنما تعتمد النقل الشفوي, فلما دخلت على يد ابن وضاح مدونة موصوفة في كتاب عدل 
الناس إليها واعتمدوهاء "وكانوا قبل ذلك معتمدين على رواية الغازي" فهل هذا يدل 


- غاية النهاية 296/2 ترجمة 2598. 

*- وهذا كتابه جامع البيان ولعله أكبر كتبه في القراءات إنما أسند فيه قراءة نافع من رواياتها الأربع المشهورة رواية إسماعيل 
الأنصاري ورواية إسحاق المسبي ورواية قالون ورواية ورش المصّري حينظر في ذلك "كتاب الإمام أبو عمرو الداني وكتابه 
جامع البيان "للدكتور عبد المهيمن طحان 98-97. 

”- غاية النهاية 275/2 ترجمة 3518. 


190 


على أن رواية الغازي كانت هي أيضا غير مدونة؟ ذلك هو مقتضى تحول الأندلسيين في قول 
ابي عمرو إلى رواية ورش ف زمن ابن وضاح-كما سيأ تي- وذلك يفيد أن الغازي -رحمه 
الله- لم يعن بتدوين أصول قراءته في كتاب يروى عنه» ولم يرو نسخته عن نافع فع- كما فعل 
نظراؤه ممن اعتدنا في تراجم بعضهم أن خجد الإشارة إلى أن "له عنه نة" "۳ء 

و إِئما كان الغازي يعتمد الأداء الشفوي» ويستنير بمصحفه الذي ضبطه وصححه 
على نافع واعتبر هذا a‏ الأندلس أصلاء فكانت تنقط المصاحف عليه فيكون قول 
أبي عمرو -الآنف الذكر-: "وهي موجودة إلى الآن' ' يرجع في أغلب الظن- إلى المصاحف 
المنقوطة على "مة مقرأته" لا إلى مقرأته نفسها. 

ومهما يكن فإننا من خلال المقومات العشر التي قدمنا يمكن أن نتمثل شخصية 
الغازي رائدة "'للمدرسة المغربية الجامعة" 2 » كما يمكن أن ننعت ما ا وتبلور في 
مجالات كتابة المصحف وخطه ورسمه ونقطه والأغاط المعتمدة ة في ذلك باسم" مدرسة الغازي بن 
قيس" أو "المدرسة الاتباعية الأثرية" وسوف نرى بوضوح آثار هذه المدرسة كيف انعكست 
على مدرسة ا عمرو الداني ف المائة الخامسة, وعلى الأخص من خلال مبدأ الالتزام 
باتباع أهل المدينةء فكانت مدرسة الغازي ف ذلك من أوثق مصادرها ف رسم المعالم ٠‏ 
لمذهب أهل المدينة. 

-أصحابه ورجال مدرسته: 

ولقد تحمل عن الغازي رجال مدرسته هذه الأغاط في القراءة والأداءء وفي ضبط 
المصحف ورسمه ورووا عنه كتابه "هجاء السنة" الذي ضمنه الوصف الكامل لطريقة أهل 
المدينة في ذلك إلا أن ما في المصادر التي بين أيدينا لا يكاد ينقع غلّة فيما لحن بحاجة إلى 
المذكورين منهم في تلك المصادرء وهم لا محالة-أكثر عددا وأقوم بطريقته مما نستفيد منها. 

ا الله بن دي ين تن 
والغربب 8 اة ا أب 0 00 

وقال عياض: "كان من أهل العلم بالعربية والتأدية لقراءة نافع 


4) 





'- تراجع تراجم الرواة عن نافع من أهل المدينة. 
- نريد بها الإطار العام للنشاط القرائي في المغرب. 
"- تاريخ علماء الأندلس 369/1 ترجمة 632 
*- ترتيب المدارك 115/3. 


191 


ولا كان عبد الله قد عاش بعد أبيه إلى سنة 230ه أي أزيد من ثلاثين عاما 
فلا شك أنه كان من أهم الطرق عن أبيه في تلقين هذه الرواية التي كان من أهل البصر بها 
والتأدية لهاء إلا أن المصادر أيضا حتى القريبة من زمنه- كطبقات النحويين واللغويين 
لمحمد بن الحسن الزبيدي- لم تعرف بشيء من نشاطه القرائي ولا توسعت في ذكر أخباره أو 
جملة الرواة عنه حتى نستعين بذلك في تقويم أثره في مدرسة أبيه. إلا أتي وقفت في التكملة- 
في الترجمة التالية- على ما قد يكون السبب في الحسار أثره وضعفه» وهو اشتغاله بالعمل 
الرسمى في تأديب الخاصة كما في الترجمة التالية: 

2- عبد الله بن مهران المؤدب: 

الظاهر أنه من هذه الطبقة من رجال مدرسة الغازي. قال ابن الأبار: "سماه 
الرازي" في المقرئين بقرطبة» حكى أنه كان هو وعبد الله الغازي بن قيس مؤدبين للخلفاء - 
يعني من بني أمية- قال: وتوفي سنة 230ه, وفي هذه السنة كانت وفاة عبد الله بن الغازي 
ا 


3-أصبغ بن خليل: 

هو أبو القاسم أصبغ بن خليل القرطبي الراوية الجامع بين الفقه والقراءة» وشيخ 
مشايخ قرطبة في زمنه» سمع بالأندلس من الغازي بن قيس وكيى الليثي وأضرابهماء ورحل 
فسمع من سحنون بالقيروان» "وكان حافظا للراي على مذهب مالك وأصحابه. وذكروا أنه 
مع ذلك كان ضعيف المعرفة بالحديث, ولذلك لما حدث بحديث في إسناد القراءة عن الغازي 
عن نافع, ظن أن نافعا المذكور مولى عبد الله بن عمرء فقال: "عن الغازي عن نافع عن ابن 
ل ل ل ا عن جبريل عن اللودعز وجل قال ابن 


الفرضي: "فظن أن نافع بن أبي نعيم القارئ هو نافع مولى ابن عمر"0.توفي سنة 273 وعمّر 
8 سنة 4 


'- هو أحمد بن محمد بن موسى بن بشير الرازي أبو بكر القرطبي (ت344) له مؤلفات في أخبار الأندلس وتواريخ دول الملوك 
فيها-ينظر في تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي 95/1 ترجمة 135. 

*- التكملة لابن الأبار 776/2 ترجمة 1905. 

*- تاريخ علماء الأندلس 151/1 ترجمة 245. 

“- ترجمته في تاريخ علماء الأندلس 151/1 ترجمة 245 -وترتيب المدارك لعياض 252-250/4. 


192 


الفقيه العلامة صاحب التآليف التى قيل إنها أربت على الألف. 


أخذ بالأندلس:عن الغازي وزياد ين عبد الرحمن شبطوق!0 وصعصعة بن سلا © 
ورحل سنة 208ه ”فسمع بالحجاز ومصر والقيروان "وانصرف إلى الأندلس» وقد جمع 
علما ا واف ف فنون من العلم 9 ول ا ثم نقله عبد السهمدكن 3 
الحكم (238-206) إلى قرطبةء ورتبه مع يحيى في طبقة المفتين. 


وهو من أقدم من ألف في علوم القرآن من الأندلسيين» فقد ألف تفسيرا للقرآن©) 
وكتابا في "القراءات" وكتابا بعنوان "القارئ" لعله في آداب القراءة أو فضائل القرآن 
كا والف "عافن 0 


ويعتبر ابن حبيب إلى جانب هذا من أقدم واضعي ما يمكن تسميته ب"علوم 
التربية" عند المسلمين, فمن خلال بعض النقول عنه نلاحظ اهتماما واضحا بجانب مهم من 
القضاياالتعليمية يتصل بتعليم الصغار وما قد يعرض بين بعض المعلمين وبين آباء التلاميذ 
من اختلاف حول استحقاق أجرة التعليم» ففي رسالة أبي الحسن القابسي في "آداب 
المعلمين" ينقل عن ابن حبيب قوله: 

"وحن نوجب للمعلم "الحذقة". ونرى أن يحكم له بها في النظر الظاهر2, على 
قدر الغلام وقدر درايته» وقدر حفظه ف "حذقة" الظاهرء وقدر معرفته بالهجاء والخط ف 
حذقة النظرء وليس لها قدر معلوم» وليس كل الناس فيها سواء وليس ذو الفقر من الآباء 
كغيره من أهل الغنىء و إما رأينا أن يحكم له بهاء لأنها مكارمة جرى الناس عليها فيما 


- من فقهاء قرطبة من أصحاب مالك بن أنس (توفي سنة 204). ترجمته في تاريخ علماء الأندلس 279/1. 
- تقدم أنه كان شيخ الأ وزاعية بالأندلس. 
- ترتيب المدارك 19/1. 
- تاريخ علماء الأندلس 459/1 ترجمة 814. 
- يراجع المصدر السابق وترتيب المدارك 128-127/4. 
- ترتيب المدارك 128/4 وذكر أنه ستون كتابا". 
- هو من مروبات أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز الشريشي ثم الإسكندري (629) في جملة 49 كتابا ذكر أنه قرأها وتلا بها 
عبد الله بن خلف الدانى.-ينظر في ذلك معرفة القراء 486/1 طبقة 14. 
“- ورا هو المراد ب"رغائب القرآن" عند عياض في ترتيب المدارك 128/4. 
“- ترتيب المدارك 128/4. 
''- لعله يعنى بالنظر الظاهر وحذقة الظاهر و"حذقة النظر" شيئا واحداء وهو تكن الناشئ من القراءة السليمة في اللوح أو 
المصحف؛ وریا أراد بالظاهر"الفظ عن ظهر قلب". 


N 55‏ افيا مه ها am‏ ل 


193 


بينهم وبين معلمي صبيانهم» بمنزلة هدية العرس» وحن نری أن بحكم بها على قدر الرجلء 
وقدر المرأة وليس لها قدر معلوم e‏ 

فمن خلال هذا النص يتبين لنا مدى التحام ابن حبيب بالقضايا التعليمية في خحفيظ 
القرآن للناشئة والتفاته من جهة ثانية إلى معرفة الناشئ بالهجاء والخطء تنبيها على ما في 
رسم المصحف من خصوصيات لا يستقل بمعرفتها كل من عرف قواعد القراءة والكتابة, لأنها 
تتطلب قدرا زائدا من المهارة في صناعة الرسم وإدراك تلك الخصوصيات؛ وقد تقدم لنا 
استفتاء المعلمين للغازي بن قيس 2 هذا الموضوع. 

عنمن بن أيوب بن أبس ال الصلت قري الفقيه. 


بن سعيد ا عر من أصبغ بن 1ه ا فين ورعا فاضلاء أريد على 
القضاء فأبي منه... توفي سنة 247-246" . 


تلك هي الأسماء التي وقفنا عليها في ترجمته في المصادر المشهورة, ويلا حظ على 
أصحابها غلبة الطابع الفقهيء أو هكذا تقدمهم لنا كتب التراجم. لأن عنايتها في الغالب 
منصرفة إلى الفقهاء ورواة العلم ف الجملة أو لأن "المدرسة الغازية" ا يتأت لها أن تأخذ 
بالتخصص فى شؤون القراءة, لأن الاهتمام بها كان ما يزال محدوداء وربما كان من أسباب 
انتساب رجالها إلى الفقه لا إلى القراءة في الغالب ما كان بحظى به حملة الفقه لدى 
الجمهور والجهاز الحاكم من اعتبار خاص من شأنه أن يصرف الهود عو الفقه المذهبي 
والرواية الفقهية أكثر مما يصرفها لتحقيق القراءة ورواية الحروف. | 

وقيل أن نطوي صفحة. الرواة عن الغازي نلفت النظر إلى شخصيتين مهمتين 
أحدهما ينتمي إلى مدرسة الغازي على التحقيق والقطع» والثاني يحتمل ذلك لقرب زمنه. 

أما الذي لا ندري مدى صلته بالمدرسة فهو: 


أبو إسحاق إبراهيم بن حسين بن خالد من أهل قرطبة. 
قال ابن الفرضي :"كان حافظا للفقه وولي أحكام الشرطة للأمير محمد بن عبد 
انين سرعم ال وله رحلة إلى المشرق لقي فيها علي بن شخي وعبد الملك بن 


- تراجع "الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين والمعلمين" لأبي الحسن علي بن خلف القابسي في كتاب "التربية في الإسلام" 
للدكتور فؤاد الأهوانيء وقد أعاد نشرها الدكتور محمد ناصر في كتابه "الفكر التربوي العربي الاسلامي" -والنص المذكور في 
111/2. 

- تاريخ علماء الأندلس 512/2 ترجمة 887. 

“- ولي الإمارة بقرطبة من سنة 238 إلى 273ه._ينظر في ذلك "ذكر أوقات الأمراء وأيامهم بالأندلس" في "مجموعة رسائل ابن 
حزم" 192/2. 


194 


هشام صاحب المشاهد © و مطرف بن عبد الله-صاحب مالك بن أنس-؛ وله كتاب مؤلف في 


تفسير القرآن روي زهي توفي -رحمه الله- ف شهر رمضان سنة 002249 


والذي يهمنا من هذا العالم بعد ما ذكر من رحلته وتلقيه عن أهل المدينة ومصرء 
تأليفه. جملة من المؤلفات منها "كتاب النقط والشكل"*؛ فهذا التأليف في نظرنا يعتبر 
امتدادا لما بدأه الغازي في هذا السبيلء وربما كان نوعا من التوسيع لمباحثه والبسط لمسائله. 
أما الشخصية الثانية فهي جديرة بالاهتمام حقاء والأمر فيها يتعلق بشخص عظيم الأهمية 
في هذه المدرسة, وقد تجاوزته كتب الأعلام الأندلسية فلا نقف له-حسب علمنا- على 
تعريف في مصدر من المصادر المعروفةء والقارئ المذكور هو: 


-حكم بن عمران القرطبي. 
هذا العام المختص على أهميته في تاريخ علوم القراءة بالمدرسة المغربية» قد تجاوزته 
اطلاعنا- عند غير علماء الرسم واختلاف النقلة فيه.و إنما استقينا معلوماتنا عنه من 
الإشارات العابرة الواردة في بعضهاء وهى في جملتها تدل على مقام له رفيع في هذا الشأنء 
كما تدل على إنتاج علمي له معروف كان من مصادر الدراسة في ميدان الرسم ومسائله 
وصناعة الخط ومقتضيات التصرف فيهاء الأمر الذي ينطق بمقدار ما فاتنا من تاريخ أعلام 
أمتنا وحضارة بلادناء وهى خسارة لا تعوض أبدا. 
وأقدم إشارة إلى هذا العلم الفذ وأوفاها بالغرض مجدها مبثوثة في كتاب "المحكم" 
لأبى عمرو الدانى وإن كان قد ساقها سوقا عابرا عند تعرضه لحلقات التطور الذي مر منه 
التصنيف في فن نقط المصاحف فقال: 
"و أول من صنف في النقط ورسمه في كتاب وذكر علله. الخليل بن أحمد. ثم صنف 
ذلك بعده جماعة من النحويين والمقرئين» وسلكوا فيه طريقه. واتبعوا سنته» واقتدوا 


بايا 


بكذاهيه . 


ثم سمى جماعة من الأئمة الذين ألفوا فيه من البصريين والكوفيين والبغداديين 
والمدنيين وختمهم بقوله: "ومن الأندلسيين حك بن عمران صاحب الغازي بن قيس" . 





'- م أقف على المراد به. 

*- يعني بها المغازي وابن هشام المذكور هو ختصر سيرة ابن إسحاق المشهورة. 

7- تاريخ علماء الأندلس 33/1 ترجمة 1. 

“- ذكره له إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين 3/1 في مجموعة مؤلفاته إلا أنه سمى أباه حسنا. 


195 


فتصنيف أبى عمرو له في عداد رواد التصنيف في هذا الفن؛ وقوله:"صاحب الغازي 
بق کن سيان ضيف خاصة ی او يدوا ف ق هدوا لر ا 
عمرو يعود مرة أخرى في الكتاب نفسه فيزودنا بمعلومات عنه غاية في الأهمية فيقول في 
حديثه عن كيفية انتفاع أهل الأندلس باستعمال الطريقة المدنية في ضبط المصحف بواسطة 
الألوان المتواضع عليها: 

"ورايت في مصحف كتبه ونقطه حكم بن عمران الناقط: ناقط أهل الأندلس في سنة 
سبع وعشرين ومائتين» الحركات نقطا بالحمرة» والهمزات بالصفرةء وألفات الوصل المبتداً 
بهن بالخضرة, والصلات والسكون والتشديد بقلم دقيق بالحمرة. على نحو ما حكيناه عن 
تقاط أهل بلدناء والصلة فوق الألف إذا انفتح ما قبلهاء وتحتها إذا انكسر ما قبلهاء وفي 
وسطها لذا انضم ما قبلهاء والألفات المحذوفات من الرسم اختصارا مثبتات بالحمرة» وعلى 
الحروف الزوائد والحروف المخففة خو "أنا" و"لاأوضعوا"© و "أفائن مت" و" أولىك" 
و "أمن هو قانت" وشبهه دارة صغرى بالمرة» على ما رويناه عن أهل المدينة؛ وما جرى 
عليه استعمال أهل بلدنا"©, 

وهذه العناصر الجديدة في هذا النص مضافة إلى العنصرين المتقدمين تضعان حكم بن 
عمران بحق على منصة الريادة العلمية في تطبيق النموذج المدني في المدرسة المغربية بعد 
عميدها الأول الغازي بن قيس» كما تمكننا من التمثل الكامل لهذا الودج من خلال هذا 
او القايل لصف ثم تفيدنا من خلال تلقيبه ب "الناقط' ' وتفسير أبي عمرو له 
ب "ناقط أهل الأندلس" ما يشعر بمكانته من هذا الشأن عند أهل زمنه لا في قرطبة 
وحدهاء بل في الأندلس بأسرها. وذلك معناه أن المعرفة بهذا الشأن بعد شيخه الغازي إِما 
كانت تدور عليه حتى استحق أن يشتق له من خبرته وعمله لقب "الناقط" فيضاف إلى 
اسمه. ولعل حكما نفسه قد أمسى مقتنعا بهذا اللقب حتى أطلقه على نفسه في تسميته 


'- في الكتاب المطبوع "حكيم بن عمران" وذكره مرة أخرى في الصفحة 87 فعلق بالهامش أنه 'في الأصل المخطوط حكم -قال-: 
والظاهر أنه فة وأن الصواب ما أثبتناه كما ف ص 9" -هکذ! ذكر حقق "إا الد كتور عزة حسن. والصواب ما ف 
الأصل "حكم" بفد مہ“ كما ف "مورد الظمآن" ف قوله: 


وقوله: 
ومثله المرجان عنه قد رسم عن الخرساني عطاء وحكم. 


2- المحكم لأبي عمرو الداني9. 

يعني قوله تعالى "ولأوضعوا خلا لكم يبغونكن الفتنة.." وقد زبدت ألف بعد الهمز كما زبدت في "لا أذغنه" في سورة 
النمل. 

“- يعني قوله تعإلى "أفائن مت فهم الخالدون” سورة الأنبياء".. 

“- هذا مثال لتخفيف "أمن" "قرأ نافع وابن كثير وحمزة بتخفيفها والباقون بالتشديد" -التيسير180. 

“- المحكم 87. 


196 


لكتاب له في الموضوع, وربما كان هذا الكتاب هو المصدر الذي وصف فيه "النموذج 
ادي بكافة تفاصيله الرسمية والضبطيةء وقد أفادنا به الشيخ ابوت نكر ب أب محمد عبد 
الغنى اللبيب في شرحه على "عقيلة الأتراب" للشاطبي في الرسم» إذ ذكر في أول الكتاب 
أنه طالع على شرحه ثلاثين تأليفاء منها عشرة في الرسم: المقنع والمحكم والتحبير لأبي 
عمرو الداني» و"التبيين" لأبي داودء و"المحبر" لابن أشته (), وكتاب "علم المصاحف" له 
وبعض "هجاء السنة" للغازي بن قيس الأندلسيء و"الدار المنظوم في معرفة المرسوم" 
#لعطاء بن يزيد الخراساني20 و"درة اللاقط" لمكم الناقطء و"سبل المعارف في رسم 
اا ا م ار 

فاعتماد علماء الرسم على كتابه. ووصوله إلى أهل المائة الثامنة -زمن أ یک 
اللبيب-من أكبر الأدلة على أهميته في الميدان» وعلى القيمة العلمية الخاصة التي استدعت 
العناية بنقله وروايته وعرض مذاهبه فيه ولا سيما مع وجود مصنفات الول من علماء 
هذا الشأن المتأخرين كأبي عمرو الداني وأبي داود وأبي محمد بن سهل وسواهم ممن ألفوا 
في فني الرسم والضبط. | 

و يذكر اللبيب عن حكم بن عمران ما يفيدنا أيضا في معرفته بقراءات أئمة الأمصارء 
واستخدامه هذه المعرفة في بيان علل الرسم والضبط فقد نقل عنه من كتاب "درة اللاقط" 
قوله: 

"حذفت الألف بعد الصاد من "الصاعقة"© لأجل قراءة الكسائي في والذاريات 
"فأخذتهم لض بكرن العين على ورن ف 1 

وقد نبه أبو عبد الله الخراز وغيره على بعض اختيارات حكم بن عمران في رسم 
المصحف مما يدل على أن نشاطه التأليفي لم يقتصر على فن الضبط واستعمال لوازمه» فمن 
ذلك قوله في مورد الظمآن: 


"وليواطوا بخلف قد رسم لابن جا عن عطاء وحکہ. 





'- تقدم ذكر ابن أشته في روافد مدرسة ورش من أثمة العراق وكتابه المحبر في القراءات لا في الرسم. 

2- / أقف على ذكر الكتاب له لا في كشف الظنون ولا في ذيوله ولا عند بروكلمان في تاريخ الأدب» وقد ذكر اللبيب له في 
شرحه كتابا ثانيا سماه "اللطائف في رسم المصاحف". 

- سماه في المخطوط أي "الدرة الصقيلة" بعطاء بن يسارء وهذا فقيه مدني من التابعين لا يعرف له بالرسم اهتمام» والمعروف 
بذلك عطاء بن يزيد الخراساني كما سيأتي أسفله في مورد الظمآن. 

“- الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقلية (خطوط): 

*- أول ورودها في سورة البقرة في الآية 55. 

6- الدرة الصقيلة للبيب عند قول الشاطبي في العقيلة: 

ونافع حيث "واعدنا" "خطيئته" و "الصعقة" "الريح" "تفدوهم" هنا اعتيرا. 


197 


وقوله: "ومثله "المرجان" عنه قد رسم عن الرساني عطاء و 0 


وقال أبو وكيل مولى الفخار في أرجوزته "الذرة الجلية" في الرسم: 
"فصل وذاع النقط بالمدينة عن الرضا قالون ذي السكينة" 
وفي بلاد الأندلس عن حككم أعني ابن عمران فقيد حکمي. 
واعتمده الشيخ محمد بن يوسف الترغي -معلم أولاد الشرفاء السعديين- في جواب له 
عن مسائل رسمية وضبطية منها اختلاف علماء الرسم في رسم لفظ "لؤلؤ" بألف بعد الواو 
050 
أو بدونها 
تلك مكانة حكم بن عمران في هذا العلمى وذلك شأنه عند أهل تلك الصناعة, ولا 
يضيره في شيء أن يكون قد انتهج نهج شيخه الغازي أو كرس على آثاره. فبحسبه أن يعتبر 
على رأس الطليعة الأولى التي قادت أولى خطوات المدرسة المغربية في هذا الشأن عن طريق 
التأليف وطريق التطبيق معاء لتخلف بصماتها الواضحة في كثير من قضايا هذا النشاط 
ومباحثه» وقهد لظهور أئمته ببحوثهم "الميدانية" الناضجة في عهد عهد النضج كما سوف نرى 
بعون الله. 
وإمام هذا شأنه لا ينتظر أن يمر على الساحة العلمية مرا رفيقا دون أن يخلف 
أصحابا يسلكون سبيله ويهدون بهديه في هذه الصناعة, ولكننا مع الأسف لا مجد في 
مصادرنا المعروفة اهتماما بتتبع هذه الشؤون. وكل ما أمكن الوقوف عليه في المدرسة 
التأسيسية التي اتجهت إلى هذه المباحث إشارات مقتضبة هنا وهناك تدل على عكوف من 
لاخو ني لك لد كر ليد فكان منهم إبراهيم بن حسين القرطبي - 
"كتاب النقط والشكل" -الآنف الذكر المتوفى سنة 249ه. وكان منهم: 





ا داوود سليمان صاحب كتاب التنزبل في الرسم. 
2 ينظر البيت في شرح المارغني على المورد المعروف ب "دليل الميران" 118. 
أ- المصدر تفه 3 
له اجلية لأبي وكيل ميمون بن مساعد مولى الفخار-سيأتي في موضعه.. 
- وقفت على جوابه المطول في مجموع مخطوط مخزانة أوقاف أسفي غير مرقم» وقد أنهى الجواب بقوله: وإلى ذلك أشار بعضهم 
بقول: 


والخلف في "اللۇلۇ" في القرآن 
وكلها للغازي نجل قيس 
ووافق الغازي يا صاح حكم 
وحكم في الطور مع عطمساء 
والحذف ههنا هو الملخعار 
بحذفها في وقعت قد قالا 
كلاهما قال سليمان حسن 


في وقعت والطور والرحمن 

في وقعت وقيدها خذ الحكم 

بحذفها من غير ما امتراء 

لابن جاح بانت الآثار 

اكتبه أيضا حصل الأقوالا 

في سورة الرحمن ربي ذي المنن. 
198 


- نصر المصحفى النقاط. 
هكذا سماه ووصفه ابن الأبار وقال: "من أهل طليطلةء كان يقرئ القرآن وبنقط 
0 أخذ عنه محمد بن عبد الجبار الطليطلي"ء فلما قرأ بمصر على إبراهيم 
النحا ش 
س 


أعجبته قراءنه وحسن أدائه" 80 


ومن امتدادات المدرسة في هذا الشأن: 


ِ 


- أحمد ب ٠‏ أب الشعرى الوراق المقرئ. 

قال ابن بشكوال: "قرطبي يكنى أبا بكر كان أهل قرطبة يأخذون عنه قبل دخول 
أبي الحسن الأنطاكي الأندلمر© ويعتمدون عليه...وكان يكتب المصاحف وينقطهاء وكات 
الاق يتنافسون في ابتياعها لصحتها وحسن ضبطها وخطهاء وتوني بعد 350 . 
ولا شك أن المدرسة الأصولية التي ستخلفها في ميدان الرواية عن نافع قد استفادت من 
منهاجها وواصلت السير على طريقتها التي أصبحت تثل المسار الرسمي للمدرسة المغربية 
عموما في هذه العلوم» وقبل أن نطوي صفحة هذه المدرسة بحسن أن نشير إلى أهم ما يرت 
به من خصائص ومقومات كانت وما تزال في مضمار علوم الرسم والضبط مائلة المعالم ظاهرة 
السمات بوصفها طريقة لأهل المغرب والأندلس وغطا خاصا بأهله في مقابل النمط المشرقي 
الذي عليه عامة البلدان الإسلامية إلى اليوم. 





- أهم خصائص المدرسة الاتباعية في الر, والضبط وبعض مقومات المدرسة المغربية من خلا لها. 
هم : ي الرسم : 

أولا : في الرسم : 

اختصت مدرسة الغازي في مضمار الرسم بجملة من الخصوصيات نبه عليها أئمة 
الرسم لمخالفتها لقياس الخط. وعمدتها في ذلك كتاب "هجاء السنة" له وما نقله عن أهل 
المدينة وأخذ عنه أو عن أصحابه في الجملة. 
- فمن ذلك ما جاء عنه من زيادة الألف بين الياء الأولى والثانية التى هي صورة الهمز في 
"وهيء لنا"» و "يهيء لكم". و "مكر السيء"» وإلى ذلك أشار الشاطبي في العقيلة 
بقوله : 





- من رفاق الإمام محمد بن خيرون الألبيري -كما سياتي- في عرضه على أبي الحسن النحاس. 
- لم أقف على المراد به. 

3- التكملة 744/2 ترجمة 1880. 

“- دخلها في شعبان سنة 352ه 

ك الصلة 5/1 ترجمة 1. 


199 


"هيء يهيء" مع السيء بها ألف مع يائها 9 الغازي وقد نکر( 


ومنه زيادة الألف بين اليم والياء ف "وجيء بالنبيئين" و "جيء يومئذ بجهنه"(0) 
وفيه يقول في العقيلة: 
"وجيء الین تزبده ألفا معا وبالمدني رسما عنوا ا 


- ومن ذلك حذف الألف الاملة للهمزء قال أب و الدانى: "وفى كتاب الغازى 
من بو عمرو الداني: وي كتاب : 
"اطمئنتم" في النساء بغير ألف. وهو في جميع المصاحف بالألف" ©. 


- ومن ذلك زيادة الياء بعد الهمزء قال ف المقنع: "وف كتاب الغازي بن فيس ف الروم 
"بلقاءي ربهم" و "لقاءي د بالياء ف الحرفين, ورأيت ف مصاحف أهل المدينة 
والعراق وغيرها "وملائه" و "ملائهم" في جميع القرآن بالياء بعد الهمزة. وكذلك رسمها 
ورسم جميع الحروف المتقدمة الغازي ين قيس في "كتاب الهجاء" الذي رواه عن أهل 
المدينة on‏ 

- ومن ذلك رسمه "المنشآات" في الرحمن "المنشعت" بالياء من غير ألف كما هي في 
مصاحف أهل العراق. 


قال أبو عمرد: "وكذلك رسمه الغازي بن قيس في كتابه, وذلك على قراءة من كسر 
ا 


وقال أبو عمرو: "وفي كتاب الغازي بن قيس "هداي" بألف» و ”يي "و "يبشري" 
Ls‏ كير الف OO‏ 


وقال أبو داود عند ذكر "كل ما ردوا" في سورة النساء: "وكذا رسمها الغازي 
وحكم وعطاء على الانفصال هناك, وقال عطاء في كتابه في سورة المومنين© "كل ما" ليس 
في القرآن محجوزة غير هذه والتي في سورة النساء "كل ما ردوا إلى الفتنة". وما سواها 
موصولةء ول يذ كر الغازي ولاحكم الذي في سورة النساء". 


- البيت في عقيلة الأتراب -مجموعة إتحاف البررة بالمتون العشرة:331-والأصل في المقنع 51 
: رضي الداني في غير المقنع . 

3 ذ- جموع اتحاف البررة بالمتون العشرة 325. 

“- المقنع 26. 

“- المقنع 47. 

“- المقنع 50. 

قنع 64. 

*- يعني قوله تعإلى "كل ما جاء أمة رسولها كذبوه" .سورة المومنون. 


200 


وقال أبو داود اشا ف التنزيل ق سورة مريم عند ذكر 8 1 ا "ل" 0 
ألف رسمه الغازي بن قيس في كتاب "هجاء السنة" له." 
وقال في سورة الال "وکوا "فسا لهم" بألف» كذا رسمها الغازي بن قيس» ورسمها 
حكم وعطاء الخراساني TEINS BUL‏ 

وقال في سورة الحشر: " وكتبوا ""والذين تبوأوا الدار" بواو بعد الهمزة من غير 
صورة لها ولا .آلف يعدهاء وكذلك رسمه الغازي بن قيس» وكذا رسمه أيضا حكم 
وعطاء الخراسانىء إلا أنهما قالا: "وفي مصاحف أهل العراق بألف يعنيان بعد الواوء وم 
أروه عن غيرهما بواوين هن غير ألنك" . 

ثانيا: في الضبط. 

وإذا كان بعض هذه الأوضاع الرسمية ما يزال إلى الآن مأخوذا به في الرسم 
المصحفى عند المغاربة كأكثر الأمثلة الآنفة الذكرء ومنها ما كان خاصا بهذه المدرسة ثم 
وقع العدول عنه كزيادة الألف 2 مثل هىء و بهىء والسىء وجىء» فان الأمر بالنسية إلى 
الضبط أو ما كان يعرف ب "النقط" -بفتح النون- قد عم الأخذ به منذ عهد هذه المدرسة 
خدى قيزت فيه "المدرسة المغربية " بهذا النمط وقسكت به إلى الآنء سواء في نظام النقط 
"المدور"؛ أم في نظامه "المطول" . فيما عدا بعض التعديلات التي أجريت عليه. 

- فمما أخذت به المدرسة المغربية منذ البداية تأسيسا على قواعد أهل المدينة كما 
وصفها رجال هذه المدرسة: 
والحروف الزوائد والخفيفة وغو ذلك وقد مر بنا وصف مصحف حكم بن عمران الناقط 
الذي وقف عليه أبو عمرو الدانى في زمنه. 





اال الكل "المدون” لنقط المصاحف الخاصة, وقد أمسى هذا من التقاليد 
الرسمية التي م رعش الأدمة الماح أب عمرو لأحد سعة في التصرف فيها "اقتداء منا 
بفعل من ابتدأ النقط من علماء السلف يحضرة الصحابة حرضي الله عنهم- واتباعا له 
واستمساكا بسنته. إذ مخالفته مع سابقته وتقدمه لا تسوخ وترك اقتفاء أثره في ذلك مع حله 
من الدين وموضعه من العلم لا يسع أحدا أتى بعده" "فاتباع هذا أولى» والعمل به في نقط 
ااا 





- التنزيل في رسم المصاحف (خطوط) . 
2- الصورة في اصطلاح أهل الرسم هي أحد الحروف الثلاثة التي تحمل الهمزة وهي الألف والواو والياء. 
[- المحكم للداني 43-42. 

201 


- ومن ذلك اصطلا حهم في الرمز للسكون على الحرف» قال أبو عمرو الداني: "فأما 
السكون فعامة أهل بلدنا قديما وحديثا يجعلون علامته جرة فوق المحرف المسكن» سواء كان 
همزة أو غيرها من سائر حروف المعجم خو قوله "ان يشأ" و "هىء"...." وأهل المدينة 
يجعلون علا مته دارة صغيرة فوق المرف..." (1) 

وبظهر أن الأخذ بطريقة أهل المدينة في ذلك إما جرى مؤخرا بعد أن غلب "الاتجاه 
المدني" على مدرسة الداني في المائة الخامسة, اذ ججده يقول: "وقد كان بعض شيوخنا من 
أهل النقط لا جعلون الدارة الا على الحروف الزوائد لا غير لعدمها في النطقء ولا يجعلونها 


على المحروف المخففة...غير أني بقول أهل المدينة أقول, ويما جرى عليهم استعمالهم أنقط." 
)2( ا 


- ومن ذلك رسمهم همزة الوصل على هيئة جرة صغيرة فوق الألف أو نحته أو 

وسطه بحسب حركة ما قبلها أو الابتداء بهاء فيخالفون المشارقة في رسمهم لها على رأس 
الألف ابدا" ولا يجعلونها جرة. بل جعلونها دالا مقلوبة كالتي بلق بها الكلام الزائد في 
الكتب.." .قال الداني: 

"ومذهب أهل بلدنا أوجه لما فيه مع ذلك من البيان عن كيفية المحركات وحال 
التنوين قبلها في حال الوص "^ 
ّ ومن ذلك مخالفتهم للمشارقة في موضع الرمز للشد وفي هيئة الرمز له حيث رمز له 
المشارقة بأول لفظ "شديد", بينما رمز له الأندلسيين بآخر اللفظ المذكور. أي على هيئة 
الدال. ٠‏ 


- أما عن موضعه عند أهل المشرق فهو فوق الحرف المشددء في حين جعله المغاربة "دالا 
فوق المرف إذا كان مفتوحاء أو تحته إذا كان مكسوراء وأمامه إذا كان مضموماء قال أبو 
عمرو:"وإلى هذا الوجه ذهب نقاط أهل المدينة من سلفهم وخلفهم» وعلى استعماله وإتباع 
أهل المدينة فيه عامة أهل بلدنا قديما وحديثاء وهو الذي أختار ويه أنقط"©. 


ومعلوم أن العمل اليوم عند المغاربة على ما عليه المشارقة, ولعلهم عدلوا إليه 
لسهولته. 


أ المحكم 51. 
2- المحكم 193. 
(- المحكم 86. 
*- المحكم 86. 
- المحكم 50-49. 
202 


إلى غير ذلك من الأمثلة مما تأثل في الرسم والضبط على قواعد هذه المدرسة واستمر العمل 
عليه أو وقع فيه التطوير على أيدي بعض الأئمة على سبيل الاختيار كما تجده عند الداني 
وأبي داود وأبي عبد الله الخراز وسواهم من أئمة هذا الشأن في المدرسة المغربية. 
وينبغي هنا أن تنبه على عامل مهم كان له أثر بعيد في التأثير على مستقبل هذه 
المدرسة, ألا وهو ظهور مدرسة ورش وذيوع صيتها في مصر في الربع الأخير من المائة الثانيةء 
واتساع رحلات 'الأندلسيين إلى مصر خاصة للقاء فقهاء المذهب من أصحاب مالك 
وال خذين عنهم» الأمر الذي كان يستدعي منهم مقاما طويلا بها ويستتبع تأثرهم المحتوم 
بالقراءة السائدة هناك, والاتصال برواتها وهم في الوقت ذاته من أعلام المالكية» ثم العودة 
بها إلى الديار الأندلسية مما كان له أثر حاسم في الاسراع بعملية التحويل والصرف 
الكامل لوجوه القراء والمقرئين خو "مدرسة ورش" وارتياد آفاقها واعتماد روايتها 
ومذاهبها الأدائية في قراءة نافع. 
وي الفصل التالى بعون الله نتعرف على ثاني مدرسة تأسيسية قامت بقرطبة بعد 
المدرسة الاتباعية الأولى» وأول مدرسة أصولية فيها في رواية ورش» وهى المدرسة التي 
تأسست على يد أبي عبد الله بن وضاح القرطبي. 1 , 


الفصل الثاني : 
المدرسة الأصولية الثانية في الأندلس وروادهاء 
وامتدادات آثار المدرسة المصرية في رواية ورش 
من خلالها في حواضر الأندلس وجهاتها. 


إذا كانت المدرسة الاتباعية ذات الأسس المدنية في الرسم والضبط أول ما تعرفت 
عليه البلاد المغربية والأندلسية في بجال علوم القراءة» فإنها في ذلك كانت شبيهة بالقاعدة 
الضرورية للبناء والأسس الأولى لقيام مدرسة مغربية في هذه الجهات من البلاد الاسلاميةء 
الا أن القواعد والأسس مهما تكن قوتها ومتانتها لاتغنى عن الهيكل العتيد الذي سوف 
يقوم عليها وينتصب» وما يستتبعه ذلك من تسوية وتجهيز وتطرية وتنجيد» ولقد تحقق ذلك 
فعلا ف المرحلة الثانية من مراحل تطور المدرسة المغربية على أيدي رجال "المدرسة 
الأصولية" الأندلسية" الرواد الذين مثلوا في هذه المرحلة المنافذ العلمية التى دخلت عبرها 
المؤثرات الأولى لمدرسة ورش بمصرء ثم تعاظم إشعاعها وانتظم في صورة رحلات علمية 
كانت باستمرار تزود مختلف الجهات بالكفاءات النابهة و"الأطر" الجديدة المحملة بتلك 
العطاءات. 
ش لقد كانت البلاد الأندلسية رائدة في هذا الميدان بعد أن ظلت بعد استقرار إمارة 
بني أمية فيها في منتصف المائة الثانية تعيش فترة مخاض في أكثر من مجالء ثم كان من أجلى 
ما اتجهت إلى تحقيقه -كما أسلفنا- استجابة لهذا التطورء أن وضعت لبنات قوية وثابت 
لوحدة المذهب والقراءة فاختارت من المذاهب الفقهية والقراءات المأثورة مذهب أهل المدينة 
وقراءتهم» وكان ذلك بداية لتحولها إلى الاعتصام بالوحدة وححاولة تحقيقها في كافة 
المجالات» والأخذ بمذاهب أهل السنة بوجه عام بعيدا عن كل اتقسام فكري أو قزق 

ولا أرادت أن تأخذ باختيارها في هذا المجال, حملها النزوع إلى التوافق والوحدة 
:اذهب والقراءة على أن تأخذ بمذهب مالك وقراء نافع» ثم برواية من تتلمذ عليهما 
وجمع بين الرواية عن كل منهماء فاعتمدت في ذلك أولا رواية الغازي بن قيس في حياته 
إلى أن توفي نة 199ه بعد ورش بعامين» وكانت رواية ورش في مصر قد استأثرت 
بالاهتمام عند الأندلسيين لتحقيق مزيد من التعمق في قراءة نافع ورواياتها وما أثر عنه في 
علوم القراءة» وكانت أصداؤها قد بلغت قرطبة في حياة ورش نفسه فرحل إليه بعض الرواد 
وأهمهم : 


205 


محمد بن عبد الله القرطبى. 
قال ابن الفرضي : 
"رحل وقراً القرآن عن عثمان بن سعيد المعروف بورش صاحب نافع ب بن أي نعيم 

المدني واستأدبه الحكم بن هشام () . لبنيه. وكان عالما بالقآنء بصيرا بالعربيةء ذا حظ من 
الزهد 5" 2 

ولا نستبعد أن تكون رواية ورش قد دخلت مع غيره أيضا ف حيانه. إلا أنها م 

نشتهر اشتهارها فيما بعد عندما اتسعت الرحلة إلى مصر للقاء أصحاب مالك وأصحابهم. 
حين أصبحت همم الأندلسيين تسعى إلى تجميع أقضية مالك وفتاواه وتفاصيل مذهبه عند 
ا القاسم ثم عند ولده أن الأزهر عبد الصمد العتقي الذي جمع بين رواية الفقه عن أبيه 
ورواية القراءة عن ورش "وله عنه نسخة ©) . فكان فيمن رحل إليه وجمع بين التفقه 
والقراءة: 


أبو عبد الله محمد بن وضاح القرطبي رائد رواية ورش في بلاد الأندلس. 

وهو ا الو 03 كان جده من موالي عبد 

أخذ 0 عن علماء قرطبة خيى وسعيد بن حسان وطبقتهماء ورحل إلى 
ار رحلتين 0 سنة 218ه 0 فيها ا والعباد وم بغر للطلب. يه 
القراءة ن ابي 2 آخر أصحاب نافع وفاق وعيد ال صاحب ورش 
وجماعة, 


ونكتفي هنا من ترجمته في المصادر بهذه اللقطات التي تفيدنا في تقدير منزلته في 
الريادة في دخول رواية ورش إلى البلاد الأندلسية ونشوء مدرستها الأصولية؛ ثاني مدرسة 
في قراءة نافع بالأندلس: 


أولا أولا_: دخوله برواية ورش عن طريق أبي الأزهر عبد اليد بن عبد الرحمن بن 
القاسم العتقي (ت231). 





3 هو المعروف بالربضي صاحب الوقعة المشهورة بربض قرطبة (206-180) -رسائل ابن حزم192/2. 

*- تاريخ علماء الأندلس 634/2. 

*- غاية النهاية 389/1 ترجمة 1660. 

ك3 روى في هذه الرحلة عن خمسة وسبعين ومائة رجل -تاريخ علماء الأندلس 651-650/2 ترجمة1134. 


206 


فكان لدخوله بها من هذه الطريق أكبر الأثر في سهولة الاقبال عليها والأخذ بهاء 
لشهرة ابن القاسم عند الأندلسيين وتقديمهم له على عامة أصحاب مالك -كما قدمنا 
ولمكانة عبد الصمد من البنوة له وهو ما أشار إليه الحافظ الذهبي وتبعه السيوطي بقوله: 
"وللكان أبي الك نس AS e‏ ّ 

ثانيا : دخوله بها مدونة في كتاب» أي أن ابن وضاح لم يكتف بسماعها وعرضها 
على عبد الصمدء وإنما زاد على ذلك بروايتها مدونة, وقد قدمنا أن لعبد الصمد عن ورش 
نسخة بروايتهء فلعل هذه النسخة هي المرادة هنا بإدخاله لها مدونة إذ ذكر أن له.هو أيضا 


ا 





ثالثا 8 ترسيمه لھا ف المجال العملي انطلا قا من نسخته المدونة ولحلا لها حل رواية 
الغازي بن قيس التي كان عليها الناس» وإلى هذا الإشارة بقول أبي عمرو الداني: ٠‏ 

"ومن وقته اعتمد أهل الأندلس على رواية ورش» وصارت عندهم مدونةء وكانوا 
قبل ذلك معتمدين على قراءة ‏ الغازي بن قيس عن ناف" . 

ولا يخفى ما قد يكون لدخول القراءة المدونة لأول مرة من حفز للهمم إلى تحصيلها 
وروايتها معززة بنسختهاء وما قد يكون لوضع هذه النسخة تحت تصرف النساخ من ذيوع 
لها وسيرورة للقراءة بمضمنها واعتمادها في تحقيق الرواية وحروفهاء ولا سيما وأنها تطرح 
لأول مرة أصول هذه الرواية وقواعد أدائها موصوفة محددة بضوابطها. 





رابعا : دخوله بكتاب "الاختلاف بين نافع وحمزة". وهو كتاب من تصتيف أبي 
الا ر عبد الم © ّ 
وبتضمر أول دراسة مقارنة لقراءة نافع وقراءة حمزة بن حبيب إمام أهل الكوفة, 
وأول أثر يدخل المنطقة -فيما يظهر- بقراءات العراقيين. 
خامسا : روايته عن إمامين في قراءة أهل الشام هما هشام بن عمار السلمي 
الدمشقى (ت ۹)5 وعبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان الدمشقي (ت242) 





أ- معرفة القراء 151/1 -وحسن المحاضرة 207/1. 

2- غاية النهاية 275/2 ترجمة 3518. 

:- كذا في ترتيب المدارك 436 -والأدق "رواية" كما في غاية النهاية 275/2. 
“- نفس المصدرين و الجزئين والصفحتين. 

ك غاية النهاية 275/2 ترجمة 3518. 

“- ترجمته في غاية النهاية 356-354/2 ترجمة 3787. 

7- ترجمته في غاية النهاية 404/1 ترجمة 1720. 


207 


صاحبي قراءة ابن عامر» مما يكون معه قد تعرف على هذه القراءة فسمعها من أشهر 
رواياتها بالشام. 

سادسا : دخوله بكتاب "العدد" أي عدد آي القرآن» وهو ما يفهم من قول ابن 
الجزري ف سياق مروياته عن عبد الصمد: "وروی عنه عدد القرآن على عدد المدني 
الأول" 

وقد قدمنا الحديث على أهمية المعرفة بالعدد في تحقيق القراءة وعلاقة ذلك بضبط 
بعض أصول الأداء. 

سابعا : تصدره الطويل للاقراء وكثرة أصحابه كما سوف نرى في قائمة الرواة. 

ثامنا : شخصيته العلمية ومكانته من الصلاح والخير والزهد ف الوظائف الرسمية 
وانصرافه للعلم. حتى صارت الأندلس به ويبقى بن مخلد دار حديث"©. 

وقد ذكر أبو عمرو الداني: أنه لما قفل من سفرته الثانية احتبس لسانه سبعة أيامى 
فكان لا يستطيع الكلام فقال: اللهم أن كان إطلاق لساني صلاحا لنشر هذا العلم فأطلقه 
فأطلق الله لسانه. وأحيا الله به أهل الأندلس وانتفعوا به. فكانوا يرون ذلك من أفضل 
اننا 

هكذا كان ابن وضاح يضع اللبنات الأولى لمدرسة ورش أو "المدرسة الأصولية" في 
قرطبة والأندلس» وبضم جهوده إلى جهود سلفه من رواد قراءة نافع ف المنطقة ف ترسیخ 
الأخذ بقراءة نافع وترسيمها في القراءة والأداء مع اعتماد أشهر رواياتها في زمنه. راسما 
بذلك مسارا واضحا لأهل عصره ومن بعدهم في ارتيادها في آفاقها في البلاد المصريت 
ومستفرغا جهده ف نشرها وتعميمها 2 البلدان الأندلسية من خلال رجال مدرسته 
الذين. تحملوها عنه فيما تحملوا من العلوم مما تثله هذه العبارة الجامعة التى قالها فيه بعض 

"قال أحمد بن سعيد”" لم يختلف علينا أحد من شيوخنا أن ابن وضاح كان معلم 
أهل الأندلس العلم والزهد.." ©) 





- ذكر روايته عنهما في غاية النهاية 275/2. 

*- المصدر نفسه 275/2 

*- تاريخ علماء الأندلس 652/2. 

“- ترتيب المدارك 438/4. 

3 هو أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي (350-284) له كتاب في المحدثين.-ترجمته في تاريخ علماء الأندلشس 98-96/1 ترجمة 
10. 

“- ترتيب المدارك 437/4. 


208 


ولقد عاش زمانه متفرغا لنشر العلم إلا أن رواية الحديث كانت أغلب عليه © 
لهذا لا يتأتى التمييز في أصحابه بين من أخذ عنه القراءة ومن أخد الحديث ومن جمع 
بينهماء ولذلك سنرجئ التعريف بقائمة أصحابه إلى أن نستوفي التعريف بأهم رجال هذه 
المدرسة الذين تصدروا معه و عملوا بجانبه في تخريج قراء قرطبة بعد مضي الثلث الأول من 
المائة الثالثة ممن شاركوه في الأخذ عن "مدرسة ورش" واشتركوا معه في ترسيخ قواعدهاء 
وقد اعتبرنا ابن وضاح وال تين بعده ممن سنعرف بهم فيما يلي ممثلين لمدرسة واحدة, وذلك 
لجملة من السمات المشتركة بينهم أهمها النهل من معين مشيخة واحدة متجانسة» والتصدر 
في أزمنة متقارية» وتخريج فئة أو مجموعة واحدة معتمدين في نسبهم إلى أهل القراءة على ما 
قد يرد في تراجمهم من ذكر شيء من الاهتمام بهاء أو على مرد روايتهم عن اثنين فأكثر 
من أئمة المدرسة الأصولية الأربعة المشهورين وهم ابن وضاح وابن القزاز ومطرف بن قيس 
وزكرياء بن حيىء مع اعتبار ما لابن وضاح من السبق والريادة في ذلك. 

أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن باز © يعرف بابن القزاز (أو ابن باز). 

أما ثاني أهم شخصيات المدرسة الأصولية في رواية ورش في الأندلس من رجال هذه 
المرحلة التأسيسية فهو ابراهيم بن محمد بن باز أبو إسحاق بن القزاز القرطبي الأندلسي. 

"كان فقيها عالما زاهدا ورعاء سمع من بحيى وسعيد بن حسان © وأبي زيد عبد 
الرحمن بن ابراهيم )4 ورحل فسمع من يكيى بن بكير...وسحنون وجماعة وأخذ القراءات 
عن عبد الصمد بن القاس سمع منه الا قال ابن الجزري : 





"قرأ على عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش» وسمع منه كتابه الذي جمعه 
في قراءة نافع وحمزة» قرأ عليه أصبغ بن مالك7, وخرج مرابطا إلى "ربط" بالأندلس 
فتوني في رجوعه منها بطليطلة سنة أربع وسبعین ومائتین". 

ومن التأمل في عناصر تكوينه وما ذكر له من المكانة في العلم والقراءة يتبين أنه كان 
يسمو إلى قريب من منزلة ابن وضاح» فكان لذلك يتقاسم معه شرف النهوض بتخريج قراء 


أ- للتوسع في دراسة ابن وضاح يكن الرجوع إلى دراسة أستاذنا الدكتور نوري معمر عنه. 

2- تكتب في بعض المصادر "بازي" -كما في ترجمته في غاية النهاية 23/1. 

7- هو سعيد بن حسان الصائغ من أهل قرطبة؛ رحل إلى المشرق سنة 197 فروى عن أصحاب مالك بالمدينة ومصر وعاد إلى 
الأندلس سنة 204, وتوفي سنة 236.- ترجمته في ترتيب المدارك 113-111/4. 

2 في ترتيب المدارك "وأبي زيد بن عبد الرحمن" حترتيب المدارك 443/4 

'- المراد عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم 

“- تاربخ علماء الأندلس 37/1 ترجمة 10. 

- سيأتي في القائمة المشتركة لقراء هذه الطبقة من الأصحاب 

*- صحف في غاية النهاية "تسعين 
- غاية النهاية 23/1 ترجمة 97 


209 


العصر ورواة العلم 2 زمنه» مع التفرغ التام مثله لذلك والزهد ف المنصب والجاه والمتاع» 
وكان لسعة علمه معدودا مثله في أكثر من طبقة. 

أما تاريخ رحلته فلعله متأخر بالقياس إلى تاريخ رحلة ابن وضاح» لهذا نسبت 
الريادة إلى هذا الأ خير ف يجال إدخال رواية ورش مدونة» وهو على كل حال تاريخ لا 
يتجاوز سنة 231ه لأنها سنة وفاة عبد الصمد شيخها. وقد تصدر للإقراء على أثر 
عودنه فكان مقصودا في علوم الرواية, إلا أنه رما كان أكثر من ابن وضاح تأثيرا في القراءة 
وأوسع جمهورا ف الأصحاب من طلابهاءلانصراف ابن وضاح إلى التأليف ورواية الحديث. 
إلا أنه كان بينه و بين مطرف الآتي نوع من التكامل والتوافق في السمات والخصائص 
والصفات» وقد وصف کزملا ئه بالتفرغ التام للعلم ومنابذة الحكام, قال فيه صاحبه أحمد 
بن خالد: 

"ما رأيت أزهد من ولا أوقر مجلسان وكان لا يذكر في مجلسه شيء من أمور 
الدنياء إلا القرآن والعلم.... وكان لا يعرف أحدا من أهل الخطط لانقباضه عنهم» وأدخله 
الأمير المنذر مرتين على نفسه لإشهادء وضمه لتفريق صدقاته. فلما رأى أبو إسحاق 
انتسابه معه خرج إلى الثغر خرجته التي مات فيها(" 

وقد ذكر الخشنى ف كتابه "قضاة قرطبة" صورة من هذ الانتشاب فقال: ' 
رؤبا رأى فيها الأمير أبا إسحاق بن باز في حال استدعت توليته فأبى فقال له الأمير: "اذا 
م تقبل القضاء فكن أحد الداخلين علينا نشاورهم في أمورناء وكان المنذر يقول: "لو قبل 
مو اا ي والده- لأكرهته عليه" ©, 

وبظهر من أسماء مشيخته وتاريخ وفاته أنه قد عمر خوا مما عمر قرينه ابن وضاح» 
ولذلك شاركه في عامة أصحابه كما سوف نرى في القائمة المشتركة التي سنذيل بها تراجم الأربعة. 


'- هو المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام.بن عبد الرحمن الداخل (275-273)ء ومعنى أدخله على نفسه: 
استقبله ليراوده على تولى بعض الوظائف حتراجع في مدد الخلفاء والأمراء الرسالة المتعلقة بذلك المنشورة في "مجموعة رسائل ابن 
حزم" 21-20/2 

2 يعني شرق الأندلس 

*- ترتيب المدارك444/4. 

“- كان المنذر ولي عهد أبيه محمد يومئذ 

"- قضناة قرطبة لابن حارث الخشني 33-32 


210 


- مطرف بن عبد الرحمن بن قيس. 

أما ثالث شخصية من هذا الرعيل ممن عاصر ابن وضاح وابن بارز وكان له مشاركة 
معهما في تخرج طبقة قراء العصر فهو مطرف بن عبد الرحمن بن قيس" القرطبي مولى عبد الرحمن 
بن معاوية وبكنى أبا سعيد © 

"روى بالأندلس عن يى بن يى وسعيد بن حسان وعبد الله بن حبيب وجماعة, 
ورحل إلى المشرقء فسمع بمكة والمدينة ومصر وإفريقية» وكان شيخا نبيلا 


ف ا 

وبظهر أنه كان متأخرا في السن عن طبقة ابن وضاح وابن القزاز لأنه روى عن 
أصحاب أصحاب ورش وإِن كان قد أدرك من أصحاب ورش آخرهم وفاة وهو يونس بن 
الرحمن بن داود بن أبي طيبة ومواس بن سهلء وسمع الحروف من يونس بن عبد الأعلى عن 
ورش» ومن إسحاق الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير. قال الدانى: 

"كان من أهل الضبط و الإتقان والمعرفة بقراءة نافع رواية ورش عنه» وله كتاب 
حسن ف الأداء يدل على صدقه"(6 بايا 60 
والذي يهمنا من مطرف هو جانب نشاطه العلمي ف ميدان القراءة و الإقراء» فهو من جهة يروي 
رواية ورش من طرقها الثلاثة: طريق يونس بن عبد الأعلى عن ورش. 

وطريق داود بن أبي طيبة عن ورش من طريق ابنه عبد الرحمن بن داود. 

وطريق كل من يونس وداود من طريق مواس بن سهل الذي تقدم أنه قرأ عليهما. 

هذا بالإضافة إلى رواية حروف أهل مكة عن إسحاق الخزاعي المذكور. 





'- هكذا يسميه ابن خير في فهرسته 234 وابن عبد البر في الدرر في اختصار السير27 -وابن سيد الناس في عيون 
الأثر157/1- وبسميه ابن الجزري مطرف بن عبد الرحمن بن الفرج» وبسميه ابن الفرضي وابن فرحون مطرف بن عبد الرحمن 
بن إبراهيم بن قيس"وبسميه في بغية الملتمس 464 ترجمة 1352 فيقول: "مطرف بن عبد الرحمن وقيل عبد الرحيم بن 
إبراهيم بن محمد بن قيس...ثم ذكر ترجمته وأرخ لوفانه بسنة 282ه. 

2- كناه بهذا أيضا في بغية الملتمس, وكناه ابن الجزري "أبا القاسم" غاية النهاية 300/2. 

'- تاريخ علماء الأندلس 833/2 ترجمة 1432 (ويتصرف). 

“- هو إسحاق بن أحمد بن إسحاق أبو محمد الزاعي المكي من كبار الرواة عن أحمد البزي أحد راوبي قراءة ابن كثير المكي 
المشهوربن» ترجمته في غاية النهاية 156/1 ترجمة 727. 

“- يظهر أنها محرفة عن "حذقة " الحاء والذال 

6- نقله في غاية النهاية 300/2 ترجمة 3614. 


211 


وأهم من هذا أنه ألف أول كتاب في تاريخ "المدرسة الأصولية" يتناول مسائل 
ادا 


وهذه عناصر جديدة ومقومات علمية مهمة من شأنها أن تخطو بهذه المدرسة 
خطوات واسعة نحو تأصيل أصول الرواية وضبط مسائل الأداء فيها و الإلمام بمسائل الخلاف 
بين النقلةء والتمييز بين مختلف الاتجاهات الفنية. 

يضاف إلى ذلك ما قد يكون قد قرأ به في الأندلس من روايات أخرى كرواية 
الغازي ورواية ورش من طريق عبد الصمد وغيره كما رأينا عند من تقدموه كمحمد بن 
عبد الله القرطبي وابن وضاح وابن القزاز. 

وبدل على مقدار تأثيره في توجيه أصول الأداء في "المدرسة الأصولية" بالأندلس 
وصول كتابه في الأداء إلى أهل المائة الرابعة والخامسة, فقد اعتمده الحافظ أبو عمرو الداني 
في مصادره في تحرير مسائل الخلاف في أصول الأداء لورشء فمن ذلك ما نقله المنتوري غنه 
في شرحه للدرر اللوامع في باب الراءات عند ذكر الخلاف في راء "إرم ذات العماد" فقال: 

"وقال ”يعني الداني- في الابانة: وقد جاء بتفخيم الراء في ذلك منصوصا محمد بن 
خيرون ومطرف بن عبد الرحمن الأندلسيان عن أصحابهما عن ورش» وهما إمامان ثقتان 
ضابطان, وبذلك قرأت ويه 5 خذ"© ,2‏ ` 


4- زكرياء بن حيى أبو يى الكلاعي الأندلسي. 

هذا رابع أئمة "المدرسة الأصولية" في مدرسة ورش بالأندلس في فترة التأسيس» وهو 
في الحقيقة من رات هذه المدرسة لروايته عن ابن وضاح» بل "هو أكبر أصحابه" © إلا أنه 
لم يكتف با تلقاه في الأندلس من طريق مشيختهاء و إنما شد الرحال مسن يواعد 
مباشرة عن مشيختها من أهل القراءة خاصة. 

ولعله من حيث غنى مصادره وتأخره بالنسبة إلى الأئمة الثلاثة السابقين كان أعمق 
في ميدان الإقراء تأثيراء وان كانت المصادر التى بين أيدينا مقصرة في التعريف بمكانته 
وتفاصيل حياته العلمية وأسماء أصحابه الذين تحملوا الرواية عنه. وان كان بعضها ينوه 
بمقداره» ويذكر كثرة أصحابه على سبيل الإجمال. فقد سكت عنه ابن الفرضي بالمرة. 
وترجم له ابن الأبار فقال : 


'- المنتوري في شرح الدرر اللوامع عند ذكر الراءات (مخطوط). 
*- قال الخشني عن يى بن زكرياء "وكان من أثبت أصحاب محمد بن وضاح" قضاة قرطبة 90 وكذا 157. 


212 


"زكرياء بن يى الكلاعي من أهل قرطبة» يكنى أبا يحيى. أخذ القراءة عرضا عن 
مواس بن سهل ويكر بن سهل وحبيب بن إسحاق القرشي”“ وأحمد بن إسماعيل 
التجيبي 2 وسمع محمد بن وضاح» وكان ضابطا لقراءة نافع روا ورش عن عالما بألفاظ 
المصريين؛ روى عنه القراءة عامة أهل قرطبة في عصره. وأخذوا عنه كتابه الذي صنفه في 
الأصول © وعملوا بجا فيه» توفي بقرطبة سنة 300ه ©. 

وقال أبو عمرو الداني: "روى عنه أصبغ” و جماعة من أهل قرطبة وعرضوا 
عليه ولم يكن بالأندلس بعد الغازي بن قيس أضبط منه لقراءة نافع ولا أعرف 
فعاف العو فق اما معان ين م 4 وله کات حكن و 
الأمية لكا 


وبالتأمل في مصادر أب يى تتجلى أهميته الجديدة في الطرق التي دخل بها في 
رواية ورش» وتتصل طرقه ال مذ كورة بأصحاب ورش الثلا ثة: عبد الصمد وداود بن ابي طيبة 
ويونس بن عبد الأعلى عنه. وربما قرأ بطريق الأزرق عن ورش أيضا على أحمد بن 
إسماعيل التجيبي الذي يغلب على الظن أنه ولد إسماعيل بن عبد الله النحاس التجيبي 
صاحب الأزرق. هذا بالإضافة إلى الروايات والطرق التي قرأ بها في الأندلس على ابن 
ا وغیره» ولا شك أن مثل هذا المستوى ف قراءة نافع أمر جديد على أهل الأندلس» 
وأن من شأنه أن يجعل صاحبه قبلة للرواة من أطراف البلادء وهو ما تفيده عبارة ان الأبار 
في قوله: "وروى عنه القراءة عامة أهل قرطبة في عصره» "وقول اي عمرق الداني: "وروى 
عنه أصبغ وجماعة من أهل قرطبة وعرضوا عليه" . 

أما معرفته بهذه القراءة فتكفي فيها شهادة أن عمرو شيخ هذه الصناعة بأنه لم يكن 
ا بعد أي بن قيس أضبط منه لقراءة نافع ولا أعرف بألفاظ المصريين من 

إلى هذا تأليفه ي زود ب به ا الأصولية في 0 ل مبلغ 
لها في الساحةء وف مستوى الدراسة القارنة التي تهتم بمسائل الخلاف بين 00 الأداى 





- هو حبيب بن إسحاق القرشي الاش مصدرء تقدم أنه قرأ على عبد الصمد وداود عن ورش. 

2 ا ابن الجزري في ترجمته بقوله "عرض عليه زكرياء بن يى الأندلسي. غاية النهاية 40/1 ترجمة 163 
- يعني أصول القراءة والأداء. 

“- التكملة 328-327/1 ترجمة 884. 

“- اهو أصبغ بن مالك أبو القاسم الأندلسي. وسيأتي في الأصحاب . 

“- هو ورش المصري. 

”- نقله ابن الجزري في غاية النهاية 295-294/1 ترجمة 884.. 


213 


وتصل امتدادات المدرسة بأصولها 2 "المدرسة الأم" ويتجلى عمق التأثير الذي كان لكتابه 
في اعتماد الأئمة وثنائهم عليه من جهةء كما يتجلى بصفة أكبر في اقتداء أصحابه به فيما 
نقله واختاره من مذاهب واختيارات مما أشار إليه ابن الأبار بقوله: 


"وأخذوا عنه كتابه الذي صنفه في الأصول وعملوا بما فيه". 


ويكفي في الدلالة على شهرته وقيمته اعتماد أي عمرو الداني له في المائة الخامسة في 
مباحث أصول الأداء لورش, ولا سيما في مسائل الخلاف التي هي معترك النقول والموازنة 
بين الاختيارات. ونكتفي مما ساقه الداني من نقول عن الكتاب بهذه النماذج: 

- فقد قال أبو عمرو في كتاب "طبقات القراء والمقرئين في "باب داود" منه: 

"قرت في كتاب زكرياء بن خيى الأندلسي المقرئ» حدثني حبيب بن إسحاق 
القرشي قال أخبرني أبو الأزهر قال : رأيت داود بن أبي طيبة في النوم ققلت له : إلى ماذا 


صرت إليه؟ فقال لى : رحمنى الله بتعليمى الناس القرآن يا أبا الأزهر, فإذا جاءك أحد 
فلا تشدد عليه. قال : قلت له في 0 قال : لا ولكن إذا جاءك أحد فلا تردد". 


- وقال أبو عمرو في كتاب "الإبانة": "وإلى الوقف بالإمالة اليسيرة على قوله "قرة 
حخصنة" في مذهب ورش أذهب, و إياه لحان لما بينته من صحة وجهه في القياس» ولأن 
داود بن بن أبي طيبة قد جاء e‏ عن ورش e‏ ف باب الراءات من رؤاية زكرياء بن 
خيى عن حبيب بن إسحاق عنه: "سحر مفترى" و "قرى ظاهرة" و "في قرى حصنت" 
مفتوحة في القراءةء مكسورة في الوقف, لأنها من من بنات الياء..." ©, 

- وقال أيضا في كتاب الإبانة عند ذكر قوله تعالى:" غير ا الضرر" في باب 
الراءات: 


"على أن أبا خبى زكرياء بن محبى قد روى عن شيوخه مواس بن سهل وبکر بن 
سهل وحبيب بن إسحاق وغيرهم عن ورش أنه كان ر يفخم الراء في قوله "أولي الضرر" » ف 
"على راز 0 0 

- وقال في الإبانة أيضا عند ذكر الوقف على الراء المكسورة: فان وقفت عليها دم 
00 فإن ما قبلها يعتبر. فإن كان فتحا أو ضما حو قوله "من ذكر" و "بنهر" و 
"د و "نكر" وشبهه وقف بالتفخيم لا غير في مذهبه الجماعة من أجل ذلك... نص على 





'- نقله ابن الأبار في التكملة 328-327/1 ترجمة 884. 
3 يعني في درج القراءة أي في الوصل.. 

”- تقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع لابن بري. 

“- تقله المنتوري. 


214 


الوقف على ذلك كذلك مواس بن سهل عن أصحابه عن ورش» قال: وكذلك رواه محمد بن 
يرون عن أئمتهء و زكرياء بن يى المقرع عن حبيب بن إسحاق عن داود بن أبي 
Ek‏ 

وقال الداني مقررأ لتفخيم الراء في قوله "بين امو : "وكذلك روى زكرياء بن حكيى 
و محمد بن خيرون عن أصحابهما.. r‏ : 

- وقال ف تفخيم الراء 2 "بترا "و" دک" و بابه: "وكذلك رواه محمد بن خيرون 
و زكرياء بن یی و مطرف بن عبد الرحمن عن أئمتهم عن ورش..." 0, 

-وقال أبو عمرو أيضا في الإبانة عند تقرير الترقيق في لحو "خبيرا" و"بصيرا" 
و"شاكرا" وقفا ووصلا: 

"والذي قرأت به في ذلك على جميع من قرأت عليه من مشيختي بمصرء بامالة فتحة 
الراء© في الحالين و هو الذي لا يصح غيره في الرواية والدراية -قال-: وكذلك روى الأئمة 
الثلا ثة الأندلسيون: مطرف بن عبد الرحمن و زكرياء بن خيبى ومحمد بن خيرون أداء عن 
أصحابهم عن ورش عن نافع» ونصوا على ذلك كذلك في کتبهم» وكذلك نص عليه النحاس 
عن أصحابة في كتابه في الآداء:.”" ©. 

إلى غير هذا من النقول الحافلة التي يذكرها أبو عمرو في كتبه مستفيدا فيها من 
كتب رجال هذه المدرسة. والملاحظ إنهم في مجملهم متكاملون جمع بينهم الأخذ عن 
أصحاب أصحاب ورش» وقد جمعوا بين الإقراء وبين التأليف., واشتركوا 2 أزمنة متقاربة 2 
نخربج طبقة واحدة من قراء العصر» مما شكل منهم نسيجا متلا حما ف أصول الأداء 
50 واحدة اصطلحنا على نسميتها ب e‏ الأصولية التأسيسية" . 

وعلى العموم فان أكبر الفضل في رسم "الإطار العام' ' للقراءة "الرسمية" ' في البلاد 
الأندلسية برجع إلى هؤلاء الأ ربعة: اي عبد الله بن وضاح وأبي إسحاق بن باز» و مطرف 
بن عبد الرحمن بن قيس» وأبي يى زكرياء بن يحيى» وهو "إطار" علمي انتظم فيه الأخذ 
بالأغاط المدنية في رسم المصحف وضبطهء والأخذ بالأغاط المصرية في "مدرسة ورش" في 
القراءة وأصول الأداءء وقد استطاع أولعك الأئمة ما أدخلوه من المصنفات ف هذه الرواية, 
وبا ألفوه فيها أن يؤصلوا لها ويوظفوها عملياء وأن خرروا الكثير من مباحثها الأدائية, 





'- سياتي التعريف به في "المدرسة الأصولية في إفريقية والقيروان" . 
- تقله المنتوري في شرح الدرر 
- تقله الفاسي في "الل لى الفريدة في شرح القصيدة"(خطوط). 
“- نقله له الفاسي أيضا في باب الراءات من كتابه المذكور.. 

'- يعني بالترقيق. 

- قله لاك الراءات من شرحه على الدرر اللوامع 


215 


مع الاستناد في الغالب الأعم إلى طريق أبي الأزهر عبد الصمد العتقي الذي كانت طريقه 
أقوى ما أخذ به لورش في البلاد الأندلسية حتى منتصف المائة الرابعة. 

وبهذا استطاع الأئمة الأربعة ثم الآخذون عنهم من بعدهم أن يستحوذوا على 
الساحة لهذا العهد. وأن يدفعوا بالقراءة دفعات قوية سيكون لها شأن في المراحل التالية 
على عهد "أقطاب المدارس الفنية" في عصر النضج في آخر المائة الرابعة وأثناء الخامسة. 

ولبيان التأثير المشترك لهؤلاء الأئمة في المناطق الأندلسية. و إدراك عمق هذا 
التأثير نورد فيما يلي أسماء مشاهير الرواة عنهم ممن تمل أن يكون لهم أثر في نشر 
الفراءة» أو ذكر لهم فيها إسهام في الجملة, و سنحاول أن نسوق أسماءهم مرتبة على 
المروف. ونظرا لكثرة الرواة وما تقتضيه من سعة الهوامش لتوثيق التراجم نشير إلى مصدر 

- قائمة الرواة الأربعة أئمة "المدرسة الأصولية" في رواية ورش. 


© إبراهيم بن حمدون القرطبي, "سمع ابن وضاح» وكان موصوفا بالفضل والخير" -ابن 
الفرضى 46/1 
© إبراهيم بن داود القرطبي» "سمع من ابن وضاح وابن القزاز والخشني. وكان حسن العناية 
© إبراهيم بن محمد بن قاسم القرطبي» "سمع من الخشني وابن وضاح..(ت328ه)-ابن 
الفرضى 48/1 


-أحمد بن ابراهيم بن محمد بن باز (ولد ابن باز الآنف الذكر) قال ابن الأبار: 

"يعرف بابن القزاز» سمع أباه, وأخذ عنه القراءة التي دخل بها الأندلس ورواها في 
رحلته عن عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش. سماه الرازي في الذين علا ذكرهم 
واشتهر اسمهم من المقرئين» وقال: كان مؤدب جماعة وإمام المسجد الجامع. حكى أبو عبد 
الله بن عبد البر أنه صحب أباه في خروجه إلى الثغر للرباط هو وأحمد بن خالدء وأحمد 
بن لي زرعة: رجل من تلاميذ ابراهيم» وأنه اعتل في طريقه بمجريط: ومات بطليطلة سنة 
4ه وصلى عليه ابنه هذا وكان إمام الجامع. 


وقال القاضي يونس بن عبد الله: أخبرني أبو بكر بحيى بن مجاهد -يعني الألبيري 
الزاهد- قال "كان إبراهيم بن باز مقرئا حافظا لكتاب الله عز وجلء بصيرا بوجوه القراءة. 
وكان أهل بيته يقرأون القرآن ويكثرون تلا وته: بنوه ونساؤه وكان له ابن متعبد وابن آخر 


216 


قارئ للقرآن كان إماما بالجامع بقرطبة قال أبو بكر(): "ول أسمع في خلق الله أبصر منه 
بالوقف على التمام في القرآن» ولقد بلغني أنه غدا في بعض الأيام إلى بي الجعد أسلم بن 
عبد العزيز في حاجة عرضت له إليه. فجاءت صلاة الصبح» فقدمه أبو الجعد فصلى به 
الصبح» وقرأ في الركعة الأولى منها سورة الرعد, فلما انفتل من الصلاة قال له أبو الجعد: 
قا اسوك حو مدل قراءتك, لا بمكة ولا بالمدينة ولا في بلد من البلدان". 
التكملة9-8/1 ترجمة2) وه في (الذيل والتكملة63/1-القسم الأول -الترجمة 42). 


اعون بو اشر ين محمد إسماعيل بن بشر التحيبي يعرف بابن الأغبس» يروي عن ابن 
وضاح ومطرف بن قيس» وتوفي سنة 328.(ترتيب المدارك 210/5-وجذوة المقتبس 118 
ترجمة198)-وابن الفرضى 80/1) 

« أحمد بن بيطر أبو القاسم القرطبيء سمع من ابن وضاح وابن القزاز وجماعة» وله رحلة 
وق سنة 303. (ترتيب المدارك 164/5)-(ابن الفرضي 70-69/1ترجمة77). 


٠‏ أحمد بن الحسن من أهل كورة طليطلة» سمع من ابن وضاح وابن القزازء توفي بعد سنة 
بضع وثمانين ومائتين. "(ابن الفرضي 71/1 نرجمة 0 . 

٠‏ أحمد بن خالد بن وهب أبو بكر القرطبيء سمع من ابن وضاح وابن القزاز» وتوف بعد 
سنة 330ه. (تراتيب المدارك162/5). 

© أحمد ن خالد بن يزيد يعرف بابن الجباب حبباء موحدة-» سمع من ابن وضاح وابن 
القزاز وجماعة, وله رحلة» توف سنة 322ه» ذكره ابن الجزري فيمن روى الحروف عن ابن 
وضاح.(ابن الفرضى77-76/1 ترجمة 94-والجذوة 122-1 ترجمة 205- وغاية النهاية 
72 ترجمة 3518) 30 


من ابن وضاح وكان مختصا به و بإبراهيم بن محمد بن بازء توفي سنة 326. (ابن الفرضي 
1 ترجمة 101). 


ا كس 
أ- المراد أبو بكر يى بن مجاهد الألبيري الزاهد. أحد من عني بعلم القرآن والفراءات والتفسيرء له رحلة حج فيها وسمع يمصر 
(ت 366) حترجم له ابن الفرضي 918/2 ترجمة 1593. 

2- من الرواة عن بقي بن يخلد المحدت وله رحلة إلى المشرق سنة 260ه أدرك فيها يونس بن عبد الأعلى صاحب ورش وردى 
عنه» وولي قضاء قرطبة مرتين.-ترجمته عند ابن الفرضي 1 ترجمة 278). 

3- حدث عنه أبو جعفر بن الباذش في الإقناع 1 بسنده عنه عن ابن وضاح و ابراهيم بن باز عن أبي الأزهر عبد الصمد عن 


217 


yT‏ ل 0 الا 242/4 وني 
الجذوة 149 أحمد بن بحيى بن زكرياء ترجمة 149). 


ه أحمد بن محارب بن ا بن عبد الواحد 8 سمع من ابن وضاح وابن 
القزاز(اين الفرضي72/1). 
ل أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن داود مولى عبد الرحمن بن معاوية, 


سمع من ابن وضاح ومد بن يوسف بن مطروح الخشني وغبرهماء وكان قارئا للقرآن» ولي 
الصلاة بالأمراء وتوفي سنة 335ه.(ابن الفرضي 82/1 ترجمة 107). 


* إسماعيل بن بدر الشاعر. من أهل قرطبة سمع من محمد بن وضاح ومطرف بن قيس 
وجماعة, توفي في خلافة المستنصر عن عمر طويل سنة 351. (ابن الفرضي 1 ترجمة 
2)214). 


© أصبغ بن مالك بن موسى الزاهد أبو القاسم» سكن قرطبة» (سمع من ابن وضاح كثيراء 
وصحبه غحوا من أربعين سنة, وكان ابن وضاح له وبعظمه وسمع من من ابن القزاز وقرأ عليه 
القرآن» وكان إماما في قراءة نافع» عابدا زاهداء وكان هذا الغالب عليه» يجتمع إليه أهل. 
8 -وترتيب المدارك 174/5- وغاية النهاية 171/1 ترجمة 799). 

٠‏ أصبغ بن زياد بن رافع بن منصور النصري» من أهل أستجة» روى عن ابن وضاح وابن 
باز وجماعة, توفي سنة 311-310.(, بن القرضي 1. ترجمة 249( 

إبراهيم بن باز ومحمد بن وضاح» وتوفي سنة 340. (ابن الفرضي 154/1 ترجمة 251.) 
افرضي 1 ترجمة 304). 

عبد ا e‏ ل ئه e‏ 
وتوفي سنة 313(اب بن الفرضي 185-184/1 ترجمة 6. 


©» حامد بن عبد الله بن منصور من أهل قرطبة» سمع 'بن وضاح وابن باز وجماعة.(ابن 
الفرضى 195/1). 


218 


ه حفص بن عمر من أهل وادي الحجارة سمع من ابن وضاح وابراهيم بن باز.(ابن الفرضي 
216/1. 


بن باز ومن محمد بن وضاح...وكان معلم كتاب." (ابن الفرضي 1 ترجمة 02). 
» حمد بن غدرة أبو عبد الله الحجاري» أخذ عن ابن وضاح وابن القزاز وجماعة (ترتيب 
المدارك 248/5.) 


ه خالد بن أخطل بن أبي العريض التغلبي الألبيري» سمع ابن وضاح وجماعةء وله 
رحلة إلى مصر سمع فيها من يونس بن عبد الأعلى صاحب ورش وجماعة» وتوف سنة 
0 (ترتيب المدارك 4455). ۰ 


ه خلف بن خلف بن هاشم الأشعريء من أهل تدمير» وكان مشهورا بلورقة» سمع من خمد 
بن وضاح وابن باز وجماعةء وتوف سنة 304. (ابن الفرضي 1 ترجمة 6 - 
(ترتيب المدارك 246/5). 


©» خلف بن سعيد المنيي» من قرطبة» سمع إبراهيم بن باز ويحمد بن وضاح» وكان فاضلا 
خا كثير التلاوة للقرآن...»استشهد سنة 305ه. (ابن الفرضي 245/1 ترجمة 403). 


© ربيع بن محمد بن سليمان بن الربيع التميمي» من أهل قرطبة ويعرف بابن بنوش» سمع من 
ابن وضاح كثيراء ومن ابن القزاز ومطرف بن عبد الرحمن بن قيس ونظرائهم» وكان معتنيا 
بالعلم مجتهدا في طلبه» خرج إلى المشرق فمات في البحر وهو ابن ثلاثة وثلاثين سنة." (ابن 
الفرضى 267/1 ترجمة 426). 

» زكرياء بن إسماعيل بن عبد الرحيم من أهل طليطلة» سمع محمد بن وضاح وابراهيم بن 
باز ونظراءهما من مشايخ قرطبةء توفي سنة 288. (ابن الفرضي 11 ترجمة 440). 
سنة 303. (ابن الفرضى 1 ترجمة 483 - وترتيب المدارك 232/5). 

» سعيد بن كرسلين من أهل بطليوس» يكنى أبا عثمان» سمع بقرطبة من ابن وضاح وابن 
باز...وكان يتحلق في المسجد الجامع بموضعه ويقرأ عليه توفي حول سنة 300.(ابن 
الفرضى 299-298/1 ترجمة 491). 





'- في جذوة المقتبس 197 "حامد بن أخطل" ولعله تصحيف. 


219 


۵ سعيد بن فحلون بن سعيد أبو عثمان من أهل البيرة سمع بقرطبة من بقي بن مخلد 
ومحمد بن وضاح و مطرف بن قيس وجماعة. ورحل إلى المشرق فسمع بإفريقية ومصر 
وغيرهما .(ابن الفرضي 304-1). 

© سعيد بن عثمان بن سليمان الأعناقيء سمع بالأندلس من ابن وضاح وصحبه» ومن ابن 
القزاز وجماعة,» ورحل فلقي بمصر جماعة من الأعلام منهم يونس بن عبد الأعلى صاحب 
الرواية عن ورشء توفي في صفر سنة 305" (ترتيب المدارك 170-169/5- والجذوة 230 
ترجمة 473). 

© سليمان بن حماد أو حامد, محدث أند لسي. سمع من ابن وضاح وابن القزازء 
وتوفي سنة 311.( ابن الفرضي 326/1 ترجمة 552- والجذوة 225 ترجمة 453). 


© ا 0 0 أبو ا ل و وضاح وابن ن القزاز 


© شيبان بن سليمان المؤدب TT‏ من E‏ قرطبةء سمع من محمد بن وضاح ومطرف بن 
قيس وغيرهماء مع الزهد البائن والورع الصادق" .(ابن الفرضي 1 ترجمة 590). 


٠‏ صهيب بن منيع أبو القاسم من أهل قرطبة» سمع من بقي بن مخلد كثيراء ومن محمد بن 
وضاح ومطرف بن قيس وجماعة» وولي القضاء بأشبيليةء وتوفي سنة 318.(ابن الفرضي 
1 ترجمة 602). 

ٍِِ عثمان بن حريز بن حميد الكلابي ألبيري سمع من ابن وضاح وأصبغ بن خليل‎ ٠ 
صاحب الغازي بن قيس- وجماعة» وله رحلة سمع فيها من يونس بن عبد الأعلى وشيوخ‎ 
.)220-219/5 المصريين» وتوف سنة 320.(ترتيب المدارك‎ 

* عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد أبو عمرو القرطبي» "سمع من ابن وضاح أكثر 
علمه"» وسمع مطرف بن قيس وجماعة» وتوفي سنة 5 .ابن الفرضي 517-72 
ترجمة 895-ترتيب المدارك 188/5). 


e‏ بن محمد ا القرطبيء بردي ٠‏ عن ابن وضاح وابن القزاز وغيرهماء توفي سنة 


O a ٠‏ توفي سنة 
5 .ابن 0 2 ترجمة 642). 


بوت قات :ونون مه 324 :زاب القه ل ترجمة947). 


220 


٠‏ عمران بن محمد بن معبد من أهل طليطلة» سمع من ابن وضاح وابن القزاز ونظرائهماء 
ورحل مع أحمد بن خالد فسمع من علي بن عبد العزيز وغيره من المكيين والمصريين 
والقرويين» وتوف سنة ١5‏ لابن الفرضي551/2ترجمة964). 

© قاسم بن خجبة من أهل قرطبة» روى عن ابن وضاح وابن القزاز ونظرائهماء ورحل إلى 
المشرق فسمع من القاضي إسماعيل بن إسحاق -صاحب قالون-» وتوفي ببغداد. (ابن 
الفرضى 604-2 ترجمة 1055). 

. قاسم بن أصبغ بن محمد بن ناصح البياني» سمع بقرطبة من بقي بن خلد ومحمد بن وصل 
ومطرف بن قيس وأصبغ بن خليل وجماعة» ورحل إلى المشرق سنة 274 ه فسمع بمكة من 
علي بن عبد العزيز صاحب أبي عبيد ويبغداد من إسماعيل بن إسحاق صاحب قالون 
الفرضى 614-511/2 ترجمة 1068- ترتيب المدارك 182-180/5). 


© محمد بن إبراهيم بن عيسى الكتاني من أهل قرطبة يعرف بابن حيوية, سمع من ابن 
وضاح كثيرا ومن إبراهيم بن محمد بن باز و مطلرف بن قيس وغيرهم؛ وله رحلة» 
توفي سنة 328.( ابن الفرضي 700/2) 

۵ محمد بن أحمد بن عبد الملك يعرف بابن الزراد من أهل قرطبة» روى عن محمد بن 
وضاح كثيرا وصحبه. وروی عن ابراهيم بن محمد بن باز وجماعة» وله رحلة توفي سنة 
5 ابن الفرضى 666/2 ترجمة 1163). 

« محمد بن أحمد بن بحيى الزهري المعروف بالإشبيلي الزاهدء من أهل قرطبة يكنى أبا 
عبد الله. کان معلم کتاب» روى عن محمد بن وضاح وابراهيم بن محمد بن بازء وكات 
يجتمع إليه أهل الحسبة والمعلمون و يقرأون عليه. توفي سنة 325.(ابن الفرضي 695/2- 
6 ترجمة 1212). 

ذكره ابن الجزري في ترجمة ابن وضاح فيمن روى عنه حروف القراءة.(غاية النهاية 275/2 
ترجمة 3518). ' 

« محمد بن إسماعيل النحوي المعروف باكيم من أهل قرطبةء يكنى أبا عبد الله سمع | 
من ابن وضاح ومطرف بن قيس وغيرهماء وادب أمير المومنين الحكم المستنصر باللهء توفي 
سئة 331.(ابن الفرضي 707/2). 

© محمد بن أصبغ ب محمد » من أهل قرطبة» وروی عن ابن وضاح وابن القزازء وتوف سنة 
6. (ابن الفرضى 670/2 ترجمة 1168 - ترتيب المدارك 183/5). 


221 


e‏ محمد بن بكر بن عبد الله الكلاعي ويلقب بالعملة» روى عن ابن وضاح ومطرف بن قيس 
وابراهيم بن القزازء وتوفي سنة 307 0 بن الفرضي 671/2 ترجمة 110 حوترتيب المدارك 
168-5). 


» محمد بن حزم القرطبي» روى عن ابن وضاح وغيره» وكان معلما للقرآن معنيا بالعلم 
والرواية» وكان أبوه معلماء وكانت له أخت تؤدب أيضاء وتجمعهم في التعليم دار 
واحدة.(الذيل والتكملة 158-157/6) 


ه محمد بن حكم الزياطء من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم» روى عن محمد بن وضاح 
وابراهيم بن باز ومطرف بن قيس. (ابن الفرضي 52 708 ترجمة 1231 حترتيب 
المدارك 214/5). 

© محمد بن خالد بن وهب التميمي. > يروي عن ابن وضاح ومطرف وابن القزاز وغیرهم» 
وولي القضاءء توفي سنة 329.(ابن الفرضي 703-702/2 ترجمة 1224 -وجذوة المقتبس 
للحميدي 54-53 ترجمة 44). 


e‏ محمد بن خمسون الثقفي الأ حدب» من أهل قرطبةء روى عن ابن وضاح وكان من كبار 
أصحابه E‏ 5 ل د بي بن بازء وقال بعضهم: 
٠‏ 0 000 > من أهل قرطبة» سمع من ابن وضاح وابن 
القزاز وغيرهماء وتوف حول سنة 320ه. (ابن الفرضي 680-679/2 ترجمة 1186). 

© محمد بن عباس بن وليد المعروف بابن المحدادء من أهل قرطبة» روى عن ابن القزاز وابن 
وضاح توفي سنة 294 وقيل 304 .(ابن الفرضي 657-656/2 ترجمة 1144). 


٠.‏ محمد بن عبد الجبار بن محمد. من أهل قرطبة» سمع من ابن وضاح وابن القزاز 
ونظرائهما. ورحل حاجاء وكان الغالب عليه الحمل والرواية مع الزهد والعبادة» وكان عالما 
بالقراءات» توفي سنة 296." (ابن الفرضى660/2 ترجمة 1149). 

© محمد بن عبد الرحمن بن كليب» من أهل قرطبة. روى عن ابن وضاح وابراهيم بن باز 
ومطرف بن قيس وغيرهم. توفي سنة 309.( ابن الفرضي 502 ترجمة 1177). 

© محمد بن عبد الله بن سويد القيسى من أهل بطليوس» سمع من محمد بن وضاح 


وابراهيم بن باز ونظرائهماء وكان عالما فقيها جامعا للعلم توفي سنة 300." 50 بن الفرضى 
2 ترجمة 1154). 


222 


© محمد بن عبد الله بن دليم» من أهل قرطبة» روى عن ابن وضاح ومطرف بن قيس 
الفرضي 715/2 ترجمة 1244). 


© محمد بن عبد الملك بن أيمنء من أهل قرطبةء سمع من ابن وضاح وابن القزازء ورحل مع 
قاسم بن أصبغ سنة 274 فسمع معه» توفي سنة 330. (ابن الفرضى 705-502 ترجمة 
8 -والذوة 68-67 ترجمة 8 -وترتيب المدارك 186-185/5). 


القزاز ونظرائهما توفي سنة 302."(ابن الفرضي 664-663/2 ترجمة 1157). 

© محمد بن عذرة من أهل وادي الحجارة. روى عن ابراهيم بن محمد بن باز ومحمد بن 
وضاح وغيرهما وولي القضاء ببلده توفي سنة 313. (ابن الفرضي 679-678/2 ترجمة 
1184. 

٠‏ خمد بن فيرةء من أهل طليطلة, سمع من ابن القزاز وابن وضاح ونظرائهماء وغلب عليه 
القرآن والزهدء وكان يقرأ عليه» توفي سنة 205. (ابن الفرضي 02 ترجمة 1129). 
(وترتيب المدارك 458/4). 


© محمد بن فطيس بن واصل الغافقي» من أهل ألبيرة, يروي عن ابن وضاح وأصبغ بن 
خليل صاحب الغازي بن قيس وجماعة, وله رحلة سمع فيها من يونس بن عبد الأعلى 
وشيوخ المصريين» توف سنة 319. -(ابن الفرضي 691-2 ترجمة 1203 - ترتيب 
المدارك 218-217/5) . 

© محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن سيار» من أهل قرطبة» سمع من ابن وضاح ومطرف 
بن قيس وجماعة, ورحل إلى المشرق سنة 294ه فأقام في رحلته أربعة أعوام وأربعة أشهر 
سمع فيها ف الحرمين والعراق ومصر والقيروان» ورجع إلى الأندلس فسمع منه الناس» توفي 
سنة 327. (ابن الفرضى 699-2 ترجمة 1216 - ترتيب المدارك 179/5). 

© محمد بن مسور بن عمرء من أهل قرطبة» روى عن ابن وضاح كثيراء وابراهيم بن محمد 
بن باز و مطرف بن قيس وجماعة» وتوف سنة 625. (ابن الفرضي 02 ترجمة 1211 
e‏ محمد بن محمد بن وضاح» سمع من أبيه وأصبغ بن خليل صاحب الغازي بن قيس 
وجماعة» ورحل في حياة أبيه فمات بالعراق.(ابن الفرضي 647-646/2 ترجمة 1127): 

٠‏ خمد بن ابي مغيث الطليطلي» سمع ابن وضاح وابن القزاز وغيرهماء ورحل فسمع كثيرا 
توفي سنة 285ه (ترتيب المدارك 459/4). 


223 


© مد بن موسى بن مفلت 0 من أهل قرطبةة. روى | عن ابن 00 وابن 07 
٠ .2)/5‏ 


۵ محمد بن وضاح الصدفي. من أهل شذونة روى عن ابن وضاح المدونة وغير ذلك ورحل 
إلى المشرق» فروى بالقيروان نفسير القرآن ليحيى بن سلام عن أبي داود العطار. (ابن 
الفرضي673/2 ترجمة 1173). 


© منذر بن حزم بن سليمان» من أهل بطليوس يكنى أبا امک » سمع من ابن وضاح وابن 
بازء توفي سنة 306 (ابن الفرضي 844/2 ترجمة 1449). 


» موسى بن أزهر بن موسى بن حريث» من أهل أستجة, سمع من ابراهيم بن باز وابن 
وضاح وبقي بن خلد ونظرائهم» وكان حافظا للمغازي والسیر» توفي سنة 6 ابن 
الفرضي 852-851/2 ترجمة 1458). 


e‏ موسى بن أحمد بن لب الثقفي الألبيري, سمع ابن وضاح وجماعة بقرطبة. وم لطر 
من يونس بن عبد الأعلى وغيره. توف تة 2570 (ترتيب المدارك 454/4( 


© نامك أبن امد بن زيا التغلبي > من أهل قرطبة» سمع من محمد بن وضاح ومطرف بن 
قيس و جماعة (ابن الفرضي 866/2 ترجمة 1492). 


.317 هشام بن الوليد الغافقيء محدث يروي عن بقي من مخلد وابن وضاح» توفي سنة‎ ٠. 


كان مؤدب عبد الرحمن الناصر وولده المستنصر .(جذوة المقنبس 365 ترجمة 867 -وبغية 
الوعاة 328/2 ترجمة 2102). (وابن الفرضي 891/2 ترجمة 1543). 


٠‏ أبو وهب بن محمد بن أي غخيلة من وادي الحمجارة, سمع ابن وضاح وابن القزاز 
واا وول اقا ورن افرضي 2 ترجمة ار المدارك 417/5). 
كثيرا وا القزاز ماف وحج ج عام 290 فسمع بكصر ig‏ توفي سنة 298 
القن 909/2 رع 1569 


© بحيى بن سهل بن صالح المعروف بابن الرفاءء من أهل قرطبة» سمع من ابن وضاح وابن 
القزاز (ابن الفرضي 912-02 ترجمة 1575). 


يب ا سي ل ف 
المدارك458/4). 


224 


». يوسف بن عمروس المنيي» من أهل قرطبة من ساكني منية العجب» سمع من إبراهيم بن 
محمد بن باز وابن وضاح وغيرهما. "(ابن الفرضي 936-2 ترجمة 16). 

'نلك هي القائمة الإجمالية لأصحاب ابن وضاح وابن القزاز و مطرف و زكرياء بن 
بحيى اقتصرت فيها في الغالب على من اشترك في تكوينه منهم اثنان» وتركت من أصحاب 
ابن وضاح عددا كبيرا ممن ذكرهم ابن الفرضي وغيره ف الآ خذين عنه اقتصارا على هؤلاء. 
لاحتمال أن يكون أكثر الياقين ممن أخذوا عنه رواية الحديث» كما أني لم أقف من بين من 
ترجمت لهم على من ذكر لهم أخذ عن بحيى بن زكرياءء فلعل أكبر السبب يرجع إلى 
تأخر زمنه عنهم لأنه من طبقة الرواة عن ابن وضاح كما قدمناء وربما كان لانصرافه إلى 
القراءة خاصة ما جعل المؤلفين في الطبقات لا يهتمون بأصحابه في الجملة, لأن الاهتمام كان 
يومئذ منصبا في الغالب على رواية الفقه والحديث. 


ولا شك أن هذه القائمة التي تضم خوا من تسعين ترجمة لا ثل جموعة أعلام 
"المدرسة الأصولية" في الأندلس كاملة, و إنما هي فقط بقية مما تأتي تتبعه من مصادر 
التعريف بعلماء العصر بعد ضياع تفاصيل الأخبار. وهدفنا من هذا إعطاء صورة عن تأثير 
رجال هذه المدرسة في تخريج قراء العصرء ويلورة خصائصها الأدائية في ميدان القراءة في بلاد 
الأندلس. 

ولقد عاصر أولئك الرواد الأربعة عمداء "المدرسة الأصولية" في قرطبة والأندلس 
طائفة كبيرة من رواة القراءة وعلمائها لم يكن لهم من الشهرة والشفوف ما كان لهم أو 
تجاوزتهم عناية المؤرخين على الأقل فلم تتبع ما كان لهم من رسوخ قدم في الرواية او 
جهود في نلقين القراءة والقيام عليهاء ومن تأثير من خلال ذلك في ساحة الإقراءء ولا سيما 
حين يكون القارئ قد أقام في غير قرطبة من مدن الشرق أو الشمال والجنوب بعيدا عن كل 
صلة بالبلاطات والجهاز الرسمي. 

مكنا لو يسرت المصادر الكافية أن خد قائمة كبيرة بأسماء علماء القراءة 
وطلابها الذين شدوا الرحال إلى مصر خلال المائة الثالثة للأخذ عن أصحاب ورش 
وأصحاب أصحابه كأبى يعقوب الأزرق ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن صالح وداود بن 
أبي طيبة وجمهور الرواة بعدهم غير عبد الصمد العتقي الذي رأينا الرواية عنه تكون صلب 
المدرسة الأصولية بقرطبة وقاعدتها. 


ولقد اتجهت العناية بلا عالة إلى المتأخرين من أصحاب ورش لعلو أسانيدهم بعد 
فكان آخر من بقى من أصحابه كما أسلفناء إلا أن كتب طبقات العلماء لا تعنى في العادة 


225 


بذكن تفاصيل الروايات» و إنما تكتفي بالعبارات التقليدية في ترجمة العام "لقي فلانا" أو 
"سمع فلانا", على نحو ما رأينا في التراجم السالفة لأصحاب ابن وضاح. 

وقد يتجمعت لدي قائمة مهمة من خلال قراءتي في كتاب "تاريخ علماء الأندلس" 
لابن الفرضي بأسماء طائفة من أصحاب الرحلات العلمية الذين لهم رواية عن يونس بن 
عبد الأعلى من الأندلسيين. أسوقها هنا تتميما للفائدة للتنبيه على ما ذكرته من توافر 
الدواعي على الرحلة إلى مصر في المائة الثالثة طلبا للقراءة والمذهب الفقهى معاء وعلى 
كثرة من قصد يونين قي هذا الان على الأ خص» وللتتبيه من جهة ثالقة على ما قد يكون 
لدخول روايته عن ورش إلى البلاد الأندلسية خلال هذا العهد عن طريق أولئك الرواة من 
إسهام في التمكين لرواية ورش ومذاهب المدرسة الأصوليةء وتكثير سواد الآخذين بهاء 
واغناء البحث ف طرقها وأصولها واختلاف النقلة فيها. وهذه قائمة أخرى بأهم أصحاب 
الرحلات الذين أخذوا عن يونس من رجال المدرسة الأند لسية: 


الرواة عن يونس بن عبد الأعل, صاحب ورش م الأند 
* إبراهيم بن عجنس بن أسباط الزيادي من أهل وشقةء "له رحلة سمع فيها من يونس بن 
عبد الأعلى" (ابن الفرضي 1 ترجمة 9) 
e‏ إبراهيم بن نصر الجهني أبو إسحاق يعرف بابن أبرول "وكانت له رحلة لقي فيها جماعة 
من أئمة المحدثين منهم عمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ المكي... ويونس بن عبد 
الأعلىء توفي سنة 287" (ابن الفرضي 41-40/1 ترجمة 16). 
» أحمد بن بحيى ين زكرياء يعرف بابن الأعمى» من أهل قرطبة» رحل فسمع من يونس 
بن عبد الأعلىء وأبي عبد الرحمن المقرئ ". (ابن الفرضى 78/1 ترجمة 98). ۰ 
© أسلم بن عبد العزيز بن هشام أبو الجعد مولى عثمان بن عفان» رحل إلى المشرق سنة 
260 فلقي جماعة منهم بونس بن عبد الأعلىء وولي قضاء الجماعة بقرطبة, توفي سنة 
39ه..(ابن الفرضي 277/1). 


٠‏ حامد بن أخطل بن أبي العريض التغلبي من أهل ألبيرة "رحل فسمع من يونس. (ابن 
الفرضي 196/1). 


» سعيد بن خمير بن عبد الرحمن من أهل قرطبة "رحل إلى المشرق فسمع من يونس بن 
عبد الأعلىء توفي سنة 301. (ابن الفرضي 295-0291/1 ترجمة 482). 





5 تقدم في شيوخ أبي بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني صاحب رواية ورش عند العراقيين. 
- هو محمد بن عبد الله بن يزيد الآنف الذكر -ترجمته في غاية النهاية 188/2 ترجمة 3188. 


226 


© سعيد بن سفيان من أهل بجانة "رحل إلى المشرق وسمع من يونس بن عبد الأعلى» توفي 
سنة 329ه (ابن الفرضى 300/1 ترجمة 493) 

۵ سعد بن معاذ بن عثمان بن حسان الشعباني» من أهل قرطبة» رحل فسمع من يونس بن 
عبد الأعلى وجماعة وتوفي سنة 308(ابن الفرضي318-317/1). 

ه عبد الله بن الحكم الليني من أهل الجزيرة» رحل فسمع من محمد بن عبد الله بن الحكم 
()ويونس بن عبد الأعلى» وغيرهما من المصريين.. وكان بصيرا بالقراءات والتفسير متفننا 
فيهماء عالما بهما" (ابن الفرضي 381/1 ترجمة 858). 

» عبد الله بن محمد بن الوليد الأعرج» من أهل شذونة. "رحل فسمع من محمد بن 
سحنون... ويونس بن عبد الأعلى» وتوفي قريبا من سنة 316. (ابن الفرضي 384-383/1 
ترجمة 663). 


© عثمان بن جرير بن حميد الكلابي من أهل ألبيرة» له رحلة سمع فيها من يونس بن عبد 
الأعلى وجماعةء توفي سنة 319.(ابن الفرضي 516-514/2 ترجمة 892). 


۵ عيسى بن محمد بن دينار بن واقدء من أهل طليطلة» "رحل فسمع من يونس بن عبد 
الأغل وولى القضاء والصلاة بطليطلة.(ابن الفرضي 558-2 ترجمة 06). 

» عبيدون بن محمد بن فهد الجهني من أهل قرطبة يكنى أبا الغمر» "رحل فسمع من يونس 
999(. 

© قاسم بن محمد بن قاسم بن سيار» من أهل قرطبة رحل فسمع من يونس بن عبد الأعلى 
وجماعة, توفي سنة 277. (ابن الفرضي 60052 ترجمة 1047). 

« محمد بن أبي حجيرة من أهل قرطبة» رحل إلى المشرق فروى عن يونس بن عبد الأعلى 
وجماعة, وتوف بصر سنة 293(ابن الفرضي656/2 ترجمة 1142). 

© محمد بن أسلم اللاردي» من أهل لاردة. "كان يروي عن يونس بن عبد الأعلى وغيره 
من المصريين» توفي سنة 295. (ابن الفرضي 657/2). 

© محمد بن جنادة بن عبد الله بن أبي جنادة الألهاني من أهل أشبيلية: رحل فسمع من 
يونس بن عبد الأعلى وجماعة من شيوخ مصرء وكان يرحل إليه إلى اشبيلية للسماع منه 
وتوف سنة 296.(ابن الفرضي 660-659/2 ترجمة 1148) 





'- فقيه أهل مصرء روى القراءة والفقه عن الإمام الشافعي حترجمته في غاية النهاية 179/2 ترجمة 3160. 


227 


© محمد بن غالب المعروف بابن الصفار » من أهل قرطبة» رحل فسمع بمصر يونس بن عبد 
الأعلى وجماعة وتوفي سنة 295. (ابن الفرضى2/657-658 ترجمة1146 ). 

* محمد بن عبد الله بن مغيث من أهل قرطبةء "سمع من محمد بن وضاح وغيره» ورحل 
فلقي يونس بن عبد الأعلى وغيره.( 0 الفرضي 52 ترجمة 1185). 

الى و توفي سنة 319 : ابن فرشي 689/2 .690 5 3 


افر 6912 
© محمد بن وليد بن محمد من أهل قرطبة "رحل فسمع من يونس بن عبد الأعلى وجماعة 
من المصريين» توفي سنة 309. (ابن الفرضى 676-645/2 ترجمة 1178). 
* موسى بن أحمد بن اللب الثقفي» من أهل ألبيرة "رحل إلى المشرق فسمع من يونس بن 
عبد الأعلى وجماعة, وتوفي سنة 270.(ابن الفرضى 851-850/2 ترجمة 1456). 
© لمجيح بن سليمان بن بحيى بن مجيح الولاني» من أهل ألبيرة» "رحل فسمع من يونس بن 
عبد الأعلى وغيره» توفي سنة 276. (ابن الفرضى 867/2 ترجمة 1495). 
© هاشم بن خالد المعروف بالسفط, من أهل ألبيرة» رحل سنة 252 فسمع من يونس بن 
عبد الأعلى وجماعة, توفي سنة 298.(ابن الفرضى 887/2 ترجمة 1534). 
ل هشام بن صالح» من أهل قرطبة» رحل فسمع من يونس بن عبد الأعلى وغيره» وكان من 
أهل العلم والفضلء توفي سنة10 3(ابن الفرضى 888/2 ترجمة 1535). 
» بحيى بن عبد العزيز المعروف بابن الخراز» من أهل قرطبة» رحل فسمع بمصر محمد بن 
عبد الله بن عبد الحكم ويونس بن عبد الأعلى وجماعة. وتوفي سنة 295. (ابن الفرضى 
909-2 ترجمة 1568). 

فهؤلاء خو من ثلاثين رجلا ممن شدوا الرحال إلى مصر لهذا العهد من رجال 
المدرسة الأندلسية ممن سمعوا من يونس بن عبد الأعلى وغيره من أعلام المدرسة المصريت 
ومن المحتمل أن كثيرا منهم قد سمعوا منه روايته عن ورش في ضمن ما سمعوه. مما بحقق 
من خلا لهم مزيدا من الدعم لهذه الرواية بالأندلس ويمد "المدرسة الأصولية" بمدد متواصل 
يوئق صلتها بالمدرسة الأمى وبرود المنطقة برصيد جديبد متجدد من الكفاءات ف هذا 
المجال. 


228 


ولقد تواصلت هذه الصلات بالمدرسة المصرية "الأم" عن طريق الرحلات العلمية 
التي ظلت تزود المناطق الأندلسية تباعا بأهم الطرق المتفرعة عن "مدرسة ورش" في مصرة 
وأهم الشخصيات التي كان لها نصيب في ذلك من قراء هذا العهد أي من أهل النصف 
الثانى من المائة الثالثة وما يليه: 
-أصبغ بن تام بن الحرز من أهل قرطبة يكنى أبا القاس قال ابن الفرضي: "كان من أهل 
القراءات والحفظ للقرآن» وكان مؤدباء وكان رجلا صالحاء توفي سنة 365 "0 
-أصبغ بن عبد الله بن مسرة أبو القاسم الحناط. من أهل قرطبة, رحل إلى المشرق رحلة 
سمع فيها بمصر وغيرهاء "وقرأ القرآن وجوده"» توفي سنة 8_-. 2 
أكلييق عبد الله ين مويل من اهل طليظلة. قال ابن الأبارة "رل إلى المشرقة وقرأً 
بمصر على إسماعيل بن عبد الله النحاس هو وجاره محمد بن عبد الجبار الطليطليء 
وعادإلى بلده فأقرأ القرآن وكان عالما بحرف نافع وتوفي سنة 298, ذكره الرازي وقال: 
كان محمد بن خيرون الأ لبيري ا س نا ا 

وقال ابن بشكوال: " أخذ القراءة عرضا عن إسماعيل بن عبد الله النحاس» وعن 
محمد بن سعيد الأخاطي وضبط عنهما حرف نافع رواية عثمان بن سعيد ورش» ودون عنهما 
في كتابه. ذكره أبو عمرو يعني الداني- )04 

وتتجلى أهمية أغلب بصفة خاصة في هذين الأمرين: 
- دخوله بطريق أبي يعقوب الأزق عن ورش من طريقي النحاس والأغاطي عنه. 
- وتدوينه لهذه الرواية نقلا عنهما في كتابه. وهذا من شأنه أن يعمل على تحويل الأنظار 
إلى هذه الطريق بعد أنظلت طرق أبن الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي هي 
السائدة منذ صدر المائة الثالثة كما رأينا عند مدرسة ابن وضاح وزملا ئه. 
- مطرف ابن عبد الجبار من أهل قرطبة ٠‏ 
ورا ابن عمد ا ی ار ا 

وممن دخل بطريق الأزرق لهذا العهد مطرف بن عبد الجبار القرطبي» قال ابن 
الأبار: ذكره الرازي في المقرئين وقال: "قرأ على النحاس بمصر فيما زعم ابنه عبد الجبارء 


وتوف سنة 4"( 





'- تاريخ علماء الأندلس 156/1 ترجمة 256. 
2- نفس المصدر. 

3- التكملة لابن الأبار 211/1 ترجمة 560. 
“- الصلة لابن بشكوال 115/1 ترجمة 273. 
ك التكملة 707/2 ترجمة 1597. 


229 


- إبراهيم بن حمدان الأندلسى أبو إسحاق. 





وممن قرأ بطريق الأزرق حتى كان من أهم الطرق فيها أبو إسحاق ابراهيم ب 
حمدان بن عبد الصمد الأندلسي» تقدم أنه قرأ على إسماعيل بن عبد الله النحاس» 
وهو من كبار أصحابه"(1), 

وذكن أبن الأبار أنه "روى القراءة عرضا وسماعا عن إسماعيل بن عبد الله 
النحاس» وسمع المروف من علي بن عبد العزيز عن أبي عبيدء روى القراءة عنه عبد العزيز 
بن محمد بن إسحاق2وغيره وسمعوا منه» ذكره ابو عمرو المقرئ» وحكى عن ابي سعيد بن 
يونس أنه توفي في المحرم سنة 318" (© 
وممن سمع بمصر لهذا العهد من المقرئين من أهل الأندلس: 
- سعد بن جابر بن موسى الكلاعي 

من أهل اشبيلية يكني أبا إسحاقء"قال ابن الفرضي : "قرأ بمصر على أحمد بن 


سعيد وأ ون بن هلال و بكر القباب» توفي سنة 324م" . 


ثم قال: هو ات سعيد بن جابر (#أرحل مع أخيه::: وقرأ القرآن بكصر وأتقنه 
ثم انصرف إلى اشبيلية فكان يستقدم إلى قرطبة كل عام من شهر رمضان للقياء. " (©. 


- عبد الله بن محمد بن الطفيل 
المعلم من أهل قرطبة . رحل فسمع بمصرء "كان من القراء"(09, 





'- غاية النهاية 13/1 ترجمة 42. 

9 هو عبد العزيز بن علي بن أحمد بن إسحاق بن الفرج أبو عدي المصري المعروف بابن الإمام شيخ القراء ومسندهم في 
مصر. تقدم التعريف به في رجال المدرسة المصرية. 

- التكملة 131/1 ترجمة 331. 

4 لعل المراد محمد بن سعيدء أبو عبد الله الأنماطي المصري من أصحاب الأزرق وغبد الصمد وهو من كبار أصحابهما. - 
ترجمته في غاية النهاية 146/2 ترجمة 3036. ˆ 

5 من أكابر أصحاب النحاس كما تقدم. 

3 هو محمد بن حميد بن أبي اليسر أبو بكر بن القباب المصريء مقرئ بحرف ورشء أخذ القراءة عرضا عن إسماعيل النحاس. - 
ترجمته في غاية النهاية 136/2 ترجمة 2985. 

- تاريخ علماء الأندلس 318/1 ترجمة 537. 

“- ترجمته في تاريخ علماء الأندلس 299/1 ترجمة 492. 

”- المصدر نفسه 318/1 ترجمة 537. 

'ا- المصدر نفسه 384/1 ترجمة 664. 


230 


- سليمان بن مسرور من أهل طليطلة. "روى عن مشيخة موضعه» ورحل حاجا قبل 
ناف كان جو الوت بال ان ۰ 


- محمد بن عبد الجبار الطليطلي. 
كسمه (E REESE AEE‏ 


تقدم في ترجمة أغلب الطليطلي أنه "قرأ بمصر على النحاس هو وجاره محمد بن 
عبد الجبار الطليطلي" ©, كما كان صاحبا لابن خيرون الآ تي عند النحاس. 
- محمد بن عمر بن خیرون الألبيري الأندلسى نزيل القيروان. 

ولأهميته الخاصة في تاريخ قراءة نافع في إفريقية والقيروان والمغرب عموما نتوقف 
عنده بعض التوقف للتعريف به وبآثاره» وما كان له من الفضل في التأصيل لرواية ورش في 
إفريقية والقيروان وترسيخ طريق الأزرق فيهاء ونقل السمات والخصائص الأدائية التي يزت 
فيها "مقيخة المضريين" أو "المدزسة "المصرية المحلية" :باقاط خاضة :واختيارات: متغردة 
ستكون فيها بعد حجر الزاوية فيما يأخذ به رجال المدارس الأصولية في القيروان وإفريقية 
على عهد أقطابها في عصر النضجء ومن هنا فإننا نعتبر ابن خيرون أهم قارئ مغربي مثل 
مستوى "الإمامة" في رواية ورش» حيث أتيح له أن يجمع بين عامة الطرق المقروء بها في هذه 
الرواية في بلاد الأندلس» ثم في بلاد مصر في المائة الثالثة وأول الرابعة» وذلك ما سنحاول 
بيانه وتتبع آثاره في أصحابه في الفصل التالي بعون الله. 


پک _ ا ب ي 
أ- المصدر نفسه 326/1 ترجمة 551. 
- تغدم أيضا في رواد المدرسة المصرية من أصحاب النحاس. 


231 


الفصل الثالث : 
المدرسة الأصولية في رواية ورش في إفريقية والقيروان› 
ودخول طريق أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش . 


تفرعت عن المدرسة الأصولية الأندلسية الرائدة في رواية ورش في أواسط الماثة 
الثالثق» مدرسة أصولية ممائلة في إفريقية والقيروان قادها أحد القراء الأفذاذ الذي كان 
منبته بالأندلس حيث تخرج في القراءة على أعلام المدرسة الأندلسية قبل أن يشد الرحال في 
استكمال التحصيل نحو الديار المصريةء لينهل هنالك من المنابع الثرة الأصلية ب "المدرسة 
الأء" على أعلام رجالهاء ثم يعود ممتلى الوفاض با جمعه من الروايات في طريقه خو 
الأندلسء إلا أنه لا يصل إلى مدينة القيروان: قاعدة إفريقية حتى يغير نيته في العودة إلى 
الوطن وبستقر بهاء وهنالك سيقيم دعائم "المدرسة القيروانية" الجديدة التي سوف نضع الحد 
لذلك التذبذب الذي ظلت المنطقة تعاني منه بين قراءات الأمصار منذ أن وصلتها طلائع 
التأثير من مختلف منافذه المصرية والشامية والعراقية وغيرها كما سبق أن أفضنا في بيانه في 
العدد الأول من هذا البحث. 


أبو عبد الله بن خيرون المعافري الألبيري(“ 
ابو عبد الله بن خيرود ماري ٠‏ دي 


ظهر الإمام أبو عبد الله © محمد بن عمر بن خيرون المعافري الأ لبيري الأندلسي في 
القيروان في وقت كانت فيه المدرسة القرآنية الإفريقية والمغربية في أمس الحاجة إلى شخصية 
قوية النفوذ, لها من المؤهلات العلمية ومقومات الإمامة في علوم القرآن ما يمكنها من قيادة 
حركة الإقراء والتعليم القرآني في العاصمة» وم شتات قرائها على قراءة جامعة, بعد أن 
ذهبت بها المذاهب في القراءة طرائق قددا يسبب ما قدمنا من تداول المنطقة بين نفوذ المدنيين 
والعراقيين» إلى جانب التأثيرات الأخرى التي ظلت قائمة بها منذ أيام الفتح وما أعقب 
ذلك من تغلب العناصر الشامية» وما كانت تعرفه بسبب قرب الجوار من المؤثرات الأخرى 
المصرية و الأندلسية, فكان قدوم ابن خيرون من رحلته العلمية واستقراره بالمنطقة بمثابة 
استجابة حضارية لحاجة ماسة كانت المنطقة تستشعرها طويلاء لوضع الأسس الثابتة لمستقبل 
القراءة فيهاء وللتخلص من التبعية الطويلة الأمد للمدارس المشرقية المختلفة» لا سيما بعد 
أن تمهدت لها الطرق إلى ذلك منذ أوائل المائة الثالئة على أيدي رجال المدرسة الفقهية من 
"اماي ؟ ون عن سعيد وكبراء أصحابهء ويعد أن ساد في إفريقية والقيروان على 
العموم الميل إلى مذاهب أهل المدينة في الفقه والقراءة وبعد أن وضعت الأسس الأولى في . 
هذا الاتجاه على يد الرواد الأولين الذين دخلوا بالرواية عن نافع» وسعى طائفة من القضاة 





- نسبه هكذا ابن الأبار في التكملة 211/1. 
2- له ولد يدعى أبا جعفر يشتبه به وسيأتي. 


233 


إلى ترسيمها وحمل القراء على عدم الإقراء بغيرها كما رأينا آنفا في الأمر القضائي الذي 
أصدره القاضي أبو العباس عبد الله بن طالب: قاضى القيروان إلى محمد بن برغوث المقرئ 
بجامع القيروان: "أن لايقرئ الناس إلا بحرف نافع"( . وكان ابن طالب الذي ولي القضاء 
مرتين (257- -259( قد تفقه بسحنون وکان من کبار صاب ولقي من المصريين حمد بن 
عبد الحكم وبونس بن عبد الأعلى -صاحب ورش- 00 

فدخل ابن خيرون القيروان في النصف الثاني من المائة الثالثة في تاريخ لم تعن كتب 
التراجم بتحديده؛ إلا أنه على كل حال موافق أو مقارب لهذه الفترة التي عرفت التحول 
الرسمي إلى قراءة نافع» فوجد الأعناق مشرئبة إليه. فنزل بالمنطقةء و"سكن القيروان"(° 
فأقبل عليه القراء من الآفاق. 

قال ابن الفرضي: "كان رجلا صالا فاضلا كريم الأخلاق إماما في القرآنء 
مشهورا بذلك» قدم بقراءة نافع على أهل إفريقيةء وكان الغالب على قراءتهم حرف حمزة» 
وم يكن يقرأ خرف نافع إلا خواص. حتى قدم ابن خيروث فاجتمع إليه الناس» ورحل إليه 
أهل القيروان من الآفاق"4) 
وقال ابن الأبار: "أخذ القراءة عرضا عن : 
أبي بكر عبد الله بن مالك بن سيف 
وإسماعيل بن عبد الله النحاس 
ومحمد بن سعيد ا 


وعبيد بن محمد المعرف برجال 


ك ةذ & < > 


6 
وسمع من عيسى بن مسكين! 1" 
"وكان إماما ف قراءة نافع: رواية عثمان بن سعيدي ثقة مأموناء قدم القيروان 
واستوطنهاء وأقرا بها في مسجده المنسوب إليه ب"الزيادية", وكان يأخذ أخذا شديدا على 


- ترتيب المدارك 313/4. 
- ترجمته في ترتيب المدارك 331-4. وقد تقدم الحديث عله ف الحلقة الأولى من هذه السلسلة. 
أ- وسكن مدينة سوسة من بعد وفيها مات. 
- “*- تاريخ علماء الأندلس 799/2 ترجمة 1393 وقد سماه محمد بن محمد بن خيرون. 
“- تصحف في تاريخ علماء الأندلس فقال:"قرأ بمصر على محمد الأنطاكى" 799/2. 
“- هو عيسى بن مسكين بن منصور الإفريقي» سمع من سحنون وابنه جميع كتبه» وله رحلة إلى الشام ومصر سمع فيها من يونس 
بن الأعلى وجماعة وولي القضاء بالقيروان. -ترجمته في ترتيب المدارك 331/4. 


234 


مذهب المشيخة من أصحاب ورش... ثم ذكر بعض الرواة عنه ووفاته بمدينة سوسة بوم 
الاثنين للنصف من شعبان سنة 306 ذكره أبو عمرو المقرئ يعني ا 


أولا_: إمامته في قراءة نافع» إما مطلقا إذا كان قد أتيح له أن يأخذ بمختلف رواياتها 
المعروفة إما في الأندلس قبل رحلته. وإما في مصر أثناء رحلته» وإما في رواية ورش فقط من 
جميع طرقها المشهورة في مصر في وقته كما يستفاد ذلك في تخصيص ابن الأبار في قوله 
"رواية عثمان بن سعيد» وقول الذهبى غنةة "حذق فى قرا ورش "© : 
ثانيا_: تلقيه لرواية ورش عن أربعة من كبار أثمتها في مصر فضلا عن مشيختها في 
الأندلس» مع تنوع طرق الأربعة فيها عن ورشء فأما النحاس فقد أخذ عن أبي يعقوب 
الأزرق وعبد الصمد: وعبد القوي بن كمونة وعمرو بن بشار كلهم عن ورش" . 

وأخذ محمد بن سعيد الأخاطي عن أبي بعقوب الأزرق وعبد الصمد.ء وهو من كبار 
ااا وق تله ا 


وأخذ ابن سيف التجبيى عن أبى يعقوب الأزرق رواية ورش "وكان لا يحسن 
٤ 1 "u‏ 
غيرها . 


وأخذ عبيد بن محمد أبو القاسم المؤذن المعروف برجال عن صاحبي ورش: داود بن 
أي طيبة وأحمد بن صالح ©. 
ثالثا_: قول المترجمين في وصف طريقته في الأواية "كان دنه E‏ وقال الداني: 
"وكان ابن خيرون يأخذ أخذا شديدا على مذهب المشيخة من أصحاب ورش» وسلك 
أصحابه في ذلك طريقه وكذلك من أخذ عنهم ل ال 

وذلك معناه التميز بنمط خاص ف تحقيق القراءة يعتبر حجر الزاوية ف "مدرسة ابن 
خيرون" ثم في "مدارس الأقطاب" بالقيروان في عصر التأصيل والنضج في المائتين الرابعة 
والخامسة. مما يعطينا صورة عن أهمية ابن خيرون في تاريخ رواية ورش في المدرسة المغربية» 





'- التكملة: 260/1 ترجمة 971. 

2- معرفة القراء 228-227/1. 

(- غاية النهاية 165/1. 

*- غاية النهاية 146/2 ترجمة 3036. 

ك غاية النهاية 445/1 ترجمة 1855. 

“- ترجمته في غاية النهاية 497/1 ترجمة 2066. 

- معرفة القراء للذهبي 228/1. 

*- نقله ابن الجزري في غاية النهاية 217/2 ترجمة 3314. 


2325 


وعن أثره البعيد في صنع "الطراز" الخاص بهاء وهو طراز متميز نعته الداني ب"الأخذ 
الشديد' ' وذكر أنه الصبغة الغالبة على قراء هذه المدرسة ومن أخذ عنهم إلى .زمنه. 

المراد بالأخذ الشديد: 

وقد تقدم لنا ذكر المراد ب "الأخذ الشديد" وقول ابن الجزري: إنه "يشير به إلى 
المد المفرط على الهمز قبل حرف المد ويعده. وإلى التحقيق البالغ"ء وهو من القضايا 
الفنية في الأداء التي سوف تكون مثار خصام نقدي بين رجال المدرسة» وبين مدرسة أن 
الحسن الأنطاكي في قرطبة كما سيأتي بعون الله. 

والذي يعنينا هنا أن ابن خيرون قد مال إلى الطريقة التي تعتمد التحقيق البالغ 
انسجاما مع مذهب "المشيخة من أصحاب ورش" أي مع الائجاه المصري في الأداءء وهو 
ا مجاه برز فيه رواة التحقيق عن ورش كأبي يعقوب الأزرق» وداود بن ا طيبة ويونس بن 
عبد الأعلى وجماعة الرواة الآ خذين عنهم» ف مقابل النمط المعتدل الذي عرف في طريق 
عبد الصمد مما قيزت به المدرسة الأندلسية الآخذة بمذهبه. والمدرسة الشامية الآخذة بهذا 
الاتجاه أيضا -كما أسلفنا في الحديث عن مدرسة ورش واتجاهاتها في مصر- وهذه السمة 
تشكل أقوى رياط بين مدرسة ابن خيرون وجذورها ف مصر»ء بل يمكن اعتبارها امتدادا لها 
كما مجدها ف تراجم مشيخة المصربين»ء فقد جاء ف ترجمة اش مسعود الأصود المدني" أنه 
كان يمد مدا طويلاء وكانت له سكتات تشبه الإخفاء في مثل "أوليك" » فإنه كان يقول 
"أولا" ثم يسكت. ثم يقول "نك" ©, 


وجاء في ترجمة عبيد بن السمان أبي القاسم المصري الذي قرأ على أبيه بقراءته 
على يونس صاحب ورش: "أنه "كان يأخذ أخذا شديدا على مذهب المتقدمين من 
أضحات ورش 

وجاء في ترجمة أبي بكر محمد بن عبد الله المعافري المصري(ت قبل سنة 360) أنه 
روى عنه"سعيد بن عبد العزيز الثغري.وقال: كان يأخذ أخذا شديدا" ©. 

فهذا الأخذ الشديد مذهب فني قائم استمر في الأداء حتى انتقل إلى الجهات 
الإفريقية على يد ابن خيرون ورجال مدرسته ليكون أهم ما يميز "المدارس الفنية" ف 
القيروان وإفريقية و يشكل أهم روابط القرابة المشتركة بينها. 





'- غاية النهاية 495/1 ترجمة 2060. 

*- غاية النهاية 326/2 ترجمة 3710. 

غاية النهاية 495/1 ترجمة 2060. 

“- سيآتي التعريف به في أصحاب الرحلات. 
ك غاية النهاية 189-188/2 ترجمة 3193. 


26 


رابعا_: ريادته في جال التأليف في هذه الرواية من هذه الطريق -طريق الأزرق- في المدرسة 
المغربية 

مؤلفاته: 

فمن مؤلفاته المذكورة: 

1. كتاب الألفات و اللامات, ذكره له ابن الجزري وغيره). وستأتي رواية ابنه له عنه. 

2. كتاب الابتداء والتماء(2 وهو أول تأليف في موضوعه أيضا في المدرسة المغربية, 
وقد حدث به عنه ابنه كما سيأتي. 

3. كتاب في أصول الأداء ينقل عنه أبو عمرو الداني في کتبه ولعله أهم مؤلفاته 
التي تضمنت اختياراته ومذاهب مشيخته ف أصول روابة ورش» وقد قدمنا طائفة من نقول 
الداني عن كتابه عند الحديث عن رجال "المدرسة الأصولية" الأربعة بالأندلس» وقد انفرد 
ف بعض ما نقل عنه بمذاهب ف أصول الأزرق انسع بها الأخذ بعله عند القيروانيين» فمنها: 

- ما نقله الداني عنه عند حديثه عن اللاف ٤‏ "م الله" و "م ا الناس" قال: 
"وقال ابن خيرون في كتابه في السورتين: "اللام ممدودة والميم مقصور الي 

- وما نقله الدانى عنه في باب اللامات لورش في سياق الحديث عن موجبات تفخيمها 
قال: 

"وروى محمد بن خيرون عن أصحابه المصريين تغليظ اللام المفتوحة مع الضاد إذا 

سكنت لا غيرء و نحو "أضللتم , و "فضلا من ربك" وان -قال-: ودا مما انفرد 
بروایته المصريون» فأما عامة أهل الأداء من "البغداديين" و "الشاميين" و" 'غيرهم. فلا فلا 
يعرفون تغليظ شيء من هذه اللامات» بل يرقفون من غير تييزه" . 
- ومن ذلك ما نقله عنه في باب الراءات عند ذكر ما استثناه بعض من أخذ عنهم من 
الحروف فقال : 





'- غاية النهاية 217/2 ترجمة 3314.-ونفح الطيب للمقري 271/2. 

“يني ا 

”- ينقل عنه خاصة في كتاب "الإبانة" كما ند ذلك فيما تقله المنتوري عنه في شرح الدرر اللوامع» وينقل عنه أيضا في "جامع 
البيان" كما ذكر الدكتور عبد المهيمن طحان في كتاب "أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان" 94. 

“- نقله المنتوري في شرحه المذكور في باب المد.. 

'- نقله الفاسي في اللا لى الفريدة "في باب اللامات" . 


237 


"و زادني أبو الفت(. شيخنا عن قراءته أيضا إخلاص فتحة الراء في قوله "وزر 
أخرى" حيث وقع. قال: ورأيت ابا بحيى زكرياء بن بحيى المقرئ الأندلسيء وكان من 
المتحققين برواية ورش» قد روى ذلك منصوصا عن أصحابه الذين قرأ عليهم بمصر وغيرها 
من أصحاب ورش: مواس بن سهل وبکر بن سهل وحبيب بن إسحاق وغيرهم» وكذلك رواه 
محمد بن خيرون الأندلسى أيضا عن أ كر بن سيف وأبي عبد الله الأنماطي وغيرهما من 
و م 
خامسا_: تصدره ف غير بلدم. وهو عامل نراه من الأهمية بمكان. فإن كثيرا من فحول هذا 
العلم عا لمع جُمهم وذاع صيتهم بعد أن تصدروا ف غير بلدانهم وأوطائهم, كما سوف نرى 
عند مكي والمهدوي والداني والشاطبي والحصري وسواهم من الأعلاي ومن هنا كان الإقبال 
عليه شديدا حتى "روى القراءة عنه عامة أهل القيروان وسائر المغرب"©. و "اجتمع عليه 
الناس, ورحل إليه القراء من الآفاق". 
سادسا : ثقافته العامة وجمعه بين الأخذ عن رجال المدرستين: الأندلسية والمصرية وهو 
معدود في فقهاء المالكية أيضا©.. 

تلك أهم المعطيات التى استخلصناها من ترجمته في المصادر والمظانء وهى على 
العموم تُعلنا إمام شخصية فذة ف ميدان القراءة قد استجمعت مقومات الإمامة ومؤهلاات 





تقدم لنا أنه لما استقر بالقيروان واستوطنها "أقرأ بها في مسجده المنسوب إليه 
ب" الزيافية" :إلا أن ابن الأبار يفيدنا ببعض النقول التي تدل على تصدره بالقيروان ثم 
ف سوسة بعد ذلك» فقد نقل عن عتيق بن خلف القيرواني” في كتاب "الافتخار" من تأليفه 
قال: 





1 يعني فارس بن أحمد الحمصي. 

3 تقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع في باب الراءات. 

*- التكملة 260/1 ترجمة 971. 

“- غاية النهاية 217/2 ترجمة 3314. 

"- ترجم له ابن مخلوف في "شجرة النور في طبقات المالكية" في الطبقة السابعةء وذكر أنه تفقه على عيسى بن مسكين "شجرة النور 
الزكية"81 طبقة 7 ترجمة 146. 

“- سيأتي ذكر احتمال أن يكون هو المسجد الذي أسس سنة 252ى. 

"- هو أبو بكر عتيق بن خلف التجيبيء فقيه مؤرخ من أصحاب أبي السن القابسي وابن أبي زيدء ألف كتاب الافتخار وكتاب 
الطبقات» توفي سنة 423-422. -ترجمته في شجرة النور الزكية الطبقة 9 ص 106 . 


238 


"كان ثقة كريم الأخلاقء سمح النفس» إماما في القراءات, أول من قدم بتحقيق 
قراءة نافع وكان قد حج وسمع من عيسى بن مسكيز ادبت قرئ عليه بالقيروان وسوسة 
إذ أوطنهاء وكان واحد زمانه في علم ا 

وأما متى دخل القيروان وتصدر فإن المصادر لم تعن بذلك ولا بذكر صلته بأحد من أهل 
النفوذ أو الجاه فيهاء الأمر الذي ينتظر معه أن يتم له الحصول على المظوة والملاذ الآمنء لا سيما 
ف ذلك العهد الحافل الذي قدمنا أن الصراع كان فيه على أشده بين "المدنيين" والعراقيين"» واذا 
صح أن ابن خيرون هذا هو المقصود في قول ابن عذارى في البيان المغرب: 

"وف سنة 252 بنى محمد بن خيرون © الأندلسي المعافري ال جامع الشريف بالقيروان 
المنسوب إليه بناه بالآجر والجص والرخام» وينى فيه جبابا للماء"5. 
إذا صح هذا كان دخول ابن خيرون للقيروات خلال هذه المدة أو قبلها بيسيرء وإذا كان كذلك 
فمعناه أنه قد صرف في التصدر أزيد من نصف قرن إلى أن توفي في ال لنصف من شعبان سنة 306ه“ 
وكا نيج ذلك أيضا كان دخوله وتصدره سابقا على الأمر القضائي ات انكر اند أصيدره 
القاضي إلى محمد بن برغوث أن لا يقرئ إلا بحرف نافع» وحينئذ يكون قد تقدم خطوات واسعة 
بهذه القراءة وسعى بها غو "الترسيم" قيل أن تتدخل السلطة القضائية في ذلك على عهد ابن طالب 
في العقد السادس أو بعده. 

وأما تصدره فيما بعد في غير القيروان كسوسة التى توفي فيها فلعله كان يسبب 
القلاقل والفتن التي تعرضت لها إفريقية عموما ومدينة القيروان خصوصا على إثر ظهور 
دعوة بنى عبيد الفاطميين بهاء هذا الأمر الذي عصف بالأمن وطوح بالاستقرار في المنطقة 
إلى غير رجعق © ولفح أهل العلم منه ما وقف كل حركة وعطل كل نشاط علميء وكان 
بعض ضحاياه من بيت ابن خيرون نفسه كما سيا تي. 

ويظهر من أخبار ابن خيرون أنه كان من أهل اليسارء إذ كان يمارس التجارة» 
وكذلك كان ابنه أيضاء ولعل هذا ما ساعده غلى النزول في القيروان في غير أهل وعشيرة» 
كما مكنه من بناء المسجد المعروف باسمه في "الزيادية" من القيروانء الا أن الأحوال في 
إفربقية قد ساءت مما اضطر معه فيما يبدو إلى ترك القيروان والخروج عنها مفضلا نزول 


'- التكملة لابن الأبار 260/1 ترجمة 971. 
2 في الأصل "محمد بن حمدون" وهو تصحيف غالبا 
3- الييان المغرب 114/1. 
“- التكملة 260/1 وقيل وفاته غير ذلك. 
"- ينظر في ذلك البيان المغرب 071 169. ولقد كان كثير من أهل العلم والعبادة يرابطون بسوسة» وكان يقال: "سوسة 
طربوش المغرب” يعنون أنها ثغر مهدد حرياض النفوس 486/1 . 
239 


بعض الربط بسوسة» ويذكر المالكى أنه من خلال ذلك قد أصيب بنكبة في ماله الا أنها ١‏ 
تنل من صبره واحتسابه. فقد قال في حوادث سنة 305: 


وفيها توفي أبو عبد الله محمد بن عمرو بن خيرون المقرئ الأندلسي, قال أبو عبد 
الله الخراط©: "كان صاطا ثقة كريم الأخلاقء سمح النفسء إماما في القراءة» وكان من 
ذوي التجمل والأنفس الشريفة» وكان قد أضيت 0 كبيرة ف البحر خو ألفى دينار, 
فبلغ ذلك أبا إسحاق بن حبشي بن عمر الأغلبي © حوكان من أهل الجود والمعروف- فاغتم 
لما بلغه مره وارشل محمد بن زكنون وكان متصلا به -يسأله الاجتماع به» قال: فاجتمعوا 
بقصر حبشى الذي على البحر بسوسة, فكلّمه و ذكر اغتمامه بما رزئ به وحادثه طویلاء 
ثم أخرج كيسا فيه ألف دينارء وقال : يا أبا عبد الله قد علمت ما جرى بيئنا من المودة 
والإخاء في ذات الله وما يجب بين الإخوان من الحق. وقد أحببت أن تسرنى بقبول هذه 
الذدائين وتضرفيا-ق "عاجائك» فال ابن ترون اع الله عازاتك وأوحب فك الله 
تعالى أعطاناء والله أخذ مناء والخلف بيده وهو المحمود على السراء والضراءء وقد أبقى 
علينا من نعمه ما لنا فيه الكفاية. فقال له: قد علمت ذلكء؛ ولكنى أحببت أن تشركنى في 
ثوابك, ولا تبخل على بما فيه سألتك, فقال له: لك ثواب نيتك -أعزك الله تعالى- ولا 
سبيل إلى أخذ المال. قال: فخذه مني سلفا ولا ترده في وجهيء وألح عليه وجهد جهده في 
قبوله منه» فأبى عليه من ذلك ول يأخذ منه شيئا. قال المحدث: فلا أدري والله ممن 
أعجب, من هذا الذي بذل ألف دينار من غير مسألة. أو من هذا الذي لم يأخذها تعففا 


ونزاهة؟؟" ©, 


هذه الشمائل العالية إلى جانب تلك المؤهلات العلمية الآنفة الذكر» جعلت ابن 
. خيرون مهطعا لأفئدة طلبة هذا الشأن فتخرجت عليه في قراءة نافع من رواية ورش "مدرسة 
فنية" خاصة وسمت القراءة في إفريقية والقيروان بمياسمها المتميزة» وأمدتها بأنفاس قوية 
جعلتها رغم سعلؤة العبيديين بالعلماء الذين "منعوا من بث العلم» وسجنوا أهل العلم في 
ديا ا تشق طريقها بثبات. ورغم ضياع تفاصيل أخبار مدرسته» وقلة الاهتمام بتاربخ 
القراءة في إفريقية لهذا العهد., فإننا يكن أن نقف في المصادر على بعض الإشارات والأسماء 
تساعدنا على معرفة بعض رجال مدرسته المباشرين ومن أخذ عنهم» كما يمكننا بعضها من 


- كذا في المطبوعة, والصحيح الذي في عامة المصادر"عمر" بضم" العين وفتح الميم. 
ا الله الحسين بن سعيد الخراط القيروانيء اعتمده المالكي كثيرا في رياض النفوس ومنه تقلت 
- من الأسرة الأغلبية الحاكمة بإفريقية وكان من القواد وله فتوحات في ا والجزر البحرية, قتله كتامة في ملحمة عظيمة كانت 
بين ابن حبشي وعسكر عبيد الله الشيعي بكينونة.-البيان المغرب138/1-. 
“ - كانت بشواطئ إفريقية مجموعة من الرباطات تسمى بالقصور "كفصر الطوب" و "قصر زياد" 
ˆ - رياض النفوس 136-135/2 
° - رياض النفوس 313/2. 


210 


معرفة بعض ملامح المدرسة من الناحية الفنية وآفاق تأثيرها في المجال الأدائي؛ سواء في 
إفريقية والقيروان أم في المغرب والأندلس. 
أصحابه ورجال مدرسته : 
1- ولده أبو جعفر محمد بن محمد بن عمر بن خيرون. 
ذكره ابن الجزري في الرواة عن أبيه في ترجمته» وترجم له اسقلالا 


فقال: "روى القراءة عرضا عن أبيه قال الداني: روى عنه القرويون وحدث عن أبيه عن 
شيخيد© , بكتاب "الابتداء والتمام" و"الألفات واللامات". وهو من جمعه"7". 


ويبدو من تفاصيل أخباره في المصادر أنه لم يكن دون أبيه في سعة العلم وتنوع 
الثقافة فقد رحل إلى العراق وأخذ عن شيوخها“ , ودخل الأندلس أيضا وكتب عنه 
بها » وكان له علم بالفقه والتاريخ. ذكره الخشني في طبقات علماء إفريقية وقال: "كان 
له طلب ورحلة؛ وأدخل بعض كتب داود القيروان بلغني أنه ألف لعبيد الله كتاب" نسب 
الشيعة وأخبارهم"» وكان محا لقاع وكان خمد ين عفر المروققي 9 فيماء فيل لي 


10m. 5 . 92‏ 0 
اح اين وهو الذي سعى به.حتى قتل ابن رون" . 


وقد ذكر ابن عذاري واقعة قتله معللة بمثل هذاء الا أن فيها ما يدل على أن الشيعي 
قاتله كان له طمع في مصادرة ماله» لأنه كان من أهل اليسار -كما تقدم في ترجمة أبيه-» 
والظاهر أن هذه المحنة قد شملت الوالد و الولد معاء إلا أن القتل فيها أتى على الثاني 
دون الأول. يقول ابن عذاري في حوادث سنة 300:" وفيها قتل من التجار أبناء 
الأندلسيين بالقيروان أبو جعفر بن خيرون: صاحب المسجد الشريف" والفنادق المجاورة 





' - غاية النهاية 217/2 ترجمة 3314. 

2- غاية النهاية 245/2 ترجمة 2427. 

* - يعنى أبا الحسن النحاس وأبا عبد الله الأغاطي. 

4 معام الإيمان للدباغ 288/2. 

* - تاريخ علماء الأندلس 2/ 799. 

6 - يعني داود بن علي الظاهري الأصبهاني 

7 - هو أول ملوك بني عبيد بإفريقية» وقد قيل في نسبه أنه عبيد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي 
بن أبي طالب وقيل غير ذلك.-ينظر البيان المغرب 159-158/1. 1 

* - من جند خراسان» ولي القضاء لبني عبيد سنة 296 -البيان المغرب 151/1 وطبقات علماء إفريقية 239. 
2 - في المطبوع "بغض فيه" . 

9 - طبقات علماء إفريقية175. 


1 - تقدم أنه مسجد أبية بالزيادية. 


241 


للسجن. بسعى كان للقاضى المروذي عليه وشهادة شهد بها أن قبله وديعة كبيرة 3 فطولب 
بھاء وعذب حتى مات. " 8 ش 
عن كيفية قتله بأمر من عبيد الله الشيعي وبين الباعث على ذلك فقال: "مهاده في الدين» 
وبغضه لعبيد الله وجنده© قال: ونهب ابن أبي خنزير© ماله وأخذ مولّدة كانت له 
وجعلها من خدمه» ثم ذكر كيف انتقم الله له ممن سعى في قتله وهو المروذي المذكور©. 

ولم يبق لنا من أخبار أبي جعفر بن خيرون غير ما ذكر أما نشاطه في القراءة وأثره 
في مدرسة أبيه فلم ندر عنه شيغاء إلا ای كل جال وی فقن روی عنه كتبه 
ورویت عنه» وقد ذكر ابن الفرضي عن محمد بن قاسم أنه كتب عنه بالقيروان» وكتب 
عنه بقرطبة أيضا لما دخل الأندشر©. إلا أنه ترجم له أولا ثم لأبيه بعده. وكأنه ظنهما 
شخصا واحداء وختم ترجمة الوالد بقوله: "وقد حدث عنه محمد بن قاسم بكتاب ا 
جعفر محمد بن السين البغدادي(0 ف الا 

والصحيح أن الرواية المذكورة عن الابن لا عن الأب. لأنه صاحب الرحلة إلى 
بغداد. 


2- ابنه الثاذ 





١‏ بن محمد بن خيرون. 
ذكره ابن الأبار في ترجمة أبيه في الآخذين عنه© , ولم يترجم له استقلالا في حرف 
العين. وذكره ابن الجرري أيضا في ترجمة آ9 :. 





أ - البيان المغرب 169/1. 

2 - من هذا يظهر أن تأليفه لكتاب "نسب الشيعة" كان رغما عنه. 

7 - هو الحسن بن أحمد بن أبي خنزير ولي القيروان لأبي عبد الله الشيعي داعية العبيديين» وهو الذي زاد في الأذان "حي على 
خير العمل" وأسقط قول "الصلاة خير من النوم". وابتدع أشياء أخرى تقربا للعبيديين وعملا بمذهبهم. -ينظر ذلك في البيان 
المغرب 152-151/1. 

“ - رياض النفوس 54-53/2. 

9 - هو محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم سيارء تقدم في أصحاب ابن وضاح» ربل إلى المشرق سنة 294ه. -نرجمته في تاريخ 
علماء الأندلس 699-697/2 ترجمة 1216. 

° - المصدر نفسه 799/2 ترجمة 1393. 

7 -مأقف عليه ولعل المراد محمد بن الحسين الأزدي أبو الفتح الموصلي صاحب كتاب الضعفاء والمتروكين" -ينظر سند ابن خير 
به في فهرسته 211. 

* - تاريخ علماء الأندلس 799/2 ترجمة 1393. 

* - التكملة لابن الأبار 260/1ترجمة 971. 

" - غاية النهاية 217/2 ترجمة 3314 


212 


3- أبو جعفر أحمد بخ أ بكر 00 


ذكره ابن الأبار وابن الجزري تقلا عن أبي عمرو الداني » وم أقف عليه. 
4- أبو سعيد خلف بن محمد بن جرير السرتي | , 

ذكره المالكي في وفيات سنة 319 فذكر أنه توفي فيها بمصرء وذكر مشيخته بالقيروان 
وتهجده الكثير بالقرآن» ثم قال: "قال ولده سعيد©: "كان أبي قد قرأ القرآن على أبي 
عبد الله محمد بن خيرون المقرئ زمانا طويلاء وكان ابن خيرون إذا خرج إلى سوسة يرابط 
خرج أبو سعيد في أثره, فكان ريما تعذر عليه النوم في القائلة» فيرسل إلى فآتيه: فأقرأ عليه 
حتى ينام". قال: "وكان له صوت حسن بالقرآن. قال ولده: "لقد كنت أخرج معه 
للرباطء فينزل بقصر سهلء فكان يقوم بنا كل ليلة في شهر رمضان» ويجتمع خلفه جماعة, 
فأسمع البكاء والشهيق من كل مكانء ولم يكن يتكلف في قراءته." . 
5- على بن أحمد الأزدي أبو الحسن البحاني. 

ذكره ابن الأبار وابن الجزري ف ترجمة ابن خيرون )604 > وترجم له ابن عبد الملك 
فقال: "عرض القراءات على محمد بن خيرون» ودوّن عنه ألفاظ الأداءء وتصدر للإقراء 
لدت والإقادة با د لق 








ولعل أهم أصحاب ا عبد الله بن خيرون» وأعمقهم أثرا ف مدرسته أبو الفضل 
عبد الحكم بن إبراهيم القروي نزيل بجاية, وأهميته تبدو في مشاركته لأستاذه في طائفة من 
شيوخه من رجال "مدرسة ورش"» بل في زيادته عليه بالقراءة على غيرهم وتتجلى انيا في 
خروجه بالمدرسة من القيروان إلى المغرب الأوسط حيث سيتسع أثرها في تلك الناحية 
ويتسرب إلى الجهات المغربية والأندلسية. 


ذكره ابن الأبار وابن الجزري نقلا عن أبي عمرو الداني في الآخذين عن ابن 
بون » وقال ابن الجزري ف ترجمته: "مقرئ حاذق» روى رواية ورش عن: 


أبي عبد الله محمد بن سعيد الأغاطي 





أ - في التكملة "أحمد بن بكر" ومثله في "معرفة القراء"1228 طبقة 8. 

2 - ترجم له ابن الفرضي في الطارئين على الأندلس من القيروان و 315/1 ترجمة 532-. 
3 - رياض النفوس 196-195/2 ترجمة 208. ش 

* - التكملة 60/1 ترجمة 971- وغاية النهاية 217/2 ترجمة 3314. 

د - الذيل والتكملة 5 القسم الأول 182 ترجمة 360. 

5 - التكملة 260/1 ترجمة 971 - غاية النهاية 217/2 ترجمة 3314. 


213 


وأحمد بن عيسى عب 
وأبي بكر بن سيف» وقال الداني: لم تثبت قراءته على ابن سيف. 
ومحمد بن عمر بن و30 

فهكذا يشترك أبو الفضل القروي مع أستاذه ابن خيرون في شيخيه الأغاطي وابن 
سيف اذا صح أخذه عنه» وفي إسماعيل النحاس من طريق ابن هلال عنه» وزاد عليه 
"قال الداني: "كان إماما في رواية ورش "*. 
وسيأنى ذكر امتدادات مدرسة ابن خيرون من طريقه في بجاية والعاصمة الأندلسية. 


7- ابن الرّفاء )6 

هكذا أورده ابن الفرضي دون زيادة بيان» فقال ف ترجمة محمد بن سليمان 
الأنصاري النحوي المكفوف المعروف بالجرفي: "كان ذا فضل وعبادة وكان مؤدبا بالنحو» 
وكان مقرئاء قرأ القرآن على ابن الرفاء وقرأ ابن الرفاء على ابن خيرون.." ©. 
8- أبو يى بن خلفون المؤدب الهواري. 

يغتبر أيضا من كبار رجال مدرسة ابن خيرون. وان كانت تفاصيل حياته بجهولة, 
فقد ذكره ابن الأبار وابن ن الجزري نقلا عن الداني في الآ خذين عن ابن خيرون E‏ و يترجما 
له وإغا نستفاد بعض أخباره 

مما ذكره المالكى في الرياض» فقد ساق اسمه ضمن حوادث سنة 347 فقال: 

وفيها توفي أبو بكر يحيى بن خلفون المؤدب الهواري؛ كان من أقرأ أهل زمانه 
وكان فاضلا رحمه الله... ثم ذكر أنه كان له كتاب يعلم فيه القرآن» و ساق قصته مع 
رجل كان من صنائع العبيديين يقف بإزاء كتابه فيسب أبا بكر وعمر حرضي الله عنهما- 





- لم يترجم له ابن الجزري في الغاية. 

* - ترجم له ابن الجزري في غاية النهاية 39-38/1. 

+ - غاية النهاية 360-359/1. 

“ - نقله ابن الجزري في نفس المصدر والجزء صفحة 360. 

5 - ورد في تاريخ علماء الأندلس 697/2 "ابن الدفاء"ء والظاهر أن الصواب ما أثبتناه, وهو ما في بغية الوعاء للسيوطي 
1 ترجمة 195 تقلا عن ابن الفرضي نفسه. 

° - تاريخ علماء الأندلس 697-696/2 ترجمة 1214 - وغوه في بغية الوعاة 116/1 ترجمة 195. 

” - التكملة 260/1 ترجمة 971. 


244 


لينكيه بذلك ويغيظه. فاحتال عليه بمعونة تلاميذه حتى أدخله الكتاب وأمرهم برفع أصواتهم 
بالقراءة حتى لا يسمع جد صياحه واستغاثتى فضربه ضريا وجيعا وضربه تلا مذانه» ثم 
سبقه فاشتكى منه عند بعض أصحاب النفوذ لدى السلطان حتى ضاعف ال غ 


ثم ذكر المالكي له قصة أخرى مع أبي تيم معد بن إسماعيل المعروف بالمعز لدين 
الله الفاطمي حيث بلغه عنه ما تولى من الشتم واللعن لدولته فبعث سجانه فأحضره ثم 
دعي للامتحان بمحضره فاصطنع الصمى فلما قال له: يا مؤدب» بم استحققنا الشتم منك 
تشتمنا وتلعننا؟ قال: "فقلت له: على ابن خيرون» و تصاممت له وأريته إا سألني على 
من قرأت؟... ثم ذكر أنه أمر له بعشرة حان وس فت رز قال RSG‏ 

همتا من القصة أنه كان بسند قراءته من طريق ابن خيرون خاصة, وأنه كان 
عاكفا على تلقينها حتى عرف ب "المؤدب"» ويكفى فى جلالة قدره أن يكون من مرتادي 
حلقته في القراءة أبو الحسن علي بن خلف القابسيء وقد ساق المالكي في ترجمته أنه كان 
يقرأ عليه في مسجد ابن خيرون نفسه مما يدل على مقدار ارتباطه به ويمدرسته فحكى عن 
القابسى أنه قال: وكنا عنده يوما في مسجد ابن خيرون وحن نقرأ عليه حتى وثب قائما 
وقال: قوموا معيء قال الشيخ أبو الحسن: فخرجت أنا وأبو الحسن بن الجزيري وأبو عبد 
الله بن الأندلسئ ومن كان معناء فوقف وقال: "“إذا قلت قولا وفرغت منه فقولوا آمين 
... ثم ذكر أنه حول وجهه إلى جهة "صبرة" © وجعل يدعو على الأمير العبيدي. ©. 

وسيأ تي ذكر بعض الآخذين للقراءة عنه غير ما تقدم كالقابسي ومن معه. 


تلك هي الطبقة الأولى -أو على الأصح أسماء من وقفنا عليه منها-» وهي في 
مجموعها تكون أركان مدرسته في إفريقية والقيروان» وعن طريقها تم تبليغ آثارها الفنية في 
أصول الأداء في رواية ورش ونشرها في الآفاق المغربية والأندلسية على أيدي طائفة من 
النازحين عن القيروان إليهاء حيث تأتى مرة أخرى للمدارس الأصولية الثلاث في المغرب 
والأندلس: مدرسة الغازي بن قيس» ومدرسة ابن وضاح وأصحابه. ومدرسة ابن خيروت 
وأصحابه. أن تتلاقح فيما بينها وتتفاعل في ميدان الإقراء» وأن تهيىئ من خلال ذلك لعصر 
النضج في المدرسة المغربية: عصر أقطاب المدارس الفنية والمصنفات الجامعة في القراءات 
وعلومها. 





- رياض النفوس للمالكي 425/2 ترجمة 259. 

- المصدر نفسه 429-427/2. 

- هم من رجال مدرسة الهواري وان م نقف على تراجمهم. 

- ضاحية من ضواحي القيروان» وتعرف أيضا "بالمنصورية" بناها إسماعيل بن عبيد الله الفاطمي وهي متصلة بمدينة 
القيروان. -ينظر في بنائها كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار 115. 

- رياض النفوس 430-429/2. 


1 
2 
3 
4 


245 


وهذه أهم الشخصيات 0 تحقق من خلال جهودها هذا التلاقح ا 


امتدادات مدرسة اب خدروز ة والمغرب والأند 


وعلى الرغم مما تعرضت له مدرسة ابن خيرون من نحن على أيدي الشيعة 
العبيديين» وما وقع على أكثر المنتسبين إلى العلم -وفيهم رجال هذه المدرسة- من القتل 
الذريع» وعلى الأخص عندما انضموا إلى حركة أبي يزيد الخارجي: صاحب الحمار» هذه 
المركة التي أقضت مضاجع العبيديين» وكان فيها نصيب كبير للعلماء والقراء وأهل الخير 
عامة» حيث ظهر في سنة 332ه ابو يزيد مخلد بن كيداد اليفرني الزناذ تي الأعرج ' 'فبعثه 
الله على أبي القاسم الشيعي!".. . فقهره وقتل جنوده. وقام المسلمون معه. وخرج الفقهاء 
والعباد مع ا يزيد للكربه. ..فركبوا معه ونهضوا إلى القيروان فدخلها ف صفر العام, 
وأظهر لأهلها خيراء وترحم على أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-ء ودعا الناس إلى 
جهاد الشيعة» وأمرهم بقراءة مذهب مالك فخرج الفقهاء والصلحاء في الأسواق بالصلاة 
على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى أصحابه وأزواجه. حتى ركزوا بنودهم عند 
لجاب "2 
:2 م 

"فلما كان يوم الجمعة اجتمعوا بالمسجد الجامع» وركبوا مع أبي يزيد بالسلاح. 
ومعهم البنود والطبول. .. فخرج الناس لقتال الشيعة الفجارء فلم يزل قاهرا لهم غاليا 
عليهم قاتلا لنودهم حتى لم يبق لهم من بلاد إفريقية الا اليسير"© . 

وهنا كشف أبو بزيد الخارجى المقيت القداع عن وج الحقيقي. فأوعز إلى جنوده 
خن رأ الأمر قد كاد خسم لصالح دعوته "إذا التقيتم مع القوم فانكشفوا عن أهل 
القيروان حتى يتمكن أعداؤكم من قتلهم فيكونوا هم الذين قتلوهم لا لحن للساريخ 
منهم.. .فقتل من صلحاء القيروان وفقهائها من أراد 7 سعادته وشهادته» وسقط في أيدي 
الناس» وقالوا قتل أولياء الله شهداءء ففارقوه واشتد بغضهم له"©. 

على الرغم من كل هذا وما تقدمه من محن قاسية كان أهل السنة عامة -كما قال 
عياض- في حالة شديدة من الاهتضام والتسترء كأنهم ذمة, تجري عليهم في أكثر الأيام 
حن شد رة"( » فقد واصل رجال المدرسة ومن عاصرهم في القيروان وإفريقية الصمود في 


اڈ 








1 - هو عبد الرحمن بن عبد الله الشيعي الملقب بالمهدي وكان ولي عهد أبيهء بويع يوم موت أبيه سنة 322.-البيان ا مغرب 
208/1 

- البيان المغرب 217-216/1. 

* - المصدر نفسه 218-217/1. 

“ - المصدر نفسه 218/1. 

' - يعني من إليهود أو النصارى. 

° - ترتيب المدارك 303/5. 


216 


و والاستمرار ف دعم المكاسب الي بي حملة الاتجاه المدني لتوطيد دعائم 
فقه أهل المدينة وقراءتهم» والتصدي لأي نزعة أخرى تحاول صرف الناس إلى هذا الا مجاه 
أو ذاكء لا سيما ما كان من ذلك في أقصى ما يتصور من الزيغ والا غراف ككثير مما حاول 
بثه الث 2 . العبيديون ف الى ا 


من هنا كان لابد أن تنعكس آثار هذه العوامل والتقلبات على مستقبل مدرسة ابن 
خیرون أو "المدرسة الأصولية في رواية ورش بإفريقية والقيروان" بصفة عامة, وذلك بفقدها 
لكثير من الكفاءات التي كان في الإمكان أن تنهض بها نهوضا قويا بعد رائدها الكبير أبي 
عبد الله بن خيرون» وأن تغني مباحثها عن طريق التأليف والنظم ولخو ذلك مما يساعد 
على بلورة مذاهبها واختياراتهاء لهذا كان أكثر من استمروا في حمل تلك المذاهب 
والاختيارات قد نزحوا عن القيروان إلى غيرها حيث تأتى لهم أن يتصدروا لبثها. فمن 
رجال "المدرسة الأصولية ذات الملامح المصرية ممن عاصر مدرسة ابن خيرون بالقيروان: 
أبو سعيد لقمان بن يوسف الغساني. 

ترجم له عياض في فقهاء المالكية في إفريقيةء وقال كان بالقيروان» وسكن بصقلية 
مدق E‏ يي Te‏ وذكر له 
رحلة إلى الحج سمع فيها بمصر سماعا كثيراء ويهمنا مما أورده عياض خاصة ما يتعلق 
بتخرجه في القراءة في مدرسة ورش بمصرء اذ قال عنه: 0 

"وقرأ على الأغاطي" والرداني“. وكان محسنا للقراءة» وأقرأ بقراءة نافع" . 
ومعنى هذا أنه يشارك ابن خيرون في بعض مشيخته كالأفاطي المذكورء وبذلك يكون 
انتماؤهما معا إلى مدرسة واحدة وقد تقدم لنا أن محمد بن سعيد الأغاطي يروي رواية 
ورش من طريقي الأزرق وعبد الصمد معا عنه. ش 

على أن لقمان الغساني كان إماما في فنود أخرى غير القراءة» بل قيل إنه "كان 
عالما باثني عقر اشقا من الغلوء» ومع مته لتاس 7 , 

ومن أهم أصحاب لقمان محمد بن الحارث الخشني(ت361) © وأبو العباس عبد 
الله بن أحمد الأبياني التونسي(ت352) © وعلاء بن محمد من ساكني مدينة "بونة" 
بإفريقية (ت347ه) © ٠‏ 


که ل ا ا 

ا - هو محمد بن سعيد أحد أصحاب الأزرق وعبد الصمد. 

2 - هكذا جاء ذكره في الترجمة عند عياض» ولعله "الورداني" والمراد به هو أبو عمد يونس بن محمد الورداني من أصحاب 
سحنون» توفي في "الورداء” سنة 300. حترجمته في ترتيب المدارك 420-419/4. 

3 - ترتيب المدارك 296/5. 

“ - المصدر نفسه والصفحة. 


247 


ومنهم: أبو حفص عمر بن مثنى. 

ومن المقرئين المنتمين إلى المدرسة الأصولية بإفريقية في رواية ورش أبو حفص عمر 
بن مثنى» "كان أبوه من جملة أصحاب عيسى بن مسكين شيخ ابن خيرون (ت295). فمات 
وتركه صغيرا قال أبو القاسم اللبيدي“: "وكان عمر من العلماء بالقراءة, مود رواية 
ورش» مقدما ف الإعراب والناسخ والمنسوخ والخاص والعام والتفسير والغريب والحساب 
والفرائض ودروس الفقه... قال:"وكان قد لزم السكنى بعد مسرة بن مسلم بقصر ابن زياد 
يؤم فيه» وبطلب عليه الناس» ما رأبته ضاحكا قط» ولا كان يبتسم ولا يتكلم فيما لا 
يعنيه» إا كان يجلس لقراءة القرآنء ومذاكرة العلم» أو ينزوي للصلاة والذكر "©. 

ومن أهم أصحابه أبو القاسم اللبيدي الآنف الذكر. 


ربيع بن سليمان القطان: 

هو أبو سليمان ربيع بن سليمان بن عطاء الله القطان القرشى النوفلى. 

e 5 : 1 ع‎ 1 7 

کان ممن حرج مع العلماء مع ابي بريد فاستشهد بوم الاثنين من ا عام 
4ه وهو ابن ست وأربعين سنة, قال المالكى: "كان حافظا لكتاب الله-عز وجل- قارئا 
له بالروایات» عالما بتفسيره ومعانيه وغریبه» حافظا لحديث رسول الله -صلى الله عليه 
وسلم- عالما بمعانيه وعلله وغريبه وأسماء رجاله...سمع ممن صحب سحنون ومن غيرهم, 
وسمع بمصر ومكة المكرمة 0 





- هو صاحب كتابي "قضاة إفريقية" و "قضاة قرطبة" -ترجمته في ترتيب المدارك 266/6. 

- ينظر في ترتيب المدارك 10/6. 

- المصدر نفسه 22/6. 

- هو عبد الرحمن بن حمد الحمضرمي الفقيه من مشهوري علماء إفريقية ومؤلفيهاء قرأ على لقمان الغساني وعلى أبي الحسن 
القابسي وأبي محمد بن أبي زبد وجماعة وجهه أبو الحسن القابسي لتفقيه أهل المهدية وتوفي بالقيروان سنة 440.-ترجمته في 
ترتيب المدارك 256-254/7. 

* -هو أبو بكر مسرة بن مسلم أحد مشايخ القيروان قرأ عليه اللبيدي -بنظر ترتيب المدارك 254/7. 

° -ترتيب المدارك 109-108/7. 

” - لم يذكر في أي يوم من الشهر. وربما سقط في "رياض النفوس" في الأصل. 

* - رياض النفوس 324-323/2 ترجمة 235. 


مر ايع س الحم 


218 


أما مشيخته في القرآن فقد ذكر منها عياض: 
- أبا عبيد الله الجيزي» وهو محمد بن الربيع بن سليمان الأزدي المصريء وهو من رواة رواية 
ور عن يونين بن جين الا على عه ٠‏ 
- وذكر منها أبا محمد بن زد وهو اخم بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد 
الرشديني من رواة عن أحمد بن صالح عن ورش“ 
- وذكر من شيوخه في القراءة شيخا سماه "مأمونا" لم أقف على ترجمته. 
- وذكر عياض من مشيخته بمكة أبا محمد بن يزيد المقرئ» وبظهر أنه قرأ عليه وروى عنه في 
العام الذي حج فيه القطان سنة 324“ أو قبل ذلك. 

وممن رجال هذه الطبقة ممن استشهد في حركة أبي يزيد الخارجى: 
أبو الفضل الممسى. 

وهو العا ابن عيشي نين عمد الوب إلى "ممن" قربة بإفزيقية 27" اواستشهد 
فعه عخمسة وقاتون رجلا كلهم فاضل خير في حرب بني عبيد..." ©.وكان ابو الفشيل ق 
رحل إلى المج سنة 317 وأقام بمصر سنة أخذ فيها عن غلماثياء ومن ذكن عنام انه 


"(5 


- أبو عبد الله محمد بن الربيع الجيزي أحد مشاهير الرواة عن يونس بن عبد الأعلى. 

- وجعفر بن أحمد بن عبد السلام الحضرمي/”, وقد سماه ابن الجرري جعفر بن أحمد أبا 

محمد البزازء روى القراءة عن محمد بن الربيع» و روى القراءة عنة فارس بن حمد" وذكر 

عياض ممن صحبوا أيا الفضل | أبا محمد بن أبى زيد وقد رثاه بقصيدة ء وأبا ب 
ض ممن ان الي 





أ - ينظر الخلاف في اسمه أهو محمد أو عبد الله فقد ترجم له في العين في غاية النهاية 418/1 وفي الميم 2 وصوب أنه 
محمد بن الربيع. 

2 - كذا والمعروف في كنيته "أبو جعفر" حترجمته في غاية النهاية 109/1 ترجمة 228. 

- نفس المصدر 

- حج مرتين سمع في الأولى الحديث ولقي في الثانية العباد -نرتيب المدارك- 312/5. 

- تريب المدارك 297/5. 

- رياض النفوس 292/2 ترجمة 228. 

- ترتيب المدارك 299/5. 

* -غاية النهاية 191/1 ترجمة 878 

' - القصيدة في ترتيب المدارك 308/5. 


يه ف 0ه لف 


249 


الزويلى. وأبا المسن بن الخلاف, وأبا الأزهر بن تعدو وقد صحبه أبو الأزهر من ستة 
غترن إلى أن توق نة 333" 


ومن أصحاب ابن خلفون الهواري صاحب ابن خيرون: 
أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد القروي المعروف ب "المهدي"©. 
قال ابن الجزري: "شيخ مقرئ مصدرء أخذ القراءة بمصر عرضا على: 
: أبي علي وصيف المراوي(* ْ 
- وقرأ على أبي بكر الهواري صاحب محمد بن عمر بن خيرون . 
"أخذ القراءة عنه عرضا محمد بن سفيان: صاحب "الهادي". 


"وقال الداني: "قرأ على أناس بالقيروان. وقرأ عليه غير واحد من أصحابناء وم 
نكن اماه وكان باغ أخذا شديداء توفي بالقيروان حول سنة 380" . 





وإشارة الدانى هنا بقوله: "كان يأخذ أخذا شديدا" هى إشارة إلى مذهبه الفنى 
في الأداءء وهو كما قدمنا حجر الزاوية أو عور مدرسة ابن خيرون والمدرسة القيروانية 
والإفربقية بصفة عامة. 


فإذا أضيف إلى هذا ما ذكره الداني من قراءة غير واحد عليه من أصحابه يعني 
الأندلسيين-, أمكن لنا أن ندرك مقدار اسهامه في ترسيخ الأخذ بهذا الاتجاه الفني في أداء 
رواية ورش» وامتداد الأخذ به من طريقه إلى البلاد الأندلسية ف النصف الثانى من المائة 
الرابعة. 

وقد وصلت إلينا من النقول عن كتاب الهادي لصاحبه أبى عبد الله بن سفيانء 
نماذج مما كان يأخذ به ضمن هذا الأخذ الشديد, فمن ذلك: ٠‏ 


اف الراءات” أنه" ای ابن سفيان عن قراءته على المهدي "كبر" في المومن 
و' 'عشرون" ف الأنفال» ففخم حقال-: وذ کر لي المهدي أنه ما رأى أحدا من المصريين 
أصحاب ورش بقرؤهما إلا بالتفخيم" 2 1 


- ترتيب المدارك 300/5 بتصرف. 

5 - هكذا جاء في ترجمته "المهدي" بالدال حغاية النهاية 161/1 وبه ذكر في الاقناع لابن الباذش وغيره. وجاء في أماكن 
أخرى "المهري" بالراء ولعله تحريف كما في غاية النهاية 169/1 ترجمة 785- وكذا في 147/2 ترجمة محمد بن سفيان 
رقم 3038.- وكذا في 359/2 ترجمة وصيف الممراوي رقم 3801.-وذكر أيضا اختلاف في اسم أبيه فذكر في الغاية 
592-52 باسم إسماعيل بن محمدء وصحح في 160/1 ترجمة 785 أنه إسماعيل بن أحمد كما ترجم له بذلك. 
- هو أبو علي المصريء تقدم أنه قرأ على إسماعيل النحاس -ترجمته في غاية النهاية 3801/2. 
“ - غاية النهاية 161/1 ترجمة 753. 


250 


- ومن ذلك في باب اللامات أنه زاد الضاد في الأحرف المقتضية لتفخيم اللام قال ابن 
الباذش: 

"وكان ابن سفيان يزيد إلى ذلك من طريق المهدي تفخيم اللام المفتوحة اذا كانت قبلها 
ضاد PAA‏ حو "۳ 5 لله :1 فإن تحركت الضاد و كالجماعة و 00 للنا ف الأرض" 0 
يي" ب 

- ومن ذلك في اللامات ما ذكره ابن سفيان من "أنه قرأ على المهدي بتفخيم اللام من 
"ثلاثة" حيث وقع» إلا قوله "بثلا ثة آلاف"...وذكر أمثلة أخرى . 

ومن أصحاب الهواري: 


أبو القاسم عبد الرحمن الغافقي. 

أخذ القراءة عن أبي بكر بحيى بن خلفون الهواري كيا أخذها عن ابق أبئ بكر 
محمد بن الفتح المؤدب المعروف بابن الصواف, وكان إمام جامع القيروان» وتوفي بها 
سنة 345-344 وقيل قبل ذلك . وكان الغافقى معدودا في الفقهاء والمحدثين والمقرئين» 
وانوي سنة 407 60 

ومن أصحاب المهدي: 

أبو عبد الله الحسين بن أب 

كان من أصحاب ابن أن زيد القيروانى وأبي الحسن القابسي» وكان واسع الرواية, 
قرأ على مشيخة العلم بإفريقية ثم رحل فلقي الناس بمصر والحجاز. ومن أهم شيوخه بمصر 





#أبو حفص عمر بن عراك الحضرمي 
#وأبو بكر محمد بن علي الأذفوي. . 
" وقرأ بإفريقية على أبي ابراهيم إسماعيل بن أحمد المهدي المقرى . 


ا -اللفظ هكذا "إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغیه". 

2 -تقله ابن الباذش في الإقناع 333/1. 

3 - الإقناع 340/1. 

“ - الإقناع 342/1. 

د - ترجمته في معالم الإيمان 54/3-39-38/3. 

° - ترجمته في معالم الإيمان 151/3. 

7 - ذكر في ترتيب المدارك "المهري" بالراءء ولعله تحريف. 

* - ترجمته في ترتيب المدارك 101-100/7- ومعالم الإيمان 170/3 


251 


- ومن أصحاب الهواري ممن وصلوا بين المدرستين: القيروانية والأندلسية: 


أبو جعفر أحمد بن سليمان بن عطاء الله أخو ربيع القطان -الآنف الذكر-. 

قال عياض: "كان من أهل ا والقرآن» قرأ على ا بكر الهواري بإفريقية, 
وبمصر على الأنماطى وأحمد بن يوسف © وغيرهى وبالأندلس على غيرهم. وصحب كصر 
أبا إسحاق بن شعبان0©) وأبا علي بن الكاتب الزاهد... ثم ذكر أنه سافر إلى الأندلس 
وأقام بها عشر سنين خالط فيها القاضي منذر بن كك وأنه رجع إلى القيروان بعد 
ذلك ومات سنة إحدى أو اثنتين ونسعين وثلاكائة, وکان الحديث والشواهد 
وال"( . 

- ومن هذا الرعيل ممن وصلوا بين المدرستين من أصحاب الهواري: 
- أبو القا بن محمد بن هشا المقرئ من أهل القيروان. 

قال ابن الفرضي : "قرأ القرآن بالقيروان على الهواريء وكان الهواري قد قرأ على 
ابن خيرون. وخرج منها وهو ابن سبع عشرة سنة فدخل مصر وهي متوافرة من رجالها.. 
وقرأ على أهل القراءةء ثم حج ودخل العراقء فقرأ بها على جماعة من أصحاب 
القراءات» وجلس بها إلى جماعة من العباد مثل أبي عمر الزاهد © وغيره, وكان كثير 
الحكاية عنهم" 

1 "وقدم الأندلس ف أول ولاية المستنصر (366-350) حرحمه الله- فوصل إليه 
وأكرمه. ل واي بلده وألح عليه في ذلك فأذن له فجاز إلى القيروان." 

ثم أمتحن مع عبيد الله الشيعي”'' بأن سجنه من أجل صلابة كانت فيه في السنة 

وإنكار شديد على أهل البدع. ثم انطلق فجاز إلى الأندلس مرة ثانيةء فأكرمه أمير 
المؤمنين. ag‏ "قال ابن الفرضي : 








- ليس المراد محمد بن سعيد الأنماطي شيخ ابن خيرون وصاحب عبد الصمد الراوي عن ورشء إِما المراد محمد بن عبد الله 
الاناطي شيخ إبراهيم بن خاقان شيخ الدّاني حبنظر في غاية النهاية 188/2. 

- ذكره الداني ني الآخذين عن عيد الرحمن بن عمر العلاف الإسكندري (ت345) حينظر في غاية النهاية 375/1 ترجمة 
5 . 
7 - من أئمة الفقه المالكي في مصر وكان الحكم المستنصر الأموي يخصه بصلات سنيةء ثوفي سنة 355 -ينظر في ترتيب المدارك 
-275. 

- هو البلوطي قاضي ال جماعة بقرطبة (ت 355) حينظر في قضاة قرطبة للخشني 237. -وتاريخ علماء الأندلس 845/2 ترجمة 
2. 

- ترتيب المدارك 321/5 . 
. - هو ابن أبي هاشم محمد بن عبد الواحد اللغوي "غلام تعلب", توفي سنة 345. 

- هو مؤسس دولة العبيديين» توفي سنة 322 -البيان المغرب 206/1- فلعله سجنه قبل رحلته أولا. 


252 


"وكان يقرئ القرآن» وقد كتب عنه الحديث, وشهدته يقرأ ویقرئ» ولم أكتب عنه 
شين ثم قات م 370 عن 82 عي 1 


وقد اشتهر حكم بن محمد في القيروان ب "ابن أخت الغساني"ء وقد ساق المالكي 
طرفا من أخباره ومواقفه في ترجمة نئي إسحاق إبراهيم بن أحمد السبائي المتعبد (ت 
6) وقال متحدثا عن أبى إسحاق: 

"وكان يجب سماع القرآن ممن له صوت حسنء قال الشيخ أبو الحسن: فعاتبت 
أبا القاسم ابن أخت الغساني في قله دعواله هدوا خلات بيده ومضيية بيه إلى دان أن 
ماق فدخلنا عليه فوجدنا عنده أبا القاسم الفزاري الشاعر© قال: فسلمنا على الشيخ 
وقلت له: هذا أبو القاسم جارك ثم قلت له : يا أبا القاسم» اقرأء فقال : هيبة الشيخ 
قنعني أن أقرأء ولكن اقرا معي قال الشيخ أبو الحسن : فابتدأ في سورة الواقعةء قال : 
وابتدأت معة بصوت منخفض حتى انتهى إلى قوله عز وجل "وكنتم أزواجا ثلاثة" فرفع 
بها صوته وغلق عينيه وسكت أناء ورجع فابتدأ من أول السورة» فعهدي بالشيخ أبي 
إسحاق قد انضم بعضه إلى بعض» وهو يتنهد ويتأوه» وكأني أحين أن أضلاعه تجتلف2, 
فقلت: الساعة يموت وندمت في مجيئي إليه» وطال علي مام السورة» فما فرغ منها وأنا آمن 
على الشيخ» فقمنا وتركناه في غيبته تلك "ثم قال المالكي : 

"و كان ابن أخت الغسانى هذا قويا في الدينء قليل المبالاة بمن خالف الشريعة... 
1 ذكر أن النعمان القيرواني قاضي قضاة الشيعة وداعيتهم دخل الجامع وابن أخت الغساني 
جالس في حلقته فاستقبله بقوله تعالى: "ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيهاء فبيس مثوى 
المتكبرين". فرفع بها صوته» فلما هم بالخروج قرأ الغساني قوله تعالى: "وإذا جاءوكم 
قالوا ءامناء وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به" . 

"ثم ذكر أن النعمان حقد عليه فأمر بطلبه» وسجنه في حبس "الزيادية" مدق 
فكان إذا قرأ في السجن اجتمع الناس في الأزقة خارج السجن» فخاف النعمان فأخرجه. 
فخرج أبو القاسم إلى الأندلس» فوصل إلى الحكم فرفع به وأدناه".©) 





' - تاريخ علماء الأندلس 223-222/2 ترجمة 375. 

2 - هو علي بن حمود المذكور قبل الترجمة. 

” - شاعر قيرواني مشهور له قصائد في رئاء بعض علماء القيروان منها قصيدة في رثاء أبي الفضل الممسي ذكرها المالكي في رياض 
النفوس 305-302/2 . 

4 - كذا ولعلها تختلف. 

* - حي الزيادية هو موضع مسجد ابن خيرون كما تقدم. 

* - رياض النفوس 477-475/2. 


253 


وبظهر من قصة أخرى قصها المالكي عنه أنه كان مبتلى برجال الدولة لاشتهاره 
بحسن القراءة» فذكر في ترجمة أبى عبد الله محمد بن عبد الله السدري سبب قتل بنى عبيد 
ل وكيف أن عبيد الله لم يقم بعده إلا مدة يسيرة ثم ابتلى بعلة عظم فيها جسده وانتفخ, 
"فذكر أن ابن أخت الغساني المقرئ عرض له أمر أحوج إلى الدخول على البغدادي: 
كاتب عبيد الله. فأتى به البغدادي ليقرأ عند رأسه حوكان من أطيب الناس مساقا- وحول 
عبيد الله أبناؤه وهم يصرخون بالبكاء. فقال لابن أخت الغساني: اقرأ. قال: فطلبت من 
القرآن ما أقرؤه فلم يتيسر لي منه إلا قوله تعالى: "يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النارء و 
بيس الورد المورد"7. قال: فطلبت أن أقرأ غير هذه الآية فلم أقدر على ذلك, فكنت 
أرددها حي خشيت على نفسي أن يفيقوا من بكائهم فيعاقبوني ويقتلوني» فتسللت حتى 
خرجت . 

وبظهر أن حظوته عند الحكم قد تجاوزت القدر الذي كان يحلم به حتى انه أجرى 
عليه العطاء الرسمي وكتبه ف ديوان قربش» وكأنه من العائلة الحاكمة, وكان الحكم شد ید 
الحفاوة به» وقد ذكر المالكي أنه "قرأ عند الحكم أمير المومنين حرحمه الله تعالى- في إيوانه 
في سورة إبراهيم "ولا تسين الله غافلا عما يعمل الظالمون"ء فلما انتهى إلى قوله عز وجل 
"وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال 
,2 نزل الحكم من فوق سريره حرحمة الله عليه- وهو بكي وبنتحب» وجثا بين يديه" قال: 

"وكان الحكم يقول: لست أشتهي من دولة "الشويعي" إلا أربعة: أبو القاسم ابن 
أخت الغساني المقرئ؛ وابن الصيقل الشاعر» وابن الجزار الطبيب» وابن القصطلية© المغير, 
فأما أبو القاسم ابن أخت الغساني وابن الصيقل فقد وصلا إليه وأقاما عنده حتى ماتاء 
وأما ابن القصطلية وابن الجزار فلم يصلا إليه"©. 


٠‏ أما الذين أخذوا عن حكم فلم يذكر منهم من القراء الا شخص واحد هو: 
-أبو عمر أحمد بن عبد القادر بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الأموي الأ 1 


قال ابن بشكوال: "أخذ عن أبي الحسن الأنطاكي المقرئ وأبي القاسم حكم بن 








- سورة هود الآية رقم 08 

- رياض النفوس 172-171/2. 

- هو عثمان بن سعد -أبو سعيد-المعروف بابن الصيقلء له ترجمة في التكملة . 

- يظهر أنه كان من المغنين كما يدل عليه وصفه بالمغير. 

- رياض النفوس 477/2. وابن الجزار هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم القيرواني الطبيب. ترجمته في طبقات الأطباء لابن أبي 
أصيبعة 60-59/3. 

' - سيآني في أصحابه في مدرسته بقرطية 


سم ديم نئا انه ي 


254 


النحو واللغة والشعر» وله كتاب في القراءات السبع سماه "التحقيق" في سفرين» وتأليف 
آخر في الوثائق وعللها سماه "المحتوى" في خمسة عشر جزءا. حدث عنه أبو محمد بن 


وترجم له ابن الجزري فذكر غخوه©. 

قلت: وبتأليفه هذا في القراءات السبع يعتبر من الرواد في البلاد الأندلسية فيها على 
خلاف ما سيأتي عند أبي حيان الغرناطي من قوله عن أبي عمر الطلمنكى (ت429) إنه 
أول من اغلاات الأ دف 
ومن امتدادات مدرسة ابن خيرون التي تم من خلالها التواصل بين المدرستين: القيروانية 
والأندلسية: 


أبو محمد القضاعو المعروف بمقرون. (378-290م). 
هو عبد الله بن محمد أبو محمد القضاعي الأندلسئ المعروف بمقرون نزيل E‏ 
ثم وران ثم مالقة ثم قرطبة. قال ابن الفرضي: "وأصله من الجزيرة وسكن 


0 ا 


أما ابن الجزري فقد توسع في أخباره فقال: "قدمها -قرطبة- بأمر من الحكم أمير 
الأندلس في سنة 347 فأقرأ الناس بها على باب مسجد الجامع بحرف نافع من رواية ورشء 
وكان ينحو فيه مذهب المصريين." "ذكر أنه أخذ القراءة عرضا عن: 

عابي الفضل عبد الحكم بن إبراهيم عن أبي عبد الله الأغاطى وأبى بكر بن 


سيف. 


"روى القراءة عنه أبو بكر قاسم بن مسعود”» وقال إنه ولد في المحرم سنة 290 
ومات سنة 378 ©.وقال الذهبي: "قدمنا بأمر الحكم من أمير المومنين بالأندلس في حدود 





أ - الصلة 40-39/1 ترجمة 76. 

2 - غاية النهاية 70/1 ترجمة 308. 

* - ينظر قول أبي حيان عند ابن الجزري في النشر 1 /34وم ينسبه إليه فيه ونسبه إليه في منجد المقرئين ص 26-25. 

“ - مدينة شهيرة بالقطر الجزائري. وقد تقدم في ترجمة أبي الفضل بن ابراهيم أنه تصدر بها. 

د - مدينة بالقطر الجزائري أيضا. 

° - تاريخ علماء الأندلس 415-414/1 ترجمة 742. 

7 - هو أبو بكر قاسم بن مسعود» بجائيء قال عبد الملك: "كان رجلا صالخا إماما في الفريضة صاحبا لأبي محمد عبد الله بن 
محمد القضاعي المقرئ مقرونء وعنه حكى أبو عمرو في الطبقات تاريخ وفاة مقرون هذا" الذيل والتكملة السفر 5 القسم 571/2 
ترجمة 1106. 

5 ل غاية النهاية 456/1 ترجمة 1904. 


255 


خمسين وثلامائة. قال الداني: فأقرأ الناس بحرف ورشء وكان ينحو في قراءته نحو مذهب 
القرويين والمصريين". 

وهذا الذي نبه عليه الإمام أبو عمرو الداني شيخ هذه الصناعة في قوله: "وكان 
ينحو في قراءته نحو مذهب القرويين والمصريين "هو الذي يعنينا منه هنا كثيراء لأن معناه 
ومؤداه أنه كان ممثلا للمدرستين, ورائدا من روادهما في البلاد الأندلسيةء لا سيما وأنه قد 
دخل قرطبة بأمر رسمي ونصب للإقراء في المسجد الجامع بعاصمة البلادء وصرف نحوا من 
ثلاثين عاما في هذا بعد دخوله العاصمة تحت رعاية الأمير وخلفائه. فلا غرو أن يكون 
تأثيره في بث مذاهبه في الأداء الفنى في رواية ورش عميقا في جمهرة القراء. وإن كانت كتب 
التراجم لم تعن بذكر أسماء المنتفعين به» وتكتفي بذكر قارئ واحد لقيه أبو عمرو الداني 
وسأله عن تاريخ ميلاد شيخه ووفاته. 

ويمكن إدراك أهمية الطرق التي تعرف الأندلسيون عليها من خلاله من الخطاطة 
التالية التي نستفيها من ترجمة شيخه وطرقه التي رأينا أنه قرأ بهاء وطرق ابن خيرون شيخ 
شيخه. وهذه تفاصيلها: 





أ - معرفة القراء الكبار 274/1 طبقة 9 ترجمة 15. 


256 


أسا نيد مقرون القضاعى من طريق أبى الفضل القروي في رواية ورش. 


1( مقرون القضاعي 2) مقرون القضاعي 


أبو الفضل القروي أبو الفضل القروي 
ابن خيرون ابن خيرون 
اسقافل اناس او ت 


أبو يعقوب الأزرق أبو يعقوب الأزرق 


4) مقرون القضاعي 5) مقرون القضاعي 
أبو الفضل القروي أبو الفضل القروي 
ابن خيرون ابن خيرون 

عبيد بن محمد "رجال 


داود بن أبى طيبة أحمد بن صالح 


عبيد بن يحمد "رجال" 


03 مقرون القضاعى 
أبو الفضل القروي 
ابن خيرون 


أبو يعقوب الأزرق 


6) مقرون القضاعي 
أبو الفضل القروي 
ابن خيرون 
إسماعيل النحاس 
عبد الصمد العتقي 


8( مقرون القضاعي 
أبو الفضل القروي 


7 مقرون القضاعي 
أبو الفضل القروي 


أبو يعقوب الأزرق 
10( مقرون القضاعي 11( مقرون القضاعي 


أبو الفضل القروي أبو الفضل القروي 
ابن هلال أبو جعفر الخياط 





' - تقدم قول الداني وم يثبت قراءته على ابن سيف. وقد أثبتناها اعتمادا على ابن الجزري. 


257 


9مقرون القضاعي 
أبو الفضل القروي 
أحمد بن عيسى 


12( مقرون القضاعي 


أبو الفضل القروي 
00 


العماعي ل لحان إسماعيل النحاس أبو يعقوب الأزرق 
أَبْو يعقوب الأزرق أبو يعقوب الأزرق ورش 


فهذه اثنا عشر طريقا لمقرون في رواية ورش من طريق شيخه أبي الفضل بن إبراهيم 
القروي صاحب ابن خيرون تتجلى من خلالها أهميته في زمنه. كما تتجلى أيضا في طول 
اتصدره» إذ قرأ على شيخه بعد الثلاعائة وعاش بعد ذلك خوا من قانين سنة. 


258 


خاتمه 

تلك أهم الشخصيات التي مثلت المدرسة الأصولية "الخيرونية" "القيروانية" في 
رواية ورش في القيروان وما إليها من الجهات الإفريقية» ثم امتداداتها في قرطبة والبلاد 
الأندلسية» ممهدة بذلك للمرحلة الموالية» وهي مرحلة ستكون أكثر غنى وأوسع مدى مما 
قبلها بسبب اتساع الرحلات وزبادة التلاقي و التلاقح بين المؤثرات من مختلف المدارس 
وشتى الاتجاهات على أيدي الأئمة "الأقطاب" في العصر الذي أعقب عصر التأسيسء 
والذي متسمية' اضطلا حا يعضر "التأضيل والتضج" وسوف يمتد من منتصف المائة الرابعة 
تقريبا إلى ما بعد سقوط القيروان في أيدي العرب الهلا ليين في أواسط المائة الحامسة» ونزوح 
أئمة القراء عنها إلى مختلف الآفاق كما سوف نرى فيما نستقبله من هذا البحث بعون الله 
في حلقة أخرى من حلقات هذه السلسلة. 

ولعلنا فيما حاولنا بناءه من خلال فصول هذا السفر قد استطعنا أن نعطي للقارئ 
الكريم صورة متناسقة الخطوط ومتكاملة الجوانب عن المدارس التأسيسية الثلاث في قراءة نافع 
ورا واضول أذاتها فق كل من الجهات الأندلسية والإفريقية إذ صحبناها في طور النشأة 
والتكوين» حتى رأيناها تدرج وتترعرعء ثم رأينا كيف تنامت اتجاهاتها في المناطق وأينعت 
و تلاقحت في ميدان الإقراء لتعطي للمدرسة المغربية شخصية متمايزة» وتسهم في صنع 
"الطراز المغربي" الخاص في قراءة إمام دار الهجرة في القراءة» 

وها نحن الآن على مشارف أخصب الفترات في تاريخ المدرسة القرآنية في المغرب» 
وأعنى بها عهد "التأصيل والنضج". هذا العهد الذي يبدأ بالتوسع في الرحلات العلمية 
ا القراءات في أمصارهاء مع إدخال أهم ما هو متداول في القراءة وعلومها هنالك من 
مصنفات الأئمة» لينتهي إلى قيام نهضة رفيعة المستوى في هذا الشأن» وتأسيس المدارس 
الكبرى في المحواضر والجهات: وتبلور اتجاهاتها الفنية من خلال "مدارس الأقطاب" في 
مجالات الإقراء والأداء, وف طائفة مهمة من المصنفات الجامعة سيكون عليها المدار في 
مستقبل القراءات على العموم ومستقبل قراءة نافع على الخصوص. 

وسوف نرى -بعون الله- كيف تأتي بلوغ هذا المستوى من خلال رواد الرحلة 
العلمية مع استعراض أهم المصنفات التي دخلوا بها في القراءة وعلومهاء ثم نتوقف عند 


259 


طلائع مدارس الأقطاب في الأندلس وإفريقية لنتلمس عند أئمتها ورجالها مظاهر الإمامة 
والحذق في إتقان هذا الشأن. ومجالي النبوغ واستقلال الشخصية في التعامل مع القضايا 
الفنية والأدائية وتحرير المباحث الأصولية والدراسة المقارنة بين الطرق والروايات» ثم نتوج 
ذلك بالتوقف عند ممثلي كل اجام ومحاولة رسم المعالم الفنية البارزة التي تجمع بين أتباع 
كل مدرسة مع التعريف بأئمتها ورجالها مستعينين في ذلك بالله في البدء والختام. 


وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 


260 


فهرس المصادر المطبوعة 
والمخطوطة المعتمدة 

- أبو عمرو الدانى وكتابه جامع البيان للدكتور عبد المهيمن طحان -مكتبة المنارة- مكة 
المكرمة. الطبعة 1988-1:1408. 
- اتحاف البررة بالمتون العشرة جمع الشيخ الضباع: 1354ه -1935م 
- أدب الكتاب لابن قتيبة الدينوري تحقيق حى الدين عيد الحميد دار الجيل الطبعة 4: 
2ه-1963م. 
- الاقناع في القراءات السبع لأبي جعفر أحمد بن علي بن الباذش الغرناطي تحقيق الدكتور 
عبد المجيد قطامش -دار الفكر-دمشق 1403ه 
- بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس لأحمد بن عميرة الضبي -دار الكتاب العربي- 
بيروت 1967م 
- البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري المراكشي تحقيق ليفي بروفنصال - 
نشر دار الثقافة-. 
- تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي تحقيق إبراهيم الأبياري -دار الكتاب اللبناني- 
بيروت- لبنان. 
- تاريخ الأدب العربي لبروكلمان -تعريب الدكتور عبد الحليم النجار -دار المعارف- مصر 


- تاربخ قضاة قرطبة لابن حارث الخشني تحقيق ابراهيم الأبياري -دار الكتاب اللبناني- 
مكتبة المدرسة-بيروت. 


- تاربخ قضاة الأندلس لأبى الحسن النباهى المالقى-دار الآفاق الجديدة- بيروت:1400ه. 

- ترتيب المدارك للقاضى عياض بن موسى السبتي طبعة وزارة الأوقاف المغربية تحقيق جماعة 
من الأسائذة 

- التعلل برسوم الإسناد -فهرسة ابن غازي المكناسي). 

- التكملة لأبي عبد الله بن الأبار-نشر هكتبة الاي بمصر والمثنى ببغداد: 1375ه- 


- تقييد على ضبط أبي عبد الله الخراز (عمدة البيان) لأبي زيد عبد الرحمن الفرمي 
(مخطوط خاص). 


261 


- التنزيل في رسم المصاحف لأبي داود سليمان بن تجاح المؤيدي م خ ح برقم 808 -الخرانة 
الملكية بالرباط. 


- التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني تحقيق أوتوبرتزل نشر دار الكتاب العربي ط 
2 بيروت: 4ه-1904م 

- جامع البيان ف القراءات السبع لأبى عمرو الدانى مصورة عن خزانة الامعة الإسلامية 
بالمدينة المنورة). 

- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس لمحمد بن فتوح الحميدي -الدار المصرية للتأليف 
والترجمة: 1966. 

- الدرة الجلية لميمون الفخار (أرجوزة في ضبط المصحف الشريف) (مخطوط خاص). 

- الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة لأبي بكر بن أبي محمد بن يد الق اللبيي التونسى 
مخ ح رقم 3893 الرباط. 

- الدرر في اختصار المغازي والسير لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي -دار الكتب 
العلمية- بيروت. 

- دليل الميران شرح مورد الظمآن في رسم القرآن لإبراهيم المارغني التونسي الطبعة التونسية: 
- 1325ه. 

- الذيل والتكملة لكتاب الموصول والصلة لمحمد بن عيد الملك المراكشى نحقيق الد كتور 
محمد بن شريفة والدكتور إحسان عباس -دار الثقافة- بيروت لبنان. 


- الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين والمعلمين لأبي الحسن علي بن خلف القابسي نشر 
الدكتور محمد ناصر ضمن كتاب الفكر التربوي العربي الإسلامي" الطبعة 1: 197 
الكويت. 
- رباض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية للمالكي نحقيق بشير البكوش -نشر دار 
الغرب الإسلامي بيروت حلبنان: 1403ه -1983م. 
- الاستبصار في عجائب الأمصار لمؤرخ مغربي من أهل السابعة (عهد الموحدين) تحقيق 
الدكتور سعد زغلول عبد الحميد -دار النشر المغربية 1955 -الدار البيضاء. 
- شجرة النور الزكية في طبقات السادة المالكية لمحمد بن مخلوف التونسي -دار الكتاب 
العربي- لبنان. 


262 


- شرح الإمام محمد بن عبد الملك المنتوري على الدرر اللوامع لأبي الحسن بن بري التازي م 
خ ع بالرباط رقم 518 ش 


- الصلة لابن بشكوال -نشر الدار المصرية للتأليف والترجمة-: 1966. 

- طبقات علماء إفريقية كيد :ين الخاره بن ا سد انكف 

- طبقات علماء إفرقية وتونس لأبي العرب التميمي 

- طبقات النحويين واللغويين لمحمد بن الحسن الزبيدي الأندلسى تحقيق محمد أبو الفضل 
إبراهيم -القاهرة: 1954م 

باعقيلة أتزاب"القضائد في أسنى المقاصد في رسم المصحف للإمام الشاطبي (ضمن جموع 
إتحاف البررة). 

- عيون الأثر في فنون المغاري والسير للحافظ ابن سيد الناس. 

- غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابن الجرري نشر دار الكتب العلمية ببيروت: 
0ه 1980 

- الفكر التربوي العربي الإسلامي للدكتور محمد ناصر -الطبعة الأولى- الكويت: 1977م 

- فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي -منشورات دار الآفاق الجديدة 
بيروت. 

- الكشف عن وجوه القراءاث الشبع لمكي ابن أي طالب تحقيق الدكتور حي الدين رمضان: 
مؤسسة الرسالة 20:1401ه 

- اللآلى الفريدة في شرح القصيدة (شرح الشاطبية) لمحمد. بن الحسن الفاسي م خ ع بالرياط 
برقم 530 ق. 

- مجموعة رسائل ابن حزم الأندلسي تحقيق الدكتور إحسان عباس -المؤسسة العلمية 
للدراسات والنشر بيروت-لبنان. 

- المحكم في نقط المصاحف لأ بي عمرو الداني -تحقيق الد كتورة عزة حسن حنشر دار الفكر 
ط 2 1407 ه - 1986م. 

- معام الإيمان لعبد الرحمن بن محمد الدباغ التونسي طبعة توس 1920 


263 


- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للحافظ الذهبي حقيق محمد سيد جاد الحق 
الطبعة1 : دار الكتب الحديثة بمصر. 


0 السعادة 3 كدي زاده ف 0 العلوم مراجعة كامل كامل بكري وعيد 
ل في رسم مصحف أهل ال الأمصار 5 عمرو الدانى تحقيق محمد أحمد دهمان -دار 
الفكر- دمشق-:1403ه -1983م . 

- منحد المقرئين ن للحافظ ابن الجزري نشر دار الكتب العلمية بيروت لبنان: 0ه - 
0م 
- مورد الظمآن في رسم القرآن لأبي عبد الله محمد بن ابراهيم الخراز الشريشي الأندلسي 
(ضمن دليل الحيران للمارغني) 
- النشر في القراءات العشر للحافظ ابن الجزري تصحيح علي بن محمد الضباع مطبعة مصطة 
حمد -مصر- 
المقري. 
- هدية العارفين في أسماء المؤلفين لإسماعيل باشا البغدادي بذيل كشف الظنون لماجي 
- وحدة المغرب المذهبية خلال التاريخ للد كتور ا الجراري -دار الثقافة- الدار البيضاء 
1: 1396ه-1976م. 


264 


فهرس محتويات العدد الرابع 


نصدير : 
الفصل الأول : المدرسة المدنية الأصولية الاتباعية وامتداداتها في البلا د 
الأندلسية من خلال مدرسة الغازي بن قيس RENE‏ 
" شخصية الغازي بن قيس رائد المدرسة الاتباعية المدنية الأصولية الأولى e‏ 
# أصحابه ورجال مدرسته ال ا ل اا م ا ل ا 


"هم خصائص المدرسة الاتباعية في الرسم والضبط وبعض مقومات المدرسة 


الفصل الثانى : المدرسة الأصولية الثانية في الأندلس وروادها وامتداد آثار المدرسة 

ا المصرية في رواية ورش من خلا لها في حواضر الأندلس وجهاتها Aa‏ 

"أبو عبد الله بن وضاح القرطبي رائد رواية ورش في البلاد الأندلسية E‏ 

" أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن باز المعروف بابن القزاز القرطبي RE‏ 

مطرف بن عبد الرحمن بن قيس القرطبي SE‏ ا ERE‏ 

" زكرياء بن يى الكلاعي الأندلسي ا RSE‏ 

" قائمة الرواة عن أئمة المدرسة الأصولية في رواية ورش E AR‏ 

* الرواة عن يونس بن عبد الأعلى صاحب ورش من الأندلسيين 230171000000 
الفصل الثالث : المدرسة الأصولية في رواية ورش في إفريقية والقيروان ودخول 

طريق أبى يعقوب الأزرق صاحب ورش .......... ES‏ 


" أبو عبد الله بن خيرون الأ لبيري رائد رواية ورش في القيروان 0 


" تصدره للإقراء ورجال مدرسته وامتداداتها الفنية في المغرب والأندلس N‏ 


" أصحابه ورجال مدرسته الي ع م ع يي يا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ل ل 0 


" امتدادات مدرسته في إفريقية والمغرب والأندلس وأثرها العام في المنطقة a‏ 


265 


" أبو محمد مقرون القضاعي الأندلسي رائد حركة التواصل بين المغرب 


وألا IRSA SS ang di‏ سم ل 
" أسانيد مقرون القضاعي من طريق أبي الفضل القروي في رواية ورش 520 
خاتة O‏ ا OS‏ 
الفهارس : 
رنيو ارو ا غ O‏ 
2- فهرس محتويات العدد الرابع N ETT ODOTS‏ 


266 


ا جرء السادس 
ا لاسر ع ل 


قراءةالإمام ناف عدد | لمغامرية 


من مروادة ابی سعيد ومرش 


قر|ءةالإمام نافع عند المغامربة سي عهد التأصيل» وأش 
الرحلات العلمية والمصنفات المشرقية قية سي نشوء مدامس 
الأقطاب واستقّلال الشخصية المغربية ي2 علوم القراءات . 


د . عبد الحادم حيو 


مقدمة ٠:‏ 
كما صحبنا تطور الزمن بقراءة نافع في طريقها نحو الأقطار والجهات المغربية عبر 
المدرسة المصرية ف عهد ازهارهاء ثم صحيناها ف مدارسها التأسيسية بالأندلس وأفربقية, 
نريد في الفصول التالية أن نرافقها في طور التأصيل النهائيء وسوف اول من خلال هذه 


الفضل الأ كبر في توجيه الغرب الإسلامي خو "تأصيل" القراءة الرسمية". وصنع "الطراز 
المغربي" الخاص في هذه القراءة» وطبعه بطابعه الفذ المميزء كما يحسده ذلك الإنتاج الحافل 
الثري الذي خلده علماء هذا العهدء وتشهد به المصنفات الجامعة لأقطاب القراءة بمختلف 
جهات إفريقية والأندلس منذ منتصف المائة الرابعة وخلال المائة الخامسة فما بعدها. 


ولقد رأينا قبل أن المدرسة القرآنية المغربية ظلت تسعى منذ أول النشأة نحو 
المحافظة على شخصيتها وكيانها الخاص؛ يساعدها على هذه المحافظة عدد من العوامل» من 
أهمها البعد الجغرافي عن المشرق ورغبتها الدائمة في استقلال شخصيتها العلمية والحضارية 
عن غيرها كما استقلت عن التبعية السياسيةء إلا أن جهود أبنائها مع ذلك لم تتوقف قط عن 
انتجاع الينابيع الصافية في المشرق» لتعود منها محملة بالعطاء الخصب الذي سرعان ما تتمثله 
وتحوله إلى نتاج أصيل فيه النسغ المشرقي منصهرا في حوصلة الطائر المغربي» الذي ترس 
بارتياد الآفاق» وتدرب على استخلاص كل نافع وطريف. 


ولق سبق أن لاحظ بعض الدارسين من أهل المشرق7!) بالنسبية للأندلس كيف أن 
"الأندلس" والمشرق كانا أشبه برقعة واحدة يسير فيها النمل ذهابا وجيئة» وتتقابل النمال 
فتتسار» علماء من الشرق يضيق بهم الأفق من الفاقة فيرحلون إلى الغرب» وعلماء من 
الغرب يعوزهم العلم فيرحلون إلى الشرقء منهم من تقصر رحلته فيكتفي بالرحلة إلى 
مغرب فإذا زاد شيئا رحل إلى مصرء ومنهم من له جرأة وقدرة على الرحلة الطويلةء فيرحل 
إلى المغرب ومصر والشام والعراق وما إلى ذلك... ومنهم من رحل ثم اختار المقام بالمشرق 
وأكثرهم رجع» وكونوا مدرسة واسعة حدودها حدود الأندلس» فأخذوا يدرسون ويؤلفون 


Mm. 7 
وبترجمول.‎ 





الدكور احمد أن "طبر الإسلام 2 2624/3 
269 


من كل هذه الأصناف التي ذكرها هذا الدارس سوف نرى ماذج طيبةء ولكننا لن 
ننظر إليها في المحيط الأندلسى وحده كما نظر إليها - لأنه كان بصدد الحديث عنه خاصة» 
بل سوقت ین أن المدرسة التي كونوها -أو على الأصح جملة المدارس- قد استطاعت 
أن ترتفع فوق الحدودء بل استطاع بعضها أن يتربع على طائفة من الكراسي التي نهل منهاء 
وأن يغزو بمستواه العلمي الرفيع تلك القلاع العلمية السامقة التي خم ننه الرواد الأولونء 
كما سوف نرى عند طائفة من الأئمة كالشاطبي وأبي حيان والهذلي وأضرابهم ممن رفعوا 
زاس المدازية المغزيية عاليا: 


ولا يضير المدرسة المغربية ولا ينقص من قيمتها أن تكون قد كرست على آثار 
المدارس المشرقية بالأمصار الإسلامية سواء في طور التكوين أم في طور التأصيلء طالما أنها 
سوف تتمثل ذلك بطريقتهاء وتنسج منه ما تنسج على منوالهاء لا سيما إذا كان في إمكانها 
أن تنهض به بقوة, وتدخره لوقت الحاجة لتزود به ينابيعه الأولى حين تفتقر إليه. 


وقبل أن غضي بالقارئ الكريم قدما في استعراض مظاهر هذا الشفوف الذي امتازت 
به المدرسة المغربية في هذا الصددء نرى من المفيد أن نبادر إلى تقويم خبر عند ابن الجزري في 
النشر" نرى فيه إجحافا بحق هذه المدرسة, وتقصيرا في تمثل نشاطها وإنتاجها العلمى الذي 
أسهمت به في خدمة القراءات السبع وغيرها في طور مبكرء على خلاف ما ذهب إليه الحافظ 
ابن الجزري وهو يؤرخ و وظهور التأليف فيه» مبعدئا بذكر تأليف أبي عبيد 
القاسم بن البغدادي ' ات 224" ومنتهيا إلى بي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي رت 
8) اذ يقول 


كل ذلك ولم يكن بالأندلس ولا ببلاد الغرب شيء من هذه القراءات إلى أواخر 
المائة الرابعة» فرحل منهم من روى القراءات بمصر ودخل بهاء وكان أبو عمر أحمد بن محمد 
بن عبد الله الطلمنكي” مؤ لف "الروضة" أول من أدخل القراءات إلى الأندلسء وتوف 
سنة 429» ثم نبعه أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي مؤلف التبصرة والكشف وغير 
ذلك وتوفي سنة 437, ثم الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني مؤلف التيسير لعا 
البيان وغير ذلك توفي سنة 444... "(65, 


أ- "النشر في القراءات العشر". 35-34/1. 
“- سيأتي التعريف به وبكتاب الروضة له. 
5 سيأتي التعريف به وكدرسته. 
8 سيأتي في باب خاص به. 
د "النشر", 35-34/1. 
20 


إن الذي يقرا هذا الكلام في كتاب سائر ذائع الصيت ككتاب النشر لابن الجزري 
دا اليه أن بلاد الغرب عموما ظلت كما قال خالية من القراءات بالمرة كما تفيد عبارته 
"كل ذلك ولم يكن ببلاد الأندلس ولا ببلاد الغرب شيء من القراءات " إلى أن رحل 
الطلمنكي ومن ذكر معه. 


وهذا عجيب وغريب صدوره من مؤرخ لهذا العلم كابن الجزري» وكيف وكتاب 
"غاية النهاية" له حافل بتراجم القراء من الأندلس وإفريقية ممن ذكر لهم رحلة إلى المشرق 
وذكر رُجُوعَهِمٌ إلى الغرب بطائفة من القراءات والروايات ومصنفات الأئمة ؟ بل إنه ترجم 
لشخصيات أخرى وردت على الأندلس من المشرق» وكان لها نشاط رفيع في القراءات السبع 
كما سوف نرى من خلال أبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي نزيل قرطبة (299- 
7م ). فكيف يكون الطلمنكي هو أول من دخل بالقراءات إلى الأندلس وهو من صغار 
تلاميذ الأنطاكي؟ وكيف يقال لم يكن بالغرب شيء من القراءات وقد قرأوا لنافع بعدة 
روايات كما قرأوا لغيره ؟ وسوف نرى أن القراءات السبع قد عرفت بالا لس هقد أواحس 
المائة الثالثة, وأن كتاب ابن مجاهد في السبعة وكتب أصحابه فيها كانت تروى على نطاق 
واسع منذ صدر المائة الرابعة» وأن أعلاما كثيرين من أصحاب الرحلات العلمية قد قرأوا 
بها وأقرأوا قبل وجود الطلمنكي ومن ذكر معه» بل سوف نرى منهم من ألف فيهاء سواء في 
الأندلس أم في أفريقية. 

وتيسيرا للبحث واستكمالا لما وعدنا به من تتبع آثار الرحلات العلمية والمصنفات 
المشرقية ف نشوء مدارس الأقطاب» نقسم الكلام فيه إلى ثلاثة فصول : نتناول ف الفصل 
الأول منها أهم الرحلات العلمية إلى المشرق في انتجاع القراءات والآثار التي ترتبت عنهاء 
وما دخل عن طريقها من مصنفات الأئمة في هذا الشأن. 


ونتناول في الفصل الثاني نموذجا رفيعا عن الرحلة المعاكسة من المشرق إلى المغرب» 
وكيف أعطى للمدرسة المغربية في قرطبة والبلاد الأندلسية وقودا جديدا دفع بها إلى الأمام» 
وأدى إلى ظهور أول مدرسة فنية في أصول الأداء في عهد النضج والتأصيل ستكون أما 
لطائفة من المدارس» هى مدرسة أبي الحسن الأنطاكي. 

ونتناول في الفصل الثالث التعريف بامتدادات مدرسة الأنطاكى في قرطبة والأندلس» 
وما تحقق من خلا لها من سيطرة ويسطة على ساحة الإقراء خلال الثلث الأخير من المائة 
الرابعة وما أعقبه من السنين» قهيدا منا للوفاء بما وعدنا به من التعريف بأعلام هذا الطور 


271 


الفصل الأول : 
أهم الرحلات العلمية في انتجاع القراءات من الأندلس وإفريقية في المائة 


الرابعةء وأثرها في إثراء المدرسة المغربية وما دخل عن طريقها من 
أمهات كتب الأئمة ومذاهبهم في القراءة. 


رأينا آنفا أن القارئ المغربي منذ أن تفتحت عيناه على المشرقه لم يكن يكتفي 
باستقبال أخبار النهضة العلمية بأقطاره» أو ينتظر كما كان عليه الأمر في بداية تاريخه 
العلمي» أن تتاح له فرصة السفر إلى الحج ليطلع في أثناء الطريق أو خلال مقامه بأحد 
الحرمين على جانب مما يتاح له الإطلاع عليه من جوانب النشاط الثقافي الذي كانت البلاد 
المشرقية زاخرة به في عهد ازدهارهاء فقد أدرك منذ البداية قيمة الرحلة وشغف بهاء واقتنع 
بضرورتهاء وبأنه لا سبيل إلى بلوغ الشأو المطلوب في تحقيق علم من العلوم دون مثافنة هله 
والإبعاد في النجعة في طلبهم لا سيما حين يتعلق الأمر بالقرآن الكريم وتحقيق رواياته 
وحروفه وضبط أسانيده وطرقه. 


ولقد كان الرحيل في طلب العلم عنوان الفتوة ومظهرا من مظاهر الشرف والنبل» 
وكان مما يزهد عدم 0 علم العام ويغض من شأنه» وقوف رواياته وعلومه على أهل بلده 
أو من داناهم من البلادء "ولغ من إقبالهم على على ذلك أن كان الشخص يعاب بأنه لم يرحل 

"(1) 
إلى المشرق . 


ولقد كان العلامة ابن خلدون ينطلق من واقع الياة العلمية بالغرب الإسلامي حين 
قرر في مقدمته تلك القيقة» فعقد لها فصلا قال في أوله : 


"فصل في أن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعلم» والسبب 
ف ذلك أن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما يتحلون به من المذاهب والفضائل تارة 
علما وتعليما وإلقاءء وتارة محاكاة وتلقينا بالمباشرة... فعلى قدر كثرة الشيوخ يكون 
والكمال بلقاء المشايخ ا 


ولقد أعطى المغاربة للرحلة ما يشبه القداسةء فلذاك نجدهم قد عنوا في أغلب 
الأحيان بتدوين وقائعها وأخبارها في دواوين خاصة لا نكاد لجد لها مثيلا في غير المدرسة 





1 " " 
هر لأسا 24/3 
2- "مقدمة ابن خلدون"ء الفصل : 33, ص : 541-540. 
23 


ال وما يزال كثير من هذه السجلات شاهدا على ما ذكرناء ودالا على مبلغ إقدامهم 
وبعد غاياتهم في طلب العلم والتنقيب عن أهله في المجاهل والأقطار. 


ولا يخفى ما كان يحظى به أولئك الرواد من عناية شاملة بمجرد عودتهم إذ كان 
وصول الواحد منهم إلى أطراف البلد عائدا من رحلته حدثا جليلا تقوم له دنيا أهل هذا 
الشأن» وسرعان ما يتقاطر إليه الطلبة من أطراف البلاد» أو تسبقه شهرته إلى المنطقة 
فتتلقفه الوظائف الرسمية والمناصب العلميةء فينتدب في البلاطات للتأديب» أو يختار للإمامة 
والإقراء بالمساجد الجامعة تحت رعاية السلطان. 


على العموم فقد حصل المغارية في عصور الازدهار لالم في أشخاص أولئك الرواد 
الضاربين في الآفاق» على خزائن ع علمية متنقلة. أو "دوائر معارف" حية في غير ما مجال من 
مجالات الثقافة والمعرفة, وكان أولئك العائدون يدركون مقدار الحاجة إلى كل 0 
فكانوا يتأنقون في الاختيار» ويتفننون أحيانا في الإغراب ببعض الروايات التى لا عهد للبلاد 
بهاء فهذا يدخل برواية نادرة للموطاء وهذا يدخل بمسند أو مصنف في الفقه أو الحديثء 
وذاك يدخل بقراءة إمام من السبعة أو رواية أو تأليف في علم من علوم القرآن كالتفسير أو 
الناسخ والمنسوخ أو الوقف والابتداء أو بغير ذلك مما لمجده في أخبار الرحلات وتراجم 
القراء وبرامج العلماء. 


وقد استفادت المدرسة المغربية الناشئة من هذا العطاء» ووظفت كل جديد عليها في 
مكانه وميدانه, مما يمكن للباحث أن برصده ف نشوء طائفة من الاتجاهمات والمدارس التي 
د فيها التأثير المشرقي جلياء إلا أنه يأتي منسجما ومندججا مع الطابع المحلي ومنصهرا 


وسنحاول في هذا الباب أن نقف بالقارئ على المعالم البارزة للتأثير المشرقي في نشوء 
المدارس المغربية من خلال تراجم رواد الرحلات العلمية, والقراءات التي قرأوا بها 
والمصنفات العلمية التي أمدوا بها ساحة الإقراء» لنقف من خلال ذلك على أهم المنافذ 
التي تسرب منها التأثير لهذا العهد في المسار العريض الذي سارت فيه قراءة نافع في الغرب 
الإسلامي بعد عهد التأسيس» ونتبين ين أهم المجالات التي مكنت من دخول المربد من 
الروايات والطرق عن نافع وراويته أي سعيد ورش الذي ندير هذا البحث عليه كما مكنت 
من تلاقح مدارس الأمصار في ميدان الإقراء عن طريق التعريف باختيارات الأئمة والوقوف 


1 أحصى الأستاذ الحسن السائح ف مقدمة تحقيقه لرحلة البلوي المعروفة ب"تاج المفرق" أربعا وخمسين رحلة من الرحلات 
المغربية المدونة» وذكر معلومات عنها والمطبوع منها والمخطوط, ينظر من ص : 80-72. (تاج المغرق للشيخ خالد البلوي). 
5 *- يكن الرجوع إلى الرحلات المطبوعة لابن رشيد والبلوي والعبدري وابن بطوطة وابن جبير والعياشي وغيرها. 
274 


على أمهات مسائل الخلاف كما تطرقوا لها في مصنفاتهمء مما سيكون له أثره الحتمي في 
الارتفاع بمستوى القارئ المغربي -كما سوف نرى بعون الله- من طور النقل والرواية 
والحكاية. إلى طور البحث والتحليل والدراية. 


ولسوف نرى أن القارئ المغربي منذ الآن لم يعد يكتفي في الغالب بعرض القراءة 
الواحدة حسب الرواية الواحدة على الشيخ الواحد أو العدد اليسير من الشيوخ» وإِنما اخذ 
يطمح إلى الاستكثار من السماع والرواية والمدارسة وتدوين وجوه الخلاف, وملا حظة 
السمات الخاصة والاتجاهات الفنية في الأداءء وأنه ا يعد ايا يقترن مذهب نشيخيه ىق 
المسألة دون أن يكون له تدخل بمناقشة أو توجيه أو اختيارء بل إننا سنجده قد أمسى يقول 
في المسألة باختياره بعد أن يورد اختيارات المشيخة, كما سنقف عليه عند الأئمة 
"الأقطاب" . 


وبصفة عامة فإن هذا الرعيل من الأئمة قد استطاع أن يبرز من بين ذلك الحشد 
الكبير من أصحاب الرحلات المشرقية ليخطو بالقراءات في المناطق المغربية أثناء المائة الرابعة 
خطوات فسيحة خو تحقيق الكفاية من الروايات والطرق؛ والحصول على تام الآلة واستكمال 
الأدوات الضرورية لإنجاز الأطوار النهائية في النسيج العام لما سميناه ب"الطراز المغربي" في 
القراءة الرسمية المختارة على مذهب ورش من أهم رواياتها وطرقهاء والانفصال التام عن 
التبعية العلمية للمشرق في علوم القراءة عامة وقراءة نافع خاصة, والاستقلال عنها في 
الاختيارات الأدائية وغيرها بصورة انتقلت معها الإمامة في هذا الشأن إلى علمائه حتى لم 
تكد تنقضى المائة الرابعة حتى أمسينا نرى كبراء الأئمة من أهل إفريقية والأندلس 
يتصدرون في غير بلد من بلدان الإسلام. 

قائمة بأهم الرحلات المشرقية : 

ونسوق فيما يلي أسماء طائفة من الرواد الذين كان لهم إسهام في التواصل العلمي 
في ميدان القراءات منذ صدر المائة الرابعةء وكانوا صلة وصل بين الأجيال التى تخرجت على 
أيدي رجال المدارس التأسيسية الأولى ويين الطور الذي عرف "مدارس الأقطاب" في مختلف 
الحواضر العلمية في الأندلس وإفريقية والمغرب منذ أواخر النصف الثاني من المائة الرابعة. 
وسيكون احتفاؤنا أكثر بمن كان لهم شفوف خاص في كثرة مشيخة أو إدخال رواية أو 
تأليف كتابء مع الإشارة إلى بعض ما قد أدخله بعضهم من مصنفات الأئمة مبتدئين برجال 
المدرسة الأندلسية ومثنين بنظرائهم من أهل المغرب وإفريقية مع حاولة ترتيبهم على تقارب 
الوفيات حسب الإمكان فمنهم : 





أ- سوف نرى في الفصل الثالث من هذا الباب أمثلة زاهية لأولئك المتصدرين بالإسكندرية وغيرها. 
25 


محمد بن سليمان أبو عبد الله الأنصاري الأندلسى النحوي الضرير يعرف بالخرقى : 

بندمي إلى المدرسة الأصولية الأندلسية في النصف الأخير من المائة الثالثة وأول 
الرابعة» رحل إلى العراق ودخل بغدادء وروى حروف القراءة عن إسماعيل بن إسحاق 
القاضي (ت 282( -صاحب قالون المدني- » واتصدر هنالك للإقراء, فروى عنه المروف علي 
E‏ ا منعم بن عبيد الله بن غلبون” وم أقف على خبر يدل على 
عودته إلى الأندلس من رحلته هذه لكنه على كل حال من رجال المدرسة المغربية النابغين 
الذين تصدروا بالمشرق, كما لم أقف على تاريخ وفاته. © 


سهل بن قاسم الأندلسي من أهل بطليوس من أصحاب الرحلات قال عنه ابن الفرضي: 


كان ورعا فاص دخل حاجا امس هناك علما 0 وكانت 


40 


عبد الكبير بن محمد بن غفر بن عبد الأعلى الحكمى الجزري أبو محمد من ساكنى مدينة 
الزهراء : 


وصفه ابن الفرضي بالمقرئ» وذكر له رحلة سمع فيها بمصر ومكة المكرمة©. 


وذكر ابن الجزري أنه "مقرئ مصدرء أخذ القراءة عرضا وسماعا عن محمد بن أشته 
ومحمد د بن علي الأذفوي 0 # غانم المظفر بن أحمد وأبي جعفر النحاس ,قال 


ونصدر للإقراء بقرطبة 5 الزهراء. وأقرأ به إلى أن توفي بها ليلة الاثنين في صفر 
سنة 08360 


رقم 2306. 
- تقدم ف روافد مدرسة ورش من الشاميين. 
ترجمته في "غاية النهاية", 150/2 ترجمة 3047. 
- "تاربخ علماء الأندلس". 336-335/1, ترجمة 574. 
- "تاريخ علماء الأندلس". 502/2 ترجمة 874. 
- تقدم التعريف بهم جميعا في مدرسة ورش بمصر. 
- "غاية النهاية". 400/1, ترجمة 1704. 


دم 


1 
یں حد م رعا ل 


26 


ومعنى هذا أنه كان من أعلام أئمة القراءة بقرطبة ممن تخرجوا على أيدي مشيخة 


سعيد بن عبد العزيز الثغري الأندلسى المقرئ : 


رحل إلى مصر في النصف الأول من المائة الرابعة فقرأ على يد أئمتهاء ذكره ابن 
الجزري في ترجمة شيخه أبي بكر محمد بن عبد الله المعافري المقرئ -وهو أستاذ مجود قيم 
برواية ورش- ونقل عن أي عمرو الداني قوله عن أن بكر المعافري المذكور : "روى عنه 
القراءة عرضا خلف بن إبراهيم بن خاقانء وسعيد بن عبد العزيز الثغري وقال -يعني 
الثغري- . 


"كان يأخذ أخذا شديداء وكان يقول لي : لو أني توجهت إلى بلدكم “يعني 
الأندلس- كنت أصلح بها؟ فكنت أقول : كنت تكون رئيسا جليلا ". 


ولما كان المعافري المذكور قد مات بمصر قبل سنة 360ه -كما يقول الداني- فلعل 
الثغري قد عاد إلى بلده قبل وفاة شيخه أو في أثناء ذلك حاملا معه هذا الأسلوب من 
الأداء في رواية ورش مما يسميه أبو عمرو في كتبه بالأخذ الشديد" يعني به المبالغة في 
التحقيق وبيان الحركات كما قدمنا. 


الأندلسى بجانى سكن قرطبة : 
,)03 


مقرئ "رحل وحج» وروى بمصر عن أبي عبد الله محمد بن جعفر الأغاطي المقرئ 
سنة 345, وتقل إلى الأندلس, وجلب كتاب "الوقف والابتداء" عن نافع برواية ورش“ » 
بروايته عن أبي عبد الله المذكورء فكتب للخليفة الحكم (366-350) منه. وقوبل معه في 
رقضان ست 348" 


عبد الملك بن إدريس بن ناة 





ولا يخفى ما يكتسيه هذا الكتاب من أهمية بالنسبة لمعرفة اختيارات نافع في موضوع 





: تقدم في أساتذة مدرسة ورش وسيأتي في شيوخ الداني. 
2- "غاية النهاية", 189-188/2ء ترجمة 3193. 
لعله محمد بن جعفر بن إبراهيم أبو طاهر العلاف المصري من الرواة عن الفضل بن يعقوب الحمراوي عن عبد الصمد عن ورش» 
ترجم له ابن الجزري في "الغاية", 108/2, ترجمة 2887ء وأعادها في 112/2. 
3 لعل المراد بالكتاب كتاب "وقف التمام"» لنافع» وقد تقدم ذكره. 
"- "الذيل والتكملة"ء لابن عبد الملك المراكشي المجلد الخامسء القسم الأول ص : 13 ترجمة 15. 
27 


من أهم حملة القراءات إلى البلاد الأندلسية أخذا عن أثمة العراق» "عرض ببغداد 
على أبي بكر بن شاذان!", وروى عن محمد بن علي ثم عاد إلى قرطبة» وأقرأ الناس بهاء 
مات في صفر سنة 388 بقرطبة. 


أحمد بن سهل بن محسن الأنصاري المقرئ من أهل طليطلة يكنى أبا جعفرء ويعرف بابن 
الخداد : 





ولد سنة 336ه, "وكان مقرئا خيرا فاضلا ضابطا رف نافع» وله فيه تصنيف“ 
قال ابن الجزري : "رحل إلى المشرق وأخذ عن أبي الطيب بن غلبون وعبد الباقي بن 
امسن توفي سنة 389 في شهر رمضان". 


ومن أهم أصحابه مغيرة بن ن أبي نصر من أهل طليطلةء قال ابن الأبار : أ خذ عن 
أبي جعفر أحمد بن حسن7 الحداد الطليطلي المقرئ» قرأ عليه قدي ". 
عيسى بن سعيد بن سعدان القرطبى أبو الأ المقرئ : 


1 فدخل العراق» وسمى جماعة من شيوخه بها وبمصرء وقال : "قرأ هنالك القرآن 
فأتقن» وانصرف إلى الأندلس فلزم التأديب. وكان يقرأ عليه القرآن..."©. 





وسمى الحميدي والذهبي وابن الجزري شيو خه في القراءة, فذكروا أنه قرأ 0 
بالعراق على أحمد بن نصر الشذائي“" وأبي أحمد السامري“ وأبي حفص الكتاني2, 


- هو أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغداديء ترجمته في "غاية النهاية", 34/1 ترجمة 137. 
- لعل المراد به الأذفوي بمصر وقد تقدم. 

ترجمته في "غاية النهاية", 306/1, ترجمة 1342. 

- "الصلة"؛ لابن بشكوال 5/1, ترجمة 1 تقلا عن أبي عمرو الداني. 

-تقدم في روافد مدرسة ورش. 

- "غاية النهاية", 61-60/1., ترجمة 258- والملل السندسية لشكيب أرسلان 2/2. 


0 
ع دم دبي حد م a‏ ل 


- في التكملة "أحمد بن موسى" وقد رجحت أنه تصحيف وتحريف. 
“- "التكملة", 705/2, ترجمة 1790. 
- تاريخ علماء الأندلس» 565-564/2, ترجمة 990. 
2 من أصحاب ابن مجاهد ترجمته في "الغاية", 144/1. 
278 


23) 


ولقي أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا بكر بن مقسم العطار وأبا بكر محمد بن 


صالح الأبهري!©. 


وعاد من رحلته إلى الأندلس» فأقرأ بمسجده بقرطبة مدة إلى أن توفي بها سنة 390 
ه في جمادى الآخرة عن خمسين سنة» روى عنه أبو عمر بن عبد البر وقال عنه : كان أدبيا 
فاضلا عالماء وكان من أطيب الناس صوتا وأحسنهم قراءة"©. 


محمد بن أحمد بن عبد الأعلى بن القاسم القرطبى أبو عبد الله المعروف بالورشى نسبة 
إلى قراءة ورش لاشتهاره بها : 


مقرئ كبير من نتاج المدرسة المغربية» ترجم له المقري في النفح وقال قال الحاكم ©: 


"هو من الصاحين المذكورين بالفهم في علم القراءات» سمع بمصر والشام والحجاز 
والعراقين واطيل وأصبهان: وؤرد یسابو ودخل خراسان: وتوق جتان سنة 393" . 


أبوحمد الأندلسى 





: )395-310( 


سكن قرطبة وسمع بها من قاسم د بن أصبع وغيره وصحب القاضي منذر بن سعيد 
البلوطيء ورحل إلى المشرق سنة 2ه فسمع بمصر وغيرهاء وأخذ عن جمهور من العلماء 
والقراء. وكان من أهل الفقه والرواية والأدب» ومن أهم عيوخة 3 القراء أبو بكر عمد بن 
عبد الله بن أشته الأصبهاني (ت 360) عصرء ومع ميه كتابه "المحبر في القراءات" » وقد 
رواه عنه أبو عمر بن عبد البر الحافظ وأبو عمر أحمد بن محمد بن المذاء القاضيء. ومن 





5 تقدم في روافد مدرسة ورش من المدرسة العراقية. 

- هو أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني البغدادي المقرئ المحدث, قرأ القرآن على ابن مجاهد وسمع منه كتاب السبعة 
توفى سنة 390, ترجمته في "غاية النهاية", 588-587/1, ترجمة 2382, و"معرفة القراء الكبار", 287-286/1, طبقة 
0 ٍ 

“- هو محمد بن المسن بن مقسم البغدادي النحوي (354-265) إمام مشهور له قصة مع أبي بكر بن مجاهد البغدادي في القراءة 
بالشواذ تقدمت الإشارة إليهاء ترجمته في "معرفة القراء". 249-246/1. 

“- هو محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري سكن بغداد, جمع بين القراءة والفقه المالكي وكان إماما فيه توفي سنة 375 هى له 
ترجمة في "ترتيب المدارك"» 183/6. 

“- ترجمته في "جذوة المقتبس", للحميدي, 299-298, ترجمة 679, "معرفة القراء"ء 307/1 "غاية النهاية", 608/1. 

“- هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري صاحب "المستدرك". (403-321), "وفيات الأعيان". 480/4. 

- "فح الطيب", 414-413/2. 

279 


طريقهما رواه العلامة أبو بكر بن خير كما ذكر في فهرسة ما رواه عن شيوخ( e‏ 
ابن عبد البر كتبا أخرى منها صحيح الإمام البخاري قراءة عليه سنة 394 قال أخبرنا به 


أبو علي سعيد بن السكن الحافظ في منزله بمصر سنة 343" 2©, 


محمد بن إبرا هيم بن هانئ بن عيشون أبو عبد الله القيسى يعرف بالألبيري : 

من ساكني طليطلة وکان م المسجد الجامع بها ومن قرائها الأعلام "ان 
القراءة عرضا عن أبى بكر محمد بن أشتى وح ارح مات وأقرأ الناس بالأندلس» 
قنك يه و كت ع وا "© قال الداني : "حدث وكتب وقرأ عليه غير واحد من 
اا 


ومن مروياته عن أبي بكر بن أشته كتابه المحبر في القراءات"” “؛ وروی عن أبي بكر 
الآجري وأبي بكر الأذفوي وغيرهما بمصرء قال ابن الجزري : "وممن قرأ عليه مروان بن عبد 
املك وكان أستاذا كبيرا حافظا محققاء وتوفي بعد التسعين وثلامائة"©, 


وبعتبر ابن عيشون من أقدم من ألف في القراءات السبع من المغارية -على خلاف ما 
شاع من أن الطلمنكي أول من دخل بها -. ومن مؤلفاته فيها كتاب ينقل عنه أبو جعفر بن 
او و في "الإقناع" حيث ذكر الخلاف في قوله تعالى: "آعجمي وعربي"7 بمد همزة 
عجمي" على الاستفها م أو بهمزة واحدة على الخبر وذكر مذهب من فصل بين الهمزتين 
0 عن ابن ذكوان -أحد راوبي قراءة ابن عامر- في الفصل وعدمه. ثم ساق مذهب 
أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني في الأخذ له بغير فصل كابن كثيرء قال : "وكذلك قال 
محمد بن إبراهيم أبو عبد الله القيسي فيما أخبرني عبد الله بن على" عن مروان بن عبد 
ا ب ب ب 





- "فهرسة ابن خير" 24. 


سم ديم 


نا 


- "فهرسة ابن خير", 95. 

- بالشين ف أكثر المصادرء وف بعضها بالسين والأول أرجح. 

- "التكملة", لابن الأبا 374/1. 

- "معرفة القراء"» 311/1. 

- "غاية النهاية"» 47/2 ترجمة 2684. 

- ترجمته في "الغاية"» 293/2. 

- "غاية النهاية", 47/2 ترجمة 2684, "والذيل والتكملة"» 107-106/6, ترجمة 278. 

- "سورة حم السجدة", الآية 44. 

3 هو عبد الله بن علي بن عبد الملك سيأتي في شيوخهء وله ترجمة قصيرة في "غاية النهاية" 437/1, رقم 1825. 
'- "الإقناع", 364-363/1. 


ينا کب 


مه كه له م ذأ 


230 


فال إن الجزري في النشر بعد تقل ما تقدم : "يعني ابن عيسون الأندلسي صاحب 
ابن أشته "2 . 


ومن أكابر حفاظ الأندلس من أصحاب الرحلات العلمية : 


القرطبى الحافظ المعروف بابن الدباغ (393-325): 





إمام كير "كان محدثا مكثرا حافظاء رحل قبل الخمسين وثلامائة إلى مصر ومكة 
والشام وقرأ بالرملة على أحمد بن صالح البغدادي مائحب ابد خاهدة وعضر على أبني 
بكر بن أشته صاحب المحبر في القراءات» وقرأ أيضا على أبي حفص عمر بن محمد بن 
القاسم التريسق الوت لري ضاف بكر بن “هل ا فاط ٠‏ ورن إلى الان 
فصنف التصائيف بهاء وكان محدث زمانه بها أخذ عنه الكبار" قال الحميدي : "روى عنه 
شيخنا أبو عمر بن عبد البر الحافظ, وكان لا يقدم E E‏ 


وقد روى عنه ابن عبد البر عامة تواليفه وجميع مروياته ومن طريقه عنه رواها أبو 
كو E‏ ْ 
ومن جملة مروياته عنه "كتاب المحبر في القراءات" لابن أشتهء”) وهو كتاب جليل 


يدل على عظيم مقداره" كما قال الحافظ ابن الجرري في ترجمة مؤلفه“» وسياتي ذكر ابن 
الدباغ في مشيخة الداني. 


سليمان بن هشام بن الوليد بن كليب بن الغماز أبو الربيع القرطبي من كبار أصحاب أبي 
الحسن الأنطاكي -كما سيأتي- قال ابن الجزري : "مقرئ حاذق ضابط أخذ القراءات عن 
أبى الحسن الأ نطا كي وأبى بكر الأذفوي وأبي الط ون عون 57 








“- كذا بالسين في "النشر". 
2- "النشر": 367/1. 
3 سبأتي في مشيخة أبي الحسن الأنطاكي» وقد ذكر الضبي في بغية اللتمس» 289-287, أنه لقيه بمصر. 
“- من كبار أصحاب عبد الصمد صاحب ورش حتقدم-. 
د "جذوة المقتبس", للحميديء 211-210 ترجمة 422. 
0 فهرسة ابن خير 445. 
"- أسنده عنه ابن خير في فهرسته 24. 
“- "غاية النهاية": 184/2 ترجمة 3177. 
'- "غاية النهاية"» 317/1 ترجمة 1393. 
281 


قلت : وأخذ قراءة نافع من رواية ورش عن أبي عد عبد العزيق بن عا كما 
أسندها أبو جعفر بن الباذش من طريق شيخه أبي القاسم وليد بن عباس بن عبد الله 
الأصبحي المقرئ -يعرف بابن العربي-, وقرأ ابن العربي على أبي الربيع سليمان بن هشام بن 
وليد بن كليب المقرئ» وقرأ أبق الربيع على أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله ين غلبون 
الحلبي» وعلى أبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج المقرئ...". 


ومن شين تلا ميذ أبي الربيع أ عمرو الداني» وسيأني ذكره في مشيخته. مات 
كهلا في شوال سنة 400. © 


عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذئين -بخ الذال- بن عا الصدفي من أهل طليلطلة 
"له رحلة إلى المشرق لقي فيها بمصر أبا الطيب بن غلبون سنة 381ه, ولد سنة 
327 وتوفي سنة 03 , 


سعيد بن محمد بن عبد البر بن وهب الثقفي من أهل سرقسطة يكنى أبا عثمان : 
E‏ القراءة عرضا عن أبي بكر محمد بن عبد الله الأغاطي... ذكره أبو عمرو 
المقرئ وقال: لقيته بالثغر سنة 402 وسمعته يقول : أصلى من الطائف من ثقيف. 


معنا وهو شاب سنة اثنتين وخمسين وسنة ثلاث". 





"وكان خيرا فاضلا. يذهب في الأداء مذهب القدماء من مشيخة المصريين» وتوفي 
تحرقطلة ب 51404 





- هو أبو عدي بن الإمام من أصحاب ابن سيف تقدم-. 

- "الإقناع", لابن الباذش» 61-60/1. 

- ترجمته في "الصلة"ء لابن بشكوالء 195-194/1, ترجمة 441, و"غاية النهاية", 317/1, ترجمة 1393. 
- "الصلة". 313/1, ترجمة 683. 

3 يعني الثغر الشرقي لبلاد الأندلس» وسيأتي خروج الداني إليه. 

“- "الصلة". 213/1. ترجمة 476. 


سم )م 


ډیا هک 


282 


بسمم بن امد ين مد اليا 


غلبون» 8 ا ا 0 حتزيل مصر- وأبي محمد بن ا زيد ال 
قال الدانى : 


"وكتب شيئا كثيرا من الحديث والفقه والقراءات» وحدث بقرطبة إلى أن توفي بها 
في الفتنة سنة 0404 . 


عبيد الله بن سلمة بن حزم أبو مروان اليحصبي الأندلسي المكتب : 


سيأتي في أصحاب أبي الحسن الأنطاكيء "أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن 
عطية© والمظفر بن أحمد وعلى بن محمد بن بشر الأنطاكي وعبد المنعم بن عبيد الله بن 
غلبون» روك E‏ بن لمان بن علي لال كما روى عنه كتابه في 
القراءات الثمانية“. 


قرأ عليه وكتب عنه الحافظ أبو عمرو الداني وسيأتي في مشيخته. توفي في الفتنة بثخر 
الأندلس سنة 60"405©. 






أحمد بن محمد بن أبى الحسن الجدلي أبو القاسم الأندلسي البح : 
مشددة ويعد الألف نون- هكذا ضبطها ابن الجزري وفي الصلة "ابن أبي الحمصن" بالصاد 
وقال : "أخذ القراءة عرضا على أبي أحمد السامري وسمع منه» وكان ذا ضبط للقراءة وذا 
أدب وعلم أقرأ الناس ببلده. وبها توفي سنة 405 ذكره أبو عمرو المقرئ"7. 


أحمد بن محمد القيسى أبو عمر الجراوي الأندلسي سكن أشبيلية : 
اجمدا ين جما اي ابو مر 0 


قال ابن بشكوال : "أخذ القراءة عرضا عن أبي الطيب بن غلبون» قرأ عليه 
بالحمروف. وسمع عليه مصنفاتهء أقرأ الناس بأشبيلية زماناء إلى أن خرج من الأندلس ف 








- "غاية النهاية", 259/2, ترجمة 3800. 
و الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب أبو محمد الدمشقي, كان إمام مسجد الجابية بدمشق توفي سنة 383, "معرفة 
القراء"ء للذهبي 281/1, طبقة 9, "وغاية النهاية", 433/1, ترجمة 1813. 
- تقدم في روافد مدرسة ورش من المدرسة الشامية. 
- "معرفة القراء"» 278/1. 
5 "غاية النهاية"» 487/1. 
“- "غاية النهاية", 111/1ء ترجمة 511. 
"- "الصلة" 28-27/1, ترجمة 48. 
283 


الفتنة» وقصد مصرء وتصدز للإقراء في جامعهاء وتوفي سنة 7 ذكره أبو عمرو 
Dr. 7‏ 
المقرئ 


أحمد بن قاسم بن عيسى بن فر 
أعمال طليطلة * 


رحل إلى المشرقء. ودخل بغدادء وقرأ على جماعة بهاء ولقي بمصر أبا الطب عبد 
المنعم بن غلبون المقرئ, وأخذ عنه كتبهء وأخذ عن ابنه طاهر بن عبد المنعم. 


E ay‏ بقرطبة في es‏ ا 


اللخمي أبو العباس الإقليشى -نسبة إلى أقليش بلدة من 





"وكان رجلا صالا فاضلا مجودا للقرآن. قائما بالروايات فيه» وكان ملتزما ف 
"مسجد الغازي" بقرطبة لإقراء الناس عن شيوخ لقيهم بالمشرق"© قال : وألف أبو العباس 
هذا كتابا في "معاني القراءات" أخذه الناس عنه"©. 


قرأ عليه أحمد بن محمد بن حيون2. وقال أبو عمر بن عبد البر : "كتبت عنه 
منثورا كثيرا وكتب عنى رحمه الله-(5. 


أحمد بن محمد بن حيون القرشم المقرئ يكنى أبا بكر : . 

قال ابن بشكوال : "له له رحلة إلى المشرق أخذ فيها عن أبي الطيب بن غلبون وغيره 
أخذ عنه الناس وكان من أصحاب أبي العباس الإقليشي المقرئ وفي قعدده"©. 
محمد بن معافى بن صميل أبو عبد الله الأندلسى الجيانى 


قال أبو عمرو الداني: "قدم قرطبة سنة 388, وقرأ على خالي محمد بن يوسف7, 
ثم رحل إلى المشرق سنة تسعء ولقي أبا الطيب بن غلبون وقرأ عليه بقراءة قالون عن نافع 
وتوف أبو الطيب. فقرأ على ابنه أب الحسن طاهرء وحج وانصرف في سنة نسعين. وأقرأ 





- "الصلة" 27/1, ترجمة 47ء "غاية النهاية": 136/1, ترجمة 638 كلاهما عن أبي عمرو الداني. 
"الم" 31/1 ترجمة 60. 

- نفس المصدر والجزى 32-31. 

- هو المترجم بعده. 

ترجمته في "الصلة", 32-31 و"جذوة المقتبس", 242 و"غاية النهاية". 97/1, و"الحلل السندسية". 47/2. 
- "الصلة", 228/1 ترجمة 50ء ومن معاني القعدد : القربىء وأقرب القرابة إلى الميت"ء "لسان العرب", 362/3. 
38 سيأتي في مشيخة أبي عمرو الداني. 


١ 
م لدت‎ + 


284 


الناس في بلده وعلم الصبيان إلى أن خرج في الفتنة إلى الثغرء فنزل طليطلة وأقرأ بها في 
سنة 402. ثم انتقل عنها إلى سرقسطة وأقرأ بها إلى أن توفي في سنة 17"410). 


خلف بن موسى بن فتوح المقرئ أبو القاسمء ويعرف ب"الأشيري" نسبة إلى أشيرة" : قرية 
من قرى سرقسطة : 


السرة 65 و 


خلف الجعفري أبو القا المقرئ الفقيه مولى الحاجب جعفر الفتى : من موالي بني أمية 





بقرطبة» ويعرف با عفري : قال الوزير محمد بن هشام المعروف ب"المصحفي" في سياق 
حديثه عن روايته لكتاب "المعلقات السبع" شرح N‏ 9 


مان "رسالة ابن أبي زيد a‏ ل ا لي ا 

1 على أبي الطيب بن غلبون المقرئ» ويالبصرة والكوفة ويغداد. وقرأ عليه أب 3 
"مختصر المدونة", وقرأت عليه "الأمر بالاقتداء والنهيٍ عن الشذوذ عن العلماء' 

و"إيجاب الائتمام بأهل المدينة"9© حدثنا بها كلها عن الفقيه أبي محمد بن أبي زيد - 

الله- قراءة عليه ولازمه سنين» وأقام بالمشرق سبعة عشر عاماء» وحج ثلاث حجج» 9 


عابدا متبتلا صائم دهره... وكان عنده بخط ابن أبي زيد أشياء يتبرك بها ويرفعها في 
6 1 
صوان ٠.‏ 





- قله ابن بشكوال في "الصلة". 503/2: ترجمة 1095. 
0 سيأتي في أصحاب أبي عمرو الداني. 
ييه لابن الأبار" 295/1, ترجمة 802. 
أبو الحسن جعفر بن عثمان بن نصر بن فوز بن عبد الله بن كسيلة القيسي» كان لطيف المنزلة من الحكم بن عبد الرحمن 
7 قديم الصحبة... فلما أفضت إليه الخلافة قلده الوزارة والكتابة الخاصة وما زال يتقلب في النعمة إلى أن توفي الحكم 
وجاء عهد هشام وحاجبه المنصور بن أبي عامر فما زال به حتى نكبه وقتله» يمكن الرجوع إلى أخباره في البيان المغرب» 
25672 و"المعجب". 49-. 
طبع الكتاب في مجلد كبير. 
- هي الرسالة الفقهية المشهورة. 
- كلها كتب لابن أبي زيد. 
- "فهرسة ابن خير"» 368-367. 


1 
م لدعا ال 00 


285 


ترجم له ابن بشكوال فذكر رحلته ومقامه فيها سبعة عشر عاماء وقال : أخذ عنه 
سنة 2408 دم یذ کر وفان. : 


الحسين بن إسماعيل بن أبي الفضل العتقى من أهل مرسية : 


"له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا محمد بن أبي زيد (ت 386) وغيره وأبا الحسن 
طاهر بن غلبون وكان عالما بالأخبار والإعراب والأشعارء وتوفي في سنة 2"412. 


خلف بن غصن الطائي أبو سعيد القرطبى. 


"أخذ القراءة عن أبي الطيب بن غلبون, وهو الذي لقنه القرآنه وعن أبى حفص 
بن عراك" أقرأ الناس بقرطبة وغيرهاء وكان أمياء ولم يكن بالضابط للأداءء ولا بالحافظ 
للحروف. وكان خيرا فاضلاء توفي مجزيرة ميورقة ليلة الاثنين مستهل حرم سنة 417ه - 
ذكره أبو عمرو- وقد قارب الي 60 1 


ومن أهم أصحابه أبو محمد بن سهل©, وطريقه عنه في رواية قالون عن نافع من 
الطرق المغربية المشهورة, وهي مما قرأ به الإمام الشاطبي على أبي عبد الله بن علي بن أبي 
العاص النفزي بسنده إلى أبي محمد بن سهل "وقرأ ابن سهل على أبي سعيد خلف بن غصن 
الطائيء وقرأ بها على أبي الطيب بن غلبونء وقرأ ابن غلبون بها على صالح بن إدريس 
البغدادي الوراق نزيل دمشق بسنده إلى قالون عن نافء©. 


أحمد بن طريف أبو بكر القرطبى المعروف بابن الخطاب : 


"رحل إلى مصر فقرأ على أبي الحسن الأنطاكي وعبد المنعم بن غلبون وعبد الله 


بن الحسين السامري وعمر بن عراك, توفي مجزبرة ميورقة سنة 416 ف ربيع الأول» وله خمس 








- "الصلة", 166/1ء ترجمة 373. 
2- "الصلة", 141/1, ترجمة 323. 
3 4 . 5 
- تقدم في أساتذة مدرسة ورش بمصر. 
“- "الصلة". 167-166/1 ترجمة 375. 
ٌ من أعلام الأئمة وسيأتي في الرواة عن أبي محمد مكي وأبي عمرو الداني. 
ىف هو أبو سهل البغدادي من أصحاب ابن مجاهد. سيأتي في مشيخة أبي الحسن الأنطاكي. 
1 يكن الرجوع إلى تفاصيل هذا الإسناد من الشاطبي إلى نافع في النشر لابن الجزريء 106-101/1. 


- ترجمته في "غاية النهاية"» 64/1 ترجمة 275. 
1 286 


أحمد بن يى الأندلسى أبو العباس التجيبى : 
قال ابن الجزري : "عرض القراءات على عبد الجبار الطرسوسي. 


وذكره الحميدي في ترجمة هشام بن سعد الخير -الآتي- فقال فيه : "أبو العباس 
أحمد بن محمد بن الاج بن يى الإشبيلي» وذكر أن هشاما المذكور قرأ عليه بمصر©. 


وترجم له في الأحمدين وقال : "سكن مصر وحدث بهاء وكان مكثرا... مات في 
اليوم الثالث عشر من صفر سنة 415 بالفسطاط©. 


عبد الرحمن بن منخل المعافري يكنى أبا بكر» سكن طليطلة : 


"له رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي الطيب بن غلبون المقرئ وغيره في سنة 
7, حدث عنه حاتم بن محمد لقيه بطليطلة, وسمع منه بها سنة 0418©. 


"رحل إلى المشرق وحج» ولقي أبا الطيب بن غلبون المقرئ بمصرء وكانت له عنده 
حظوة ومنزلة, وسمع تواليفه منه. ولقي أبا بكر الأذفوي وأخذ عنه» وسمع من عبد العزيز 
بن عبد الله الشعيري كتاب "الوقف والابتداء" لابن الأنباري عنه. وانصرف إلى 
الأندلس وقد برع واستفاد من علم القرآن كثيراء وكان قوي الحفظ. حسن اللفظ به. مجودا 
له» مطبوع الصوت» معدوم القرين» وكان إماما للمؤيد بالله هشام بن الحكم بقرطبةء إلى 
ومائين سنةء ذكر بعض خبره ووفاته أبو عمرو المقرئ» وسائره عن اولاني" . 


أ- "غاية النهاية", 149/1ء ترجمة 693. 
- "الجذوة", 365-364, ترجمة 866. 
3- "الجذوة", 108ء ترجمة 184. 
“- هو الطرابلسي من كبار رواة العلم عن القيروانيين والأندلسيين وسيأتي في الرواة عن مكي وغيره. 
3 "الصلة", 326-325/2, ترجمة 692. 
عن أبو العباس عبد العزيز بن عبد الله بن مسلمة البغدادي يعرف بالشعيري من أصحاب ابن الأنباري وروايته لكتاب الوقف 
والابتداء للأنباري هي إحدى روايتيه المشهورتين» وتنظر أسانيدهما عند ابن خير في فهرسته. 45-44. 
د هو محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي -تقدم. 
3 ولي ولاية صورية بعد أبيه سنة 366ه, وحجبه المنصور بن أبي عامر وزير أبيه» وقتل بعد ذلك. 
"- "الصلة", 221/1: ترجمة 502. 
287 


محمد بن بو بن محمد أبو اي لاي الأندلسي ا يعرف بالنجاد. وهو خال 


له رحلة أخذ فيها عن أبي أحمد السامري وغيره بمصرء 3 الناس بقرطبة في 
مسجده من بعد سنة 382ه», ثم خرج إلى الثغرء وأقرأ الناس به دهراء ثم عاد إلى قرطبة 
وتوف بها ف صدر ذي القعدة سنة 2429 وسيأتي مزيد من التوسع ف نرجمته عند ذكر 
قراءته على الأنطاكى وما انفرد به عنه©. 


هشام بن سعد الخير بن فتحون أبو الوليد الكاتب الأندلسى : 

قال الحميدي : "محدث جليل سمع بالأندلس» ورحل إلى المج فسمع في طريقه 
بالقيروان ويمصر وبمكة من جماعةء ورجع إلى الأندلس فحدث بها وسمعنا منه" وقد سمى 
من شيوخه من المقرئين بالقيروان أبا عمران الفاسي)ء ويمصر عبد الجبار الطرسوسي - 
فاحب""المجتبى ف القراءات"- .وبا اعباس متي بن أحمد بن امسن بن مغر“ وأا 
العباس أحمد بن محمد بن الحاج بن يى الإشبيلي المتصدر بمصر للإقراء9)... ثم ذكر أنه 
"كان جميل الطريقة منقطعا إلى الخير مات في الثلاثين وأربعمائة©. 


محمد بن عبد الله بن ا المعافر أبو عمر الطلمنكى (429-340) : 


نشأ بقرطبة وقرأ بها على الأنطاكي وغيره. ثم رحل إلى المشرق فسمع بالقيروان 
ومصر وحج ورجع إلى الأندلس -قال ابن الجزري- : "وكان أول من أدخل القراءات 
إليها ".وسيأتي مزيد من التعريف به في "مدارس الأقطاب" بقرطبة. 








مقرئ أندلسي له رحلة» ذكره ابن الجزري بكنيته ونسبته ونعته المذكورء وقال : قرأ 
عليه غالب بن عبد الله القيسي. وقال في ترجمة غالب : "مقرئ فقيه أديب من علماء 


- في "معرفة القراء", 311/1. أبو عبد الله. 

- "معرفة القراء"» 311/1. 

- هو موسى بن عيسى بن أبي حاج الفاسي سيأتي في أعلام المتصدرين بالقيروان من أصحاب الرحلات العلمية. 

- هو منير بن أحمد أبو الحسن الخشاب المصري من أساتذة مدرسة ورش في مصرء ترجمته في "غاية النهاية", 315/2, ترجمة 
6. 

تقدم في أصحاب الرحلات. 

6- "الجذوة", 365-364 ترجمة 866. 

“- فندنا في مقدمة الفصل ومن خلال التراجم المتقدمة هذا الزعم. 

288 


س ډم ن ظط 


دانية» أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني وأبي الحسين محمد بن قتيبة الصقلي” وأبي عبد 


الله بن قم عماجب عبد المتعو .ين علبون”00. 
عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذنين من أهل طليطلة : 

تقدم ذكر والده في أصحاب الرحلات, ترجم له ابن بشكوال وذكر مجموعة 00 
شيوخه وأنه يكل إلى ارو م أيه د 1 فحج» ولقي جماعة كبيرة منهم أ 
الطيب بن غلبون المقرئ... ثم انصرف إلى طليطلة بلده فروى عنه أهلهاء ورحل م 
إليه من البلدان» توفي سنة 24 
بن ثابت بن أخطل أبو إسحاق الإقليشي المقرئ نزيل مصر : 


من كبار المشيخة المغربية ممن تصدروا في مصر في الربع الأول من المائة الرابعة أو 
حوله. قال ابن بشكوال 0 القراءة عرضا عن ابي الحسن طاهر بن غلبون وعن ابي 
القاسم عبد الكبان. بن خمد أقرأ ف لها لی أن توق سنة 432 ذكره أبى عمو" 


إبرا 





وقد تقدم التنويه به في ترجمة شيخه عبد الجبار الطرسوسي أحد روافد مدرسة ورش 
فق الارسة القنامة: 





1 ابن بشكوال : "سكن أشبيلية» طلب العلم بقرطبة» وحج مع أبي الوليد بن 
الفرضي' ' فسمع معه بالمشرق على جلة الشيوخ» منهم الأذفوي والسامري وابن غلبون وابن 
أبي زيدء إلا أن أبا القاسم انفرد بشيوخ القرآن عن أبي الوليد لطلبه ذلك دونه توفي في 


حدود سنة 440 عن ست ومانين ع سنة" 9 





5 سيأتي في الرواة عن أبي عمرو الداني. 

*- كذا ذكر ابن الجزري هناء ولعل الصواب ما ذكره في حرف الحاء إذ سماه هناك "الحسن بن محمد بن قتيبة- "غاية النهاية", 
1 : ترجمة 1061, وسيأتي في أصحاب الرحلات العلمية من صقلية. 

- "غاية النهاية", 3-2/2, ترجمة 2536. 

“- "الصلة". 266-264/1: ترجمة 586. 

"- هو الطرسوسي صاحب "المجتبى في القراءات".تقدم. 

ك "الصلة". 92/1 ترجمة 202. 

- هو عبد الله بن يوسف الأزدي صاحب كتاب "تاريخ علماء الأندلس (403-351)ء كانت رحلته إلى المشرق من قرطبة سنة 
2 قتله البربر في الفتنة عند دخولهم قرطبة. 

“- ترجمته في "الصلة", 170/1 ترجمة 387, و"غاية النهاية", 272/1,ء ترجمة 1223. 

289 


3 


عبد الرحمن بن إبرهيم بن محمد بن عون الله بن حدير من أهل_قرطبة : 





"رحل إلى المشرق سنة 378, ولقي أبا الطيب بن غلبون المقرئ» وقرأ عليه بمصرء 
توفي سنة 00"441. 
عمر بن سهل بن مسعود اللخمى المقرئ من أهل طليطلة يكنى أبا حفص : 


قال ابن بشكوال : "رحل إلى المشرق» وروى عن أب أحمد السامري وأبي الطيب 
بن غلبون وعن أبي القاسم بن أخطل© والمهدوي... وجماعة» وكان إماما في كتاب الله 
تعالى» توفي بعد سنة 442"©. 





رحل إلى المشرق سنة 383 ولقى أبا محمد بن أبى زيد وأبا الطيب بن غلبون 
وابنه طاهرا وابن الأذفوي والسامري وغيرهم» وتوفي بأشبيلية في صفر سنة 442 ومولده سنة 
65" , 


عيسى بن محمد بن هارون النسة الأستاذ أبو موسى : 


ذكره ابن بشكوال في الغرباء وقال :"قدم إشبيلية تاجرا مع أبيه محمد سنة 422, 
قرأ القراءات على أبي طاهر البغدادي المقرئ وسمع عليه تواليفه» وسمع من جماعة غيره 
وكان من أحفظ الناس لأخبار العلماء» وكان مولده سنة 339, ذكره ابن خزرج”7 وروی 


عله" )8 . 





أ "الصلة"ء 332/2 ترجمة 707. 

ج تقدم ذكر تصدره في مصر في مجلس أستاذه عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي. 
(- "الصلة", 399/2 ترجمة 860 . 

3 في الأصل سنة "ثلاث وثلائين", والتصحيح من الهامش. 

د "الصلة", 225/1, ترجمة 515. 


رعا 


- مؤلف كتاب الروضة» تقدم في روافد مدرسة ورش من العراقيين. 

هو أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي من كبار رواة العلم في الأندلس, له فهرسة رواها أبو بكر بن 
خير عن أبي امسن شريح عنه» فهرسة ابن خير 432. 

- "الصلة", 441/2 ترجمة 948. 


7 


8 


290 


محمد بن قاسم بن شمعلة الضبى المقرئ من أهل يجانة يكنى أبا عبد الله : 
مد ان لاضع ان لقعي م ار ا a‏ 
"كان مقرئا أخذ عنه الناس» وتوفي سنة 442 وكانت له رواية عن ایی القاسم 


الوهراني/!) وغيره. وله رحلة إلى المشرق أخذ فيها عن جماعة؛ وكان من أهل العلم والفضل 
DET‏ 

عتبة بن عبد الملك بن عاصم العثمانى أبو الوليد الأندلسي المقرئ : 

قال الحميدي وابن بشكوال : "رحل فقرأ بمصر على أبي أحمد عبد الله بن حسنون 
ا تت أ mi II‏ ا TAET‏ 

البغدادي المقرئ قراءة حفص» وسمع ابا الطيب بن غلبون المقرئ» وكات سماعه منه سنة 
4 ودخل بغداد فحدث بها عن أبيه وعمن ذكرناء ومات في رجب سنة 445" . 


وقال ابن الجزري : "مقرئ صالح معروف» رحل في طلب العلم سنة 2,380 فقرأ على 
أبي أحمد السامري”” وأبى بكر محمد بن على الأذفوي وأبى حفص بن عراك وأبي الطيب 
بن غلبون» وقرأ بالأندلس على أبي الحسن على بن محمد بن إسماعيل الأنطاكي سنة 
7 وقرأ بمصر على علي عي :لله بن و ا | ربع وا وای ردا 
من المعلومات عنه في ترجمته مع أصحاب الأنطاكي. 





كان من أصحاب أبي القاسم خلف بن القاسم الدباغ“ "رحل إلى المشرق سنة 
1 وحج ولقي جماعة -ذكرهم ابن بشكوال وقال : وقرأ القرآن على أبي الطيب عبد 


ا" © 





9 هو عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الوهراني» سيأتي في أصحاب الرحلات العلمية. 
2- "الصلة"؛ 532/2 ترجمة 1163. 
3 "الجزوة", 323 ترجمة 744, و"الصلة", 451-450/2, ترجمة 967. 
3 هو عبد الله بن حسنون البغدادي المذكور أعلاء وقد تقدم في روافد مدرسة ورش من المدرسة العراقية. 
١‏ يعني سنة وفاة أبي امسن الأنطاكي كما سيأتي في ترجمته في الفصل التالي. 
2 هو أبو الحسن بن زريق المصري المقرئ» يروي القراءة عن أحمد بن سليمان عن هشام بن عمار الدمشقي أحد راويي قراءة ابن 
عامر المشهورين» ترجمته في "غاية النهاية"» 355/1 ترجمة 2257. 
7- "غاية النهاية", 499/1 ترجمة 2075ء وغوه عند الذهبي في معرفة القراء كبار 329/1. 
8 تقدم في صدر هذا الفصل من أصحاب الرحلات العلمية. 
7 "الصلة"ء 150/1 ترجمة 237. 
291 


ويتجلى أثر حكم الجذامي في إدخاله لكثير من المصنفات العلمية في القراءات 
وغيرهاء وقد روى عنه العلامة أبو بكر بن خير طائفة منها بواسطة, ومن أهمها کټ أبئ 
الطيب بن غلبون, قال في فهرسته : "حدثني بها أبو بكر محمد بن أحمد بن طاهر(!) حرحمه 
الله. 


عشر bi‏ ا e‏ ا 


ومن أصحاب ابن نفيس من كبار رجالات مدرسة ورش وآخرهم بمصر : 
عبد ا بن_ محمد بن عيد الوهاب بن عيد اس صاحب كتاب اغا له رد 
وغيره» وقرأ أ على الکارزره ۲ 4« کت وكان أحد الأئمة "الاق" من ا اا 


المغربيةء وسنفرد له عن قريب ترجمة موسعة» ونذ كر آثاره ف المنطقة وما أدخل من قراءات 
وروايات» وما ألف من مؤلفات. 


محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح الرعيني مؤلف كتاب"الكافي في القراءات 
۱ لسبع": 

من أعلام الأئمة "الأقطاب". ومن أصحاب الرحلات العلميةء رحل إلى المشرق 
سنة 433 فقرأ على ابن نفيس وروى عنه وعن غيره عددا كبيرا من مصنفات القراءات 


وغیرهاء وسيأتي التعريف به وكدرسته ف فصل خاص بعون الله. 








عبد الصمد بن سعدون الصدفي يعرف بالركاني من أهل طليطلة يكنى أبا بكر : 
E E‏ ا لق 


'- عحدث ضابط من أهل باجة سكن أشبيلية اختص بأبي علي الفساني وسمع منه عامة ما عنده ولا زمه إلى حين وفاته فكان 
يعرف ب"تلميذ الغساني" توفي سنة 542ه», ترجم له ابن الأبار في "معجم أصحاب القاضي"» أبي علي الصدفي» ص : 
158-6. ترجمة 133. 1 

37 هو حسين بن محمد الجياني أبو علي رئيس المحدثين بقرطبة توفي سنة498, "معجم الأصحاب"» 79» ترجمة 67. 

“- "فهرسة ابن خير" 441. ْ 

3 هو أبو عبد الله محمد بن الحسين الكارزبني إمام مقرئ جليل انفرد بعلو الإسناد في زمنه» عاش خو تسعين عاماء وكان حيا 
سنة 440 ترجمته في "معرفة القراء", 319-318/1, طبقة 10ء "وغاية النهاية",132/2. 

لم ين كين الله بن الوليد الأندلسي نزيل مصر من أصحاب أبي الحسن الوفيء بنظر في فهرسة ابن عطية» ص : 88. 

292 


الضعد نة :605475 


علي بن خلف بن ذي النون بن أحمد أبو الحسن العبسي الإشبيلي ؛ 
بقرطبة (478-417) : 
قال ابن عطية فى فهرسته : "كان حرحمه الله- شيخا فاضلا ديناء له رحلة | 
بن ٤‏ إلى 
المشرق قديمة سنة 444ه حج فيها وكتب عن جماعة, ثم رحل أيضا ثانية قبل الثمانين» ثم 


ربع إلى الاندلس وأقرا القرآن في جامع قرطبة مدة طويلة. وكان منقطع القرين في الخير - 
رحمه الله-... ثم ذكر بعض ما أجاز له به كنابة. 





وذكر ف الصلة أنه "حج ودخل الشام وسمع ببيت المقدس» وروی بمكصر عن اف 
العباس بن نفيس المقرئ» وكان رحمه الله من جلة المقرئين وفضلا ثهم وعلمائهم وخيارهم, 
وأقرأ الناس القرآن بالمسجد الجامع بقرطبةء وأسمعهم الحديث فيه وكان ثقة فيما روا 
ضابطا لما كتبه. شهر بالخير والصلاح والتواضع... ولإ يزل طالبا للعلم إلى أن توفي -رحمه 
الله- بقرطبة ليلة الثلا ناء لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة 498 ودفن كقبرة 
الرنض: وكانت مجتازته متهودة. .”60 


قلت : ووقفت في فهرسة ابن خير على ذكر كثير من مروياته ومؤلفاته» منها أنه قرأ 
بمكة على أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري -إمام السرم وروی کاب 
"التلخيص في القراءات الثمان" وكتابه "الجامع في القراءات"©. وقد أرخ العبسي لبعض 
مروياته بمصر بعام 4 ,وزكر له ابن خير فهرسة المؤلفاته ومرؤياته عن شيو :وقد 
تخرج عليه جمهور من القراء منهم حيى بن محمد بن سعادة وأحمد بن خلف ابن عيسون. 


ومحمد بن علي النوالشيء وعيسى بن عبد الله الغافقي» وبحيى بن خلف ب بن النفيس وسواهم» 





الهم اف يهم 
م كذا في "الصلة", ولعل المراد نص بن عبد العزيز الشيرازي (ت 461)ء وقد ترجمنا له في روافد مدرسة ورش من المدرسة 
العراقية. 
3- "الصلة"» 379-377/2 ترجمة 809. 
فهرسة ابن عطية» 1 ط-72. 
”- "الصلة". 424-423/2 ترجمة 908. 
“- "فهرسة ابن خير" » 30. 
"- "فهرسة ابن خير": 183-182. 
“- "فهرسة ابن خير", 447-435. 
293 


0 أسند ابن ل ا لان عامر ا من روات ل 

ال 0 

محمد بن إبرا الخلف الرعينى من أهل تطيلة : 
له رحلة سمع فيها بمصر وغيرهاء و"لقي أبا معشر الطبري بمكة وقرأ عليه القرآن 


بالروایات» وتوف بأريولة, وكان ثقة خيارا" قاله ابن بشكوال وقال : "وقد أخذ عنه بعض 
أصحابنا "۳ء توفي سنة 7507 . 


ن مطرف بن عباد الرعينى من أهل سرقسطة يكثى أبا عمد : 





وضا بن محمد بن عبد الله 





0 إل شرق سنة 418 ة ي بالقيروان أبا عمران الفا الفقيه وأخذ عن 
عمر سي 


القرآن» ومولده سنة "0 


المقرئ من أهل مدينة الفرج يكنى أبا الحسنء ويعرف بابن 





"له وخلة ف | "فنا على جماعة منهم عبد الباقي بن فارس”” المقرئ عة و خلا 
أيضا عن أبي الوليد الباجيء وأقرأ الناس القرآن ببلده, -قال ابن بشكوال- : وأخذ عنه 
غير واحد من شیوخناء وتوف بطرسونة من الثغر سنة تمان أو تسع وخمسمائة"©, وسيأتي 
ذكره في أصحاب أبي عمرو الداني. 


حمد بن شرح بن ام لبطلموسي أبو عبد الله من آهل بطلدوس : 





- يمكن الرجوع إلى سند ابن الجزري في ذلك في "النشر"ء 136/1. 

- "الصلة", 569/2 ترجمة 1252. 

- المصدر نفسه والصفحة, وغوه في "غاية النهاية". 47-46/2, ترجمة 2683. 
- "الصلة". 646/2 ترجمة 1417. 

- تقدم في روافد مدرسة ورش من المدرسة الشامية. 

- "الصلة", 223/1, ترجمة 512. 


س ډم اين طب 4 حنم 


294 


نفيس وعبد الباقي بن فارس ونصر الشيرازي وبمكة على الكارزيني قال الذهبي:"ولا أعلم 
أحدا مثله جمع الأخذ عن هؤلاء"210. ْ 


وقد كذبه ابن بشكوال في دعواه الرواية عن أبى عمرو الداني والأهوازي ومن 


قرأ عليه جماعة من الأئمة وسيأ تي ذكره في الرواة عن أبي عمرو ومكي والمهدوي. 
هبة الله بن على بن عراك الأندلسى : 


"رحال ذو فضلء تلا بالعشر بالشام والعراق» ونزل تستر وأقرأ بهاء قرأ بدمشق 
على أبي علي الأهوازي سنة عشرين وأربعمائة» وقرأ على عثمان بن جعدة بن علي المالكي 
الأندلس © وعتبة بن عبد الملك العثماني. 


بن الليث أبو القا 





3 | 5 | | 1 ذه 1 5 با | ا بأ | )5( عه / 8 4 || ا || 
د ل 7 ي قبل لتسعين 


يحيي بن إبرا ب أبى زيد اللواتى المقرئ» يعرف بابن البياز من أهل مرسيةء يكنى أبا 
الحسين : 


روى عن ابي محمد مكي وأبي عمرو الداني وغيرهماء ورحل إلى المشرق وحج» 
ولقي عبد الوهاب القاضي مضو وال عند كعات "التلقين" من تأليفه. وأقرأ الناس 
القرآن» وعمر وأسنء قال ابن بشكوال : وأخبرنا عنه جماعة من شيوخناء وسمعت بعضهم 








أ- "معرفة القراء الكبار"» 1 طبقة 11 ترجمة 36, وغوه في "غاية النهاية"» 265/2 ترجمة 3479. 


2- "الصلة": 563/2 ترجمة 1237. 

3 هو عثمان بن جعدة بن علي أبو عمر المالكي الأندلسي "مقرئ روى القراءات عرضا عن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب 
القروي» قرأ عليه هبة الله بن علي بن عراك بن الليثء "غاية النهاية", 501/1. 

“- في "غاية النهاية"» عقبةء والصحيح عتبة العثماني» وقد سبق التعريف به في أصحاب الرحلات. 

0 هو أبو سعد الجويمي الفارسي» نزل بغداد فأقرأ بها ترجمته في "غاية النهاية"ء 158/2ء ترجمة 3093. 

6 "غاية النهاية", 352/1. 

- هو عبد الوهاب بن نصر البغدادي الفقيه المالكيء ترجمته في ترتيب المدارك لعياض : 222-221/7. 

“- هو كناب التلقين في الفقه, وله شرح عليه لم يتمهء ينظر في "نرئيب المدارك"» 222-221/7 و"كشف الظنون"» 481/1ع. 

295 


يضعفه. وبنسبه إلى الكذب وادعاء الرواية عن أقوام لم يلقهم ولا كاتبوه. ويشبه أن يكون 
ذلك في وقت اختلاطه -والله أعلم- لأنه اختلط في آخر عمره توفي بمرسية سنة 020"496, 


وسيأتي مزيد من التعريف به ف أصحاب مكي وأبي عمرو وغيرهما. 


الحسن بن خلف بن يى بن إبراهيم بن محمد الأموي من أهل 





دانية» يعرف بابن بر لجال : 


قال في التكملة : "له رحلة حج فيها وسمع من جماعة, منهم بعسقلان أبو عبد الله 
محمد بن الحسن بن سعيد التجيبى وأخذ عنه "كتاب الوقف والابتداء" لابن الأنباري. 
بسماعه من عبد العزيز بن الشعيري عن مؤلفهء توفي في نحو الخمسمائة"©. 





قال ابن الأبار : "أخذ القراءات بمرسية عن أبى الحسين بن البياز» وبشاطبة عن أبى 
الحسن بن الدوش © ورحل حاجا فلقي أبا القاسم عبد الرحمن بن عتيق القرشي 
الصقلي(5) وأبا بكر بن عبد الجليلء ولقي بمكة أبا محمد عبد الله بن عمر المعروف بابن 
العرجاءء فحمل عنهم القراءات» وجودها عليهم....وقفل إلى بلدم وتصدر للإقراء به 
وأخذ عنه أبو بكر بن حسنون بعد أبيه... » وكان مقرئا زاهدا مجاهداء توفي بعد 540ه, 
وقد نيف على السبعين"©. 
عمد بن يي بن مزا 
الله (502) : 


قال ابن بشكوال : "له رحلة إلى المشرق» وأكثر الرواية هنالك... وكان نهاية في 
علم العربية» ومن تأليفه "كتاب الناهج للقراءات بأشهر الروايات" وقال ابن الجزري : 


المقرئ من ساكني طليطلة يكنى أبا عبد 





الأنصاري الخزرجى 


ب يت 
- "الصلة", 671-2 ترجمة 1478ء و"غاية النهاية", 364/2, ترجمة 3818. 
- هو أبو بكر ابن الأنباري تقدم. 

- "التكملة", 11 ترجمة 681. 

- سيأتي في أصحاب الداني. 

- هو ابن الفحام وسي أ تي. 

- "التكملة", 828-827/2. 

- "الصلة", 563-2, ترجمة 1233. 


جم الحم ابيا لاحي 


ها a‏ ل 


296 


"مقرئ محقق إمام في العربيةء ألف كتاب "الناهج في القراءات". قرأ على أحمد بن سعيد 
بن نفيس وأبي عمرو الداني وأبا بكر بن محرز...7') وسيأتي مزيد من التعريف به في أصحاب 


خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد الإمام أبو القاسم بن النخاس القرطبي يعرف 





إمام كبير وراوية مشهورء قرأ على جماعة من "الأقطاب" كأبي القاسم بن عبد 
الوهاب صاحب المفتاح في القراءات» وأبي عبد الله بن شريح -صاحب الكافيء ورحل إلى 
المشرق فحج وقرأ بمكة على أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري» ويمصر على نصر 
بن عبد العزيز الشيرازي... ورجع إلى قرطبة فكان مدار الإقراء عليه بهاء وسيأتي مزيد من 
التوسع في ترجمته ومعرفة مدى تأثيره في الإقراء من خلال ذكر باقي مشيخته ومروياته 
ومشاهير الرواة عنهء ولد سنة 427» وتوفي 1 3 


أحمد بن ثعبان بن أبى سعيد بن جرو الكلبي يعرف ب "البكيء لطول سكناه بمكة : 
ذكر ابن الأبار الخلاف في اسم أبيه واحتمال أن يكون اسمه محمدا وثعبان لقب له 
والخلاف في كتيته أيضا بأبي العباس أو أبي جعفرء ثم ذكر له رحلة إلى الحج وأنه "سمع 
بمكة من أبي معشر الطبري كتابه في القراءات المعروف ب"التلخيص"» وصحبه طويلاء ثم 
قفل إلى أشبيلية» فتصدر بها للإقراء وأخذ عنه جماعة منهم ابن رزق وابن خير وأبو عبد 
۰ وابن مضاء ونجبة وغيرهم, وعمر وأسن وكثر الانتفاع به. وتوفي بعد 
هص . 


وقد روى العلامة ابن خير المذكور مجموعة تواليف 5 معشر الطبري المذكور 
وجميع رواياته عن شیو خه فقال ف فهرسته : "روايتي لذلك عن الشيخ ابي جعفر أحمد بن 
عبان بن أبي سعيد بن حرز الكلبي البكي المقرئ رحمه الله" 





أ- "غاية النهاية", 278-277/2, ترجمة 3530. 
2- ترجمته في "معرفة القراء". 378-377/1, طبقة 12, و"غاية النهاية"» 271/1, ترجمة 1227, "والصلة" 175-174/1؛ 
ترجمة 396. 


3 "التكملة". 51/1 ترجمة 143. 


“- تحرف في الكتاب ب"البكري". 
د فهرسة ابن خير 448. 
297 


أحمد بن محمد بن خلف بن رز الأنصاري من أهل شاطبة يكنى أيا العباس : 


قال ابن الأبار : "رحل إلى المشرق, وأقرأ بدمشق القرآن بعدة روايات, وكان قد 

قرأ على أبي عبد الله الحسين بن موسى بن هبة الله الدينوري" وأ ہی اسن بن عمد بن 

7 حموش الصقلي©, وأبي لسن جود على ون اقرح الجا E‏ وصنف 

0 في القراءات سماه "المقنع "ء وسيأتي ذكر احتمال أن يكون هذا القارئ هو أحمد 

بن حرز الذي زوجه أبو داود سليمان بن جاح -صاحب أي عمرو الداني- بابنته لما كان 
يقرأ عليه. 


إلى غير هؤلاء من الأعلام أصحاب الرحلات العلمية الرفيعة المستوى» وقد تركنا 
كثيرا غير هؤلاء فلم نقف عندهم مخافة الإطالة والتكرار, لأن منهم من سنخصه بتعريف 
موسع» ومنهم من سيرد ذكره ضمن بعض مدارس ا 
مدرسة أبي عمرو الداني أو مكي بن أبي طالب أو أبي عبد الله ينرج ومنهم من 
سنخصه بعدد كامل كأبي عمرو الداني لأهميت أو بترجمة موسعة في فصل أو أكثر. 


وقبل أن نتوقف عند استعراض حصيلة هذه الرحلات من المصنفات العلمية 
والقراءات والروبات الجديدة على المناطق الأندلسية أو المتممة لما كان قد تأثل فيها وازدهر 
ف هذا المجال. نقف وقفات مماثلة مع باقي منافذ التأثير والمسارب التي انتفعت منها الجهات 
الإسلامية من روافد مدارس الأمصار ال مشرقية, في كل من صقلية وإفربقية والجهات الشمالية 
من المغرب لنعرف بطائفة أخرى من أعلام هذا الشأن في عهد التأصيل والنضج ممن شدوا 
الرحال خو الجهات المشرقية في طلب القراءات, واحتكوا بمدارس الأمصار واستقوا منها ما 
رفدوا به مناطقهم بالجديد النافع مما سوف ندرس أبعاده من خلال نظرنا في أهم اتجاهاته 
وآ ثاره» ليتيسر لنا الوصول إلى استخلاص أهم العوامل التي ساعدت على خروج "المدرسة 
القرآنية". في المغرب لهذا العهد من طور الرواية والنقلء إلى طور الدراية والبحث والتوجيه 
والاختيار. 


وسنبتدئ بالتعريف بأصحاب الرحلات العلمية من جزيرة صقلية. وهي جزبرة : كانت 
تستفيد من موقعها الجغرافي فتفيد وتستفيد من أكثر من جهة من جهات المشرق والمغرب» 





- مقرئ من أصحاب أبي العباش بن نفيس» ترجمته في "غاية النهاية"» 253/1. 
- سيتأتي ترجمته في قراء صقلية عن قريب. 

- الصحيح أبو الحسين وقد تقدمت ترجمته. 

- "التكملة"» 27/1: ترجمة 70. 


سر ايح اين کب 


298 


وسوف نلا حظ أنها كانت في بداية الفتح مجرد ولاية تابعة للقيروان بإفريقية» ثم ازدادت 
أهميتها العلمية على عهد الفاطميين حيث انتشر فيها الإسلام انتشارا كلياء وعرفت نوعا 
من الاستقرار السياسي تحت حكم أسرة الكلبيين التي تداول الإمارة فيها منهم عشرة خلال 
خمس وتسعين سنة» إلى ان سقطت ف أيدي نصاری الشمال من النورمانديين (455-454) 
)2( 


وعلى الرغم من ضياع الكثير من تفاصيل أخبارها وما يتعلق بنشاطها 
العلمى لهذا العهد. فإن مكانة غير واحد من أعلامها قد قاومتالزمنء 
واستطاعت أن تتجاوز المحن القاسية التى انت منها حتى غادرها من بقي بها 
منأمل العلم في اا ا ا و ق ا 
ا 


أعلام القراء بصقلية من أصحاب الرحلات المشرقية في عهد ازدهارها العلمي : 
٤ 3‏ 
من قراء صقلية المشاهير من أصحاب الرحلات العلمية : 
محمد بن خراسان أبو عبد الله النحوي : 


قال ابن الجزري : "مقرئ متصدر سكن صقليةء أخذ القراءة عرضا عن المظفر بن 
أحمد بن حمدان!»وسمع من ا جعفر أحمد بن محمد الا مصنفاتنه, وكتبها عنه 
وقرأها عليه قال الدانى : "سمعت أبا الحسن عبد الله بن ميمون يقول : "كان أبو عبد 





8 تقدم لنا ذكر فتحها الإسلامي في صدر أيام الأغالبة على يد العام الفقيه المجاهد أسد بن الفرات. 

*- ينظر في حوادث سقوطها تاريخ ابن خلدون, 212/4, "ووفيات الأعيان"ء 215/3, و"المطرب": لابن دحية» ص : 54. 

ل وما تزال قصيدة ابن حمد يس الصقلي شاعرها في أيام ممالك الطوائف تتردد' أصداؤها لتحكي قصة مأساتها العظمىء وهي 
الرائية التي يقول فيها : 


فإن كنت أخرجت من جنة فإني أحدث أخبارها 


ولولا ملوحة ماء البكاء حسبت دموعي أنهارها 


ويمكن الرجوع إلى القصيدة وباقي أخبار عبد الجبار بن حمديس الصقلي في الوفيات لابن خلكان, 214/3, والذخيرة في حاسن 
أهل الجزيرة لابن بسا» 342-320/7. 
0 تقدم في أساتذة مدرسة ورش في مصر وهو أبو غانم المصري. ' 
“- هو صاحب المصنفات في العربية وعلوم القرآنء تقدم ذكره وذكر سنده بكتاب نافع في وقف التمام. 
299 


الله محمد بن خراسان النحوي مقرئا بصقليةء وكان أبوه مولى ابن المطلب27 قال : وتوفي بها 
سنة 386, وكان قد بلغ ستا وستعين سنة©. 


محمد بن قاسم بن عيسون أبو عبد الله الربعى نزيل صقلية : 


قال ابن الجرري : "أخذ القراءة عن المبارك بن علي صاحب أحفد بن يعقوب 
التائب( 0 وعن أبي أحمد السامري» وأبي الطيب بن غلبون قال الداني- نسبه وكناه بعض 
أصحابه توفي الربعي بعد سنة 30" , 


قال آبن الجزري : "قرأ على أبى الطيب بن غلبون, قرأ عليه غالب بن عبد الله 





(6), 


أحمد بن محمد أبو العباس الصقلى المقرئ : 


قال ابن الجزري : : "قرأ على قسيم بن مطيرا”) وعلي بن داود الدارني وإسحاق 
السراك البكري(° وأبي الفتح فارس بن أحمد') قرأ عليه محمد بن أبي الحسن بن نبت 


العروق ١١‏ قلو "0110 


قلت : ومن طريقه أسند أبو جعفر بن الباذش في الإقناع من بعض طرقه في قراءة 
نافع من رواية قالون. فقال فيها : "وأخبرني أبو القاسم شيخنا”" رحمه الله قال : قرأت 


- "غاية النهاية", 134/1 ترجمة 629) وفي ترجمته في "بغية الوعاة", 99/1, أنه مولى لبني الأغلب. 
- "غاية النهاية", 134/1. ْ 
- هو أبوالحسين اللاذقيء ترجمته في "غاية النهاية". 40/2, ترجمة 2655. 
- "غاية النهاية", 230/2. 
- "غاية النهاية", 230/2, ترجمة 3370. 
-. "غاية النهاية"؛ 232/1 ترجمة 1061ء وقد أشرنا قبل إلى أنه سماه في ترجمة تلميذه غالب المذكور في "غاية النهاية". 
2, ترجمة 2536, فقال فيه "أبو الحسين محمد بن قتيبة". 
"أل شير ين سد مام بو اقاس اغراي ققدم فى اعات مدر زرك ق مد 
ق تقدم في شيوخ أبي علي الأهوازي من أئمة المدرسة الشامية. 
0 أقف على ترجمته. 
- تقدم في روافد مدرسة مصر من المدرسة الشامية وسيأتي في شيوخ أبي عمرو الداني. 
ga‏ “ايه A‏ 134/1 عجن 629 
مهو غلف ين ارام بن انكاس المقؤور ان الان شم فق اعبات الرحلات اليه 
300 


سر لم 


دیا خط فى ح 


بها بصقلية على أبي بكر محمد بن أبي الحسن المقرئ7! قال : قرأت على أبي العباس أحمد 
بن محمد المقرئ الصقليء وقرأ أبو عمرو -الداني- وأبو العباس على أبي الفتح فارس بن 
أحمد الحمصىء وأخبرهما أنه قرأ بها على أبى الحسن عبد الباقى بن الحسن المقرئ... 
وذكر باقي الإسناد إلى قالون©. 


ولابن نبت العروق المذكور كتاب في أصول الأداء أشار إليه أبن الباذش في باب 
المد في كتاب الإقناع قال : "وكان أبو القاسم بحكي لنا عن أبي بكر الصقلي” أنه كان 
يذهب إلى أن أمكنهن” في المد الوا ثم الياء ثم الألف» وهكذا وضع هذا أبو بكر في 
كتابه المعروف ب"الاقنداء"9© . 


فأما ابن نبت العروق فهو : 


قال ابن الجزري: "شيخ متصدرء قرأ على أبي العباس قرأ عليه أبو علي المسن بن 
بليمة. وسيأتى ذكره في مشيخة أبى على المذكور. 


علي بن كموس أبو الحسن الصقلي : 


Hoa .‏ 5 تك 0 3 7 u‏ 
قال ابن الحزري : شيخ مقرئ» قرأ على ابن نفيس وابي الطاهر بن 1 7 قرأ 
عليه أحمد بن محمد بن خلف مؤلف "المقنع" و 


وهنالك غير من ذكرنا إمامان عددناهما من الأقطاب, ينتسبان في أصلهما إلى 
صقليةء ولكنهما لمعا وتصدرا في غيرهاء أما أحدهما فمشترك النسبة بينها وبين الأندلس 
وهو أبو الطاهر إسماعيل بن خلف -صاحب العنوان في القراءات السبع". وأما الثاني 


- هو ابن نبت العروق الآ تي. 

- يمكن الرجوع إلى "الإقناع"» 72-71/1. 

- هو ابن نبت العروق الآتي. 

- أي حروف المد واللين. 

- "الإقناع", 468/1. 

- "غاية النهاية"» 127/2ء ترجمة 2956ء وأبو علي بن بليمة هو صاحب تلخيص العبارات في القراءات. 
- هو مؤلف كتاب العنوان "الآ تي" . 

- هو ابن محرز-تقدم في أصحاب الرحلات. 


سم يم لا خط 4 كته لد 0 


301 


فخالص النسبة لصقلية"ء وإن كان ظهوره وتخرجه في القيروان» ثم تصدر كالذي قبله في 
مصرء فاحتل كرسي الإقراء بالاسكندريةء واحتل صاحبه قبله كرسي الإقراء بمصر بعد أن 
جرج على الإمام عبد اليار بن خمد الطرسوسى صاحب "اجنين ف ااك 


ولأهمية هذين الإمامين رأينا أن نخصهما بمزيد من التوسع في ترجمتيهماء وذلك في 
جملة من نترجم لهم قرببا ضمن "مدارس الأقطاب" بعون الله. 


أعلام القراء بأفريقية في عصر الازدهار والنضج من أصحاب الرحلات العلمية : 





وكما استمر التواصل العلمي عن طريق الرحلة ما بين المدارس المشرقية وبين 
الان ومتقلة عل من يلاه اه الت حموماء ديت مك ملا حظة تابنك ا 
النشاط في أثناء المائة الرابعة بصورة مكنت البلاد من البلوغ إلى مستوى الإمامة في مجال 
علوم القراءة كما سوف نرى من خلال "مدارس الأقطاب" بهاء فمن أقدم من ذكرت لهم 
رحلة إلى بعض الأمصار الإسلامية في هذا المضمار: 


[براهيم بن إسحاق بن يعقوب أبو إسحاق القروي : 

قال ابن المزري : "قرأ على إسماعيل بن شاهين المصري© قراءة الحسن البصري 
وغيرهاء قرأ عليه عثمان بن جعدة ا 

إبرا هيم بن أحمد القيروانى الضرير : 


ذكر ابن الجزري أنه "'روى القراءة عن ابن شنبوذ” *. وروى القراءة عنه منصور بن 
ودعان» وعبد الله بن أحمد الدلال. وعثمان بن مالك وأحمد بن يوسف"©), 2 : 


(5) 


أ المراد أبو القاسم عبد الرحمن بن خلف المعروف بابن الفحام الصقلي صاحب كتاب "التجريد لبغية المريد في القراءات 
السبع". 
few 3 5 2‏ . ييا 
- هو إسماعيل بن شاهين المصريء قرأ على عمرو بن ثوبان» قرأ عليه إبراهيم بن إسحاق القروي, "غاية النهاية", 164/1, 
ترجمة 766 
9 عثمان بن جعدة الأندلسي قرأ على هبة الله بن علي بن عراك الأندنسي» تقدمت الإشارة إليه. 
و "غاية النهاية", 9/1 ترجمة 24. 
- هو أبو الحسن بن شنبوذ البغدادي تقدم في الرواة عن النحاس. 
- ترجمته في "غاية النهاية"» 315/2» ترجمة 3663 وهو شيخ من بعض شيوخ أبي القاسم الهذلي. 
- من شيوخ أبي القاسم الهذلي القيرواني أيضاء ترجم له في "غاية النهاية", 409/1, ترجمة 1741. 
- من شيوخ الهذلي أيضاء ترجم له في "غاية النهاية", 510/1, ترجمة 2106. 
- لعله أبو الطيب البغدادي, وقد صحح ابن الجزري أنه محمد بن أحمد بن يوسف, "غاية النهاية", 152/1. 
302 


ج مجه a‏ ل وين ذا 


ولم يذ كر ابن الجزري له عودة إلى القيروانء إلا أنه ذكر قراءة أبي القاسم الهذلي 
القيرواني -صاحب الكامل في القراءات- على أصحابه". 


علي بن أبي غالب أبو الحسن المهدوي المقرئ : 
ينسب إلي مدينة المهدية بإفريقية» له رحلة إلى مصرء قال ابن الحزري : 
"مقرئ قرأ على عبد المنعم بن غلبون» قرأ عليه عمر بن أبي الخير ازاز(" . 


قلت : وقد أسند ابن الجزري من طريقه القراءة بمضمن كتاب "الإرشاد في القراءات 
السبع" لابن غلبون في كتاب النشر“. 


عمر بن مهران أبو حفص القروي المقرئ : 


قال ابن الجزري : "ضابط حاذق, روى القراءاة عرضا عن أبي أحمد السامري» وعن 
غزوان بن القاس 6 وعن أبى بكر الأذفوي» وأقرأ الناس بالقيروان زماناء ونوفي بعد سنة 
١ ... 0‏ 


ومن أعلام الرواة من أصحاب الرحلات العلمية ممن وصلوا بين المدرستين : 
القيروانية والأندلسية 


محمد بن الحسين بن محمد بن إبرا 
(378-329) : 


قال ابن المزري : "مقرئ مجود صالح» أخذ القراءة عرضا عن أبي الفتح بن بدهن 
وعليه اعتماده, وعن أحمد بن إبراهيم الجلاء0©, وأحمد بن أسامة التجيبي: وعبد الله 
بن الحسين السامري. وأبي بكر الأذفوي, قال الحافظ أبو عمرو الداني: 


بن النعمان القرشى الفهري أبو عبد الله القروي 





'- "غاية النهاية", 9/1, ترجمة 19. 

3 من قراء القيروان وسيأتي في شيوخ أبي علي بن بليمة 

“- "غاية النهاية", 561-560/1, ترجمة 2288. 

“- "انر" 80-79/1. 

ج تقدم في روافد مدرسة ورش من المدرسة العراقية. 

6- "غاية النهاية", 598/1 ترجمة 2184. 

53 هو أحمد بن عبد العزيز بن موسى الخوارزمي ثم البغدادي من أصحاب ابن مجاهد توفي "سنة 359" وقد سبق التعريف به في 
روافد مدرسة ورش من المدرسة العراقية. 


303 


"نزل الأندلس سنة 357ه. وأقرأ الناس بها دهرا وكان خيرا فاضلا محمودا حسن 
الصوت, ذا حفظ للحروف ولعدد الآي, ول يكن يحسن شيئا من الأعراب ولا غيره» وكان 
سنة 378" . 


قلت : كانت قراءاته على ال جلا ء المذكور بمكة المكرمة, وقد وقفت عند الإمام 
القرطبى في "التذكرة" على قصة حكاها عن شيخه هذا تدل على أخذه عنه هناك قال 
القرطبي : "وقال محمد بن النعمان المقرئ كنت قاعدا عند الجلاء المقرئ بمكة في المسجد 
الحرام إذ مر بنا شيخ طويل نيل الجسم عليه أطمار خلقة, فقام إليه الجلاء ووقف معه 
ساعة ثم انصرف إلينا فقال : هل تعرفون من هذا الشيخ؟ فقلنا : لاء فقال : ابتاع من الله 
حوراء بأربعة آلاف ختمة, قال الجلاء : فهو يعمل فيها بعد"©. 

وقد تصدر القارئ ابن النعمان بقرطبة في وقت كانت فيه مدرسة أبى المحسن على بن 
محمد بن بشر الأنطاكي بها في أوج قوتهاء واشترك معه في تخريج طبقة القراء إلى أن مات 
بعد الأنطاكي بسنةء ولبيان بعض ما كان له من أثر في قرطبة أذكر بعض أسماء الآخذين 
- عبد الرحمن بن مروان أبو المطرف القنازعيء وسيأتي التعريف به في أصحاب الأنطاكي©. 
- وعبد الله بن سعيد بن عبد الله الأموي يعرف بابن الشقاق القرطبى» وهو "'فقيه جليل... 
وكان يقرئ الناس بالقراءات السبع -قال ابن مهدي- : كان يقرئ الناس بالقراءات السبع 
ويضبطها ضبطا عجيباء أخبرنى أنه قرأ بها على أبى عبد الله محمد بن الحسين بن النعمان 
المقرعاء وبدأ بالإقراء ابن مان عهرة سن "© ٠‏ 





. هو أبو بكر أحمد بن إبراهيم الجلاء البغداديء قرأ على ابن مجاهد وأبي بكر النقاش وغيرهماء أثنى عليه أبو عمرو الحافظ 
الداني» ترجمته في "غاية النهاية", 36/1, ترجمة 147. 

- هو أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي المصري» تقدم في أساتذة مدرسة ورش من أصحاب النحاس. 

- "غاية النهاية". 132/21, ترجمة 2968. 

- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي» ص : 479. 

- ترجمته في "الصلة", 324-323/2, ترجمة 694, "وغاية النهاية", 380/1, ترجمة 1618. 

- "الصلة"» 267-266/1, ترجمة 537. ش 


ذم نا خط هن نحن 


304 


قال ابن الجرري 3 '"'فقيه كبن مقرئ مصدر خحقق» أخذ القراءات نلاوة عن ا عبد 
بقرطبة سنة 347 وتصدر وهو أمردء وتوفي بها في شوال سنة 426" . 

ومن أصحاب ابن النعمان أيضا : 
ج الأنصاري من أهل قرطبة يكنى أبا عمر : 

قال في الصلة : "كان مختصا بالمقرئ أبى عبد الله بن النعمان القروي» عنه أخذ 
القراءة وطرقها وأحسن ضبطهاء. وكانت قراءته نشبه قراءة شيخه ابن النعمان المذ كور» وكان 
راوية للحديث» دارسا للفقهء مناظرا فيه صالا عفيفاء كثير التلاوة للقرآن.» مقبلا على ما 
ه2 وتوف كهلا ف حدود الخمسين أو غُوهاء أحسب ذلك سنة 390 ولا أحقه. " 22 

ومنهم حامد بن محمد بن حامد بن دراج القيسى» صاحب الصلاة والخطبة بالمسجد 
الجامع بقرطبة» يكنى أبا القاسم روى عن أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النعمان 
المقرئ... روى عنه أبو عمر بن مهدي المقرى... توفي سنة 406. ) 

وممن أخذ عن ابن النعمان أبو عمر الطلمنكى. وسيأتى التعريف به. 


ومنهم أبو عبد الله محمد بن يى بن محمد بن عبد الله التميمي يعرف بابن 
الحذاءء قرأ على أبي الحسن الأنطاكي وابن النعمان» غلب عليه الحديث, وبذ في علومه أهل 
زمانه» وولى القضاء في أشبيلية وغيرها©. 


أحمد بن محمد بن سليمان بن خد ي 





ومنهم محمد بن أحمد أبو عبد الله يعرف باليتيم» من أهل قرطبةء قال ابن الأبار : 


"قرأ على ابن النعمان» وكان في عداد القراء ببلده, من خط أبي عمرو المقرئ. ول 
كر 5 "الطبقات". 


وعلى العموم فقد كان ابن النعمان ومعه أمثاله من قراء القيروان ومن أخذ عنهم 
الجسور التي عبر منها الطراز الإفريقي الخاص في أصول الأداء» وهو طراز يمتاز بالتحقيق 


'- "غاية النهاية", 420/1) ترجمة 1778. 
2- "الصلة", 9/1 ترجمة 9. 

97 هو أحمد بن محمد بن خالد بن مهدي أبو عمر القرطبي (ت 432)ء وسيأتي في أصحاب مكي. 
“- "الصلة"ء 151/1, ترجمة 338. 

7 ترجمته في "ترتيب المدارك", 7/8. 

ك- "التكملة"» 273/1 ترجمة 1018. ` 


305 


البالغ وتمكين المركات كما سيق آنا زايا مع كثير من أعلام مدرسة ورش في مصرء ثم لدى 
طائفة ممن سار على هديهم من خريجي مدرسة ابن خيرون ومن أخذ عن رجالها من 
الأندلسيين كأبي محمد مقرون وغيره. 


محمد بن القاسم بن أبي حاح القروى أبو عبد الله : 
سم ج ي 
ترجم له ابن بشكوال في الغرباء الذين دخلوا الأندلس وقال :"قدم قرطبة تاجراء 
وحدث بها ف نحو الأربعمائة, وله رواية عن أبي الطيب بن غلبون و 
على بن محمد بن خلف القروي ال مقرئ المحدث الفقيه المعروف بأبى الحسن القابسى : 


على بن محمد بن خلف القروي ار ا س 

إمام جليل تقدم ذكره في أئمة القيروان الذين مثلوا المدرسة المدنية في الفقه والقراءة 
كما أسلفنا ذكر ما أفتى به من جواز القراءة في جماعة بصوت واحد وتعليله لما ذهب إليه 
مالك من كراهتها بأنه إِعا كره المراءاة بالحفظ. 


ولد أبو الحسن القابسي سنة 4ى وقرأ القرآن ببلده القيروان أم مدائن إفريقية» 
وتخرج على أئمة الفقه والقراءة بهاء ثم رحل إلى المشرق لاستكمال ثقافته سنة 352 فقرأ 
القراءات بمصر على نزيلها أي الفتح بن بدهن -الآنف الذكر في روافد مدرسة ورش- وذلك 
سنة 357ه», وفي هذه السنة رجع من رحلته إلى القيروان© وكان اعتماده -كما يقول 


المحقق ابن الجرري- على ابن بدهن هذا©. 

ونقل عياض عن أبي عمرو الداني قوله في ترجمته: "أقرأ القرآن بالقيروان دهراء ثم 
قطع الإقراء لما بلغه أن بعض فيان اا واوا فقرأ عليه» وشغل نفسه بالحديث 
والفقه إلى أن رأس فيهما وبرع» وكانت وفانه بالقيروان سنة 000003 


وقد نخرج على القابسي ف الفقه والقراءة والحديث جمهور لا يخصىء» وفيهم من 
الأكابر من أئمة القراءات أبو عبد الله محمد بن سفيان القيروانى - ومكي بن أبي طالب 
القيسى- صاحب التبصرة في القراءات- وحاتم بن محمد الطرابلس ي والشيخ أبو عمران 





- "الصلة"؛ 396/2) ترجمة 1309. 

2- "وفيات الأعيان": لابن خلكان» 322-321/3): ترجمة 646. 

3- "غاية النهاية"» 567/1. 

*- في "غاية النهاية"» استقرأه السلطان: وهما متقاريان, وذلك يعكس لنا مبلغ ورعه عن مخالطة أهل الدنيا وزهده. 


د يمكن الرجوع إلى ترجمته في "ترتيب المدارك", 100-92/7» "ومعالم الإيمان للدباغ", 143-134/3, و"الديباج", 199. 


6 : 
- يمكن الرجوع إلى مرويات حاتم عنه في فهرسة ابن خيرء 59-58. 


306 


الفاسي. والفقيه أبو عمد بن أب زبد القيرواني وأبو عمرق عثمان بن سعيد الداني - 
صاحب التيسير- وأبو بكر بن أبي طاعة القيرواني وسواهم من الأعلام. 


وقد حدث صاحبه حاتم الطرابلسي المذكور قال : "كنا عند أبي الحسن القابسي 
و انين رجلا من طلبة العلم وكنا في علية فصعد علينا الشيخ يوما وقد شق عليه فقام 
كايا و e‏ ي ا 


وكان الشيخ القابسي -كما قال عياض- "واسع الرويةء عالما بالحديث وعلله 
ورجالهء فقيها أصوليا متكلماء مؤلفا مجيداء وكان من الضابطين المتقنين الزاهدين الخائفين» 
وكان أعمى لا يرى شيئاء وهو مع ذلك من أجود الناس كتباء وأجودهم ضبطا وتقييداء 
يضبط كتبه بين بد يه ثقات أصحابه 0 


ومن أهم مصنفاته فيما خضل بالقراءة رسالته المشهورة, وهي "الرسالة المفصلة 
لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين"), وقد بسط فيها موقفه من القراءات» ونوه 
بها ويقراءة نافع 


خاصة. وقد حذر من اروج عن الشائع المعروف من قراءات الأئمة فقال : "و 
قدمت لك ما فى کاب تون ' من استحسان قراءة نافع والتوسعة في غيرهاء u‏ 
مستشنعا) فافهم واستمسك بهدي المتقين". 


كان من اهل المعرفة بالقراءات وطرقهاء توفي بالقيروان سنة 438هء ترجمته في "معالم الإيمان", 173-172/3. 
- نقله ابن فرحون في "الديباج المذهب", 110. 
- "ترتيب المدارك", 93-92/7, وقد أسند ابن خير عامة كتبه في فهرسته كما ذكر في آخرهاء ص : 40. 
- حقق الكتاب ونشره الدكتور أحمد فؤاد الأهواني ضمن كتابه "التربية في الإسلام" عام 1968ء وهو في ثلاثة فصول : الأول 
ما يأخذه المعلمون على المتعلمين, والثاني سياسة معلم الصبيانء والثالث الأحكام بين المعلمين والصبيان وأدب الرجل زوجته 
وولده وعبده وشكواه ولده الكبير" . 
واعتبره الدكتور الأهواني "أكمل كتاب في التربية والتعليم جاء بعد كتاب آداب المعلمين لابن سحنون" ويمكن الرجوع إلى 
الدراسة المذ كورة» ص : 78-77» ويبتدئ كتاب "الرسالة المفصلة". من ص : 79 إلى 116ء وذلك كله منشور ضمن كتاب 
"الفكر التربوي العربي الإسلامي". الجزء الثاني وهو عبارة عن قراءات في الفكر التربوي إختارها وقدم لها الدكتور محمد 
ناصر الأستاذ بجامعة الكويت, الطبعة الأولى» 1977ء الكويت 
2 يعنى كتاب "آداب المعلمين", مما أملاه سحنون على ولده محمد, وبنسب عادة إلى ابن سحنون» وقد تقدمت لنا تقول من 
الكتاب في العدد الأول. 
"دي الاضل "فنعا" اعنيتق كا ات ان ر لن مر ن اترو مع را قابسو و ق رسا الفابسني 
على هذا اللفظء وهو أصوب في نظريء "رسالة آداب المعلمين". ص : 25. 
307 


دم دين 


4 


إلى أن يقول عن القراءات المعتبرة : 


فلينشرح صدرك إلى ما قرأ به أئمة المسلمين المشهورون عور 
الأمصار الامعة ما تقلدوه. ووثقوا بهم في ما رووه» فما منهم إلا من قراءته حسنة مسلم بها 
وجتج بهاء ونكف عن غيرهم فإنه ليس لما جاء به قوة كقوتهم, وهؤلاء الأئمة هم نافع وعبد 
الله بن كثير. OTA‏ 


علي بن حجاج أبو الحسن التونسي المقرئ : 
قال ابن الجرري : مام مقرئ مصدر معروف» رحل إلى مصر فقرأ على أبي الطيب 


بن غلبون وتصدر بتونس» ففرأ عليه أبو بكر عتيق بن عبد الله وفتاح بن عبد الله بن 
البابومر ©" 


وتعتبر طريق فتاح المذكور عن ابن حجاج عن أبي الطيب بن غلبون من أهم طرق 
التونسيين وأهل إفريقية في قراءة نافع» وقد أسندها الراوية الرحال أبو عبد الله بن جابر 
الوادي آشي في المائة الثامنة عن شيخه أبي الفضل اللبيدي قال : قرأت عليه ختمتين من 
طريق الإمام أبي عبد الرحمن نافع بن أبي نعيم المدنيء أولاهما برواية أبي سعيد عثمان بن 
سعيد بن عثمان المصري المعروف بورش» من طريق أي يعقوب الأزرق عنه. والثانية برواية 
أبي موسى عيسى بن مينا الملقب بقالون من طريق أبي نشيط محمد بن هارون عنه. وجمعت 
عليه بروايتيهما من أول القرآن إلى قوله تعالى (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي 
صبرا)" 7, وحدثني أنه قرأ بهذا الحرف جميعه!) على شيخه الإمام القاضي أبي زكرياء 
يحيى بن أبي عبد الله بن عبد الرحمن المرادي البرقي المهدوي” 2, وقرأ هو بالطريقين على 
المقرئ أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الأنصاري عرف ب "المكمش"')» وقرأ على 





8 "الرسالة ال 0 
*- "الرسالة". 
3 1 
- سيأتي عن قريب. 
'- "غاية النهاية", 529/1 ترجمة 2184. 
و هو أبو القاسم بن أبي بكر الحضرمي واسم أبي بكر حماد قال ابن الجزري مات سنة 693 "غاية النهاية"» 229/2) ترجمة 
262 
ول ارب 131 
8 
- يعني بروايتيه. 
- ولد سنة 556 ومات على رأس 640 "غاية النهاية" 378/2 ترجمة 3863. 
- ترجمته في "غاية النهاية", 441/1, ترجمة 1848ء وسيأتي في بعض أسانيد القيروانمين. 
308 


الشيخ أبي العباس أحمد بن عمر الباجي على الشيخ المقرئ أبي العباس أحمد بن عبد 
العزيز بن فير وكان مقدما في القراءات إماماء مع ما جمعه من الدين والورع والرواية, 
وقرأ ابن نفيس بهما على فتاح بن أبي محمد عبد الله بن البابوس بتونسء وقراً فتاح بهما 
على أبي الحسن علي بن حجاج المقرئ التونسيء وقرأ ابن حجاج بهما على أبي الطيب عبد 
المنعم بن غلبون الحلبي المقرئ» وقرأ أبو الطيب بطريق ورش خاصة على إبراهيم بن مروان“ 


عن ابي بكر محمد ين سيف عن ابي يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق عن ورش عن 
(Wm : 0.‏ 
:نافع . 


محمد بن عبد الله بن سليمان أبو عبد الله الكلبي الأبي» من أبة من عمل القيروان : 
ااال الل سل لطت ل س 


"أخذ القراءة عرضا عن أبى أحمد السامريء وهو الذي لقنه القرآنء قال الداني : 
وكان أميا لا يكتبء ول يكن بالضابط ولا ممن يعرف الأداء» وكان عنده كتب سمعها من 
أبي أحمد فكانت تقرأ عليه أقرأ الناس بالقيروان وببلده» وتوفي ب"الأريس" فيما بلغني 
سنة 420". ١‏ 
أحمد بن على أبو جعفر الأزدي القيرواني المقرئ الشافعي» رحل إلى مصرء وقرأ بها 
القراءات على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبونء وأقرأ الناس مدة بالقيروان» قرأ عليه أبو 
عمد و سير © توق بالقيروان س 427" : ْ 


(401-345) يكنى أبا العباس : 








قال في الصلة : "قدم الأندلس سنة 376, وقدم للإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة 
واستاديه المنضون ابن أب عامر لابنه عبد الرحمن» ثم عتب عليه فأقصاه, ثم رقاه المؤيد بالله 





1 هو أبو العباس أحمد بن عمر الباجي النحوي "شيخ النحو بالمغرب", "غاية النهاية"» 93/1) ترجمة 424. 

3 سيأتي في أصحاب الرحلات العلمية من أهل أفريقية في آخر هذه القائمة. 

ت هو إبراهيم بن محمد بن مروانء تقدم أنه قرأ على أبي بكر بن سيف سنة 298 كما في "غاية النهاية"» 26/1 ترجمة 
4 وقد اظطرب السند في البرنامج المطبوع للوادي آشي فجاء فيه "وقرأ أبو الطيب بطريق ورش خاصة على إبراهيم بن 
مروان بن محمد بن أبي بكر محمد بن سيف عن أبي يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق عن ورش عن نافع “والصحيح 
كما أثيتناه. 

“- برنامج الوادي آشيء 179-178. 

د "غاية النهاية": 149/2ء ترجمة 3046, والأربس بالباء لا بالجيم كما في الغاية فالصواب" الأربس"» وهي مدينة تبعد 
ثلاثة أيام عن القيروان» تنظر مادة "ربس" في معجم البلدان لياقوت. . 

“- هو عبد الله بن سهل سيأتي في أصحاب مكي وأبي عمرو. ش 

- "معرفة القراء": 308/1: طبقة 10. 

309 


هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الإشبيلي الف" 
قال : 


"وكان لا نظير له في علم القرآن قراءته وإعرابه وأحكامه وناسخه ومنسوخه وله 


(422-367) ® و وود ين زان دو یی السو يعرف ياب الشقاق القرطبي 
(ت 432) ۳, 


عتيق بن محمد أبو بكر الردائي شيخ الإقراء بقلعة حماد من أرض المغرب : 


إمام مقرئ مشهور, رحل إلى الشام فقرأ على أبي علي الأهوازي بهاء وقرأ بمصر 
على أبي العباس بن نفيس» وعمر دهراء ورحل إليه الناس لعلو سنده في قراءة نافع وغيرها. 


رحل إليه أبو بكر محمد بن محمد بن معاذ الإشبيلي -نزيل فاس وصاحب "لؤلؤة 
القراء والإيماء وغيرهما- ويعرف بالفلنقى (ت 553) فقرأ عليه. ©. 


وقد سكن الردائي مراكش زمانا باستدعاء السلطان» وسيأتى ذكره في امتدادات 
مدارس الإقراء بها. 


محمد بن أبى بكر بن محمد بن نصر التميمى القيروانى : 


ترجم له ابن الجزري مرتين» ولعله ظنهما شخصين فقال فيه مرة : محمد بن أبي بكر 
بن محمد بن ابي بكر أبو عبد الله التميمي القيرواني» شيخ مقرئ كبير» تلا على أبي العباس 
بن نفيس سنة إحدى واريعين وسنة اثنتين واربعين واربعمائة عن قراءته على ابي بكر بن 


- هو أبو عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي يعرف بابن المكوي. 

- "الصلة", 86-85/1, ترجمة 185. 

ترجمته في "الصلة". 414/2 ترجمة 889. 

ترت ى ال 322/2 ريجية 11143 

- في "معرفة القراء". بن بكر ولعله سقط. 

ر ا اكان ي 1:33811ظنه ار وساي ترجه انا و اماب رم وق التسدوين بشن وقاين 
وذكر كتبه المصنفة في القراءات. 


۴ 
م دم ديا حل ۾ رع 


310 


مالك الإسکاف عن إسماعيل بن إسحاق عن قالون... وعلى ا عدي عبد العزيز بن 
علي قرأ عليه أبو الكرم الوت ب 


وقال فيه في مكان آخر : 


محمد بن عتيق بن محمد بن أبي نصر بن أبي كدية أبو عبد الله بن أبي بكر التميمي 
القيرواني» إمام علامة متقن متكلم مناظر, ولد في حدود العشرين وأربعمائة» وأخذ علم 
الكلام بالقيروان عن أبي عبد الله بن الحسين بن حاتم -صاحب أبي بكر بن الباقلاني-» 
وسمع من ابن عبد الب فم وعل إلى مضرء ورا بها على أبي العباس بن تفي القراءات في 
سنة 442» وسمع من أبي عبد الله القضاعي“» وقدم د ا بها الأضوك,:.+ ثم دخل 


بغداد فأقرأ علم الكلام والقراءات ب"المدرسة النظامية" زماناء قرأ عليه أبو الكرم 
الف 

ومن المقارنة يتبين أن الترجمتين معا لشخص واحدء والثانية منهما مطابقة لما عند 
الذهبي في معرفة القراءء وقد تقل ابن الحرري عنه قوله : "توفي ببغداد في ذي الحجة سنة 
2 وقد جاوز الین" . 
عبد الرحمن بن على القروي ٠‏ 
عبد الرحمن بن ي ع 


"شيخ مقرئ روى القراءة عرضا عن عبد الجبار الطرسوسي» قرأ عليه أبو القاسم 
الهذلى بالقيروان”0©. 


على بن أبي القا بن محمد المهدوي يعرف بابن البناء : 
على بن الي الاسم ال ا 


من علماء أفريقية» روى عنه القاضي عياض بن موسى اليحصبي» وذكره في فهرسته 
فقال : "بسكن مكة, أخذ عن أبي معشر الطبري المقرئ» وأبي علي الطبري الشافعي وجماعة 





“- سماه في ترجمة إسماعيل بن إسحاق القاضي "محمد بن أحمد الإسكافي" "غاية النهاية". 162/1 ترجمة 754. 

ا الحسن أبو الكرم الشهرزوري الإمام أحد مشايخ علم القراءات كثير الشيوخ» وهو صاحب كناب "الصاح في 
القراءات الصحاح" توفي سنة 550, ترجمته في "غاية النهاية"» 40-38/2. 

3- "غاية النهاية"» 105/2ء ترجمة 2878. 

“- هو أبو عبد الله اعد بن شلامة القضاعي صاحب كتاب "الشهاب في الآداب والمواعظ والمكم"» ينظر سند ابن خير بالكتاب 
إلى المؤلف في فهرسة ابن خير 185-182 

د "ؤاية النهاية", 196-195/92, ترجمة 3228. 

6- في "معرفة القراء"» "وقد خانق". 

"- "معرفة القراء" 379/1 طبقة 12ء ترجمة 8. 

“- "غاية النهاية", 375/1 ترجمة 1594. 


من القادمين مكة والمجاورين بهاء كتب إلينا منها بإجازة جميع روايته» من ذلك "كتاب 
الجامع في القراءات" تأليف أبى معشر الطبري. اشتمل على ألف وخمسمائة وخمسين رواية 
وكتاب "التلخيص في القراءات" له أيضاء حدثني بهما عن مؤلفهما أبي معشر ". 

وعلو السند عند المغارية. 


قراء القيروان» 





عبد الله بن عمر أبو محمد يعرف بابن العرجاء -وهى أمه-". وكان أ 
نزيل مكة المكرمة. 

قال ابن الجزري : : "مقر حاذق رحال ثقة» رحل فقرأ على أحمد بن نفيس» وعبد 
الباقي بن الحسنء وأبي معشر الطبريء وأقام جاورا زمانا يؤم بالمقا» ففرأ عليه ولده الشيخ 
و ع وعبد الله بن خلف البياسيء وعبد الرحمن بن أبي رجاء البلوي بمكة سنة 
تسع ونسعين يعني وأربعمائة-. ومات ف حدود خمسمائة"00, 


ومن طريقه عن ابن نفيس يسند المغاربة رواية ورش خاصة. وهي الطريق الوحيدة 
المشهورة عند أكمة رة المغربية في المغرب الأقصى في عهد الوحدة السياسية» من غير طرق 
أ عمرو الداني التي اشتهر الأخذ بها عند عموم القراء. وسيأ تي هذا السند ف مكانه من 
البحث مسلسلا برجاله من أئمة هذا الشأن في المائة السابعة والثامنة فما بعدها. 
أبو على الحسن بن عبد الله بن عمر بن العرجاء : 

هو ولد أبى محمد -الآنف الذكر-» قال ابن الجزري : 

"إمام في الفن متصدر» قرأ على والده. وعلى أبي معشر الطبري في قول جماعة 

وهو بعيد» وأنكره أبو حيان, قال الذهبي الحافظ : والظاهر أنه روى القراءات عنه إجازة©. 

قرأ عليه أعلام أئمة الإقراء با مغرب والأندلس» منهم محمد بن أحمد بن DL‏ 
وأبو القاسم محمد بن وضاح» وأبو اشن ین كور واتحمن بن جعفر الغافقي() وحمد بن 





- الغنية (فهرسة شيوخ القاضي عياض)ء 183. 

- سيا تي بعده. 

- تقدم في الأندلسيين. 

- قرأ عليه سنة 477 "غاية النهاية". 368/1, ترجمة 1567. 
- "غاية النهاية", 417/1, ترجمة 1850. 

- "معرفة القراء الكبار", 394-393/1 طبقة 12. 


سر لم 


اس ىد 4 عن 


312 


براهيم الحضرمي» صاحب كتاب "المفيد"2: ورحل إليه أبو عبد الله بن غلام الفرس() 
بابنه إبراهيم» فقرأ عليه بالروايات الكثيرة» وطال عمره حتى بقي إلى سنة 547», وهو آخر 


من روى عن أن معشر الطبري فيما ا 


ومن آخر أكابر القراء بأفريقية في عهد التأصيل والنضج من أصحاب الرحلات 
العلنية* 


أحمد بن عبد العزيز بن نفيس أبو العباس المغربي المقرئ : 

قال ابن الجرري : "إمام زاهد» قرأ على فتاح بن عبد الله" ي علي ين 
جاج لني ثم رحل فقرأ باعل عمد الاي و حم بن حمد 
القنطري» قرأ عليه أحمد بن عمر الباجي"» وروى عنه أنه قرأ عند النبي -صلى الله 
عليه وسلم- آلف خعہة" ٠‏ وقد اشتهر ب" ابن تم نفيسن المغربى" قييزا اله عبن "ابن فيش" 

هذه أهم الرحلات العلمية التي انطلقت من القيروان نحو المشرق» وكان لها الأثر 
الكبير في تطور علم القراءات بهاء والإسراع بإخراجها من طور الرواية والنقل» إلى طور 
الدراية والتوجيه والاختيار. 

وقد تأتى للمدرسة الإفريقية القيروانية العامة بلوغ هذا المستوى على أيدي أكثر من 
ذكرناء كما تأتى النصيب الأعظم منه على أيدي أصحاب الرحلات العلمية "الأقطاب" 
الذين رأينا أن نرجى الحديث عنهم إلى أن نفردهم بتراجم موسعة في الفصول التالية»وهم : 





سم 


- "معرفة القراء"» 444/2 طبقة 13. 

- "معرفة القراء"ء 394/1. 

ترجمته في "غاية النهاية". 43/1, ترجمة 178. 

- لعله محمد بن إبراهيم بن نعم الف قرأ بالروايات لما حج على أبي معشر الطبري بمكة وتوفي بأربولة سنة 2507 ترجمته في 
"الصلة". 569/2 ترجمة 1252. 

- هو محمد بن الحسن وسياتي في أصحاب أبي داود صاحب الداني. 

- "غاية النهاية", 217/1, ترجمة 991 (بتصرف)ء "ومعرفة القراء". 394-393/1) طبقة 12. 

- هو ابن البابوس الآنف الذكر. 

- كان متصدرا بمكة, وهو محمد بن الحسين الفارسي» كان حيا سنة 440 وقد تقدم. 


9 : 
- توفي سنة 438» وكان متصدرا بالحرم المكي» وسيأتي في شيوخ المهدوي وابن شريح الإشبيلي. 
10 


ل 
دم دا کج 


5 
6 
7 
8 


- تقدم ف إسناد الوادي آشي لرواية ورش. 
'!- "غاية النهاية", 69/1 ترجمة 302. 
313 


- أبو عبد الله بن سفيان صاحب االهادي في القراءات. 

- وأبو محمد مكي بن أبي طالب صاحب التبصرة في القراءات. 

- وأبو العباس أحمد بن عمار المهدوي صاحب الهداية في القراءات. 

- وأبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي- ا الكامل في القراءات. 


- وأبو علي اسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة -صاحب تلخيص العبارات في 
القراءات. 


- وأبو القاسم عبد الرحمن بن عتيق بن خلف بن الفحام -صاحب التجريد في القراءات. 


وغرضنا من إفرادهم عمن عاصرهم من الأئمة من أصحاب الرحلات العلميةء أن 
نبسط أخبارهم» ومجلي آثارهم» ونحاول استكشاف النسيج المحكم الذي يشد مدارسهم إلى 
المدرسة القيروانية "الأم" ذات السمات الأدائية والاختيارات الأصولية الخاصة في رواية ورش 
التى ندير عليها هذه الدراسة. 


ونختم هذا الرعيل من أصحاب الرحلات العلمية في الأندلس وإفريقية بذكر مجموعة 
من رجال المدرسة المغربية الناشئة في المغرب الأقصى ممن كان لهم نصيب في الريادة» وإسهام 
ف وصل المدرسة المغربية بمدارس الأمصار وقراءاتها ورواية أمهات كتب أعلام القراءة بهاء 
قبل داوم وتو عام خا حصلت عليه هذه الجهات من زاد علمي ثري سوف نرى كيف 
ستنتج منه "الطراز المغربي" الخاص في هذه القراءة» وكيف تتلاقح في المدرسة المغربية خلاصة 
تلك المؤثرات لتتفتق عنها مذاهب واتجاهات فنية متمايزة تتد جذورها في تربتها الأصلية من 
جهة الروايةء ولكنها تنتصب شاعخة في البيئة الجديدة وتؤتى أكلها الشهى في صورة مصنفات 
علمية» واختيارات معززة بالتوجيه والتعليل» وقصائد تعليمية سائرة تدل على بعد الشأو في 
الفن» ورسوخ القدم في صناعة الإقراء. 
طلائع قراء المدرسة المغربية في "المغرب الأقصى" من أصحاب الرحلات العلمية: 

وهؤلاء مجموعة من القراء الأئمة ممن شدوا الرحال في طلب القراءات إلى المشرق 


من المغرب الأقصى والأوسط وكان لهم نصيب من الشفوف في ميدان الإقراء أسهموا من 
خلا له في توجيه المسار الذي سارت فيه المدرسة المغربية الجامعة, فمنهم : 





314 


أبو الربيع سليمان بن أحمد الطنجى المعمر: 

قال الحميدي : : "له له رحلة إلى المشرق وتحقق بعلم القراءات وإسناد فيهاء شارك أبا 
الطيب بن غلبون المفرئ وقرأ معه على عدة شيوخ» وقدم الأندلس فأقام ب 'المرية" 2 000 
عليه وانتفع به دهرا طويلاء ومات بها عن سن عاليةء وأخبرت عنه أنه كان يقول : 
على المائة سئين ذكرهاء وكانت وفاته قبل الأربعين وأربعمائة". 


ترجم له في الصلة فلم يزد على ما ذكر الحميدي“ء وكذلك فعل ابن الجزري فقال : 
"رحل إلى مصر وبرع في القراءات» وقرأ مع أبي الطيب بن غلبون... قرأ عليه محمد بن 
3m .‏ 2 
عيسى بن فرج 
وقد أنجب أبو الربيع المذكور مقرئا إماما كان له كأبيه شفوف قدر كما كان من 
أصحاب الرحلات العلمية هو : 


أحمد بن أبي الرب أحمد الكتامي الطنجيء يعرف بابن أبي الرر 


ذكره ابن بشكوال في الغرباء وقال : "من ن أهل طنجة سكن الأ ندلس» وله رحلة إلى 
المشرق» وأخذ القراءة عن أن أحمد السامري وأبي بكر الأذفوي وابن غلبون ات الطيب» 
وأقرأ الناس ببجانة والمرية وعمر عمرا طويلا إلى أن قارب التسعينء وتوفي قبل الأربعين 
وا 





وسماه الافظ الذهبى "مسند القراء بالأتدلس" وذكر رحلته وقراءته على الشيوخ 
المذ .)6( 3 
كورين 


وقال ابن الجزري : "قرأ عليه موسى بن سليمان اللخميء كناه الصفراوي أبا 
العباس» ثم ذكر وفاته بالمرية سنة 9"446©. 


أ "جذوة المقتبس", 224 ترجمة 450. 
7- "الصلة"؛ لابن بشكوالء 205/1 ترجمة 462. 
(- "غاية النهاية" 311/1, ترجمة 1370ء وستأتي ترجمة محمد بن عيسى بن فرج المغامي في تراجم الأئمة مكي والمهدوي 
وأبي عمر الطلمنكي وغيرهم. 
1 - حرف في "غاية النهاية"ء بالنون موضع الميم. 
ك "الصلة". 87/1: ترجمة 189 وسيأتي أنه توفي سنة 446 ولعله اشتبه على ابن بشكوال بأبيه سليمان. 
“- "معرفة القراء الكبار". 319/1, طبقة 10. 
"- سيأني في الرواة عن أبي العباس المهدوي وغيره. 
8 هو أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد الأسكندري" (ت 636) تقدم. 
315 


وقد ترجم له ابن الجرري مرتين زاد في إحذاهما أنه قرأ على أحمد بن علي 
الدقاق©"9© وأسند في "النشر" من طريق ابن أبى الربيع قراءة نافع من رواية قالون طريق 
كتاب الإعلان للصفراوي المذ كور . 


أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الوهراني الهمداني : 

من أهل الحديث والرواية من أهل وهران» رحل إلى العراق ومصر وغيرهاء ولقي 
أبا الطيب عبد المنعم ابن غلبون وروی عنه وقد قضى في رحلته العلمية عشرين سنةء 
أخذ عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو عمرو الداني -وسيأتي في مشيخته- وأبو محمد بن حزم 


وأبو العاص حكم بن محمد الجذامي وغيرهه. 


الزبيدي السبتى : 


رحل فسمع بالقيروان» وقرأ بمصر القرآن على طاهر بن غلبون- قال ابن حمادة: 
وغلب عليه الخير والزهد وعلم القرآن والدراية» وأقرأ بجامع سبتة, وكان على سنن 
الضاللية"90 


حسن بن خالد بن إبرا 





أبو عبد الملك يعرف بابن سَمجون اللواتي الطنجي : 

قال عياض : "زعيم المغرب وشيخه وذو الجاه العريض والقول المسموع فيه» كان من 
أهل العلم والفقه والأدب, وله سماع عال من المصريين : ابن نفيس وابن منير وأبي محمد بن 
الوليد وغطهم» وقرأ القرآن على المقرئين به" . 


مروان بن عبد الملك بن إبرا 








- في "غاية النهاية"» 53/1, "بالمدينة"» وهو تحريف وإنما هي "المرية" إحدى مدن شرق الأندلس. 

- المصدر نفسهء 53/1» ترجمة 228. 

م أقف عليه بهذا الاسم والذي في "غاية النهاية", 226/1, ترجمة 1030ء "الحسن بن علي أبو علي الدقاق". 

- الترجمتان في "غاية النهاية". 58/1 ترجمة 250, و"غاية النهاية". 53/1, ترجمة 228. 

- "النشر في القراءات العشر"ء 102-101/1. 

- من مروياته عن أبي الطيب بن غلبون خبر برؤيا حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعةء رأى فيها وكأن القيامة قد قامت» 
وقد دعي بقراء القرآن قال : فكنت فيمن حضرء فسمعت قائلا يقول : بكلام عذب : لا يدخل علي إلا من عمل بالقرآن» 
فرجعت القهقري» وهتف باسمي أين حمزة بن حبيب الزيات؟ فقلت : لبيك داعي الله لبيك... (يمكن الرجوع إلى رؤبا 
حمزة وقراءته سورة الإنعام وطه إلى سورة يس بين يدي الله عز وجل» وقد ذكرها مفصلة بأسانيدها من طريق أبي عمر 
الداني عن أبي القاسم الوهراني هذا وغيره -في برنامج القاسم التجيبي 32-30. 

- تقدم في أصحاب الرحلات العلمية من الأندلسيين -وانظر بعض رواياته عنه في فهرسة ابن خير 1111. 


1 
2 
3 
4 
5 
6 


د ترجمته في معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض» 86. 
“- "ترتيب المدارك لعياض"ء (الملحق رقم 1) 172/8. 
316 


وذكر ابن حمادة -تلميذ عياض- في ترجمة له ألقها بترتيب المدارك لشيخه أنه: 


"طلب العلم وتفنن في فنون منه» ورحل إلى المشرق فحج» وسكن مصرء سمع أبا 
محمد بن الوليد وأبا العباس بن نفيس وابن هشاء!ة) وقرأ عليه القرآنء وكان ذا علم بالقرآن 
والنحو واللغة, ذا فهم في اله ادا باقعاز الغريه: خطيبا مها © وقال ابن عي 
الملك بعد ذكر رحلته ومشيخته : 


"وكان فقيها حافظ مشاورا مفتياء ولي الصلاة والخطبة بسبتة» ثم تحول إلى طنجة 
صدر دولة اللمتونيين فولي الصلاة والخطبة بها ثم أحكامهاء وتصدر قديما لإقراء القرآن. 
وكان مقرئا مجودا لغوياء ذا حظ من الشعر... توفي بطنجة سنة 0"491. 


عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن مؤمل بن أبي البحر الزهري أبو الأ 





اجتاز علينا بها تاجراء وله سماع قديم بالمشرق من كريمة بنت أحمد لكتاب البخاريء 
ومن أبي الحسن بن باب شاذء وأبي معشر الطبري... ثم ذكر جماعة من شيوخه ومروياته 
عنه, فذكر منها في علوم القراءة: ْ 
كتاب الوقف والابتداء لابن النحاس» وكتاب "معاني القرآن" لابن النحاس 
أيضا. 
خليفة بن تامصلت بن يى البرغواطي يكنى أبا القا 
قال ابن بشكوال : "قدم قرطبة سنة 467 في أيام المأمون بن بحيى بن ذي النونء 
وذكر أنه روى عن ابي عبد الله محمد بن عبد الجبار الطرسوسي عن أبيه كتابه في 
شعي e‏ المقرئ وغ 





کک 
أ- "الغنية"ء لعياض 197 ترجمة 86. 

- لعله ابن هاشم وهو أحمد بن علي بن هاشم "تاج الأئمة". 

- "ترتيب المدارك"ء (الملحق رقم 1)ء لابن حمادة 178-177/8. 

- "الذيل والتكملة": ج 8 القسم 2 ص : 372. 

“- هي المحدائة المروزية المشهورة تروى البخاري عن الكشمهيني عن الفربري عن البخاريء برنامج المجاري ص : 152. 

6 هو أبو الحسن طاهر بن أحمد بن باب شاذ من كبار النحاة بمصرء ترجمته في نزهة الألباء 361, ترجمة 153. 

"- "الغنية"» لعياض 184-183. 

7 هو كتاب المجتبى في القراءات. 


2 
3 
4 


317 


القاسم بن محمد بن سيد قومه أبو محمد الأندلسي البجائي : 

"حج ورحل» ولقي أصحاب ابن مجاهد, وأقرأ بجامع المرية» وتوفي سنة 457» وله 
شت وكانون "° 

هؤلاء هم أهم حملة الروايات والمصنفات العلمية في القراءات من رواد الرحلات 
تتبعناهم في الأندلس وصقلية وإفريقية والمغرب. وانتهينا بهم في كل جهة من هذه الجهات 
إلى مشارف المائة الخامسة وما بعدها بقليل» وهو العهد الذي ينتظم الطور الذي اصطلحنا 
على تسميته ب"عهد التأصيل" لما سئرى من أن المدرسة المغربية فيه قد اسعقافت قناتهاء 
وصلب عودهاء واستوت لها جميع مقومات الإمامة في علوم القراءة عموماء وفي رواية ورش 
موضوع بحثنا بوجه خاص وظهرت فيها المصنفات الجامعة لهذا العهد, المتضمنة لاختيارات 
"أقطاب المدارس" الفنية» واستحوذ أئمتها على ساحة الإقراءء وتأثل لهم فيها مقام استغنوا 
معه ام الاستغناء عن أساتذتهم الأولين في المدارس المشرقية» بل أخذوا يرفدون مدارسهمء 
وبحتلون كراسيها في هذا الفن. ويزودونها بالأساتذة الكبار. 


وقبل أن نتطرق للحديث عن أولئك الأقطاب في الأندلس وإفريقية ومدارسهم بهاء 
تقوم في نهاية حديثنا عن أصحاب الرحلات العلمية بتقويم عام لحصيلتها ومردودها في مجال 
القراءات والروايات وما يتعلق بها من فروع. 


تقويم عام للحصيلة العلمية التى استفادتها المناطق المغربية من هذه الرحلات. 


لا أحد في الحقيقة يملك تقدير العائدة الجليلة التى تحققت لرجال المدرسة المغربية 
لهذا العهد من مثل هذا التواصل العلمى والاحتكاك الطويل المدى بمختلف امتدادات 
مدارس الأمصار» فمن طريق ذلك تأتى للمغارية التعرف على منارات الإشعاع ومنابع الثقافة 
الإسلامية في جميع الميادين والاغتراف من معينها وينابيعها الثرة, والانتفاع بتلك الحصيلة 
المباركة بعد تثلها وهضمها والتفاعل معهاء وذلك بتحويلها إلى نتاج حلي رفيع فيه 
الأصالة والعتاقة ممتزجتين بالطرافة والجدة. وفيه الرحيق المشرقي معتقا في القوارير المغربية 
الصافية» كما سوف نرى آثاره ممثلة في الاختيارات الأدائية والتوجيهات الفنية عند أئمة 
"مدارس الأقطاب". ومن خلال المصنفات التى ألفها فرسان هذا الشأن في تلك الأغراض» 
والتي سارت بها الركبان» وتحدث بها الناس في كل مكان. 





- سيا تي التعريف به في "مدارس الأقطاب". 
- "الصلة", 182/1 ترجمة 416 وله ترجمة في "التكملة”, 308/1 ترجمة 835. 
- "غاية النهاية", 24/2 ترجمة 2603. 


سم يرم اليا ا الى 


318 


ولقد نأتى لنا فيما أسلفنا تتبع أهم المنافذ التي تسرب منها هذا العطاء سواء من 
خلال ما عرضناه من تراجم أصحاب الرحلات؛ أم من خلال حديثنا عن رواد "مدرسة 
ورش" وروافدها في مصر وغيرهاء ونخاول في هذه العجالة أن نتبين أهم المجالات التي تبلور 
من خلا لها هذا العطاءء وانعكس ذلك الإشعاع تأثرا وتأثيراء ويمكننا استقراء ما تحقق 
لرجال المدرسة المغربية فيما يلي : 


1. الأخذ والتلقي المباشر عن أساتذة القراءة المعتمدين بالمشرق في هذه العلوم. 


2. رواية مصنفات الأئمة المعتمدة ف تلك الديارء وهي متضمنة لمذاهبهم واختياراتهم ف 
الفن. ش 


3. التعرف على تلك المذاهب والاختيارات الفنية» ومناقشتها أحيانا مع أتمتهاء والوقوف 
على ما يستندون إليه فيها رواية ودراية. 


ولفذ أثر إن “ذلك من خلال التصدر للتدريس والإقراء وإسماع مصنفات الأئمة 
للطلاب» والقراءة والإقراء بما تضمنته من مذاهب واختيارات» بروز اتجاهات فنية متمايزة 
متأثرة بسمات المدرسة التى تنتسب إليها في المشيخة والأخذء وقثل أكثر ذلك بقوة وجلاء 
5 اختيارات أكابر الأئمة ممن نتعتهم ي"الأقطاب" على سبيل الاصطلاح» وهم طائفة من 
الأئمة المبرزين في المدرستين الأندلسية والإفريقية القيروانية» الذين استقلوا بمذاهبهم الأدائية 
وقيزوا بمدارسهم الخاصة التي تستمد من المدارس المشرقية أصولها في الجملة إلا أنها تستقل 
باختياراتها المتمايزة في مسائل الخلاف اعتمادا على ثقافتها الراسخةء وبلوغها درجة الإمامة 
في مناقشة الروايات وتوجيههاء واصطفاء ما صح لديها من الوجوه. وما ترتضيه من مذاهب 
المشيخة في القراءة والأداء. 


ولعلنا باستعراض ما تقدم من تراجم رواد الرحلات العلمية في مختلف الأقطار 
المغربية نستطيع أن نستخلص الملا حظات التالية : 
1. أن الرحلة إلى مصر كانت نستأثر بالأغلبية الغالبةء وربما كان ذلك راجعا لعدة 
اعتبارات» منها قربها من المنطقة, ومنها وقوعها في الطريق إلى الجمحاز لأداء مناسك الحج 
والعمرة» ومنها -وهو أهمها- ازدهار مدارس الإقراء بها لهذا العهد من مختلف الأقطار 
والاتجاهات. 
2 أن مركز الثقل في ذلك كان في مدرسة أبي الطيب بن غلبونء الذي قثل في اتجاهه أهم 
ما تحقق من لقاح بين المدرستين الشامية والمصرية في رواية ورش وغيرها من الروايات عن 
السبعة. 


319 


أن الرخلة قد رفدت المناطق المغربية بأهم مصنفات الأئمة من مختلف المدارس الفنية. 


ومن خلال ذلك كله أمكن 0 ع e E‏ ا ف ا 
الأصولية ا ثم المدرسة العراقية ثم E‏ بعض ا ف مكة 5 والشام 
والعراق. 


وهكذا رأينا من أساتذة الجهات المغربية لهذا العهد من المدرسة الشامية : 


أبا لصت بن كابوت وأبا 2 الأنطاكي 0 مزبد ا 0 
بن 9 1 ا وعبد الله عط 08 


ورايتا هن أساكذة المدوية المسرية ”ال آنا بكر محمد بن علي الأذفوي, وأبا 
غانم المظفر بن حمدان» وأبا جعفر أحمد بن محمد النحاس» ومحمد بن جعفر الأغاطيء 
وحمد بن عبد الله المعافري, وأبا عدي عبد العزيز بن عليء وأبا العباس رين أحمد بن 
منيرء وأبا العباس أحمد بن نفيس» وقسيم بن مطرء وأا خض عمر بن عراك وأحمد بن 
أسامة التجيبي, وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة, وأبا الحسين 2 بن علي بن 
الشاب وسواهم من رجال المدرسة ممن سنذكرهم في تراجم "الأقطاب 


ورأينا من المدرسة العراقية وامتداداتها بمصر أبا أحمد عبد الله بن حسنون 
السامري» وأحمد بن نصر الشذاء ئي» وأبا حفص الكتاني» وأبا بكر بن مقسم العطارء وأبا 
بكر بن أشته الأصبهانيء واخ بن و البغدادي, وأبا الفتح بن بدهن» ونصر بن عبد 
العزيز الشيرازي. وأبا المسن بن شنبود» وأحمد بن إبراهيم اللا والمسين بن هبة الله 
الدينوري» وغزوان بن القاسم» وأبا طاهر البغدادي, وأبا بكر محمد بن صالح الأبهمري 
وسواهم من أعلام المدرسة العراقية ممن سنذ كرهم في تراجم "الأقطاب" .© 


ورأينا من امتدادات تلك المدارس في مكة أبا معشر الطبريء وأحمد بن محمد 


القنطري ونحمد بن الحسين الكارزيني, وأبا يحمد بن العرجاء القيرواني» وأبا علي بن 
الا وله 





تقدم التعريف برجال هذه المدرسة والمدرسة الشامية في روافد "مدرسة ورش" في مصر. 
320 


وتنامى هذا اللقاح في المناطق المغربية والتقى بمجموعة المقومات التي انتجتها 
المدرسة المحلية, أعني المدرسة الجامعة التي انتظمت فيها جميع معطيات القرون الثلاثة 
الأولى منذ دخول طلائع الرواية عن نافع إلى الجهات المغربيةء وتعزز بما جلبه الرواة معهم 
من مصنفات الأئمة, وأهمها فيما رأينا : 


1. كتاب السبعة في القراءات لأبى بكر بن مجاهد البغدادي (ت 324ه) : 





المنطقة المغربية في صدر المائة الرابعة إن لم يصل قبل ذلك, فكان نواة للمدرسة السبعية في 
المغرب كما سوف نقف عليها في كتب الأقطاب وأقدم من ذكر أنه سمعه من مؤلفه ممن 
دخل الأندلس أبو علي القالي إسماعيل بن القاسم البغدادي صاحب الأمالي. وهو رجل 
اشتهر أديبا وراوية لغوياء إلا أن صاحبه محمد بن الحسن الزبيدي يقول عنه متحدثا عمن 
سمع منهم ناقلا عنه قوله : 

"ومن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى بن مجاهد المقرئ» قرأت عليه القرآن بحرف 
أبي عمرو بن العلاء غير مرة» وأخذت كتابه في القراءات السبع وغير ذلك"00. 


وقد كان دخول القالى إلى قرطبة في شعبان لثلاث بقين منه سنة 330. كما 
يا تي 


وقد رأينا دخول كتاب السبعة إلى قرطبة أيضا على يد أفي عبد الله بن النعمان 
القروي رواية له عن ابن بدهن عن مؤلفه» ومرت بنا رواية ابن الشقاق القرطبي للكتاب عن 
ابن النعمان المذكورء مما يدل على أن هذا الكتاب قد أخذ طريقه إلى توجيه القراءة 
والرواية عن نافع وغيره نحو آفاق أكثر رحابة وأشمل في هذا الوقت المبكر الذي بدأت فيه 
المدرسة المغربية تشرئب نو الخروج من طور النقل والرواية إلى طور البحث والتخريج 


والدراية. 


وسوف نرى أن الإقبال على سماع الكتاب من المتأخرين من أصحاب ابن مجاهد قد 
استمر إلى نهاية المائة الرابعة» فكان من آخر من سمعه من راويه عن مؤلفه أبي مسلم محمد 
بن علي البغدادي2 أبو عمرو الداني» وقد قيل عن أبي مسلم : إنه آخر من حدث عن ابن 
)3( 
مجاهد . 


أ- طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 131ء ونقل مثله عنه في إنباه الرواة للقفطي 243/1, ترجمة 130. 
ج هو أبو مسلم الكاتب -كاتب ابن جاهد, تقدم في روافد مدرسة ورش من المدرسة العراقية»وسيأتي في مشيخة أبي عمرو الداني. 
3 "غاية النهاية"» 74-73/2ء ترجمة2756. 

321 


وتتجلى أهمية الكتاب بالنسبة لقراءة نافع على الأخص» في كونه قد تضمن عددا 
كبيرا من الروايات والطرق عنه لا عهد للمنطقة بهاء وهذه قائمة الروايات والطرق التي 
بحتوي عليها. 1 


1- رواية قالون عن نافع : 
7 هو ن اع نياف ای عن قار 
> ومن طريق أحمد بن صالح المصري عن قالون. 
> ومن طريق أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون. 
” ومن طريق أحمد بن قالون عن أبيه قالون. 

2- رواية أبى سعيد عثمان بن سعيد ورش عن نافع : 
> من طريق أحمد بن صالح المصري -الآنف الذكر- عن ورش. 
” ومن طريق داود بن هارون بن أبي طيبة عن ورش. ظ 
> ومن طريق يونس بن عبد الأعلى الصد في عن ورش. 
> من طريق أبي عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري عن إسماعيل. 
> ومن طريق سليمان بن داود الهاشمي عن إسماعيل. 
> ومن طريق أبي نوبة عن الكسائي عن إسماعيل. 

4- رواية إسحاق بن محمد المسيبي عن نافع : 
> من طريق ابنه محمد بن إسحاق المسيبي عنه. 

ومن طريق خلف بن هشام البزار عن إسحاق المسيبي. 
> ومن طريق محمد بن سعدان عن إسحاق ا 
'- استخلصتها من ااي ابن مجاهد في أول الكتاب.91-88. 


م يسند هذه الرواية في قسم الأسانيد أول الكتاب, ولكنه روى منها عن ابن واصل عنه في ص : 482. 
322 


” ومن طريق أبي عمارة عن المسيبي'". 





” من طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي البصري عن 
الأصمعي. 


07 ومن طريق غير أبي سعيد عن الأصمغي في سور من القرآن/”. 





” من طريق أبي عبد الرحمن قتيبة بن مهران عن ابن جماز. 


7- رواية يعقوب بن جعفر بن أبى كثير المدنى عن ناف 





7 من طريق أبي عمارة عن يعقوب بن جعفر. 
8 رواية أبي بكر بن أبي أويس الأعشى عن نافع : 
” من طريق إبراهيم بن محمد المدني عن أبي بكر الأعشى. 
” ومن طريق أحمد بن صالح المصري عن أبي بكر. 
7 ومن طريق إبراهيم يم القورسي عن آي 06 
> ومن طريق أبي عمارة عن أبي بكر“ . : 
9- رواية أبى الحارث عن نافع : 
> من طريق أبي عمارة حمزة بن القاسم عن أبي الحارث. 
0- رواية إسماعيل بن أبي أويس المدني عن ناف 


” من طريق أحمد بن صالح المصري عن إسماعيل. 








5 يسند أيضا هذه الرواية من هذه الطريقء ولكنه ذكر منها في ص : 312. 
*- "السبعة"» 89. 
: 1 يسندها في قسم الأسانيدء وما ذكر من روايته عنه من هذه الطريق في مواضع منهاء ص : 617-615-568. 
2 ذكرها مرة واحدة في الحديث عن الهمز في "أئمة"» ص : 312. 
223 


1- رواية محمد بن عمر الواقدي عن نافع : 


-12 


“” من طريق محمد بن سعد عن الواقدي ببعض الروف. 


4 ومن كتاب محمد بن سعد عن الواقدي. 


” من طريق عباس بن الفضل عن خارجة. 
” ومن طريق عبد الرحمن الواقدي عن عباس بن الفضل عن خارجة. 
رواية الزبير بن عامر عن نافع : 
> من طريق أبي عمارة حمزة بن القاسم عن الزبير. 
رواية سقلاب عن نافع ببعض المروف : 
” من طريق يونس بن عبد الأعلى الصدفي عن سقلاب. 
رواية أبي قرة موسى بن طارق عن نافع : 
> من طريق علي بن زياد اللحجي عن أبي قرة. 
رواية الليث بن سعد الفهمى المصري عن نافع حروفا ليست بالكثيرة : 





رواية عبد الله بن إدريس الأودي عن نافع أنه قرأ "ملك يوم الدين". 
رواية أبي خليد الشامي عن نافع.() 
رواية عبد الرحمن بن أبي الزناد عن نافع . 


0), 


رواية أشهب المصري عن نافع" . 


- لم يسندها في أول الكتاب» ولكنه ذكرها في مسائل الخلاف. 699-684-568-468-464-327-191-153. 
فاق" سؤزة يوس" اعد ادیک عن لل “591 ,من 4 1327 


1 ذكرها ف "سورة مریم "۰ عن أشهب "سمع”نافعا يقرأ" ورءيا "مهموزا" "السبعة" 412-411. 


34 


فهذه إحدى وعشرون رواية من نيف وثلاثئين طريقا تضمنها كتاب ابن مجاهد في 
قراءة نافع» وهي روايات وطرق لا عهد للمنطقة المغربية بها ولا بمعرفتهاء وقد فصلها ابن 
مجاهد في أثناء كتابه من خلال استعراضه لمسائل الخلاف بين السبعة. 


1. كتاب المجبر في القراءات "لاب بكر محمد بن عبد الله بن أشته الأصبهاني 
.5 5 

(ت 360). 

هو ثانى أهم كتاب بعد كتاب السبعة لابن مجاهد دخلت منه القراءات السبع إلى 
الأندلس في حياة مؤلفه -على خلاف ما ذهب إليه بعضهم في أن الأندلس وإفريقية لا عهد 
لها بها حتى دخل بها أبو عمر الطلمنكي (ت 429) حكما فندنا هذا الزعم في مقدمة هذا 
الفصل. 

وقد قرظ الكتاب الحافظ ابن الجزري بقوله : "وكتابه المحبر كتاب جليل يدل على 
عظم مدا وجل الاندلش لهذا العهد على أيدي الرواة الكبار من أصحاب الرحلات» 
وقد تقدمت لنا رواية محمد بن إبراهيم بن عيسون القيسي الألبيري له الذي "عرض على ابن 
أشته وسمع منه "المحبر في القراءات" . 


ومن أهم روايات الكتاب ما ذكره ابن خير في فهرسته : 


فقد رواه من طريق أبي عمر بن عبد البر الحافظ قال : أخبرني به أبو القاسم خلف 
بن القاسم الحافظ© وأبو محمد عبد الله بن أسد الجهني20. 


ورواه من طريق أبى عمر أحمد بن محمد بن الحذاء قال : حدثنى أبو محمد بن 


قال أبو القاسم وأبو محمد : "حدثنا به أبو بكر بن أشته مؤلفه د رحمه الله" , 


2. كتاب علم المصاحف "لأبي بكر بن أشته : 
ومن كتبه التي دخل بها الرواة لهذا العهد كتاب علم المصاحف, وقد ذكر ابن 
الأبار في نرجمة أحمد بن سعيد مولى الناصر أنه "كان معنيا بطلب العلم -قال- : ورأيت 
سماعه لكتاب "علم المصاحف" تاليف ابن أشته في سنة 381م" . 





'- "غاية النهاية": 184/2ء ترجمة 3177. 


7- هو خلف الدباغ تقدم في صدر أصحاب الرحلات. ٤‏ 0 
م عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد أبو محمد الجهنيء تقدم في صدر أصحاب الرحلات. 
3 "فهرسة ابن خير" 24. 

325 


وظل كتاب علم المصاحف معتمدا عند أئمة الرسم كأبي عمرو الداني وصاحبه ابن 
مجاح. بل كان من جملة الثلاثين كتابا التي ذكر أبو محمد بن عبد الغنى اللبيب أنه 
اعتمدها في الفن في مقدمة شرحه ل"عقيلة أتراب القصائد" في الرسم للإمام الشاطبي. 


بن غلبون ف القراءات : 


رأينا في التراجم التي سقنا لها مبلغ الإقبال الذي كان على الأخذ عن أبي الطيبء 
وكيف كان يستأثر بمعظم النشاط القرائي في مصر في زمنه» ولذلك فقلما نجد أحدا من قراء 
إفريقية والأندلس يشد الرحال في طلب هذا الشأن إذ ذاك ثم تفوته الرواية عنه. ولهذا 
كانت مذاهبه واختياراته أعمق تأثيرا في مجال الإقراء من غيرهاء ونقراً في كتاب الإقناع لأبي 





جعفر بن الباذش في مواضع عديدة ما يرشدنا إلى ما كان لأبي الطيب وأبي أحمد السامري 
خاصة من تافر في توجيه القراءة» ومن أمثلة ذلك قوله عند ذكر إدغام الذال في التاء في 
"اتخذتم" وشبهه: "وأهل الأندلس يأخذون له بالإظهار اتباعا لأبي الطيب وأبي أحمد 
0 . ٍ: 


وقد رأينا في أصحاب الرحلات العلمية أزيد من ثلاثين قارئا كلهم لقي أبا 
الطيب» فمن المحتمل أن يكون أكثرهم قد روى عنه كتبه كما أخذ منه القراءة بمضمنهاء 
وقد جاء التصريح عند بعضهم بذلك كما رأينا في ترجمة أحمد بن محمد القيسي الجراوي 
أنه "قرأ على أبي الطيب وسمع مؤلفاته". 

ورأينا في ترجمة حكم بن محمد بن حكم الجذامي كيف قرأ عليه وروى عنه عامة 
کتبه» قال : وهي أربعة عشر تأليفا رواها أبو بكر بن خير من طريقه فيما رواه في فهرسة 
شيو خه. 

وقد خص بالذكر منها كتاب "الإرشاد في معرفة مذاهب القراء السبعة وشرح 
أصولهم" قال ابن خير : "حدثني به شيخنا الخطيب أبو الحسن شريح بن محمد 
المقزين 9 خر الله قراءة عليه وأنا أسمعه في ذي المجة من سنة 535. قال : 
حدثني به أبي -رحمه الله سماعا من لفظه» قال : سمعته على أبى العباس أحمد بن 





- "التكملة". 15/1, ترجمة 24. 


- يعني لهشام راوي ابن عامر. 
- "الإقناع في القراءات السبع”, 266-265/1, وذكر بعض مذاهبه أيضا في اللامات لورش» 339/1. 


- سيأني التعريف به في فصل خاص. 


ابم ايح ابيا کب 


2326 


علي بن هاشم المقرئ بحجرته بزقاق مهدة من فسطاط مصر سنة 433؛ قال : أخبرنا أبو 
ال 

وقذ أشي ای ريو چک اا اک ا 

المرشد في القراءات السبع. 

التهذيب لاختلاف قراءة نافع في رواية ورش وأبي عمرو بن العلاء في رواية 
اليزيدي. 

اختلاف ورش وقالون عن نافع. 

استكمال الفائدة وهو كتاب الإمالة في مذاهب القراء السبعة"©. 

وروی من كتبه في القراءة بسنده السابق عن شريح عن أبيه عن ابن أبي هاشم عن 
أبى الطيب بن غلبون كتاب إكمال الفائدة في القراءات السبع. 

والظاهر أن أوسع هذه المصنفات انتشارا بين المغارية هو كتاب "الإرشاد"» وقد 
مرت بنا رواية علي بن أبي غالب المهدوي له عن مؤلفه: كما رواه من أصحاب الرحلات 
"الأقطاب" أبو عمرو الداني وأبو عبد الله بن شريح وأبو علي بن بليمة» كما سيأتي في 
تراجمهم. 

وقد أسند ابن الجزري في النشر روايته للكتاب من الطريق الأخيرة عن أبي علي بن 
غالب الميدوي وقرا بد على ۆه" . 





أ- "فهرسة ابن خير": 25. 

2 هذه المصنفات في سياق واحد من روايته من هذه الطريق» فهرسة ابن خيرء 26-25. 

وكتاب الاستكمال لابن غلبون ما يزال محفوظا في بعض الزائن تحت عنوان "الاستكمال لبيان مذاهب القراء السبعة "لابن غلبونء 
يوجد مخطوطا مكتبة نشستر بيتي» دبلن» تحت رقم 4 أوراقه 58 كتب في القرن السادس» الفهرس الشامل للتراث العربي 
الإسلامي المخطوط, "علوم القرآن": 12/1. وطبع مؤخرا بتحقيق الدكتور عبد الفتاح بحري ابراهيم. 

“- "فهرسة ابن خير": 27. 

“- تقدم في أصحاب الرحلات من أهل أفريقية. 

"- "النشر في القراءات العشر"ء 80-79/1. 

327 


4. كتاب التذكرة فى القراءات الثمان لابه الحسن طاهر بن غلبون (399) ٠:‏ 
i û‏ 3 م اه الع اه 5 5 . )1( 
وهو كتاب ف القراءات السبع المشهورة وقراءة بعموب بن إسحاق المضرمى 
وبعتير من الكتب الأمهات في القراءات, وقد عنى أثمة الإقراء بروايته والقراءة 
بمضمنه. فقرأ به أبو عمرو الداني على مؤلفه في رحلته كما سيأتي. وقرأ به أبو عبد الله بن 


شريح الرعيني الإشبيلي على شيخه أبي جعفر أحمد بن محمد النحوي سنة 334 قال : 
أخبرنا به عن مؤلفه -رحمه الله-"©, 


وأسنده أبو بكر بن خير فقال : حدثني به الشيخ أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن 
بن الطفيل العبدي المقرئ() إذناء قال : حدثني به الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن 
منصور الحضرمي”/ مناولة منه لي بمدينة الإسكندرية مسجد منها يعرف ب"القمراء" بقرب 
"نات ريد صدر عام 505ه قال : "قرأت جميعه على أبي العباس بن نفيس المقرئ 
قال لي قرأته على مؤلفه أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم ابن غلبون المقرئ رحمه الله"0©. 


5. كتب محمد بن المسن الأنطاكي . 
,بعتبر الأنطاكي شيخ المشايخ المتصدرين من الشاميين والمصريين في النصف الثاني من 
المائة الرابعة وأول الخامسة, فقد قرأ عليه -كما أسلفنا- أبو الطيب بن غلبون وفارس بن 
أحمد وأبو العباس بن نفيس وجماعة كما قرأ عليه غير واحد من أصحاب الرحلات من 
المغارية, ورووا عنه بعض مؤلفاته. ومنها كتابه : 
القراءات الثمانيةء وقد تقدم ذكر رواية عبيد الله بن مسلمة عنه وسماعه منه كتابه 
المذكور. ©) ش 





9 توجد منه مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 282ق» وقد طبع أخيرا بالمشرق بتحقيق الدكتور عبد الفتاح بحيري إبراهيم 
في مجلدين. 

“- "يرنه إلى حلي 27:6 

ایق التسدرين ون اماب قري ارق فراح ا ن 

2 من أهل الأسكندرية قرأ على ابن نفيس» وقرأ عليه لورش أحمد بن الحطيئة الفاسي توفي سنة 310, "غاية النهاية", 2266/2 
ترجمة 3485. 

و ابن )27 

38 انظر سماعه في معرفة القراء للذهبي 278/1 طبقة 9. 

328 


6. كتب أبى طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبى هاث البغدادي من كبار أصحاب 
س 2 0 
ابن بجاهد. منها 


كتاب البيان في القراءات السبع. 
وكتاب الفصل في القراءات أيضا له. 
وقد دخل بهما بعض أصحاب الرحلات العلمية» ورواهما العلامة ابن خير من طرق 

عدة منها : ء' 

طريق الوزير أبي بكر محمد بن هشام المصحفي بسنده عن أبي طاهر مؤلفهما!0. 


بن علي بن هاشم المقرئ المصريء قال : حدثني به أبو الحسن علي بن أحمد ت 
عمر المقرئ المعروف بابن الحمامي© عن أبي طاهر مؤلفهما ". 


7 كتب أب جعفر أحمد بن محمد النحاس المصري (ت 338م) : 

5 جعفر كتب رفيعة القدر في أكثر من فن بلغت خمسين كتابا. "وله مصنفات 
في القرآن منها كتاب" الإعراب" وكتاب "المعاني", وهنا انان ليلا أغنيا عنما معنف 
قبا 1 في معناهما".(6) 

وقد دخلت كتبه إلى المغرب في حياته» ويذكر ابن الفرضي في ترجمة محمد بن مفرج 
بن عبد الله بن مفرج المعافري القرطبي أنه "دخل مصر ولقي بها أبا جعفر أحمد بن محمد 
وهو أولمن أذخكل همالكب الأ ندل روا" . 


ومن أهم كتبه الشديدة الاتصال بالقراءة كتابه : 





أ- ينظر سماعة له منه في "معرفة القراء"» 278/1 طبقة 9. 

2 "فهرسة ابن خير" 33-32. 

(- هو شيخ العراق في زمنه (ت 417) تقدم التعريف به. 

33 

“- الدكتور أحمد خطاب العمر في مقدمة تحقيقه "للقطع والائتناف”: للنحاس. 

6- أنباه الروات 136/1 ترجمة 50ء وغوه في طبقات الزبيدي» 150-149. 
329 


الوقف والابتداء : 


وقد عرف الكتاب بهذا العنوان كما ده عند أبي بكر بن خير لوست اعم 
عرف بعنوان "القطع والائتناف". ويهذا الاسم الأخير ذكره الإمام المتتوري في مرواياتنه©, 
ويه أيضا طبع في مجلد كبير» وقد كان يترجح الظن بتوارد اسان على مستوى واحيد 
لولا أن ابن خلكان ذكر في ترجمة النحاس أن للكتاب نسختين : صغرى وكبرى"©, فإذا 
كان الأمر كما قال. أمكن تقدير أن المطبوعة منهما باسم "القطع والائتناف" هي الكبرى, 
وذلك نظرا لعظم حجمها ووفرة مادنها ولعل الكبرى هي التي لاقت اهتمام الأندلسيين, 
فاعتنوا بروايتها في جملة كتب ابن النحاسء ما ودليل ذلك رواية ابن خير لها باسم "الوقف 
والابتداء". ورواية المنتوري لها باسم "القطع م ٠»‏ مع أن كلا منهما يسندها من 
طريق أبي العاص حكم بن محمد بن حكم الجذامي©. 


وقد تقدم لنا کر دخوله قا إلى الأندليي والمغرب من رواية عيسى بن 
البحر الزهري. © 


8. كتاب الوقف والابتداء لأبي بكر محمد بن اشر الأنباري (328) : 

ولعله أول كتاب ناضج موعب ظهر في موضوعه. ولهذا قال ابن الجزري: "وكتابه في 
الوقف والابتداء أول ما ألف فيه وأحسن"7, ونقل عن أبي عمرو الداني قوله في تقريظه : 
"سمعت بعض أصحابنا يقول عن شيخ له ن لا ار ا صنف كتابه في الوقف 
والابتداء جيء به إلى ابن مجاهد * : لقد كان في نفسي أن أعمل في هذا المعنى 
كتاباء وما ترك هذا الشاب لمصنف ما يصنئف"©, 


N 


5 فهرسة ابن خير" 46-45. 


1 

2 "فهرسة المنتوري", مخطوط الزانة العامة بالرباط» ص : 26. 

3 - طبع بتحقيق الدكتور أحمد خطاب العمر في مجلدء صفحاته 940, با فيها المقدمة والفهارس. 

“- "وفيات الأعيان", 99/1. : 

1 - يعتبر الكتاب سجلا حافلا لاختيارات الإمام نافع في وقف "التمام"ء وقد استفدنا منه كثيرا عند ذكر إسهام هذا الإمام في 
علوم القراءة وريادته في التأليف في هذا العلم. 

6 "فهرسة ابن خير"» 46-45, و"فهرسة المنتوري"» مخطوط الزانة الملكية بالرباط 26/1. 

"- ينظر في ذلك إسناد القاضي عياض له في "الغنية". 184-183, و"فهرسة ابن خير" 46-45. 

“- "غاية النهاية", 231/2. ش 1 

9 


30 


ولا شك أن كتابا بهذه المنزلة سيكون حل عناية لا مزيد عليها من كل من سمح به 
حتى حصل عليه ولهذا كان الإقبال عليه من لدن المغاربة بالغا مداه فاجتهدوا في تحصيله 


وروایته. 


وهكذا دخل قرطبة منذ منتصف المائة الرابعة : 


روابته 0 شيخه ابي سهل صالح بن إدريس البغدادي نزيل دمشق عن مؤلفه ابن 
الأنباري . 


ثانيا : ومن رواية أبى عمر الطلمنكي رواية عن أبي العباس عبد العزيز بن عبد الله الشعيري 
ان : : 


الشعيري المذ كور . 


رابعا : ومن رواية أبي عبد الله محمد بن شريح الرعيني الإشبيلي بسنده إلى ابن الشعيري عن 


خامسا : ومن رواية أبي علي الحسن بن خلف الأموي المعروف بابن بر لجال بسماعه له من 
أبى عبد الله محمد بن الحسن ابن سعيد التجيبي بعسقلان» بسماعه له من عبد العزيز 
الث 5 0 ١‏ 

لشعيري عن مؤلفه . 


سادسا : ومن رواية أبي علي الصدفي الحافظ سمعه منه عبد الغني بن مكي أبو محمد البجاني 

من أهل شاطبة وسمع معه كثيرا من المصنفات منها "كتاب المستنير في القراءات" لابن 
۱ )6( 

سوار .. 





- أسنده ابن خير من هذه الطريق في فهرسته 45. 

“- "فيرسة ابن خير"» 45. 

3- "الصلة": لابن بشكوال 221/1, ترجمة 499, و"غاية النهاية", 304/1, ترجمة 1337ء وقد تقدم ذكره في ترجمته. 

3 رواه عن شيخه أحمد بن محمد بن عبد العزيز اليحصبيء كما يأتي في ترجمته وبنظر السند عند ابن خير في فهرسته 45-44. 

“- "التكملة"ء لابن الأبار 257/1 ترجمة 681 و"الملل السندسية"» لأرسلان 321/3. 

“- "معجم أصحاب أبي علي الصدفي"» 280-279 ترجمة 249. وابن سوار هو أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر 
بن سوار البغدادي النفي» إمام كبير في القراءات» ألف "المستنير في العشر"ء قرأ عليه أبو علي بن سكرة الصدفي . شيخ ابن 
الباذش وروى عنه كتابه. توفي سنة 496 أنظر ترجمته في "معرفة القراء", الكبار للذهبى 363-362/1: طبقة 11ء 
"وغاية النهاية":86/1, ترجمة 390. ١‏ 

331 


سابعا ار عر ع أبو عمر بن عبد البر النمري 
الفارسي الكاتب 00 فيا أجاز لي خط 00 عن اين الأنباري مؤلفه 
بلك 





رححمه الله- 


وقد عني بعض الأندلسيين بتلخيصه. فقد ذكر أبو محمد بن حزم في "طوق الممامة" 
قصة رجل قال : "كنا نعرفه من أهل الطلب والعناية... وكان هذا المذكور من أصحابنا قد 
أحكم القراءات إحكاما جيداء واختصر كتاب الأنباري في "الوقف والابتداء" اختصارا 
حسنا أعجب به من رآه من المقرئين..."0©, 


وقد طبع كتاب ابن الأنباري باسم "إيضاح الوقف والابتداء" في مجلدين» وهو من 
مصادرنا في هذا البحث. وتتجلى أهميته فيما يخص موضوع قراءة نافع في تضمنه لكثير من 
اختيارات نافع في حروف القراءة وأصول الأداء. كما تتجلى أهميته خاصة في نقل فاذج 
حسنة عن مذاهب نافع ف "وقف التمام" في مواضع كثيرة من الكتابء. ولمؤلفه سند عال 
جدا في روايته لهذه الاختيارات» وقد أسندها في أول الكتاب فقال : "فما كان في كتابنا 
هذا عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ فحدثنا به إسماعيل بن إسحاق القاضي 
قال : حدئنا عيسى بن مينا ويلقب بقالونء قال : قرأت على نافع بن عبد الرحمن بن أبي 
نعيم القارئ هذه القراءة غير مرة» وأخذتها عنه". 


"وحدثنا بها أيضا سليمان بن يى بن الوليد التميمي المعروف بالضبي“ عن أبي 
جعفر بن سعدان© عن المسيبي عن نافع" . 


"وحدثنا بها اشا محمد بن لان عن ابن سعدان عن ۱ لمسيبي عن نافع "7). 


- هو أبو الفتح البغدادي نزيل مصر من أصحاب ابن مجاهد, مات بها سنة 370, "غاية النهاية", 19/1ء ترجمة 74. 

- "فهرسة ابن خير" 45044. : 

- "طوق الحمامة", مجموعة رسائل ابن حزم الأندلسيء 278-277/1. 

- إمام كبير قرأ على الدوري وخلف البزار وجماعة (291-200)ء ترجمته في "غاية النهاية", 317/1, ترجمة 1394. 

- هو أبو جعفر الضرير الكوفي (ت 231)ء تقدم في طرق رواية إسحاق المسيبي عن نافع. 

- محمد بن سليمان بن يحبى أبو بكر المروزيء قال ابن الجرري : كذا سماه ابن الأنباري» وصوابه محمد بن يحبى بن سليمانء 
"غاية النهاية", 149/2, وترجم له تحت الترجمة المذكورة فقال : "أبو بكر المروزي نزيل بغدادء مقرئ محدث مشهور» روى 
القراءة عرضا عن محمد بن سعدان وهو من جلة أصحابه. ثم ذكر قراءة ابن الأنباري وابن مجاهد وغيرهما عليه ووفاته ببغداد 
حول سنة 300, "غاية النهاية", 2277-276/2) ترجمة 3525. 

EE 


سر م ييا خط 4 كت 


332 


كما حدث عنه في مواضع عدة فقال : "حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال. : حدثنا 
نصر قال : حدثنا الأصمعي قال : حدثنا نافع" . 


ولا يخفى ما قد يكون لدخول هذا الكتاب وأمثاله ككتاب النحاس» وكتاب نافع 
في الوقف والابتداء من رواية ورش الذي قدمنا دخوله من رواية عبد الملك بن إدربس عن 
أبي عبد الله بن جعفر الأناطي وكتبه أمير المومنين الحكم بقرطبة سنة 60348 ولا يخفى ما 
سيكون له من تأثير سواء في تعميق المعرفة بقواعد الفنء أم في معرفة اختيارات نافع وغيره في 
ذلك الأمر الذي يجعل له من الأهمية في توجيه القراءة ووضع الضوابط لها نظير ما لكتب 
القراءة المختصة المتعلقة بنقل رواية المروف. ووصف أصول الأداء. 


9. كتاب المجتبى الجامع لقراءات الأئمة لعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي (ت 
420( 

تقدم لنا ذكر كثير من أصحاب الطرسوسي من رواد الرحلة من الأندلس وإفريقية 
وقد جاء التنصيص على رواية طائفة منهم للكتاب ومنهم خليفة بن تامصلت البرغواطي 
يرويه عن ولده محمد بن عبد الجبار عن مؤلفه عبد الجبار 0 


وقرأ اساي ولي ا : منهم إبراهيم بن أخطل) وأبو 


الطاهر إسماعيل بن خلف صاحب العنوانء وأسنده 0 أبي عبد 
الله بن شر" وأبو حمد بن سهل» ومن طربقه عن المؤلف أسنده ابن الجزري قراءة كضمنه 
فى النشر. © 





أ- هو نصر بن علي الجهضمي البصري (ت 250) تقدم في الرواة عن الأصمعيء ترجمته في "الغاية", 337/2. 
- "إيضاح الوقف والابتداء"» 56/1» ذكر السند مرتين في روايتين. 
ل وا عله 5 العم 13/1. 
“- تقدم ذكر ذلك في ترجمته تقلا عن "الصلة"ء 182/1 ترجمة 416. 
3 هو إبراهيم بن ثابت بن أخطل تقدم أنه الذي خلف الطرسوسي في كرسي الإقراء بعد وفاته. 
“- سيأتي التعريف به في الأئمة الأقطاب. 
"- "فهرسة ابن خير": 25. 
'- "النشر" 72-71/1. 
3 


المالكى البغداديء 





0 كتاب الروضة في القراءات لأبى على الحسن بن إبرا 


نزيل مصر (ت438) 


وهو كتاب في قراءات العشرة المشهورة وقراءة سليمان بن مهران الأعمش, وقد اشتهر 
اشتهارا واسعا باعتباره أحد المصادر الأمهات» وتعددت رواياته سماعا عن مؤلفه. وعنى 


فدخل من رواية علي بن محمد بن حميد أبي الحسن الصواف المصري المعروف 
ب(المعدل) 0 قرأ على ا المالكي وسمع منه "كتاب الروضة". وروى الكتاب عنه 
محمد بن عبد الله بن مسبح الفضي سماعا وتلاوة عن المؤلف كذلك, وقرأ على ابن مسبح 
بهذه الرواية جماعة من المغاربة» منهم حيى بن خلف بن النفيس يعرف بابن الحخلوف) 
وبحيى بن سعدون القرطبي. 


وقرأ بهذه الرواية أبو الأصبغ عيسى بن محمد بن أبي البحر الزهري الأندلسي» وقرأ 
بها الكتاب التالي : 


كتاب التمهيد في القراءات للمؤلف نفسه, وقال عن كل من الكتابين : "حدثني به 


أبو الحسن علي بن حميد الصواف وغير واحد من شيوخي عن أبي علي مؤلفه حرحمه الله- 
"6 


ودخل من رواية أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب المالكي المعروف 
با خياط» قال : سمعته وتلوت به على مصنفه"2, وقد قرأ بهذه الرواية على الخياط عبد 
الله بن مسبح الفضيء وقرأ عليه بها من المغاربة أبو القاسم بن الفحام -صاحب التجريد- 
"وهو أحد شيو خه المعتمد غل" 


ترجمنا له في روافد مدرسة ورش. 

- يمكن الرجوع إلى روايته للروضة في ترجمته في "غاية النهاية". 567/1, ترجمة 2313. 

إمام في القراءة من المتصدرين بمصرء وسيأتي في مشيخة ابن الفحام صاحب التجريد. 

- يمكن الرجوع إلى ترجمة ابن مسبح في "غاية النهاية". 187/2ء ترجمة 3183, وقد تقدم التعريف بابن الخلوف. 

- سيأتي في أصحاب ابن الفحام وغيره» ترجمته في "غاية النهاية"» 372/2) ترجمة 3844, "ونفح الطيب", 319-317/2. 
"فؤرسة انون" :26 

- روى "الروضة"» سماعا وتلاوة عن مؤلفها أن علي» "غاية النهاية", 10/1 ترجمة 28. 

- نقله ابن الجزري في "النشر"» 756/1. 

- "غاية النهاية"ء 10/1 ترجمة 28. 


0 0 
سر ايم لن لي وئ ي١‏ فد من ذا 


334 


ومن هذه الطريق عن ابن الفحام عن الخياط أسنده ابن الجزري قراءة وسماعا في 
ا . : 
ودخل برواية أبي عبد الله بن شريح الإشبيلي (ت 476).ء وهى رواية مباشرة عن 
المؤلف» قال ابن شريح : "سمعته على مؤلفه أبعي علي المذكور في مسجد "سوق بربر 
"بفسطاط مصر سنة 433"©, 
وروى كتاب الروضة أيضا أبو القاسم الهذلي صاحب الكامل ف القراءات» وغيره ٠‏ 
وما يزال. الكتاب على أهميته م جرج إلى الطبع والتحقيق مع وجوده ف بعض 
الخزائن المشرقة“ 1 
ٿن يه . 


1. كتب أبى على الحسن بن علي الأهوازي نزيل دمشق (446-362) : 


يعتبر الأهوازي أحد القمم في علم القراءات» وأعلى من بقى في الدنيا إسنادا في 
زمنه"ء وقد صنف في القراءة كتبا عديدة منها "الإيضاح", والإفصاح» والموضح؛ 
والوجيزء وال" 

وقد دخل برواية كتبه كثير ممن قرأ عليه» منهم : 


أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب القرطبي -صاحب المفتاح في 
القراءات» وسيأتى في ترجمته أهم ما دخل به عن الأهوازي من قراءات وروايات ومصنفات. 





وممن دخل بكتب الأهوازي أبو بكر عمد بن المفرج البطليوسي» ومن مرويانه عنه : 


كتاب الإيضاح في القراءات السبع"» قال الجعبري : "جمع فيه أبو علي مائة 
وخمسة وخمسين رواية تزيد على ضعفها طرقا قال كلهم مشهورون في النقل والضبط 
,.. 00107 
والإتقان . 





أ- "النشر" 75-74/1. 
2- "فهرسة ابن خير", 36. 
- سيأتي في أقطاب المدارس أصحاب المؤلفات الجامعة. ۰ 
“2 يود في مكتبة تشستر بيني تحت رقم 4795, أوراقه 134, تارينه 878, ينظر في ذلك "الفهرس الشامل للتراث العربي 
الإسلامي "المخطوط"» نشر المجمع الملكي بالأردن 28/1,: وذكر ثلاث نسخ أخرى. 
ك "غاية النهاية", 220/1, ترجمة 1006. 
6- ذكرها له الجعيري في آخر "كنز المعاني"» (خطوط). 
335 


وذكره الإمام المنتوري في فهرسته. إلا أنه قال : من ثلاث وستين رواية"... ثم 
أسنده من طريق شيخه أبي عبد الله محمد بن محمد القيجاطي.. لقنم د ا 
بالقراءة إلى ابن ا غ أي بكر هلا ين الع اور لو 


2. كتب أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري شيخ القراء بمكة المكرمة 


(ت 478) : 
ومنها كتاب "التلخيص في القراءات الععان عن القراء الثمانية اللشهورين ٠‏ 


تقدم لنا ذكر طائفة ممن دخل به من الروادء منهم أبو الحسن علي بن خلف بن ذي 
النون الي ومنهم أبو العباس خمد بن ثعبان البكي» ومنهم علي بن البتاء المهدوي, 
وقرأ به أبو عبد الله بن عمر بن العرجاء القيرواني على مؤلفه. وأخذه ابنه أبو علي الحمسن 
بن عبد الله ب بن العرجاء عن أبي معشر إجازة» وعن أبيه عبد الله بن عمر سماعا 
وتلا و 0 


وقرأ به من المغاربة عامة الآ خذين عن أبي علي بن العرجاءء ومن طربقه أسنده أبو 
حيان وابن الجزري وممن قرأ به ورواه عن مؤلفه أبو علي منصور بن الخير بن يعوب بن 
يملا المغراوي بالمالقي المعروف بالأحدب) قال : "قرأته وتلوت به على مؤلفه أبي معشر 
الطبري "000 


وقد حدث به أبو بكر بن خير قراءة على شيخه أبي جعفر أحمد بن ثعبان بن أبي 
سعيد بن حرز الكلبي ثم البكي المقرئ -رحمه الله- قال : قراءة مني عليه قال حدثني به 
مؤلفه أبو معشر المذكور قراءة مني عليه بمكة -حرسها الله- وفي حرم الله تعالى سنة 
ع 





- "كنز المعاني", المجلد الأول ورقة 3, مخطوط. 

- "فهرسة المنتوري", (خطوطة). 

- مخطوط جخزانة الدولةء برلينء ينظر بروكلمان 518/1, و"الفهرس الشامل للتراث", الأردن 91/1. 
- السند بذلك في "النشر". لابن الجزري 78/1. 

- "النشر". 78/1. 

- سيأتي في أصحاب أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح. 

- السند بذلك في "النشر", 78/1. 


س ايم اننا هک 


ها نح له من 


- "فهرسة ابن خير", 30-29. . 
336 


وحدث ابن خير به أيضا إجازة عن شيخه المقرئ عبد الجليل بن عبد العزيز 
المقرئ 7 بقرطبة قال : قرأته على الشيخ الصالح أبي الحسن علي بن خلف بن ذي النون 
العبسي المقرئ بقرطبة في شوال من سنة 492, وحدثني به عن أبي معشر مؤلفه". 

ومن أهم طرقه عند المغارية طريق أبي القاسم خلف بن إبراهيم ابن النخاس القرطبي 
(ت 511). وقد اعتمد على هذه الرواية أبو جعفر بن الباذش في الإقناع, ومنها أسنده 
أبو عبد الله المنتوري في فهرسته©. 


كتاب الجامع في القراءات» ويسمى أيضا ب"سوق العروس" : 

٠‏ ذكره ابن الأبار في ترجمة أبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد 
الداني فقال : "سمع من أبيه أبي عبد اللهء وأخذ عنه» ورحل معه ك المشرق فححا معنا 
وسمعا من ابی على بن العرجاء. وقرا عليه إبراهيم القران من أوله إلى آخره بجميع ما 
تضمنه "ال جامع لأبى معشر الطبري من الروايات» ويعرف ب"سوق العروس"» وفيه ألف 
وخمسمائة وخمسون رواية وطريقاء وقرأ من سورة الصف إلى أن ختم داخل الكعبة» 
وأجازه ف رجب سنة 2529 وقرأ عليه الجامع المذكور... وتوف سنة 546 قبل وفاة أبيه 
بئلاثة أشهر أو غخوها"©. 

وقد مغد ابو كر و ر عن عطن وة عن الو وججه بن خلف بن 
سليمان" وأبو عبد الله المنتوري“ وسواهم من الأعلام» وسماه عياض في مروياته "الجامع 
الكبير في القراءات"©. 


3. الجامع في القراءات العشر لنصر بن عبد العزيز الشيرازي الفارسي نزيل مصر 
(ت 461) © : 


ت 


- سيأتي في أصحاب أبي داود سليمان بن مجاح المؤيدي الهشامي صاحب أبي عمرو الداني. 


N 


- "فهرسة ابن خير”, 30-29. 

- ينقل عنه مباشزة في ترجمة عبد الله بن كثيرء "الإقناع"» 78/1. 

- فهرسة المنتوريء القسم الأولء مخطوطة الخزانة الحسنية» ص : 16-15. 

- "التكملة", لابن الأبار 147-146/1ء ترجمة 380. 

- حدث به عن عبد الجليل بن عبد العزيز عن أبي الحسن العبسي عن المؤلف» "فهرسة ابن خير" 30. 
- جه یالدیل وال :106/1 


دنا ظط 


- "فهرسة المنتوري"» وقد أسنده من طريق ابن الباذش عن ابي القاسم خلف بن إبراهيم عن المؤلف» ص : 17-16. 
- "الغنية في شيوخ عياض" 183. 


هس نحن لد هم ذا 


337 


قال ابن الجزري : "انتقل إلى مصر فكان مقرئ الديار المصرية ومسندهاء وألف بها 
كتاب "الجامع في العشر"... ثم ذكر فيمن سمعه منه أبا القاسم خلف بن إبراهيم النخاس» 
ومرشد بن كيى ال وممن رواه عنه ايضا ابو القاسم عبد الرحمن بن عتيق بن 
الفحام القيرواني -صاحب التجريد-» ومن طريقه عنه رواه الحافظ ابن الجزري باتصال التلاوة 
إلى مؤلفه. 


هذه على العموم أمهات مصنفات الأئمة المعتمدة التي دخلت المناطق المغربية على 
أيدي الرواد من أصحاب الرحلات العلميةء ولا شك أننا لم نستوعب غيرها من المصنفات, 
ولا استوعبنا أيضا جميع الروايات, وَإِمًا كان هدفنا التمثيل فحسب» على أننا تعمدنا 
أيضا إرجاء أكثر مرويات الأئمة الأقطاب كأبي عمرو الداني وأبي عبد الله بن شريح إلى 
الفصول الخاصة بهم تنبا للإطالة والتكرار. 


وقبل أن نصل إلى دراسة آثار هذه الثروة الرفيعة كما تمثلت في المستويات العالية 
عند رجال المدارس المغربية على عهد "الأقطاب". نريد هنا أن نتعرف على نوع آخر من 
الرحلات العلمية نسميه ب"الرحلات المعاكسة" أي تلك التى كانت تنطلق من المشرق أو 
من بعض ال هات الأخرى في اتجاه الأندلس وعاصمتها قرطبة» لما سوف نراه من أنها لم تكن 
أقل شأنا في التأثير على المسار الذي سارت فيه القراءات» وتنشيط ساحة الإقراء بالجديد 
الوافد تارة» والاختيارات الخاصة تارة أخرى, مما أعطى ثاره الجنية بسرعة وقوة, وأسرع أو 
ساعد على الإسراع على الأقل في إبراز طبقة الأئمة الأقطاب الذين استطاعوا استيعاب هذا 
العطاء واستثماره على أحسن وجه كما سوف تعكسه لنا مستوياتهم في البحث والتوجيه 
ومصنفاتهم العلمية الجامعة, ومذاهبهم الفنية والأدائية المتميزة» مستعينين بالله عز وجل في 
البدء والختام. 


أ- يوجد مخطوطا في الظاهرية بدمشق, تحت رقم 4425, "الفهرس الشامل للتراث العربي": الأردنء 87/1. 
2- "غاية النهاية" 337-336/2, ترجمة 3729. 
ف *السحرق إففراءات المع" 75/1 

338 


الفصل الثاني : 
"المدرسة القرطبية في القراءات في عصر ازدهارهاء ورائد الرحلة العكسية 


من المشرق إليها أبو الحسن الأنطاكي قطب أول اتجاه فني في القراءة 
والأداء في عهد التأصيل". 


تعريف بأوليات المدرسة القرطبية ونهضتها العلمية : 


ظلت مدينة قرطبة بعد أن اتخذها المسلمون بعد الفتح قاعدة للبلاد الأندلسية 
تستفرغ جهدها في منافسة المحواضر المشرقية» وفي مساماتها في مظاهر العمران» ووسائل الرفاه 
والتقدم العلمي» كما كانت بينها وبين المدن الصغيرة الناشئة في أطراف البلاد منافسة 
داخلية» وذلك بحكم تنوع النازلة بهذه المدن من عرب المشرق ممن استقروا بها عقب الفتح 
من أهل دمشق وحمص وقنسرين والأردن وفلسطين ومصر وغيرهاء من الذين عمروا جهاتها 
المختلفة بعد توزيعهم عليهاء وعلى الأخص في عهد ولاية أبي الخطار عام 0010025 


وم تكد تنتصف المائة ا ا و قرطبة على موعد مع 
المجد ا ينتظرها» وذلك بدخول ' 'صفر قريش" اا ور د بن 
هشام الأموي إليهاء وتجديده ملك أسلا فه بالمغرب» بعد ذهاب دولتهم وأفول شمسها من 
المشرق :2 


فقد انطلقت ابتداء من هذا العهد تغذ الخطا في ملا حقة الحواضر المشرقية والإفريقيةء 
ف محاولة لاستقطاب الأنظار إليهاء وصرف العامة في أقطار الأندلس وما إليها عن التبعية 
الدائمة للمشرق إلى أن قهدت لها البلادء وتأتى لها تحقيق الاستقلال السياسي» وبناء 
كيانها وشخصيتها المضارية المتميزة» فلم يض عليها إلا يسير بعد هذا الاستقلال حتنى 
قفزت إلى مقدمة الحواضر الإسلاميةء ولا سيما بعد أن استكملت بسط نفوذها الكامل على 
شبه الجزيرة الأندلسية تقريباء ودفعت بالبقية الباقية من الإمارات النصرانية إلى الأطراف 
القاصية ف زمن يعسوب دولتها : عبد الرحمن بن حمد المعروف ب' 'الناصر' ' والذي امتد 
عهده ما بين (350-300)» أي أنه قضى في الحكم خمسين عاما كاملة ابطاع يها تحقيق 
الوحدة الكاملة للبلادء والاستيلاء إلى جانب ذلك على الجهات الشمالية من "العدوة 
المغربية"» فأصبحت حواضر فاس والبصرة ونكور وسبتة وطنجة وغيرها من المدن المغربية في 
زمنه» تشكل امتدادا سياسيا للدولة الأموية بالأندلس لفترة طويلةء الأمر الذي حدا به في 





- "البيان المغرب" 33/2. 
2- دعل الأندلس سنة 138 وملكها حتى توفي سنة 172هء "جذوة القغيس", 9 
يا > 339 


النهاية إلى تحويل إمارة سلفه. وذلك برفع شعار "الخلافة السنية". في مواجهة الخلافة 
الصورية المتداعية التي بقيت لخلفاء بني العباس ببغداد لهذا العهد, والإمارة الإمامية 
الشيعية المنحرفة عند بني عبيد في افر 


وكا حتفف قرطبة ق فيد قاض عا ررض شام وان فا ار نينا 
كل من وصفها من المؤرخين فكانت كما قال عنها محمد بن حارث الخشني وهو شاهد عيان 
"داز الإمارة وحاضرة الماعة ومعدن الفضائل» ومسكن الأفاضلء وكمين العلوم» وجمع 


العلماع وقاعدة الأ eT‏ 


وكما قال عنها ابن حزم وهو شاهد عيان أيضا:"فإن قرطبة مسقط رؤوسنا ومعق 
قائمناء... فكان أهلها من التمكن في علم القراءات والروايات وحفظ كثير من الفقه والبصر 
بالنحو والشعر واللغة... مكان رحب الفناى واسع العطن» فسيح المجال". 


ولم يكن ابن بسام أيضا مبالغا حين قال عنها في صدر "الذخيرة في محاسن أهل 
الجزيرة" : 


"وحضرة قرطبة منذ استفتحت الجزيرة» هي كانت منتهى الغاية» ومركز الراية» وأم 
القرى» وقرارة أهل الفضل والتقى» ووطن أولي العلم والنهى» وقلب الإقليم» وينبوع متفجر 
العلوم, وقبة الإسلام. وحضرة الإمام, ودار صوب العقول. وبستان مُرة الخواطر» وخر درر 
القرائح» ومن أفقها طلعت جوم الأرض» وأعلام العصر, وفرسان النظم والنثرء ويها أنشعت 
التأليفات الرائقة» وصنفت التصنيفات الفائقةء والسبب في ذلك وتبريز القوم قديما وحديثا 
ان أن أفقهم القرطبي لم يشتمل قط إلا على أهل البحث والطلب» 
لأنواع العلم والأدب...". 

أما عمرانها فقد اتسع اتساعا مدهشا يمكن تثله من خلال الإحصاء الذي قدمه أبو 
العباس المقري لطائفة من مرافقها العامةء فقد ذكر أن عدد مساجد قرطبة ايام الناصر ثلائة 
آلاف وقاغاثة وسبعة وثلا ثون مسجدا" © , 


تسمى الناصر خليفة وخوطب بإمارة المؤمنين سنة 317, "الجذوة", 53. 

- "قضاة قرطبة"ء للخشني 25. 

رسالة فضل الأندلس لأبي محمد بن حزم مجموعة رسائل ابن حزمء 174/2. 

- "الذخيرة"؛ لابن بسام , القسم الأول المجلد الأول : 34-33. 

- "أزهار الرياض المقري", 272/2», وقد ألممنا بهذا في الباب الأول من هذا البحث. 
340 


١ ۰‏ 
امم دم دي حد م 


كما أعطانا ا مقرئ صورة مثيرة عن تقسيماتهاء وعن أرياضها الإحدى والعشرين 
المحيطة بها "في كل ريض من المساجد والأسواق والحمامات ما يقوم بأهله ولا يحتاجون 
. "(1) . 

إلى غيره 2 . 


وأما القرى التابعة لها فقال عنها : "وبخارج قرطبة ثلاثة آلاف قريةء في كل واحدة 
منبر وفقيه ومقلص©) تكون الفتيا في الأحكام والشرائع له" . 


تلك هي الصورة المتخيلة لقرطبة وأرباضها ومساجدها وقراها ومرافقها العامة كما 
أمكن رصدها من خارجء يقابلها وجهها الآخر الذي يمثل الجانب المعنوي من شخصيتها 
الحضارية الراقية التى استقرأناها في بعض التقاريظ التي مرت بناء» ونلمس بعض مظاهرها في 
فا "ذكره امقر امن تنظيمات لأمور الإمامة والفتياء وقييز أهل العلم والرياسة بزي خاص لا 
يشاركهم فيه غیرهم» هذا إلى ما ذكره في هذا السياق من عناية أهلها جزائن الكتب "فهي 
أكثر بلاد الأندلس كتباء وأشد الناس اعتناء بخزائن الكتب» صار ذلك عنذهم من آلات 
التعين والرياسة, حتى إن الرئيس منهم الذي لا تكون له معرفة» حتفل في أن تكون في بيته 
خزانة كتب» وينتخب فيهاء ليس إلا أن يقال : "فلان عنده خزانة كتب» والكتاب الفلاني 
ليس عند أحد غيره قد و ١‏ 


ويحدثنا المقري نفسه عن المفارقة العجيبة التي كانت لهذا العهد بين قرطبة وإشبيليةء 
والمتمثلة فيما قيل من أنه "كان إذا مات عالم بإشبيلية فأريد بيع كتبه» حملت إلى قرطبة 
حتى تباع فيهاء وإذا مات مغن بقرطبة فأريد بيع آلته» حملت إلى إشبيلية حتى تباع 
و 


وجاء عهد الحكم بن عبد الرحمن المعروف ب"المستنصر" (366-350) فبلغت 
قرطبة الأوج في هذه المظاهر الباذخة والآفاق العلمية والعمرانية السامية» وأتيح للحكم بسبب 
الأمن السائد والاستقرار التام والرخاء العام» أن يجني غرس خلافة والده الطويلة الأمدء 
ويقتطف ثار ما أمسه بقرطبة والأندلس وما يتبعها من حركة ثقافية فبرز على أبيه بالإسهام 
الشخصي في قيادة تلك الحركة في جميع المجالات, "وكان -كما يقول عنه الحميدي- جامعا 





أ- فصل المقري أسماءها في النف 14-13/2. 

4 أصله "مقلس" بالسين» أي واضع القلنسوة على رأسه» تنظر الكلمة بهامش النفح : ٠7/2‏ , 

3 "نفح الطيب". 7/2 قال : "وكان لا جعل القالص عندهم على رأسه إلا من حفظ "الموطاً"» وقيل من حفظ عشرة آلاف 
حديث عن النبي صلى الله عليه وسلمء وحفظ "المدونة"» وكان هؤلاء "المقلصون" يأتون يوم الجمعة للصلاة مع الخليفة 
بقرطبةء ويسلمون عليه ويطالعونه بأحوال بلدهم. 

“- "نقح الطيب"» 11-10/2. 

"- "يفم الطب :463/1 


341 . 


للعلوم» حبا لهاء مكرما لأهلهاء وجمع من الكتب في أنواعها ما م يجمعه أحد من الملوك 
قبله هناك وذلك بإرساله عنها إلى الاقطارء واشترائه لها بأغلى الأتممان. ونفق ذلك عليه 
فحمل إله". 

وقد ذكروا أنه كان له وكلاء ف الأقطار الإسلامية بستوردون له الكتب والنوادر» 
م ب إبرا e TT‏ ا 


جرت 0 يده من النفقات هناك في هذه الوجوه مقدار مائة ألف وعشرين 5 رار ۳ 


ول يقف الأمر بالحكم المستنصر عند هذا الحد في نشجيع الحركة العلمية والثقافية 
بل إنه بث العيون في عامة مناطق البلاد المغربية والمشرقية ترصد له الكفاءات العلمية في 
كافة المجالات. سواء تكن من التأثير عليها أم لم يتمكن, ولقد مر بنا قول المالكى في رياض 
التفوسن ٠‏ 


"وكان الحكم رما سمع بالرجل ينفع في بلد من البلدانء فلا يقر له قرار حتى يكون 
عنده. وكان يقول : لست أشتهي من دولة الشويعي إلا أربعة : أبا القاسم ابن أخت 
الغساني المقرئ وابن الصيقل الشاعر... إلخ. (© 


وقد أبر الحكم وزاد على ما حكاه الخشني عن أحمد بن خالد قال : "كان من 
شأن الخلفاء -رحمهم الله -السؤال عن أخبار الناس. والكشف عن أهل العلم وار منهم» 
والتعرف لأماكنهم من قرطبة أو غيرها من الكورء فكانوا إذا احتاجوا إلى رجل يصلح لخطة 
فک ا 

وكان إلى جانب ذلك يتعهد العلماء في بعض البلدان الإسلامية بيرم وهم ف 
بلدانهم» ويسعى في عقد صلات المودة بينه وبينهم» مما كان يبسر له الحصول على كثير مما 
يريد من مصنفاتهم وذخائرهم. 


وبذكر ابن حيان المؤرخ المختص في التأريخ لهذا العصر أن الحكم "كان يوجه كل 
عام إلى كل واحد من علماء مصر سرا صلة سنيةء ويخص ابن شعبان بضعفه ". 


- "جذوة المقتبس"ء 13. 

- "ترتيب المدارك". 22/7. 

- "رباض النفوس"ء 477/2ء وقد سبقت الاستفادة من النص. 

- "قضاة قرطبة". للخشني 64. 

هو محمد بن القاسم بن شعبان الفقيه المالكي المصريء ترجمته في "ترتيب المدارك". 275-274/5. 
342 


1 
س يم ديا حد ها 


وقد كان مثل هذا الصنيع من الحكم في خلافة أبيه ثم في خلافته. يخلف صداه 
البعيد في تلك الأرجاء وبنشىئ أثره العميق في قلوب المستفيدين» ويبعث الحوافز والهمم في 
نفوس الا خرين الذين يودون لو حظوا بنصيب مماثل من هذا البر والتقدير. 


ولقد أدى ذلك إلى تحريك دواعى الكثير من علماء المشرق والمغرب إلى الرحلة حو 
البلاد الأندلسية فيما نعتناه بالرحلة المعاكسة» وعرفت قرطبة في زمن الناصر وابنه الحكم ما 
يمكن أن نصفه بلغة العصر ب"تهريب الأدمغة" ذلك أنه بدلا من أن جد المبادرة من طلاب 
المعرفة من أهل البلاد خو العواصم الشرقية بحثا عن الينابيع العلمية الصافية كما رأينا 
آنفاء أمسينا جد أن هذه الكفاءات العلمية المشرقية هى التي أخذت تبحث عن وسيلة 
للوفادة على هذه المناطق والاستفادة مما تسمعه عنها من رعاية وحفاوة بالعلم والعلماء 
وعلى الأخص في ميدان علم القراءات الذي رأيناه منذ صدر إمارة الناصر أول المائة الرابعة 
يعرف ازدهارا منقطع النظير» استجابة للروح العلمية الشاملة التي هيمنت على العصرء ومن 
هنا رأينا تلك الكثرة البالغة من علماء قرطبة وغيرها يشدون الرحال نحو المشرق في طلب 
هذا الشأن, لتحقيق مزيد من التمكن فيه والتحقق من علومهء بلقاء المشيخة ورواية 
المصنفات, والتوسع في الروايات» وعلى الأخص في اتجاه المدارس القرائية المتصدرة في مصر 
لهذا العهدء حيث تلاقى في "مدرسة ورش" العتيقة عطاء عامة مدارس الأمصار الإسلامية 
كما مر بناء وتلا قح على أيدي طائفة من أفذاذ الأئمة النابغين من رجال المدرستين الشامية 
والعراقيةء فكانت مصر بذلك -كما رأينا- قبلة الطلاب من الأندلسيين والمغاربة عامة, الأمر 
الذي أشعر الأطراف المعنية بالعمل على تقريب الشقة على الراغبين» سواء من جانب المشايخ 
المتصدرين» أم من جانب المشجعين "المسؤولين". لا سيما مع ما لاحظوه من خلال الاتصال 
الدائم بهم من وفرة في العددء ورغبة خاصة في الأخذء ومستوى رفيع في التحصيلء وللإفادة 
من الحدب الزائد والمفاوة "الرسمية" البالغة التى كانت تترامى أصداؤها إلى مجالس 
الإقراء في مصر وإفريقية وغيرهاء فتحمل على التفكير الجدي في ذلك ٠‏ 


ولقد 'تقدمت لنا إشارة معبرة في هذا المعنى في ترجمة سعيد بن عبد العزيز الثغري 

أحد أصحاب الرحلات العلمية إلى مصر -فيما حكاه عن شيخه أبى بكر محمد بن عبد 

الله المعافري (ت بمصر 360)- أنه كان يأخذ أخذا شدبداء وكان يقول لي :لتو اندي 

توجهت إلى بلدكم -يعنى الأندلس- كنت أصاح بها؟ فكنت أقول : تكون رئيسا 
للد "2 . 1 


اا ا 
إن "تريب المدارك", 5 تقلا عن أبن حيان صاحب "المقتبس ف اناز الأندلس". 
2- "غاية النهاية", 189-188/2ء ترجمة 3193. 

343 


ولقد كان الحكم أيضا يترصد حركة الرحلات العلمية التي كانت تتم في الاتجاهين 
من الأندلس وإليهاء فلا يكاد يدخلها أحد من أولئك النابهين من أهلها أو غيرهم حتى 
يد الأذرع مفتوحة لاحتضانه. وكان لا يخطئه أن يجد له مأمورية علمية يعهد إليه بها 
حسب تخصصه ومستواه العلمي» حتى يظل عاملا في رحابه. كما كان طلبة العلم أيضا 
ومشيخة الإقراء أيضا قبل دخولهم يضعون نصب عيونهم الحصول على بعض هذه 
"الامتيازات"» فتكون من جملة الموافز التي تجعل الطلاب في رحلاتهم العلمية يعكفون على 
التحقيق والاجتهاد في الرواية والتحصيلء سعيا وراء المنزلة الرفيعة التي تؤهلهم للمشيخة, 
وترشحهم لدى أولي الأمر للحصول على الرعاية الخاصة, حتى إن الواحد من أولئك كانت 
تعتربه المرارة والخيبة حين تفوته مطاحه في ذلك ويتعذر عليه الوصول إليهاء ومثال ذلك ما 
نقف عليه عند عياض في ترجمة الإمام المغربي الأصل أبي محمد الأصيلي الذي رحل إلى 
المشرق سنة 352ه فحج ودخل العراق, وسمع الكبار, وأقام بالمشرق نحو ثلاث عشرة سنة, 
وسمع به الحكم وهو بالمشرق مدة طويلةء فأقبل إلى الأندلس» فلما وصل المرية مات الحكمء 
فانعكس أمل الأصيليء وبقي حائرا هائما"©. 

هذا بالإضافة إلى عناية أخرى كان يبديها الحكم لمن نبغ في مجالس الشيوخ من 
الطلبة فكان " يسأل المشايخ بحضرته عن تلامذتهم منقبا عن النابهين منهم. ممن يصلح أن 
يؤهل لال رفيعة"©. 

وقد أفاد من هذه الرعاية عدد كبير من علماء العاصمة وروادهاء حتى إنه كان 
يفرض على بعضهم ما يشبه "الإقامة الإجبارية" بها حتى يكون وجوده مستمرا في البطانة 
والاشية الخاصة. 

وكانت مكتبته الخافلة تستأثر بنصيب وافر في تشغيل هذه الكفاءات» كما كان يعهد 
إليهم في شأن خدمتها وتنميتها عن طريق اقتراح التفرغ للتأليف في فنون مختلفة وموضوعات 
متنوعة كان يقترح عليهم التأليف فيها كما فعل مع العلامة اللغوي محمد بن الحسن الزبيدي 





1 4 0 ۶ 3 
- هو عبد الله بن محمد الأصيلى نسبة إلى مدينة أصيلة ال مغربية, هاجر به أبوه إلى الأندلس» ودخل قرطبة سنة 2342 وكان 


*- "ترتيب المدارك", 138-137/7. 
“- "جذوة المقتبس", 206-205, ترجمة 411. 
ف مثال ذلك قطعة شعرية قالها محمد بن الحسن الزبيدي حين استأذن الحكم المستنصر في الرجوع إلى أهله بأشبيلية فلم يأذن له 
فكتب إلى جارية له تدعى سلمى أبياتا بعث بها إليها أولها : 
وبحك یا سلم لا تراعى لا بد للبين من زماع 
إلخ "جذوة المقتبس", 49-48 . 
344 


حن غيك إليه باختصار "كات العين" للخلين ن أحمد الفراهيزي!":' وكما فعل ف 
المجال الفقهي حين عهد إلى الفقيهين أبي بكر المعيطي' * وأبي عمر بن المكوي”" بتأليف 
"الاستيعاب لقول مالك" في مائة جزء. بعد أن مكنهما من جرد أقوال مالك في 5 
المالكية مما في خزانتته من رواية المكيين والمدنيين والعراقيين والمصريين والقيروانيين 
والا ندلسيین وغیرهم» وقد وصل كل واحد منهما بألف دينارء ومنديل كتب» وقدمهما إلى 
الشوزى": 


درس الفقه بالقيروان والأندلس» قال عياف * "'واستقر آخرا بقرطبة. وولي الشورى بها 

وقكن من ولي عهدها المكم وألف له تواليف حسنة -قال ابن الفرضي- : بلغني أنه ألف 
ال 

له مائة ديوان 


E‏ ا 


- وعهد بل ذلك إلى الأخوين محمد بن أبان بن عيسى وأخيه عبد الله حيث "ندبهما 
الحكم إن اختصار الكت ا 


وكان الحكم يلجأ أحيانا إلى الضغط للحصول على بغيته. ومن أمثلة ذلك ما عهد 
به إلى عبد الله بن مغيث المعروف بابن الصفار -وكان أثيرا عنده- فلما أراد الحكم غزو 
الروم سنة 2ه تقدم إليه بالكون في صحبته» فاعتذر بضعف في جسمه. فقال الحكم 
لأحمد بن نصر : قل له : إن ضمن لي أن يؤلف في أشعار خلفائنا بالشرق والأندلس مثل 
كتاب الصولي في أشعار خلفاء بني العباس أعفيته من الغزاة فخرج إليه أحمد بن نصر 
بذلكء ققال : أنا أفعل ذلك لأمير المؤمنين إن شاء الله"“. 





أ- ينظر أمره له بذلك في القسم المحقق من "المقتبس" لابن حيان 134. 
' وقع في "الجذوة", خمنًا أن الآمر للفقيهين بذلك النصود بن أبي عام "الجذوة", 402. 
- شيخ فقهاء ا ف وقته» توفي سنة 341 ترجمته في "ترتيب المدارك", 134-123ء وتوفي قبله المعيطي سنة 2367 
ترجمته في "ترتيب المدارك", 122-121/7. 
E‏ 12221215 
د "ترتيب المدارك": 266/6, و"جذوة المقتبس". 53. 
6 "الجزوة", 40. 
"ليبا 263 
5- "الجذوة", 252. 
345 


وبهذا الصنيع بلغت مكتبة الحكم المستوى العظيم الذي كانت به مضرب المثل في 
الضخامة» حتى قيل كانت تحتوي على مليون كتاب» وحتى ذكر أن الموكلين بها "لما أرادوا 
امتحانها وتفتيش ما يعرض فيها من الآفة وردها إلى مواضعها بتعاون جماعة من الفقهاء. 
برياسة أبي عمر أحمد بن عبد الملك المشهور بابن المكوي ومعهم من الفتيان طائفة يتولون 
ذلك بين أيديهم» طالت مدة عملهم في ذلك لكثرة هذه الكتب ووفور خزائنها حولا كاملا 
وفوقه"(. 
ويمكننا تقدير مبلغ هذه الضخامة والوفرة بتدبر ما ذكره أبو محمد بن حزم عنها 
وعن فهارسهاء قال : "أخبرني بكية الخصي -وكان على خزانة العلوم والكتب بدار بني 
مروان- أن عدد الفهارس التى فيها تسمية الكتب أربعة وأربعون فهرسة, في كل فهرسة 
عون لالدو ا 9 


ويلخص لنا العلامة ابن خلدون صورة أخرى عن عهد الناصر وابنه الحكم فيقول : 


"فأقام للعلم والعلماء سلطانا نفقت فيها بضائعه من كل قطرء ووفد عليه أبو علي 
القالي صاحب كتاب "الأمالي" من بغداد فأكرم مثواه وحسنت منزلته عنده, وأورث أهل 
الأندلس علمه» واختص بالحكم المستنصرء واستفاد من علمه» وكان يبعث ف الكتب إلى 
الأقطار رجالا من التجار» وسرب إليهم الأموال لشرائهاء حتى جلب منها إلى الأندلس ما 
لم يعهدوه» وبعث في "كتاب الأغاني"7 إلى مصنفه أبي الفرج الأصفهاني -وكان نسبه في 
بني أمية-» وأرسل إليه فيه ألف دينار من الذهب العين» فبعث إليه بنسخة منه قبل أن 
يخرجه بالعراق" . 


"وكذلك فعل مع القاضي الابهري© المالكي في شرحه لمختصر ابن عبد الحكد ا 
وأمثال ذلك» وجمع بداره الحذاق في صناعة النسخ» والمهرة في الضبط والإجادة في التجليد, 
فأوعى من ذلك كله. واجتمعت له بالأندلس خزائن من الكتب لم تكن لأحد قبله ولا من 
بعده» إلا ما يذ كر عن الناصر العباسي ابن ميض" 


- "ترتيب المدارك", 129-128/7. 

- "تاريخ ابن خلدون", 147-146/4. 

- دخل قرطبة سنة 330 وتوفي بها سنة 356, "الجذوة", 370 ترجمة 878» و"نفح الطيب". 73/4. 

- ينظر الكتاب في قائمة المصادر المطبوعة المعتمدة في للبحث. 

- هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري حتقدم-. 

- هو عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري من الطبقة الصغرى من أصحاب مالك "صنف كتابا اختصر فيه أسمعته ثم 
اختصر منها كتابا صغيرا... وإياهما شرح أبو بكر الأبهري» "ترتيب المدارك", 368-363/3. 

"- ”تاريخ ابن خلدون", 147-146/4. 


س لم هيا خب 04 حنم 


346 


تلك هي ملامح الصورة الثقافية في جانبها "الرسمي" بقرطبة لهذا العهد. وهي 
ملامح زاهية كما رأيناء ومن ثم فلا مفر من انعكاسها بقوة وعمق فيما حول البلاط 
والحاشية؛ وفي غاشية المدينة من العلماء والطلاب ورواد الجوامع والمساجد والخزائن 
والمجالس العامة والخاصة, وكانت مظاهر هذه العناية في واقع الحال تتجاوز خدمة البلاط 
لتعم عوائدها الصادر والوارد والحاضر والبادي على سواء. 


ولذلك فسوف نرى أن الدعوات التي كان يوجهها الناصر والحكم لعلماء الجهات 
والأقطار لم تكن باستمرار تنظر إلى تخريج الخاصة من أهل المحاشية والبطانة الرسمية؛ وإنما 
كان أكثرها يستهدف سد حاجة الجمهور أولاء وكان منها عدد محدود يصطنع للقيام ببعض 
المهام أو ينتدب للتأديب والتعليم لشفي وقد خدم هذا العمل في تجميع "الأطر" 
الرفيعة في عاصمة البلادء الناحية الثقافية خدمة جلى لا عهد لها بها في جميع المجالات. 
بحيث نبه على كثير من ذوي الأقدار من العلماء والقراء ممن كان محدود الأثر في بلده أو 
یعیش في خمول» كما حفز الكثير من الهمم على المزيد من التأنق والتجويد في الإسهامات 
العلمية التي كانوا يدلون بها طموحا منهم إلى مراكز الشفوف. وإن كان هذا التجميع 
للكفاءات في العاصمة قد أجحف بكثير من المواضرء وفوت على طائفة من الجهات 
الاحتفاظ ب"أطرها" النابغة أو الانتفاع بالمتخرجين من أصحاب الرحلات العلميةء لأننا لا 
نكاد نقع على عالم له نبوغ في ناحية من نواحي الأندلس أو إفريقية والمغرب لهذا العهد 
دون أن نجد للحكم محاولة لاستدراجه واستجلابه إلى عاصمته» وتحفل تراجم علماء العصر 
بمثل هذه الدعوات التى كثيرا ما تلاقى القبول والاستعداد, والأمثلة على ذلك كثيرة نقتصر 
على بعضها : 


- فنقرأ في ترجمة عبد الرحمن بن عيسى الطليطلي المعروف ب"ابن مدراج" (ت 363) أنه 
دخل على الحكم في وفد طليطلة» وكان أصغرهمء فألقى عليهم الحكم مسألة من التفسيرء 
فأجاب عنها ابن مدارج بجواب خالف فيه علماء الوفدء فاستحسنها الحكم وسأل عنه» وأمر 
بعد هذا باستجلابه لقرطبة فاستعفى من ذلك "0 . 


- ونقرأ في ترجمة أبي غالب تام بن عبد الله المعافري الطليطلى (377-305) أنه "كان 
من أهل العناية بالعلم والرواية الواسعةء والفتيا والتقدم والديانة والفضل... سمع في رحلته 


أ- تقدم لنا في الباب الأول ذكر تنصيب المقرئ أبي القاسم أحمد بن محمد بن يوسف المعافري (ت 367) المعروف بالقسطالي» 
لتاديب ولي عهد الحكم : هشام المؤيد وإقرائه القرآن وما أحيط به ذلك من مراسيم وتقرأ وا من ذلك في تنصيب محمد بن 
الحسن الزبيدي لتعليم الأمير العربية» وتنصيب المحدث الرواية يحيى بن عبد الله بن يحيى بن يى بن جيى الليثي لإسماعه 
الحديث النبوي (ينظر كل ذلك في القسم المحقق من "المقتبس" لابن حيان 77-76, وكذا 217-216-164). 

“*- "ترتيب المدارك", 30-29/7. 

2-7 


من جماعة... وجلب كتبا كثيرة... وكان الحكم -فيما ذكر- جلبه إلى قرطبة» فقامت له 
.. )1 
ا و 


- ونقراً في ترجمة عبد السلام بن السمح الهواري أنه "رحل إلى المشرق وأقام به مدة 
طويلة... وأحكم قراءة القرآن على القراءء وروى كتبا كثيرة» فلما انصرف من المشرق أنزله 
الحكم بالزهراء 2 ووسع عليه وأخذوا عنه"©. 


- وفي ترجمة أبي عبيد قاسم بن خلف الجبيري صاحب الرحلة إلى مصر والحجاز والعراق 
أنه "أقام في رحلته ثلاثة عشر عاما... فلما عاد "كانت له من الحكم المستنصر منزلة ومكانة 
عالية. أسكنه معه ف الزهراء وتوسع "40 


- وفي ترجمة محمد بن فرح بن سبعون النحلي المعروف بابن أبي سهل من بجانة أنه "سمع 
منه الناس ببلده واستقدمه أمير المؤمنين المستنصر بالله -رحمه الله- إلى قرطبة في شهر ربيع 
الآخر سنة 361"©. 


- وتقدم في نرجمة أبى محمد عبد الله بن محمد القضاعى المعروف بمقرون -أحد امتدادات 

المدرسة الخيرونية القيروانية في الأندلس- أنه قدم قرطبة "بأمر الحكم -أمير الأندلس- في سنة 
7 فأقرأ الناس بها على باب المسجد الجامع بحرف نافع من رواية ورشء وكان ينحو فيه 
: الف )6( 


ذلك جانب من النشاط العلمي "الرسمي" في قرطبة كما كان يقوده خلفاؤها لهذا 
العهد. وقد لمسنا فيه مبلغ العناية بالكفاءات العلمية النابغة في الجهات الأندلسية والإفريقية 
. والمغربية بوجه عام. ْ 

فأما الخفاوة بالكفاءات المشرقية الوافدة أو المدعوة إلى الوفادة فقد كانت أوفى 
وأقوى» ولا سيما منها الممثلين لمدارس القراءات في الأمصار» حتى ليمكن أن تقول عن 
الحكم إنه قد استطاع أن يمثل في عاصمته جميع المدارس المهمة في القراءة وأصول الأداء من 
أند لسية وقيروانية ومصرية وشامية وعراقية» وذلك عن طريق من استجلبهم من هذه البلدان» 


- المصدر نفسه 33-32/7. 

- مدينة بناها الناصر في ضاحية قرطبة. 

- "فهرسة ابن خير" 358 وقد ذكر بعض الكتب التي أخذت عنه. 
- "ترتيب المدارك", 6-5/7. 

- "تاريخ علماء الأندلس". 51/2. 

- "غاية النهاية", 456/1. 


نم يح نا طب ت اح 


348 


ورتب لهم شؤون الإقامة الدائمة, ومن وفدوا على البلاد فطاب لهم المقا» على أن الحفاوة 
بأهل المشرق لم تكن ديدن الحكم وحده أو أبيه الناصر قبله» بل كانت صبغة عامة غالبة على 
الأندلسيين» ونزعة طالما شكا منها علماؤهم وأدباؤهم. لما كان ينجم عنها أحيانا من 
اليخس لأقدار أهل البلد والتقصير ف حقهم مع تفوقهم وسمو مقامهه!". 

ولقد لمعت في الأندلس لهذا العهد مدرستان كانت كل واحدة منهما تنتمي إلى 
"مذهب في القراءة وأصول الأداء" يرتبط بالمدرسة الأم التي تفرعت عنها وكانت إحدى 
امتداداتها في هذه الجهات. 
العراقيين. 


المدرسة الشامية المصرية الت استقبلت أمشاج المؤثرات الفنية عن عدد مدار 
: ج ر عن س 


وقد التقت جميعها في ساحة الإقراءء وأسهمت الرحلات العلمية والمصنفات 
المجلوبة في تعزيزهاء ولم تلبث "الرحلات المعاكسة" أن أمدتها بنفس جديد شد ساعدهاء 
وقوى جانبهاء بالتحاق عدد مهم من الأئمة بالبلاد الأندلسية حملين بأوقار العلوم ومقربين 
الشقة على الطلاب فكان من أجلهم أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الأنطاكي. 
ونقوم فيما يلي بالتعريف بهذا القارئ الإمام ومدرسته الأصولية وأثره في نوجيه قراءة نافع في 
البلاد الأندلسيةء وما خلفه في الساحة القرائية من أصداء من خلال أصحابه ورجال 
مدرسته. 
في رواية ورش. 


أبو الحسن الأنطاكى شيخ المدرسة القرطبية و"قطب" أول اتجاه فني في الأداء 





يعتبر الإمام أبو الحسن الأنطاكي أهم شخصية علمية ظفرت بها المدرسة الأندلسية في 
قرطبة من خلال ما نعتناه ب"الرحلة المعاكسة" وهي بال لنسبة للمشارقة هجرة علمية 





أ- جد مظاهر هذه الشكوى عند ابن حزم في قصيدته المشهورة التي يقول فيها : 
أنا الشمس في كل العلوم منيرة ولكن عيبي أن مطلعي الغرب 
ولو أنني من جانب الشرق طالع جد على ما ضاع من ذكري النهب 
ويمكن الرجوع إلى قصيدته كاملة في الذخيرة لابن بسا القسم الأول المجلد الأولء ص : 174-173. 
ومن مظاهر شكوى أهل الأندلس ما ذكره ابن بسام في اول "الذخيرة": 12/1» ناعيا على أهل الأندلس إذ يقول : "إلا أن أهل 
هذا الأفق, أبوا إلا متابعة أهل الشرقء يرجعون إلى أخبارهم المعتادة. رجوع الحديث إلى قتادة. حتى لو نعق بتلك الآفاق 
غراب, أو طن بأقصى الشام والعراق ذباب» ثوا على هذا صنماء وتلوا ذلك كتابا محكما". 
349 


تستشرف الآفاق بحا عن الملاذ الآمن والرزق الدار الوافر كما قدمنا في أول الباب في 
حديثنا عن دواعى الرحلة وبواعثها-. 


من اعد مدرسة درش را بها حكما قدمنا- - وهي مدينة "أنطاكية" الواقعة على نهر 


وبنتسب إلى هذه المدينة جماعة من أعلام القراء ترجمنا لبعضهم في روافد المدرسة 
المصرية, وأهمهم في المائة الرابعة إمامان كبيران كلاهما دخل مر وول بها وأثر في ساحة 
الإقراء من خلا لها سواء في المدرسة المصرية أم المغربية, أما أحدهما فهو مترجمنا حو 


طريقه منها اا سنة 0380 


وقد أردت هنا بالتنوبه بهذين الإمامين التمييز بينهما بعد أن وجدت بعض خققى 
تراث المكتبة المغربية القرآنية من أهل المشرق قد التبس عليه الأمر فجعل الشخصين شخصا 
واحدا. فترجم لأبي الحسن الأنطاكي على أنه محمد بن الحسنء ونقل ترجمته من غاية 
النهاية؛ وذلك في تحقيقه لإحدى رسائل الإمام مكي بن أبي طالب ولعله لو رجع إلى 
حرف الهمزة في الغا بة لوجد ال "الأنطاكي" مشترك بين أكثر من قارئ وإمام, ومنهم 
أبو طاهر محمد بن المسن المذكور من مشيخة أبي الطيب بن غلبونء وأبو الحمسن علي بن 
و حكما سماه ابن الجزري اختصارا-“. 


هو علي بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر الأنطاكي أبو الحسن 


التميمي : 





- سبق التعريف به في روافد مدرسة ورش من المدرسة الشامية. 

*- "غاية النهاية", 118/2 ترجمة 2932. 

3 - الإشارة إلى "رسالة في کين المد في آتي وآمن وآدم وشبهه" لمكي بن أبي طالب القيرواني -تحقيق الدكتور أحمد حسن 
فرحات -نشر مجلة كلية الشريعة- جامعة الكويت عدد 2 السنة الأولى 1984, وقد علق المحقق على قول مكي فيها : 
بلغني أن بعض هؤلاء المعترضين به نسب هذا الإعتراض إلى الأنطاكي حرحمه الله " فقال المحقق : "الأنطاكي هو محمد بن 
المسن بن علي أبو طاهر... ونقل ما في "الغاية", 2118/2 ثم قال : وللمؤلف كتابان في الرد على أصحاب الأنطاكي... 
إلخ "وسيأتي لنا ذكر الخصومة النقدية بين الأنطاكي وبين رجال المدرسة القيروانية عند ذكر المذهب الفني لهذه المدرسة. 

- "غاية النهاية", 175/1. 

350 


قال ا "نزيل الأندلس ومقرئها") وقال القفطي : "المقرئ النحوي 
الفقيه"© وقال ابن الفرضي ؛ "ك القراتءات"290.:وفال ابن الررى : ريل الأخدلس 
وشیخهاء إمام حاذق مسند ثقة ضابط ولد بأتطاكية سنة 2299 ولزم إبراهيم بن عبد 
الرزاق نوا من ثلاثين سنةء وخرج من أنطاكية مع أمه للحج في شوال سنة تان وثلاثينء 
وانصرف إلى دمشقء فوصل إليه موت شيخه ابن عبد الرزاق» فنزل مصر وأقرأ بهاء إلى أن. 
وجه المستنصر بالله الحكم حأمير الأندلس- قاصدا إلى مصر, وكتب معه أن يجهز إليه مقرئا 
يقرئ الناس بالأندلس» فوجه إليه بأبي الحسنء فقدم الأندلس مع أمه. ودخل قرطبة في 
شعبان سنة 52م , 


وذكر ابن الفرضي أنه "قدم الأندلس فى شهر ربيع الآخين سية 9352 فيزل: مسن 
الخليفة الحكم المستنصر بالله ومن الناس المنزلة الرفيعة". 


شخته العلمة * 


تدل التحليات العلمية التى لاه بها المترحفون لك كما تدل الترجامة لاق كبر 
قراءة وتفسير وعربية ولغة وأدب وفقه وحديثء إلا أن مصادر ترجمته لا تذكر من مشيخته 
إلا عددا يسيراء ولعلها اقتصرت على المشهور فمن أهم شيوخه في المصادر : 

1- إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق أبو إسحاق العجلي الأنطا 
شيخ قراء الشامء وقد قدمنا أنه لزمه وا من ثلاثين سنةء فقرأ عليه القرآن“» "وجود عليه 
الس واخ عن لها کر روا ول يفارقه حتى توفيء وكانت وفاته -كما تقدم- 
من بواعث هجرته إلى مصر. 








أ- "معرفة القراء الكبار", 2275/1) طبقة 9. 
2- "انباه الرواة"» 308/2. 
8 3 علماء ا ؛ 536/2 ترجمة 932. 
ك "غاية النهاية", 565-564/1. 
“- "تاريخ علماء الأندلس" 536/2, ترجمة 932 ويكن التوفيق بين التارينين بأن يحمل ما ذكره ابن الجزري على دخوله إلى 
قرطبة» وحمل ما عند ابن الفرضي على أول وروده إلى الأندلس قبل اتصاله بالحكم بقرطبة. 
"تاريخ علماء الأندلس". 536/2 ترجمة 932. 
- "إنباه الرواة على أنباه النحاة"ء 308/2, ترجمة 488. 


"- "تاريخ لماع الاندلق :536/2 


کا 


2- أحمد بن محمد بن حسين (أو خشيش) ^ ولم أقف على المراد به. 






إمام كثير الشيوخ» من أجل شيوخه أبو بكر بن مجاهد وأبو الحسن بن شنبوذ» وقراً عليه 
كبار الأئمة كعبد الباقي ب بن المسن (ت 308) أحد روافد مدرسة ورش كصرء وأبو الطيب 
عبد المنعم بن غلبون» وخلف بن قاسم بن سهل الدباغ القرطبي شيخ أبي عمر بن عبد البر 
وأبي عمرو الداني الآنف الذكر في رواد الرحلة العلميةء وقرأ عليه الأنطاكي المترجم وهو 
من أجل شيوخه. وتوفي بالرملة بعد الخمسين وثلاثائة©. 


4- أحمد بن و ا كد أو الطيب (ت 40) وخ من أصحاب 
العتقي صاحب ورش» ولذلك فهو يشل أحد الطرق العالينة ف حا أمدرسة 


7 الأنطاكي" » وقد أسندها أبو عمرو من هذه الطريق فقال في طبقات القراء 


في ترجمة أحمد بن أبي عبد الملك المكتب من روايته عنه-' 'حدثني علي بن محمد 
المقرئ- هو الأنطاكي. 


قال ارا تحمل بن يعقوب التائب المقرئ. عن بكر بن سهلء وعن ابن مسكيد (© 
عن عبد الصمد بن عبد الرحمن عن ورش عن نافع" . 

ولأحمد بن يعقوب التائب کتاب ف القراء ءات سماه "كتاب السبعة" لعل الأنطاكي 
اجتلبه معه إلى الأندلس» وقد اعتمده أبو عمرو الداني في جامع البيان©. 


- صالح بن إدريس بن صالح بن شعيب أبو سهل البغدادي الوراق نزيل دمشق (ت 





: e 








- جاء باللفظ الأول في معرفة القراء في ترجمة الأنطاكي» 275/1 طبقة 9, وياللفظ الثاني في "غاية النهاية". 565/1 ترجمة 
2308ء« 38 يترجم له تحت هذا الاسم والنسب سواء في "أحمد بن محمد بن خشيش أو في غيره وذكره في "نفح الطيب", 
الإمام المقري على خو ما عند ابن الحزريء ولعله أصح» "نفح الطيب". 140/4. 

- "معرفة القراء"» 255/1, طبقة 8ء و"غاية النهاية". 266-262/1. 

- لعله الحارث بن مسكين -ترجمته في "الديباج", 107-106 وقد كتب في "التكملة", ابن مسكين. 

- كتب خطئا عن "ابن نافع". 

- تقله ابن الأبار في "التكملة". في ترجمة أحمد بن أبي عبد الملكء 16/1. ترجمة 27. 

- ذكره في مصادره فيه صاحب كتاب "الإمام أبو عمرو الداني وكتابه "جامع البيان", 94. 

352 


ادم ين 


ب دي لدت 


وهو أستاذ ماهر ضابط متقن» ذكر ابن الجزري جماعة من أساتذته مصدرا لَهُمْ بابن 
مجاهد. وذكر منهم أبا الحسن بن شنبوذ وابن الأنباري. وذكر من تلامذته أبا الطيب بن 
غلبون وأبا الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي"". وستأتي بعض مرويات الأنطاكي من 
طريقه. 


6- محمد بن جعفر بن محمد بن بيان أبو عبد الله البغدادي نزيل أنطاكية : 


ذكره الذهبي في ترجمته من شيوخه© وابن الجزري وقال : "مقرئ متصدرهء قال 
الداني: أخذ القراءة عنه عرضا علي بن مد مق بكر وليه و اه ولا آدری على من 
قرأ؟"00, 

7- محمد بن النضر بن مر بن الحر بن حسان أبو الحسن بن الأخر الدمشقى 
الإقراء بالشام وصاحب الأخفش الدمشقي (341-260) وقيل بعدها : 

أخذ القراءة عرضا عن هارون الأخفش وهو من جلة أصحابه وأضبطهمء وعن 
جماعةء وطال عمره وارتحل إليه الناس» وكان عارفا بعلل القراءات. بصيرا بالتفسير 
والعربية, وكانت له حلقة عظيمة, وتلاميذ جلةء وله رحلة إلى العراق ف زمن ابن مجاهد» 
وأقرأ هناك أما تلاميذه بالشام فعدد كبير» ذكر منهم الذهبي وابن الجزري طائفة كبيرق 
كأحمد بن عبد العزيز بن بدهنء وأحمد بن نصر الشذائيء وصالح بن إدريس -الآنف 
الذكر- وعلي بن محمد بن بشر -الأنطاكي-. 


8- مختار بن أبى طيار : 





وهو من شيوخه في قراءة نافع من بعض رواياتهاء قال ابن الجزري : "روى الحروف 
عن إسحاق المسيبي عن نافع» روى عنه الحروف أحمد بن جبير» ومحمد بن أحمد الداجونيء 
وعلي بن محمد بن بشر -قال الداني ENTE‏ 





أ "غاية الهاي" 332/1 ترجمة 1443. 
“< "معرفة القراء الكبار"» 275/1. 
3- "غاية النهاية", 111-110/2: ترجمة 2895, وغوه في "نفح الطيب"ء 140/4. 
“- ترجمته في "معرفة القراء الكبار", 224/1 طبقة 8. و"غاية النهاية"» 271-270/2 ترجمة 3502. 
أ "غاية النهاية", 292/2, ترجمة 3581. 
353 


أستاتدفه رة وز 


دخل الأنطاكى مصر في عصر ازدهار مدرسة ورش وتصدر غير واحد من أعلامها 
من أهل الأسانيد العاليةء فلا جرم أن تكون له رواية فيها تصله بهذه الرواية من طرقها 
المختارة في بلدهاء بعد أن تلقاها في غيرها لكننا لا نقف في المصادر التى وصلتنا على ذكر 
لهؤلاء الشيوخ ولو على سبيل الإجازة بهاء إلا أننا جد عند ابن الجزري تنبيها يفيدنا في 
هذا الشأن إفادة مجملة نستطيع الاعتماد عليها في القول عن الأنطاكي : إنه كان يروي هذه 
الرواية من طريق الأزرق كما رواها قبل عن مشايخه من أهم طرقها الشامية عنه وعن عبد 
الصمد العتقى عن ورش وهذا التنبيه ساقه ابن الجزري ف ترجمته ف سياق ذكره لمشيخته 
فقال : "وقد وقع في "المستنير" لابن سوار" أنه قرأ على إسماعيل النحاس عن الأزرق عن 
ورش» وهذا مما لا يصح. فإن النحاس توفي قبل مولد الأنطاكي هذا بنحو عشر سنين 
وأكثر, ولكن لما دخل الأنطاكي مصر سنة 338ه كان جماعة من أصحاب النحاس 


موجودين. فيحتمل أن يكون قرأ على بعضهم» » والله اغ 


وقال ابن الجزري مرة أخرى في ترجمة عتبة بن عبد الملك أبي الوليد العثماني نزيل 
بغداد وهو ممن أخذ عن الأنطاكي بالأندلس : "إلا أنه اضطرب ف رواية ورش إسنادا 
واختلا فاء خصوصا من طريق الأزرق فأسندها -فيما قاله عنه أبو طاهر بن سوار- عن أبي 
الحسن الأنطا كي عن أي الحسن إسماعيل النحاس تلاوة, وهذا منقطع فإن الأنطاكي لم يدرك 
النحاس» بل مات النحاس صر قبل مولد الأنطاكيء فمولده سنة نسع ونسعين وما ئتين» 
ووفاة النحاس سنة بضع ومُانين ومائتين» ولكن لما دخل الأنطا كي و مان وثلاثين 
وثلاممائة كان جماعة من أصحاب النحاس موجودين» مثل أحمد بن أسامة التجيبي وغيره. 


فلا يبعد أن يكون قرأ عليهم.. و 


ومعلوم أن انفطاع السند هنا في رواية ابن سوار لا يعني أنه في نفسه كذلك بين 
الأنطاكي وبين النحاس وإما دخلته الآفة من قبل الرواة أو النساخ» ولا يلزم من وقوع هذا 
الانتقطاع ف طرقها عند ابن سوار في كتابه المذكور سقوط روايته من غير هذا الكتاب» فلا بد 
أنها كانت في أصلها متصلة عن الأنطاكي عمن قرأ عليه من أصحاب النحاس عن النحاس 
عن الأزرق عن ورشء وهى رواية لا شيء يدعو إلى استبعادهاء لا سيما مع اعتبار إقامة 
الأنطاكي بمصر خو أربعة عشر عاما قبل هجرته إلى الأندلس» ومن غير المألوف أن يقيم 
قارئ إمام مثل الأنطاكي في بلد كمصر كل هذه المدة دون أن يأخذ بقراءة أهل البلد 


1 2 5 
- تقدم التعريف بالكتاب ومؤلفه أبي طاهر بن سوار في الفصل الماضي. 
2- "غاية النهاية", 565-564/1) ترجمة 2308. 
(- "غاية النهاية", 499/1 ترجمة 2074. 
354 


ويعمل على روايتها عن الأسانذة المعتبرين فيها من ذوي الأسانيد العالية والقدم الراسخة 4 
رة |. 


على أن في تأليف الأنطاكي في هذه الرواية ما يدل على علو كعب فيها وتمكن منها 
رواية ودراية -كما سيأتي لنا من خلال ذكر مؤلفاته واختياراته الأدائية التي اعتبرناه بها 
قطب مدرسة فنية خاصة في هذه الرواية بالبلاد الأندلسية. 


أسانيده في قراءة نافع : 

وهذه أسانيده فيها كما تثلناها من خلال تتبع طرقه التي قرأ بها على من ذكرنا من 
أساتذنه المعروفين : 

أولا أسانيده من طريق ابن عبد الرزاق : 

سند اول . إبراهيم بن عبد الرزاق. 

عبد الجبار بن محمد المعل. 

أبو سعيد ورش. 

نافع بن أبي نعيم المدني. 

سند انى . إبراهيم بن عبد الرزاق. 

عيددين احبد ا رار 

محمد بن عيسى الأصبهاني“. 

أبو سعيد ورش. 

سند ثالث إبراهيم بن عبد الرزاق. 


محمد بن أحمد الرازي. 





أ- تقدم التعريف به في أصحاب عبد الصمد. وفي روافد مدرسة ورش من المدرسة الشامية وله ترجمة في "غاية النهاية", 358/1 
ترجمة 1533. 
*- ترجمته في "غاية النهاية", 94/1, ترجمة 2832. 
(- ترجمته في "غاية النهاية"» 223/2, ترجمة 3340) وقد تقدم. 
355 


أبو سعد ورش. 
نافع بن أبي نعيم المدني. 
سند رابع ٠‏ إبراهيم بن عبد الرزاق. 

بكر بن سهل الدمياطي. 

عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقى. 

أبو سعيد ورش. 

نافع بن أبي نعيم المدني. 

ولابن عبد الرزاق أسانيد أخرى في قراءة نافع من روايات أخرى عن غير ورش نشير 
إلى أهمهاء فمنها : 

رواية قالون : يرويها ابن عبد الرزاق عن محمد بن أحمد الرازي عن أحمد بن يزيد 
الحلواني عن قالون. 

وبرويها من طريق أخرى عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عن قالون. 

وبروبها عن عبيد الله بن محمد العمري عن قالون. 
اه 00 


ثانيا : أسانيده في قراءة نافع من طريق شيخه أحمد بن يعقوب التائب : 





سند أول في رواية ورش : 
أحمد بن يعقوب التائب. 
بكر بن سهل الدمياطي. 
عبد الصمد العتقي. 

أبو سعيذ ورش. 


1 استقينا هذه الروايات من تتبع مشيخة هؤلاء الرجال في تراجمهم في "غاية النهاية"ء و"معرفة القراء الكبار". 
256 


سند ثان في روايتى ورش وسقلاب : 

أحمد بن يعقوب التائب. 

أبو بكر محمد بن عبد الرحمن!". 

يونس بن عبد الأعلى. 

أبو سعيد ورش وسقلاب بن شيبة. 

نافع بن أبي نعيم. 

تكن الت ف رؤابة ساق السب : 

أحمد بن يعقوب التائب. 

عبد الله بن صدقة. 

أحمد بن جبير الأنطاكي. 

اشاق السب 

نافع بن أبي نعيم. 

سند رابع في رواية كردم المغربي : 

أحمد بن يعقوب التائب. 

عبد الله بن صدقة. 

أحمد بن جبير. 

كردم المغربي. 

نافع ابن أبي نعيم. 

ثالثا : أسانيده في قراء نافع من طريق شيخه ابن الأخرم : 
سند أول في رواية عتبة بن حماد 7: 
محمد بن النضر بن الأخرم. 


هارون الأخفش الدمشقى. 


1 : 5 : 7 
- روى الحروف عن يونس بن عبد الأعلى عن ورش» وعن سقلاب عن نافع وعن يونس عن علي بن كيسة عن سليم روى عنه 
المروف أحمد بن يعقوب بن التائب» "غاية النهاية", 169/2 ترجمة 3127. 
3 هو أبو خليد الدمشقى» روى القراءة عن نافع» وله عنه نسخة "غاية النهاية" 498/1 ترجمة 4 
357 


هشام بن عمار الدمشقى. 
عتية بن حماد. 


سند ثان في رواية أبي دحية معلى بن دحية : 
محمد بن النضر بن الأخرم الدمشقي. 
نافع بن أبي نعيم. 


رابعا : أسانيده في قرا 





سند أول في رواية قالون : 

صالح بن إدريس. 

علي بن سعيد بن ذؤابة القزاز. 

أحمد بن محمد بن يزيد بن الأسعت: 

محمد بن هارون المروزي أبو نشيط. 

عيسى بن مينا قالون. 

نافع بن أبي نعيم. 

سند ثان من سبعة ابن مجاهد في رواياته عن نافع : 
صالح بن إدريس البغدادي. 

أبو بكر بن مجاهد البغدادي. 


رواياته وطرقه الآنفة الذكر ف "السبعة". 


358 


ءة نافع من طريق شيخه صالح بن إدريس : 


خامسا : أسانيده في قراءة ناف من كتاب السبعة من طريق شيخه أحمد بن صا 
البغدادي نزيل الرملة : 





فهذه بضعة عشر طريقا عن نافع مع اعتبار كتاب مجاهد في السبعة طريقا واحداء 
وأما مع اعتبار رواياته وطرقه فتنيف على أربعين» وسواء روى الأنطاكي جميع هذه الروايات 
والطرق عن شيوخه أو زوى أكثرهاء فإن ذلك بالنسبة للبلاد في هذا العهد يكتسي صبغة 
خاصة» لأنها لم تتمرس بعد بمثل هذا العدد من الروايات. 

1 أدرج في الأسانيد طرقا أخرى له منها ما هو من طريق شيخه محمد بن إبراهيم 
بن عبد الله بن بكر ابن زوران البغدادي نزيل أنطاكية"ء روى القراءة سماعا عن مصعب بن 
إبراهيم الزبيري عن قالون عن نافع. 


ومنها من طريق شيخه مختار بن أبي طيار من الرواة عن إسحاق المسيبي عن نافع . 
مكانته وعناصر الإمامة ومقوماتها في تكوينه من خلال مروياته : 
مكانته وعناصر الإمامة ومقوماتها في تكوينه من خد مروي ك : 


كان أبنو الس الأنطاكي موسوعي الثقافة على الرغم من اشتهاره بالقراءة 
وحدهاءفهذا صاحبه أبو الوليد بن الفرضي يصف بإيجاز مكانته وأثره فيقول : "يروي 
حديثا كثيرا عن الشاميين والمصريين وغيرهم وأدخل الأندلس علما جما من القراءات» 
وكان بصيرا بالعربية والحساب وله حظ من الفقه على مذهب الشافعي» قرأ الناس عليه 


وكتبوا عنه وسمعوا منه» وسمعت أنا ف 


"وكان عالما بالقراءات رأسا فيهاء لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقنه"“. 

وبالرغم من ضياع الكثير من تفاصيل أخباره الناطقة بمجالي هذا النبوغ في الوسط 
العلمي الذي تصدر فيهء فإن ما وصل إلينا من الأشتات المنثورة في بعض الفهارس يمكننا أن 
نتمثل بعض ذلك» وأن نلمس بعض آثاره في بقايا أسماء المصنفات العلمية التي رويت من 
طريقه في أكثر من فنء كما يمكننا أن نتعرف على طائفة أخرى من مشايخه الذين لم يذكروا 





'- ترجمته في "غاية النهاية" 45-44/2) ترجمة 2674. 
“- ترجمته في "غاية النهاية", 292/2, ترجمة 3581. 
- "تاريخ علماء الأندلس"» 536/2 ترجمة 932. 
2 نفس المصدر والصفحة والجزء. 

359 


في كتب الطبقات» ولعل أحفل كتاب توي على أكثر هذه المرويات هو فهرسة أبي بكر بن 
خير الإشبيلي (ت 575)ء فمن المصنفات التي رواها من طريقه : 


كتاب الجمل لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجى (ت 340) (0: 


أسنده ابن خير من طريق الفقيه أبى عبد الله بن الفخار” عن الأنطاكى عن مؤلفه 
ET‏ ي 1 
لرجاجي(. 


ومن طريق أبي عمر الطلمنكي عن الأنطاكي عنه. 


ومن هذا الطريق عن الطلمنكى أسنده أبو عبد الله المجاري (ت 862) في 
اع )5( 1 





وأسنده المجاري أيضا من طريق محمد بن أبي فتح البطليوسي عن نافع ادىن 
عن الأنطاكى عن المؤلف2. 


ومن طريق نافع الأديب عن أبي الحسن الأنطاكي رواه أبو جعفر البلوي الوادي آشي 
(ت 938) في ثبت“ . 


وروى الكتاب أبو بكر بن خير أيضا من طريق أبي المطرف عبد الرحمن بن مروان 
القنازعي عن الأنطاكي©. 





0 وهو كتاب في النحو قال عنه القفطي : "والكتاب مبارك ما اشتغل به أحد إلا انتفع, ... وهو كتاب المصريين وأهل المغرب 
وأهل الحجاز واليمن والشام؛ إلى أن اشتغل الناس ب"اللمع", لابن جنيء و"الايضاح للفارسي"ء "إنباه الرواة", 160/2- 
1 ترجمة 376. 

وقد عني به الأندلسيون والمغاربة عموماء ومن الموضوعات عليه "كتاب إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل" لابن السيد 
البطليوسي- رواه أبو بكر بن خير في فهرسته 345. 

وشرح "الجمل" عدة شروح أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن أبي الربيع الإشبيلي نزيل سبتة أهمها شرحه المسمى ب"البسيط" 

يمكن الرجوع إلى رواية أبي القاسم التجيبي له في "برنامج التجيبي" 280 

- سيأتي في أصحاب الأنطاكي. 

- "فهرسة ابن خير" 308. 

- المصدر نفسه 308, ومثله من هذه الطريق في برنامج التجيبي 280. 

- برنامج المجاري 100. 

- هو سعيد بن سليمان الهمداني وسيأتي في أصحاب الأنطاكي. 

- برنامج المجاري 121. 

- ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلويء 157-156. 


- "فهرسة ابن خير", 308. 


دج دن کب 


مه كح ل- ټس في 


360 


اسن بن سعد 0 عن أي 0 الأنطاكي عن أ اك القاسم الزجاجي ۇل" 


ومن الكتب التي رواها ابن خير من طريقه : 
” كتاب الإيضاح في النحو للزجاجي”" 
> والكتاب المجموع في معرفة أنواع الشعر وقوافيه له. 
”7 وكتاب فيه معاني الحروف له الثلاثة من طريق أبي عبد الله بن الفخار عن الأنطاكي 
عن الزجاجي. 
” وكتاب اختصار "الزاهر" لابن الأنباري للزجاجي! رواه ابن خير بالسند نفسه(3 
” وكتاب شرح مون اوت اكات 7 اراج بالنتيد. نة 
7 3 0 والابتداء لأبي ھن 2 e‏ حدث به ابن خير عن 


” وكتاب فضائل ل وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- ورهن الصخابة. 
تأليف أبي عثمان سعيد بن محمد بن حربء رواه ابن خير بسنده عن أبي عثمان سعيد 
بن اة عن أب طبن الأطاكي قال : حدثنا أبو عثمان مؤلفه رحمه الله" . 


”7 وكتاب "وقف التمام" لنافع من طريق المصريين. 





ا "عنوان الدراية" 2 للغبريني 9. 
- قال ابن خير : م يتم وقد طبع باسم "الإيضاح ". في علل النحو "بتحقيق مارن المبارك" ' القاهرة 138. 


“- "فهرسة ابن خير" 319-314. 


2 


اسك اانا الأجاري ازعو مز مراك ابن ع [342-34: 


- أدب ال الكتاب کتاب مشهور لابن قتيبة في مجلد -مطبوع- ولأبي بكر بن القوطية شرح عليه ومثله لابن عليم وابن السيد 
البطليوسي» وقد رواه قاسم بن أصبغ القرطبي عن مؤلفهء أنظر ابن خيرء 33 -343 -344. 
"- "فهرسة ابن خير" 342-341. 


5 
6 


“- "فهرسة ابن خير" 45-44. 
سيأتي في أصحاب الأنطاكي. 
لد كرررية أب CE‏ 
361 


4 والقصيدة الخاقانية في القراءة والقراءء وهي لأبي مزاحم موسى بق الله ین مج 
بن خاقان الخاقاني البغدادي (ت 325)ء قال ابن الجزري : "وهو أول من صنف في 


الو ا 


وقد لاقت هذه القصيدة عناية كبرى من المشارقة والمغاربة» وعارضها غير واحد من 
الأئمة2, كما اهتموا بروايتها وشرحهاء وممن رواها من المغاربة واعتنى بشرحها الإمام أبو 
و ا ©, ومن المشارقة الحافظ ابن الجزري وذكر سنده بها؛ ومن رواياتها رواية أبي 
بكر الآ جري ذكرها ابن الجزري في الغايةء وقد نشرت محققة بهذه الرواية“. 


القصيدة الاقانية ف التجويد والقراء ورواية الأ نطا کی 


وقد وفقت عليها مخطوطة في نسخة فريدة ضمن مجموع من رواية أبي الحسن 
الأنطاكى» ولأهمية القصيدة وندرتها حتى الآن بين أيدي القراءء أنقلها من مخطوطتها 
باعتبارها نموذجا مختارا من مرويات الأنطاكي حرحمه الله-. مع الاحتفاظ بديباجتها كما 
وردت في المخطوطة, ومقارنة أبياتها مع النسخة المطبوعة بالمدينة المنورة تحت عنوان 
"قصيدتان" وهي برواية أبي بكر أحمد بن الحسين الآجري البغدادي عن ناظمها أبي مزاحم 
الخاقاني» وهذه ديباجة المخطوطة برواية الأنطاكي : 


9 "غاية النهاية", 321-320/2, ترجمة 3689. 
. وممن عارضها أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي ومعارضته قد أسندها ابن خير في فهرسته» 74-73 وعارضها أبو الحسن 
الحصري برائيته في قراءة نافع وستأتي. 
- ما زال شرحه لها موجودا مخطوطاء وسيأتي في مؤلفات الداني. 
- "غاية النهاية", 321/2, ترجمة 3680. 
- نفس المصدر والجزء والصفحة. 
- نشرت تحت عنوان "قصيدتان في التجويد" في مجموع اشتمل عليها وعلى القصيدة النونية لأبي الحسن علم الدين السخاوي (ت 
3 ) بتحقيق الدكتور عاصم عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ. 
-وطبعت أيضا بعنوان "القصيدة الخاقانية في التجويد والقراء". وطبع معها شرح لها من تأليف السيد عبد العزيز القارئ- نشر 
مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 
وذكر الباحث غانم قدوري في قيقه لكتاب التمهيد في علم التجويد لابن الجزري» ص : 6 من مقدمة التحقيق أنه قام بتحقيق 
القصيدة الخاقانية ونشرها. 
3 قمت بتصويرها عن الأصل الموجود عند الشيخ المقرئ السيد الحاج خمد الرسموكي إمام مسجد "أزرو" وشيخ مدرسته في 
القراءات جزاه الله خيرا بضواحي مدينة أكادير. 


نن' صا اي" ے' 


362 


"أنشدنا أبو الحمسن علي بن محمد ب الأنطاكي قال : أنشدنا أبو سهل صالح 
بن إدربس المقرئ البغدادي عن أبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني قصيدة في القراءة 


وصفه القراء وهي هذه" 


أقول مقالا معجبا لأولى الحجر 


أعلم في القول التلاوة عائذا 


وأسأله عون" على مكنا نويته 
وأسأله عني التجاوز في غدا 0 
أبا قارئ القرآنأحسن أداءه 
فما كل من يتلو الكتاب يقيمه 
وإن لنتاأخذ القراءة ستة 
فللسبعة القراء حق على الورى 


ولا فخر إن الفخر يدعو إلى الكبر 
بمولاي من شر لمباهاة والفخر 


فما زال ذا عفو جميل وذا غفر 
يضاغف لك الله المزيل ن الاجر 
وما كل من في الناس يقرئهم مقري 
عن الأولين المقرئين ذوي الستر 
لإقرائهم قرآن رهم الوتر 


فبالحرمين ابسن عه جاع وال ابن للعلا 2 للعلاء أبو e‏ 
وحمزة أيضا والكسائي بعذه أخو الحذق بالقرآن ا ال 


فلو المحذق معط للحروف حقوقها 
ونرنيل: | اله آن أن لا ذي 
وإما اا و ا 





n " 5 1 


وهو خطأ من الناسخ. 


م في الأصل "المباهات" بتاء مبسوطة. 
- هذا لفظه "عونا على"ء وني المطبوعة "عوني" قصيدتان في تجويد القرآن 17. 


ډیا 


يه ئ حم 


7 


- في الأصل "في هذا" والصواب "غد" كما في المطبوعة» ص : 18. 


إذا رتل القحران أو كان ذا حدر 
أمرنا به من مكثنا فيه والفكر 
لنا فيه. إذ دين العباد إلى اليسر 


- كذا "اد بن كثير" والوزن منكسرء وفي المطبوعة "ابن الكثير" بزيادة ك" " لإقامة الوزن. 


- هكذا في الأصل وهو 
مختل الوزن. 

- في الأصل "وبالبصرة لابن 
أثيتناه بتنوين "ابن" ورفع "أبو عمرو" عطف بيان. 


363 


الصواب "وإما" بكسر الهمزة وتشديد الميم» » على خلاف ما في المطبوعة (وأما إن حذرنا") فهو منكسر 


العلاء أبي عمرو", وفي المطبوعة "وبالبصرة ابن العلاء أبو عمرو"وهو منكسرء ولعل الصواب ما 


ألا فاحفظوا وصفي لكم ما اختصرته 
ففي شربة لو كان علمي سقيتكم 


فقد قلت في حسن الأداء قصيدة 


اماتا مون موو اة 
ومن يقم القرآن كالقدح فليكن 


ألا أعلم أخى أن الفصاحة زي( 
[ذا هذا ا العالن أرق لاه 


فأول علم الذكر إتقان حفظه 


ليدريه من م يكن منكم ونا 
وم أخف عنكم ذلك العلم بالذخر 


رجوت إلهي أن جحط بها وزري 


اقافتا اغداد یاف الاه 


مطيعا لأمر الله في السر والجهر 


تلاو تنال ادن الدرس للد 
وأذهب بالإدمان عنه أذى الصدر 


ومعرفة باللحن“ فيه إذا يجري 


وما للذي لا يعرف اللحن من عذر 


وإن أنت حققت القراءة فاح ذر الزيادة فيهاء واسأل العون ذا القهير 


زن الحرف لا رجه عن حد وزنه 
وحكمك بالتحقيق إن كنت آخذا 
قن و حا يتين أن تبه 


وقل إن تسكين المروف لمزمها 
فحرك وسكن واقطعن تارة وصل 
وما المد إلا في ثلاثةأحرف 





1 


- في المطبوعة "ليدري به". 


فوزن حروف الذكر من أعظم البر© 
على أحد ألا تزبيد علسى عشر 


وأدغم وأخف الحرف من غير ما عسر 


ويينهوما فرق فبينه بالنش © 
وتحريكها للرفع والنصب والجر 
ومكن وميز بين مدك والقصر 
تسمى حروف اللين باح بها ذكري 


٤ n ft 1 4 a 2‏ يا 3 يا 1 
- كذا في الأصلء وفيه "أبيات" بدل أبياتها"ء وني المطبوعة "أقامتنا أبيات إعرابه الزهر"ء ولا يستقيم في المعنىء وفيه وصف 


QQ U انا کک‎ 


المفرد "إعرابه" بالجمع "الزاهر". 
- في المطبوعة " زبنت" بصيغة الماضي وهي أصح.. 


- في المطبوعة "ومعرفة في اللحن"ء ص : 21ء ورأيت في بعض الإستشهادات بها" من فيه إذ يجري". 


- في المطبوعة "من أفضل البر"» ص : 23. 
- في المطبوعة "فرق فعرفه باليسر"» ص : 24 


364 


سم ايم دن طب هى 


هي الألف المعروف فيها سكونها 


OE CE E SET 


وما كان مهموزا فكن هامزا له 
وإن تك قبل الياء والواو فتحة 


وأرقق©) بيان الراء واللام ينذرب 
وأنعم بيان العين والهاء كلما 
وقف عند إقام الكلام موافقا 
ولا تدغمن الميم إن جئت بعدها 


وضمك قبل الواو كن مشبعا له 
وإن حرف لين كان من قبل مدغ ° 
مددت لأن السساكنين تللاقهيا 
و 7( حروفا تة لتخصها 
فحاء وخاء ثم هاء وهمزة 


ولا تشدد النون التي يظهرونها 


- في المطبوعة ""وياء وواو" ص : 24. 

- في المطبوعة "وثقل" عوض "وسكن" ص : 25. 
- في الأصل "واشدد المد"ء والصواب ما أثبتناه عن المطبوعة» ص : 25. 

- في الأصل : "ما كان نا لدى النير": والصواب ما في المطبوعة» ص : 25ء على ما أثبتناه. 
- في المطبوعة "ورقق" وكلاهما صحيح من جهة اللفظ والمعنى وما أثبتناه مناسب لقوله السابق : إذا ما تلا التالي أرق 


اة 


وواو وبا OM,‏ تسکنان معا فادر 
ولا تفرطن ف فتحك المرف والكسر 


ولا تهمزن ما كان يجخفىلدى النبر 
وبعدهما همز همزت على قدر 


لسانك حتى تنظم القول كالدر 
درست» وکن في الدرس معتدل الأمر 
لو الو فى ار وار 
حرف سواهاء واقبل العلم بالشكر 


كما أشبعوا إياك نعبد في المر 
كآخر ما ف "الحمد" فامدده واستجر 
فصار كتحريك» كذا قال ذو الخبر 
بإظهار نون قبلها أمد الدهر“ 
وعين وغين ليس قولي بالنكر 
فدونك بينهاء ولا تعصين او 


كقولك "من خيل" لدى سورة 


“هذا هو الصوات: :وهو فوافق لتيل ياخراها فى "المد" يمن "ذلا الضالين"::وأما ما في.المطبوعة "كان شن قبل مما" 
فلا يصح لأن حروف اللين المذكورة لا تدغ وإغا يقع الإدغام بعدها خو "دابة" وطسم فيتوصل بمدها إلى الفصل بين 


ساكنين أولهما حرف لين تحرزا من حذفه. 


38 ف المطبوعة چ أبد" بالباى وكلاهما صحيح. 
3 كذا في الأصل بصيغة الأمرء وفي المطبوعة "وأسمي" بلفظ المضارع مع إمنكان السين وضم الهمزة قبله. 
E‏ ف الأصل "الذي" والمناسب ما أثيتناه من المطبوعة. 


365 


وإظهارك التنوين فهو قياسها ق غلا قرت بالكاعت الیک 
ولا ع اللدموسق على ادق بعلت اط الغا الحذى الف 


ERE 1‏ أخبى فتك النقران مشسة وال ° 


ولا نستبعد أن يكون الأنطاكى قد روى عامة كتب القراءات المعتمدة في زمنه» وعلى 
الأخص كتب مشايخه ومشايخهمء ككتاب "السبعة في القراءات" لابن مجاهد وغيره من كتبه 
و"كتاب السبعة" لشيخه أحمد بن يعقوب التائب وكتاب "القراءات الثمانية" لشيخه 
إبراهيم بن عبد الرزاق!7, وكتاب الجامع لشيخ مشايخه أحمد بن جبيرء وكتاب "المختصر" 
له أيضا قال ابن الجزري : "جمع كتابا في قراءات الخمسة من كل مصر واحد" إلى 
غير ذلك من المصنفات التي يترجح اعتناؤه بروايتها وإدخالها معه إلى الأندلس ف جملة ما 
ذكر في ترجمته من قول ابن الفرضي : وال ا علما ا ال 


تصدره للإقراءء ومدرسته ف القراءة والأداء 
نال الأنطاكي في الأندلس عامة وفي قرطبة خاصةء ما لم ينله قبله أحد ممن تصدر 
بها من أئمة الإقراء» من رباسة وشهرة وشفوف قدر. 


فعلى كثرة المتصدرين بها من المقرئين من أهلها وغيرهم ممن استقدموا إليها من 
المدرستين الأندلسية والقيروانية وغيرهما ممن نوهنا بأسمائهم كأبي محمد مقرون وأبي عبد 


ل في الأصل : وقسه" بالواوء وقد آثرنا ما في المطبوعة. 

2 في المطبوعة "فلا بن عبيد الله..." بالفاء. 

ف كتب ناسخها تحتها قوله : "كملت الخاقانية بحمد الله تعالى وحسن عونه» وصلواته على سيد ولد آدم, في ظهر يوم الجمعة 

المتم 16 من شعبان عام 1311 لطف الله بالكاتب وبوالديه ويأشياخه والمسلمين أجمعين. 

34 ذكره له الدكتور عبد الهيمن طحان في كتابه الإمام أبو عمرو الداني وكتابه "جامع البيان", ص : 94ء وذكر أنه من مصادر 
أبي عمرو الداني في كتابه المذ كورء وانظر "معرفة القراء للذهبي"» 227/1. 

"- أنظر “معرفة القراء لذبي 231-230/1. 

مام مصاس: أبي عفرو الدائي :في "امع البيان"» ينظ "الإمام أبى عرو الدائن وكاب "جام البيان".'للدكتون عبد 
المهيمن طحان» 95-94. 

7 “- "التعر" 4/1 

- "تاربخ علماء الأندلس". 536/2, ترجمة 932. 
366 


الله بن النعمان وحكم بن هشام ابن أخت الغساني وغيرهم فإن أحدا منهم لم بحظ بعشر 


ولقد استطاع الأنطاكي أن يستحوذ على الساحة بسرعة, وأن يسد الفراغ الذي 
ظلت عاصمة الأندلس تستشعره في هذا الطورء إذ كانت الحاجة ماسة إلى إمام كبير ذي 
شخصية علمية فذة يتزعم "المدرسة القرطبية"» ويستقطب إليه قراءها وطلابهاء ليؤسس من 
خلال ذلك قواعد مذهب فني في الأداء في قراءة البلد, تمتد جذوره في مدارسه الأم الأصيلةء 
وتنساح فروعه وشعبه في سماء العاصمة وآفاق الأندلس كلهاء لتؤتي أكلها المتميز من 
خلال اختيارات إمامها ورجال مدرسته النجباء الذين ارتشفوا من هذا المعين» وتشبعوا 
بذاك الإتجاه. فكان قدوم الأنطاكي على قرطبة لهذا العهد مهما تكن بواعثه -استجابة 
حضارية لما أمسى يتطلبه هذا الطور من أطوار المدرسة القرآنية في هذه الجهة -وهو الطور 
الذي نعتناه بعهد التأصيل والنضج -من تعامل مع هذه العلوم بتمييز الصحيح من الغث» 
واقتدار على البحث والتحليلء وامتلاك لوسائل الموازنة والاختيار والتوجيه» يساعده على 
ذلك سعة باع في جال الرواية» وعلو كعب في فنون الدراية» وعناية مبذولة من السلطان» 
وغاشية رفيعة القدر من الأصحاب والطلاب» وهكذا تأتى له في قرطبة وتأتى لها فيه ما 
ا تحققت معه المطامح» وتفتحت في ظلاله القرائح» وكان ذلك من دواعي احتفائه واحتفاله 
بالتنوق والتجويد, واهتباله بالبحث والتنقيب» وإفصاحه عن مكنون صدره من مجالي التبريز 
في العلوم المختلفةء والرسوخ في علوم القراءة خاصة وعلوم الرواية عامة» وهي المثابة التي 
ظلت البلاد تشرئب إليها بالأعناق» وتجود بفلذات أكبادها في سبيلها في اختراق الآفاق» 
ولسان حاله ما قاله قبله أبو على القالى في مقدمة "الأمالى" يصف حاله ووفادته على عبد 
ا ا 1 


"فخرجت جائدا بنفسي» باذلا اي أجوب متون القفار» وأخوض جج 
البحار» وأركب الفلوات» وأقتحم الغمرات» مؤملا أن أوصل العلق النفيس إلى من يعرفه. 
وأنشر المتاع الخطير ببلد من يعظمه. ا الشريف باسم من يشرفه» وأعرض الرفيع على 
من بشتربه» وأبذل الجليل لمن بجمعه ويقتب رشن" . 


وهكذا قضى أبو الحسن ا ربع تنام الزمن يها بين سنة دخوله 352ه» 
وسنة وفانه 7ه بۇسس قواعد "مدرسة فنية" كبرى هي أول مدرسة أصولية ناضجة في 
المنطقة بعد "المدارس الا الأولى في قراءة نافع". ويؤصل لها الأصول بمقدار غير يسير 
من الصبر والمعاناة -كما سيا نى- ويؤلف في ذلك ويصحح» ويقاوم النزعات المخالفة 
والاتجاهات المختلفة التي وجدها متأصلة لدى أكثر القراء. حتى ملا بمذاهبه واختياراته 


أ- "الأمالي", لأبي علي القالي 2/1, نشر دار الآفاق بيروت. 
307 


الساحة وغلب عليها غلبة كاملة, الأمر الذي سيكون له أثره العميق في وقائع "الخصومة 
النقدية" التي سوف تثور في الأندلس والقيروان حول بعض اختياراته» وتكون باعثة على 
نشاط لا عهد للمنطقة به ف الموازنة والمناقشة والاحتجاج کما ساق عن قريب. 


مكانة الأنطاكى عند الأمير : 


أما الحكم المستنصر الذي يعتبر الأنطاكي من صنائع يده فإنه فيما يبدو لم تقر له 
عين بوافد على قرطبة بعد أبى على القالى» على غو ما قرت بالأنطاكى, ولهذا اختصه 
اختصاصا كبيرا لا مزيد عليه عبر عنه ابن الفرضى بقوله : "فنزل منه ومن الناس المنزلة 
١ (Dm.‏ 
الرفيعة . 


ولا أدل على مبلغ هذه الحظوة من زيارة الحكم له في محل إقرائه في مدرسته» وهي 
زيارة ملكية لا شك أن الباعث عليها هو الإعجاب بشخصه والإشعار بمكانته ومكانه من 
السلطانء والتنويه بما حقق من غايات, ونحن وإن كنا لا لجد فيما بين أيدينا وصفا كاملا 
لوقائع هذه "الالتفاتة" فإننا نستطيع قراءة ما وراءها من معان ومغاز في تشجيع هذا الإمام 
وإظهار الغبطة به وبمدرسته في عاصمة البلادء ولا شك أن الأنطاكى أيضا قد هيأ لها ما هى 
جديرة به من أبهة وفخامة تتناسب مع ما يقتضيه المقام» ومن جملتها اختيار النخبة المتمكنة 
من الطلاب ليكونوا رهن الإشارة متى أحب الخليفة أن يتشرف بالسماع» وقد وصل إلينا من 
أصداء هذا الاختيار ما ذكره ابن الأبار في ترجمة والد أبي مروان خلف بن حيان -صاحب 
المقتبس في تاريخ الأندلس- فقد قال بعد أن ساق اسمه ونسبه ونبه على قراءته على 
الأنطاكي : "وحكي عنه أنه كان حسن الصوت, وأحد من عين الأنطاكي للقراءة يوم زاره 
الحكم المستنصر بالله رحمه الله-"©. 


فقد استمع الخليفة يومئذ لأكثر من واحد من المتقنين من أصحاب الأنطاكي. كان 
والد خلف بن حيان واحدا منهم ولا يخفى ما تتركه أمثال هذه الزيارات من أصداءء وما 
تستتبعه من مزيد التفضل والإنعام مما يكون له أثره في تحريك الهمم» والبعث على المنافسة 
في الاجتهاد والتحصيل. 


فإذا أضيف هذا إلى ما سار للأنطاكى من ذكر في البلاد بين طلاب هذا الشأن 
وقرائه الذين اعتادوا أن يشدوا الرحال في طلبه إلى أبعد الآفاقء أمكن تقدير مبلغ الإقبال 
الذي كان على مدرسته. وكيف استطاع أن بحقق فيها للأندلسيين الكفاية في جال القراءات 
السبع وغيرهاء بعد أن ظلوا يتجشمون عناء الرحلة إلى مصر والشام وغيرهما ليأخذوا عن 


- "تاريخ علماء الأندلس"؛ 536/2, ترجمة 932. 
*- "التكملة": 295/1, ترجمة 802. 
368 


شاركهم الأنطاكي في كثير من مشايخهم كأبي الطيب بن غلبون وطبقته" وقرأ معهم با 
عندهم من قراءات وروايات. 
مجالات التألق والشفوف في شخصية الأنطاكى وآفاقه في القراءة وعلومها : 

ومن خلال النظر في ترجمته في المصادر» واستعراض أسماء ما تعرفنا عليه من 
مروياته» ندرك أن الرجل لم يكن مقرئا متمكنا فحسبء وإِنا كان أيضا مشاركا في أكثر من 
علم وفن» فمن ميادينه : 

1- العربية وعلومها» وبدل على اضطلاعه بها حرصه على رواية مصنفات أشياخه 
فيها كروايته لمصنفات أبي القاسم الزجاجي» ورواية كبار أصحابه لها من طريقه» مما يدل 
على أنه كان يتعاطى إسماعها لهم وتدريسها في جملة ما .كان يدرسه من علوم. 

2- العلوم الشرعية» ومنها الفقه الذي رأينا في ترجمته أنه كان له حظ منه على 
مذهب الإمام الشافعي» ومنها التفسير والحديث» وتتضمنهما عبارة ابن الفرضى وهو من 
تلاميذه- : "وروى حديثا كثيرا عن الشاميين والمصريين وغيرهم"0. 

3القراءات السبع وغيرها. وهي العلم الذي ينسب إليهء والذي كان رأسا فيه لا 
يتقدمه أحد في معرفته» وحن وإن كنا لا تتوافر لدينا تفاصيل معرفته بهذا العلم» فإننا 
بالعودة إلى نرجمته والنظر إلى نبل مشيخته وكثرة غاشيته من الطلاب نتصور له مكانة 
عالية وقدما راسخة فيه حتى كانت له فيه مؤلفات» وسوف نرى ف تراجم أصحابه التنصيص 
على بعض ما أخذوا عنه في ذلك وعلى الأخص في قراءة نافع. 


ومن القراءات التى روبت من طريقه فيما وفقت عليه أو عثرت على ما يدل عليه: 


أ- قراءة ابن عامر الشامىء» وهذه هى قراءة بلده في زمنه» وقد قدمنا قول أب عبيد 
وابن مجاهد إنها "قراءة أهل الشام ويلاد الجزيرة» إلا نفرا من أهل مصر فإنهم ينتحلون 
قراءة نافع» والغالب على أهل الشام قراءة ابن عامر"9 فلا بد أن يكون الأنطاكي إذن 





شارك الأنطاكي أبا الطيب بن غلبون في كبار شيوخه كإبراهيم بن عبد الرزاق وأبي سهل صالح بن إدريس» وشارك أحمد بن 
عبد العزيز بن بدهن -نزيل مصر- في القراءة على أبي المسن بن الأخرم وهو من شيوخ أبي الطيب بن غلبون وابنه طاهر 
وحمد بن علي المالكي صاحب "الروضة" كما يمكن معرفة ذلك من تراجمهم. 
*- "تاريخ علماء الأندلس"» 536/2 ترجمة 932 
2 تقدم ذكر هذا تقلا عن كتاب "القراءات"ء لأبي عبيد من نقل علم الدين السخاوي له في كتابه "جمال القراء". 431/2 
وما ذكرناه هو لابن مجاهد في "كتاب السبعة"» 87. 
369 


إكاما ا 0 كانت او أو طرق فيها من ا الطرق» إلا أن اباد ادي يبلن 
ا ذون أن تذكر في جملة الطرق 0 E‏ نطاكى. 


ولفد وجدت عند ابن الجزري نفسه ما يدل على قراءة الأنطاكي وإقرائه بهذه القراءة 
وتأليفه فيها أيضاء وذلك فيما ساقه في ترجمة أبي عمرو الداني مستد لا على احتمال روابته 
بالإجازة عن أبي المسن الأنطاكى فقال : "ولا .ببعد أن يكون أجاز له فإنه قال في طريق 
ابن:المعلى © عن ابن ذكوان من جامعه ٠‏ "أخدت من كتاب شیا على بن خمد من شير 


والله أعل"2. 


أ .قراءة ابن كثير : وهي من القراءات السبع التى عنى الأنطاكى بإقرائهاء وقد 
وصل إلينا مما يدل على ذلك بعض النقول, فقد روى هذه القراءة من طريقه أبو عمرو 
الدانيء» وأسندها ابن الجرري ف النشر ف طريق ابن الحباب عن البزي من طريق أحمد ب 
2 البغدادي شيخ فقال : 


ل 
بشر الأنطاكي.. r,‏ 


اة .قراءة الكسائي : وقد أسندها ابن الجزري أيضا في النشر من طريق أبى الوليد 
GS‏ 
30 
البقدادي.: 





أ“ ذكر ابن الجزري عشرين طريقا عن ابن الأخرم وفصلها في "النشر": 142-141/1. 

- هو أحمد بن المعلى أبو بكر القاضي» قال أبو عمرو الداني في مقدمة "جامع البيان"ء وأفردت قراءة ابن عامر برواية عبد الله 
بن ذكوان من طريق هارون بن موسى الأخفش ومحمد بن موسى الصوري وأحمد بن يوسف التغلبي وأحمد بن أنس وأحمد 
بن المعلى وعثمان بن خرزاد عنه". ينظر ذلك في كتاب "الإمام أبو عمرو الداني وكتابه "جامع البيان"ء في "القراءات 
السبع"ء للدكتور عبد المهيمن طحان 98, وذكر ابن الجزري في "غاية النهاية", 139/1 ترجمة 657 أنه روى القراءة عن 
ابن ذكوان وهشام معا. 

- "غاية النهاية", 565/1. 

- "النشر في القراءات العشر", 117/1. 

- تقدم في "أصحاب الرحلات العلمية"» وسيأتي في "أصحاب الأنطاكي". 
- تفاصيل السند بذلك في "النشر". 170/1. 


دن' ص' ى' ہے ' 


30 


4- تفط الصاحف وضبطها ٠‏ ومن أهم مجالات التألق والشفوف في شخصية الأنطاكي 
في الأند لس تبربزه المشهود له به في علم نقط المصاحف وضبطهاء وخبرته الواسعة التي شهد 
له بها إمام هذا الفن في زمنه وبعده أبو عمرو الدانيءويظهر أنه صال فيه وجال وألف بعض 
المؤلفات التي كانت من مصادر الفنء واعتمد بعضها الإمام الداني وإن كان لم يصرح 
بأسمائها فيما وقفت عليه من إشارات, فقد ذكره في أول كتاب "المحكم في نقط المصاحف" 
عتد ذكر تسلسل التأليف فى الفن فقال : ٠٠."‏ وأبو بكر عبد اللة ابن أشعه وأبو امسن 
علي بن محمد بن بشر مقرئ أهل بلدنا..."00. 


وأشار أبو عمرو إلى مذهبه في النقط عند الحديث عن مذهب من "بين غنة النون 
عند الراء واللام والياء والواو» وذكر كيفية الإشارة إلى بقاء الغنة وقال : "وهذا كان 
مذهب شيخنا ابي الحسن علي بن محمد بن بشر -نضر الله وجهه- US‏ 


وأثنى أبو عمرو عليه في تراجم أصحابه مشيرا إلى هذا الحذق الحاص» ومن ذلك 
قوله في ترجمة أحمد بن عمر بن أبي الشعرى الوراق القرطبي : "كان أهل قرطبة يأخذون 
عنه قبل دخول أبى الحسن الأنطاكى الأندلس وبعتمدون عليه... وكان يكتب المصاحف 
١‏ 0 ب 
وينقطها... 5 


وقال في ترجمة عبد المجيد مولى عبد الرحمن الناصر : "كان من أهل 
القراءات... ذا معرفة بالأداء ومرسوم المصاحف ونقطهاء أخذ ذلك عن أبي الحسنء وكان 
أبو امسن من أعلم التامن:بذلك"9, 

وقال ف ترجمة خلف بن سليمان يعرف بابن الحجام : "وكان يكتب المصاحف 
وينقطهاء أخذ ذلك عن الأنطاك ". 


5علم عدد الآي : وهو من العلوم الضرورية لإنقان القراءة, لارتباط طائفة من 
أحكام الإمالة والفتح برؤوس الآي, وقد بسطنا فوائد هذا العلم عند حديثنا عن إسهام نافع 
فيه ولعل الإمام الأنطاكي قد لمس في الطلاب حاجة إلى معرفة تفاصيل هذا العلم وأن 
يببسط لهم قضاياه. وبطلعهم على ما هم في حاجة إلى معرفته من اختلااف علماء الأمصار 
الخمسة في العدد. وعلى الأخص من ذلك ما بين العدد الذي يعد به أهل المدينة وهو على 


0 
A 

© قلد ان رال ي ا 5/1 ره ا 

“- نقله في "الصلة"ء 383/2 ترجمة 820, "وغاية النهاية"ء 466/1 ترجمة 1943. 
”- نقله في "الصلة", 161/1 ترجمة 358. 


371 


صورتين كما تقدم : مدني أول» ومدني ين والعدد الذي بعتمذه أهل الشام» وهو مروي 
عن يى بن الخحارث الذماري صاحب ابن عام . 


ولسنا ندري مبلغ اهتمام الأنطاكي بهذا الفنء وإِنا نبهت على مشاركته فيه لوقوفي 
في فهرسة بعض الخزائن على ذكر تقييد منسوب إليه تحت عنوان : "تقييد في آي الكتاب 
العزيز لعلي بن محمد ابن إسماعيل الأنطاكي .ثم وقفت في التكملة لابن الأبار في ترجمة 
يوسف بن فرج من أهل طليطلة أنه "بحدث عن أبي الحسن الأنطاكي بكتاب عدد آي القرآن 
ى 


6علم الوقف والابتداء : وهو علم مستقلء إلا أنه وثيق الصلة بعلم العددء ويظهر 
اعتمام الأنطاكي به فيما ذكرناه له في مروياته من دخوله بكتابين أوأكثر في هذا العلم : 
سر "لنافع من طريق المصريين» وكتاب الوقف والابتداء' ' لأبي بكر محمد بن 


7-في مسائل عامة من التجويد وخارج ا حروف منها : 


أ-القول باخفاء ا ميم الساكنة قبل الباء في نحو "أم به" و" يعتصم بالله". قال 
الداني: "وهو مذهب شيخنا علي بن محمد بن بشر وغيره") وقال أبو جعفر بن الباذش : 
"وإلى هذا ذهب أبو الحسن الأنطاكي وأبو الفضل الخزاعي”/ وعثمان بن سعيد الداني» وبه 
كان يأخذ أصحابه فيما ذكر لي أبي رضي الله عنه...". 





ب- وقال ابن الجزري : "وإلى أخفائها ذهب جماعة, وهو مذهب ابن مجاهد وابن 


بشر وغيرهماء وبه قال الاي 


ا يكن الرجوع إلى ما ذكرنا عن اختلاف أهل العدد في ترجمة نافع» وإلى "جمال القراء وكمال الإقراء", لعلم الدين 
السخاوي» 190-189/1. 

“- يوجد عخطوطا بهذا العنوان في خزانة تمكروت (الخزانة الناصرية)» في مجموع تحت رقم 1576, حسب "دليل مخطوطات دار 
الكتب الناصرية» ص : 92, للأستاذ محمد لمنوني. 

(- تفله أبو عبد الله اراز في "القصد النافع", في "شرح الدرر اللوامع"» (مخطوط). 

3 هو محمد بن جعفر الخزاعي صاحب كتاب "المنتهى في الخمسة عشر"» (ت سنة 408)ء ترجمته في "غاية النهاية", 108/2- 
0 ترجمة 2893. 

“- "الإقباع", 179/1 

“+ التنيي لاو طروي 140 

372 


ج- القول بإبقاء الغنة عند إدغام النون والتنوين في الراء واللام» وكان يسمي ذلك 
ااي 5 لو كان إدغاما لذهبت الغنة : با نقلاب النون إلى حرف لا غنة فيه قال ابن 


الباذش : "وحكى عثمان الداني خو ذلك عن أبي الحسن الأتطاكي وعبد الباقي... . 
و بين أبو e‏ المذهب. 0 : ا كان 
2 من الإخفاء الذي بم فيه القلب ا راسا 0 0 إدغاما العا 


معا عا عد ف رواية ورش؛ وجوانب من اختيارانه الأدائية الخاصة ا 


هه ووه 


ا الأ ند لسية. 





EEN د م ا‎ o 


الأ ف رواية ورش. 


وهذه الخصومة قائمة ف الحقيقة على اختلاف الوجهة والانتماء إذ نجد أن کل 


طرف فيها ينتصر لوجهة نظر مدرسته. وينكر أو يكاد وجود غيرها ممن يخالفها في الأسس 
والمنطلقات. 


ولقد كنا ألمعنا في صدر الفصل الثاني من الباب الثالث من هذا البحث إلى سمات 
"المدرسة الشامية" التي ينتمي إليها أبو الحسن الأنطاكيء حين تحدثنا عن الإتجامات 
الأدائية التي تبلورت من خلا لها الرواية عن ورش» وأهمها الإتجامات الثلائنة : : المصرية 
والشامية والعراقية, وذكرنا هناك الاتجاه الشامي الوسطء وهو الذي اختار في الأداء سبيلا 
بين الاتجاه المصري الذي يغلب عليه التحقيق والأخذ بالتمكين الشديد» وبين الاتجاه العراقي 
الذي يغلب عليه الأخذ بالحدر وسرعة الأداء بالجنوح إلى اختلاس الحركات وقصر المدات 
وترك اك ونحو ذلك فجاء الاتجاه الشامي وسطا بين ذلك فكان يأخذ بطريقة 
"التدوير"» فيمد بمقدار واعتدال» ويأخذ في التفخيم والترقيق والإمالة والفتح بنصيب لا 
إمعان فيه ولا إهمال. 


ولقد وجد الأنطاكي مصادر الأ خذ ف الساحة متعددة وامتدادات مدارس الإقراء في 
الأندلس واسعة, سواء منها ما تأثل في البلاد من آثار "مدرسة الغازي بن قيس" التي 





أ- "الإقناع". 252/1. 
الم وهنا لساك 139/041 
33 


قدمنا وصف الداني لها بأنها تشبه مقرأة سليمان بن مسلم بن جماز : "الهمز وإقام المدات 
مثل مقرأة أهل الأندلس أي : مثل رواية الغازي بن قيس عن نافع..."00. 


أو ما تتابع دخوله إليها عن طريق رواد "المدرسة الأصولية التأسيسية" في رواية 
ورش في قرطبة والأندلس» أو ما ترامى إليها من تأثير المدرسة "الخيرونية" في القيروانء أو 
ما دلف إليها عن طريق المتصدرين بها من أصحاب الرحلات العلمية الذين اختلفت 


وكان الأنطاكي ينتمي بالأصالة والتلمذة إلى المدرسة الشامية التي نافست مدرسة 


ورش في مصر في عصر ازدهارهاء ورفدتها في المائة الرابعة على الأخص بطائفة من الأئمة 
الذين كان لهم تانز كبير ف ترسيخ أصول رواية ورش على أغاط معينة ف الأداءء ولا سيما 
في بلدة أنطاكية حيث تبلورت في هذه الرواية مذاهب خاصة تنفرد في كثير من سماتها الفنية 
عن غيرها من مذاهب المصريين والبغداديين ومن أخذْ عنهم. 


وقد استطاع أبو الحسن الأنطاكي أن ينقل ميدان التأثر والتأثير في مسار الرواية عن 
ورش من الشام ومصرء إلى قرطبة والأندلس» وأن يعمل على تعميق هذا التأثير عمليا في 
القراءة والإقراء. وعلميا ف التأليف والتوجيه» وعلى الرغم من ضياع مؤلفاته التي تضمنت 
اختياراته ومذاهبه الأدائية التي كان يلترمها وبنافح عنها. فإن ما بقي ف المصادر من 
إشارات يفيدنا في ثل جوانب مهمة من تلك المذاهب والاختيارات. 


وأول ما ننبه عليه هنا قبل ذكر طائفة من اختياراته» هو أنه قد اهتم بالتأليف في 
قراءة نافع» وتعددت مؤلفاته فيها تعددا يشعر بمدى اهتمامه خاصة بهاء فمن كتبه التى 
وجدنا الإشارة إليها : 


8 78 قراءة نافع : ذكره له أبو جعفر بن الباذش في الإقناع ونقل عنه كما 


كتاب قراءة ورش : وقد ذكره له عامة من ترجموا ل وستأتي 0 ابن الصناع 
له عن الأنطاكي. 


الأداءء وأهم هذه الا تلك اف انار زوبعة ا بينه وبين 2 المدرسة 


- نقله ابن الجزري في "غاية النهاية"» 296/2, ترجمة 2598. 

2 "الإقناع" 184/1. 

امرف الفزاء 7 275/1 وال تي 3/3 وك اب کي 140/4 
34 


القيروانية» ويمثلها في زمنه الإمام أبن غيل الله تمد بن فياف ا ق انى (ت 415 7 
وفيما بعد زمنه الشيخ الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني الذي نزل قرطبة وتصدر 
بها سنة 393, فوجد مدرسة الأنطاكي بها ما تزال في أوج قوتها لكثرة المتصدرين بقرطبة 
من أصحابه!2 , 


ونبدأ من اختيارات الأنطاكي باختيارين له كانا مثار خصام طويل بين مدرسته 
ورجال المدرسة القيروانية. 1 


الأول : ما ذهب إليه في باب الإدغام من أخذه لنافع بإدغام القاف الساكنة في الكاف 
إدغاما خالصا دون إبقاء صوت القلقلة» وذلك في قوله الىق سورة الات 011 
نخلقكم من ماء مهين" قال ابن الباذش في حكاية الخلاف في ذلك : "وصار أهل الأداء بعد 
لسائر القراء فيه فرقا ثلاثة : 


ففرقة ذهبت إلى الإدغام أل وا قات الوك وهو تب :اين افد وبي 
ااا :وان الا ا عبرو عفان س .د وال اوا 
الأنطاكي في كتابه عن نافع : "إنه كان يدغم القاف في الكاف» ولا يبقي منها صوتاء ولا 
خلاف بين القراء في ذلك, ومن حكى غير ذلك عن بعضهم حكى غلطا..." قال ابن 
الباذش : 

"وقال أبو عبد الله محمد بن سفيان ردا على الأنطاكي في كلامه المختلف قبل : 
"القراء مجمعون على خلاف ما قالء ولا يدغم منهم أحد القاف في الكاف حتى يبقي 
صوت القاف» وذلك أن القاف مجهورة» وهي حرف قلقلة واستعلا ء» فلو لم يبق منها صوت 
لاختلت إذ كان إدغامها في حرف مهموس» وهي حرف لاقلقلة فيه ولا استعلاء ألا ترى 
أنهم أجمعوا على بقاء صوت الإطباق من الطاء إذا أدغموها في التاء في قوله : "أحطت"» 
"بقلت هذ اها أقررية هو اند اجات بين اء 





3 هو صاحب كتاب "الهادي في القراءات"» وسنترجم له في الأئمة الأقطاب من أهل القيروان. 

2- سيأتي البيان عن مقدار تأثيره في الميدان في "رسالة قكين المد"» لمكي بن ابي طالب. 

9 لا وجود لهذا في "كتاب السبعة"» له وما ذكره ابن الباذش عن ابن مجاهد أسنده عن أبي داود عن أبي عمرو الداني قال : 
"قال ابن مجاهد في كتاب "قراءة نافع" "الإقناع", 184/1. 

“- هو علي بن إبراغيم بن سعيد أبو الحسن الموفي المصري النحويء من أصحاب أبي بكر محمد بن علي الأذفوي» وله تاليف في 
إعراب القرآن سماه "البرهان"» وسيأتي ذكره في مشيخة أبي العباس المهدوي توفي سنة 430. 

لم يذكر الداني مذهبه هذا في "التيسير"ء في باب الإظهار والإدغام للحروف السواكن" 45-41, ونسبه ابن الباذش له مرة 
أخرى في "الإقناع", 185/1» وقال : الكلام معه في الاستعلاء لا في القلقلة. 

6- "الإقناع", 185/1. 

375 


قلت : ما نقله ابن سفيان من إجماع القراء على الإدغام مع إبقاء صوت القاف 
حكى أبو عمرو الداني الإجماع أيضا على خلافه فقال في "الأرجوزة المنبهة": 


"وأجمع الكل بلا خلاف على اذغام القاف عند الكاف 
من غير صوت ف "ل خلقكہ" وأدغم البصري من يرزقگ(٩‏ 


ولعل ما انتهى إليه أبو جعفر بن الباذش بعد حكايته لمذهب ثالث يقول بالإظهار 
والبيان» لعله أقرب إلى الجمع بين المذهبين الأول والثاني إذ يقول : "الأخذ بالبيان ليس 
عليه عمل» وأنت مخير في إبقاء الصفة مع الإدغام أو إذهابهاء وكأن إجماعهم على إبقاء 
الإطباق في "أحطت" يقوي إبقاء الاستعلاء هناء وكلا الوجهين مأخوذ به" ©. 


وإنْا يعنينا هنا التعرف على مذهب الأنطاكي, وأنه جاء فيه بأمر لم يقره عليه 
القيروانيون» فكانت هذه المسألة٠إحدى‏ المسائل التي أثارت الجدل وشغلت الناس. 


الثاني : من اختيارات الأنطاكي التى جرت إلى خصام نقدي طويل مذهبه في باب المد فيما 


تقد سببه» خو ,"> آد 1 و"آمن" و"أوحى" و "لمانا 1 

فقد كان الأنطاكى يذهب في ذلك إلى القصرء قال ابن الجزري : "وهو مذهب 
الشاميين والعراقيين» وأما مذهب غيرهم من سائر المصريين والمغاربة من طريق الأزرق عن 
ورش فزيادة المد في ذلك كله"( . 





وقد أثار الأنطاكي بمذهبه هذا ثائرة طائفة من المقرئين من أهل زمنه ومن جاء 
بعدهم ممن وجدوا آثار مدرسته متفشية ف القراءة واللأخذى فذهبوا ف ذلك إلى نهاية 
الطرف المقابلء وحاولوا التصدي له وتفض مذهبه. وفي هذا يقول أبو جعفر في الإقناع : 


"وكان أبو الحسن الأنطاكى ينكر زيادة المد في الباب كله. وعلى ذلك كان شيخه 


إبراهيم بن عبد الرزاق وجماعة من نظرائه. وإلى إنكار ذلك ذهبت جماعة من المتأخرين» 
منهم طاهر بن غلبون» واعتمدوا ف علة إنكار ذلك على التباس الخير بالإستفهام, وقد وض 





1 "الأرجوزة المنبهة"؛ للداني القول في المدغم المجمع عليه نسخة حققة مرقونة بالراقنة, مجلد 399/2, دراسة وتحقيق الشيخ 
الحسن وكاك, وقد حصل بها علىدكتوراه الدولة في الدراسات الإسلامية» "علوم القرآن"ء من دار الحديث السنيةء وأهداني 
نسخة جزاه الله خيرا. 

*- "الإقناع". 186-185/1. 

“- "النشر", لابن الجزري 339-338/1. 

36 


أبو محمد مكى كتابا يؤيد فيه قول المصريين» وكذلك أبو عبد الله بن سفيان وضع كتابا 
على الأنطاكى خاصةء إلا أنه تعدى فيه الرد عليه إلى التحامل والجفاء" 
على 81 نظاقى خاصة 2 الا ی و ر وی ا ل لم 





والذي يهمنا من هذه المسألة هنا هو جانبها "النقدي" الذي ينتمى فيه كل طرف 


وقد شاءت العناية الإلهية أن تفلت من الضياع رسالة صغيرة لمكي بن ا طالب 
أحد الطرفين أو الأطراف في هذه الخصومة فإذا خن فيها أمام القضية معروضة على وجههاء 
وإذا حن أمام إمام أنصف الأنطاكي وأمعن في الثناء عليه» وأعطى لمذهبه في المسألة توجيها 
سنتعرض له عن قريب» وقد بين ف صدر هذه الرسالة» وهى بعنوان "كين المد PE‏ وآمن 
وآدم" أنه سيخصصها للرد على اماز اة من مد "آمن" و" اتی وشبهم فقد 
أ کڪ شو سير ار السو الا ا ثم ذكر ما يفيد أنه ألف في الموضوع كتابا 
أوسع وقال : "إذ وصل إلي في هذا المد من الاعتراضات أشياء كثيرة» وقد نقضتهاء 
وجعلتها مرفوضة في جزءين» وتأخرت عن إعلان ذلك وإشهاره... فأورد هذا الكتاب لنقض 
الاعتراض بالاستفهام في مد "آمن" و"آدم" و ينا 

ثم أخذ يناقش المعترض في دعواه التباس الخبر بالاستفهام ويورد عليه الحجة بعد 
الأخرى من القراءات ومذاهب الأئمة فيها تار ومن اللغة وأقوال اللغويين*) وأفاض في 
التمثيل والتوجيه؛ والذي يهمنا منه خاصة قوله : "فصل في نسبة بعضهم هذا الاعتراض إلى 
الأنطاكى والجواب عنه" : 


"وقد بلغنى أن بعض هؤلاء المعترضين به نسب هذا الاعتراض إلى الأنطاكي حرحمه 
الله تعالى- وقد كان الأنطاكي أجل قدرا من هذا الاعتراض» فإن كان وقع له ذلك أو سمع 
منه. فإمًا أراد التقريب على المبتدئين» لأنه خاف أن يشبعوا المد حتى يخرج عن حده في 
النقل» فقال معلما لهم : لا تمدوه لئلا يصير مثل الاستفهام أو قال كلاما بهذا المعنىء 
لأنه -رحمه الله- وصل إلى بلد اختلفت قراءة قرا فلم يزل 


مقاله بهم حتى أصلح كثيرا مما فسد' . 


أ- "الإقباع", 475/1. 

نشرت الرسالة في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت السنة الأولى العدد الثاني شهر حرم المرام عام 1405ء 
نوفمير 1984ء بتحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات» وسيأتي مزيد من التعريف بها في كتب مكي في ترجمته بعون الله ٠‏ 

- رسالة "كين المد في آتي وآمن و"آدې جلة الشريعة ص : 60. 

- نفسهء ص : 61-60. 

- نفسه» 71-69-66-65... إلخ. 

- في المطبوع "اختلف قرأة قراءته"» وهو ضعيف. 












ديا 


a U +± 


37 


ثم قال مكي منظرا لمسألته ما يشبهها وهو أيضا مما يهمنا من اختيارات الأنطاكي 
ومن علا جه لأوضاع مدرسته حتى أقامها على منهاجه : 


"وقد أخبرت عن أقرب تلامیذه إل أنه قال : 


"كنا نيل أكثر اللفظ في القرآن قبل مجيء الأنطاكيء فلما وصل ورأى ذلك منا 
أمرنا أن نفخم كل ما كنا غيل ة فما زلنا كذلك حتى رجعت ألسنتنا إلى التفخيم فلما 
استقمنا على التفخيم» ردنا إلى التوسط من اللفظ. وهذا حسن سياسة منه رحمه الله 


تعالى" قال مكي: 


"وكذلك فعل في المدى وجد قوما يطولون المد جداء فردهم عنه ومنعهم منه» فظن 
الظان" أنه إا فعل ذلك لأن المد محصور في قدر لا يجاوز. وليس كذلك إنا أراد أن 
يسوسهم بذلك» كما فعل في الإمالة, هذا تأويلنا له حرحمه الله- لأنه لم يكن ممن يغيب عنه 
المقدار" . 


"ونظير هذا من قوله : تقسيمه المد مقدار ألف. ومقدار ألفين» للتقربب على 
المتعلمين كما وضع من كان قبل وم يكن ممن يخفى عليه أن النفس وقدر الزمان الذي 
حدث في حين المد لا بحصرء ولا يعلم حقيقته إلا الله تعالى"©. 


ولنا عودة إن شاء الله إلى الموضوع في تقديم رسالة مكي هذه وما ألف على خوها 
ف الرد على أصحاب الأنطاكيء وحسبنا هنا أن ننبه على بعض هذه الاختيارات التي أخذ 
بها رجال مدرسته وكان لها مكان ف القراءة والأداء ف النصف الثاني من المائة الرابعة وما 
بعده» وهو العهد الذي نعتناه بعهد بعهد "التأصيل والنضج' ' لما تأأتى فيه من تأثيل أصول رواية 
ورش ف أكثر اتجاهاتها الفنية وأوسعها جمهوراء كما رأينا في مدرسة الأنطاكيء وكما 
سنقف عليه -بعون الله- في "مدارس الأقطاب" من أهل الأندلس والقيروان. 


ومن خصوصيات مذهبه الفني في أصول الأداء ف رواية ورش مما يصلح أمثلة 
لاستقلا له ف مذهبه : 


أ- في باب المدء ومن اختياراته فيه : 


- أخذه بالتسوية لورش في مقدار المد بسبب السكون. بين ما كان السكون فيه 
ناشئا عن الإدغام» وبين ما كان ناشئا عن غيره» فيسوي بين مد "الضالين" و"دابة" وبين مد 





0 لعله يعني أبا عبد الله محمد بن عمر المعروف بالغازي وستأتي ترجمته في أصحابه. 
“رسال "تكن امد" كن 8و 
378 


و"غياي" و ان" و"أرايت" قال الداني : "وهذا مذهب أكثر شيوخناء وبه قرأت على 
أ كثر أصحابنا البغداديين والمصريين... وإليه كان يذهب محمد بن علي -يعني الأذفوي- 
وعلي بن بشر -يعني الأنطاكي- نزيل الأندلس"“. 

- أخذه باشباع المد في حرفي اللين حالة الوقف لمحو "من خوف" و"الحسنيين" 
و"الطير". قال الداني في "الاقتصاد" : "وهذا مذهب علي بن بشر وغيره من أصحاب 


, 20 
ونش 


وقال ابن الباذش -صاحب الإقناع- : "وإلى هذا يميل أبى حرضي الله عنه-. وهو 
اختيار أبى اا اک 

وقال ابن الجزري : "والإشباع فيه مذهب أبي الحسن علي بن بشر وبعض من يأخذ 
بالتحقيق وإشباع التمطيط من المصريين وأضرابهم"7. 

- أخذه بإشباع المد بسبب التقاء الساكنين. وذلك في حرف العين من فاتحتي مريم 
'"'كهيعص "» والشورى "حم عسق" 2 قال ابن الجزري : "وهذا مذهب أبن بكر بن بجاهد 
وأبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي...". 

- أخذه بإشباع المد في حالة الوقف على ما قبل آخره حرف مد ولينء لمحو 
"ينفقون" و"الرحمن" و"مبين" قال أبو عمرو الداني ف "الاقتصاد" . ومذهب شي نا لبي 
اسن :علي بن حك ين ابقر وغيره الاشباع"90, 

وقال الدانى أيضا في "إيجاز البيان" : "وهو مذهب شيخنا علي بن محمد بن بشر 
وعامة القدماء من مشيخة المصريين الأاحدين اقيق" : 


ب- في باب اللامات : ومن اختياراته في باب اللامات لورش إجراؤها على غط داح 
لا ر 0 فيه شيئا مما تقدمه حرف إطباق أو غيره» ويجري فيها مجرى غيره فلا يغ 0 من 





ل 2 ج ا 
- قله ابن الجزري في "النشر"ء 319-318/1. 
2- نقله المنتوري في باب المد من شرحه على "الدرر اللوامع"» لابن بري (مخطوط). 
3 "الإقباع". 481/1. 
4- "اتشر" 349/1. 
”- ذكره في "النشر"» 348/1. 
6- نقله أبو زيد عيد الرحمن بن القاضي في أول سورة البقرة من كتابه "بيان الخلاف والتشهير"؛ وما وقع في ارذ من الزيادة 
' على"التيسير" (مخطوط). 
"قله المعزري ق باب ال هن "شرح الد 
379 


ذلك إلا اسم الجلالة بشرطه. قال أبو عمرو الداني : "فأما عامة أهل الأداء لرواية ورش 
من البغداديين والشاميين وغيرهم. فلا يعرفون تغليظ شىء من هذه اللامات» بل يرققون من 
غير تمييزء وبه كان يأخذ إبراهيم بن عبد الرزاق» وعلي بن محمد وغيرهما"00. 


ج- في باب اشمام الحركات : أخذ في قوله تعالى "مالك لا تامننا على يوسف" 
بإخفاء ضمة النون الأولى, قال الداني في التمهيد : "وإنا عبر عنه القراء بالإشمام على 
سبيل الإنساع والمساحةء وهو عند الكوفيين الإخفاء بعينه.... وإلى القول بالإخفاء في ذلك 
ذهب أبو محمد اليزيدي... وأبو بكر محمد بن أشته وأبو الحسن علي بن محمد بن بشر 
وشيخنا أبو الحسن بن غلبون وغيرهم." ©, 


تلك أهم مجالي التألق ومظاهر الشفوف في شخصية أبي الحسن الأنطاكي. وذلك 
بعض ما استطعنا جمعه من الإشارات المساعدة على معرفةجوانب من إمامته في القراءة 
وعلومهاء وما كان له من اختيارات في مدرسته في أصول الأداء في رواية ورش خاصة, إذ 
هي الرواية التي يقرأ بها السواد الأعظم من القراء. وعليها كان المدار في التأديب والإقراء. 

ونعقد فيما يلي الفصل التالي لتتبع امتدادات هذه المدرسة الأدائية من خلال 
رجالها الذين تخرجوا على عميدهاء وتشبعوا بمذاهبه واختياراته. وتحقق من خلالهم 
استمرارها في ساحة الإقراء ردحا غير قصير من الزمنء وامتلا كها لزمام القيادة في قرطبة 
وغيرها قبل أن تزاحمها مدارس أدائية أخرى في الساحة كمدرسة مكى التى رأينا في رسالته 
الأتفة الد كر موقب ها من طائفة من اعا رات در وتا مامه الك 


'- نقله أبو عبد الله محمد بن الحسن الفاسي في "اللا لئ الفريدة في شرح القصيدة" في باب اللامات منه (مخطوط). 
- نقله الإمام المنتوري في باب الإشمام من شرحه على "الدرر اللوامع". 
30 


الفصل الثالث ٠‏ 
امتدادت مدرسة الأنطاكي في قرطبة والأندلس 
من خلال حملة مذاهبه الأدئية : 


تصدر الأنطاكي حرحمه الله- بقرطبة إلى حين وفاته سنة377ه فقرأ عليه جمهور 
قرائها من طلبة هذا الشأن, وأتم عليه غير واحد من الكبار ما كان قد بقي عليهم من 
قراءات أو روايات عن السبعة كما توسعوا في رواية ما دخل به من علوم ومصنفات» فكان 
بذلك قطب أقوى مدرسة أصولية "محلية" في البلاد الأندلسية في النصف الأخير من المائة 
الرابعة» وهو العهد الذي نعتناه ب"طور التأصيل والنضج". ونعني ب "التأصيل" الجانب 
العلمي المتمثل في استنباط القواعد والأصول الثابتة في رواية ورش عن نافع» مما صح عنه 
من طرق أصحابه u‏ درتت وجعل روايته أصلا لغيرها و 3 ف الروايات, 


بين ورش وبين غيره بن لوا عن نافع. 1 بين الطرق عن ورش فيما 5 من وفاق وخلاف. 


ولا نستطيع أن نقوم بإحصاء كامل لعامة من قرأ عليه من ا وغيرهم خلال 
أزيد من ربع قرن» وإعًا سنحاول التعريف بمشاهير من وقفنا على ذ نسبتهم إلى الأخذ والرواية 
عنه» مرتبين على حروف الهجاءء وذلك بغرض إعطاء صورة تقريبية عن رجال مدرسته 
الذين تحملوا مذاهبه الأدائية»وقاموا بعده على اختياراته يلقنونها وينافحون عنهاء ممن 
أثروا تأثيرا بليغا في ساحة الإقراء»وكان لهم إشعاع قوي بين القراء. 


رجال مدرسته 3 
- أحمد بن بريل المقرئ من أهل قرطبة يكنى أبا عمر قال ابن بشكوال : 


"أخل عن آي الحسن الأنطاكي المقرئ بقرطبة» وجود 0 أيضاء وسمع الحذيث. 
وكان أحد القراء المجودين الحفاظ من أهل المح والفضلء وقتل ب"عقبة البقر" صدر 
شوال سنة أريعمائة مع المقرئ ابن الغماز”» وكان صاحبه". 


- هي معركة كانت بظاهر قرطبة قادها سليمان المستعين بن الحكم المستنصر ضد أميرها قبله محمد بن هشام بن عبد الجبار بن 
الناصر الملقب بالمهدي القائم على الدولة العامرية, وقد استعان في هذه المعركة بالروم» واحتل قرطبة في عسكر عظيم» وقتل 
يومئذ من أهلها نيف على ثلائين ألفاء فكانت أول تارات المشركين على المسلمين..." ينظر في ذلك "البيان المغرب"» 
52-3 و"الذخيرة", 36/1. 
3 هو سليمان بن هشام وسياتي في أصحاب الأنطاكي. 
3- "الصلة", 20/1 ترجمة 36. 
381 


- أحمد بن طريف أبو بكر القرطبى يعرف بابن الحطاب : 

تقدم ذكره في رواد الرحلات العلمية وسماه في الصلة ست ls‏ وذكر أنه 
"أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي وعبد المنعم بن غلبون وسمع من أحمد بن 
ثابت التغلبى وأبا أحمد الساهري وأبا حفص بن عراك. خرج في الفتنة إلى الثغر ثم انتقل 
إلى جزيرة ميورقة فتوفي بها يوم الاحد لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة 416 وتوفي وهو 
أبن خمس وسبعين سنة» ذكره أبو عمرو"(. 

- أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل الأموي المكتب من أهل أشبيلية» يكنى 
أبا القاسم : 

قال في الصلة : "سمع ببلده من أبي محمد الباجي وغيره وصحب أبا الحسن 
الأنطاكى المقرئ وغيره» وكانت له عناية قديمة بطلب العلم... وتوفي في رجب سنة 428 


ومولده سنة 2352 ذكره ابن خزر 2 ةى "3 


ولعله المراد بأحمد بن سعيد مولى الناصرء قال ابن بشكوال في ترجمة هذا الأخير : 


"كان معنيا بطلب 2 ورأيت سماعه لكتاب "علم المصاحف" تأليف ابن أشته 
41 


في سنة إحدى وغانين وثلامائة 
- أحمد بن عبد القادر بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الأموي الأشبيلى أبو 
عمرو ۰ 
"أخذ عن أبي الحسن الأنطاكي المقرئ وأبي القاسم حكم بن هشام القرشي 
القيرواني/6) ومحمد بن أحمد بن الخراز القروي. وكان له حظ صالح من علم النحو واللغة 
والشعر. وله كتاب في القراءات السبع سماه "التحقيق" في سفرين» وتأليف آخر في الوثائق 
وعللها سماه "المحتوى" في خمسة عشر جزءاء حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال : توفي 
في عقب 420ه, وكانت فيه فكاهة تخل به" . 





9 "الصلة", 236/1 ترجمة 69 وله ترجمة في "معرفة القراء", 306/1 طبقة 10ء "وغاية النهاية"ء 64/1 ترجمة 275 
2 ا 5 5 
- هو أبو محمد بن خزرج أبو عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي, له فهرسة مشهورة مركبة على حروف المعجمء 
رواها ابن خير عن أبي الحسن شربح عنه» "فهرسة ابن خير "» 432. 
- "الصلة", 43-42/1, ترجمة 87. 
- "التكملة", لابن الأبار 15/1 ترجمة 24. 
- "الصلة". 40-39/1, ترجمة 76ء و"غاية النهاية", 70/1. 
382 


3 
4 
5 
6 





من شيوخ 5 عمرو الدانيء وقد أسند من طريقه في كتاب الطبقات رواية ورش من 
طريق عبد الصمد كما تقد E‏ 00 


روى عن أبي الحسن الأنطاكي وابن النعمان المقرئ نزيل قرطبة وكان تلميذا له*) 
وله إجازة من أبي عمر الطلمنكي. وهو في عداد أصحابه, "وكان من أهل العلم والرغبة 
فيه والعناية التامة به توفي ف خو سنة 40"400, 


القراءات" : 


معدود في أصحاب الأنطاكي2, وقد قدمنا ذكر بعض مروياته عنه في ترجمة 


- أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة الأموي. يعرف بابن ميمون من أهل طليطلةء يكنى أبا 

ترجم له ابن بشكوال ترجمة طويلة استوفى فيها مشيخته» وذكر سماعه بقرطبة من 
جماعة منهم أبو الحسن الأنطاكي, قال : ورحل إلى المشرق سنة380ه, ثم ذكر سماعه من 
طائفة كبيرة من أهل المدينة ومصر وإفريقية» منهم بمصر أبو عدي عبد العزيز بن علي 
المقرئ» أحد أصحاب الأسانيد العالية في رواية ورش» وأبو الطيب بن غلبون وأبو بكر 
الأذفوي قال : "ثم انصرف إلى طليطلة واستوطنهاء ورحل الناس إليه بها... وتوفي بها يوم 
الاثنين لثمان بقين من شعبان سنة 400 وكان مولده سنة 353ه"©. 


1 
2 
3 


- ينظر إسناد الداني عنه لرواية ورش من طريق عبد الصمد في "التكملة"» 226/1 ترجمة 27. 
- "التكملة", 17-16/1, ترجمة 30. 

- "الذيل والتكملة"» السفر الأول والقسم الأول, 407-406, ترجمة 596. 

“- "الذيل والتكملة", 407-406/1/1) ترجمة 596. 

”- يمكن الرجوع إلى ذلك في "الصلة", 45-43/1, ترجمة 92. 

6- "الصلة"» 22-21/1) ترجمة 37. 

383 


- أحمد بن مطرف بن هانى الجهني المكتب من أهل قرطبة» يكنى أبا عمر : 
قال ابن بشكوال : "كان... فاضلا صالحا وسيماء حافظا مجودا للقرآن» حسن 
اللفظ به جداء وكان من أصحاب أبي الحسن ا المقرئ, مقدما فيه عندهم رحمه الله 
وقتل بجبل قنليش شهيدا في سنة 400ه, ودفن بمقبرة ' 'مومرة "» وحضره جمع من المسلمين لا 
0 
بخصى 


- أحمد بن مهلب بن سعيد البهراني من أهل أشبيليةء يكنى أبا عمر : 


قال في الصلة : "روى ببلده عن أبي محمد الباجي وغيره, وبقرطبة عن الأنطاكي 
وابن مفرج وأبي بكر الزبيدي! وغيرهم» وكان من أهل الذكاء وقدم العناية بطلب العلمء 
توفي في صفر سنة 449ه وقد استكمل سنا ونسعين سنة» ومولده في صقر سنة 3ه 
ذكره ابن خزر "00 


قأل في الصلة : "أخذ القراءة عرضا عن 7 الحسن الأنطاكى» وجود عليه حرف 

نافع برواية ورش وقالون. وسمع منه كثيرا من کتبه» وأقرأ زمانا 5 مسجده إلى أن توفي 
ا 399 . أ )4( 
سنة هي ذكره أبو عمرو . 

بن مبشر بن شريف البكري المقرئ» أندلسى يكنى أبا إسحاق, قال ابن بشكوال : 


"أن القراءة عرضا عن أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكيء وكان يقرئ في دكانه 
قرب المسجا الجامع بقرطبةء وينقط المصاحف». ويعلم المبتدئين» وتوفي سنة 5 ذكره أبو 


5) 
E 


- الحسن بن إبراهيم الرباحي. يكنى أبا على : 
ذكره في الصلةء وقال : "روى عن ابي الحسن الأنطاكي ال وف 


- إبرا 





- "الصلة"ء 17/1, ترجمة 28 


1 
“انعو عبن وى اندو ساح ينات | وين للدي 
“- "الصلة", 54-53/1, ترجمة 1115. 
الم اكل تة 22 وغوه ف "غا انا 14711 
"- "الصلة"ء 88/1 ترجمة 193, وذكره ابن الجزري في ترجمة الأنطاكي في تلامذت غاي 565/1. 
“- "الصلة"ء 135/1 ترجمة 306. 

384 


بن أحمد بن عيسى البهراني الصالقيء من أهل أشبيليةء يكنى أبا العاص : 


"روى عن أبي الحسن الأنطاكي وغيره ورحل إلى المشرق وحج سنة 409... 
توفي سنة 020"426. 





- حماد بن عمار بن هاشم أبو محمد الأنصاري : 

ومن أصحاب الأنطاكي حماد بن عمار الأنصاري أبو محمد الأندلسي من شيوخ 
أبي عمرو الداني» قال الداني : "كان خيرا فاضلاء عرض على أبي الحسن علي بن بشرء 
الأول سنة 433م "7 . 


- خلف بن حسن بن مروان بن حيان من أهل قرطبة : 


هو والد أبي مروان بن حيان صاحب "المقتبس" وغيره تقدم أنه "قرأ القرآن على 
الأنطاكي وأنه كان حسن الصوت بالقراءة» ولذلك فقد كان أحد من عين الأنطاكي للقراءة 
بوم زاره الحكم المستنصر باللهى قال ابن الأبار 9 "وكتب خلف هذا للمنصور نحمد يناس 


من أهل قرطبةء يكنى أبا القا 
ومن كبار أصحابه خلف بن الحجام قال في الصلة : "قرأ القرآن على أبي الحسن 

الأنطاكي المقرئ بحرف نافع برواية ورش وقالون» وأتقن الروايتين وأقرأ الناس بهماء وكان 

يكتب المصاحف وبنقطهاء كن ذلك عن ا الحسن الأنطاكى. وتوف سنة 397م "0 . 

- خلف بن سعيد الحجري» من أهل قرطبةء يكنى أبا القاسم» ويعرف بابن أبي البراطيل : 


قال ابن بشكوال : "روى عن اك عيسى للف وات الحسن علي بن حمد 
الأنطاكي وسمع منه"7". 


- خلف بن سليمان يعرف بابن الحجا 











أ- "الصلة", 149/1ء ترجمة 336. 

انارق فق "غاية انا :269/1 ترجه 1171 
3 "التكملة"ء لابن الأبار 295/1 ترجمة 802. 

“- "الصلة", 161/1 ترجمة 358. 

5 


- هو أبو عيسى يحيى بن عبد الله بن يحيى بن بحيى بن يى -ثلاثا- بن كثير الليثي من أحفاد راوية الموطأ عن مالك المشهورء 
كانت الرحلة إليه فيه وولي القضاءء توفي سنة 367 "شجرة النور الزكية ف طبقات المالكية", لابن عخلوف 99 ترجمة 
241 الطبقة الثامنة. 
35 


- سعيد بن أحمد بن محمد الهذلى أبو عثمان. يعرف بابن الربيبة» من أهل أشبيلية : 


ترجم له في الصلةء وقال : "كان من أهل النفاذ في الحديث والرأيء قوي الفهم... 
روى عن ابي محمد الباجي.. ٠٠‏ وأبي المسن الأنطاكي. توفي سنة 434ه. ومولده سنة 
2ه "0 


من أهل قرطبةء يكنى أبا 


- سعيد بن سلمة بن عباس بن | 
عثمان : 


"روى عن أبي بكر محمد بن معاوية القرشي.. ٠‏ وأبي بي الحسن الأنطاكي. وكان إمام 
الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبةء وتوف سنة 413 ومولده سنة 334" . 


وقد قدمنا ذكر سماعه من الأنطاكي كتاب "فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي 
"لأبي عثمان سعيد بن محمد بن حرب. 


بن وليد بن حسين» 








ومن أهم أصحابه الراوية الكبير ابو محمد محمد بن عتاب. قرأ عليه القراءة. وسمع 
منه كثيرا من دواوين العله2, وذكر ابن خير أنه "كان يتردد عليه في المسجد ليقرأ عليه 
حزبه من القرآن إذ كان يقرئن©. 


- سعيد بن سليمان الهمدانى : 


ومن أكابر أصحاب الأنطاكي سعيد بن سليمان الهمدانيء قال ابن بشكوال نحت 
هذه الترجمة: "أندلسي يعرف بنافع» يكنى أبا عثمان. أخذ القراء عرضا عن ابي المسن 
الأنطاكيء SRE EEE‏ لاقع بن أبي نعيم» وأقرأ به وكان من أهل العلم بالقرآن 
والعربية» ومن أهل الضبط والإنقان والستر الظاهرء وتوفي بساحل الأندلس بمدينة دانية بوم 
الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة 421. ذكره أبو عمرو المقرئ"©. 





- "الصلة", 164/1 ترجمة 365. 

04 رجي‎ SE 

- "الصلة", 215/1 ترجمة 485. 

- يمكن الرجوع إلى مروياته عنه لدواوين العلم في فهرسة ابن خي 254-52- 300-293-292-291-290-284-274-262- 
0. 

”“- فهرسة ابن خير 293. 

“- "الصلة".| 217-216/1 ترجمة 477. 


نم ايم اننبا حل 


36 


ولعله نفس القارئ الذي سماه ابن عبد الملك المراكشي باسم : 


-سعيد بن محمد النحوي» وقال : "قرطبي أبو عثمان نافع» أخذ القراءة عن أبي 
الحسن الأنطاكي وهو لقبه ب"نافع" لكثرة ما قرأ عليه القرآن بحرف نافع من رواية ورش 
وقالون» ولم يكن ينتقل عنهما فقال له : "أنت نافع» وسينفع الله بك "فكان ما قال وأخذ 
"جمل" الزجاجي"» روى عن نافع هذا أبو الحسن إسحاق بن الزيات القرطبيء وابن 
سيدة© لقيه بدانية وكان مقرئا نحوياء تصدر للإقراء وتعليم العربية". 


ترجم له ابن الجزري وقال : "مجود عارف بحرف نافع» أخذ القراءة عن أبي الحسن 
علي بن بشر الأنطاكيء وتصدر للإقراء حتى مات سنة 7"421. وقال السيوطي في البغية : 


"سعيد بن محمد النحوي القرطبي أبو عثمان الملقب بنافع". ثم نقل ما ذكره ابن 
ل ا ل ل ل ا لي 
وأسند من طريق محمد بن فتح البطليو سي © عنه عن أبي الحسن الأنطاكي عن شيخه 
الزجاجى "كتاب الجمل" اك 


- سعيد بن محمد بن شعيب بن أحمد بن نصر الله الأنصاري الأديب الخطيب بجزيرة 
"قبتور" وغيرها يكنى أبا عثمان» قال ابن بشكوال : "روى عن أبي الحسن الأنطاكي 
المقرئ... وكان شيخا صالخا من أئمة أهل القرآن عالما بمعانيه وقراءاته» عالما بفنون 
العربية» متقدما في ذلك كله حافظا فهما ثبتا..توفي في دود يه 507450 


- سلمة بن سعد الله النحويء من أهل قرطبةء يكنى أبا القاسم : 
ا روی عن عي الحسن الأنطاكي وجماعة وكان مشهورا بمعرفة الأدب» أخذ عنه أبو 
محمد قاسم ابن إبراهيم الخزرجي 0 





1 
2 


- تقدمت لنا الإشارة إلى ذلك في ترجمة أبي الحسن الأنطاكي عند ذكر مروياته. 

- هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيدة اللغوي المرسي الضرير» سيأتي في أصحاب الطلمنكي. 
7 "الذيل والتكملة السفر الرابع القسم الثاني" 44 ترجمة 104. 

“- "غاية النهاية", 306/1 ترجمة 1344. 


ك "بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة", 589/1 ترجمة 1242. 


8 7 6 


- ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشيء 157-156. 

- "الصلة", 2216/1, ترجمة 486. 

- "الصلة". 226-225/1, ترجمة 516» و"إنباه الرواة"» 58/2. 
337 


7 
8 
9 


- سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية بن سوار اللخمى المؤذن. من أهل قرطبةء 
يكنى أبا أيوب ويعرف بابن العجل : 


ترجم له أبو الوليد بن الفرضي وقال : "قرأ القرآن على الأنطاكي وأتقنى كان 
يقرأ عليه على باب المسجد ال جامع» وكان أحد أئمة المسجد الجامع وأحد المؤذنين فيه 
حدث عنه غير واحدى وكتب نه توفي 7 رحمه الله- سنة 2382 ومولده سنة 310ه"00. 


وأبو أيوب : 


سكن قرطبة, وأخذ بها عن أي الحسن الأ نطا كي وروى بالمشرق عن َس الطيب بن 
غلبون المقرئ وأبي بكر الأذفوي وأكثر عنهما وعن غيرهماء وهو من شيوخ أبي عمرو 
الداني» قال في الصلة : "ذكره أبو عمر بن الحذاء وقال : كان أحفظ من لقيت للقراءات» 
وأكثرهم ملازمة للإقراء بالليل والنهار. وكان أطيب من لقيت صوتا بالقرآن. وذكره أبو 
عمرو -الدانى- وقال : "كان ذا ضبط وحفظ للحروف» وحسن اللفظ بالقرآن» " وقد كان 
ووا يهان بن الحكم المستعين» وأجلسه بالمسجد الجامع بقرطبة» وأصاب ثراء ورفعة.. 
قتل -رحمه الله- في وقعة عقبة البقر "مع سليمان المذكور© في صدر شوال سنة 400"©, 


- سليمان بن هشام بن وليد بن كليب المقرئ المعروف بابن الغماز أبو الرد 





وقال ابن الجزري : "مقرئ حاذق ضابط,؛ أخذ القراءات عن أبى الحسن 
الأنطاكي... وذكر خوا مما تقدم. وقال : "مات في شوال سنة 400 كهلا ". 


قلت : وهو من أهم طرق أبي جعفر بن الباذش في القراءات» وعلىٍ الأخص في رواية 
ورش» وقد أسندها عنه ا على أبي الطيب بن غلبون, ع آبي ع عدي عبد 
عن أن ا ل 


- عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد أبو القاسم الخزرجي الأستاذ صاحب "القاصد في 
القراءات" : 





- "تاريخ علماء الأندلس". 332-331/1 ترجمة 565. 
- يعني قتل ابن الغماز المذكور وأما سليمان فقد تأخر إلى سنة 405, حيث قتله علي بن حمود السني. 
- "الصلة", 195-194/1 ترجمة 441. 
- "غاية النهاية", 317/1, ترجمة 1393. 
- "الإقناع", 61-1 وسيأتي في أسانيد ابن الباذش في رواية ورش. 
388 


سم يمحم بين طب يڪ 


أحد أقطاب "فقارين اھات قو الأندلين کا سیا ترط EE‏ 
الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي. وتجول بالمشرق غوا من عشرين عاماء وقدم الأندلس 
سنة 400 فأقرأ الناس بقرطبة( "وقد تقدم سا کک ضفل میات من كنب اللقة عن 
الأنطاكي عن الزجاجي مؤلفه. 


.عن الحم بن عمد ابن احمد بن عبيد الله الرعيني المعروف بابن المشاط من أهل 
قرطبة» يكنى أبا المطرف» قال في الصلة : "أخذ القراءات عن أبي الحسن الأنطاكي. وكان 
حسن الصوت بالقرآنء وسمع من خلف بن القاسم وغوه واتصل با ضور بن أبى عامر 
فأدناه وقربه» وولى له ولایات» توفي سنة 7„ "0 , 


ع 


: 5 1 د 
5 عد الین بن عمد ين عيسن بن فی بن أ بغ بن فطيس بن سليمان أبو المطرف 
الحسن الأنطاكي المقرئ وجماعةء توفي صدر الفتنة البريرية عام 402م" . 


المطرف المعروف ب"القناز. . 





- عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الأنصاري أبو 
أهل قرطبة : 


إمام جليل في العلوم "قا القرآن وتجودة على أب الحسن علي بن محمد الأنطاكي 
المغرئ» وأبي عبد الله بن النعمان وأبي القاسم أصبغ بن تام الخزاز"2, ورحل إلى المشرق 
سنة 367ه فسمع بالقيروان ويمصر بمكة» ثم قدم قرطبة سنة 371ه بعلم كثير» وأقبل على 
الزهد والاتقباض؛ وإقراء القرآن وتعليمه» ونشر العلم ويثه... وله مؤلفات منها أنه اختصر 
تفسير ابن سلام في القرآن» توفي سنة 3 ومولده سنة 341. قال ابن الجزري : 








- ترجمته في "الصلة"» 334-333/2 ترجمة 710. 

- يمكن الرجوع إلى ذلك في عنوان الدراية للغبريني» 389 

- هو أبو الوليد بن الدباغ الحافظ شيخ أبي عمر بن عبد البر -تقدم في أصحاب الرحلات العلمية. 

“- "الصلة": 308-307/1 ترجمة 678. 

2 ف "الصلة"؛ قطين "والظاهر أنه تحريف. 

6 "الصلة", 313-309/1 ترجمة 682. 

- أئيتنا ضبط "ازاز" بالنقط على ما في "الصلة". وفي" تاريخ علماء الأندلس": 156/1 "الراز"» وعلق محققه بالهامش على 
أنها في مطبوعة مدريد "الحرار" براءين» قال : ويبدو أنها مصحفة عما أثبتنا"» والمراد به أبو القاسم أصبغ بن تام القرطبي 
"كان من أهل القراءات والحفظ للقرآن: وكان مؤدباء وكان رجلا صالحاء توفي رحمه الله استهلال جمادى الآخرة سنة 
5 "تاريخ علماء الأندلسر"ء 256-255/1, ترجمة 256. 

أ عن "الصلة", 324-323/2, ترجمة 694ء باختصار- وله ترجمة وافية في "ترتيب المدارك", 293-292/7. 

389 


س ليم لن 


"أستاذ ل كان ادا خيراء قرأ على ار 
ادس وعبد الاك EC‏ رم بكر 
الثمانين J)‏ 


ومن أهم من أخذ عنه القراءات أيضا أبو عمرو لحن بن محمد بن سعيد الأموي 
القرطبى يعرف بابن الفراءء قال ابن بشكوال : "قرأ عليه ا بقراءات وعلى غيره"9©), 


(394- وان ف اكات 0 بن أب طالب اا 0 


وقد أشرنا قبل إلى بعض مرويات القنازعي عن الأنطاكي فيما رواه ابن خير من 
ييه كما تضمن هذا الفهرس طائفة من مؤلفاته في فنون 
مختلفة! 


- عبد الله بن أحمد بن معاذ الدارانى : 
- ذكره الذهبي والمقري في ترجمة الأنطاكي في الآخذين عنه. ولم يترجما له(. 
: عد اله بن عيد الرحمن أبو حمد الصاحفى . 


الما "0 e‏ دک ا عمرو الداني ا 





م أقف عليه في القراء. 
- سيأتي في أصحاب مكي» وترجمته في "الصلة", 337-336/1, ترجمة 716, "وغاية النهاية", 367/1. 
- "غاية النهاية", 380/1, ترجمة 99. 


- "الصلة", 46/1 ترجمة 94. 
ترجمته في "الصلة", 48/1. ترجمة 99. 
- يمكن الرجوع إلى فهرسة ابن خير 308. 
- من كتبه التي ذكرها بسنده "تفسير الموطأ", و"اختصار تفسير ابن سلام", و"اختصار وثائق ابن الهندي"."فهرسة ابن خير" 87- 
252 
“- "معرقة القراء": 275/1 "ونقم الطيب", 140/4 
“- "غاية النهاية", 428/1 ترجمة 1801. 
390 


وروی كثيرا من دواوين العلم من طريقه"» وذكر عياض أنه "سمع بالثغور وغيرها من 
جماعة منهم ابو الحسن الا نطا کيء ورحل فسمع بالعراق والشام وإفريقية ومصر» وسمع من 
خلق كثير» منهم أبو عمر الطلمنكي وابن الشقاق وغيرهماء وتوف ببلده ستة 383©. 
- عبد الله بن محمد بن يوسف أبو الوليد الأزدي القرطبي يعرف بابن الفرضي صاحب 
كتاب تاريخ علماء الأندلس قال عن الأنطاكى في كتابه المذكور : "قرأ الناس عليه وكتبوا 
عن وسمعوا من وسمعت أنا منه". مات مقتولا في قرطبة في القتنة المعروفة ب"الفتنة 
البريرية" في قيام الرير على عمد المهلاي المرواني سينة 97403 
- عبد الله بن يوسف بن نامى بن يوسف بن أبيض الرهوني من أهل قرطبة يكنى أبا 
محمد ٠:‏ 

قال في الصلة : رو عن اس الحسن الأنطاكي وأبي عمر الطلمنكي وغيرهما. ذكره 
ابن مهدي وقال : "كان رجلا صالا... وكان مجودا للقرآن العظيم» قديم الطلبء وقرأ 
القرآن على مكي بن أبي طالب"©. 
اليحصبى المكتب» من أهل قرطبة يكنى أبا مروان : 
- تقدم ذكره في أصحاب الرحلات العلمية وذكر مشيخته وروايته عن أبى الحسن الأنطاكيء 
في الفتنة فيما بلغني سنة 273"405, وسيأتي في مشيخة الداني بعون الله. 


- عبيد الله بن سلمة بن حز 





- عبد المجيد مولى عبد الرحمن بن محمد الناصر لدين الله أبو محمد الأندلسي 
aT‏ ل a‏ 
لكان ينع الخطء جيد النقل» قال أبو عمرو المقرئ : "كان من أهل القراءات 

والآثار والرواية... أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن علي بن بشر الأنطاكي» وضبط عنه 
حرف نافع» وكان خيرا فاضلا فهما ضابطاء ذا معرفة بالأداء ومرسوم المصاحف ونقطهاء 





- "فهرسة ابن خير", 381-297-296-276. 
2- ترجمته في "تاريخ علماء الأندلس"» 245-244/1, "وترتيب المدارك". 25-24/7. 
ل- ”تاريخ علماء الأندلس", 536/1 ترجمة 932. 
“- "جذوة المقتيس", 256-254 ترجمة 537» و"نفح الطيب". 331-330/2. 
ك "الصلة": 270/1 ترجمة 195. 
° في "معرفة القراء للذهبي"ء "مسلمة" 278/1 وما ذكرناه الصواب لاجتماع المصادر عليه. 
"- ترجمته في "الصلة": 302-301/1 ترجمة 666 و"غاية النهاية"» 487/1 ترجمة 2026 "برنامج التجيبي"» 31-30 
و"معرفة القراء الكبار". 278/1. 
391 


TT 


- عبد المعطي بن عبد القوي أبو عمرو البطليوسيء ويعرف بابن قوي : 


قال ابن بشكوال : "كان فقيها جليلا في الحفظ والفهم قديم الطلب لهماء له رواية 
عن الأنطاكيء توفي سنة 435" ©. 


أبو الوليد العثمانى الأندلسى المقرئ -نزيل بغداد- : 


تقدم التنويه به في رواد الرحلات العلمية إلى المشرق في طلب القراءات وذكر 
مشيخته فيها من الأنطاكي وغيره وأشرنا إلى أنه قرأ عليه بالأندلس سنة 2377 وهي سنة 
وفاة الأنطاكي. 


قال الحميدي : "رحل فقرأ بمصر على أبي أحمد عبد الله ب بن المسين بن حسئون 
البغدادي المقرئ قراءة حفص» وسمع أبا الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي 
المقرئ, وكان سماعه منه سنة 384, ودخل بغداد فحدث بها عن أبيه ومن ذكرناء ومات بها 
في رن ف 0301445 


وقد ذكر ابن الجزري روايته عن أن الحسن الأنطاكي وقال : 


"إلا أنه اضطرب في رواية ورش إستادا واختلافاء خصوصا من طريق الأزرق 
فأسندها فيما قاله أبو طاهر بن سوار عن أبي المسن الأنطاكي عن أبي الحسن إسماعيل 
النحاس تلاوة, وهذا منقطع» فإن الأنطاكي لم يدرك النحاس» بل مات النحاس بمصر قبل 
مولد الأنطاكي بأنطاكية» فمولده سنة 299, ووفاة النحاس سنة بضع وثمانين ومائتين» ولكن 
لما دخل الأنطاكي مصر سنة 338ه كان جماعة من أصحاب النحاس موجودينء مثل 
أحمد بن أسامة التجيبي وغيره فلا يبعد أن يكون قد قرأ عليهم, قال ابن سوار : 


- عتبة بن عبد الملك بن عا 





1 "الصلة"؛ 383/2, ترجمة 820, و"غاية النهاية", 466/1 ترجمة 1943 تقلا عن أبي عمرو الداني. 
2- "الصلة", 383/2 ترجمة 822. 
“- "جذوة المفنبس", 323 ترجمة 744, وغوه في "الصلة"» 450/2. 
“- هو مؤلف كتاب "المستنير في القراءات" تقدم. 
392 


"وزادني اوا قال + "قراتها عضر على أبى .بكر الأذفؤيء وقراً 
الأذفوي على أبى بكر أحمد بن هلال فأسقط أيضا في السند رجلاء وهو أبو غانم المظفر 
مل بن حمدان عن ابن هلا ل) قال : 

"وأما في الاختلاف فقد ذكر ابن سوار عنه غرائب لا نعرفها للأزرق من 
إمالات... قال الذهبي : "توفي في رجب سنة 445ه»ء وقد ناهز التسعين أو جاوزها"©. 

ويعتبر عتبة أبو الوليد العثمانى أحد أهم القنوات التى امتد منها تأثير مدرسة 
الأنطاكى إلى المدارس المشرقيةء وعلى الأخص في رواية ورش التي كان إماما فيها يرويها 
عن كبار أساتذة مدرسة ورش في مصر كما يرويها عن أبي الحسن الأنطاكي في جملة ما كان 
بروبه عنه من قراءات. 


وقد أسند الحافظ ابن الجزري في النشر قراءة الإمام الكسائي من رواية الدوري 
بالسند المتصل إلى ابن دوا عن أبى او عاد عن ایا الأنطا كن سمي" . 


وأسند ابن الجزري من طريقه أيضا في تحبير التيسير رواية ورش عن نافع من طريق 
بعض شيوخه بسنده عن أبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي» أخرنا. أبو الوليد عن عتبة بن 
عثمان بن عبد الملك العثماني أخبرنا أبو حفص عمر بن عراك أخبرنا أبو طاهر محمد بن 
جعفر العلاف©, أخبرنا أبو العباس الفضل بن يعقوب الممرواي» أخبرنا أبو الأزهر عبد 
الصمد بن عبد الرحمن العتقي» حدثنا ورش عن نافع" . 

وبعتبر أبو الوليد من آخر من مات من أصحاب الأنطاكي» إذ عاش بعد شيخه 
المذكور قرابة سبعين سنة. 1ش 





3 هو عتبة العثماني المترجم. 
4 تقدم في رجال مدرسة ورش من أصحاب أبي الحسن النحاس. 
“- قال ابن الجزري في "غاية النهاية". 75/1 في ترجمة أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال حققا لهذه الرواية : "والصواب 
الأذفوي عن المظفر بن أحمد عن ابن هلال كما ذكره الأذفوي في كتابه "رواية ورش". 
“ناض اسل 
"غابة النهاية" 499/1 ترجمة 2075 وما نقله عن الذهبي مذكور في "معرفة القراء"» 329/1. 
“- يمكن الرجوع في ذلك إلى "التعر"ء 170/1. 
- ذكره ابن الجزري في مشيخته في ترجمته في "غاية النهاية"» 499/1 ترجمة 2075. 
“- تقدم التعريف به وترجمته في "الغاية"» 108/2 ترجمة 2887. 
'- "تمبير التيسير"» لابن الجزري 22-21. 
393 


- عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف المعافري» من أهل قرطبة... سكن أشبيلية» يكنى أبا 
عمرو» ويعرف ب"القشطيالى" . 


روى عن أبيه جمد بن حمد» وكان من جلة المحدثين.. ٠‏ وسمع الأنطاكي وغيرهة 
توق سنة 431 وهو ابن عُانين سنة» وحدث عنه أبو عبد الله الخولاني ونحمد بن شريح» 
ا 02 1 
و ني 


: ا 


أدرك من حياة الأنطاكي خو ستة أعوام فيحتمل أنه سمع منه سرا وجحتمل أنه 
نحا له صغيرا وسيأتي التحقيق في هذه القضية في مشيخة أي عمرو الداني في ترجمته بعون 
الله. 


- عطية بن سعيد بن عبد الله أبو محمد الأندلسى الحافظ : 


قرأ بالأندلس» وخرج منها قبل الأربعمائة, ذكره أبو عمرو في كتاب "طبقات 
المقرئين" وقال: "سكن مصرء يكنى أبا محمد أخذ القراءاة عن جماعة من شيوخناء عرض 
بالأندلس على علي بن محمد بن بشرء ويمصر على عبد الله بن الحسين* وغزوان بن 
القاس وحمد بن صبغونء ودخل الشام والعراق وخراسان» وطاف الأمصارء وكتب 
شيئا كثيرا من الحلديث؛ وكان ثقة كثير الكتب صحيح السماع كتب معنا بمكة عن أحمد بن 
إبراهيم بن فراس9 وأحمد بن مت البخاري© قال : وم يكن من أهل الضبط للقراءات ولا 
الحفظ للحروف. وانتقل من مصر إلى مكة وتوفي بها بعد أن قرأ وحدث أعواما سنة 
47م "000 





أ- "الصلة", 404/2 ترجمة 873. 
3 هو أبو أحمد السامري البغدادي نزيل مصر. 
7 تقدم كالذي قبله في روافد مدرسة ورش. 
محمد بن صبغون أبو هاشم الملطي نزيل مصر من شيوخ فارس بن أحمد شيخ أبي عمرو الداني توفي قريبا من سنة 380 
ترجمته في "غاية النهاية", 156/2 ترجمة 3079. 
“- سيأتي في شيوخ خ الدائي من أهل مكة. 
- ذكره أبو عمرو في مشيخته في "الأرجوزة المنبهة". 
"- تقله ابن بشكوال في "الصلة", 447/2 ترجمة 963. 
394 


- على بن سليمان بن محمد أبو الحسن الزهرواي» سكن غرناطة : 
قال ابن عبد الملك : "روى عن أبيه وای بكر الوري 0 وأبى الحمسن 
الأنطاكى...وذكر جماعة من مشيخته بقرطبة قال : "وكان مقرئا مجيداء فقيها حافظا خوياء 
1 مقر ځو 
البرهان كتاب مستعمل مفيد. إلى غير ذلك ورحل وحج وأم في الفريضة بجامع غرناطة 
2 ر حج وام ي م ر 
القديم وأقرأ به القرآن والفقه والنحو وغير ذلك مما كان ينتحله من العلوء". 


- فرج بن عبد الله بن وهب قرطبي» أبو القاسم بن الصراف : 
قال ابن عبد الملك : "تلا على أبي الحسن الأنطاكي وبق N‏ 
- محمد بن البلينة المقرئ البطليوسى» من ساكنى قرطبة يكنى أبا عبد الله» ويعرف 
قال ابن الأبار : "ويعرف بالغازيء لالتزامه مسجد "الغازي" بداخلها, أخذ عن 
الأنطاكي وتقدم في تلاميذه, وكان حافظا هذاذاء ذكره الخولاني وحكى عنه أنه قرأ القرآن 
برواية ورش وقالون أزيد من عشرين ختمة"00, 


وترجم له في الصلة فقالٍ : "من أصحاب الأنطاكي المقرئ وممن شهر بالحمل عنه. 
وكان من المشهورين بالتجويد, وأقرأ الناس بالمسجد الجامع بقرطبة" وقد ترجم له تحت 


وترجم له ابن عبد الملك فقال : "أبو عبد الله الغازي» ويعرف أيضا ب"ابن 
البلينة" -بضم الباء- المعقودة وانشد بد اللام وياء مد وضم النون وهاي بطليوسي سكن 
قرطبة أبو عبد الله الغازي لالتزامه مسجد الغازي داخل قرطبة» تلا على أبي الحمسن 
الأنطاكي» وبذ تلا ميذى نلا عليه خرف نافع أبو عبد الله الخولاني» وكان مقرئا مجودا 
متقدما في إتقان الأداءء حافظا هذاذا معروف الفضل ". 





- هو محمد بن الحسن صاحب طبقات النحويين واللغويين. 
2- "الذيل والتكملة", 2218/1/5 ترجمة 446. 
© "الذيل والتكملة"؛ 5/ القسم الثاني 538 ترج 1067. 
ی اا یی لسن ف 
“- "التكملة"ء لابن الأبار 84/1, 3 ترجمة 1067. 
6- "الصلة", 518-517/2 ترجمة 1129. 
”- "الذيل والتكملة". 144/6 ترجمة 376. 
395 


وقد كناه في الصلة بأبي عمرء وتبعه ابن الجزري على ذلك وقال : قال أبو عبد الله 
الحافظ -الذهبي- هو من كبار أصحاب الأنطاكي وحداقهم وجوديهم. أقرأ الناس» مات في 


cE و‎ 


- محمد بن السري أبو عبد الله : 


ا عن الأنطاكي المقرئ. وحدث عنه أبو مروان عبد الملك بن سليمان 
الخولاني” 


- محمد بن سعيد بن عمر بن سعيد بن ثبات الأموي من أهل قرطبةء يكنى أبا عبد الله : 


"روى عن أبي جعفر أحمد بن عون الله وأبي عبد الله بن مفرج. ٠‏ وأبي المسن 
الأنطاكي وغيرهم ذكره أبو عمر بن مهدي في رجاله الذين لقيهم. فقال “كان ر 
صاطا مسنا كثير الرواية ثقة فيما نقله» ضابطا له. يؤدب بالقرآنء وكانت عنايته بنقل العلم 
عظيمة» ونسخ أكثر روايته بخطه توف سنة 429 ومولده سنة 7"335. 


ومن أهم شيوخ ابن نبات الذين أخذ عنهم وأ خذوا عنه» ولعله من رجال مدرسة 
الأنطاكى : 
- هشام بن سليمان المقرئ أبو الربيع الأقايض :+ قال ابن وال : "له كتاب في "اختلاف 
ورش وقالون وإسماعيل بن جعفر عن نافع | بن أبي نعيم" 2 حدث عنه أبو عبد الله بن نبات 
وقال : : "أجزت له جميع روايتي» وأجاز لي جميع روايته" 0 , 

قلت : لعل هذا التأليف أول بواكير 0 المقارنة بين مختلف الروبات والطرق عن 


نافع قبل أن تظهر إلى الوجود المصنفات التي صنفها صنفها "الأ قطاب" ف هذا الشأن كما سيا تي 
لنا بعون الله. 


- محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الكنانى المالقى أبو عبد الله يعرف 
" ؟ . 
ب الربي : 


روى عن 5 عبد الله بن موهب الغنوي وأبي الحسن الأنطاكي وجماعة؛ وأجاز 
لأبى محمد بن حزم وغیره توق سنة 408. 00 





أ- "غاية النهاية", 220/2 ترجمة 3325. 
“- "جذوة المقتبس"؛ 60 ترجمة 71ء وغوه في "بغية الملتمس", 81-80 ترجمة 144. 
*- "الصلة", لابن بشكوال 520-519/2 ترجمة 1136. 

“- "الصلة": 648/2 ترجمة 1424. 


36 


9 محمد بن عبد الله بن نصر بن أبيه الأموي من أهل قرطبة» يكنى أبا بكر : 
جما ين اليد ا یں کر ال ا وی الا ال الح ا كات بيت 


روى عن أبي الحسن الأنطاكي وأبي القاسم خلف بن القاسم بن الدباغ, وابن مفرج 
وابن عون الل وخا ماك اوا و ه367 


- محمد بن عبد الله بن محمد البهرانى الؤدب : من أهل قرطبةء يكنى أبا عبد الله. 


روى عن أشي الحسن الأنطاكي وغير وأاحد» قال ابن الفرضي : : "كان معلم 
هجاء...حدث وكتب عنه غير واحد من أصحابناء وكان رجلا صالاء توفي سنة 85 


ودفن كقبرة الا 
» من أهل قرطبة؛ يكنى أبا عبد الله: 


قال ابن بشكوال : "قرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكي المقرئ وجوده عليه 


- محمد بن عبد الله المقرئ المعروف بابن الصنا 





"أخبرنا بها عن أبي عبد الله هذا شيخنا أبو محمد بن عتاب» ووصفه لي بالفضل 
والصلاح وكثرة التلاوة للقرآنء قال ابن حيان : وكان مشهورا بالفضل مقدما في حملة 
القرآن, مبرز العدالةء توفي صبيحة يوم تاسوعاء من المحرم سنة 448ه. وأتبعه الناس ثناء 
حسناء وأجمعوا على أنه آخر من بقي بقرطبة ممن قرأ على الأ نطاكي» وكان مولده سنة 
7 وكانت سنه على هذا الإحصاء 91 سنة"©. 


ترجم له الذهبي في معرفة القراء»ء إلا أنه ورد فيه لقبه "اين الصناع' ا 
بالباءء والصحيح ما له 4 أبن اطرري قال "ابن الداع بالود : 


- محمد بن عبد الملك بن أبى یی زكرياءء من أهل قرطبةء يكنى أبا بكر : 
حمد بن كبك ااا یں ایی مي ر رہ ا ل ل رہ ہ٣‏ ی لے 


"سمع من اش الحسن الأنطاكي وغيرى وحدث عنه ابن عبد السلام» وكان رجلا 
فاضلا صالحاء إماما في صلاة الفريضة فى مدد . 


اا يي ا ا کے 
أ- "الذيل والتكملة"ء 361/6 ترجمة 954 وغوه في "التكملة", 379/1 ترجمة 1047. 
01 "الصلة"» 509/2 ترجمة 1111. 

- "تاريخ علماء الأندلس"ء 781/2 ترجمة 1368. 

“- "الصلة", 535-534/2 ترجمة 1170. 

“- تنظر ترجمته في "معرفة القراء", 330/1 طبقة 10ء و"غاية النهاية", 189/2 ترجمة 3194. 

6- "الذيل والتكملة": 308/6 ترجمة 1075ء و"التكملة"ء 382/1 ترجمة 1059. 

397 


- محمد بن عمر أبو عبد الله يعرف بابن الفخار وب"الحافظ" لقب عرف به : 


ترجم له عياض في ترتيب المدارك وقال : "آخر أئمة المالكية بقرطبةء وأحفظ 
الناس وأحضرهم علماء وأحسنهم تذكراء وأسرعهم جواباء وأووقفهم على خلاف العلماء" 
وذكر له رحلة إلى المشرق حج فيها وجاور واتسع في الرواية» "فر من قرطبة عند غلية البرابر 
عليهاء فاضطرب بجهات الثغر والشرقء وألقى عصاه ببلنسيةء فأقام بها مطاعاء إلى أن هلك 
لعشر خلون من ربيع الأول سنة تسعة عشرة أو تمان عشرة وأربعمائة, وسنه خو الثمانيه"00, 


عقا يذكر له عياض رواية عن الأنطاكي, ولكني وقفت عند أبي بكر بن خير في فهرسته 
على جلوس طويل إليه ندل عليه مروبانه الكثيرة عنهي وقد تقدم دک روايته لخمسة كتب من 
كتب أبي القاسم الزجاجي عن الأنطاكي عن مؤلفها©. 


- حمد بن عيسى بن جمد بن عیسی الأموي الک العم¿ 


ا عون الله 0 ا ا وكان شيخا و 
واس توفي في ربيع الأول سنة 544ه"00, 





الله : 


Or, 
مالقة‎ 


: كعد ينځ بن عمد بن عيد الله أبو عبد اله بن الام التميمى الأتدلسي . 


الأند ا الأنطا 5 النعمان. ركان عدة خه شيخاء ر 
منهم بن شيوخه ستين 


- عن "ترتيب المدارك"» 289-286/7 باختصار. 
يراجع ما ذكرناه في أول الفصل في مروبات الأنطاكي. 
- "الصلة", 534-533/2 ترجمة 1166. 

- "الصلة", 501/2 ترجمة 1190. 


بم N‏ ڑں حدر 


398 


فحج. ورجع فبقي خصر والقيروان مستكثرا من المشايخ, وورد الأندلس فلزم الأصيليء 
وارتفعت طبقته في العلم وولي القضاء بأشبيلية وغيرها ". 


- محمد بن يوسف بن محمد الأموي النجاد من أهل قرطبةء وهو خال أبى عمرو الداني 
كما سيأتي في ترجمته. أخذ القراءة عرضا بمصر عرضا على أب أحمد عبد الله بن الحسين 
السامري» وبالأندلس عن ا اسن الأنطا كي وغبره وقد أسند أبو عمرو الداني قراءة ابن 
كثير المكي من روايته عنه عن الأنطاكي بسنده فيها©. "توفي في صدر ذي القعدة سنة 429 
وولد بعد سنة 350 بيسير ذكره أبو عمرو الداني. 


- ا بن أحمد بن تحمد بن سلمة أبو اقرخ الترشى 
الصباغ إمام مسجد "اللؤلق" بدمشق : "قرأ بالروايات على أبي ي رج خلا أبن شو 
ا بن إسماعيل الأنطاكي. وصنف كتابا في "قراءة حمزة". قال 


4 





قيم " بقراءة ابن عامر محفق لهاء اذ القراءات عرضا عن أبي الفرج الشنبوذي 
وأبي الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الأ نطا كي روى القراءة عنه أبو علي الأهوازي وعلي 


بن اسن الربعي! * وعلي بن عمد بن E‏ . مات في ربيع الأول سنة 403 ه 
r". 3‏ 
ا 


بد 





تقدم 0 في رواد 0 العلمية. ور أنه قرأ لان دين أبي الحمسن 
0 8 عم الداني» توفي بقرطبة في الفتنة سنة 10 





- "ترتيب المدارك", 6-5/8) وله ترجمة في "الديباج المذهب", 273-272. 
يمكن الرجوع إلى هذه الرواية مسندة في "النشر لابن الجزري", 117/1. 

- نقله في "الصلة", 5210-520/2 نرجمة 1137. 

- المراد أبو الفرج الشنبوذي صاحب ابن شنبوذء وقد تقدم التعريف به. 

- "معرفة القراء الكبار”, 303/1 ترجمة 9. 

- ترجمته في "غاية النهاية"» 532/1 ترجمة 2196. 


۴ 
أبنب‎ E a شيو‎ 


- م أقف عليه. 
- "غاية النهاية", 357/2 ترجمة 2793. 
- ترجمته في "الصلة"» 645/2 ترجمة ة 1415. 


کے أن" اموأ" 


399 


ٍ بحيى بن عبد الملك بن مهنأ من أهل قرطبة, وصاحب الصلاة بالمسجد الجا 
ويكنى أبا زكرياء : قال في الصلة : 

"روى عن أبي الحسن الأنطاكي وغيره» قال ابن مهدي : 

"كان رجلا صالا خيرا فج ¢ حافظا للقرآن» مجودا رف نافع من أمثل 


تلا ميذ أبي اسن الأنطاكي وأضبطهم لما قرأ به عليه. غير متكلف في قراءته» وم يكن 
الرجل ذا علم» » إلا أنه كان روى عن أبي الحسن الأنطاكي شيخه كتبا في القرآن وقيدها 





“وتوفي في نصف جمادى الآ خرة ودفن يوم الجمعة سنة 424هء'وهو ابن ثمانين 
سنة» ومولده سنة 339ه. تقلته من خط ابن مهدي المقرىئ". 


- بحيى بن عمر بن حسين بن محمد بن عمر بن نابل» من أهل قرطبة» يكنى أبا - 
قال في الصلة : "روى عن أبي الحسن الأنطاكي وغیره حدث عنه اولاني حج 
القاسم هذا مع أبيه أبن حفص» توفي سنة 2"401 
- يوسف بن فرج من أهل طليطلة قال ابن الأبار في التكملة : "بحدث عن أبي الحسن 
الأنطاكي بکتاب عدد آي القرآن" من تأليفه حدث عنه أبو حمد بن عباس صاحب الصلاة 
بطليطلة, ذكر ذلك حاتم بن محمد في برنامجه"0©. 





أ- "الصلة". 665/2 ترجمة 1463. 
2- "الصلة", 661/2 ترجمة 1454. 
“- التكملة : 198/4 ترجمة رقم 561 
400 


خاتمة ٠‏ 
هؤلاء في الجملة أهم أصحاب أبي الحسن الأنطاكي المشهورون. وهم يقاربون ستين 
رجلاء ولا شك أن عدد الرواة عنه كان أكبر من هذا بكثير» لتصدره لهذا الشأن ربع قرن 
من الزمن» فضلا عمن أخذ عنه بمصر قبل دخوله إلى الأندلس» وقد حاولت استقصاء من 
ذكرهم ابن الفرضي وابن بشكوال وابن ن الأبار وعياض وسواهم» وغرضي من ذلك التنبيه على 
سعة تأثيره ووفرة رجال مدرسته» وكثرة أصحابه ممن مثلوا في قرطبة والأندلس غطا متميزا في 
الأداءء وطرازا خاصا في أصول رواية ورش كان أول ما اشتهر في الأندلس من "الاتجاهات 
الفنية" في مقابل اتجاهات "مدارس الأقطاب" التي سنقف عليها في الأعداد التاليةء ولقد 
رأينا في قول مكي في رسالته في الرد على بعض أصحاب الأنطاكي -فيما تقدم- إشارته 
القيمة إلى ما ذكرناه من توجيهه للمسار العام في القراءة والأداء في قرطبة والأندلس بوجه 
عام "لأنه حرحمه الله- وصل إلى بلد اختلفت قراءة قرائه» وخرجت عن الصواب» فلم يزل 
مقاله بهم حتى أصلح كثيرا مما فسد ".۳ 


لهذه المزايا وهذا التأتي لسياسة الإقراء من لدن الأنطاكي» وتوجيه القراءة في 
المناطق الأندلسية على هذا السمت الخاص, اعتبرناه طليعة الأئمة الأقطاب أصحاب المدارس 
الأصولية ف البلدان المغربية ف عهد التأصيل للقراءة "الرسمية" ورسم الهيكل العام للطراز 
المغربي في رواية ورش وأصول أدائها ورسمها وضبطها في المصحف الشريف. 

وسوف نرى -بعون الله- فيما نستقبله أغاطا أخرى من اختيارات الأئمة الأقطاب في 
هذه الروايةء كان بعضها امتدادا لتأثير هذه المدرسة وانبثاقا عنها في أكثر من جهة من 
جهات الأندلسء وكان بعضها الآخر على طرفي نقيض معها في أكثر ما كانت تذهب إليه 
كما سوف نرى في اختيارات مكى ابن أبى طالب وأقطاب المدارس الإفريقية والقيروانية. 


وسنقف عند "أقطاب المدارس" المغربية في هذا الطور بالجهات الأندلسية ثم في 
الجهات الإفربقية, وما كان لها من امتدادات ف طائفة من البلدان المشرقية والمغربية من 
خلال طائفة من الأقطاب الذين تصدروا بها ومدارسهم الفنية التي تزعموهاء ومصنفاتهم 
الجامعة التي كانت محور تلك المذاهب والاختيارات» مستعينين بالله في البدء والختام. 





أ- "رسالة مكي", "قكين المد في آتي وآدم وآمن" ص : 79-78. 
401 


وفاته: 

وتوفي أبو الحسن الأنطاكي عن تسع وسبعين سنةء وكانت وفاته حرحمه الله بقرطبة 
بوم المعة يوم تسع وعشربن من ربيع الأول سنة 377ه › ودفن دكك اليبو بعد صلاة 
العصر في مقبرة "الربض"» وصلى عليه محمد بن يبقى بن زرب القاضي"” . 

فرحم الله الشيخ أبا الحسن الأنطاكي وأجزل مثوبته كما نفع به في قراءة كتابه قراء 
قرطبة وبلاد الأندلس والمغرب عموما كما سنشهد طرفا من ذلك فيما سنقف عنده في تراجم 
بعض القراء والله المستعان» وصلى الله على نبينا ينحمد وعلى آله وصحابته والتابعين وسلم 
تسلیما كثيرا والحمد لله رب العالمين. 

د. عبد الهادي حميتو 


آسفي - المغرب. 


'- "تاريخ علماء الأندلس"» 536/2 ترجمة 932. 
402 


المصادر المطبوعة والمخطوطة المعتمدة في هذا العدد 
أدب الكاتب لأبي محمد عبد الله بن قتيبة الدينوري تحقيق بحي الدين عبد الحميد 
حدار الجيل- لبنان ط 4 : 1382ه-1963م. 


” الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة (منبهة الشيخ أبي عمرو الداني) تحقيق 
الد كتور الحسن بن أحمد وكاك نسخة مرقونة بالآلة. 


” أزهار الرياض لأبي العباس المقري التلمساني -نشر اللجنة المشتركة لنشر التراث- مطبعة 
فضالة الرباط» 1389ه 1978م. 


” الإقناع في القراءات السبع لأبي جعفر أحمد بن علي بن الباذش تحقيق الدكتور عبد 
المجيد قطامس -دار الفكر- دمشق : 1403ه. 


” الأمالي لأبي علي القالي -نشر دار الآفاق- بيروت-لبنان. 


” الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان تأليف الدكتور عبد المهيمن طحان -مكتبة 
المنارة- مكة المكرمةء ط 1 : 1408ه 1988م. 


” الإيضاح في علل النحويين للزجاجي تحقيق مازن المبارك -طبعة دار النفائس- ط 4 : 
2ه 1982م. 


> إيضاح الوقف والابتداء لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري تحفيق بحي الدين رمضان - 
طبعة دمشق : 1391ه 1مم. 


إنباه الرواة على أنباه النحاة لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي تحقيق محمد أبو الفضل 


” برنامج التجيبي القاسم بن يوسف السبتي تحقيق عبد المفيظ منصور - الدار العربية 
للكتاب- ليبيا تونس : 1981م. 


” برنامج الوادي آشى محمد بن جابر الأندلسي تحقيق محمد محفوظ نشر دار الغرب 
00 ط 2 : 1981م. 


ا ط 1 : 1982م. 


403 


1967 
م 


” بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة 0 جلا ل الدين السيوطى تحقيق محمد أبو 


> تاج المفرق في تحلية علماء المشرق اي م عيسى البلوي تحقيق 
الحسن السائح طبع اللجنة المشتركة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية. 


4 تاريخ الأدب العربى لكارل بروكلمان طبعة دار المعرفة بمصر تعريب الدكتور عبد الحليم 
النجار. 


4 تاربخ ابن خلدون (العبر وديوان المبتد! والخبر) : 1391ه 1971م. 


اللبناني ط 1 : 1403ه 3 


4 دعر ل اعرارات اس E es‏ 


” التذكرة في أحوال الموتى وأمور او د الله محمد بن أحمد القرطبي -نشر دار 
الفكر والمكتبة السلفية بالمدينة المنورة. 


> التربية في الإسلام للد كتور أحمد فؤاد الأهواني : 1968م. 
> ترتيب المدارك للقاضي عياض طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط المغرب. 


” التمهيد في علم التجويد لابن الجزري تحقيق الدكتور علي حسين البواب, مكتبة 
المعارف ط1: 1405ه 5م. 


4 ا في علم التجويد لابن الجزري تحقيق غانم قدوري حمد, نشر مؤسسة الرسالة 
: 1407ه 1987م. 


7 00 لكتابي الموصول والصلة لابن الأبار الأندلسي -مكتبة الخاغجي صر والمثنى 
: 1375ه 1955م. 


7 التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني نشر دار الكتاب العربي ط 2 : 1404ه 
1984 
م 


404 


> ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي تحقيق الدكتور عبد الله العمراني -دار الغرب 
الإسلاميء ط 1 : 1403ه 3مم. 


> جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس لمحمد بن فتوح الحميديء الدار المصرية للتأليف 
والترجمة : 1966م. 


> جمال القراء وكمال الإقراء لأبي الحسن علي بن محمد السخاوي تحقيق الدكتور علي 
حسين البواب مكتبة التراث : مكة المكرمة. ط 1 : 1408ه 7م. 


” الل الستدسية ف الأخبار'والآثاز: الأتالسية لفكي أرسلان: ط1 : 1358هت 
9 م. 
1 


” دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية لمحمد المنوني طبعة وزارة الأوقاف المغربية : 
5ه 1985م. 


” الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لإبراهيم بن علي بن فرحون المالكي -دار 
الكتب العلمية- لبنان. 


> الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لأبي المسن بن بسام الشنتريني الأندلسي تحقيق الدكتور 
إحسان عباس دار الثقافة, بيروت : 1399ه 1979م. 

” الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشى (الأجزاء الموجودة) تحقيق الدكتورين إحسان 

> رحلة ابن بطوطة الطنجي طبعة مصرء 1322ه. 

” رحلة ابن رشيد (ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة) لأبي عبد الله بن رشيد الفهري السبتي 
تحقيق الدكتور محمد بلخوجة التونسي» الدار التونسية للنشرء دار الغرب الإسلامي. 

”ا الرحلة المغربية (رحلة العبدري) لمحمد بن العبدري الماحي تحقيق محمد الفاسي» نشر 
وزارة الدولة المكلفة بشؤون الثقافة والتعليم الأصليء الرباط. 

” الرحلة العياشية (ماء الموائد) لأبي سالم العياشى ط 2 إعداد محمد حجي : 1397ه 
9م 


7 و وه sS‏ 
5ه 1984 


405 


7 رسالة في فضل الأندلس (مجموعة رسائل ابن حزم) تحقيق الد كتور إحسان عباس المؤسسة 
العلمية للدراسات والنشر بيروت» لبنان. 


” رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية للمالكي تحقيق بشير البكوش, دار 
الغرب الإسلامي, لبنان : 1983-1403. 


” الاستبصار في عجائب الأمصار لمؤرخ مغربي مراكشي من أهل السابعة -العهد الموحدي- 
تحقيق الد كتور سعد زغلول عبد المميد, دار النشر المغربية, الدار البيضاء : 1955م. 


” الاستكمال في مذاهب القراء في الفتح والإمالة لأببي الطيب بن غلبون (الفهرس الشامل 
للتراث العربي الإسلامي- علوم القرآن- المجلد الأول. 


4 السبعة في القراءات لأبي بكر بن مجاهد البغدادي تحقيق الدكتور شوقي ضيف دار 
المعارف. ط 2 : 1400ه. 


شر اوري على أرتجوزة الذور اللوامع في قراءة نافع لابن بري التازي م خ ع بالرباط 
رقم 518. 


4 شرح القصيدة الخاقانية لأبي مزاحم الخاقاني تأليف أبي عمرو الداني مصورة عن الجامعة 
الإسلامية بالمدينة. 


7 الصلة لابن بشكوال نشر الدار المصرية للتأليف والترجمة : 1966م. 
” طبقات النحويين واللغويين لمحمد بن الحسن الزبيدي الإشبيلى الأندلسى تحقيق محمد أبو 
الفضل إبراهيم» القاهرة : 1954. 


” طوق الحمامة (مجموعة رسائل ابن حزم الأندلسي) تحقيق الد كتور إحسان عباس -المؤسسة 
العلمية- لبنان. 


” ظهر الإسلام للدكتور أحمد أمين -مكتبة النهضة المصرية- القاهرة : 1956م الطبعة 
السادسة. 


” عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية لأبي العباس الغبربني- 
منشورات لنة التأليف والترجمة والنشر حبيروت- الطبعة 1 : 1969م تحقيق عادل نوبهض 
(ذخائر التراث العربي-المكتبة الجزائرية-). 

7 غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابن الجزري دار الكتب العلمية- بيروت : 
0ه 1980م. 


406 


” الغنية في شيوخ عياض (فهرسة شيوخ القاضي عياض) تحقيق ماهر زهير جرار -دار الغرب 
الإسلامى- لبنان ط 1 : 1402ه 2 إم. 


” فهرسة المنتوري : م خ م بالرباط (المجلد الأول). 


” فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر بن خير الإشبيلى منشورات دار الآفاق الجديدة» بيروت 
ان 


” فهرسة ابن عطية تحقيق محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي -دار الغرب الإسلامي- بيروت” 
لبنان» 1400ھ 1980. 


> الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي نشر المجمع الملكي الأردني. 


” الفكر التربوي العربي الإسلامي للدكتور محمد ناصر -جامعة الكويت- الطبعة الأولى : 
7... 


” القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس المصري تحقيق أحمد خطاب العمر مطبعة العاني ط 
1: بغداد : 1398ھ 1978م. 


” القصيدة الخاقانية في التجويد والقراء تحقيق وتعليق الدكتور عبد العزيز القاري نشر 
مكتبة الدار المدينة المنورة. 


> قضاة قرطبة لمحمد بن حارث الخشني القروي تحقيق إبراهيم الأبياري نشر دار الكتاب 
اللبنانى. 
بنانى 


” قصيدتان في التجويد للخاقاني والسخاوي تحقيق الدكتور عبد العزيز القاري -نشر مكتبة 
الدار- المدينة المنورة. 


> كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون اجى خليفة نشر مكتبة المثنى بغدادء العراق. 


” الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب القيسي تحقيق الدكتور محي الدين 
رمضان مؤسسة الرسالة ط 2 : 1401ه. 


> كنز المعاني شرح حرز الأماني للجعبري (مخطوط خاص). 
> لسان العرب لابن منظور طبعة دار صادرء بيروت. 


> اللآلى الفريدة في شرح القصيدة (شرح الشاطبية) محمد بن الحسن الفاسي م خع 
بالرباط رقم 530ق. 


007 


7 المعجم في أصحاب أبي علي الصدفي لابن الأبار, دار الكاتب العربي للطباعة والنشرء 
القاهرة: 7ه 7م 


> المعجب في تلخيص أخبار الأندلس والمخرب لعبد الواحد المراكشي تقديم الدكتور 
ممدوح حقی» نشر دار الكتاب» الدار البيضاء. 


4 معام الإيمان لعبد الرحمن بن محمد الدباغ التونسي, طبعة تونس : 1920م. 


7 معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للحافظ الذهبى تحقيق محمد سيد جاد الحق, 
ط 1 : دار الكتب الديثة بمصر. 


” مقدمة ابن خلدون طبعة دار الفكر لبنان. 


” المحكم في نقط مصاحف أهل الأمصار لأبي عمرو الداني تحقيق الدكتور عزة حسن نشر 
دار الفكر ط 2 : 1407ه 1986م. 


” نزهة الألباء في طبقات الأدباء لابن الأنباري, القاهرة. 


4 النشر في القراءات العشر للحافظ ابن الجزري تصحيح علي بن محمد الضباع مطبعة 
” نفح الطيب من عصر الأندلس الرطيب لأبي العباس المقري التلمساني. 
7 وفيات الأعيان لابن خلكان تحقيق الدكتور إحسان عباس» طبعة دار الثقافة» بيروت. 


408 


فهرس محتويات العدد الخامس 


مقدمة : قراءة الإمام نافع عند المغاربة في عهد التأصيل» وأثر الرحلات العلمية 


الفصل الأول : أ 


SNN N لوكا‎ STS 


والمصنفات المشرقية في نشوء مدارس الأقطاب واستقلال الشخصية المغربية 
في علوم القراءات. O‏ ا ا 7 207 
الرحلات العلمية في انتجاع القراءات من الأندلس وإفريقية 
في المائة الرابعة وأثرها في إثراء المدرسة المغربية وما دخل من طريقها 
من أمهات كتب الأئمة ومذاهبهم في القراءة ام 1 273 
قائمة بأهم الرحلات الأندلسية TT‏ لهذا العهد TE‏ 
أعلام القراء بصقلية من أصحاب الرحلات المشرقية في عهد ازدهارها العلمي.. 299 
أعلام القراء بإفريقية في عصر الازدهار والنضج من أصحاب الرحلات العلمية . 302 
أبو عبد الله بن النعمان القروي ورحلته وأثره في تلاقح المدارس المشرقية والمغربية303 
طلائع قراء المدرسة المغربية من أصحاب الرحلات العلمية في المغرب الأقصى... 314 
تقويم عام للحصيلة العلمية التي استفادتها المناطق المغربية من هذه الرحلات .. 318 
كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي وأثره في المنطقة وما دخل من 





خلاله من روايات عن نافع DN RA‏ 


الفصل الثانى : المدرسة القرطبية في القراءات في عصر ازدهارها ورائد الرحلة 
n‏ کا 


العكسية من المشرق إليها أبو الحسن الأنطاكي قطب أول 
تجاه فنى في القراءة والأداء في عهد التأصيل ل 30 





> تعريف بأوليات المدرسة القرطبية ونهضتها العلمية E TNT‏ 
> أبو الحسن الأنطاكي شيخ المدرسة القرطبية وقطب أول اتجاه فني 

في رواية ورش في الأندلس SAS SAS SSA‏ 
> ترجمة الأنطاكي وذكر دخوله الأندلس وما كان له من صدى علمي... 30 
> مشيخته العلمية OT‏ 351 


أساتذنه في رواية ورش عن نافع E‏ ا SIA SLES‏ 
أسانيده 2 قراءة نافع E‏ و 939557 


مكانته وعناصر الإمامة ومقوماتها في تكوينه العلمي SSF‏ 
كتاب الجمل لأبي القاسم الزجاجي من رواية الأنطاكي والعناية به.... 360 
القصيدة الاقانية في التجويد والقراء لأبي مزاحم الخاقاني من رواية 
الأنطاكي (مخطوطة فريدة) سساو مو اموه امم ولاه وي 3627 
” تصدره للإقراء ومدرسته في القراءة والأداء SOO RS ES‏ 
07 مكانة الأنطاكي عند أمير قرطبة الحكم المستنصر وزيارته له في مدرسته . 368 
” مجالات التألق والشفوف في شخصية الأنطاكي وآفاقه في القراءة 


NN SN N XX 





فهرسة المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة المعتمدة في البحث في هذا العدد ..... 403 
فهرس محتويات العدد الخامس AO Ee ER E‏ 


410 


ا جزء السادس 
العدد السادس من سلسلة : 





الست الأندلسية فى أ 
EES‏ 
(400ه - 500 ف 
م خلا أقطاها : 


2-1 أببي عمر الطلمتكي (ت 429 ه) صاحب الروضة في القراءات 

2-2 أب القاسم الخزرجي الأستاذ (ت 446ه) صاحب القاصد في القراءات 

ا ا القاسم بن عبد الوهاب القرطبي (ت1 46ه) صاحب الماح في القراءات 

4- أبي الطاهر إسماعيل بن خلف السرقسطي (ت 455ه) صاحب العنوان في القراءات 


د. عيد المادي بن عبد الله حميئو 


سم الله الرحمن الرحيم 


تصديرء 
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه والسائرين 


وبعد فهذا هو الإصدار السادس من سلسلة الإصدارات التى رأينا أن نبرزها إلى 
ادع هذا النمط من الترتيب التاريخى الذي تأتي فيه كل حلقة بناء على سابقتها 
وتكملة لها على اعتبار أنها جميعا تكون في أصلها أجزاء من بحث واحد متكامل في 
موضوع قراءة الإمام نافع عند المغازية ودراسة جواتب: من تظورات: الزن بها خلال انشأة 
مدارسها وترعرعها وازدهارها وما كان لها من شفوف وإسهام في خدمة الميدان القرائي بوجه 
عام والمجال الأدائي في القراءة الرسمية بوجه خاص. 


ويختص هذا الجزء برصد واجهة مهمة من واجهات هذا الصرح العظيم الذي تم 
بناؤه وإرساء أركانه ودعائمه على أيدي الأئمة الذين وصفناهم ب "الأقطاب" تنبيها على 
ما مثلوه خلال هذا الطور من أهمية ومنازل خاصة في إمامة هذا الشأن والقيام عليه» وما 
تأثل لهم في ذلك من مجد علمي وهيمنة تامة على الجهات التي نبغوا فيهاء وتصدروا 
واستطاعوا أن يقودوا ويوجهوا المركة القرائية في تلك الجهات من خلال ما كان لهم في 
القراءات وأصول الأداء من توجيهات واختيارات» وما ألفوه في ذلك من مصنفات أمهات. 
أصبح عليها المدار في الإقراءء وكان لها صداها القوي في زمن تصدر أصحابها ثم في ما 

وسوف يجد القارئ الكريم في هذا السفر بعون الله أمثلة من هذا النبوغ زاهية 
متمثلة في نماذج من شخصيات هذا العصر الذي يعتبر قمة في مباحث هذه الفنون اخترنا 
محورا لها هؤلاء الأقطاب الأربعة الذين تبلور ف مدارسهم وخلال مصنفاتهم الجامعة جانب 
من جوانب التأثير الفني الذي كان للمدارس المشرقية في القراءة وعلومها على هؤلاء الصفوة 
1 الأئمة الرواد الذين امتازوا على أهل زمانهم في البلاد الأندلسية بشد الرحال في طلب 
القراءة» ولقاء أكابر المشيخة» وبلوغ مستوى الإمامة في ذلك والتصدر الطويل للإفادة 
والتوجيه والرواية» واستقطاب الطلاب من سائر الجهات. ْ 

ومن خلال النظر في الخصائص الفنية لهذه المدارس سوف يلاحظ الدارس مجموعة 
من السمات والمياسم المشتركة عند هؤلاء الأئمة الأربعة تصلهم بجذور المدرسة الأم التي 
نهلوا منها وانعكست آثارها في تكوينهم» وتجسدت فيما تلقنوه من أصول في القراءة 
والأداء» وهي المدرسة الشامية كما تأثروا بمؤثراتها عمليا في عاعنية الأ ولس دعن 
رائدها الكبير الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن ابعر الأنطاكن كما رأينا ووصفنا أثره في 


413 


مدرسته في قرطبة في الحلقة الماضية» وكما تلقوا تلك المؤثرات كرة أخرى عن قراء هذه الجهة 
أو المنتمين إليهم بالتلمذة والتكوين كما سوف نقف عليه في تراجمهم جول الله. 

والله نسأل أن ينفع القارئ بما تجشمناه في جمع مادة هذا البحث من مظانها وما 
حاولناه في تنسيقها من تقريب للمعلومات وتنقيح لها وتركيز على موضع الفائدة منها خدمة 
لكتاب الله. وتنويها برجاله» وتذكيرا بجا حققه سلفنا الصالح في القيام على قراءته وحسن 
أدائه وتحرير علومه ومباحثه من رفيع الدرجات وسامي المستويات. وبالله التوفيق لا رب 
سوا 


ان د. عبل المادي حميتو 


414 


1 : به‎ 4 3 5 a .» ¢ ١ 

المذاهب الفنية 2ا داء والمصنفات الجأمعة 
مقدمة: 

تحدثنا فيما تقدم من البحف. عن أبن الحسن الانطاكى ومدرسته في قرطبة وربادته في 
تأصيل قواعد أولى المدارس المغربية. ولقد رج E‏ الحسن الأنطاكى-كما رأينا- 
جمهور كبير من قراء قرطبة والأندلس وغيرهاء ثم شد الرحال كثير منهم إلى المشرق 
كغيرهم من أصحاب الرحلات العلمية» لينهلوا من المناهل العلمية ذاتها التي نهل منها 
أشياخهم؛ وليتوسعوا في الروايات كما توسعواء ويلقحوا ما عندهم بالأخذ والسماع من 
مختلف مدارس القراءات بالأمصارء وكأن أكثرها - كما رأينا- ممثلا أوفى ما يكون 
التمثيل في البلاد المصريةت وإن كانت الغلبة للتيار الشامي على غيره من التيارات المحلية 
والوافدة من العراق وغيرها. 

ولا كان أصحاب الأنطاكى وعامة رواد الرحلة من الأندلسيين لهذا العهد قد غلب 
عليهم هذا الاتجاه بتأثير "مدرسة الأنطاكى" في قرطبةء فإن أكثر اهتمامهم كان منصبا على 
تنمية هذا الاتجاه والأخذ عن حملته وممثليه في مصر والشام من المتصدرين في أثناء المائة 
الرابعة وما بعدها. 


وقد وقفنا في مدرسة ورش وروافدها وفي أثناء تراجم رواد الرحلات العلمية على 
تراجم أعلام المتصدرين من أئمة المدرسة الشامية في مصر في أثناء المائة الرابعة» وعلى 
الأخص في النصف الثاني منها كأبي طاهر الحسن بن سليمان الانطاكي» وأبي الطيب بن 
غلبون الحلبي وابنه طاهر بن عبد المنعم بن غلبون وأبي الفتح فارس بن أحمد الحمصي وابنه 
عبد الباقي بن فارس» وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي وسواهم وكأبي على الأهوازي في 
أثناء المائة الخامسة إمام قراء الشام في زمنه» وأحد من جمعوا بين أكثر المدارس المشرقية: 
الشامية والبغدادية والمصرية وغيرها في مدرسته الجامعة ببلاد الشام وكان غرضنا من 
استعراض تراجمهم "في مدرسة ورش" وروافدهاء التنبيه على الآفاق العلمية التي كان 
يرتادها القارئ المغربي منذ أدرك مقدار الحاجة إلى تلمس علوم هذا الشأن خارج الوطنء 
ولس أهمية الرحلة في بلوغ تام الأهلية وكمال الأدلة لكل راغب في بلوغ مستوى الإمامة 
والتصدر للمشيخة. 
وهكذا شهدت العقود الأخيرة من المائة الرابعة من تلاميذ الانطاكي وسواهم من 
معاصريهم في المدرستين : القيروانية والأندلسية» طبقة خاصة تنامي على أيديها هذا 


415 


الإحساس وبلغ أوج قوته» إلا أنها-على عكس حال معظم من كانوا يشدون الرحال قبلها 
إلى الآفاق المشرقية في طلب القراءة وعلومها-م تضع في حسبانها منذ البداية أن تكتفي 
بالوقوف على رسوم الروايات ومدارس القراءات وقوف الرواة الجامعين أشتات الرواية» بقصد 
تحقيق أدائها على الوجه المطلوب, ثم التصدر لتلقينها للطالبين» دون تدخل فيها بتهذيب 
أو تحرير أو توجيه, وإغا أرادت أن تثل في تاريخ هذا العلم مرحلة جديدة لم يعد يكفي أن 
يبقى فيها القارئ المغربي صدى حاكيا مردداء لا يتجاوز أداء ما تحمل عن مشايخه من 
روايات بكل أمانة وصدق. 

ومعنى أوضح فإن القارئ المغربي في هذا الطور الذي هو طور التأصيل والنضجء قد 
عمل منذ البدء على تحصيل " الملكة العلمية" في هذا الشأن, الأمر الذي سيمكنه من تجاوز 
مستوى الترديد والرواية إلى آفاق البحث والتحرير والدرايةء على ما ذهب إليه العلامة 
عبد الرحمن بن خلدون في دراسته لتطور الدارسات الفقهية في مقدمة تاريخه المشهورة بحيث 
قرر "أن الحذق في العلم والتفنن فيه والاستيلاء عليه إِنما هو بحصول ملكة في الإحاطة 
بمبادئه وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من أصوله, وما لم تحصل هذه الملكة لم 
يكن الحذق في هذا الفن المتناول حاصلا .() 

وهكذا وبعد أن ظلت المناطق المغربية في إفريقية والأندلس ردحا طويلا من الزمنء 
تسترفد وتستمد» وتتمثل ثم تهضم ما أخذت, أمست منذ الآن تنطلع إلى طور جديد يتم 
فيه إجراء اختبار واسع دقيق على ذلك الرصيد الضخم من النتاج المشرقي في هذا العلمى 
والذي طالما عادت "حوصلة" القارئ المغربي ملأى منه بكل زاد نفيس» ولكنها لم تكن تقوى 
يومئذ على الاستخلاص الكامل لما فيه من نسغ غني وغذاء شهي» لقد آن الأوان منذ اللآن 
أن يتفرغ هؤلاء الأقطاب لهذا التراث المروي ليشبعوه بحثا ودرساء وسبرا وتحليلاء وتحريرا 
وموازنة» ليستصفي كل إمام منهم خيار ما تأتى له استصفاؤه من مذاهب الفن ومنازع 
الأداع لتأسيس اختياراته الوافية في قراءة كتاب الله مستمسكا في جميع ذلك بأوثق العري 
التي يتطلبها مثل هذا الإججاز. ومستندا إلى أحكم الأسانيد, ومعبرا من خلال ذلك كله عن 
استقلا لية علمية كاملة في الاختيار. وفي اتخاذ " القرار", بعد أن ظل ذلك حكرا على غير 
وكان هو مدفوعا عن النظر فيه أو الإدلاء برأي أو مناقشة أو اختيار. 


وإذا كان بعض الباحثين في التراث الأدبي في البلاد الأندلسية قد قال في تقويم هذا 
المجال: "إن الأدب العربى نهر جار» والأندلس رافد من روافده. لا نهر مستقل مواز له 
وبعبارة أخرى فالأندلسيون وسعوا النهر الأصلي ول ينشئوا نهرا جديدا © . 


0 مقدمة ابن خلدون : الباب السادس - الفصل الثاني: 430. 
3 ظهر الإسلام للدكتور أحمد أمين 230/3 الطبعة 5 دار الكتاب العربى 1969. 


416 


فإن الأمر بالنسبة للقراءة في هذه الجهات منذ هذا التاريخ قد أمسى على العكس 
مما قاله في المجال الأدبى تقاماء إذ سوف نلمس يجلاء كيف أن "المدرسة المغربية في القراءة" 
في عهد هؤلاء الأقطاب وعلى أيديهم وأيدي خلفائهم من بعدهم, قد استقلت استقلالا تاما 
عن المدارس المشرقيةء بل أصبحت في مذاهبها الفنيةء واختياراتها الأدائيةء موازية لها في 
البداية» ثم متفوقة عليها وممدة لها بعد ذلك إذ استطاعت أن تحقق لأهل المناطق والجهات 
المغربية ما كانت تتطلع إلى نيله من تحقيق الكفاية في هذا الشأن. والاستغناء عن الرحلة 
الدائبة التي اعتدنا منذ دخول القراءة أن جدها من المغرب إلى المشرق» بل استطاعت أكثر 
من ذلك كما سوف ير بنا أن تحتل كثيرا من الكراسي العلمية في هذا العلم لسابهاء بعد 
أن كانت تلك الكراسى خالصة لأئمة مدارس الأمصار» وعلى الأخص في مصر والشام ٤‏ 
أزمنة كثيرة» فتربع قراؤها ابتداء من أوائل المائة الخامسة على طائفة من منابر أساتذتهم 
القدامى في مصر بالفسطاط والإسكندرية وفي دمشق الشام وحمص وغيرها. 

ولقد كان الإمام المقرئ الجليل أحد فحول هذه المدرسة من المتصدرين بالشام : أ 
حيان محمد بن بوسف الأندلسي الغرناطي ( 745-654 ه). أقدم من نبه على قيمة 7 
الإقراء المتصدرين لهذا الشأن في هذه المرحلة» فيما بخص سعيهم خو الاستقلال عن المشارقة 
في ميدان القراءات» ونشوء بعض المدارس الخاصة في مناطق من الأندلس على أساس من هذا 
الاستقلال» ولأول مرة منذ تعرفها على طلائع القراءات ونشوء بعض المدارس الخاصة في 
مناطق من الأندلس على أساس من هدا الاستقلالء ولأول مرة مند تعرفها على طلائع 
القراءات والروايات . 
ففي سياق چوا له عن سؤال ورد عليه حول مدى اشتمال "كتاب التيسير"لأبى عمرو 
الداني ومنظومة "حرز الأماني " "لأبي القاسم بن فيره الشاطبي". على مجموع الأحرف 
السبعة التي أنزل عليها القرآنء وهو سؤال أريد بإثارته الرد على من كان من القراء أو 
غيرهم يظن أن كل قراءة لم يتعرض لها أبو عمرو و الشاطبي هي من قبيل الشواذ التي 
لاتجوز القراءة بها. إذ لم ترد في التيسير ولا في حرز الاماني. 

وأجاب أبو حيان بأنهما أي الت والحرز لم بحويا جميع القراءات السبع الواردة 

عن القراء ال ماك ور لد ا ثم عزا قلة ما عند المغاربة من الروايات و 

الطرق عن السبعة لهدا العهد وما قبله وما بعده إلى بعد الديارء ثم أخذ في التدليل على 
ذلك فقال: "ومن عني بفن القراءات» وطالع ما صنف أهل الإسلام في القراءات» علم ذلك 
علم اليقين" "وذلك أن بلادنا : جزيرة الأندلس - لم تكن من قديم بلاد إقراء للسبع» 


3 يعني أن كتابيهما ضاقا حتى عن استيعاب القراءات السبع للأئمة السبعةء فكيف يمكن القول عنهما إنهما قد حويا جميع ما 
قرأ به أثئمة الأمصار والأقطار مما يدخل في الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن ؟. 


417 


لبعدها عن بلاد الإسلام وانقطاع المسلمين فيهاء ولأ جل فرض المج رحل نويس فاجتازوا 
بديار مصر» وتحفظوا ممن كان بها من المقرئين شيعا يسيرا من حروف القراءات السبع» وكان 
المقرئون الذين كانوا إذ ذاك بمصر لم تكن لهم روايات متسعة, و لا رحلة إلى غيرها من 
البلاد التي اتسعت فيها الروايات .كأبي الطيب بن غلبون و ابنه أبي الحسن طاهرء وأبي 
الفتح فارس بن أحمد» وابئه عبد الباقيء وأبي العباس بن نفيس» وكان بها أبو أحمد 
السامري» وهو أعلاهم إسنادا. 

اوسن" قله المله والروايات نيان مض ها كان غلك عل أهليا مخ فلب 
الإسماعيلية ” وقتل ملوكهم للعلماء". 


"وكان من قدماء علمائنا ممن حج ورحل او عمر الطلمنكى فة "كتاب 


"ورحل أيضا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الحزرجي المعروف ب"الأستاذ " 
مؤلف "كتاب القاصد". 

ثم رحل أبو عمرو عثمان بن سعيد القرطبى المعروف بالدانى-لطول إقامته بدانية-. 
فأخذ عن ابن خاقان» وفارس بن أحمد» وطاهر بن غلبون» وصنف " كتاب التيسير" وغير 
ذلك. 

"وأقام | لطلمنكي بغرب الاندلس يقرئ بتصنيفه " كتاب الروضة". 

"وقدم مكي بن أبي طالب الأندلس» وأقام بقرطبة يقرئ ب " كتاب التبصرة" من 
تأليفه" . 

"وأقام الدانى بشرقى" الأندلس يقرئ ب " كتاب التيسير". 

"وأقام صاحب بل الات" بقرطبة بقرئ الاس بكتابه" . 

"فقرأ الناس على هؤلاء ورحلوا إليهم» إذ لم يكن ببلادهم من يضاهيهم, ثم تتا 
الناس إلى المج» منهم أبو عبد الله محمد بن شريح مؤلف " كتاب الكافي". وأبو الحسين 
یی بن بي زيد المعروف بابن البيازء وأبو بكر محمد بن المفرج الأنصاري وغیرهم» فقرأوا 


- تصغيرا ناس على معنى التهوين من شأنهم لقلة عددهم. 
*- يعني بني عبيد إملوك إفريقية ثم مصرء وقذ احتلوها في أواسط المائة الرابعة. 
415 


بمصر» وأبو نحمد عبد الوهاب صاحب "كتاب المفتاح", ودخل بعض هؤلاء الشام وأخذوا 
عن الأهوازي» ورحل بعضهم إلى حران» وبعضهم إلى بغدادء فاتسعت رواياتهم قليلا ". 

"يوكل أبوا القاس وف بن جيار الأندليي 7 1 فأيفدة ي الف وجح بين 
طرفي المغرب والمشرق» وصنف " كتاب لكامل" . 


"وقد أقرأ القرآن بقراءة و ا عمرو الدانى» وكان قد قرأ بها مصر 


من خلال هذا النص القيم الذي رأينا إثباته ههنا كاملا مع طولهء نلاحظ ما سبق 
أن ألمعنا إليه من إدراك أبى حيان لمقدار هذا التحول الذي جرى على أيدي من سميناهم 
ب"الأقطاب" جمع قطب. 


)4( 


ومرادنا ب"القطب" "الإمام المقرئ" الذي كان في زمانه ومنطقته حور نشاط قرائي 
زاخر» مع كثرة أصحابه ف الغالب» وقیزه عن قراء عصره باختيارانه الادائية التى تعرى إليه 

وقد أطلقنا هذا اللقب خاصة على اثني عشر إماما من أساطين المدرسة المغربية 
بالإضافة إلى أبي الحسن الأنطاكي الذي اعتبرناه طليعة الأقطاب نظرا لأثره العام وتقثل 
أصحابه لطريقته ومذاهبه 2 القراءة والأداءء وهؤلاء الإثنا عشر هم E‏ عمر ل 
صاحب الروضة ف القراءات» وأبو القاسم الأستاذ صاحب ' ' القاصد 2 القراءات" 3 وأبو 
القاسم بن عبد الوهاب صاحب "المفتاح ف القراءات" وأبو الطاهر إسماعيل بن خلف 
e‏ صاحب ف a‏ و ١‏ بذ کره یو حیان لتصدره ف مصرت وأبو 
القراءات" »2 2 هم أقطاب الاش بالأندلس. ‏ 

يضاف إليهم من أقطاب مدارس القراءات بإفربقية والقيروان أبو عبد الله د بن سفيان 
صاحب "الهادي في القراءات". وأبو العباس المهدوي صاحب "الهداية في القراءات"ء وأبو 
القاسم بن جبارة الهذليء صاحب " الكامل في القراءات" » وأبو علي بن بليمة صاحب " 
تلخيص العبارات في القراءات"» وأبو القاسم بن الفحام صاحب " التجريد في القراءات" . 


- هو في القيقة منسوب إلى مدينة "بسكرة" بالمغرب الأوسطء ولكنه درس بالأندلس وإفريقية قبل رحلته كما سيأتي في 
تر جمته. 

2- في الأصل "في المشقة" بميم قبل الشينء وقد أصلحناه با يناسب قوله تعالى " بعدت عليهم الشقة". 

“- يعني يعقوب بن إسحاق الحضرميء 'وكانوا يعتيرونه القارئ الثامن بعد السبعةء ثم أضيف إليه فيما بعد أبو جعفر بن القعقاع, 
وخلف بن هشام البزارء ويقال له: خلف العاشر قيزا له عن روايته عن حمزة. 

“- يكن الرجوع إلى نص أبي حيان كاملا في كتاب منجد المقرئين لابن الجزري 26-25 


419 


وم ندخل معهم أبا الحسين بن البياز وأبا بكر بن مفرج المذكورين في نص أبي 
حيان. لأنهما من نتاج بعض مدارس الأقطاب. وسيأتي ذكرهما في أصحاب مكي وأبي 
عمرو الداني» ولأنهما لم يتميزا بنوع من الاستقلال في اختياراتهما في القراءة والأداء شأن 
من ذكرنا من الأقطاب الإثني عشر. 

على أننا سوف نلاحظ تفاوتا بينا بين أولئك الأقطاب في البسطة في العلم والروايةت 
وكثرة الأصحاب ووفرة المصنفات. والتفرد ببعض الاختيارات» ولكن الاستقلا لية ف البحث 
والتحرير والموازنة بين مذاهب الأئمة في الأداء. والعمق في توجيهها تجمع بينهم جميعاء كما 
مجمع بينهم أيضا تضمين كل قطب منهم أهم ما قرأ به للسبعة على مشيختف وأهم 
اختياراته في أصوله الأدائية في كتاب مشهور كان محور مدرسته وسجل مذاهبه» ومدار حركة 
الإقراء على طريقته من بعده في الجهة التي تصدر فيها ثم في غيرها من الأندلس والمغرب. 

وقد الفترة التي تصدروا فيها ما بين الربع الأخير من المائة الرابعة : زمن تصدر 
أقدمهم وفاة وهو ا عبد الله بن سفيان القيرواني ( ت 415 )» وبين العقد الثاني من 
المائة السادسة : زمن i‏ موتا ي الا a‏ 6 ) ,أي أنها 
قتد خو قرن وربع من الزمان. 

ولقد عبر عن التحول الذي حدث في تاریخ القراءة في المدرسة المغربية الجامعة لهذا 
العهد أحد أفذاذها من الأقطاب "» وهو أبو محمد مكي بن أبي طالب با يدل دلالة 
واضحة على مقدار وعيه با أمست تقتضيه هذه المرحلة من ا ع المغربي على مستوى 
البحث والمعالجة» وعلى مستوى الإقراء والممارسةء فقال في كتابه " الرعاية " موازنا بين 
النمط الذي كان سائدا منذ القديم» وبين النمط الذي أملاه المستوى الجديد : 


" فتقل القراق:فظنة :ورايةة اخسن مه ماعا وروا فالزواية لها قلا والدراية 
لها ضبطها وعلمهاء فإذا اجتمع للقارئ النقل والفطنة والدراية» وجبت له الإمامة» وصحت 
عليه القراءة» إن كان له مع ذلك ديانة"( © ٠‏ 


وقال أيضا موازنا بين النمطين في التأليف منوها بكتابه الجديد في بابه : 


"فتلك الكتب كانت تحفظ فيها الرواية المختلف فيهاء وهذا الكتاب كم فيه لفظ 
التلاوة التي لا خلاف فيهاء فتلك كتب رواية ‏ وهذا كتاب درايةء فافهم هذا"60. 


'- استأنسنا في إطلاق وصف "القطب" على القارئ الذي ارتقى إلى هذا المستوى وكان مدار حركة الإقراء في بلده عليه 
بإطلاق الشاطبي له على أحد القراء السبعة لاختصاصه بالأخذ بالإدغام الكبيرء وذلك في قوله في الحرز: 
"ودونك الإدغام الكبير وقطبه أبو عمرو البصري فيه تفلا . 
2- الرعاية: 70 تحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات. 
7- الرعاية: 69. 


420 


وإذا كان أبو حيان قد رسم لنا في النص السابق خريطة الإمامة في القراءة في 
الجهات الأندلسية خلال هذا الطورء أي في أثناء المائة الخامسة, فإن مكيا من خلال 
الصفات التي قدمها لنا عن المقرئ الجدير بحمل هذا الاسم وعن التأليف العلمي المقيق 
بالاعتبار» قد وضع لنا أهم المعالم الفنية والمقومات الشخصية التي ينبغي أن تتوافر لدى 
القارئ والمؤلف. أي في شخصية المتأهل المتصدر لهذا الشأن. التى من شأنها أن تنشئ 
التكامل المطلوب والتجاوب المنتظر بين جانبي الرواية والدراية» وذلك حتى يرتفع المقرئ في 
إقرائه وأدائه. والمؤلف في تأليفه وتصنيفه» عن مستوى المحاكاة الدائمة» والتبعية غير 
الواعية» التي تضيع معها سمات الشخصية» وتنحل بسببها عرى الإتقان والإجادة 
والإحسان. 

وسنقف فيما يلي مع أولئك الأئمة الأقطاب لنتلمس من خلال استعراض تراجمهم 
ومقومات مدارسهم مصداقا لما ذكرنا لهم من الكفاءة العلميةء والإمامة الرفيعةء والشأو 
البعيد في هذا الشأن. مبتدئين منهم بأقطاب المدارس الأندلسية الأربعة الذين كانوا يشكلون 
امتدادا للمؤثرات الشامية بحكم تلمذتهم الأولى على ا الحسن الأنطاكيء وأخذ طائفة 
منهم عن أعيان المدرسة الشامية المتصدرين بمصر والشام ممن تقدم ذكرهم في النص القيم 
الذي اقتبسناه عن أبي حيان. 


421 


الفصل الأول : 
مدرسة أبي عمر الطلمنكي في غرب الأندلس 
ومكانته من الريادة في إدخال القراءات السبع 





المعافري أبو E E‏ 
ولد بطلمنكة سنة 340 هه ونشأ بقرطبة وسمع من رجالهاء وقرأ القرآن على 
المقرئين بها ثم رحل إلى المشرق» ف فسمع بالقيروان ت ا نا 

قال ابن الجزري-: وكان أول من أدخل N E‏ 

وقد قدمنا في نص أبى حيان الغرناطى الذي صدرنا به للباب قوله : " وكان من 
قدماء علمائنا ممن حج ورحل أبو عمر الطلمنكي: مصنف كتاب "الروضة". 

تلك هي المعالم البارزة في ترجمة أبي عمر الطلمنكي. 

والواقع أن الرجل كان من أفذاذ هذا الرعيل الذي وهب نفسه للعلم حتى بلغ فيه 
مستوى الإمامة في فنون كثيرة» ولعل مطاعه كانت أكبر مما تحقق له من شهرة وذاع من 
صيت» وعلى الأخص بعد عودته من الرحلة المذكورة» إذ سرعان ما لفظته قرطبة كما لفظت 
خيار العماء والقراء بسبب جوها المشحون بالفتن والاضطرابات في أواخر المائة الرابعة, 
وبسبب الضعف والتفكك الذي دب إلى كيان البيت الأموي الحاكم» وتطاول أولياء نعمتهم 
من الحجاب والوزداء والقواد إلى اقتطاع أطراف من البلاد والانتصاب فيهاء تهيدا 
يعرف ب "الفتنة ا التي أكلت الأ خضر U‏ و تدع قرطبة الا 
والزاهرة وحضارة بني أمية فيها خرابا يباباء فكان ذلك كله مما طوح بالأمن, وألقى بالبلاد 
والعباد ف أتون فتنة ضارية لا تعرف حداء ولا ترعى ذماماء وكان ذلك مما حفز الطلمنكي 
کما حفز نظراءه من أمثال 5 عمرو الداني وأبي عمر بن عبد البر-على النزوح عن قرطبة 
والضرب في أطراف البلاد بحثا عن ملاذ آمن وركن شديد. 


وكا جه الطلسكن ينادر قرطي إلى غير رج يعد أن قضى فيها قبل رحلته 
ميعة شبابه. وصرف فيها بعد عودنه من الرحلة سنوات معدودة. "فسكن قرطبةء وأقرأ الناس 
بها محتسبا الحديث والتزم اة مني 





' -غاية النهاية 120/1 ترجمة554. 
423 


فقد كانت هنالك عوامل أخرى أدت إلى نشوب الخلاف بينه وبين بعض ذوي النفوذ من 
العلماء بقرطبة في بعض القضايا العقدية والعلميةء ثم اتسع الأمر فيها حتى اتهم الطلمنكي 
بالتشغيب» ورمي أخيرا بالزندقة والطعن في عقيدة السلف, فزاد ذلك في تضييق الخناق عليه 
وإحساسه بالضيق من قرطبة وأهلها. 
وهكذا اجتمعت هذه العوامل جميعا لتسلبه الاستقرار» وتطوح به من بلد إلى بلد. 
ولقد ربط نلميذه ابن الحذاء بين صفاتنه اللقية وبين ذكر تنقلا ته ف البلاد فقال: 


وكان فاضلا شديدا في ذات الله سيفا على أهل البدع» سكن قرطبة وأقرأ بهاء ثم 
سكن المرية, ثم مرسية» ثم سرقسطة» ثم عاد إلى بلده طلمنكة مرابطاء فتوفي بها صدر حرم 
سنة نسع وعشرين» وقيل في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وقد قارب التسعين, 
وصحبه ذهنه» ومولده سنة أربعين و ثلاقائة" . 


۵ 3 دنه 5 


كان الطلمنكي كثير الشيوخ موسوعي الثقافة» لسعة مجاله في العلم والرواية» ولذلك 

فسنقتصر من مشيخته على ذكر المقرئين منهم» أو من تقل إلينا أنه روى عنهم بعض كتب 
القراءة وعلومها. فمن أهم شيوخه : 

1-علي بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر الأنطاكي - نزيل قرطبة - وشيخ 
قراء الأندلس في زمنه بها. وقد أشرنا إليه في أصحابه. و قد رأيت عند ابن الجزري في الغاية 
ما يوهم أنه قرأ على أبي الحسن الأنطاكي غداة تصدره بمصر قبل دخوله الأندلس» ففي 
سياق حديثه عن الطلمنكي مده يقول : "ورحل إلى المشرق فقرأ على علي بن محمد 
الأنطاكي وعمر بن عراك وعبد المنعم بن غلبون ومحمد بن علي الأذفوي ومحمد بن الحسين بن 
النعمان" 
فمقتضى هذا القول لو صح» أنه رحل إلى المشرق ودخل مصر قبل دخول الأنطاكي قرطبة 
في شعبان سنة352ه -كما قدمنا- وكما حدد ذلك ابن الجزي نفسه في ترجمة الأنطاكى. 

والحق أنه في هذا التاريخ لم يتجاوز بعد العام الثاني عشر من ميلاده بإجماع 
المترجمين له. إذ أنه من مواليد سنة340ه وبذلك يكون أبو الحسن الأنطاكى من مشايخه 
بقرطبة لا بمصرء وكذلك الشأن في ابن النعمان الذي ذكره ابن الجزري أيضا معه في هذا 
السياق. 





- الصلة لابن بشكوال 43-45/1 ترجمة 92. 


424 


وربما كانت ملازمته للأنطاكي طويلةء فكان أكبر مشايخه المتصدرين بقرطبةء وربما 
لزمه حتى تخرج عليه في القراءات السبع» وأخذ عنه ما عنده من روايات» يدل على ذلك 
أنه روى عنه طائفة من المصنفات العلمية في اللغة وعلوم القرآن» وذلك يقتضي أنه قرأ عليه 
. هذه العلوم فقد قدمنا أنه روى عنه : 
-كتاب الجمل لأبى القاسم الزجاجي عن مؤلفه. 
-وكتاب الوقف والابتداء لأبى بكر محمد بن القاسم الأنبا ري. 
ول يذكر ابن خير الراوي للكتابين من طريقه أنه رواهما عن الانطاكي بالإجازة حتى يدخل 
احتمال روايته عنه في حال الصغر 0 المباشر. 
كه فم > ا 
طلب القراءات. 
2- محمد بن الحسين أبو عبد الله بن النعمان القروي-نزيل قرطبة -378-329. 
71 ال ل ا 20000 يي ]17 0 111070 a‏ 
تقدم لنا التعريف بأبى عبد الله بن النعمان في أصحاب الرحلات العلمية إلى 
المشرق» وذكرنا هناك تصدره بقرطبة وتحدثنا عن ملامح مدرسته الأدائية التى بنتمى إليها. 
وقد ساق ابن الجزري أيضا-كما قدمنا-قراءة الطلمنكي عليه في مساق الحديث عن 
شيوخه في أثناء رحلته» إلا أن الرجوع إلى تاريخ دخول ابن النعمان قرطبة وتصدره بها يرد 
ذلك فقد قدمنا ف نرجمته تقلا عن أبى عمرو الدانى أنه 5 نزل الأندلس سنة 357 وأقرأ 
الناس بها دهرا". 
وبذلك يكون قد قرأ عليه بقرطبة لا بمصر أو غيرهاء ولما كان دخوله بعد دخول 
الأنطاكى بنحو خمسة أعوام فلرما قرأ عليه بعد أن قرأ على الأنطاكى أو في أثناء ذلك. 
وأما ما قرأ عليه من قراءات أو روايات أو روى عنه من مصنفات الأئمة في ذلك 
ا المصادر التي بين أيدينا بشيء ننبين به درجة تأثيره فيه وكل ما يمكن أن نتمثله 
أن يكون قد قرأ عليه بقراءة نافع حتى أتقنهاء وریا تجاوزها إلى قراءة غيره من السبعة لأن 
ابن النعمان كان من أوائل من تصدر لها بقرطبةء وكانت له أسانيد عالية تصله بأئمة 
القراءة ف المدرسة العراقية وغبرهاء إذ قرأ على ابی 0 بن بدهن من أصحاب ای بكر بن 
جاهد البغدادي صاحب کتاب السبعة ف القراءات" وروی عنه الكتاب المذ كورء ورواه 
الأندلسيون من طريقه. وقرأوا اه و الما اا ع احا اه 





أ- الصلة 44-43/1 ترجمة 92. 
- ذكرنا هذا في ترجمة ابن النعمان» وسمينا بعض من سمعوا منه كتاب السبعة. 


425 


الجلاء من أصحاب ابن مجاهد أيضا كما ع قرأ عليه بمكة, وقرأ على 5 أحمد 
السامري عبيد الله ر بن الحسين-نزيل مصر-من أصحاب ابن مجاهدى وقرأ 1 من المصريين على 
أ حمل بن أسامة ا وأبى بكر حمد بن على الأذفوي كما ذكرنا في ترجمته. 

فكان مع الأنطاكي أهم أستاذين مبرزين في الفن تخرج عليهما الطلمنكي قبل 
رحلته العلمية. 


بن عبيد الله أبو الطيب بن غلبون الحلبى نزيل مصر( ت 389 ). 


ولعله أهم شيوخه الذين أسند القراءات السبع من طرقهم» إذ كانت الرواية عنه 
في الأندلس من مفاخر العصر ومتممات الإمامة, ولهذا غجد أكثر المسندين ممن قرأوا عليه 
من القروبين والأندلسيين لا يكادون يسندون شيئا: عن غيره. مع قراءة كثير منهم على مشايخ 
جلة في بلدانهم قبل أن يشدو الرحال إليه. 

ولعل الأولوية التي لوح بها ابن الجزري في إدخال الطلمنكي للقراءات السبع إا 
بناها على الإشارة التي تقدمت في النص الذي نقلناه عن أبي حيان, إذ نجده قد بدأ به في 
التأربخ لدخولهاء كما بناها على تاربخ رحلته وأخذه عن أبي الطيب بن غلبون قبل وفاته 
في التاريخ المذكورء أو اعتمادا على كونه أول من ألف فيها تأليفا ناضجا هو "كتاب 
الروضة" فنجده يقول في سياق الحديث عن التأليف في القراءات بالمشرق: "كل ذلك ولم يكن 
بالأندلس ولا ببلاد الغرب شيء من هذه القراءات إلى أواخر المائة الرابعة» فرحل منهم من 
روى القراءات بمصر ودخل بھاء وكان أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي مؤلف 

"الروضة" أول من أدخل القراءات إلى الأندلس» وتوقي سنئة 429" (1) 


5 ف كتابه المد کور من 2 3 على‎ e قد أسند‎ e کان‎ a 


3- عبد ال 





ال فيها كالأأنطاكي 0 ES‏ ومع أن لا 0 من ا ف E‏ ضة " على 
ما قرأ به على أبي الطيب-كما يتجلى ما نقله ابن الجزري عنه في النشر-أن لا تكون له رواية 
بها عن غير فهذا مكى بن أبى طالب قد اقتصر أيضا في كتاب " التبصرة" على ما قرأ به 
عليه-كما سيأتي-مع أنه قرأ على غير أبي الطيب بن غلبون من رجال القراءة في مصر. 

ومهما يكن فإن الطلمنكي قد أسند القراءة من كتاب الروضة من طرق أبي 
الطيب فيهاء وكان كتابه هذا من مصادر ابن الجزري فيهاء إلا أنه اقتصر في النشر على 
إسناد قراءة نافع من رواية قالون وحدها من هذه الطريق عن أبي الطيب بن غلبون (ء ول 


- النشر 34/1 . 
- المصدر نفسه 102/1 


426 


نهتد إلى سر اقتصاره على هذه الرواية خاصة مع أنه ذكر سنده بالكتاب كله ولم يستثن منه 
(1). 


وكم كنا نود لو أتحفنا بمجموعة الروايات التي قرأ بها الطلمنكي من هذا 
الكتاب» سواء قرأ بها جميعا أم ببعضها كما فعل بسائر ما أسنده في النشر من مصنفات. 

ومن الطريف أيضا أن ابن الجزري 1 يورد لروضة الطلمنكي ذكرا في مسائل 
الخلاف بين الأئمة في كتاب النشر على كثرة ما ذكر فيه من مصنفات الأئمة ونقل عنهاء 
انما ذكره في باب الإدغام الكبير لأبي عمرو بن العلاء في جملة الأئمة الذين لم يذكروا 
الإدغام الكبير في كتبهم» فذكر منهم» الطلمنكي في روضته" 00 

كما ذكر الطلمنكي ف الباب نفسه باعتياره أأحد الآخذين عن المقرئ المصري 

أحمد بن على بن هاشم المعروف بتاج الأئمة. ليضعف أو يبطل رواية ذكرها الهذلي من 
طريقه في كتاب الكاما (3. 

ولاقتصار ابن الجزري على ما ذكرناء فقد فاتنا الكثير مما كان من شأنه أن 
يفيدنا في معرفة أقواله واختياراته في مسائل الخلاف. وخصوصا منها في رواية ورش التي 
تعنينا في هذه الدراسة ا 
ف رواية ورش من 5 1 - النحاس وأبى جعفر بن هلال قرأ عليه أبو عمر 
و کے 
الطلمنكى كما جاء في ترجمته 

وكان متبحرا في قراءة ورش كما يقول الذهبى 77 والغالب أنه كان عمدته فيها 
من بين أسائذته المصربين. ش 

5-محمد بن على الأذفوي أبو بكر المصري العالم المقرئ المفسر النحوي المنفرد 
بالإمامة في دهره في قراءة نافع رواية ورش E‏ بن حمد 
بن إسماعيل النحاس المرادي صاحب المصنفات في النحو وعلوم الفرآن(7) 








'- النشر 71/1 
2- النشر 275/1 
ا 11 . 

- معرفة القراء 300/1 طبقة 8 ترجمة 13 -وغاية النهاية 120/1 ترجمة 554. 

“- يراجع ذلك في ترجمة ابن عراك في معرفة القراء 1 طبقة 9 ترجمة 30. 

“-يمكن الرجوع في الثناء عليه بذلك إلى ما نقله الذهبي في معرفة القراء 284/1 طبقة 9 وابن والجزري في غاية النهاية -199 
2 ترجمة 3420- والسيوطى في حسن المحاضرة 208/1. 
"سحسن المحاضرة 208/1 ٠‏ 


427 


قرأ عبيه الطلمنكو القرآنء وقيل : سمع منه الحروف ول يقرأ عليه ". كما 
سمع منه بعض مروياته من مصنفات النحاس' ومنها " كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه" رواه 
عنه بالإجازة ” وسمع منه غير هذا مما يستفاد من بعض النقول في فهرسة ابن خير 
ا 
6- عبد العزيز بن على أبو على المصري المعروف بابن الإما 
زمنه» والمتوفى بمصر 

سنة 381 هء وقد تقدم في ترجمته في مدرسة ورش أنه تلا على أبي بكر عبد 
الله بن مالك بن سيف صاحب الأزرق وغيره. وقرأ عليه جمهور من أهل بلده وغيرهم من 
رواد الرحلة العلمية. 


ومن الآخذين عنه و عمر الطلمنكي, وم يذكر الذهبي وابن الجزري ذلك ف 
ترجمته» وإِغا ذكراه في ترجمة أبي عدي( . وبذلك تكون روايته عنه لورش من أعلى 
الروايات في زمنه إِذ لا يكون فيها بينه وبين ورش إلا ثلا ثة رجال هم وه عدي وابن 
سيف وأبو يعقوب الأزرق» وبذلك يلتقي في علو السند فيها من هذه الطريق مع عامة الرواة 
عن أبي م كأبي الحسن طاهر بن غلبون-شيخ خ الداني- 2 وأبي حمد مي صاحب ' 
التبصرة ' ' وعبد الجبار الطرسوسي صاحب ا ف ل ب شبخ أبي ا بن 
e‏ وقد ا شين إلى ا 2453 

7- أحمد بن على بن هاشم أبو العباس المصري e‏ "تاج الأئمة"( ت 
5 ). أحد أماثل رجال ٠‏ 
مدرسة ورش من أصحاب ابي حفص بن عراك وأبي عدي بن الإمام. وأبي الطيب 
دخل الأندلس سنة 420 ه, فأخذ عنه أبو عمر الطلمنكي مع تقدمه وكبره . 


۾ مسئد القراء في 








'- معرفة القراء 309/1 طبقة 10 وغابة النهاية 120/1. 

*- ينظر في فهرية ابن خير 50-49, 

- تقل عنه في فهرسته ص 134 قولا نصه: " عن أبي علي الغساني قال : قرأت بخط أبي عمر المقرئ الطلمنكي رحمه الله-قال : 
سمعت أبا بكر محمد بن علي الأذفوي النحوي المقرئ بمصر يقول : " أول كتاب وضع في الفقه والحديث مصنف حماد بن سلمةء 
: بعده موطا مالك بن أنس... 

- معرفة القراء 279-278/1- وغاية النهاية 395-394/1 ترجمة 1680. 

معرفة القراء 325/1 طبقة 10 ترجمة 35- وغاية النهاية 90-89/1 ترجمة 403. 


428 


قال ابن الجزري في النشر :" أستاذ مشهور ضابطء قرأ عليه وأخذ عنه غير واحد 
من الأئمة كالأستاذ أبي عمر الطلمنكي.." "“ وقال ابن بشكوال في الصلة: 

" قدم الأندلس. ودخل سرقسطة مجاهدا سنة 420. وأقام بها شهوراء وكان 
رجلا ساكنا عفيفا فيه بعض الغفلة, ذكره أبو عمر بن المذاء وقال : " كان أحفظ من 
لقيت لاختلاف القراء وأخبارهم. وانصرف إلى مصرء واتصل بنا موته فيها بعد أعوام- 
رحمة اللفت.«. ثم كز رواية أي عمر الظلمتكى عني" (2. 
بن غلبون مؤلف " التذكرة في القراءات": 


7 24 30 3 
ذكره عياض فيمن أخذ عنهم الطلمنكي من المصريين (° 
9-عبد العزيز بن عبد الله بن مسلمة أبو العباس البغدادي وبعرف بابن 


8- طاهر بن عبد الم 





س منه كتاب " الوقف والابتداء " لأبى بكر محمد بن القاسم الأنبا ري رواية 
له عن مؤلفه 
وقد أشرنا في ترجمة الأنطاكي آنفا إلى رواية الطلمنكي للكتاب نفسه سٍِ طرق 
الأنطاكي الد كر عن مك اى شيل بن اأكريين: ٠‏ عن مؤلقة ابن ابا وي واا 
شيو خه ف باقي علوم الرواية فهم كثير سمى منهم ابن بشكوال وعياض والذهبي وغيرهم 
جماعة 0 وقد ند يكون فيهم من قرأ os‏ وي إلا أننا نكتفي هنا 

منزلته العلمية وذكر أسباب المحنة التى تعرض لها : 

إن رجلا کا عمر ف مثل مستواه العلمي وثقافته الموسوعية ونبل مشيخته. 
وتوافر جميع مؤهلات التصدر والإمامة في أكثر من علم وفن في شخصه. لا بد أن يغص 
بوجوده المتطلعون إلى المناصب العلياء و الضاربون بسهامهم ف التشغيب على العلماء ف 
مجالس العلية وأرياب السطوة والجاه لإخمالهم وإزاحتهم عن الطريق» وقد شهد لأبي عمر 
المنصفون بشهادات تثبت أنه كان في علمه ومكانته ملء سمع الدنيا وبصرها على الرغم من 
كيد خصومه المجلبين عليه بكل ما استطاعوا من وسائل الإعنات والقهر والتشنيع والبهت. 





'- النشر 277/1. 
2- الصلة 86/1 ترجمة 186. 
3- ترتيب المدارك 83-82/8. 
“- فهرسة ابن خير 45-44. 
“-تقدم في شيوخ الأنطاكي» وقد أثبتنا روايته للقصيدة الحاقانية عنه. 
“- يمكن الرجوع إليها مسندة في فهرسة ابن خير 45. 
429 


قال عياض في سياق ذكره بر رحلته : واتسعت روايته» وتفنن في علوم الشريعة 

وغلب عليه القرآن والحديث .. ثم نقل مجموعة من أقوال الأئمة في فضله ونبله» منها قول 

حاتم بن محمد الطرابلسي : "كان أبو عمر من أهل العناية بالعلم والضبط له وله علوم 
ي" 0 


وقال ابن الحصار الخولاني : "كان من الفضلاء الصالمين, على هدي وسنة» قديم 
الطلب للعلم. مقدما في الفهم. مجودا للقرآن» حسن اللفظ به. وفضائله جمة أكثر من أن 

وقال أبو عمرو المقرئ -يعني الداني-:" ES‏ 
وقال الحميدي في الجذوة: " كان إماما في القراءات مذكوراء و ثقة في الرواية مشهورا"2) 


وقال ابن بشكوال في الصلة: وانصرف إلى الأندلس بعلم كثير» وكان أحد الأئمة في 
علم القرآن العظيم : قراءته وإعرابه وأحكامه وناسخه ومنسوخه ومعانيه وجمع في ذلك 
كتبا حسانا كثيرة النفع على مذاهب أهل السنةء ظهر فيها فهمه. وكانت له عناية كاملة 
بالحديث ونقله وروايته وضبطه ومعرفة رجاله وحملته» حافظا للسنن» جامعا لهاء إماما 
فيهاء عارفا بأصول الديانات» مظهرا للكرامات» قديم الطلب للعلم» مقدما في المعرفة 
والفهم. > على هدي وسنة واستقامة. وكان سيفا مجردا على أهل الأهواء والبدع» قامعا لهم 
غيورا على الشريعة ددا ف ذاك الله ها © 

وقال الذهبي في" ختصر العلو":كان الطلمنكي من كبار المفاظ وأئمة القراء 
بالان ر 405 


ولقد جر عليه هذا المستوى الرفيع» وتلك الغيرة المشار إليها على السنةء والمعرفة 
الراسخة بأصول الديانات الكثير من المتاعب والمواجهات. حتى امتحن في ذلك امتحانا 
عسيرا في آخر عمره. وكان له في ذلك خصوم ألداء حاولوا الإيقاع به بتأليب الحكام عليه 
حتى سيق للمحاكمة بسبب مذهبه ف الأصول وما رمى به من الخارجية ومخالفة السنة, 
فتمالاً أعداؤه على الشهادة عليهء إلا أن الله تعالى تداركه بعدل القاضي أبي عبد الله بن 
نحمد فراتون قاضي الجماعة بسرقسطة قال ابن عبد الملك ف ترجمته : "وهو الذي انتصر 
لأبي عمر الطلمنكي من الشهداء عليه نورق يفاك للدماء يرى وضع السيوف على 


- ترتيب المدارك 83-82/8. 


1 
2- جذوة المقتبس 114. 
“-الصلة 45-43/1 ترجمة 92. 
4 
5 


-مختصر العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي. 
- نسبة إلى حروراء مقر النوارج الأولين الذين خرجوا على علي رضي الله عنه عقب وقعة صفين بالعراق. 


430 


صالي المسلمين» فأسقط شهادتهم» وكانوا خمسة وعشرين ‏ من فقهاء سرقسطة ونبهائهاء 
وأفيدن يذ لك TEE‏ 1925 5017 

ولا شك أن مرد هذه المضايقات مما جرى مثله لعدد من الأئمة في هذا العصر 
كاي عمرو الداني وأبي محمد بن حزم وأبي الوليد الباجيء إنما هو إلى المنافسة في المنصب 
والرياسة, والحسد على بسطة الجاه وذيوع الصيت عند الأمراء وطلاب العلم أو عند العوام 
بوجه عام. 

موقفه من إثبات الكرامات : 

ولعل من المفيد أن نعرض لإحدى القضايا التي شغلت الرأي العام العلمي في 
زمنه» ورا كانت أهم قضية ثار حولها الجدل الكثير بعد عودة أبي عمر الطلمنكي من 
رحلته» وهی الكرامات وخرق العادات للأولياء» وهي من القضايا الشائكة التى ذهب فيها 
كل طرف 3 طرفي النزاع إلى رأي حاول تدعيمه بالنقول الشرعية والبراهين النظرية» ولعل 
أصل المسألة كان قد ثار بالقيروان في حلقة أبي محمد بن اش زيد القيروانى إمام المالكية في 
زمنه» بسبب رجل "كان وا لقووان» قول “رايت كذا: وكلمتى كذاء لأشياء تنفر منها 
العقول. فذكروا ذلك لأبي محمد بن أبي زيدء فقال : لعله في المنام, إلى أن قال -أي 
الرجل- يوما كلمة قلأ الفم» وزعم أنها في اليقظة, فألف أبو محمد كتابا في الإنكار عليه 
فشنعوا على أبي محمد إنكار الكرامات» وقالوا هذا مذهب المعتزلة فكتب أبو محمد 
للقاضي ابن الطيب ‏ يسأله عن المسألة... فبعد سنة ألف في المسألتين”المعجزة والكرامة .. 
مجلدين ضمنهما الفرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياءء وتأول كلام أ محمد با 


يليق به» وقال في صدر الكتاب: شيخنا أبو محمد- رضي الله تعالى عنه- ن متسع العلم في 

الفروع. 5 على جمل من الأصول. لا ینکر کرامات الأولياء ولا يذهب مذهب 
7 4 

المعتزلة 


ويظهر أن القضية سرعان ما دخلت الأندلس» وتلقفها الناس» حتى شاع بينهم أن 
ابن أبي زيد ينكر الكرامات البتةء وانتصر له بعض المتفقهين عليه ينحون هذا المنحى الذي 
نسب إليه ويدافعون عن رأيه فيه. 

وکان من أبرزهم ف البلاد الأندلسية أبو بكر محمد بن موهب التجيبي المعروف 
"بالقبري". وهو فقيه مشهور من أهل قرطبة رحل إلى المشرق فسمع من رجاله. وصحب 


'- في الملل السندسية 145/42 لشكيب أرسلان " وكانوا خمسة عشر من الفقهاء النبهاء بسرقسطة" . 
- الذيل والتكملة 296/6 ترجمة 781. 

2 محمد بن الطيب الباقلاني البغدادي (ت 403 ) تقدم. 

- “- إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الخحبيب لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن غازي 159-158. 


431 


اھ ا زبد (ت386 ه) واختص به وحمل عنه تواليفه وغير ذلك وكان 
القاضي ابن ذكوان ‏ يقدمه على فقهاء وقته وعلى نفسهء ويرغب دعاءه, وكان الأصيد © 
يعرف حقه وبثني عليه وغلب عليه الكلام والجدل على نصرة مذهب أهل السنة والتأليف 
في ذلك ...وله في العقائد تواليف كثيرة مفيدة, وله شرح رسالة شيخه أبى محمد بن أبى 
زبد )03 قال عياض : 


" وكان ابن عون الله 9 شيخ المحدثين في طائفة من أصحابه منهم أبو عمر 
الطلمنكي تلميذه» قد أغروا به فجرت بينه وبينهم قصص وحاربات في مسألة الكرامات» فإن 
ابن موهب كان يذهب فيها مذهب شيخه ابن أبى زيد في إنكار الغلو فيهاء وكان أوليك 
مجيزونهاء ويسعون في رواية أشياء كثيرة منها © 


ويظهر أن الطلمنكي في هذه القضية قد كسب الولة بالاتتصار على خصمه ابن 
موهب القبري ومن سار في ركابه. وكان القبري قد أضاف إلى ذلك أشياء أخرى من 
الأصول» فكان يثبت نبوة النساء ‏ ويقول بصحة نبوة مريم 7ء ويإحالة بقاء الخضر أبد 
الأيدء فجرت بينهم في هذه المسائل فتنء لا سيما عند موت ابن عون الله تداركها ابن أبي 
عامر © فسير جماعة من الطائفتين عن الأندلس إلى العدوةء فيهم ابن موهب القبري هذا 
مع طائفة من أضداد وكان الأصيلى وابن ذكوان ف طائفة من خارير العلماء ف حزب 
ال وجماعة من المحدثين والفقهاء في الحزب الآخر. فخرج القبري إذ ذاك إلى 
العدوة-المغرب-. وبقى فيها مدة أخذ عنه بها 00 


"هو قاضي الجماعة أبو العباس أحمد بن عبد الله بن ذكوان قاضي قرطبةء سيأتي في ترجمة مكي القيسي. 

*- هو أبو محمد الأصيلي سبق التعريف به. 

* - ترتيب المدارك لعياض 189-188/7. 

5 - هو أبو جعفر أحمد بن عون الله أكبر شيوخه في الحديث وغيره. روى عنه كتبا كثيرة في الفقه والحديث والسيرة وغير ذلك 
يمكن الرجوع إلى أسانيدها في فهرسة ابن خير في الصفحات 442-438-409-408-308-235-298-177-176-142 

- ترتيب المدارك 190-189/7. 

-وهو مذهب أبي محمد بن حزم أيضا كما احتج له في كتابه " الفصل " 

-وعلى العكس من ذلك كان مذهب أبي محمد الأصيلي حيث خطأ القائل بذلك واقتصر على القول بكونها صديقةء ينظر ذلك 
في ترتيب المدارك لعياض 141-140/7. ` ١‏ 

“-هو محمد بن أبي عامر الملقب بالمنصور الذي كان حاجبا للخليفة هشام بن الحكم المعروف ب المؤيد باللهء ثم استبد عليه 
وأقام الدولة العامرية في الأندلس التي احتفظت باسم الخلافة لبني أمية, وكان لها الحكم والسلطان في الحقيقةء إلى أن أدى الأمر 
بعبد الرحمن ولد المنصور إلى إعلان نفسه وليا لعهد هشام, وانتهى الأمر بمقتله وذهاب ريح دولته. 

” -وقد ذكر عياض أن الأصيلي إنا "كان ينكر الغلو في إنكار الكرامات للأولياءء وبثبت ما صح منها بسند أو كان بدعاء 
الصالحين " -ينظر ذلك في ترتيب المدارك 141/7. 

'! -يمكن الرجوع إلى تفاصيل القضية في ترتيب المدارك 191-190/7. 


3 
6 
7 


432 


ومن بقايا أصداء هذه المعركة الفكرية عند الطلمنكي رسالة له في " الرد على 
ابن أبي زيد القيرواني لرده ونفيه الكرامات وخرق العادات للصالين " 7" ورسالة أو أكثر 
ا هد الأصيلق ف الزد علية 7" .ولحل ا لحوض في هذا الموضوع والصراع حوله لم يتوقف 
بموت أبي بكر بن موهب القبري بعد العفو عنه من لدن ابن أبي عامر ولزومه قرطبة إلى أن 
توفي بها سنة 406 م 6 


وَإنما امتدا بعد ذلك زمانا حتى انتهى ذلك بالطلمنكى ومن نحا نوه إلى مغادرة 
قرطبة» والتنقل في أطراف البلاد الأندلسية» ثم كان فاتحة لأمور أخرى ظلت تلاحقه حيثما 
سار حتى اتتهت بالقيام عليه القومة التي أشرنا إليها بمدينة سرقسطة قبل موته بنحو أربع 
ومن الطريف أن يكون من الشهود عليه فيها أحد كبراء القراء من أصحاب أبى 
عمرو الداني. وهو أبو على الحسن بن محمد بن هالس الأزديء قال ابن الأبار:" وهو أحد 
الشهود على أبي عمر الطلمنكي مخلاف السنة -غفر الله له" 
ذلك جانب من شخصيته وموقفه من طائفة من علماء عصره. يدل على صلابة في 
الحق» وترك الهوادة في العقيدة» وسعة أفق في العلم والفهم» وتنوع موسوعي في المعرفة 
استطاع به أن ينازل الفحول في قضايا أصولية تحتاج بلا شك إلى إطلاع مكين, وحنكة في 
اذك والمنطق ف الننات 5 


' - ذكرها له في ترتيب المدارك 219/6. - ويمكن الرجوع في ذلك إلى ما كتبه أبو العباس بن تيمية في كتاب النبوات 405- 
حول موقف ابن أبى زيد من إنكار الكرامات وما يتعلق بذلك. 

2+ له رمال بغتوان " الانتصار لحديث رسول الله صلى لله عليه وسلم " حرواها عياض بسنده في الغنية ص 120 - وله رسالة 
باسم " كتاب رد الأصيلي على أصحابه الأندلسيين " رواها عياض أيضا في الغنية ص 112 

- ترحمته في ترتيب المدارك 191-189/7. 

- التكملة : 256/1 ترجمة 678. 

وممن شهد عليه أيضا من العلماء سوار بن محمد بن سوار السرقسطي ( الذيل والتكملة 4 / القسم الثاني ص 100 ترجمة 
2) ومنهم عبد الله بن ثابت السرقسطي " شاوره القاضي محمد بن عبد الله بن فورتش فيما شهد به على أبي عمر الطلنكي 
فيمن شاور» فأفتى ببراءته ( الذيل والتكملة 188/2/4 ترجمة 348 ). 

ومنهم محمد بن رافع ( ترجمته في الذيل والتكملة 198/6 ). 

*- ولا أدل على ذلك من تنوع الموضوعات التي ألف فيهاء ومنها -كتاب الدليل إلى معرفة الجليل خو مائة جزء -وكتابه في 
تفسير القرآن نحو هذاء وكتاب البيان في إعراب القرآن -وفضائل مالك-ورجال الموطأ-وكتاب الرد على ابن مسرة-وكتاب الوصول 
إلى معرفة الأصول-وكتاب الرسالة في أصول الديانات إلى أهل أشبونة. 

-والرسالة المختصرة في مذاهب أهل السنة وذكر ما درج عليه الصحابة والتابعون وخيار الأمة- ورسالة الرد على ابن أبي زبد- 
وفهرسة مرويانه وغير ذلك مما لجد ذكره في ترجمته عند عياض في ترتيب المدارك وغيره وابن فرحون في الديباج 39 - وفهرسة 
٠‏ ابن خير 341-340-258-288 وشجرة النور 113 والغنية 230. 


43 


وقد أفضت في بيان مذهبه السنى قصداء باعتباره أحد المقومات التى كان أئمة 
الإقراء يومئذ يعتبرونها من مقومات الإمامة ومؤهلات التصدر للمشيخة, كما سوف ترى 
عند مكى في "الرعاية" وأبى عمرو الدانى في" الأرجوزة المنبهة" حيت نلاحظ تداخلا بين 
الصفات التى ينبغى توافرها في المقارنة بين الجوانب التى ترجع إلى ثقافته. والجوانب التي 
ترجع إلى خلته وعقيدنه ومذهبه. 

مؤلفاته في القراءات : 

لد علقت خهرة أبن عم الطلمكن فق[ الفعه اديت وأضول الدين على هرن 
مقرئاء فكان اهتمام المترجمين له بذكر كتبه في ذلك أوفى من اهتمامهم بغيره حتى إن أكثر 
المترجمين له لم يذكروا له أي كتاب في القراءات) 0 يكتفي بالإشارة المجملة كأن 
يقول: " وكان إماما في القراءة وله فيها تضائيف © أو " وكان إماما في القراءات 
مذكورا" او وکات راسا ف ع ا ls‏ 

والذي مجده قد اعتنى بتسمية كتبه في القراءات إا ذكر له فيها "كتاب 
الروضة"وم ا 7 وسنحاول فيما. يلي التعرف على آثاره في القراءة مما وقفنا عليه 
فنبتدئ بذكر أهم كتبه فيهاء وهو: 

1 كتاب الروضة فى القراءات له وأهمتيه : 


ذكره له حاجي خليفة معطوفا على غيره باسم "الروضة في القراءات السبع"» 
وذكره مرة أخرى ف الكتب المؤلفة ف القراءة فا كتفى بتسهيته " الروضة للطلمنكي ١‏ 0 
وذكره الذهبي في معرفة القراء في جملة كتب القراءات التي رواها أبو القاسم عيسى بن عبد 
العزيز الإسكندراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن خلف الداني فسماه "كتاب 
القراءات"7©): وذكره ابن خلوف خطنا باسم "الروضة في القراءات العشر " ©. 


أ- منهم صاحب الصلة 45-43/1 ترجمة 2 -والجذوة 114- ومعرفة القراء 310-309/1 وغاية النهاية 120/1. 
2 - الحال السندسية 
7 -الجذوة 114 
“ - معرفة القراء 309/1. 
”- غاية النهاية 120/1. 
“- كشف الظنون *** 1319- وقد عطفه على كتاب الروضة في القراءات لأبي علي الحسن بن محمد بن إبراهيم البغفدادي 
المالكى ( ت 438 ) 
7 - كشف الظنون1/ 931ع 
“معرفة القراء 492/2. 
"-شجرة النور الزكية 931/1.ع 
434 


ويعتبر الكتاب من المصادر الأولى للقراءات السبع في المدرسة المغربية» وقد ساقه 
أبو حيان في النص السابق في طليعة الكتب المصنفة في السبع فقال : " ورحل أبو عمر 
الطلمنكي مصنف " كتاب الروضة ". فأخذ بمصر شيعا يسيرا من القراءات السبع". وقال ف 
النص نفسه: 

وأقام الطلمنكي بغرب الأندلس ‏ يقرئ بتصتيفه كتاب " الروضة " 0 

ذلك ا رأينا ولأول مرة مصنفا مغربيا حليا في القراءات السبع يكون 
محورا لنشاط ' " ناشئة» ضمنه مؤلفه جملة ما قرأ به في هذا العلم من روايات» 
ورن اساد 2 0 الوجه الذي نجده في عامة كتب القراءات, إلا أن الذي يبدو غريبا 
هو عدم شهرة الكتاب بالقياس إلى غيره من كتب الأثمة, ولعل لظهور مصنفات ابي عمرو 
الداني ومکي بن أي طالب وأبي القاسم بن عبد الوهاب وأبي عبد الله بن شريح وسواهم في 
الميدان ما جعل جمهور الرواة ينصرفون عن كتاب الروضة إلى هذه المصنفات» وخاصة بعد 
أن اشتد ساعد هذه المدارس واتسع جمهورهاء إذ أني رجعت إلى أكثر الفهارس المشهورة 
الحافلة بالمرويات في القراءة وغيرها كفهرسة ابن خير والغنية لعياضء وفهرسة ابن عطيةء 
وبرنامج التجيبي» وبرنامج المجاري, وبرنامج الوادي آشي وفهرسة المنتوري وفهرسة السراج» 
وفهرس ابن غازي» ونبت أب جعفر البلوي وكثير من كتب الرحلات العلمية كملء العبية 
لابن رشيدء ورحلة العبدري» والعياشيء وتاج المفرق الد البلوي. بالإضافة إلى كتب 
الراجم كالصلة والجذوة والتكملة والذيل والتكملة وصلة الصلة وغيرها كثير» فلم أقف على 
ذكر أحد قرأ بالروضة للطلمنكي أوسمعها أو رواها بأي وجه من وجوه الرواية» والإشارتان 
اللتان ا عليهما فحسبء إحداهما ختملة وهي عند ابن خير الذي ذكر أنه روى 
مجموعة " تواليف الطلمنكى وجميع رواياته " من طريق ابن الحذاء التميمي وأبي عبد الله 
الخولاني عن المؤلف الطلمنكي ء ولم يخص كتاب الروضة بالتسمية عن غيره مما روى من 
كتبه» والإشارة الثانية هي ما ذكرناه نقلا عن معرفة القراء للذهبي في جملة مرويات أبي 
القاسم عيسى بن عبد العزيز الشر يشي الإسكندرانى-أحد المكثرين - أنه قرأ بكتاب ' 
القراءات " للطلمنكي في جملة أربعة وثلاثين كتابا وکن قا ھا على شيخه عبد الله بن 
خلف الداني 47 وکا يسم الكتاب المذ كور» فيحتمل احتمالا قريبا أن يكون كتاب 
"الرو ضة" المذكور الذي يعنينا لأنه أشهر ما كتب في القراءات وعرف به فيها. 





'-يظهر أنه يعني في طائفة من زمن تصدره. 

-منجد المقرئين 25-26. 

- فهرسة ابن خير 444-443. 

“ هو أبو محمد الأصبحي الداني» قرأ على أبي بكر بن مارة في حدود 0 ه والعاص بن خلف» ورحل إلى الإسكندرية فسمع 
منه الحافظ السلفي وغير وقرأ عليه هناك أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز.. وتوفي غرقا في رجوعه إلى بلاده سنة بضع وسبعين 
وخمسمائة. ترجمته في معرفة القراء 494-491/2 طبقة 14-وغاية النهاية 418/1 ترجمة 1766. 


435 


ولكن مع هذه الندرة ف استعمال الكتاب رواية وقراءةء فإن الكتاب قد نخطى 

حدود الأندلس في ركاب بعض الأئمة المكثرين من رجال المدرسة الأندلسية, فأسنده الحافظ 
ل )1 

ابن الجزري في المائة الثامنة مع كتاب "المجتبى"" للإمام أبي القاس و 
0 بن عمر الطرسوسي:نزيل مصر ات 0 قال : ابن الجزري : ا ا 8 
5 سليمان الدمشقر ا 0 7 8 كذلك على 02 5 0 القاسم , ال 
الأندلسي» 7 وقرأ على أحمد بن عون الله الحصار البلنسي 5 اوقا على أبن :اسن على بين 
عبد الله بن خلف بن النعمة البلنسي 7 وقرا على أب مد غيل: اللدين نهل بن يوسف 
الأنصاري المرسي ء وقرأ على أبي عمر الطلمنكي بقرطبت وعبد اطبا الارسوسى مص 
وعلى أبي عمرو و الداني وعلى و ابن سفيان وغيرهم ' ومن ن طريق ابن الجزري قرأ 
1 كدف ا الك +" طاق شارات ا 


وحسب أبي عمر أن يكون بهذا الكتاب قد مهد السبيل» وزود رجال مدرسته 
المباشرين بتأليف كان مورا لما أخذ به في القراءات السبع من طرق وروايات» وكم كنا نود 
لو توسع ابن الجزري في ذكره مضمن الكتاب وتتبع أسانيده فيه في كتاب النشر في جميع ما 
قرأ به للسبعة» ولكنه مع الأسف ١‏ يسند من الكتاب إلا رواية قالون عن نافع خاصة د 
كما أنه لم مجر له ذكرا في مسائل الخلاف في الأصول ولا في الفرش على كثرة ما يذكره من 
كتب الأئمة وينقل عنهاء ول يذ كره إلا في المرة الواحدة-الآنفة الذكر-في التمثيل به ب لانت 
المصنفين الذين لم يذكروا الإدغام الكبير لأبي عمرو بن العلاء في مصنفاتهه 19 


'- سبق ذكره في المصنفات الأمهات التى دخل به رواد الرحلة العلمية من المغارية من المشرق. 
*- قال ابن الجزري في غاية النهاية 49/1 ترجمة 205 : قرأت عليه جميع جمعا بالقراءات السبع ولله الحمد " ثم ذكر وفاته. 
سنة 776. 
“- هو الحسين بن سليمان بن فزازة الكفري الدمشقي ( 719-637 ) - ترجمته في غاية النهاية 241/1 ترجمة 1101. 
“- هو القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر علم الدين أبو محمد اللورقي المرسي ( 661-575 ) وسيأتي. 
2 سياتي في كبار الرواة عن أبي الحسن بن هذيل في امتدادات مدرسة أبي عمرو لداني. 
“- سيأتي في مشيخة الإمام الشاطبي وفي مواضع عديدة.-ترجمته في غاية النهاية 553/1 ترجمة 2256. 
"- سيأتى في الرواة عن الأئمة المذكورين من مشيخته. 
3 ؟- النشر 72-11 . 

: یکن الرجوع إلى لطائف الإشارات لفنون القراءات " لأبي العباس القسطلاني 89/1. 

' أسندها من رواية الطلمدكي عن ابن غلبون- النشر 102/1. 1 

- قال في النشر عند ذكر الإدغام الكبير : " ثم إن لمؤلفي الكتب من أئمة القراءة في ذكره طرقاء فمنهم من لم يذكره البتة» كما 
فعل أبو عبيد في کتابه» وابن مجاهد في سبعته» ومكي في تبصرته» والطلمنكي في روضته» وابن سفيان في ماديه» وابن شريح في 
كافيه. والمهدوي في هدايته, وأبو الطاهر في عنوانه» وأبو الطيب بن غلبون وأبو العز القلانسي في إرشاديهما... " -النشر 
1. 


436 


ولا أعلم الآن لكتاب "الروضة' ' وجودا في خزائن المخطوطات المعروفة, ولا رأيت 
أحدا ذكر أنه وقف على خبر عنه. 


2-كتاب قراءة نافع : 

ذكره له الإمام المنتوري في شرحه على الدرر اللوامع في مواضع كثيرة» منها في 
ترجمة نافع» وعند ذكر إدغام "اركب معنا" و"يلهث ذلك" لقالون في باب الإدغام» وفي 
أول باب الترقيق للراءات. 


وذكره له أبو زيد بن القاضي -في المواضع التي ذكرها المنتوري- في كتاب "الفجر 
الساطع على الدرر اللوامع" ومنها في باب ميم الجمع. وعند ذكر إمالة "التورية" في باب 
الراءات. وفي ذكر الإدخال بين الهمزتين من كلمة لقالون في "أأشهدوا خلقهم". وفي باب 
الإدغام» وغير ذلك وذكره أيضا ابن القاضي في "كتاب بیان الخلاف والتشهير "7 
ومن تقول المنتوري عنه في باب الراءات قوله: "وقال الطلمنكي في تأليفه في قراءة 
نافع : ْ 

" وقرأ ورش وحده إذا جاءت الراء وقبلها ياء أو كدر نحو قوله نعالى : 
"ميزات "والمحران" :و "الزات" 0 الراءء فيأتي بها بين اللفظين" ثم قال: "وقرأ ورش 
وحده" بشرر كالقصر "بين اللفظين" 

3 - كتاب الأصول لورش : 


رأيت النقل عنه في كتاب غير مذكور المؤلف للبتر الواقع في أوله. وهو بعنوان " 
كتاب في تعليل أصول قراءة نافع  "‏ قال فيه في باب تقل حركة الهمز لورش : 

" قال الطلمنكي رحمه الله في " كتاب الأصول لورش : " أوأمن " ” هي 
الواو التي نكونة لايع لمن يي ها قال O EE‏ 
العطف دخل عليها ألف الاستفهام» فبقيت الواو مفتوحة على أصلهاء ونقل الحركة إما 
يكون إلى سكون لازم» فاعرف الفرق في ذلك. 


'- بيان الخلاف والتشهير. وما وقع في الحرز من الزيادة على التيسير " لابن القاضي (مخطوط) والإشارة المذكورة إلى باب ميم 
الجمع منه فقد قال فيه مشيرا إلى رواية الإسكان لقالون: " وبه أخذء وعليه اقتصر ابن غلبون في التذكارء وكتاب الاختلاف» 
وابنه أبو الحسن في التذكرة والطلمنكي في تأليفه في قراءة نافع" . 

2- شرح الدرر الواسع للمنتوري مخطوط الخزانة العامة بالرباط- لوحة 262- 

- وقفت عليه بخط يد المقرئ الأخ السيد الطاهر بن مبارك العبدي أحد الشبان من قراء العشرين. 

“- يعنى في قوله تعالى " أو أمن أهل القرى " -سورة الأعراف. 

مو عمد بن علي الأذفوي شيخه. 

- يعني المرفين من سورتي الصافات والواقعة. 


م 


6 


437 


4-كتاب " المنية في القراءات العشر " : 


جاء ذكره في "هدية العارفين" ضمن ترجمة يبدو من السياق أنها لأبي عمر 
2 وإن دخلها ف المطبوعة تصحيف وتحريف ف نسبته واسم جده وسنة وفانه» فورد 

" الشلمنكي أحمد بن عبد الله ابن طالب الشلمنكي أبو عمر الأندلسي المقرئ (ت 
35 ( تشع وتلا فين وأريعمانة" له: *"المنية في القراءات العدره" ٠:‏ 


وبقطع النظر عن هذه التصحيفات والتحريفات التى هجنت الترجمة وأحالتها عن 
غايتهاء فإن نسبة الكتاب إليه بهذا الاسم تبقى غير مستوفية لشروط القبولء لا سيما في 
موضوع القراءات العشر, إذ لم يعرف فيها تأليف لأئمة الأندلس فيما وقفت عليه. 


5-كتاب رسم المصحف الإمام : 

م أقف على من ذكره له من أصحاب الفهارس والبرامج, ولكني وفعت على هول 
كثيرة منه عند أبي بكر بن أبي محمد عبد الغني المعروف باللبيب في كتابه “الو الت 
في شرح العقلية " للشاطبي. منها قوله " وقال الطلمنكي : " ذكر أبو عبيد وعطاء بن 
يسار © و بشار بن أيوب الناقط © أن طيف 9 في الإمام ثلاثة أحرف» ليس فيها ألف. 
وهو الأصح لاحتمالها قراءتين © : 


وقال في موضع آخر: وقال أبو عمر الطلمنكي : وكتبوا في جميع مصاحف أهل 
الأمصار في سورة الرعد " وسيعلم الكفر بغير ألف قبل الفاء ولا بعدهاء وكذلك رواه قالون 
عن نافع ول يقل أحد إنه كتب بالألف أصلا " . وقال في موضع آخر : "وقال 
الطلمنكي : إثبات الألف بعد السين من " ساحر " و " الساحر " أولى لقول نافع : 
إنه في مصاحف ل المدينة بألف بعد السين". 


وقالة اللي "قال أو عير أ خمد بن عمد الطتمتكى :")رايت ق کناب 
اللطائف في رسم الصاف التطاء بن مار © "يي" فاج با ف على ال صل :وها 


'-هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي 1 عمود 75. 

”-كذا ولا أعلم لعطاء بن يسار اهتماما بهذه المباحث التي هي من العلوم المحدثةء وعطاء بن يسار من التابعين» والظاهر أن 
المراد عطاء بن يزيد الخراسانى, وقد سبق التنبيه على هذا في اليحث الرابع في ترجمة حكم بن عمران صاحب الغازي بن قيس. 
وقد صرح أبو داود في "التنزيل " بنسبته فقال " الخراساني" . 

“عن علماء الرسم بروي كثيرا عن اسي عن الأعرج كما ف المقنع لأبي عمرو الداني ص 106-40-7-إلخ. 

“يعني قوله تعالى " إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا.." من أواخر سورة الأعراف الآية 201. 

"قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي "طيف"» بغير همز ولا ألفء والباقون بالألف والهمز " -التيسير 115. 

“-كذا في شرح اللبيب» وم أقف على اسم الكتاب في معاجم المؤلفات المعروقة ولا على نسبته لعطاء. 


438 


عداه بالواو إذا كان في موضع رفع, فإن كان في موضع نصب فهو بالألف خو قوله تعالى 
"نا ابني ين وقال في مكان آخر منه : 
" وقال الطلمنكي : " كان أصل الزكاة والصلاة والحياة ومشكاة والنجاة ومناق 

صلوة وزكوة وحيوة ومشكوة ومجوة ومنوة على وزن فعلة ومفعلة, فلما تحركت الواو في 
جميعهن بالفتح اتقلبت ألفا لانفتاحها وانفتاح ما قبلها طلبا للتخفيف, فإذا جمعت جمع 
سلامة رجعت إلى الأصلء فتقول صلوات وزكوات. إلخ“ وقال مرة أخرى ناقلا عن 
الطلمنكى عند ذكر "مال هذا": "المجة في قطع هذه اللام مما بعدهاء أنها ليست من 
الذي تلحقه وتدل عليه بمعناها الذي جعلت له . 

وقال في تقل آخر عنه: "قال الطلمنكي : لا أعلم لى "علة توجب رسمها 
بالياى إلا انباع الإمام © ١‏ 


اش 


ونقل عنه اللبيب في مواضع أخرى اكتفى منها بهذا لبيان موضوع الكتاب وقيمته 
ومكانة الطلمنكى من الرسوخ في هذا العلم أيضا والمعرفة المكينة بقضاياه ومسائل الوفاق و 
الخلاف فيه. 

ويبدو من خلال النماذج التي نقلناها عنه مقدار التقائه "بالمنهج الأثري عند 
"المدرسة الاتباعية " كما سوف نراها عن أبى عمرو الداني ورجال مدرسته بعون الله. 

6-كتاب الرد والانتصار : 


ذكره له اللبيب في شرحه على عقلية "الأتراب" للشاطبي» ويبدو أن محتواه داخل 
في الحملات العلمية التي خاضها ضد خصومه» ويبدو من النقل عنه أن قضايا تلك 
الحصومة قد توسعت حتى شملت علوم القراءة أيضاء وقد ذكرناه في كتبه في هذه العلوم» 
لأن اللبيب نقل عنه ما يدل على معالجته لطائفة من قضاياها فيه. فقال في موضع من 
الكتاب : 

"و قال الطلمنكى في "كتاب الرد والانتصار":" إنما كتبت الصحابة- رضي الله 


عنهم- بعض هزه الكلماتك TE BS ISU‏ 





2 المصدر نفسه. 
2- الدرة الصقيلة ( مخطوط ). 


نا " 


5ے يعني مثل 1 رسفت الله n‏ و ينا ن الله " وغوها هم رسم بالهاء بيبا "رحعة و نعمة" أو بالتاء في مواضع 


439 


لأن عدد ألفات القرآن على قراءة نافع مُانية وأربعون ألفا وسبعمائة وأريعون. فلو ثبتت 
هده الألفات كلها لصار المصحف كله ألفاتء وكذلك الواوات والياءات حذفن لكثرتهنء 
ولاستتقال حرفين متشابهين ف كلمة واحدة و ذلك أن ف القرءان العظيم خمسة وعشربن 
ألف واو وخمسمائة وستة» ومن الياءات خمسة وعشرين ألفا وتسعمائة ونسعة 

ويبدو من خلال الكتاب مقدار تضلع ١‏ لطلمنكي ف هذه العلوم, كما يبدو منه 
اعتماد المغاربة ف زمنه بصفة نهائية لقراءة نافع واعتبار رسمها خاصة ف المصاحف الرسميةء 
كما يتجلى من قيامهم بإحصاء ألفاتها وغيرها. 

7-تفسير القرآن : 

ولا ندري عن هذا التفسير شيئا سوى ما قيل عن حجمه بأنه "نحو مائة 
جزء"2, ولا بد أنه تضمن طرفا من اهتماماته في علوم القراءة» كما هو الشأن في عامة 
التفاسير الأندلسية التى وصلتنا. ش 

هذه على العموم أسماء المؤلفات التى استطعت التعرف عليها حاولت من 
خلا لها أن أبرز جانبا من جوانب شخصيته في هذه العلوم ومقدار تأثيره من خلالها في 
توجيه مسار القراءة وعلومها لهذا العهد الذي وصفته بعهد "التأصيل والنضج" استنادا إلى 
جهود هؤلاء الأقطاب في تأصيل أصول المدرسة المغربية في القراءة وعلومها عامةء وفي قراءة 
نافع خاصة, وعلى الأخص في الرواية المعتمدة والطريق المختارة عن ورش عن نافع. 

ولعلنا نستطيع تعليل قلة الاهتمام برواية مؤلفات هذا الإمام وضعف اعتمادها 
من لدن علماء القراءة بما سبق أن نبهنا عليه من ظهور مؤلفات ومصنفات لكثير من الأئمة 
الأقطاب أكثر استيعابا لتلك الموضوعات؛ كما أن مؤلفيها أوسع رواية في الغالب. وأكثر 
تخصصا وتفرغا لهذه المهام» وذلك لا يقلل من أهمية الطلمنكى في هذه المرحلة» بل يعطيه 
مكانته الرفيعة في نهج الطريق وتعبيدها للسالكين. ورسم المعالم الواضحة للمدرسة الأندلسية 
الجامعة في القراءة وعلومهاء هذه المدرسة الكبرى التي سيكون لها في النهاية الاستحواذ العام 
على الميدان كما سوف نرى من خلال مدارس الأقطاب بعون الله في حلقات تالية. 

أصحابه ورجال مدرسته ٠‏ 


كان أبو عمر موسوعي الثقافة -كما رأينا”. وهو وإن قيل عنه إنه اما 
ف علوم القرآن: قراءته وإعرابه وناسخه ومنسوخه وأحكامه ومعانيه ا رن ان" 
> لد المفيلة ويه 0 ( مخطوط ). 


لهات لسري ا 79377/1 رق 2 
2 3- طبقات المفسرين للداودي 79-1 ترجمة 72. 


440 


حافظا للسنن"ء " عارفا بأصول الديانات"» إماما من أئمة الفقه". فلذلك كان مقصودا في 
أكثر من علم وفن» ولهذا لا نستطيع نحن أن فيز في الرواة عنه بين طلاب القراءة وغيرهم 
ممن أخذوا عنه علوما أخرى, يضاف إلى ذلك أن كثيرا ممن ذكروا بالرواية عنه اشتهروا 
بالرواية أيضا عن كبار رجال القراءة في الأندلس وغيرها كأبي محمد مكي وأبي عمرو 
الداني وأبي عبد الله ب بن سفيان وغیرهم» ولذلك فسنكتفي في أصحابه بذكر المشهورين منهم 
بالقراءة دون توسع» لشهرتهم بالرواية عن أولئك الأئمة. 
فممن عرفوا بالرواية عن الطلمنكي : : 
2 أحمد بن محمد بن حريش- بفتح إلاء وكسر الراء وياء مد وشين معجمة-أبو 
عمر ٠‏ 1 
تقدم ذكره في أصحاب الأنطاكي» ويروي أيضا عن أبي عبد الله بن النعمان 
القروي نزيل قرطبة وصاحب ابن بدهن-كما تقدم-قال ابن عبد الملك : 
" وله إجازة فاا عمر الطلمنكيء » وهو ف عداد أصحابه, وكان من أهل 
العلم ال غ والعتاية العاقة به وتوق كو 400 مد 
خمد يعني اللصارى الو د الور 
من صخلت ي 0 بن سفيان صاحب الهادي من أئمة القيروان-كما سنرى-. 
وروى عن أبي عدر افلس 0 
-أحمد بن محمد أبو عبد الله ا : 
روى عن الطلمنكي جموعة مۇلفاتە (4 ی مرو ةوقال ابن الجزدي : "روى 
عنه بالإجازة وهو آخر من روى عنه في الدنيا" ©" وقال في ترجمته : "روى القراءات 


بالإجازة عن الداني والطلمنكى قرأ عليه ابن أخته شربح بن نحمدل. وروی عنه حمد بن سعيد 
بن زرقون بالإجازة, توفي سنة : 508„ 2 





- ترجمته في الذيل والتكملة 406/1 ترجمة 596. 
2-ذكره ابن خير في الرواة عن ابن سفيان باسم " محمد بن محمد" -فهرسة ابن خير 25-24, وقد نبه ابن الأبار على وهمه في 
التكملة في ترجمته - التكملة 24/1 ترجمة 55. 
*- التكملة 25/1 ترجمة 55- والذيل والتكملة السفر الأول القسم الثاني 534 ترجمة 806. 
“- يمكن الرجوع إلى فهرسة ابن خير 444-445: والغنية في شيوخ عياض 230. 
* - ذكر بعضها في فهرسة ابن خير 297-296-276 
“- ذكره في ترجمة الطلمنكى إلا أنه سماه محمد بن أحمد بن عبد الله الخولاني - غاية النهاية 120/1 
7 - ذكره فيها على الصواب باسم أحمد بن حمد-غابة النهاية 121/1 ترجمة 559. 


441 


-أحمد بن محمد 0 أو حمر التميعي الراوية : 
تواليف أبي عمر الطلمتكي وجميع رواياته يا عن موا وعنهيا ا ا اي خير 
في فهرسة ريات" 


-حاتم بن محمد الطرابلسى الراوية المشهور : 
من الرواة عن الكبار كابن سفيان والقابسي وأبي عمران الفاسي. وألف كتابا ف 
افا وله رواية عن الطلمنكي' ولا يبعد أن يكون قرأ عليه بقرطبة» وقد روى عنه 
طائفة من مصنفات الأئمة 
ف العربية والفقه وغير ذلك ومنها 0 كتاب الوقف والابتداء ا لأبى بكر محمد بن 
القاسم الأنباري(©. ١‏ 


- سليمان بن إبراهيم بن حمزة البلوي من أهل مالقة يكنى أبا أيوب : 

قال ابن بشكوال : "كان مجودا للقرآن عالما بكثير من معانيه» متصرفا في فنون من 
العربيةء حسن الفهم خيرا فاضلاء وكان لابنة أي عمر الطلمنكي. » وروی عنه كثيرا من 
روايانه ونواليفه. توفي بقرطبة سنة 3 مه (4 


- طاهر الأندلسي من أهل مالقة يكنى أبا الحسين 
ص فلم يرل بمكة إلى حدود الا انمالك وكان من انات 5 عمر الطلمنكي 
وملا زميه لقراءة القرآن وطلب العلم مع أبي حمد الشنتجالي» وأبي أيوب الزاهد إمام 
مسجد "الكوابين" بقرطبة» وجاور بمكة 0 وأقرأ على مقربة من باب "الصفا", وكان 
اله TE‏ 





1 فهرسة ابن خير 444-443-وروى عنه كثيرا من فهارس الأئمة كما مجده في قسم مجموعة التواليف التي رواها ابن خير آخر 
فهرسته. 

2 ذكره الذهبي في مروبات محمد بن خلف الداني من كتب القراءات مما قرأ به عليه أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز الشربشي- 
معرفة القراء 492/2 

ˆ - ذكره في فهرسة ابن خير 45-44 

“-الصلة 200/1 ترجمة 451 

'- التكملة 340/1 ترجمة 919. وأبو محمد الشنتجالي هو أبو عبد الله بن سعيد الآتي أسفله. 


442 


- الضحاك بن سعيد الثغري الأندلسى 

قال في الصلة: 7 قرأ على ا عمر المقرئ الطلمنكيء وأخذ عنه سنة 428 
ذكره أبو القاسم المقرئ 

وقال ابن الزبير في صلة الصلة : " قرأ على المقرع أبي عمر الطلمنكي أخذ عنه 
تدطابية ES Ls EO‏ 

قلت: هكذا جاء في طبعة الأوقاف المغربية بتحقيق الأستاذين الدكتور عبد السلام 

وما أرى إلا أن قوله "بسبتة" مقحمة من الناسخ إذ اشتبه عليه فكتب اللفظ 

مرتين وهو قوله " أخذ عنه سنة فقرأها" بسبتة " إذ لا يعلم أن الطلمنكي رحمه الله أقام 
بسبتة وقرأ عليه بها أحد. 

حعبد الله بن أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري الطلمنكي ولد المترجمء 

ابا ا بن الي حمر حه ين ون ي 
ويكنى أبا بكر : "روى عن أبيه كثيرا من روايته» وصحبه كثيراء وسمع أ يضا مع أبيه من 
جماعة من شيوخه» وقد أخذ عنه الناس» وحدث عنه أبو الحسين علي بن عبد الله الألبيري 
المقرئ 04 (© ١‏ 


ت ال ی ن لا اا ا © الطويل اطوارمكة:شرقها :الله : 


لمتكي وغيره دحل الشرق سنة 391 هھ سبع كك ورجع إلى قرطبة سنة 2433 


-عبد لان المعافري» يعرف بابن المؤذن من أهل طليطلةء يكنى أبا محمد: 


.روى عن أب عمر الطلمنكي وغيرهء "وكان من أهل العلم والفضل والخير» وكان 
الأفلت عليه اديت والآثار والآذاب والقسزاءات».وكان كر الكتب جلها ج" © 








'-يعني أبا القاسم بن عبد الوهاب الفرطبي صاحب " المفتاح في القراءات " 
“-الصلة لابن بشكوال 239/1 ترجمته 543. 

3- صلة الصلة : 88/3 ترجمة رقم 122. 

“- هو علي بن عبد الله بن فرح-سيأتي في أصحاب مكي. 

ك الصلة 269/1 ترجمة 591. 

“- ذكر في التكملة بلفظ " الشنتجالي " كما تقدم أعلاه. 

- الصلة 279/1 ترجمة 280 ترجمة 613. 

*- الصلة 279/1 -280 ترجمة 613. 


443 


- عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن فورتس» من أهل سرقسطة, 
يكنى أبا خمد روی عن أبيه وأبي حمد الباجي. وأجاز له أبو عمر الطلمنكي 
وغيره ( 495-424 ) (). 


- عبد الله بن سهل بن يوسف أبو محمد الأنصاري المرسى الأندلسى مقرئ 
الأندلس في زمنه» وأحد كبار رواة القراءات عن أثمتهاء قرأ على أبي عمر الطلمنكي وأبي 
محمد مكي وأبي عمرو الداني وأبي عبد الله بن سفيان-صاحب الهادي في القراءات-وأبي 
0 الأستاذ-صاحب القاصد-وغيرهم. ا في أصحاب أبي عمرو الداني لما قيل من 


" لازمه مائية عشر ا 


ويهمنا هنا أنه قرأ بالسبع على الطلمنكي بمضمن کتاب "الروضة في القراءات" 
ومن طريقه عنه أسند القراءة بمضمنه الحافظ ابن الجزري في كتاب النشر مع مجموعة من كتب 
وتوفي ابن سهل سنة 480 هم ©. 


الأئمة 


-علي بن عمر الزهري أبو القاسم اللورقي 

قال ابن عبد الملك: "روى عن أبي عمر الطلمنكي وأبي عمرو المقرئ» روى عنه أبو 
3 بن عبد الله بن مدي سنة 458. وكان مقرئا مجودا حافظاء واستقضي 
ببلده" 


- علي بن إسماعيل أبو الحسن بن سيدة اللغوي المرسي الضرير : 
عرض عليه بمرسية كتاب " الغريب المصنف " لأبي عبيد من حفظه 7 ' ولازمه 
كثيراء ورى عنه ججموعة : ل 
أهل قرطبة سكن أشبيلية يكنى أبا محمد. ترجم له في الصلة وذكر جماعة من شيوخه منهم 
أبو عمر الطلمنكي وأبو العباس الياغاني ونقل عن ابن خزرج قوله: "كان من أهل العلم 





'- - الصلة 289-288/1 ترجمة 236. 

*- ذكره أبو علي بن سكرة الصدفي ونقله ابن الجرري في غاية النهاية 422-421/1 ترجمة 1783. 

(- النشر في القراءات العشر 72-71/1. 

* -- انظر ترجمته في غاية النهاية : 422-421/1 ترجمة 1783. 

*- هو خلف بن عبد الله بن سعيد بن عباس بن مدير الأزدي الخطيب بالمسجد الجامع بقرطبةء روى عن أبي عمر بن عبد البر 
كثيراء توفي بقرطبة سنة 495.-ترجمته في الصلة 173/1 ترجمة 394. 

6--الذيل والتكملة السفر الخامس القسم الأول 271 ترجمة 533. 

”-. وفيات الأعيان 330/3 والدبياج 404. 

* --يمكن الرجوع إلى روايته عنه في فهرسة ابن خير 442. 


444 


بالقراءات» وذا حظ وافر من الفقه والأدب, متقدما في فهمه حسن الخط والأدوات» وتوفي 
يمدينة لبلة وهو حاكمها وخطيبها في عقت ان د 46 ومو 01999 





"روى عن أبيه وأبي عمر الطلمنكي وأبي محمد الشنتجالي» ورحل إلى اشرق 
وأدى الفريضة» وروى عن أن عمران الفاسى وغيره» وكان... عالما بالقراءات السب 
ET e‏ 

محمد بن عيسى بن فرج أبو عبد الله التجيبي المغامي الطليلي أحد الحذاق في 
القراءات: 

قرأ على الطلمنكي وعلى مكي وأبي العباس المهدوي وأبي عمرو الداني وجماعة 
وسيأتى التعريف به في أصحاب الداني لطول صحبته له واشتهاره بالرواية عنه» توفي ستة 
485 7 ْ 1 
-بحيى بن إبراهيم بن أبي زيد اللواتي المرسي المعروف بابن البياز المقرئ الجليل : 
من أكابر الرواة عن أثمة القراءات» قرأ على الطلمنكي وأبي محمد مكي وأبي عمرو 
الداني وأبي القاسم الخزرجي وأبي العباس المهدوي وجماعة وبأني مزيد من التعريف به في 
أصحاب أن عمرو وغيره» وتوفي سنة 496 (4). 

-يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري أبو عمر القرطبي الحافظ 

) 463-362 ( 

صاحب المؤلفات المطولة في فقه الحديث والآثار» روى عن الطلمنكي فهرسة مروياته 
و وریا قرأ عليه. 

وقد طغت شهرة ات عمر بن عبد البرفي الفقه والحديث على شهرته ف القراءة 
وعلومهاء مع أنه كان قد ضرب فيها به واف لتبل مشيشية: وعلى اده وله فيها أيضا 
مؤلفات منها كتاب "الاكتفاء ف قراءة نافع و أبن عمرو بن العلاء والحجة لكل واحد 








-- أ- ترجمته في الصلة 469/2 ترجمة 1015. 

- الصلة 272-270/2 ترجمة 1017. 

* ترجمته في الصلة 558/2 ترجمة 1265 حوغاية لانهاية 224/2 - 225 ترجمة 3344. 364 ترجمة 3818. 
“- ترجمته في الصلة 671-670 ترجمة 1478-وغاية النهاية/2. 

- فهرسة ابن خير 430-431. 


445 


PS‏ وكا "الات E SE E‏ وكتاب التجويد والمدخل إلي العلم 
بالتحديد” ”° وهو جزءان» وكتاب " القراءات " ©) أو "المدخل في القراءات" ١ء‏ وقد 
نقم ذكره ف الرواة عن أبي 0 خلف بن قاسم بن سهل بن الدياغ وروابته عله لكتاب 
ام " لابن أشغه ( 
هؤلاء هم أهم المشهورين بالقراءة من الرواة عنه» ولاشك أن عدد الرواة عنه سواء 
في القراءة أم في غيرها أكبر وأوفى مما جمعناء إلا أننا لم نقصد الاستيعاب, وإنا أردنا 
التمثيل لرجال مدرسته بالمشهورين منهم. 
وقد خلف في كل بلد حله من البلدان التى تقلب فيها ولا شك مجموعة من الرواة 
والأصحاب, إلى أن ألقى عصا التسيار ببلده طلمنكة حيث توفي رحمه الله في شهر ذي 
الحجة على الأرجح من سنة 429. 


وقد حكى أبو القاسم بن تقر الحجاري - أحد تلامذته - قال : "خرج علينا أبو 
عمر الطلمنكي يوما ونحن تقرأ عليه فقال : اقرأوا وأكثرواء فإني لا انجاوز هذا العام 
فقلت: وم؟ قال E‏ بت البارحة منشدا ينشدني : 


سوال ميو وري" EA‏ 


وهكذا كان أبو عمر الطلمنكى في طليعة هذه الصفوة من كبار من أنجبت البلاد 
الأندلسية في أواخر عصر الخلافة بها وخلال عهود الدولة العامرية وقيام ملوك الطوائف 
بالأطراف. فكان أحد الأئمة الأقطاب الذين مثلوا عهد التأصيل للعلوم الإسلامية في 
حواضر الأندلس» وخاصة في القراءة وعلومها حيث تبلورت في مذاهبهم وأعمالهم العلمية 
صور من النباهة والحذق ورسوخ القدم في هذا الشأن لم يتح نظيرها في البلاد لمغربية عموما 
قبل هذا العهد. ولا أتيح بلوغ مثل ذلك ولا قريب منه في العهود اللاحقة. 


'- ذكره له ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس - مجموعة رسائل ابن حزم 179-180 -وذكره الحميدي في الجذوة 367-369 
وذكر أنه جزء. 

*- فهرسة ابن خير 72 والجذوة 367-368 ترجمة 874. 

* - جذوة المقتبس 368-367 . 

“ - ذكره له في معرفة القراء 491/2 

*- كشف الظنون 2 ع 1644 

“-فهرسة ابن خير 24. 

- تقله ابن فرحون في الديباج المذهب : 39-40. 


446 


وفي الفصل التالي سنقف على صورة أخرى من صور هذا النبوغ ف شخص إمام 
آخر من أئمة القراء وأقطاب المدارس الخاصة لهذا لعهد من أصحاب المصنفات» وهو الإمام 
أبو القاسم الخزرجي القرطبي المعروف بالأستاذ صاحب كتاب " القاصد ف القراءت السبع 
١‏ خم الله كيين بالل عر وجل بق ادد والختام. 


447 


الفصل الثاني : 
أبو القاسم الخزر جي صاحب القاصد في القر عات 
ومدرسته في عاصمة الأندلس 


ومن أقطاب القراءة بالأندلس من نتاج مدرسة أبي الحسن الأنطاكي وطبقته أبو 
القاسم الخزرجى المعروف بالأستاذ. 

ترجمته 8 

قال ابن بشكوال في ترجمته في الصلة : 

"عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد الخزرجي المقرئ» من أهل قرطبةء يكنى أبا 
القاسم. 

" رحل إلى المشرق في جمادى الأولى سنة 380 ه, وحج أربع حجج. قال أبو 
علي الغساني: 

"سمعته غير مرة يقول : 


00 ےه 7 
مسحته . 


.. 


ST‏ 0 ين حسنون السامري 


"ومن شيوخه في الحديث أبو بكر أحمد بن محمد بن اع الت 2وا 
بن إسماعيل الضراب وغبرهم» ومن أهل:الأدب أبو مسلو الكايت: 020 د عن مو 
حدث عن أبي بكر بن الأنباري» "وأبو لحسن علي بن محمد الهروي النحوي 529 , وأبو 
أسامة اللغوي الهروي 277 . قال أبو القاسم : 


- '- في الأصل المطبوع ' "عبد الله بن المكسن» وما أثبتناه الصواب» وقد ترجمنا له في روافد مدرسة ورش. 

“-يشترك في الرواية عنه مع الطلمنكي» وهو حدث مشهور من أهل مصر يروي عن الإمام أحمد بن شعيب النسائي ( ت 303 ) 
صاحب السنن» ومن طريقه روى ابن خير كتاب السنن من بعض طرقه فيه -فهرسة ابن خير 115. 

هو أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي ( ت 399 ) وهو آخر أصحاب ابن مجاهد أيضا كما تقدم» ويأتي 
في شيوخ أبي عمرو الداني. 

“- من أهل هراة قدم مصر واستوطنهاء روى عن الأزهري, وهو أول من أدخل نسخة من كتاب , الصحاح 5 للجوهري مصر - 
فيما قيل- ووجدوا فيها خللا فهذ به وأصلحه. وصنف كتابا كبيرا في النحو, عدة مجلدات 
-ترجمته في إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي 311/2 ترجمة 493. 

ر هو جنادة بن محمد بن المسين الأزدي الهروي أبو أسامة نزيل مصرء أخذ عن الأزهري وغيره قتله الحاكم العبيدي في ثالث 
عشر ذي المحجة سنة 399. - معجم الأدباء 7 ويغية الوعاة 488/1 - 489 ترجمة 1011. 


449 


لقيت كل هؤلاء بمصرء ولقيت غيرهم بمكة وبيت المقدس والرقة البيضاء من أعمال 
العراقين, ونصيبين" . 


"ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زبدء وأبا الحسن القابسي الف ٠‏ ورا 
العابد©) وجماعة سواهم : 


"وقرأ بالأندلس على أبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي". 


"وتجول في المشرق نوا من عشرين عاماء وأقرأ الناس يجامع عمرو بن العاص أ 
)53 


"وقدم الأندلس في سنة أربعمائةء فأقرأ الناس بقرطبة في مسجده زماناء ثم نقله 
القاضي يونس بن عبد لله بن مغيث إلى الجامع بقرطبةء فواظب فيه على الإقراءء وأم في 
الفريضةء إلى أن توفي رحمه الله في شهر المحرم لسبع أو ست بقين منه ضحوة يوم الخميسء 
ودفن عشي يوم الجمعة بمقبرة بني العباس من سنة 446ه., وكان موته فجأة من غير علة 
دارت عليه» رحمه الله ونضر وجهه e‏ 

وقال أبو عمر بن مهدي کان أبو القاسم حرحمه الله -من أهل العلم 
بالقراءات» حافظا للخلاف بين القراء. مجودا للقرآن» بصيرا بالعربية, مع المج والخير 
والأحوال المستحسنة© 2 ء وكان يؤم مسجد " فائق " بالربض الشرقي ويقرى فيه ثم في 
مسجد "أبي علاقة" قرب "باب الجديد", ثم أجلس للإقراء بجامع قرطبة» وكانت مدة 
مقامه e‏ بالمشرق -أحدا وعشرين عاماء طلب فيها العلم وجود القرآن, نفعه الله 
ان 


قلت ومن أساتذته في القراءات من الشاميين ممن لم يذكرهم ابن بشكوال وغيره في 
ترجمته : عبد الجبار بن أحمد الطرسوسى - صاحب المجتبى في القراءات " -. قرأ عليه 
لابن عامرء وقد أسند ابن الجزري روايته من كتاب القاصد من هذه الطريق © ٠‏ 


م أقف على المراد به. 

-هو أبو محمد محرز بن خلف بن أبى رزين التونسى - ترجمته في ترتيب المدارك 265-2647. 

- يعنى بالفسطاط بكصر. 1 ١‏ 

الصلة 334-333/2 ترجمة 710. 

هو أحمد بن محمد بن خالد بن مهدي سيأتي في أصحاب مكي بن ابي طالب. 

“سجاءت عبارة ابن مهدي في معرفة القراء 330/1 " كان من أهل العلم بالقراءات: حافظا للخلاف, مجودا للأداءء بصيرا بالنحو 
مع الخير والحال الحسن". 

"- الصلة 333//2 -334 ترجمة 710. 

*- يكن الرجوع في ذلك إلى النشر 136/1. 


1 
2 
3 
4 


450 


مكانته * 


ويعتير أبو القاسم " الأستاذ " شيخ مشايخ قراء قرطبة» ولعله لهذا غلب عليه 
حاط هذ“ الب قلقب بالا سناد 


كما يعتبر من أزكى مار مدرسة أبي الحسن الأنطاكي شيخ مشايخ قرطبة» ولعله 
أوئق أساتذته الذين أخذ عنهم بالأندلس قبل رحلته» ول يذكر من أساتذته قبل رحلته 
سوام ولعله قرأ عليه بكل ماعنده و صحبه إلى أن توفي سنة 377 هم وتخرج عليه في القراءة 


a 1 :‏ 1( 
وغيرهاء وروى عنه في النحو مروياته ومنها كتاب الجمل لا بي القاسم الزجاجي' 


وق قبن عب موده على :رامن الأربعمائة من الهجرة» وأقام بقرطبة على الرغم 
من الظروف السيئة التي عرفتها منذ هذا التاريخ» إلا أنه-فيما يبدو-قد اعتزل الأحداث 
وعكف على البحث والتأليف والإقراءء ولعله في هذه الأثناء ألف كتابه الوحيد الذي يعرف 
له» والذي كان ځور مدرسته وأحد المصنفات الأمهات التى مثلت مذاهبه الفنية واختياراته 
في القراءة والأداء لورش وغيره» وهو ما أشار إليه أبو حيان في نصه الذي صدرنا به للباب 
بقوله : " وأقام صاحب " القاصد " بقرطبة يقرئ الناس بكتابه " . 

كتابه القاصد ف القراءات ١‏ 

هو الكتاب الوحيد الذي خجده مذكورا له في المصادر وكتب القراءت» ويه عرف» 
ولا أعلم له وجودا اليوم في لخزائن المعروفة» ويبدو أنه بقي معروفا إلى ما بعد الماثة 
التاسعة, وإن كانت القراءة بمضمنه لا تكاد توجد إلا عند الحفاظ المكثرين: 

فقد قرأ به أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز اللخمي الشريشي ثم الإسكندري المقرئ 
في جملة ما قرأ بمضمنه من الكتب الأربعة والثلاثين على شيخه عبد الله بن محمد بن خلف 
الدانى بأسانيده فيها إلى مؤلفيها2) وقرأ بمضمنه الحافظ ابن الجزري من طريق أبي حيان 
الأندلسى بسئده إلى يحيى بن البياز عن مؤلفه "° : 

وذكره صاحب كشف الظنون وسماه " القاصد في القراءة 








. (4) n 


وقد تتبعت أثره 2 كتب المغاربة وبرا نجهم وفهارسهم» وعلى الأخص عند المكثرين 
كأبي بكر بن خير وأبي عبد الله المنتوري في فهرسته الحافلة وأبي زكرياء السراج في فهرسته 





'- تقدم ذكر روايته تقلا عن عنوان الدراية للغبريني: 389. 
2- ينظر ذلك في معرفة القراء الذهبي 492-491/2. 

(- النشر 71/1. 

4 كشف الظنون لحاجي خليفة 5ع 2 


451 


وغيرهم» فلم أقف على رواية للكتاب في جملة المصنفات المعتمدة في القراءة من كتب الأئمة 
وأحسب أنه لولا تضمين المحافظ ابن الجزري له في كتاب النشر لضاع ذكره وذهب أثره فيما 
ضاع وذهب من تراث الأمة وذخائر علومها. 

القراءات والروايات التى قرأ بها على مشيخته مما تضمنه كتاب 
"القاصد" وذكره ابن الجزري في النشر : 

حاولت من خلال كتاب "النشر" لابن الجرري أن الف القراءات والروايات التي 
أخذها من الكتاب المذكور مما قرأ به أبو القاسم الخزرجي "الأستاذ" على مشيخته. 
فوجدت فيه القراءات والروايات التالية: 

1- قراءة نافع بن نعيم المدنى من رواية محمد بن ايوت بن شنبوذ البغدادي بسنده ( 
0 ي 

2 

- قراءة عيد الله بن كثير لمكي من رواية محمد قنبل» قرأ بها الخزرجي أيضا 

على أب أحمد ا من قراءنه بها على ا بكر بن مجاهد البغدادي بسنده المذ كور ف 
"كات a‏ 


3 - قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري من دواية أبي عمر الدوريء وقد قرأ بها 
على أبي أحمد من طريقين 23 : 

4- قراءة ابن عامر الشامي من رواية هشام بن عمار» قرأ به الخزرجى على ا 
القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسيء من قراءته بها على أبي أحمد السامري 24 . ولا 
أدري لم لم يقرأها على السامري نفسه؟ 

5- قراءة حمزة بن حبيب الكوفي, من رواية خلا د قرأ الخررجي بها على 5 
أحمد الطافري فة 

5 أ جد لابن الجزري أسند في النشر رواية ورش من هذه الطريق. كما بسند أيضا 
قراءتي عاصم والكسائي من طريق الكتاب المذكور فيما استقرأت. 


'- تفاصيل ذلك في النشر 104-103/1. 

*- النشر 119-118/1ء وسند ابن مجاهد في كتابه " السبعة في القراءات " 92 -91. 
*- النشر 128-124/1. 

“- النشر1 / 136. 

*- النشر 161/1. 


452 


ويلا حظ أن ابن الجزري ١‏ بسند أيا من هذه القراءات والروايات من طريقه عن أب 
الطيب بن غلبون وغيره من مشيخته المذكورين ف ترجمته» وستأتي طائفة من أسانيده 2 
رواية ورش وغيرها من طريقه في تراجم أصحابه مما قرأ به بعضهم عليه. 

إمامته وأقوال العلماء فيه : 

تقدم لنا 0 التحليات التي حلاه بها بها الرادية المقرئ او 0 بن مهدي (ت 
بالقراءات» حافظا لي مجودا للقرآن» بصيرا بالعربية.. 0 

وقال فيه الحافظ الذهبي : " مسند القراءات في زمنه ... قرأ على الكبار 

وقال ها لق الوق عات كام م00 

وكم كنا نود لو ظفرنا ب ببعض النصوص والنقول عن كتابه وعلى الأخص في مسائل 
الخلاف التي من شأنه أن يكون 1 فيها اختيارات تتعلق بالأداء مما اعتدنا أن خجده في قسم 
الأصول من الروايات وكتب القراءات» ولكنا نأسف لعدم وقوفنا على شيء من ذلك 
يساعدنا على معرفة و من مذاهيه واختيارانه. ومن الغربب خلو "كتاب 1 ب" الإقناع لل لأبي 
جعفر بن الباذش من أي ذكر لكتابه» أو لشيء من أقواله أو اختياراته» مع أنه أسند روايتي 
ورش وقالون من طريقه كما سيأتي- ورغم قلة الوسائط التي يروي بها من طريقه. 

وكذلك الشأن بالنسبة للنشر لابن الجزري فإنه وإن قرأ كضمنه. وأدرج اسم كتابه في 
جملة الكتب التي أسندها في قسم الأسانيد من النشرء وحلل طرقه استنادا إلى ما في 
الكتاب-كما أسلفنا-فإنه لم ير له ذكرا في مسائل الخلاف» ولا ذكر شيئا من اختياراته 
ومذاهبه في كتابه الحافل باختيارات الأئمة. 


ولعل التفسير الأقرب إلى القبول لهذا أن الكتاب-أعني القاصد-كان كتاب رواية 
فحسب» الس سوا م 
,“لون أي الطاهر بن خلفه و "لكاي" " ا بن شرد ",وکل ما تمع أن ول مز 


" الأقطاب ا ارت عليه عر الإقراء ينا ا e‏ انا أئمة الجماعة 


(2n 





- الصلة 334-333/2 ترجمة 710. 
- معرفة القراء الكبار 329/1 طبقة 10. 
*- غاية النهاية 397/1 ترجمة 1661. 


وشيوخ العصر» كما تدل على ذلك جلالة طائفة من الأصحاب الذين جلسوا إليه وانتفعوا 
بالرواية عنه من قراء عاصمة الأندلس وغيرها. 

أصحابه ورجال مدرسته : 

لقد تقدم لنا قول أبي حيان : " وأقام صاحب "القاصد" بقرطبة يقرئ الناس 
بكتابه» فقرأ الناس على هؤلاءء ورحلوا إليهم» إذ لم يكن ببلادهم من يضاهيه' ولا شك 
أن في قوله "يقرئ الناس", و "فقرأ عليه الناس" ونو هذا من العبارة» ما يشير إلى كثرة 
غاشيته من الطلاب بحيث يفوق عددهم الخصرء لا سيما مع طول التصدر الذي بلغ قرابة 
نصف قرن من الزمان. 

ونظرا لاشتراكه مع كبار الأثمة المتصدرين المعاصرين له في تخريج طائفة من أعلام 
الرواية في زمنهم فإننا سنقتصر في التعريف ببعضهم على الإشارة إلى قراءته عليه. لأن كثيرا 
من الرواة عنه سيرد في تراجم مكي والداني وأبي القاسم بن عبد الوهاب وغيرهم, وهؤلاء 
أهم من ذكروا بالرواية عنه : 
-إبراهيم بن محمد الأزدي المقرئ, من أهل قرطبةء يكنى أبا إسحاق : 

قال في الصلة: "روى عن أبي محمد مكي بن ابي طالب وأبي القاسم الخزرجيء 
وأبي العباس أحمد بن عمار المهدويء وأقرأ الناس بقرطبة مكان أبي القاسم بن عبد 
الوهاب 2 بعد موته مدة ستة أشهر وتوف بعده سنة 462 (2)3. 


' -أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق الخزرجي المقرئ» من أهل قرطبةء يكنى أبا جعفر : 
" دوى عن أبي القاسم الحزرجي المقرئ» وعن أبي عبد الله الطرفي المقرئ © 
ونظرائهماء وقرأ على مكي بن أبي طالب أحزابا من القرآن» وأقرأ الناس القرآن مدة 
طويلة» وعمر وأسن, قال ابن بشكوال : 
وجالسته وأنا صغير السن, وتوفي -رحمه الله-في ربيع الأول سنة 511 ه, ومولده 
سنة 421م (25: 


وفي غاية النهاية ما يفيد أنه قرأ على مكي أولا الأحزاب المذكورة قال : ثم قرأ 
السبع على عبد الرحمن بن الحسن الخزررجي 


'- نقله ابن الجزري في منجد المقرئين 26.. 

*- هو صاحب كتاب " المفتاح في القراءات " سياتي في الفصل التالي.. 
الصلة 96/1 ترجمة 214.. 

“- هو محمد بن أحمد بن مطرف وسيأتي في أصحاب مكي. 

*- الصلة 74/1 ترجمة 162. 


454 


بقي بن القاسم بن عبد الرؤوف نزيل أريولة» يكنى أبا خالد : ۰ 

قال في الصلة : " أخذ عن أبى محمد مكى بن أبى طالب المقرئ» والأستاذ أبى 
-أحمد بن محمد بن الحسن بن سعيد الخزرجى القرطبى ولد أخي ا القاسم الأستاذ. يكنى 
أب اجعفر: 

"تلا على عمه بن القاسم عبد الرحمن..وكان من كبار المجودين ومن بيت علم 
وإقراء). 
-جعفر بن عيسى الأموي من ساكنى قونكة» وصاحب الصلاة بقصبتهاء بكنى أبا اخم 

أخذ القراءات عن أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الخزرجي بقرطبة» وكان يقرئ 
القرآن ويسمع الحديث ويعلم العربية والشعرء وأخذ عنه أبو الأصبغ عيسى بن عبد الرحمن 
السالميء وتوف قريبا من الستين وأربعمائة 9 

5 8 ۶ 58 0 ا 

-الحسن بن عبيد الله 22 الخضرمى بن سعيد بن الحسن أبو على المقرع من أهل قرطبة : 

قال في الصلة: "روى عن أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرئ» ووجه الناس به إلى 
غرناطة, وأقرأ الناس بهاء ثم ولي القضاء بهاء ثم عزل عنه. وأقرأ الناس بالمسجد الجامع 
منها إلى أن توفي سنة 486 م ©) 

ا ب + لاع 7 

وقد ذكر ابن الجزري أنه " قرأ على عبد الرحمن بن الحسن الخزرجي . 

وهو من أهم طرق أبي جعفر أحمد بن علي بن الباذش في رواية ورش من طريق أبيه 
على بن أحمد بن خلف بن الباذش قال في الإقناع : 





أ- غاية النهاية 66/1ترجمة 287 

*- الصلة 116/1 ترجمة 279.. 

”- الذيل والتكملة السفر الأول القسم الأول ص 408 ترجمة 600. 

“- التكملة 239/1 ترجمة 632. 

*- الصحيح في اسمه " الحسن مكبرا " وفي أبيه أنه عبيد الله " مصغراء وبذلك وقفت عليه في مخطوطة " الإقناع" لابن الباذش 
بالخزانة العامة بالرباط المسجلة تحت رقم 6 ق ص 8-9. 

وفي النسخة المطبوعة من الإقناع بتحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش 62/1 ذكر الإسمين بالتصغير» ولعله نقل من غاية ابن الجزري 
التي جاء التعريف به فيها مضطربا أيضاء فذكره في ترجمة أبي القاسم الأستاذ باسم 

" الحسين بن عبيد الله 367/1 وترجم له فسماه " الحسن بن عبد الله " 219/1 ثم ترجم له ثانيا باسم 

" الحسين بن عبيد الله 243/1 ترجمة 1109ء وكلها لشخص واحد. 

“- الصلة 138/1ترجمة 315. 

7- غاية النهاية 243/1 ترجمة 315. 


455 


"وأخبرني أبي-رضي الله عنه-أنه قرأ القرآن أربع ختمات على المقرئ الخطيب أبي 
علي الحسين' ' ين عبيد الله بن سعيد بن المسن الحضرمي سنة خمس وخمسين وأريعمائق 
وأخبره أنه قرأ على أبي القاسم الأستاذء وقرأ أبو القاسم على أبي الطيب بن.غلبون22 . 
"وقرأ أبو الطيب على أبي إسحاق تاظع رين هد بن مروان» وقرأ ابن مروان... 
على أبي بكر عبد الله ب بن مالك بن سيف. .دقر ا سيف على أبي يعقوب يومف بن عمرو 
بن بسار 00 وقرأ على ايدان وقرأ ا 
, (4). 


ومن أهم أصحاب االمضرمى الذين أخذوا عنه الفقيه ابو بكر غالب بن عبد 
الرحمن والد أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية المحاربي. قال في فهرسته في ترجمة 


والده: 

"وقرأ القرآن بالقراءات السبع على الشيخ المقرئ أبي على الحسن بن عبيد الله 
المحضرمي وأجازه"). 
حخلف بن ابراهيم بن خلف بن سعيد الإمام أبو القا بن النخاس القرطبيء وبعرف أيضا 





ب "الحصار " وقد تقم ذكره في رواد الرحلات العلمية, وسيأ تي أيضا في أصحاب أي 
ا بن عبد د اليماب صاحب e‏ ف 00 


غاية النهاية © أ وإئما ل روا عنه في " كتاب الإقناع " 2 إذ قال ا ا 


ف روابة ورش : 


"وقرأت بها القرآن على شيخنا أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن خلف بن 
سعيد :إمام المسجد ال امع بقرطبةء والمقرئ الخطيب به-نضر الله وجهه-. وأخبرنى أنه قرأ بها 


(- كذاء ولصواب " الحسن" . 
*- الإقناع 62/1. 
ا نفسه 64-65 باختصار. 
“- الإقناع 67. وقرأ أبو جعفر بن الباذش أيضا برواية قنبل عن أبي كثير من طريق أبيه عن أبي علي الحضرمي وأخيره أنه قرأ 
بها على أبي ا الأستاذ -الإقناع 81/1. 
- فهرسة أبن عطية : 42-41. 
- الصلة 17411 -175 ترجمة 396-غاية النهاية 271/1 ترجمة 1227. 


456 


على أبى القاسم عيد الرحمان ابن الحسن بن سعيد الخزرجي المقرئ» يعرف 'بالأستاذ" سنة 
5 17). 

”عبد الرحمن بن محمد بن شعيب أبو محمد المقرئ من كبار أصحاب مكي بن أبي طالب- 
كما سيأ تى-أسند ابن الباذدش رواية قنبل عن ابن كثير من طريق أستاذه ا القاسم فضل لله 
بن محمد بن وهب الله عنهء قال : "وأراذ نی خط ابن شعيب له بتلا ونه ج جميع القراءات السبع 
عليه 8 خطه سنة 18 و أخارة ل يحمد أنه قرأ بها على أن القاسم الأستاذ سنة 
442 


-عبد الله بن سهل بن يوسف أبو محمد الأنصاري المرسى الأندلسى (ت 480 ) مقرئ 
EEE aa EEE EEE EGE EE EU EFE‏ 
الأندلس .٠‏ 

تقدم ذكره في أصحاب الرحلات العلميةء وفي الرواة عن الطلمنكى وغيره. وذكرنا 
هنالك روايته عن عدد من أقطاب الأئمة منهم عبد الرحمن بن الحسن الخزرجي أبو القاسم 
الأستاذ صاحب القاصد في القراءات. 
بن الحسن بن عبد الله أبو الحسن الحضرمى. قال ابن الجزري : 


ا على عبد الرحمن ين الحسن الزرجي» وعلى نعم الخلف بن محمد 
فر ابن عشر سنين-لنافع, قرأ عليه أبو خالد يزيد بق زفاعة 53 - وهو صبي- 
سنة 498 


يى بن إبراهيم أبو الحسين بن البياز اللواتي المرسي صاحب "كتاب النبذ النامية في 
أسانيد القرآن العالية". أشرنا في أصحاب الطلمنكي إلى قراءته على أبي القاسم الخزرجي 
وغيره» وسيأتي في أصحاب أبي عمرو الداني لاشتهاره بالرواية عن. 

ومن طريق ابن البياز أسند أبو حيان الغرناطي القراءات من كتابي التبصرة لمكي 
والقاصد لأبي القاسم الخزرجيء ومن هذه الطريق أسندها 0 الجرري في النشر سماعا 
للكاتبين وقراءة بمضمنهما بالسند المتصل بالقراءة إلى المؤلفين 








3 الإقناع 62-61/1), ويشير بالتاريخ المذكور إلى كونه من آخر من قرأ عليه لأن أبا القاسم الأستاذ توفي فجأة سنة 446ه. 
2- الإقناع 81/1. 

“- غاية النهاية 1743 ,91 121/1. 

4 هو نعم الخلف بن محمد بن بحيى الأنصاري من أهل غرناطة يكنى أبا القاسم» سيأتي في أسانيد أبي جعفر بن الباذش-ترجمة 
في الصلة 640/2 ترجمة 1404. 

'- هو يزيد بن محمد بن يزيد بن محمد بن يزيد بن رفاعة أبو خالد اللخمي الغرناطي. ترجمته في غاية النهاية 384/2 ترجمة 
3. ل 

“- غاية النهاية 531/1 ترجمة 2101. 

- النشر 71-70/1 


457 


هؤلاء هم أهم من وقفنا على ذكرهم من أصحاب أبي القاسم الخزرجي شيخ مشايخ 
القراء في زمنه» ومسند الأندلس في النصف الأول من المائة الخامسة, وأحد أهم امتدادات 
مدرسة أبى الحسن على بن محمد بن بشر الأنطاكى في البلاد الأندلسية والمغربية. 

وقد استعرضنا من خلاله ومن خلال مدرسة أبي عمر الطلمنكي مجالين هامين من 
المجالات التي استقبلت هذا التأثير, وتألق فيها وانعكس عنها الإشعاع الشامي الداخل إلى 
الأندلس عن طريق الرحلات العلمية والمصنفات المشرقية. وسوف نرى في الفصل الآ تي جانبا 
آخر من هذا الإشعاع متمثلا في المؤثرات الشامية التى دخلت إلى المنطقة عن طريق بعض 
أصحاب أبي علي الأهوازي وأبي القاسم الطرسوسي, وكان لها مكانها في المسار العلمي 
الذي سارت فيه القراءات في المغرب على العموم وقراءة نافع على الخصوص 

وسنقتصر من ذلك على قطبين اثنين كان لهما الشفوف الزائد على الأقرانء والتأثير 
المكين في مجال القراءة والإقراء» وهما أبو القاسم بن عبد الوهاب صاحب " المفتاح " وأبو 
الطاهر بن خلف صاحب " العنوان " مع عرض للكتابين واستعراض لأهميتهما وتأثيرهما 
في قيام " مدرسة " أصولية في الأداء تقترن باسمي مؤلفيهما رحمهما الله. 


458 


الفصل الثالث ٠‏ 
المدارس الأصولية الأندلسية وامتدادات المدارس الشامية فيها 
من خلال مدرسة القاسم ين عبد الوهاب-صاحب المفتاح 


البليغ. 

مدرسة أبي القاسم بن عبد الوهاب في قرطبة : 

ويعتبر أبو القاسم بن عبد الوهاب من أزكى تار هذه النهضة التي عرفتها المائة 
الخامسة. 


eT‏ قرأت تله عمل 5 اا ا بقرطبة يكنى 0 افا وأعئله 
من أشونة. 
مشي نه 2 
"ورحل إلى المشرق فحج» وسمع بمكة من انين بكر محمد بن علي المطوعي وغيره» 
" وقرأ بها القراءات على أبى على الحسن بن إبراهيم ‏ الأهوازي» وسمع بحران 
ي ابي يا و 
من أبي القاسم الزيدي الشريف ' '* وبمضر من أبي اسن الو ومن أبي العباس بن 
نفيس» وبميافارقين فارقين من أبي عبد اللدعمد بن أحمد القاس 240 وغو هوو 
1 1 20 
وزاد الذهبي واا اند وا عا ) پک¿ 2 





'- هو الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد أبو علي الأهوازي شيخ القراء بالشام» تقدم التعريف به في روافد مدرسة ورش من 
ا الشامية. - ترجمته في غاية النهاية 222-220/1 ترجمة 6. 
وسمع منه تفسيره ' شفاء ا ّ وهو 31 من ا وق عليه أبو القاسم الهذلي أيضاء مات ف سنة 4 في 
بعر القراء 315/1 طبقة 10-وغاية النهاية 572/1 ترجمة 2326. 

- هو أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي النحوي المصري. قرأ على أبي بكر الأذفوي عاش إلى ما بعد الأريعمائة. 
ترجمته ف إنباه الرواة 220-219/2 ترجمة 3 

“-كذا وم أقف عليه ولعلها عرفة عن " الفارسي " وهو " الكارزيني الآ تي 

“- الصلة 381/2 ترجمة 816. 


459 


قالون e‏ ووجدته 0 0 كتاب 37 " ينقل في الإظهار ا عن 
أبي علي البغدادي فيقول: حدثنا أ, E,‏ 


وقه اة ان الا :من رى ان عك "الوهاي راه قالون هن فاه بها على 
أب على الحسن بن محمد إبراهيم المالكي البغدادي المذ كور صاحب "الروضة في القراءات 
الإحدى عشرة" وأخبره أبو علي أنه قرأ بها على أبي أحمد عبيد الله بن أبي مسلم 
n"‏ (5). 
الفرضي 


5 أقف له على رواية عن أحد من مشيخة القراءة بالأندلسء مع أنه تخرج على 
أئمتهاء وهذا أمر شائع في قراء الأندلس لهذا العهد. فقل منهم من يسند القراءة من الطرق 
الأندلسية, وذلك لشدة تعلقهم بالرواية عن أهل المشرق كما سبق أن ذكرناء وكانت ولادة 
أبي القاسم سنة 3 وتوف في ذي القعدة سنة 461. ©). 


مروياتنه ف رحلته : . 

قرأ أبو القاسم بن عبد الوهاب على الكبار» فكان بذلك واسع الرواية كثير 
المرويات» وقد تنوعت مروياته بتنوع ثقافته, إلا أن أغلب اهتمامه كان بالقراءات وعلوم 
القرآن» ومن أهم مروياته في هذا الشأن: 
ش -كتاب شفاء الصدور" في تفسير القرآن لأبي يكر النقاش الموصلي» وكان 
الأندلسيون قبل دخول أبي القاسم به يروونه بإسناد فيه طول» قال أبو بكر بن خير: 


ثم قدم أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب المقرئ بعد ذلك 
فحدث به عن أبي القاسم بن محمد الزيدي عن النقاش» وكان سمعه 3 الزيدي بمدينة 
حران في غير أصلء ثم اقتنى منه بالأندلس نسخة مسموعة على التبريزي 7" وأسمع فيهاء 
وهى خخالفة لروايته... 


'- هو محمد بن المسين ترجمته في معرفة القراء 318/1. 
#-نفسه 366/1 
3- الإقباع 70-69/1 
“- كتاب المفتاح للمترجم سيأتي الحديث عنه. 
*- الإقناع 69-70/1. 
“- غاية النهاية 6/1. 
7“ هو أبو الحسن علي بن إبراهيم التبريزيء يروي تفسير النقاش عن أبي السين محمد بن أحمد الضبي المعروف بابن المحاملي 
عن أبي بكر النقاش مؤلفه. -ينظر السند في فهرسة ابن خير 57. 
“- فهرسة ابن خير 58. 


460 


ومن أهم مروباته ف رحلته من كتب ا 5 أب علي الأهوازيء ومنها 
"الإيضاح» والإفصاح» والموضح» والوجیز» ا 1 وأهمها كتاب الإيضاح الذي " 
جمع فيه أبو علي مائة وخمسة وخمسين رواية نزيد على ضعفها طرقا» كلهم مشهورون في 
التقل والضبط والإتفان 2). 


وقد تقدم ذكره والتنويه به في المصنفات الأمهات التي دخل بها رواد الرحلات 
العلمية. ١‏ 

القراءات والروايات التى قرأ بها أبو القاسم بن عبد الوهاب مما تضمنه 

ولأهمية الرواية عن أبى على الأهوازي باعتباره أحد كبار الأئمة الذين مثلوا 
المدرسة الشامية في القراءة في المائة الخامسة أوفى تثيلء وأهمية أبي القاسم بن عبد الوهاب 
ف وصل مدرسته بمدرسته» بل وصله من خلال اختياراته في أصول الأداء بالمدرسة المغربية 
الجامعةء نورد فيما يلى أسماء القراءات والروايات التى رواها عنه أبو القاسم كما ذكرها 
العلامة ابن خير في فهرسة ما رواه عن شيوخه. وهذه جملتها: 

1-الحروف التي اختلف فيها عن نافع ستة مشهورون بالنقل عنه. 

2-الحروف التي اختلف فيها عن ابن كثير سبعة مشهورون بالنقل عنه. 

3-الحروف التي ا ختلف فيها عن ابن عامر ستة مشهورون بالنقل عنه. 

5-الحروف التي | ختلف فيها عن حمزة سبعة عشر راويا مشهورون بالنقل عنه. 

6- الحروف التى اختلف فيها عن الكسائى إثنا عشر راويا مشهورون بالنقل عنه. 

7المروف التى اختلف فيها عن أبي عمرو بن العلاء ستة مشهورون بالنقل عنه. 

8-وعن يعقوب بن إسحاق الحضرمي عشرة رواة مشهورون بالنقل عنه. 

9-ذكر شرح ما عالق و ت كيك السو بن خسن ای الک آنا 
عمرو بن العلاء من طريق أبي عمر الدوري عن حيى بن المبارك العدوي عنه. 

0-ذكر شرح ما خالف فيه حميد بن قيس الأعرج المكي أبا عمرو بن العلاء 
البصري في قراءته بالهمز والإظهار من طريق أبي عمر الدوري عن اليزيدي عنه. 





'- ذكر هذه الكتب له الإمام الجعيري في ترجمته في آخر " كنز المعاني ". 
2- ذكره الجعبري في كنز المعاني في التراجم التي ختم بها الكنزء وقد تقدم تقل قول الإمام المنتوري عنه أنه يحتوي على ثلاث 
وستين رواية عن السبعة. 

461 


قال ابن خير: "وكل ذلك مجموع في سفرين» تأليف الشيخ الحافظ أبى على الحسن 

بن علي بن إبراهيم بن يزداد المقرئ الأهوازي حرحمه الله وجميع الرواة المذ كورين ف هذا 
التأليف عن الأئمة القراء العشرة المذكورين فيه اثنان وسبعون راويا. وجميع الطرق المسماة 
التاليف المذ كور" : 

ثم ذكر ابن خير سنده بها إلى المؤلف من طريق عبد الوهاب بن محمد صاحب 

1 4 ٤ 34 n 

الترجمة المذ كور رواية عن أبى علي اا 

-ومن مرويات أبى القاسم بن عبد الوهاب عن شيخه أبى على الأهوازي رواياته 
وطرقه في القراءات السبع» وسيأتي ذكر طائفة منها في تراجم بعض أصحابه. وقد ساق ابن 
الباذش في الإقناع له عنه روايات كثيرة. 

مكانته العلمية : 

لقد لمس القارئ الكريم وأدرك أهمية هذا الإمام الجليل والقارئ الراوية الكبير. 

ولعلنا باستعراض قائمة مروياته من القراءات والروايات التى تضمنها التأليف 
الذي ذكره ابن خير للأهوازي دون أن يعين اسمه, نستطيع أن ندرك سعة علمه وروايته ومبلغ 
اطلاعه على مذاهب الأئمة ومسائل الخلاف بين القراءء الأمر الذي يبوئه المكانة التي 
يستأهلها بين أقطاب المدارس المؤصلين للقراءة لهذا العهد بالبلاد الأندلسيةء ويجعله مهطعا 
لطلاب هذا الشأن في قاعدة البلادء كما أشار إليه أبو حيان في النص الذي صدرنا به 
للكتاب بقوله في تعداد الأئمة المتصدرين لإقراء السبع من رواد الرحلة العلمية: 

"وأبو محمد .22 عبد الوهاب صاحب " كتاب المفتاح ". 

ولقد شهد له بإمامة هذا الشأن غير واحد ممن ترجموه» فقال فيه ابن بشكوال: 
رطفا خم ا لط و اتاخ ى وه 

وقال الحافظ الذهبى : "وبلغنا أنه كان عجبا في تحرير هذا الشأن ومعرفة فنونه" 
4( 3 : 

'ؤقال اطافظ ابن ری مقر خرن أسقاة امل مقن گر وان 00 


'- فهرسة ابن خير 38-37. 

2- كذا ذكره ابن الجزري في منجد المقرئين نفلا عن أبي حيان» والمشهور في كنيته " أبو القاسم". 
3- الصلة 381/2 ترجمة 816. 

“- معرفة القراء الكبار 366/1 طبقة 11 ترجمة 33. 


462 


ولا أدل على مكانة أبي القاسم بين أئمة زمنه من مصنفاته التي ضمنها رواياته 
واختياراته» ولذلك ناسب المال أن تتوقف عندها قليلا مع نوع من البسط والتعريف بكتابه 
" المفتاح ع الذي يعتبر حتى الآن الأثر الوحيد الذي يعرف له في الخزائن» وتوجد بعض 
آثاره الأخرى-كما سيأتى-لا يعرفها أكثر الباحثين. 

مؤلفانه وآثاره : 

م أقف على ذكر لؤلفات 2 القاسم بن عبد الوهاب عند أحد ممن ترجموا له 
وإعًا يذ كرون له فقط كتاب " المفتاح ٠"‏ ويه اشتهرء إلا N‏ 
وكتب القراءات وقفت على نقول كثيرة عن مصنفات أخرى له مفقودة حالیاء وبظهر من 
كتاب المفتاح الذي ذكر فيه المؤلف بعضها أنها كانت أوسع منه وأوفر مادة» وهذه بعض 
كتبه وما وقفت عليه من النقول عنها أثبتها لما فيها من فوائدء لتضمنها طائفة من توجيهاته 
واختياراته في مسائل الخلاف. فمنها : 

1-كتاب البيان في أصول قراءة نافع : 

ذكره لنفسه في باب " الإمالة " في فصل الراء اكسورة المكررة من "كتاب 
المفتاح" فقال: وقد ع مذهب ورش في اللامات والراءات في ' الكتاب المفيد ",2 " 
وفي : الكتاب الوجيز" وف كتاب " البيان في أصول قراءة نافع..' 

ومن عنوانه يتبين موضوعه. والظاهر أنه أهم كتبه التي ضمنها أصول هذه 
القراءة» واختياراته فيها. 
2-كفاية الطالب ومدونة الراغب في تعليل القراءات | 





ذكره له المنتوري في فهرسته بهذا العنوان» وقال :"ويسمى أيضا" بزجر النابح وري 
اا لأنه رد في أوله على من اعترض على كتاب "المفتاح" . 
ثم ذكر المنتوري سنده به فقال قرأت بعضه تفقها على شيخنا الأستاذ أبي عبد الله 
محمد بن محمد الفيجاطي وأجاز لي جميعهءوحدثني به عن الأستاذ بي عبد الله محمد بن 
محمد بن بيبش عن الأستاذ أبى جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير» عن الراوية أبي المسن 
على بن محمد الشاري .22 عن أبى محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله الحجري. عن 
المقرئ يحيى بن خلف ب الوق يع E CSE AE‏ 


ا يي ور ي ي ي يي 


- غاية النهاية 482/1.ترجمة 4 
“- سياتي في مشايخ الإقراء والرواية بسبتةء وكذلك المذكورون معه في السند.. 
- فهرسة الإمام ا منتوري (خطوطة) ص 13-12 باكرانة الحسنية بالرباط رقمها 1578 


463 


وقد اعتمده المنتوري كثيرا في شرحه على الدرر اللوامع لابن بريء وتبعه أبو زيد 
بن القاضي في تلك النقول في " الفجر الساطع في شرح الدرر اللوامع " له. 

- فمن تفولهما عنه في باب البسملة قوله في الكفاية المذكور : 

أجمع القراء أهل. (' ' الأداء على الاستفتاح بالبسملة في أول " الحمد".2) إلا 
ما روي عن بعض المصريين عن ورش فيما قرأت على على الشيخ أبي علي الأهوازي بمدينة 


دمشق» فإني قرأت عليه ختمات كثيرة لا أحصيها لورش من طريق المصربين» فلم يأخذ علي 
بالبسملة في فاتحة الكتاب".() 


-ومن ذلك ما نقله عنه المنتوري في باب المد عند ذكر مد "عين" في فاتحتي مريم 
ا ابن عبد الوهاب في "كفاية الطالب" : "وأما مد الياء من "عين" في 
"هيعضو و عمو" فدون مد الياء من هجاء " ميم" وإن كانا قد اتفقا في بجيء 
الشاكق مه 09 اطركة فن الماء من "ع ھج عن هرا ا انت درف 
لين فلذلك ضعفت في المد وتقصت.4) 


-ومن ذلك في الباب نفسه عند ر "شيء" و '"أسوء " قال المنتوري: 
"قال ابن عبد الوشاي يق کا ورأيت بعض القراء ينكر المد في الياء 
والواو إذا انفتح ما قبلها لورش» ولا يرى ذلك وبه 3 2 قرات على حذاق شیوخی» وهو 
جائز عندهم» لأن فيهما ليناء وإذا كان كذلك لم يمتنع المد فيه لمجيء همزة ملاصقة له ©) 


وبظهر من بعض ما نقل المنتوري عن الكتاب أنه صغير الحجم. فقد قال في باب 
الروم والإشمام : 
" وقال ابن عبد الوهاب في "كفاية الطالب " : وكل من ذكرت من القراء في هذا 


" ال " قرأ " نامنا " a‏ ب الماك يمد أن Ey‏ ومن قبل أن يستكمل 


'- في الفجر الساطع "من أهل". وما أثبته عن " شرح المنتوري " ( مخطوط ) . 
- في الفجر الساطع " الممد لله". 
”- نفله المنتوري في شرح الدرر اللوامع ص 47 مخطوطة الخزانة العامة بالرباط رقم 519. 


نفس المصدر. 
“+ نفس المضدر: 
ع أي بالمد 
i 1 6‏ 
- شرح المنتوري ص 105 من المخطوطة المذكورة. 
- يعني قوله تعالى في سورة يوسف : " مالك لا تامننا على يوسف وإنا له لناصحون". 
8 


- شرح المنتوري نسخة اخزانة العامة ص 407. 


464 





4-كتاب المفيد ف القراءات 8 


ولعله أوسع كتبه وأكبرها حجماء وقد ذكره وأحال عليه مرات فى كتابه " 
5 ا ج 


وقد نقل عنه المنتوري وابن القاضي نصوصا كثيرة في أبواب عديدة من الأصول في 
شرحيهما على الدرر اللوامع. 

-ومن ذلك ما جاء عندهما في الحديث عن الفصل بالتسمية بين السور المعروفة ب 
' " الأربع الزهر " 3 ). وبين ما قبلهاء ولفظ المنتوري : " وقال ابن عبد الوهاب في 
"المفيد" : وكان الأهوازي وغيره من الحذاق يختار لمن فصل أن يستمر على فصله» ولمن ترك 
أن يستمر على تركه "قال المنتوري : 


"وذكر في "كفاية الطالب" أن حذاق شيوخه كانوا يختارون ما ذكر عن الأهوازي) 
5 ٍ 


- وتقل في باب الوقف بالروم والإشمام قوله :" كان شيخنا أبو علي الأهوازي 
يأخذ للقراء كلهم بالروم والإشمام-قال-: وقال لئ : كان ابن مجاهد يختار ذلك وبه كان 
يأخذ عن الجماعة وهو اختياري ليعرف ما عند القارئ من معرفة الإعراب ™. 


ويتجلى ما ذكرته من كونه قد بسط أصول المسائل في هذا الكتاب من طائفة من 
الإشارات المفيدة لذلك ف كتاب المفتاح» كقوله فيه ف ذكر وقف حمزة على الهمز:" وقد 
ذكرت وقف حمزة في "الكتاب الوجيز" وفي "الكتاب المفيد" بأبين من هذا ©). 


وكقوله في سورة النجم عند ذكر "عادا الاولى":"وقد ذكرت المسألة بأبين من هذا 
ا 


أ- سيأتى في نهاية سلسلة مصنفاته. 
*- من تلك الإحالات في المفتاح ذكره له في " باب مذاهبهم في الروم والإشمام عند الوقف", وفي " ذكر وقف حمزة على 
الهمز", وني آخر " باب الراءات"» وفي فرش الحروف بآخر سورة النجم. 
- هى ما بين المدثر والقيامة, وبين الانفطار والمطففين» وبين الفجر والبلدء وبين العصر والهمزة. 
4 شرج المنتوري ص 46 من مخطوطة الخزانة العامة. 
“- شرح المنتوري ص 341 - 342. 
“- المفتاح في القراءات لوحة 27 من المخطوطة الآنية . 
- المفتاح 93. 


465 


5-كتاب الموضح : 
ذكره له الحافظ ابن الجزري في ترجمة أبى على الأهوازي شيخه في سياق تسميته 
لأصحابه فقال: "وأبو القاسم عبد الوهاب بن عبد الوهاب بن محمد القرطبي ‏ مؤلف 
كنات "| ب (rm‏ 57 
ب الموضح . 


وذكر بعض الباحثين في التراث القرائى وجوده مخطوطا ببعضص المكتبات المشرقية حت 
عنوان : 

(3) n 5 5 ۳" 

6-كتاب الوجيز : 

عو كنات و أن اناي ايه كدابع شوق ابل علق "الأ فوا اوقد احا على 
كتابه الوجيز في المفتاح مرات عديدة, مما يدل على أنه كتب قبله» وفي تلك الإحالات ما 
يدل على أنه أوسع مادة من المفتاح. 

فقد ذكره عند 25 >" هزؤا" و كفۇا" ف فرش الحمروف من سورة البقرة» حيث 
أورد مذهبين لمزة ف الوقف عليهما وقال:" والمذهب الثانى / أذكر في هذا المختصر رواية 
زتهت الي و الكنات الع 90 

وقال في أول سورة الحمد عند ذكر "فرش المروف " متحدثا عن مذهب حمزة في 
إشمام " الصراط". 

"في هذه المسألة خلاف يطول المختصر باستيعابهاء وقد ذكرت بعض ذلك ف 
"الكنا ا (6m,‏ 

ب الوجير )2 . 


وممن تقل عنه من المتقدمين أبو جعفر بن الباذشء فقال في كتاب " الإقناع" في " 
باب مذهب حمزة وهشام ٤‏ الوقف على الهمز" متحدثا عن الهمزة الساكنة: " وقال 


'- كذا جاء ترتيب نسبه في الغايةء والصواب عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب كما تقدم. 

- غاية النهاية 222-221/1 ترجمة 1006. 

- يوجد مخطوطا في مكتبة رضا برامبور بالهند تحت رقم 8123 بعنوان " الموضح في التجويد" من تأليف عبد الوهاب بن محمد 
بن عبد الوهاب القرطبي ( ت 461ه) -ذكره غانم قدوري الحمد في مقدمة تحقيقه لكتاب " التمهيد" لابن الجزري ص : 37. 

“- يوجد " الوجيز" للأهوازي مخطوطا بخزانة " دار الكتب بالقاهرة تحت رقم 169- وبخزانة الجامع الكبير. بصنعاء تحت رقم 
7 -ينظر "فهرس مخطوطات علوم القرآن" نشر المجمع الملكي بالأردن 79/1 رقم 34. 

- مخطوطة المفتاح-لوحة 35. 

“- المفتاح-لوحة 33. 


466 


عبدالوهاب : في "كتاب الوجيز": "جميع من ترك الهمزة الساكنة فإنه يبدل منها إذا انفتح 
ما قبلها ألفاء وإذا انضم SPE‏ اليد 

وذكره التجيبي في بعض التراجم التي استدركها على ابن عبد الملك المراكشي في 
ترجمة محمد بن أحمد بن محمد بن 3 بن عبد الرحمن الأزدي الأشبوني» فقد جاء 
فيها أنه: "تلا بالعشر: السبع ويعقوب وابن مجبرك ' وابن القعقاع» حسب ما تضمنه 
"الوجيز" لأبي القاسم بن عبد الوهاب على الخطيب أبي جعفر بن یی فياعرضين 7 

ومن هذا الخبر يتبين أن الكتاب في القراءات العشرء إلا أنه استبدل منها بقراءة 
"خلف العاشر" قراءة عبد الرحمن بن محيصن المكى فذكر هذه دون تلك على خلاف ما هو 
معروف في كتب المتأخرين. ١‏ 

تلك هي أسماء مؤلفاته التي استطعنا التعرف عليهاء وهي مؤلفات كان لها أثرها 
في دعم الدراسات القرائية المقارنة ويلورة أمهات مسائل الخلاف بين مدارس الأقطاب» وقد 
اكتسى منها صبغة الأهمية بصفة خاصة كتاباه " المفيد" و"كفاية الطالب", فكثر النقل 
عنهما في ردح ابن بري كشروح المنتوري وابن القاضي ومسعود جموع السجلماسي 8 
الفاسي 0 نسع النقل عنهما أو الإحالة في كتب ابن القاضي خاصة ومنها كتاب ' 
الإيضاح 5 " 7 وغيره. 

وأما في مجال الخلاف عن القراء السبعة فقد صار كتابه " المفتاح" في الآفاق فاقترن 
اسمه باسمه حتى كاد لا يعرف إلا به فيقال " ابن عبد الوهاب صاحب المفتاح " وهذا 
تعريف موجز بالكتاب : 
كتاب "المفتا " ,"و قيمته العلمية : عرض للكتاب و تقديم موجر لمحتوباته. 
كتاب "المفتاح" عق أشهر كدب اف القاسم بن عبد الوهاب في القراءات السبع» 
وعليه تقوم شهرته عند المتأخرين في الغالب» وهو من الكتب الأمهات المعتمدة عند أئمة 
القراءء ومصادرهم في دراسة مسائل الخلاف بين "الأقطاب". ولذلك ظل معتمدا في الرواية 
والإقراء عند المكثرين إلى ما بعد المائة الثامنة. 








أ- الإقناع 415/1. 

2- كذا ولعلها مصفحة عن "ابن حيصن". 

7- الذيل والتكملة-الملحق المنشور بذيل المجلد 6 ص 505-506 ترجمة 1294. 
“- له على الدرر كتاب " الروض الجامع” وسياتي في شروحها. 

"- ينظر باب البسملة منه. 


467 


وقد أسنده الإمام المنتوري بسند أندلسي منه إلى مؤلفه» فقال في فهرسته : 


اكرات قو لها على بحيكنا لمعت او على ال سويز عم os‏ 


رم IG‏ ' عن 


الله الأ زد ا “عن الاد أ ا 


و ار 

ولعله بسبب شهرته وتداوله قراءة وإقراء بمضمنه أفلت من المصير المؤل الذي صار 
إليه أكثر تراث هذا العصر بالأندلس با فيه تراث المؤلف نفسه. فوصل إلى زمننا محفوظا في 
بعض الخزائن؛ فأمكن لنا أن نتعرف عليه © 

وقد وقفت على مصورة منه تعود نسختها إلى المائة السادسة. وأصلها محفوظ 
بالمكتبة الوطنية بمدريدء وهذا تعريف موجز بالكتاب وتقديم لمحتوياته استنادا إلى المصورة 
المذكورة ٤‏ التنبيه على صعوبة القراءة فيها وتعذرها في بعض اللوحات بسبب رداءة الأصل 
أو 


- هو أبو البركات البلفيقي من رواة الدرر اللوامع عن ناظمها أبي الحسن بن بري» وسيأتي في أصحابه. 

- من المتصدرين بسبتة كما سيأتي. 

"- سياتي أيضا في مشيخة القراءات بسبتة. 

0 مشهور وراوبة كبير من أصحب أبي الحسن شريح وكبار رواة العلم بسبئة وسيأتي. 

- ر المنتوري ص 12 من خطوطة الحزانة الحسنية رقم 1578. 

“- ذكر مفهرس " الفهرس الشامل للتراث الإسلامي المخطوط" - مخطوطات القراءات 87/1 نشر المجمع الملكي الأردني-وجود 
كتاب "المفتاح مخطوطا في المكتبة الوطنية بمدريد تحت رقم 49 وأوراقه 1 وتاريخ نسخه 543 ه وأشار إلى فهرسة المكتبة 
المذكورة 23/1. وذكر منه نسخة أخرى بدار الكتب بالقاهرة ورقمها 20126 ويأوراقها 99 تاربخ كتابتها 1315. وأشار إلى 
فهرس الدار 86-85/3. 
وذكر الدكتور مصطفى الصاوي الجويني في كتابه " أعلام الدراسات القرآنية في خمسة عشر قرنا" ص 135 وجود نسخة منه 
بدار الكتب-يعني المصرية-رقمها 19669 ب أوراقها 104ء نسخت في سنة 534. 
ومن المقارنة تبين لي أن ما ذكره الدكتور الصاوي بنطبق على نسخة مدريدء فلعل نسخة دار الكتب مصورة عنها. 

”-أرسل إلي بنسخة مصورة عن مخطوطة مدريد الأخ الكريم حازم سعيد حيدر من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة-شكر الله له- 
بعد أن صورها عن مصورة بعض أساتذته القاطنين ب " جدة". 
وكان قد بلغني حصول أستاذنا الجليل الدكتور الراجي التهامي الهاشمي على مصورة من "المفتاح " وأعارها لطالب من " 
الدراسات الإسلامية" بالكليةء ولعله يتهيأ لتحقيقهاء فطلبت من الأستاذ إمدادي بورقة أو ورقتين من أول " المصورة". فوعدني 
بذلك -شكر الله له-. وقبل أن أتوصل بمراسلة الأستاذ وهلتني الصورة كاملة من الأخ حازم سعيد الفلسطيني المذ كور ثم 
وصلتني مراسلة الأستاذ بعد أسبوع من ذلك وفيها صورتان من الورقة الأولى والثانيةء وصورتان من الخاتة, فقارنت بين الصور 
وبين المصورة الكاملةء فإذا هي هي. أي : عين النسخة الموجودة بمدريدء مع فرق ملحوظ في وضوح التصوير في الصور التي بعث 


468 


ف "اللوعة الأول من المصورة عنوان الكتاب خط بارز هكذا "كتاب المفتاح في 
اختلاف القرأة السبعة المسمون7! 2 بالمشهورين". إملاء الشيخ الجليل الحافظ أبي القاسم عبد 
الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب المقرئ رضن الله عنه» ورضي الله ع عاق | ا 


وفي اللوحة الثانية منها ما يلي : " هذا الكتاب للعبد الفقير المهاجر إبراهيم 
الحكيم نفعه الله ثم لمن شاء من المسلمين بعده". وأول النسخة في اللوحة الثالثة بعد 
التسمية والصلاة: 

قال الشيخ الجليل الحافظ أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب المقرئ 

"الحمد لله المستجد 27 بآلائه. المنفرد بعظمته وكبريائهء الواحد في سمائه. العدل في 
قضائه. المحتجب عن خلقه بفردانيته» المستأثر بالبقاء في صمدانيته» أحمده على السراء من 
نعمائه. وأشكره على المكروه من بلا ئه» وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن 
محمدا عبذه ورسوله. ختم به النبيئين» وبعثه إلى الخلق أ جمعين» بشيرا لمن اهتدی» ونذيرا لمن 
كذب وأبی» صلی الله عليه وسلم أبداء دائما مرددا. قال أبو القاسم: 

"سألتم-وفقنا الله وإياكم لطاعته. وجنبنا وإياكم معاصيه-أن أمل عليكم كتابا 
مختصرا فيما اختلف فيه القراء السبعة المسمون بالمشهورين دون غيرهم من الأئمة كرا 
الذين قرأت بقراءتهم في مجوالي بديار المشرق» 3 ف "الكتاب الوجيز" 5 
وأن ألخص لكم أبوابه» وأقرب عليكم فصوله وأ..ءء ..ءغباراته. 22 ليكون مفتاحا لک 
لفظ "كتاب الوجيز' ' وغيره من كتبي. 

وقد أجبتكم إلى ما رغبتم وبيان ما طلبتم» ورجاء ثواب الله وما يزلف لديه". 

ثم تحدث عن استغنائه عن ذكر أسانيده في الكتاب فقال: 

"وبعد فإني رأيت أن لا أذكر فيه الأسانيد التي أوصلت إلينا القراءات» كراهية 


أن يلوك بها المختصرء ا ا عل المختصر من كتبي» والله بفضله يسهل 
البغية» وبؤيد منه بالعصمةء ويعفو عن الزللء في القول والعمل» وهو حسبنا ونعم الوكيل. 


إلي بها الأستاذ-جزاه الله خيرا-, وكان إرسالها إلي بوساطة أحد طلاب الدراسات الإسلامية المجتهدين-بكلية آداب الرباط-الأخ 
عزوزي حسن -شكر الله للجميع. 
-١‏ كذا والصحيح " المسمين" صفة لمجرور. 
د آمين موضع كلمة لعلها " يارب " بدليل لفظ " العالمين " بعدها. 
- غامضةء وصورتها "المستحق". 
ا بالأصل. 
- في الفراغ المتروك موضع كلمتين إحداهما في آخر سطر من الورقة والثانية في أول الصفحة الأخرى منها. 


469 


" وها أنا مبتدئ-إن شاء الله-" بباب الاستعاذة والبسملة". ثم " الأصول" بابا 
باباء ثم "فرش الحروف", وإلى الله تعالى أرغب وإليه أفزع أن يعينني على ما نويت» 
ويقويني(! على طاعته إذا ونيت» ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيه".2): 

ثم بدأ المؤلف-رحمه الله- في تنفيذ خطبته فقال :" باب الاستعاذة والبسملة". 

"لفظ القراء المذكورين في هذا "المختصر" بالاستعاذة أعوذ بالله من الشيطان 
الرجيم» لقوله تعالى "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم". ثم إنهم 
٤‏ 3 
أجمعوا على الجهر بها حيث ابتدأوا بالقراءة» إلا ما روي عن ابن زربي ” عن سليم عن 
حمزة. فإنه كان يخفيها عند ابتدائه بالقراءة في جميع القرآن". 

"فصل وأجمع القراء على إثبات البسملة في أول أم القرآنء إلا ما روى بعض 

05 1 4 5 4( . 1 

المصريين عن ورش عن نافع ( 2 ومن حذفها من أول سورة التوبة . 

E‏ اختلفوا ف غير هذين الموضعين» فكان حمزة والدوري عن ا عمرو» وورش 
عن نافع من طريق المصريين» بحذفون البسملة في جميع القرآن, إلا أن حمزة يصل السورة 
بالسورة, حاشا الأنفال وبراءة, فإنه يسكت بينهما سكنة خفيفة, الباقون يفصلون بالبسملة 


: 5-7 2 3 1 ” (5). 
في جميع القران» وبالوجهين قرات لا بي عمرو وورش من طريق المصريين". (5) 


ثم تابع الكتاب على هذا النسقء فذكر " باب الإظهار والإدغام" وقسمه إلى أربعة 
فصول» ثم ذكر "باب إدغام الحروف التى سكنت لعلة وأوصلها الحركة" وقسمه إلى قانية 
فصولء ثم عقد بابا للهمزتين" وقسمه إلى فصول كثيرة بحسب اختلاف حركاتهاء ثم أتبعه 
ب "باب ا وقسم الباب إلى فصلينء ثم انتقل إلى " باب الهمزة الساكنة" ثم 
اردفه بجملة من الأبواب حسب سكون الهمزة ونوع حركتها. 

ثم عقد بابا " يذكر فيه مذاهبهم في المد وقكينه", وأتبعه " فصلا يذكر فيه 
مذاهبهم في مد حروف الهجاء التي تقع في أوائل السور". ثم عقد "بابا يذكر فيه مذاهبهم 


أ- غافضة. 
2- لوحة 4-5. 
3 ابن زربي المذكور هو إبراهيم بن زربي الكوفيء قال ابن الجزري: : قرأ على سليمء وهو من جلة أصحابه, روايته في "الهداية" 
للمهدوي وغيرها-: غايه النهاية 14-15/1 ترجمة 52. 
4 هي رواية الخرقي عن أبن سيف عن الازرق عن ورش بتركها في فاتحة الكتاب سرا وجهرا" الإقناع 155/1. 
”- مخطوطة المفتاح-لوحة 5 وتشتمل على صفحتينء وهكذا كل لوحة أشرت إليها من المخطوطة. 
470 


في الروم والإشمام عند الوقف "ثم يليه "باب يذكر فيه السكوت على الساكن قبل الهمزة 
ا لفن ايه 7 كت 010 ١‏ 

لمزة". ثم انتقل إلى الإمالة والتفخيم ‏ '. 

وقد أطال هنا في عرض مسائل الخلاف. وعقد فصولا للمباحث الخاصة. وختم 
الباب بفصل "يذكر فيه وقف الكسائى على هاء التأنيث". وبه ختم "الأصول" ويلاحظ 
أنه لم يتعرض لبابي "الراءات" و"اللامات" على خلاف عامة المؤلفين المغارية, مكتفيا بقوله 
ف أثناء باب 1" الإمالة والتفخيم" : "وقد كرحت مذهب ودش في اللامات 1 0 "الراءات" 
في "الكتاب المفيد". وفي "الكتاب الوجيز" وفي "كتاب البيان في أصول قراءة نافع" بابا 
باباء فأغنى عن إعادة ذلك في هذا "المختصر"ء لأنا ل نبن فيه إلا على الاختصار... "220 : 

ثم اتتقل المؤلف من باب "الإمالة والتفخيم" إلى "ذكر فرش الحروف" فقال : 

"سورة الحمد". وهي مكية» وقيل مدنية» قرأ عاصم والكسائي "مالك" بألف بعد 
المي الباقون بغير ألف. قرأ همزة "الصراط" بين الصاد والزاي إذا كان فيه ألف ولام بغير 
خلاف عنه في أكثر ما قرأت له... 

وهكذا تابع فرش المروف المختلف فيها بين السبعة سورة سورة إلى ختام القرآنء 
وختم بقوله: "المعوذتان" قيل مكيتان. وقيل مدنيتان» ما فيهما من الخلاف فقد تقدم ذكره 
في أول الكتاب." 

تم الكتاب بحمد الله وعونه. صلى الله على محمد وعلى آله الطيبين» وسلم 
00 

ذلك عرض موجز لمحتويات الكتاب» يعطينا صورة تقريبية عن موضوعه ومباحثه 
ومنهجه في ترتيبه. 

شخصيته العلمية من خلال الكتاب ومظاهر من إمامته في الفن : 

أما شخصيته من خلال الكتاب فتبدو شخصية العالم المتمكن والباحث المدققء 
والراوي الجامع, ويتجلى ذلك في أمور منها: 

1-تثبته في العزو فيما يرجع إلى المذاهب الأدائية التي قرأ بهاء إلى من قرأ بها 
عليه كأن يقول: "وكان حذاق شيوخي-رحمهم الله-في ديار المشرق يأخذون للقراء السبعة 





'- سمى الفتح ب "التفخيم " على خلاف ما اصطلح عليه أبو عمرو الداني في التيسير وغيره من المغارية. 
2 5 
- المفتاح لوحة 28. 1 
. كتب ناسخه في ذيله "وكتب هذا الكتاب في نصف شهر رجب سنة أرب وثلاثين وخمسمائة في حضرة غرناطة حماها الله 
امات الله كاتبه صحبا لأصحاب النبي مع النبيء» وسكنه بذلك دار عدن يجوار الله ذي العرش العلي. 


471 


رحمة الله عل 

”ومن ذلك قوله 2 "فرش المروف" من سورة البقرة: 0 روف عن ابن كثير فيما 
قرأت له بمدينة حران على الشريف أبي القاسم ” -رحمه الله- عن النقاش عن أبي ربيعة 

عن البزي عنه " لأعنتكم" بتليين الهمزة. وكذلك قرأت بمصر على أبي علي البغدادي... 

وقرأت بدمشق بالوجهين: بغير همز وبالهمز.. والمشهور عنه الهمز في الالين» هكذا قال ۴ 
شيخنا الأهوازي 7 رحمه الله- في دمشق. 3 

-ومن ذلك قوله في "باب اال والتفخيم" "وأمال الهاء وقتح الطاء من "طه" 

5 

أبو عمرو» وورش من طريق غزوان 4) فيها قرات له عضر ۰ 

-ومنه قوله في فرش الحروف من سورة النحل: "قرأ ابن كثير وعاصم "ولنجزين الذين 
كفروا" بنون» وكذلك قرات بمصر على البغدادي©) 

-ويقول 2 سورة النحل أ بضا : وقرأت لابن كثير من طريق البزي عله ف الشام 
بمدينة دمشق على الأهوازي "فيقول اين شركائي" من غير همز. وقرأت بالجزيرة بمدينة حران 
علي 0 0 7 
الشريف أبي القاسم عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي بالوجهين 

َك لمسائل الخلاف بين الطرق بعزو كل وجه إلى البلد الذي قرأ به فيه وقد 
أتقدم ذكر بعض أمثلته. 

-ومن ذلك قوله في أكثر من موضع:" روى ورش من طريق المصريين ". فمن ذلك 
قوله في سورة طه: 
1 دوى ورش من طريق المصربينء وحفص. ولي فيها" بفتح الياءء الباقون بإسكانها أ 


لاو اليه 4 «” (1 
وقوله: "وقرأت لورش من طريق المصريين على الأهوازي.. " (1). 
-مصورة مدريد لوحة22. 


- هو شيخه علي بن محمد الزيدي. 
- مصورة مدريد من "المفتاح" 37-0. 


سم ايم بيا چ ها 


- هو غزوان بن القاسم تقدم في روافد مدرسة ورش. 

- مصورة المفتاح لوحة 33 

يعني على أبي علي المالكي صاحب "الروضة ف القراءات" -تقدم في روافد مدرسة ورش من العراقيين. 
- نفسه لوحة 71. 


1 1 
go ق‎ a 


472 


7 رو اع د 5 000 2 4 

وقوله : وقرا أبو عمرو وهشام - فيما قرات له بالشام- ويحيى ٠‏ عن أبي بكر أ 
(أرجئه بالهمزة وضم الهاء من غير واو بعدهاء وابن كثير وهشام -فيما قرأت له بمصر- 
0 بالهمز وضم الهاء ووصلها بواو ف اللفظ. حمزة وحفص والعليمي عن أبي بكر 

" بسكون الهاء من غير همز» وقال لي شيخنا الأهوازي خخ رحمه الله- ف جامع 
دمشق: نر 4 له بدو سد اسان لاي 4 

-ومنه قوله في فرش حروف سورة يونس : "ولا أدراكم" بغير ألف بعد اللام 
بجعلها لاما دخلت على "أدراكم" وكذلك قرأت بمدينة حران على الشريف أبى القاسم عن 
النقاش عن أبي ربيعة عن البزي. وقرأت بمدينة دمشق على أبي على الأهوازي -رحمه الله- 
من طريق اللهبي عن البزي كذلك, الباقون بألف بين اللام والهمزة 5 

0 ا ا ع E‏ حب الس عون 

ومن تحقيقاته في هذا الشأن 7 في فرش حروف سورة الأحقاف :" قرأ ابن عامر 
"ونافع" لتنذر الذين" بالتاء. واختلف عن البزي. فقرأت له بالحجاز والشام ومصر 
بالوجهين: بالتاء والياءء وقرأت له بمدينة حران على الشريف أبي القاسم من النقاش عن 
أبي بيعة عن البزي بالياء كقراءة الاين 7© 

-ومنها قوله في سورة المعارج : "روى البزي عن ابن كثير -فيما قرأت له بمدينة 
حران على الشريف أبي القاسم عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي- "ولا يسأل حميم 
"بضم الياءء وكذلك قرأت على البغدادي بكصرء» وقرأت على غيرهما من شيوخي رحمهم 
الله-بضم الياء ويفتحها عن البزيء الباقون بفتح الياء 06 

3-سعة روايبته وبروز شخصيته ٤‏ مروياته. ويتجلى ذلك خاصة ف مراجعته لطائفة 
من شيوخه ومناقشته لهم في مسائل الخلاف -مما يذكرنا بمنهج الحافظ أبي عمرو الداني كما 
سوف نقف عليه بعون الله-. وهذه غاذج مما وقفت عليه من ذلك ف کتاب "المفتاح" على 
وجازته واختصاره وهو يعطينا صورة عن منهجه في تعامله مع المرويات في غير هذا الكتاب. 





013 


-فمن ذلك قوله في سورة النمل عند ذكر الزوائد فيها : "قرأ نافع وحفص" فما 
آتانی الله" بفتح الياء في الوصلء الباقون بإسكانهاء وسألت الأهوازي حرحمه الله- في 
جامع دمشق عن الوقف عليه 

فقال لى : سألت شيوخي ببغداد والبصرة وخراسان عما سألتني عن فلم 
يحض 22 لي منهم في ذلك شىء إلا أنهم قالوا: "يلرم من فتح الياء أن يقف بغير ياء 

Ta 

دون رواية في ذلك وهو القياس 

قال: "وسألت عنه أبا علي المالكي في جامع مصرء فقال لي:"روى حفص عن 
عاصم الوقف عليها بالياء الباقون بغير ياء (4). 

-ومن ذلك قوله في فرش الحروف في سورة الأنعام : "وقال لي شيخنا الأهوازي - 
رحمه الله- في جامع دمشق : قال لي أبو إسحاق الطبري (© في جامع المنصور ببغداد: 
شك أبو بكر في هذا الحرف فلم يدر كيف قرأه على عاصم فكان يأخذ بالوجهين () 
-يعني قوله أنها إذا جاءت" في الأنعام. 

أما سعة روايته كما تظهر من خلال كتاب المفتاح على اختصار» ف ف 
إشاراته إلى وجوه من القراءة لا لجدها عند مثل ابي عمرو في التيسير ومكي يي التبصرة 
و"الكافي" لابن شريح وغيرهم. 

-فمن ذلك قوله في فرش المروف من سورة "آل عمران": قرأ حمزة والكسائي "وما 
يفعلوا من خير فلن يكفروه"بالياء فيهماء الباقون بالتاء. وكان أبو عمرو( © يخير فيهما 
وبالوجهين قرات له . 

فقوله "وبالوجهين قرأت له" مما يدل على سعة روايته. إذ لم يذكر له في التيسير 
والتبصرة والكافي إلا وجه واحد بالتاء فيهما کنافع 040 . 





'- يعني على القراءتين الفتح والإسكان. 


- في الأصل "فلم يتجمل" وهو ريف وتصحيفء والتصويب من شرح المنتوري 321 خ ع رقم 518.. 

- لوحة 79. 

“- المفتاح لوحة 79. 

كن هو إبراهيم بن أحمد البزوري البغدادي من أصحاب ابن مجاهد. توفي سنة 393-ترجمته في غاية النهاية 5-6 ترجمة 5. 
6و هو ابن عیاش» وما ذكره من شكه ذكره أيضا في الكافي لابن شريح 67 وتلخيص العبارات لابن بليمة 90 وذكر الداني في 
التيسير 106 الخلاف عن أبي بكر وم بذكر شكا. 

- المفتاح 51. 

“- يعني البصري. 

"- لوحة 52. 

''- يمكن الرجوع إلى التيسير 90 والكافي 56 بهامش "المكرر" للأنصاري والتبصرة : 173. 

474 ش 


2 
3 


-ومنه قوله في سورة الأنعام :"قرأ نافع وأهل الكوفة "ومن المعز" بسكون العين, 
الباقون بفتحهاء وقد اختلف عن هشام في فتحها وإسكانهاء وبالوجهين قرأت له" 7" 

فهذا الخلاف الذي ذكره عن هشام لم يرد في التسير والتبصرة والكافي (2. 

"ومن ذلك قوله ف سورة الملك: "روى الدوري عن الكسائي "فسحقا" بضم الما 
وكان يخير في ذلك وبالوجهين قرأت له. الباقون بالإسكان وجها واحداء وقد قرأت لأبي 
لار 77" بالوجيين» واللشهور عند اكان 7 


وما ذكره من التخيير للكسائي» ومن قراءته بالوجهين لأبي الحارث عن الكسائي 
ليس في كتاب التسير ولا الكافي, إا فيهما عن الكسائي ضم الحاء ققط (۴. 

اختياراته في رواية ورش ومنهجه في الاختيار : 

إن الذي استقرأته من كتاب المفتاح وغيره للمؤلف أنه يميل في إيراد مسائل الخلاف 
إلى ما أسميه " المنهج التوفيقي" كما سأبين خصائصه عند رائده من الأقطاب بالأندلس: 
أبي عبد الله بن شريح الرعيني الإشبيلي -صاحب الكافي-. وأهم خصائص هذا المنهج التي 
يشتركان فيها : إقرار أكثر من وجه في القراءة أو إقرار الوجهين غالباء وأحيانا بير 
القارئ في القراءة بأي الوجهين أو الوجوه شاءء. ودون أن يعمد صاحب هذا المنهج إلى 
اختيار أحد الوجهين أو الوجوه. ولذلك تكثر عند الآخذين بهذا عبارة ويالوجهين قرأت» 
ومرد ذلك 4 الغالب إلى سعة الروايةء والتقاء مؤثرات عامة المدارس الإقرائية عند القارئ 
الإما» فبدلا من أن يجري على الوجوه التي قرأ بها عملية اتتخاب لاختيار ماهو أثبت في 
الرواية أو أسير في القراءة أو أقيس على قواعد العربيةء لغتجده يقر تلك الوجوه على قدم 
المساواة, ولا يكاد يتدخل برأي في الاختيار لواحد منها. 


وتطبيقا لهذا المنهج بجد هذه العبارة كثيرة في المفتاح 1 
"وا جين قرأت له n‏ )6(. 

- ومن ذلك قوله: "قرأ نافع وأبو عمرو لأهب لك بياء مفتوحةء الباقون بهمزة 
مفتوحة» وقد اختلف عن قالون, وبالوجهيز قرأت 010 


'- لوحة 52. 
2- ينظر التيسير 108 -والتبصرة 200 والكافي: 68. 
*- أحد راوبي قراءة الكسائي -تقدم. 
*- المفتاح لوحة 95. 
“- ينظر التيسير 212 والكافي : 138 ومثله في تلخيص العبارات 159 والعنوان 194 » وقد استوفى الحافظ ابن الجزري جملة 
الخلاف في ذلك في النشر في سورة البقرة 217/2. 
“- تقدم عدد منها في النقول عن المفتاح. 


475 


وقال ف سورة النجم عند ذكر "عادا الاولى": "وكذلك اختلف عن قالون» فروي 
عنه أنه كان يأتي بعد اللام بهمزة ساكنةء وبالوجهين قرأت له" (© . 


وم بذك أبو عمرق ق التو ولا صاع العيوان 127 ولا ات كا 
وغيرهم لقالون إلا وجها واحدا هو الإسكان مع الهمز لا غير. 

وتطبيقا لهذا المنهج على بعض مسائل اللاف مده يحمل الخلاف الوارد عن ورش 
في إسكان ياء "وحياي" وفتحها على ما يشبه هذا فيقول في "المفتاح":"قرأ نافع "محياي" 
بسكون الياءء واختلف عن ورش» والمشهور عنه الفتح» وقال لي بعض شيوخي: الذي روى 
ورش عن نافع ف هذا المرف الإسكان. واختار الفتح» ورا قرئ عليه بالإسكان فلا يرد على 
القارئ شيعا من أجل ما رواد . 


ومع غلبة المنهج التوفيقي عليه فإنه في أحيان قليلة كان يختار ما يراه أقوى» وربما 
أنكر غيره إذا لم يكن مستنده الرواية الثابتةء ومن الأول ما قاله في "المفتاح" في سورة النجم 
في قوله "أفرايتم اللات.." قال : روي عن الكسائي أنه كان يقف عليها بالهاء. وكذلك 
ذكر لى بمدينة مصر شيخنا أبو على البغدادي حرحمه الله-. والاختيار الوقف عليها بالتاء 
PE‏ لعلا يلتبس باسم الله ع . 


- ومن الثانى أي إنكار بعض الوجوه المأخوذ بها عند بعض الأئمة على سبيل 
الاختيار ما ذكره له أبو جعفر بن الباذش في باب البسملة عند ذكر مذهب من يفصل لورش 
وغيره بالبسملة ف "الأربع الزهر", قال : 

"وكان ابن عبد الوهاب -فيما قال لنا أبو القاسم ممن ينكر ذلك 0.0 . 


وقد وجدته بحري في نوجيه القراءة على هذا النمط من التوفيق بين الوجوه. فقد 
قال في "كفاية الطالب" معللا لاختيار ورش التقليل في الإمالة: "وأما علة ورش لقراءة ما 
قرأه من ذلك بين اللفظين فلم يمل إمالة محضة, أنه خاف مع الإمالة المحضة أن يخرج المرف 
عن أصله الذي هو الفتح. ولم يفتحه فتحا شديدا فيكون قد أخل بعمل الكسرة الملاصقة 


أ - المفتاح لوحة 68 

*- نفسه لوحة 93. 

*- التيسير 205. 

“- العنوان 182. 

*- الكاني 133. 

“- المفتاح لوحة 53. 

- المفتاح لوحة 92. 

“- هو خلف بن إبراهيم الآنف الذكرء وسيأتي في أصحاب المترجم. 

- الإقناع 162/1 ونقله عنه المنتوري في باب البسملة من شرحه على الدرر اللوامع ص 13 مخطوط . 


476 


للألف الموجبة لإمالته أو يكون رافضا للدلالة على ما الألف منقلبة عنه من الياء الموجبة 
لإمالة الألف. فجمع بمذهبه هذا بين الخروج عن الأصلء وهو الفتح» واستعمال بعض دلائل 
الإمالةه ومثل هذا لا يكون إلا بلفظ يجمع الأمرين» وهو قراءته بين اللفظين» مع أنه قرأ 
كذلك على إمام دار الهجرة نافع رحمه الله 1 ) 

ومن اختياراته التى ذكرها له ابن الباذش في باب المد أنه كان يرى التفريق في قدر 
المد بين متصل الرسم ومنفصله فيما تأخر سببه» قال في الإقناع : 

"وقال اذى عبد ااا اشر المي کر اجو عن 
مد ياءادم" و"ياأخت" وأشكاله. أجروها مجرى ما هو من كلمة للزومها ما بعدهاء قال 
ويلزم مثل ذلك في "هؤلاء"؛ ثم فرق بين "ما" و "يا" بتعليل ذكره "قال ابن الباذش : 

والذي عليه شيوخنا أنه لا فرق بين "ياءادم" اليا 


ولعل في هذا القدر من الأمثلة كفاية في تقدير منزلة أبي القاسم بن عبد الوهاب 
وقثل مستواه العلمي في هذا الشأن ومنهجه الأدائي في الجملة, ومعرفة مكانته بين الأئمة 
الأقطاب» الذين قعدوا قواعد الأداء وأصلوا أصوله في المدرسة المغربية الجامعة» ويكفيه من 
جهة ثانية أنه كان بمنزلة "البوابة" التى دخل منها اتجاه "المدرسة الشامية" كما تبلور في 
صدر المائة الخامسة على يد أبي علي الأهوازي ومدرسته مما فتح لدراسة مسائل الخلاف بين 
الأئمة ومدارس القراءات مجالات أفسح عند المغارية عند أمثال عي جعفر بن الباذش في 
"الإقناع". وأبي الحسن علي بن عمر القيجاطي في "التكملة المفيدة"2) وغيرهما من الأئمة 
الذين اهتموا بالتأليف في "الدراسة المقارنة" بين الأقطاب في مسائل الخلاف. 


ِ 


أصحابه : 


وختم هذا التعريف به بذكر طائفة من رجال مدرسته الدين تحملوا عنه اتجاهه 
ولقنوا مذهبه الفني أو كان لهم منزلة في الرواية عنه في الجملة, مع التنبيه على أن قلة ما 
سنورده من أسماء إا مردها إلى قلة الحفل بالتأربخ لهذه القبة من تاريخ القراءات 
بالأندلس» بعد كتاب "طبقات القراء والمقرئين" لأبى عمرو الدانى المعاصر له الذي وقف 
بكتابه عند 435 هأ وم يؤرخ لهذه القبة التي تصدر فيها ابن عبد الوهاب. 





'- تقله المنتوري في شرحه على الدرر اللوامع لابن بري في "القول" في المفتوح والممال ص 240 ( مخطوط ). 
*- سياتي في أصحاب ابن عبد الوهاب. 

“- يعني مثل "ما أنزل " -الإقناع 468-469. 

“سياتي التعريف بهاء وهي تكملة رز الأماني للشاطبي. 

"- روضات الجنات لليافعي 152/5. 


411 


ولا شك عندنا أن تلامذته كانوا من الكثرة بمكان» سواء في قرطبة أو في خارجهاء 
وذلك ما يشير إليه ابن بشكوال بقوله في ترجمته: " وكانت الرحلة إليه في وقنه" "“ وما 
mw. ۶‏ )2 
ERE ISL‏ فين ON‏ امشو اا عرد" 27 a Eg‏ 
العبارات المشعرة بكثرة الآ خذين عنه. 

أصحابه 

ممن ذكروا بأخذ القراءة عن أبي القاسم بن عبد الوهاب في كتب المصادر: 

أحفد بن عبد الله ين أحمد بن طريف بن سعد من أهل قرطية يكنن أبا 
الوليد (520-432ه) . 

ترجم له عياض في شيوخه في "الغنية" a‏ ب "الشيخ الكاتب الروايةء وقال : 

قديم السماع» سمع من أبي عمر بن الحذاء اي القاسم الطرابلسي “سس والقاضى 
سراج بن عبد الله 3" وأبي القاسم عبد الوهاب المقرئ... وذكر جنا ا لبوا وقال : 
"لقيته بقرطبة» أخبرني بكتاب "ساطع البرهان" تأليف ابن مالك 7 ' الفقيه عنه. وكتاب 
"المفتاح في القراءات " تأليف ابن عبد الوهاب عن e‏ 2 

وترجم له ابن بشكوال بنحو ما ذكره عیاض» وقال : شهدت ا "وسياتي في 
شيوخ 00 
القاسم الأستاذ اد كتاب "القاصد" » وذكرنا هناك قراءته 0 5 عبد اا 3 


"وجه الناس به إلى غرناطة» وأقرأ الناس بها ثم ولى القضاء بها ثم عزل عنف. وأقرأ 
الناس بالمسجد الجامع منهاء إلى أن توفي سنة 486 10 


'- الصلة 381/2 ترجمة 816. 

*- معرفة القراء 36/1 طبقة 11 ترجمة 33 -ونفح الطيب 393/3. 

- تقدم أصحاب أبي عمر الطلمنكي صاحب "الروضة في القراءات" . 

“- هو حاتم بن محمد. تقدم أيضا في أصحاب الطلمنكي» وسيأتي في أصحاب "ابن سفيان" صاحب الهادي". 

- المعروف سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله أبو الحسين من أهل قرطبة راوية لغوي ولي الوزارة "وكان زعيم وقته وإمام 
أهل طريقته» رحل إليه عياض إلى قرطبة سنة 507 وتوفي سنة 508. ترجمته في الصلة 227-226/1 ترجمة 519-والغنية في 
شيوخ عياض 201-202 ترجمة 87 وبغية الملتمس 990-291 وإنباه الرواة للقفطي 66/2 ترجمة 286. 

“ هو أبو مروان بن مالك الفقيه وإسمه عبيد الله بن محمد القرطبى ( ت 460 ه ) ترجمته في ترتيب المدارك لعياض : -138 
١ .. 8‏ 

"- الغنية في شيوخ عياض 105-106 ترجمة 34.. 

*- الصلة 77/1 -78 ترجمة 170. 

"- تقدم التنبيه على وقوع الاضطراب في إسمه "الحسن" أم " الحسين" في ترجمة أبي القاسم الأستاذ. 

'!- يكن الرجوع إلى ترجمته في الصلة 138/1 ترجمة 315. 


478 


3 


ومن أهم تلامذة أبي علي الحضرمي علي بن خلف أبو الحسن بن الباذش والد 
صاحب الإقناع» وقد حدث في الإقناع من طريق أبيه عنه عن ابن عبد الوهاب عن الأهوازي 
ظ' ا : 
في مواضع كثيرة من الأصول ٠‏ 

وسيأ تي ف أسانيده ف رواية ورش من كتاب "الإقناع" ف عدد قادم بعون الله. 


-خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد أبو القاسم بن النخاس» ويعرف أيضا ب 
"ابن الحصار" وب "الحصار" تقدم في أصحاب الرحلات العلميةء وفي أصحاب أبي القاسم 
الخزرجي الأستاذ صاحب القاصد» وسيأتي التعريف به بتوسع في ترجمة أبي عبد الله بن 
شريح الإشبيلي صاحب "الكافي". لأنه من كبار أصحابه. وكذا في مشيخة أبي جفر أحمد 
بن الباذش صاحب الإقناع, وعنه معظم روايته في القراءات السبع في الكتاب المذكور, 
وسيأ ني إسناده لرواية روش من قراءة ابن النخاس بها على أ القاسم بن عبد الوهاب 
وجماعة. توفي خلف ابن النخاس سنة511ه وكان صهرا لأبي القاسم بن عبد الوهاب 22 

وقد ذكرنا جملة القراءات والروايات والحروف التي اختلف فيها الرواة عن نافع 
وغيره من الكتاب الذي جمع فيه أبو علي الأهوازي مائتي طريق وسبعة وثانين طريقا عن 
اثنين وسبعين راويا عن السبعة وغيرهم مما صدرنا به في مروباته أول الفصلء فقد حدث 
بالكتاب المذكور أبو بكر بن خير الإشبيلي فقال: "حدثني بذلك شيخنا الخطيب أبو القاسم 
عبد الرحمن بن أحمد بن رضا المقرئ حرحمه الله-. إذنا ومشافهةء والشيخ المسن الأديب 
أبو بكر محمد بن أحمد حرضي الله عنه- مناولة منه لي قالا: حدثنا به الشيخ الخطيب 
المقرئ أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن خلف بن الحصارء ويعرف بابن النخاس -رحمه الله 
قال : حدثنى به الشيخ أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب المقرئ -رحمه 
الله- قال : حدثنى به أبو على الأهوازي مؤلفه رحمه الله 290 

-على بن أحمد بن محمد بن كرز أبو الحسن الأنصاري الغرناطي» قال في الصلة : 
"زو عن أبى القاسم بن عبد الوهاب المقرئ».وعن أبي عبد الله الطرف8 ؟ المقرئ» وأبي 
محمد غانم بن وليد المالقي وا مروان بن سراج وأبي عبد الله بن عتاب وغيرهم» وعني 








أ- تنظر من الإقناع الصفحات التالية من المجلد الأول : 177 - 196- 471-337- 513- 555- 568- 576-571- 577- 
0- 585. 
2- الصلة 175-174/1 نرجمة 396. 
“- فهرسة ابن خير الإشبيلي 37-38. 
“ سيأني في أصحاب مكي بن ابي طالب القيسي. 
”- المهدويء وهو راوبة مؤلفاته. 
479 


بالإقراء وسماع 0 4 الشيوخ» وروا بته عنهم» وكان ثقة فاضلاء وتوفي بغرناطة في شهر 
رمضان المعظم سنة 511 ( 


وذكره الضبي وقال : "مقر 2 E‏ الإقراء...2 
E e‏ اله 0 I‏ 


ومن أهم الرواة عنه أبو جعفر بن الباذشء وقد روى عنه في الإقناع في مواضع من 
الأصول عن أبي القاسم بن عبد الوهاب عن الأهوازي © , وهو ثالث أهم شيوخه بعد أبيه 
وأبي القاسم النخاس القرطبي من هذه الطريق كما سيأتي بعون الله. 

وقد ترجم له نلميذه أبو محمد عبد المق بن عطية في فهرسته وقال: "كان رحمه 
الله -من قرأة كتاب الله تعالى» المجودين له قرأ بالسبع على المقرئ أي القاسم بن عبد 
الوهاب» وسكن غرناطة نوا من ثلاثين سنةء وأقرأ بالمسجد الجامع بها مدةء وتوفي بها سنة 
270.. ثم ذكر أنه "أجاز له جميع ما وراءه عن شيوخه المسمين في فهرسته. فمن ذلك 
کات ل الاير" سين ا ويج ركاف "التحصيل" كناف" الوذه 
في القراءات السبع" و " شرحها" كلها من تأليف أبي العباس أحمد بن عمار المهدوي - 
قال- : أخبرني به عن الأستاذ أبي محمد غانم بن الوليد المخزومي عن المهدوي مؤلفها" > 

ولنا عودة إلى هذه المدرسة للحديث عن امتداداتها في عهد الوحدة المغربية من 
خلال بعض رجالها و ونكتفي هنا بهذا القدر الذي تأتى لنا جمع مادته من نثار 
المصنفات والروايات» وحسبنا أن نكون قد نبهنا على قدر هذه المدرسةء ونوهنا بقدر 
المستطاع بقطبها الكبير» وما كان له في قرطبة وما إليها من نشاط علمي ومكانة مثلى لا 
يزاحمه على مثلها إلا قلة من أفذاذ الرجال. 

ولعلنا أيضا قد استطعنا ترسم الآثار الشامية من خلال نشاط هذه المدرسة التي 
كانت ظلال مدرسة أبي علي الأهوازي ضافية عليهاء ومياسمها بادية في مباحثها وتحقيقاتها 





'- الصلة 424/2 ترجمة 911. 

*- بغية الملتمس 419-420 ترجمة 1208. 

*- الإحاطة 195/1. 

“- معرفة القراء الكبار 390/1 طبقة 11. 

“- غاية النهاية 523/1 ترجمة 2162. 

0 ينظر الإقناع 470-468-338-316-300-186-185-184-138-94/1 
7 - تاريخ وفاته عنده مخالف لما في الصلة وغيرها من المصادر. 

“- تقدم ذكره في مرويات ابن عبد الوهاب. 

”- فهرس ابن عطية 90 ترجمة 15. 


480 


واختياراتها بوجه عام ملتقية في ذلك مع المؤثرات الشامية الأخرى التي تسريت إلى بلاد 
المغرب وإفريقية والأندلس من طريق الرواية عن أكابر أثمة الإقراء من الشاميين المتصدرين 
يمصر والشام كأبي علي الحسن بن سليمان الأنطا كي وأبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله 
بن غلبون وغيرهما من روافد مدرسة ورش بمصر وغيرهاء وكأبي الحسن علي بن محمد بن بشر 
الأنطاكى نزيل قرطبة وعميد المدرسة الشامية بها في زمنه. وقبل أن نطوي ملف الاتجاهات 
الفنية الأدائية لهذه المدارس ذات السمات الشامية المشتركة. نتوقف قليلا مع قطب آخر من 
أقطاب المدرسة المغربية الجامعة"» ممن ينتمون إلى هذا الاتجاه بحكم التلمذة والرواية وهو 
إمام جليل تألق لمجمه في غير بلده. فكان من بواكير النتاج المغربي الذي أخذت الجهات 
المغربية تمد به كراسى الإقراء في بعض بلاد المشرق, وكأنها كانت تقضيها ما كان لها في 
ذمتها من دين علمي آن لها أن تسدده على أحسن الوجوه. ذلكم هو الشيخ الإمام أبو 
الطاهر إسماعيل بن خلف السرقسطي صاحب كتاب العنوان في القراءات. 


481 


الفصل الرابع : 
مدرسة أبي الطاهر العمراني28) 
إسماعيل بن خلف صاحب " العنوان" 


يعتبر أبو الطاهر بن خلف العمرانى أحد الأئمة الأقطاب الذين أتجبتهم الأندلس في 
عهد التأصيل فكانوا بها من أزكى ترات النهضة القرائية التى عرفتها المنطقة في المائة 
الخامسة. 


ترجمته : 


هو إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران أبو الطاهر العمرانى الأنصاري الأندلسى 
السرقسطي نسبة إلى "سرقسطة" : بلدة مشهورة في شرق الأندلس ينسب إليها خلق من 
العلماءء ونسبه بعضهم إلى صقلية : الجزيرة البحرية المعروفة» فقال في نسبه "الصقلى 

4. «(2) دين . 1 « )3( ا 

الا ندلسي » وزاد غيرهم المصري 

وم يذ كر ابن بشكوال زبادة على نسبه الذي صدرنا به إلا وصفه ب ا 

وأما أوليته وظروف نشأنه فمجهولة 1 تكشف عنها المصادر التى بين أيديناء فلا 
حديث فيها عن ميلاده وتاريخه. ولا عن البلد الذي نشأ فيه. وإن كان الظاهر أنه نشأ 
بسرقسطةء وهو معدود من أهلها 7" ثم "استوطن مصر" ^“ وقد ترجم له صاحب الصلة 
4 الأندلسين صليبة لا في الغرباء على عادته. 

ولقد أضاع علينا السكوت عن أوليته الكثير من الفوائد في تقدير نبوغه ومكان 
تفتق عبقريته» فأضاع علينا معالم هادية كان في الإمكان أن ننطلق منها في دراسة تطورات 
حياته العلمية» وأن نهتدي بها إلى معرفة رجال مشيخته في البلاد الأندلسية» وخصوصا في 
شرق الأندلس بعد انفراط عقد الخلافة الأمويةء وظهور دويلات الطوائف بهاء إذ كان 
معاصرا لهذه اللقبة من تاربخ الأندلس. 





'- يذكره المنتوري كثيرا بهذا النسب في شرحه على الدرر. وقد تحرفت أبو الطاهر إلى "أبي الطيب" في معرفة القراء للذهبي 
0.41/1 

*- بغية الوعاة للسيوطي 448/1 ترجمة 914-وكشف الظنون 123ع. 

(- معرفة القراء 341/1 وغاية النهاية 164/1 ترجمة 763. 

“- الصلة 105/1 ترجمة 244. 

ك الأعلام للزركلي 310/1 ع 1- للطبعة 3. 

ئ الصلة 105/1-. 


483 


وكل ما نعرفه من خلال ترجمته هو أنه استوطن مصر بعد أن نزح إليها من 
الأندلس» أما ما قبل هذا النزوح فقد سكتت عنه المصادر عامة, سواء منها من ترجم له في 
"الأعيان" كابن خلكان وابن بشكوال, أو من ترجم له في القراء كالذهبي وابن الجزري, أو 
من ترجم له في اللغويين والنحاة كالسيوطي تت 


مت نه 98 


وبناء على ضياع تفاصيل تعليمه الأولي فإننا نفتقد وسائل تقدير مستواه العلمي 
قبل رحلته إلى المشرقء إلا أننا على أية حال نتمثل له نبوغا مبكرا في المجال العلميء 
وتفوقا خاصا ف علم العربية والفنون الأدبية, مما هيأه ليكون شاعرا مفلقاء وغوبا نبيهاء 
وريا كان ترحله عن الأندلس داخلا في "إطار" الرحلات العلمية المعهودة من طلاب العلم 
لاستكمال تكوينهم العلمي» والحصول على تام الأهلية للتصدر للإقراءء أو لربما كان 
للأحداث الأليمة التى عرفتها الجهات الأندلسية عقب سقوط الخلافة الأمويةء وانفراط عقد 
الوحدة بها دخل مباشر في نزوحه عن المنطقة في اتجاه صقليةء ثم إلى مصرء ونرجح أن نسبة 
بعض من نسبه إلى صقلية نعود إلى مقامه فيها لوقت من الأوقات, وإن كنا لا نملك دليلا 
ملموسا على ذلك أكثر من هذه النسبة. 

ولقد حاولت أن أتعرف على بعض أساتذته لهذه الفترة قبل أن ينتقل إلى مصرء 
فلم أوفق إلى ذكر أحدء والإشارة الوحيدة التي تصله ببعض الأندلسيين هي الإشارة الآتية 
عند ابن خلكان بمناسبة حديثه عن الشاعر الأندلسى أبى محمد عبد العزيز بن أحمد بن 
اليد بن مغل الفيسئ المتوقى صر عة 427 هى الذي د کر أبن لكان أي "عاف به 
وبين أبي الطاهر إسماعيل بن خلف -صاحب كتاب العنوان- معارضات في قصائد هى 
موجودة في ديوانيهماء ولولا خوف الإطالة لأ تيت بشيء منها 22 , 

فهذا الخبر وإن كان يتصل بالجانب الأدبى من شخصية أبى الطاهر, له دلالة واضحة 
على نبوغه قبل تاريخ وفاة ابن مغلس» وعلى مشاركته لأنداده في الساحة العلمية والادبيت 
كما أن هذا التاريخ من جهة أخرى يدل مقرونا إلى تواريخ وفيات بعض شيوخه الآ تية 
أسماؤهم قبله ويعده على أنه كان في العشرة الثالثة من المائة الخامسة قد أوفى على الأمد في 
تحصيل المعارف والعلوم, با فيها من علم القراءات, إلا أنه -كما سيأتي- لم ينقطع عن طلب 
العلم» بل مجده يشارك ولده جعفرا الآتي في الأخذ والسماع من بعض مشايخهما. وهذه 
أسماء من وقفت على ذكرهم من رجال مشيخته : 





إن ينظر وفيات الأعيان 55/1 ترجمة 36-معرفة القراء 341/1-وغاية النهاية 167/1-وبغية الوعاة 443/1. 
*- وفيات الأعيان 194-193 ترجمة 387.. 


484 


عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسين أبو القاسم الطرسوسي» يعرف ب 

ا س ل ل ي 
بل » 

مدرسة ورش من المدرسة الشامية» وكان الطرسوسي -كما يقول ابن الجزري- 
"أستاذا 
مصدرا ثقة IS‏ ا ل 

وقد صدرت به ف أسماء شيو خه» لاقتصار عامة من ترجموا له على تنسميته وحده 

ا اج "الضلة" فول ٠.‏ زوق عن أن القاسم عبد الجبار بن أحمد 
الطرسوسي كثيرا من روايته. وروی أيضا عن 023 


وهي عة القراءات عن عند اعبار بن اد الكو 0 


ونحو ذلك عند ابن الجزري 22 ء بل إن أبا الطاهر نفسه يذكر في "العنوان" شيخه 
هذا دون تسمية فيقول : "وكان شيخنا حرحمه الله- يخير لأبي عمرو في كلتا روايتيه في 
ترك الهمزات السواكن, وفي تحقيقها ”° 

وهذا يشعر بأنه شيخه الوحيد, أو على الأقل بأنه شيخه الذي ينصرف إليه الذهن 
عند الإطلاق لشهرته بصحبته والأخذ عنه والقراءة عليه. 


وقد كنت قبل ظهور كتاب العنوان مطبوعا -أظن أن الكتاب يشتمل على أسانيد 
المؤلف في القراءات» مما يعوض النقص الذي حصل ف المصادر في التعريف بمشخته إلا ا 
عندما اطلعت عليه لم أجد فيه ذكرا للأسانيد. بل ذكر أنه أضرب عن ذكرهاء إذ كان قد 
بينها في كتاب الا كتفاء 0 


وبما لم أتمكن من الرجوع إلى هذا الفا 7" اتن عدت لى کاب ر لابن 


الجرري الذي يظهر أن مؤلفه اعتمد الكتاب في استخراج أسانيد صاحب العنوان عن شيخه 
الطرسوسي دون نسمية مصدره» وكنت الحسة فبل الاطلاع على "العنوان" أنه کان مصدره 





- غاية النهاية 358-357/1 ترجمة 1530. 

2- الصلة 105/1 ترجمة 244. 

“- معرفة القراء 341/1 طبقة 11. 

“- غاية النهاية 164/1 ترجمة 763. 

“- العنوان في القراءات السبع 52. 

- العنوان 40. 

7- أعني كتاب الاكتفاء, وسيأتي ذكره في آثار المؤلف. 


485 


في تلك الروايات» فإذا به لا يشتمل إلا على هذه الإحالة على كتاب "الاكتفاء". فكان 0 
الجزري ينسب القراءة إلى العنوانء لكنه كان يرجع في طرقه بها إلى أصله "الاكتفاء" د 

أن ينبه على ذلك مع أنه إِنما عرف في مقدمة النشر ب"العنوان" لا ب"الاكتفاء". 
يكن فقد أفادنا بمجموعة من القراءات والروايات التي قرأ بها من طريق "المجتبى في 
القراءات" للطرسوسي, وهذه جملتها كما استقرأناها مما ذكر ابن الجزري : 


قراءة نافع من رواية ورش : 

قرأ بها على الطرسوسي ال مذ كور بمصرء من قراءته بمصر أيضا على E‏ 

ال ف ار ال ف لوعن ابه 1 ا ن بوسف بن عمرو بن 

يسار اردق 00 ثم ا من قراءنه بها على عثمان بن سعيد ورش» من قراءنه بها 
(i‏ 

0 ابن كثير المكى من رواية خمد قنبل» من قراءة الطرسوسي بها على ا 


أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون السامري -تزيل مصر -» من قراءته بها على أبي بكر 
بن مجاهد -صاحب السبعة- بسنده في كتاب "السبعة في القراءات" 22 . 


3-قراءة أبى عمرو بن العلا ء البصري من رواية أبي عمر ا من قراءة عيد 
PDE (3‏ بسنده بها في "كتاب السبعة" © , 


ومن رواية ا شعيب السوسي نان من قراءة الطرسوسي بها على أبي اخم 
لامر الد ر م 


4-قراءة ابن عامر الشامى من رواية دام بن عمارء من قراءة الطرسوسي بها على 
السامري عن ابن مجاهد في "كتاب السبعة" 


كقراءة عا بن أبى النجود الكوفي م رواية شعبة بن عياش» من قراءة 
الطرسوسي بها على السامري عن ابن مجاهد بسنده فى "السبعة" 








'- تفاصيل السند في النشر 109-108. 

*- النشر 188-119/1 وكتاب السبعة : 92-94. 

3 تحرف في النشر إلى "القصري" والصحيح ما أثبتناه كما في ترجمته في غاية النهاية : 493/1 فقد قال فيه "المصري" بالميم لا 
بالقاف. 

“- أنظر سنده في السبعة : 101-98. 

'- النشر 131/1. 

6- السبعة : 101. 


486 


6-قراءة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي من روايتيه عن خلف وخلاد» من قراءة 
اا ان سد ا 

ويلا حظ أن ابن الجزري 0 بسند من طريق "العنوان' ' رواية قالون عن نافع كما م 
بسند قرأ ءة الكسائي مع وجود الجميع ف الكتاب المذ كور» وفي أصله "الاكتفاء ١‏ الذي 
استقى منه أسائيده. 

وقد استوقفني هذا طويلا دون أن أدري علته» ثم وفق الله سبحانه لمعرفة العلة فيما 
خص قراءة الكسائي. ولعلها هي العلة نفسها أو ما يشبهها بالنسية لرواية قالون وعدم 
روايته لها من العنوان. 

فقد وقعت في كتابه غاية النهاية "لابن الجزري في ترجمة " أحمد بن محمد 
الداجوني البغدادي على اعتراض المؤلف على صاحب "العنوان" في إسناد القراءة من طريق 
في ا و ا 7 ' > وقال : "فكيف تصح, والظاهر أنه 
کان رجل إما هذا يعني الداجوني- أو ابن مجاهد» فسقط من الكتابة, وسنوضع 

e‏ على الغلط عليه أو بسبب الإسقاط من 

الناسخ» 1 لاختلال منه ف آخر عمره حقال-: "ومما يدل على أنها غلط عليه أن تلميذه 
عبد الجبار الطرسوسي -شيخ صاحب "العنوان- 0 هذه الرواية عن السامري عن جماعة 
ليس في أحد منهم الكسائي الصغيرء ٠‏ فليعلم ذلك.../ 

2-أبو العباس أحمد بن سعيد بن نفيس المصري» وقد وقفت على روايته عنه لمسند 


الموطأ " تأليف ا القا عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الموهري» وسمعه ولده 
ا ا ا ا ان اا سي 


11 


3-علي_بن إبراهيم أبو الحسن الموفى (ت 430 )., وكان الحوني "عالما بالعربية 
وتفسير القرآن الکریې وله تفسير جيدء واشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به 7 . 








'- السبعة : 94-95. 

- النشر : 161-158/1. 

7 - هو المعروف بالكسائى الصغير البغدادي ( ت 288 ه) ترجمته في غاية النهاية 276/2. 
“- غاية النهاية : 135/1. 

“- نفسه 416/1. 

“- فهرسة ابن خير الإسبيلى : 89-90. 

"- وفيات الأعيان 300/3 


487 


وصنف ف النحو مصنفا كبيرا عني به النحويون. استوفى فيه العلل والأصول... 
وصنف تصنيفا كبيرا في إعراب القرآن أبدع فيه. يتنافس العلماء في تحصيله ) . 

ويظهر أن أبا الطاهر المترجم قد تخرج عليه في العربيةء وطال لزومه له وصحبته 
حتى کان يدعي "صاحب الحوفي" )2( 5 

وذكر بعض الباحثين في التراث أن كتاب "إعراب القرآن" حالآتى- لأبى الطاهر" 
هو 1 
مستخلض من كناب "البزهان في علوم القرآن" ١*7‏ من تاليف شیخه أبى اتن على ين 
إبراهيم الحوفي (ت 430 ه ) مع تنقيح وتهذيب  "‏ , 

ولا يبعد أن يكون قد أخذ عنه بعض القراءات» فإنه كان من أهم أصحاب أبى 
بكر الأذفوي المقرئ 259, وقد وصفه السيوطي بأنه "كان ويا قاری 29 . 

هؤلاء هم جملة من وقفت على ذكرهم من أساتذته في مصرء وقد اشترك في أكثرهم 
مع جماعة من أصحاب الرحلات العلمية من أهل الأندلس والقيروان ممن ذكرنا أسماءهم 
في فصل سابق» وكان فيهم قارى قاسمه شرف الرواية عن الطرسوسي هو إبراهيم بن أخطل - 
الآنف الذكر في أصحاب الرحلات العلمية- وإن كان هذا الأخير قد حل محل أستاذه في 
كرسي إقرائه كما قدمنا 27 فتصدر في مصر في موضعه. 

تصدره للإقراء وإمامته : 

تصدر أبو الطاهر بن خلف للإقراءء "وأقرأ الناس يجامع عمرو بن العاص 

9( 
بمصر . 
قال الذهبي : "تصدر للإقراء زماناء ولتعليم العربيةء وكان رأسا في ذلك 29 . 





' - إنباه الرواة 220-219/1 ترجمة 423. 

*- معجم الأدباء 167-165/6. 

3 سيأتي ذكر الكتاب في ترجمة المهدوي لاتهام أبي عمرو الداني له بسرقة بعض كتبه منه. 

“- رضا كحالة معجم المؤلفين 5/7. 

'- قال في إنباه الرواة 219/2 ترجمة 423.: "دخل إلى مصر فطلب العربيةء وقرأ على أبي بكر الأذفوي, وأخذ عنه وأكثر". 
' - بغية الوعاة 140/2 ترجمة 1648 

3 يمكن الرجوع إلى ترجمة إبراهيم بن ثابت بن أخطل في غاية النهاية 10/1 ترجمة 29. 

*- غاية النهاية 164/1 ترجمة 763. 

- معرفة القراء الكبار 341/1 طبقة 11. 


488 


وكان له 1 جانب ذلك إسهام ف الفقه والحديث كما يستفاد من وصف ابن 


بشكوال له ب "المالكي" وقول اتون مضر وخرية ني "7" و كان إلى لف کا 
يقول ابن خلكان- "إماما في علوم الآداب, ومتقنا لفن القراءات 22 . 


وعلى الرغم من ف المصادر فيما يتعلق بمقدار استفادة أهل مصر منه واكتفاء 
بعضها بقوله:"انتفع به الناس" فإن تصدر مثله في هذا الطور من تاربخ القراءات» وفي بلد 
كمصر حافل بمختلف اتجاهات المدارس» وفحول المتخرجين منهاء لا شك أنه يدل على 
شفوف خاص» ورسوخ قدم في العلوم على العموم» وفي فنه على الخصوصء إي في علم 
القراءات باعتبارها أهم ما خلد ذكره في الناس» وذلك لا بد أن يخلف من الآثار في المجال 
القرائى ما يتناسب مع المقدار الكبير الذي كان له في تلك العلوم وبذلك يكون أبو الطاهر 
قد مثل ف مصر أهم بواكير كار المدرسة المغربية في القراءة» كما تم من خلاله نصيب واف 
من التلاقح بين المدارس المغربية والمشرقية ف زمن "الأ قطاب" تاتی معه إثراء المباحث 
القرائية وتفريع مسائلهاء وإسهامها مشتركة في دفع الدراسات القرآنية, وإمدادها بوقود 
جديد من التوجيهات النحوية واللغوية والجمع بين الرواية والدراية في الموازنة بين الطرق 
والروايات والأخذ ف الأداء بمختلف المذاهب والاختيارات. 


وكان تصدر أي الطاهر ف قاعدة بلاد مصر بداية التحول و استفادة المتخرجين 
من المغاربة من تلك الكراسي العلمية التي ظلوا زمانا يفدون عليها شداة متعلمين, لا أسانذة 
معلمين, الآمر 4 0001 له أثره يي فى المستقبل ف إذكاء مزبد من الطموح لدى القارئ 
ا ع اجا عد لك ان المغربية. 

ولقد كنا ننتظر أن غجد في البلدان المغربية امتدادا واضحا متميزا لمدرسة أي 
الطاهر من خلال رواة العلم من أصحاب الرحلات العلمية -كما اعتدنا أن نجد ذلك خلال 
المائتي سنة الماضية- ولكن المصادر لم اتشر إلا إلى بعض الرواة من أهل مصرء مما يجعل أثره 
ورم على الل 2 3 بتعد مصر د أو 'نعداه في حدود يسيرة مع بعض الرواة 

وإذا صح ما ذكره الزركلى في "الإعلام" من أنه "مات بسرقسطة" 53 فإن هذا 
يقتضي أن أبا الطاهر قد عاد إلى الأندلس في آخر حياته» وإن كنا لا ندري بواعث ذلك 





أ- الصلة 105/1 ترجمة 244. 
2- وفيات الأيان 233/1 ترجمة 97. 
الأعلام 310/1 ع 1. 


489 


ولا مقدار المدة التي قضاها هناك -إذا صح ما ذكره-» وذلك قبل وفاته في أول المحرم 
نه 5 5ه 230 , 

ولعل فيما بلغنا من آثاره من الشواهد الية ما يكشف عن إمامته في الفن» ورسوخ 
قدمه وقکنه ف العلوم القرآئية والعربية والآداب» وهذه قائمة آثاره ومصنفانه المعروفة التى 
وقفنا على ذكرها ع 

مصنفانه وآثاره : 

1-كتاب إعراب القرآن : ذكر ياقوت أنه " تسع مجلدات" 22 ومثل ذلك عند 
حاجي خليفة في الكشف ”° وما تزال أجزاء منه منثورة في الزائ 24 ٠‏ 
2-اختصار "الحجة في علل القراءات السبع" لأبى على الفارسى 0. 

كان كتاب الحجة المذكور من مصادر العلماء في توجيه القراءات السبع على ما 

فيه من طول واستطراد» حتى قال فيه أبو الفتح بن جني -نلميذ الفارسي- في صدر كتاب 
"المحتسب" : فإن ابا على تر حمه الله- عمل كتاب "الجة ف القراءات" فتجاوز فيه 
حاجة القراءء إلى ما يجفو عنه كثير من العلماء ©) ٠‏ 

وكان هذا الطول والاستطراد من دواعي توجه همم "الأقطاب المغاربة" على 
الخصوص إلى نيسير الانتفاع بالكتاب لقيمته العلميةء وذلك باختصاره وتقربب مادته» فكان 
ابو اطا ين اف اد مو فما اخ 77 





وقد ألف أبو الطاهر ختصره المذكور في مصر. وسمعه منه أصحابه ورعا كان من 
كتبه التي كانت معتمدة عند رجال مدرسته» وبذكر ابن عبد الملك المراكشى في ترجمة أبى 


'- في الصلة 105/1 أن وفاته سنة 453, وفي وفيات الأعيان -وهو ينقل عن الصلة -ذكر وفاته سنة 455 وفيات 233/1 
ترجمة 97. وهو موافق لما عند الذهبي في معرفة القراء 341/1 وابن الجزري في غاية النهاية 164/1 ترجمة 763, والسيوطى في 
بغية الوعاة 448/1 ترجمة 14 ٠‏ 1 
2- معجم الأدباء 167-165/6. 

(-كشف الظنون 123/1 ع. 

3 في الخزانة الحسنية بالرباط السفر الأول منه في نسختين تحت رقم 115-95 زء وبها أيضا السفر الثاني فالأول من النسخة 
الأولى في 275 ورقة, والثاني في 292 ورقة ( ينظر فهرس الزائة الحسنية 340/6 ) وذكر محققا كتاب العنوان في المقدمة ص 8 


8, والمجلد الثاني قي 206 ورقة تحت رقم 4979 وفي الأسكندربة بمصر نسخة من المجلد الثاني برقم 3475 ع -أعلام 
الدرسات القرآنية 136-137. 

0 لائحة المصادر. 

° - المحتسب 35-34/1. 

"- اختصره أيضا مكي بن ابي طالب وابن شريح كما سيأتي. 


490 


عض غب رخات الاندلتي أنه ترق ولق ٠١١‏ الطاهر إسماعيل بن خلف بن سعيد بن 
عمران المقرئ» وسمع عليه a‏ ل ار ل 


3-ديوان شعره ٠‏ 
رواه العلامة ابن خير الإشبيلى بالإجازة عن أبي الطاهر أحمد بن محمد السلفي 
الحافظ نزيل الإسكتدرية ( ت576 ) 2 قال: أخيرنا'ية ابنه جعفر بن إسماعيل ع ٠‏ 
وقد اطلع عليه ابن خلكان وذكر ما سد ا لقاع ارخ اک 
الآنف الذكر- في قصائد هي موجودة في ديوانيهما -قال-: "ولولا خوف الإطالة لأتيت 
4 
0 
4-كتاب الاكتفاء في القراءات 8 


لعله هو أهم كتبه في القراءات السبع وأطولهاء وقد نسبه لنفسه ف أول كتاب 
فقال: وأضربت عن ذكر أسانيدي في هذا المختصرء إذ كنت بينتها في كتاب "الاكتفاء". " 
فمن أراد شيئا es‏ ناك ان ا الل 

وميه له ياقوت في معجمه " ( وحاجي خليفة في الكشف» OCU‏ 
الذي أنشأنا بقدرته 27 * وهذه هي فاتحة العنوان ذاته فلا أدري اشتبه على صاحب الكشف 
به أم احتفظ المؤلف بافتتاحيته لأنه مختصر له فأبقى اللفظ على صورته. 


وقد ذكره له ابن الجزري فقال ف ترجمته: "مؤلف كتاب "العنوان" و 
"الاكتفاء "3 

ونقل عنه ف الد نقولا مباشرة. وإن كان 0 بسند القراءة كضمنه ف أول 
الكناب,. فقد قال في باب "اختلاف القراء في مراتب المدود" : وقال أبو الطاهر اسماعيل 
بن خلف في "العنوان": إن ابن كثير وقالون وأبا عمرو يترك الزيادة في المنفصل» ويد 





'- الذيل والتكملة السفر الخامس القسم الثاني 446-447 ترجمة 767. 

* - فهرسة ابن خير 417 وذكر ابن الحرزي رواية السلفي له عن جعفر المذكور في غاية النهاية 191/1. 
(- فهرسة ابن خير 417 . 1 

“- وفيات الأعيان 193-194/3 ترجمة 387. 

”- العنوان : 40. 

“- معجم الأدباء 273/2. 

- كشف الظنون 141/1 ع. 

*- غاية النهاية 164/1 ترجمة 763. 


491 


المتصل زيادة مشبعة.ء وإن الياقين بالمد المشبع بالضربين» وأطولهم مدا 0 وحمزة» وكذا 
ذكر ف "الاكتفاء" 4 وكذا نص شيخه عيد الجبار الطرسوسي ف "ال" 
إسكان ميم الجمع وضمهاء وفي ذكر اجتماع الهمزتين من كلمتين» ونقل عن في "باب 
الراءات" فقال : "قال أبو الطاهر العمراني في "الاكتفاء": اعلم أن ورشا كان يقرأ الراء 
المفتوحة بين اللفظين إذا کان قبلها ياء ساكنة أو كسرة وا خبيرا وخيرا. وليغفر وفاطر 
وحيران وشبهه 22 . 

ونقل ا زبد بن القاضي عنه خوا من ذلك في شرحه على الدرر اللوامع 


3 
ف 


وذكر بعض مفهرسي التراث أن كتاب " الاكتفاء" ما ما يزال محفوظا 4 بعض 
OO Î‏ 
6 -كتاب العنوان في القراءات | 





هذا الكتاب أشهر كتبه بين القراءء وعليه تقوم شهرته بين الأ ئمة الأقطاب ا 
معدود عند صاحب النشر وغيره من المتأخرين من المصادر الأمهات التى كان عليها المدار ف 


'- النشر 333/1. 

*- شرح المنتوري 262-263 -مخطوط الحزانة العامة رقم 518. 

تقل عنه ذكر الخلاف في ميم الجمع لقالون في شرح الدرر اللوامع» وذكره في الباب نفسه وفي ذكر تسهيل أخرى الهمزتين 
المفتوحتين في كتابه "بيان الخلاف والتشهير وما جاء في المرز من الزيادة على التيسير.." 

4 يوجد مخطوطا في مكتبة نور عثمانية بأسطامبول تحت رقم 53- بروكلمان 518/1 والملحق 721/1. 

د يميز عادة في كتب القراءات بين مؤلفه أبي الطاهر إسماعيل بن خلف. وبين إمام آخر يلتبس به هو أبو طاهر عبد الواحد بن 
عمر بن أبي هاشم البغدادي (ت349ه) وهو مؤلف كتاب "البيان في القراءات السبع" ومن أكابر أصحاب أبي بكر مجاهد 
صاحب "السبعة في القراءات"» فيخالف بين كنيتيهما بتنكير كنية "أبي طاهر" وتعريف كنية "أبي الطاهر" وزبادة وصفه ب 
"صاحب العنوان" دفعا للا لتباس. ١‏ 

ومع تباعد ما بين الإمامين زمانا ومكانا فإن بعض حققي كتب التراث من المشارقة قد خفي عليهم ذلك حتى ظنوهما واحداء هذا 
مع أن أبا طاهر بن أبي ي هاشم البغدادي إمام كبير من جلة أهل الأداءء ويرد اسمه وكنيته في مسائل الخلاف مقرونا مع نظراثه 
كقول صاحب النشر في باب "هاء الكناية" : "وقال الداني إنه هو الذي ذهب إليه أكثر العلماء من القراء والنحويين -قال : 
وهو الذي أختاره وأقول به» وهو قول أبي محمد اليزيدي وأبي حاتم النحوي وأبي بكر بن مجاهد وأبي الطيب أحمد بن يعقوب 
التائب وأبي طاهر بن أبي هاشم وأبي بكر بن أشته وغيرهم من الجلة -النشر 304/1. 

فهكذا ذكره الداني بين كبار الأئمة من أهل طبقته» وعده في "المنبهة" معهم أيضا فقال مستعرضا لهم في باب "القول" في أهل 
الأداء" : " وأحمد بن جعفر الحربي - وابن أبي هاشم النحوي. 

لكن محقق كتاب "الكشف في القراءات السبع " لمكي بن أبي طالب الدكتور محيي الدين رمضان لما وجد مؤلف الكشف يذكر 
اختيارات أبي طاهر في كتابه ظنه يعني "صاحب العنوان"ء وبناء على هذا الخطأ اهتم بمترجمناء فقال عند ذكر "أبرز معاصريه 
وشيوخه": ومن أنداده أبو طاهر الأنصاري إسماعيل بن خلف» وهو عالم مقرئ وي تصدر لاختصار كتاب "الحجة" لأبي علي 
الفارسي كما فعل مكيء وتوفي سنة 455 (مقدمة المحقق للكشف: 8/1) ثم لم يلبث أن جعله من شيوخ مكي فقال في مقدمة 


002 


القراءة والإقراء وفي دراسة مسائل الخلاف بين الأئمةء وأكثر ما يذكر اسمه مقترنا بوصف 





تحقيق الكشف : " فقد ذكر أنه قرأ على أبي الطاهر إسماعيل بن خلف وأبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون "الكشف 
-مقدمة التحقيق 35-36. 

ف أجد لما ذكره ونسبه لمكي أثرا في الكشف بجزءيه. وإنما الموجود فيه ذكر اختيارات أبي طاهر بن أبي هاشم» وهكذا جعله مرة 
من أنداده, ومرة من أشياخه. مع تفاوت الزمان والمكان بينهماء ومع أن مكي بن أبي طالب ولد -كما في ترجمته الآتية سنة 
55 وتصدر للإقراء والتأليف قبل التسعين بعد الثلامائة. وقد ذكر في أول الكشف 3/1 ما يدل دلالة صريحة على بلوغه 
مستوى الإمامة قبل هذا التأربخ: إذ جاء فيه أنه ألف كتاب "التبصرة" بالمشرق سنة 391ه", وهذا التاريخ متقدم على وفاة 
صاحب العنوان بأريع وستين سنة لوفاته سنة 455 ولعله عند تأليف مكي للتبصرة في سن الرضاعء فكيف يعقل أن يكون مع هذا 
من شيوخ مكي» يضاف إلى هذا أن مكيا ذكر أبا طاهر في "التبصرة" أيضاء لكن حقق الكتاب -وهو بحقق الكشف نفسه- فقد 
مر به مرورا عابرا دون أن يعلق عليه بشىء وذلك عند ذكر "الوقف" على الممال في كتاب "التبصرة" ص 136 حين قال : " 
وقد ذكر أبو طاهر أن الإمالة في الوقف أضعف وأقل لضعف الكسرة" . 

ومرة أخرى قال في التبصرة عند ذكر أحكام اجتماع الهمزتين من كلمتين ص 99 : وقد جود أبو طاهر هذا الفصل ...» لكن 
المحقق هنا ترجم لأبي طاهر المذكور على أنه محمد بن الحسن الأنطاكي» وهذا منه تخليط بين الأئمةء والنزاهة تقتضي منه التوقف 
ونا ا كن يعون عاق ا عا ر بو قلاف قر افد ١ ١‏ 

وهكذا وبناء على هذا الخلط أشار المحقق في الكشف إلى اختيارات أبي طاهر بن أبي هاشم في " فهرسة الاختيارات" على أنها 
لأبي الطاهر إسماعيل بن خلف - الكشف ** 456/2. 

وقد استوقفني هذا وأنا أكتب عن الإمام مكي» فساءني أن يتعلق هذا الخلط به وهو أحد فحول المدرسة المغربية» وم أكن يومئذ 
أتصور حجم ا خط في حقه. وظننته خطنا عابرا لن يكون له أثر في القراءء فلما ظهر كتاب "العنوان" مطبوعا وجدت الدكتورين 
اللذين قاما بتحقيقه قد اعتمدا ما كتبه وزادا عليهء فقالا في معرض الحديث عن مكانة الكتاب ومؤلفه : " فهذا أبو محمد مكي بن 
أبي طالب القيسي (ت 473) معاصر أبي الطاهر وندهء يشير إلى جملة من اختيارات أبي الطاهر في القراءات السبع بكثير من 
الإكبار والنصفة" ثم أشار المحققان لتوثيق قولهما في الهامش با يلي "في كتابه : الكشف عن وجوه القراءات وعللها وحججها 
455-2- مقدمة تحقيق كتاب العنوان للمحققين الدكتور زهير زاهدء والدكتور خليل العطية من كلية آداب جامعة البصرة 
بالعراق ص 10. 

ويقطع النظر عن الخطأ الوارد في ترقيمهما للإشارة الأولى -فالصحيح أنهما يريدان ما ذكره محقق الكشف في الصفحة 8/1 من 
قوله : ومن أنداده أبو طاهر الأنصاري إسماعيل بن خلف ...", فإن إشارتهما الثانية إلى الصفحة 456 من المجلد الثاني من 
الكشف إنا هي في الحقيقة إشارة إلى فهرس الاختيارات التي ذيل بها محقق الكتاب تحقيقه, فأفرد لكل إمام جملة ما ورد ف 
الكتاب من اختياراته» ورتبها على أوائل أسمائهم فذكر اختيارات أبي طاهر تحت اسم إسماعيل بن خلف ظنا منه أنه المرادء 
وهكذا ذكر المواضع الثمانية الواردة قي الكتاب مبتدئا بأولها هكذا "إسماعيل بن خلف أبو طاهر : ( مالك ) 32/1, ( خدع ) 
71 ( يكذبون ) 228/1 إلخ ... فحول جيمع اختيارات أبي طاهر بن أبي هاشم البغدادي لمساب أبي الطاهر السرقسطي 
صاحب العنوان» ثم جاء محققا كتاب "العنوان"ء فقلداه واعتمدا عليه في هذا الخلط دون أن يتجشما تحقيق ما نسب إليه» ولو 
حاولا ذلك بأيسر جهد لوقفا على غلطهء لأنه نسب إلى صاحب العنوان ما لم يذكر منه حرفا في كتاب العنوان : ففي المثال 
الأول ( مالك ) : قال مكي في الكشف 32/1. وأيضا فإن "مالكا" بألف هو اختيار أبي حاتم وأبي طاهر وغيرهما -كتبها 
المحقق ( أبي الطاهر ) وعلق بالهامش فقال :" اسم أبي الطاهر إسماعيل بن خلف..." 

أما صاحب العنوان فلم يذكر اختيارا له في المسألة» وإنما قال بالحرف :" (مالك يوم الدين ) : عاصم والكسائي" العنوان 67. 
وهكذا أيضا في المثال الثاني : ( وما يخادعون ) قال مكي : " قال أبو حاتم : العامة عندنا على ( وما يخادعون) وهي على 
قراءة يى بن وثاب والأعمش وهي اختيار ابي عبيد وأبي طاهر وغيرهما " -الكشف 227/1. 

أما صاحب العنوان ققال في "العنوان" 68: ( وما يخادعون إلا إنفسهم ) بالألف : الرميان وأبو عمروء ولا خلاف في الأول 
أنه بالألف ". هذا كل ما ذكره وم يعين اختيارا ولا غيره» وهكذا في باقي الأمثلةء مما يدل على أن صاحب العنوان لا علاقة له 
ما ذكر صاحب ”الكشف"ء وأن تلك الاختيارات هي كلها لابن أبي هاشم البغدادي. لا لأبي الطاهر صاحب العنوان. 


493 


"صاحب العنوان". وربما قيل فيه "أبو الطاهر صاحب العنوان "جمعا بين كنيته وکتابه 
ودفعا لالتباسه بغيره ممن بشترك معه في الكنية والاهتمام. 

وقد اتسعت العناية بالكتاب منذ ظهوره في حياة مؤلفه» وعلى الأخص في بلاد 
مصرء لأنه يظهر أنه بتأليفه له في حجمه قد سد فراغا كان في حاجة إلى من يسده. وذلك 
لطول المصنفات الموجودة في الأيدي وظهور الحاجة إلى مصنف يفي بالحاجة يتمكن طلاب 
القراءة من اا واا عنس اة 1 


ومن هنا كانت عناية المصريين والشاميين بروايته وحفظه. والقراءة بمضمنه والإقراء 


وقد اشتهرت أهم رواية للكتاب على يد ولده جعفر الذي قرأ به عليه ومن طريقه 
عنه أسنده ابن الجزري في النشر في جملة ما أسنده من مصنفات الأى:() 
وذكر ابن خلكان من مظاهر العناية به في المشرق أن عمدة الناس فى الاشتغال بهذا 
١ 0 .)2( f‏ 
الشأن عليه 


وقال ابن الجزري في منجد المقرئين : " وكان أهل مصر أكثر ما يحفظون " 
العنوان" 
لأبي الطاهر مع مخالفته لكثير مما تضمنته "الشاطيه" © 

وقال أبو العباس القسطلاني : "وكان أهل مصر كثيرا ما بحفظون "العنوان" حتى 
ظهرت الشاطبية" (4) . 


ولا أدل على توافر العناية من لدن المشارقة إلى وقت قريب من توافر نسخه 


المخطوطة في الخزائن الرسمية بصورة تلفت ال (© مما يسر طبعه ونشره في جملة ما طبع 
ونشر من كتب القراءات المعتمدة © . 





' - النشر : 65-64/1. 

* - وفيات الأعيان : 55/1 ترجمة 36. 

3 - منجد المقرئين : 53. 
*- لطائف الإشارات لفنون القراءات : 1. 

ذکر صاحب "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط" نشر المجمع الملكي بالأردن وجود 25 نسخة مخطوطة في 
أمكنة مختلفة للكتاب -الفهرس الشامل.. 86-82/1. 

0 حققه الدكتور عبد المهيمن طحان وقدمه رسالة للحصول على شهادة الماجستير -ذكره في مصادره التي اعتمدها في آخر 
دراسته التي نشر ملخصا منها تحت عنوان "الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان في القراءات السبع" ص 108 وأظنه لم 
ينشر تحقيقه حتى الآن, وقد اعتمدت في هذه الدراسة تحقيق الدكتورين الآنفي الذكر على ما في تحقيقهما من ثغرات وأخطاء 
خصوصا في مقارنتهما له بكتاب "التيسير" لأبي عمرو الداني. ١‏ 


494 


بينه وبين بعض المصنفات ف موضوعه. وشرح مقاصده فيه : 


فمن الأوضاع العلمية عليه : 

-شرحه الكبير للعلامة المقرئ عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر بن نجدة 
الجذامي المصري ( ت 649 ) قال ابن الجزري :"شرح كتاب العنوان في مجلدات وقفت على 
الأول منها 0 

وما يزال هذا الشرح محفوظا في عدة نسخ في بعض الخزائن الرسمية . 

و ا "137و" افوان" لأ وكياء سين 
أحنية الأندلس ت 0770 

وكات امسن القرئ التهرين على ها اختضن. به "العنوان"” و"الشاطبية” 
و"التيسير" 
ى الحسن على بن عبد الرحمن الكنانى البلبيسى (ت 779 هم ). 

-وكتاب تحفة الإخوان في الخلف بين "الشاطبية" و"العنوان" للحافظ ابن 
الجرري ( ت833 ه). 

أما على مستوى الرواية في المشرق فقد سارت به الركبان» واهتم بروايته الكبار : 

فممن رواه عن مؤلفه ولده جعفر بن إسماعيلء ومن طريقه رواه مقاتل بن عبد 
العزيز البرقي نزيل الأسكندربة» سماعاء وسيأتي في الرواة عن أبي القاسم بن الفحام الصقلي 
ماح" السرويدى الوا ا 

-وممن رواه انشا عن مؤلفه نلميذه المختص به أبو الحسن بحيى بن علي بن الشاب 
المصرى 17 قال ابن الجزري :"وعنه انتشرت طريقه" ©). وقد أسنده ابن الجزري نفسه من 





'- غاية النهاية 391-392/1 ترجمة . 

2. المراد ب "القصيدة” أو "القصيد" أو "الشاطبية" إذا أطلقت قصيدة "حرز الأماني" للشاطبي. 

”. يوجد مخطوطا في بعض الخزائن» وهنه نسخة تبت سنة 777 هد توجد يجامعة إسطميول بتركيا تحت رقم 2192 صفخاتها 34 
-وبمعهد المخطوططات نسخة تحت رقم 5-ينظر في ذلك "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط -نشر المجمع الملكي 
بالأردن 290/1 - ومعجم الدراسات القرآنية المطيوعة والمخطوطة لمرهون الصفار مجلة المورد العراقية مجلد 10 العدد 3-4 السنة 
2 ص 408. 

“- منه نسخة مخطوطة بالجامع الكبير بصنعاء ( الأوقاف ) تحت رقم 1752-الفهرس الشامل للتراث... 290/1. 

“- منه نسخة مخطوطة بالخزانة التيمورية بمصر تحت رقم 206-ونسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم 19409 ينظر في ذلك "معجم 
الدراسات القرآنية - جلة المورد أعلاه ص 9 -ومقدمة تحقيق "التمهيد" لابن الجزري لغانم قدوري حمد ص 18. 

“- ينظر عن روايته غابة النهاية 308-309/2 ترجمة 3642. 


495 


طريقه وقال : "وهذا إسناد عال صحيح تسلسل لنا بالمصريين وكصر إلى المؤلف 0 ثم 
ذكر ابن الجزري له طرقا أخرى في القراءة بمضمنه مسلسلة بالقراءة والتلاوة والسماع من 
الممد" (3 . 


يها 


"العنوان" بسند عال ولله الحمد" . وذكر الذهبي فيمن كان يحفظه إبراهيم بن إسحاق 
الوزبري ( ت684 6). 
-وأما عناية المغاربة بروايته فيبدو أنه جاءت متأخرة بالقياس إلى روايته بالمشرق. 


وبدل على تقدم معرفة المكثرين منهم به ذكر أي جعفر بن الباذش ( ت 540) له 
في أول كتاب الإقناع» حيث قال موريا بأسماء كتب القراءات :"وإني تأملت كتابي 
الشيخين الإمامين : أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي» وأبى عمرو عثمان بن سعيد . 
ايلاتي 6 ا ماعا د 7 اف 
وتاطنيم لواد اا ف 

فقوله "للعنوان" تورية باسم الكتاب المذ كور فيما يبدو . 


ولعل أقدم من تعرف على مؤلفات أبي الطاهر من المغارية هو أبو حفص عمر بن 
خلف الأندلسي» إذ ذكر المراكشي في ترجمته أنه "شرق ولقى أبا الطاهر إسماعيل بن 
خلف بن سعيد بن عمران المقرئ»ء وسمع عليه اختصارٌ الحبجة 19) سنة 446 وكان مقرئا 
مجودا : 





'- ترجمته في غابة النهاية 375/2 ترجمة 3858. 

”- غابة النهاية 164/1 ترجمة 763. 

(- النشر 64/1. 

“- معرفة القراء الكبار 341/1 طبقة 11 ترجمة 3. 

“- معرفة القراء الكبار 559-560/2. 

ُ هو أبو عمرو الدانيء ونسبه قرشيا لأن ولاءه لبني أمية كما في ترجمته في المصادر. 

3 كذاء والظاهر أنه حرف عن "الاسمين" أو "لاسميهما" وما أثبته حقق الكتاب موجود أيضا في نسخة مخطوطة باخزانة العامة 
بالرباط تحت رقم 6 ورقة 1. 

“- الاقناع في القراءات السبع 48/1. 

”- ذكر بعده في مقدمته ما يشبه هذا في قوله : " إلى ما يتبع ذلك من تفسيم قسيم» وتفصيل أصيل وقيبز وجيزء وتنبيه نبيه 
"ص 50- فقوله تفصيل وقييز ووجيز وتنبيه كلها أسماء سميت بها كتب في القراءات. 

N‏ تقدم في مؤلفات المترجم. 

3 الذيل والتكملة السفر الخامس القسم الثاني 446- ترجمة 767. 


496 


آل عنه أيضا SS‏ ابو 
بن نحمد وى لقيو نا لف "لقنم و"المفيد" 0 


- وممن ذكره من أئمة القراءة بالمغرب الإقام الرحالة أبو عبد الله بن رشيد 
السبتي ( ت 721 )» فقد جاء في رحلته قوله : "وممن لقيته بتونس مقدمي من المغرب» 
ا المقرئ اللغوي النحوي المتفنن أبو جعفر أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف الفهري 
اللبلي 77) أحد مشاهير أصحاب أبي علي الشلوبين (6) 

تم تحدث عن مشيخة اللبلي وفهرسته وما تضمنته من كتب القراءات وغيرهاء فذكر 
منها" كتاب العنوان في القراءات" -قال يعني اللبلي- : "قرأته بدمشق على علم الدين 
القاسم بن أحمد بن الموفق الأندلسي اللورقي ء حدثني به قراءة بالقاهرة عن الإمام أبي 
الوذ غياث بن فارس بن مكي اللخمي ( قراء : منه على الشيخ الشريف الخطيب أبي الفتح 
ناصر بن الحسن الحسني( ° قراءة منه على أبي السين ابن الحشاب ‏ عن مؤلفه. قال 
اا 


قا ا عل الشرؤت يفيت الدين ار ب خرو الى 7 بين العف 
المذ كور عن الشيخ أبي الحسين بحيى بن علي بن الفرج الشاب عن مؤلفه. 

قال ابن رشيد : " وكان برنامج الشيخ الذي خصت منه هذه الأسانيد تنقصه من 
آخره ورقة أو اثنان 3 


ولم يذكر ابن رشيد أنه قرأ عليه به ولكنه ذكر أنه "أجاز له جميع مروياته 
ومقولاته ولبنيه أب القاسم محمد وعائشة وأمة اللهى وكنب خطه ف السابع والعشرين 
من شهر ربيع الأول عام 8 007 


'- غاية النهاية 562/1 ترجمة 2296. وترجمة تلميذه أحمد بن خلف في غاية النهاية 113/1 - 114 - ترجمة 522. 


2- له فهرسة مطبوعة. 

(- هو عمر بن محمد بن عمر أبو علي الشلوبين تزيل أشبيلية وغويها المتصدر بها توفي سنة 546. ترجمته في وفيات الأعيان 
1 -وإنباه الرواة 335-332/2 ترجمة 509 - وبغية الوعاة 224/2 ترجمة 1855. 

“- سياتي في شراح الشاطبية. 

*- ترجمته في غاية النهاية 4/2 ترجمة 2542. 

“- غاية النهاية 330-392/2, وقد ذكر فيها من روى عنه "العنوان " ترجمته 3714. 

- هو يحيى بن علي بن الفرج من أصحاب أبي الطاهر كما تقدم . 

“- لم يترجم له الذهبي في معرفة القراءء ولا ابن الجزري في الغايةء وم أقف على ترجمته. 

“- ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة لأبي عبد الله بن رشيد : 209/2 -250 ترجمة 7. 

*- المصدر نفسه 209/2 


497 


عرض موجز لكتاب العنوان : 

يقع الكتاب في طبعته الثانية ‏ في 225 صفحة, استغرق متن التأليف منها 176 
صفحة: وباقي الصفحات لمقدمة التحقيق ولوحات النسخ والفهارس» وأوله قوله : 

"المد لله الذي أنشأنا بقدرته» وهدانا للإسلام وفطرته» وفضلنا محمد وشربعته. 
صلی الله عليه وعلى عترته. 

أما بعد : فإنى ذاكر في هذا الكتاب ‏ إن شاء الله ما اختلف فيه القراء السبعة 
المشهورون من أئمة الأمصار بإيجاز واختصارء ليقرب على المتحفظين المعنيين بهذا الشأنء 
دون الأغمار المبتدئين والغلمان» إذ كنت قد جعلت كتابي المترجم ب "الاكتفاء" كافيا 
للمتناهي والمېتدئ» فبسطته ۶7 بسطا لا يشكل على ذي لب سوي» فجعلت هذا المختصر ك 
" توان وال رجه غه ن اور هذا اكان وف هه عدت ف غت الف عن 
منهجيته فيه فقال : 

"فإذا اختلف القراء على ترجمتين في الحرف. ذكرت ترجمة الأقل منهم وأمسكت 

عن ذكر الباقين, تقليلا للفظ. وتوطئة للحفظ, وإذا اختلفوا على ثلاث تراجم فأكثرء 

ذكرت جميعها خيفة اللبس والإشكال» وأقرنت عن ذكر انيدي ف هذا 6 إذ 
كنت قد بينتها في كتاب "الاكتفاء"» فمن أراد شيئا منها ألتمسه هناك إن شاء الله 
تعالى". 

e IAS‏ تمقف عونا A‏ ع و ا 

ثم بدأ بباب "ذكر الأئمة السبعة" فاكتفى بسرد أسمائهم وأنسابهم هكذا : " 


وهم عبد الله بن كثير المكي» ونافع بن أي نعيم المدني... إلخ ثم أعقبهم بذكر روايتهم 
فقال :" فعن ابن كثير البزي وقنبل» وعن نافع ورش وقالون» وعن ابن عامر ابن ذكوان 


'- الطبعة المشار إليها هنا هي الطبعة الثانية بتحقيق وتقديم الدكتورين : زهير زاهدء وخليل العطية من كلية الآداب بجامعة 
البصرة بالعراق - ونشر دار "عالم الكتب" بيروت بتاريخ 1406 ه 1986 م وقد وضع بين قوسين كبيرين أنها طبعة منقحة. 

والمق أن الطبعة مثال واضح على الرداءة وكثرة التحريف والتشويه وإسقاط المروف والتقديم والتأخير ولا يتسع المجال لإيراد 
جميع القائمة التي دونتها عند قراءة الكتاب» ففي ص 41 مثلا في السطر 10" يضمان الهاء الميم" الصواب والميم. وفي ص 46 
س 9 "وفيهما ( قل آلله أذن لكم) والصواب :وفيها". وفي ص 47 في السطر الأخير "جعلوها من الهمزة والحرف" الصواب" 
بين الهمزة" وفي ص 54 س 1 "المؤودة" والصواب: "الموءودة" وفي س 5 منها "وبشمها في المجرور المضموم" -والصواب"- 
"والمضموم”. وفي ص 55 وقبلها ضمة أو كسرة قبلها حرفا من جنس حركة ما قبلها عام "والصواب "قلبها حرفا" بتقديم اللام 
على الباءء وفي السطر قبل الأخير "نحو شيئان" والصواب "شنئان". وهكذا والقائمة طويلة أما أخطاء التحقيق فستأتي. 

2- كذا ولعل الصواب ما أشار إليه المحققان بالهامش بأن في أ " و بسطته". 

(- هذا مثال على تهافت المحققينء فإنهما أثبتا هذه الجملة هكذا: "وعني تفسير آية بخدمته" ص 39 وعلقا عليها بقولهما 
"ساقط من" أ " وعبارة تفسير آية " لم ترد في ج ". ولا أدري كيف فهما مراد المؤلف وعلى أي وجه. 

“- العنوان 40-39. 


498 


وهشام...إلخ ثم عقد فصلا لذكر اصطلاحه في الإشارة إليهم في الكتاب فقال : "فصل" 
فإذا قلت : "المرميان" فهما : حمزة و الكسائي» وإذا قلت : "الأبوان" فهما أبو 
عمرو وأبو بكر عاصم "ء وإذا قلت : "الأخوان" فهما : حمزة والكسائي وإذا 
قلت :"الكوفيون" فهر :: عاض وحفرة والكساتي» فاع داق" 00 

ثم بدأ المؤلف في ذكر قسم "الأصول" فقال : " باب اختلافهم في الأصول 
المطردة, اورد ف الباب اصل حمزة والكسائي ف E‏ ر و3 ا بيع 
الهاع. ثم أردفه بفصل في ضم ميم الجمع لابن كثير في الوصل مع وصلها بياء أو واوء قال : 
'"'ونابعه ورش إذا جاءت بعد الميم همزة خو "عليهم آنذرتهم 4 "ومنهم أميون" وما أشبه 
ذلك" . 

ثم انتقل إلى بحث "فواتح السور" فذكر إجماع القراء على ترك مد ما كان من 
اف فواتح ال على خرف ف إل جو و ل 1 3 كان E‏ )3( وعلى المد فيما 
كان منها غل ثلا ئة أحرف أوسطها حرف مز ولين نحو 7 و"ميم" و"صاد" و "قاف" 
و "نون" وعلى کين العين من ''كهيعص" و"حم عش" من أجل حرف اللين» ولا يمدون 
f ٠. 5‏ )4 
لأنه ليس حرف مد 

ثم نابع الأصول فتحدث عن باب هاء الكناية"» ثم عقد بابا ل "المد و القصر" 
فقال: "قرأ الرميان إلا ورشا وأبو عمرو بإشباع المد في حروف المد واللين إذا كانت 7 
الهمزة ف كلمة وأحدة خو "ولىك" و"الملائكة" و وما أشبه ذلك ويترك ( 
مدهن إلا بمقدار ما فيهن من المد واللين إذا لم تكن مع الهمزة في كلمة واحدة, نحو "وما لنا 
ألا نتوكل", و"قالوا ءامنا" و"في أنفسكم" و نحو ذلك, لا يمدون كلمة لأخرى, الباقون 
بالمد المشبع في ذلك كله من غير اعتبار كلمة أو كلمتين» وأطولهم مدا حمزة وورش" ©" 


ا على المحققين أن عاصما يكنى أبا بكرء فلذلك ‏ فيما يظهر ‏ زادا كلمة " عن" فكتبا" وأبو بكر عن عاصم"» 'توهماه 
أبا بكر شعبة بن عياش أحد الراوبين عن عاصم. 

2- العنوان 41-40. 

2 كتبت في المطبوعة بالهمز "راء" و "ياء" و ا وهو خطأء لأنها ف القراءة تنطق دون همز في مئل الر- المر امن م حم 


“- العنوان 42. 

ظن المحققان أن قوله "وأبو عمرو" معطوف على قوله "إلا ورشا" فحسباه مستثنى معه عن إشباع المد في قوله: "قرأ الحرميان 
إلا ورشاء وأبو عمرو بإشباع المد...إلخ", فعلقا بالهامش بقولهما: "كذا في الأصول وهو جائز على الحكاية "-العنوان- هامش 
رقم 2 من الصفحة 43 فالتفت المحققان إلى القاعدة النحوية ولم يرجعا إلى مذهب أبي عمرو في قصر المنفصل كما جاء في 
كتب القراءات المتداولة. 

“- في المطبوعة "الخائفين" ول ترد في القرآن إلا مفكرة دون أل. 

- في المطبوعة "وبترك " بالياءء ولا يصح لأنه يوهم اتفراد أبي عمرو به عن الباقين. 

8 


499 


ثم قال مفردا المذهب ورش في مد البدل : ا وكان ورش يشبع المد في حروف 
المد واللين الواقعة بعد الهمزة. غو نحو "ءانت" و ا و "ءاويناهما" و "السيئات" و "أونينا 


SAS وما‎ LAs E 


ثم انتقل إلى مياحث الهمز فعقد "باب e‏ ف الهمزتين من كلمة واحدة" 
ا "باب اختلافهم في الهمزتين من كلمتين" ب "باب نقل ورش لركة 
الهمزة 3 ثم انتقل إلى الهمزة المفردة فعقد 0 فصول» ls‏ مذهب حمزة 
لح ا اي "وضمنه عدة فصول )3( 

ثم انتفل إلى 2 الإدغام, فذكر إدغام دال "قد" و "ناء التأنيث" و "لام 
هل وبل "ومادة" لاا © 

وانتقل إلى "باب الول الساكنة والتنوين " ومبحث الغنةء ثم أتبعه "باب الإمالة" 
وما اتفرد بإمالته الكسائي ثم انتقل إلى "مذهب ورش في ترقيق الراء" 7 ثم "مذهب 
الكسائي في إمالة ما قبل 7 التأنيث في الوقف " يي "باب الروم والإشمام الا 
حم ل aE‏ أخيرا ضمنه مذهب ورش في تفخيم اللام 97), ثم تحدث عن 
المختار من "الاستعاذة" والخلااف بين السبعة ف "التسمية" » وبه ختم قسم الأصول 
المطرد:©. 

تم انتقل المؤلف إلى القسم الثاني من الكتاب فقال:"باب اختلافهم في فرش 
الحروف" وعنون أعلاه "بفاتحة الكتاب " وقال متحدثا عما فيها من حروف الاختلاف: 


"مالك يوم الدين" بالألف, عاصم والكسائي. 
"السراط والصراط "حيث وقعا قنبل. 


'-العنوان 43. 

العنوان 44. 

نفسه 47. 

“- العنوان 56-53. 

-العنوان 57-56. 

“- العنوان 63-62. 

أنفسه 65-64. 

“زكرت احتمال كونه استدركه بناء على أنه لم عله عقب الراءات أو باب الإمالة كما تعودنا أن نجده في كتب القراءات. 
“-العنوان 5 ولم يذكر للأستعاذة بابا ولا فصلاء وكذلك للبسملةء بل إن المحققين للكتاب قد وضعا لفظ "التسمية" في آخر 
سطر من "الاستعاذة" هكذا: "وبه قرأت وبه آخذ, التسمية ص 65 وكان الالتزام بمنهجهما في التحقيق يقتضي فصل التسمية 
بمفرده وكتابة "التسمية" عنوانا له. 


500 


الباقون بالصاد, وكان خلف يشم الصاد الزاي حيث وقع, وأشم "خلاد هده 
السورة فقط". ْ 

ثم انتقل إلى فرش حروف سورة البقرة» فساقها تباعا على الطريقة نفسهاء ثم سار 
على دلك في باقي السور إلى أن حتم بذكر فرش حروف سورة "الإخلاص" ثم ذكر التكبير 
للبزي عن ابن كثير. وختم الكتاب بقوله : 

" وقد اختلف عنه في لفظ التكبير. والذي أختاره من ذلك "الله أكبر" لا غير» ويه 
قرأت» ويه أخذ "تم الكتاب والحمد لله كثيرا كما هو أهله ومستحقه. وصلى الله على 
عمد بيه وغل آله الطبين ول ا 010 


ذلك عرض موجز لمحتويات الكتاب يعطينا صورة تقريبية عن موضوعه ومباحثه 
ومنهجه في ترتيبه لمباحثه. . 

شخصية المؤلف في كتاب "العنوان" وملامح مدرسته الأدائية في بعض ما ذكره من 
أصول رواية ورش عن نافع : 

ويتبين من مقارنة كتاب العنوان إلى غيره من كتب الأقطاب» أنه في الجملة كتاب 
ختصر جداء ولا يمائله في حجمه إلا "تلخيص العبارات" لأبي علي بن بليمة القبرواني 
وهو متأخر عن زمنه. ومع هذا الإيجاز فإن الكتاب قيم في مباحثه وطرافة بعض ما فيه من 
مذاهب أصولية, الأمر الذي لفت إليه أنظار طائفة من أثمة القراءات-كما قدمنا-فتتبعوا 
مسائل الخلاف بينه وبين كتاب "التيسير" و"الشاطبية" وغيرهماء إلا أن الملاحظ أن 
شخصية مؤلفه ليست من البروز فيه بالقدر الذي رأيناه مثلا عند ابن عبد الوهاب صاحب 
المفتاح في تابه مع أن كل واحد منهما قد جعل كتابه مختصرا لما توسع فيه في غيره من 
كتبه. كما أن حجمه يقارب حجم كتاب "التيسير" لأبي عمرو الداني؛ وهذا الكتاب 
بالقياس إلى كتابه أوفى وأوعب وأكثر تعبيرا عن شخصية مؤلفه كما هو معهود في كتب 
أبى عمرو الدانى كما سنقف عليه في بحث خاص به بعون الله. 

ومع هذا فإن أهمية الكتاب تبدو في قيزه ينمطه الخاص في كيفية العرض وترتيب 
المباحث, بالإضافة إلى مخالفته في كثير من أصول الأداء-ولا سيما في رواية ورش التي تعنينا 
5 هذا البحث-للطرق المتعارفة والمشهورة. وقد تأتى لى من خلال دراستى للكتاب أن أقف 
على بعض الملاحظات أسجل منها ما يلي : ا , 


أ-العنوان 215. 
501 


1-أنه خالف الترتيب المعتاد في كتب القراءات» فقدم وأخر في المباحث الأصولية 
ومن أهم ما يلفت النظر عنده تأخيره لمبحث "الاستعاذة" ومبحث "البسملة" إلى ختام 
قسم "الأصول" " على عكس عامة المؤلفين المغارية من القيروانيين والأندلسيين.©) 

ب-عقد لفواتح السور "مبحثا خاصا تحت هذا العنوان» وقدمه على باب المد 
وأتبعه بمبحث هاء الكناية, ثم باب المد والقصر. وكان المنهج يقتضي أن يدرج "فواتح 
السور" في هذا الباب, لأنه به أليق» ولكنه فيما يبدو رتب الأبواب على حسب ترتيب 
السور ف المصحف فذ کر الأصول المطردة ف سورة الفاغة أي الضمير ف "عليهم", والخلااف 
في ميم الجمع» كر "فواتح السور" ثم هاء الكناية في "فيه هدي" ثم أأتبع ذلك ب 
"باب المد والقصر". وكان يلزمه على هذا أن يتعرض لمبحث الراءات في سورة الفاتحة 
لوقوع "الصراط" و "صراط" فيهاء وأن يقدم الحديث عن المد على ذكر الفواتح» لتقدم 
ذكر "الضالين" وهكذا. 

ج-الملا حظة الثالثة أنه : يتعرض لبحث "الإدغام الكبير" لبي فزق وقد 58 
ابن الجزري في جملة من لم يذكره في مؤلفاتهم ) ولعله لم يقرأ به من طرق كتابه فتركه لهذه 
العلة. 

د-أما الملا حظة الرابعة فهي ما يلاحظ من اختصاره الشديد في بعض الأبواب مثل 
"باب المد والقصر" وبحث الاستعاذة والبسملة بحيث اختصر القول فيها اختصارا لا مجد 
مثله في المؤلفات المعروفة. 

ه-تقليله من ذكر اختياره في مسائل الخلاف. حيث لم يتعرض لذكر الاختيار إلا في 
مواضع محدودة, منها قوله في سورة البلد : "وكان شيخنا-رحمه الله حيخير لأبي عمرو في 
كلتا روايتيه في ترك الهمزات السواكن وفي تحقيقهاء والذي قرأت به عليه لأبي عمر © 
الدوري بالهمزء وللسوسي بغير همز" . 


'- العنوان 65- وقد وافقه ابن الفحام في التجريد-لوحة 69. 

ج مثل التيسير للداني 17-16-والتبصرة لمكي 53-52 والكافي لابن شريح 6 بهامش المكرر للأنصاريء والمفتاح لابن عبد 
الوهاب-لوحة5, والهادي لابن سفيان -لوحة 3ء والإقناع لابن الباذش149/1 وشرح الهداية للمهدوي- لوحة 2-1 وتلخيص 
العبارات لابن بليمة 29. 

النشر 275/1. 

“ني المطبوعة "لأبي عمرو الدوري"ء وهذا تخليط, فإن الدوري أحد راوبى أبى عمرو وكنيته "أبو عمر". 

“-العنوان 52ء وذكر بعض اختياراته في مواضع أخرى يمكن الرجوع إليها في ص 215-184-63. 


502 


بعض مذاهبه الأصولية ف رواية ورش مما ثل ا مجاه مدرسته ف بعض الاصطلاحات 
والاختيارات : 

1-قوله بإجماع القراء على کین العين من "'كهيعص" و "حم ا من أجل 
حرف اللين-قال-: "ولا يمدون, لأنه ليس بحرف مد" ول يستثن من ذلك ورشا كما 
ا 

ب-مثل ب "الموءودة" و "إسرائيل" في جملة أمثلثه التي ذكرها بعد قوله: "وكان 
ورش يشبع المد في حروف المد واللين الواقعة بعد الهمزة...ء وا aE‏ 

ج-ذكر مذهب ورش في الزاء ا إذا كان ها كسرة أن بادا واد 
قرأها "بين اللفظين" ..ثم ذكر أنه "خالف أصله مع الكسرة في مواضع خمسةء ففتح الراء 
فيها: 

ا أن كوك فرت المكمون. ياء التفطن أو لاه غو رازن 
و"لرسوله", والثانى : الصراط و "صراط" حيث وقعاء والثالث : إذا كان بعد الراء ألف 
عه RE‏ ملعو تقو "وار "ابو AT‏ الراية ذا "كانيع الزاء 
آلف بعدها قاف مفنمومت غو "هذا فاق وا اى 151:2" كات بعد ارا الف بها 
E E‏ ان الله 

فاستثنى من أصل ورش القسم الأول وهو ما كانت قبله كسرة عارضة» فجعله مما 
خالف فيه أصله. وم يستثن أحد فيما أعلم-هذاء لأنه غير داخل حتى يستثنى» لأنهم إا 
يذكرون له ترقيق الراء "أذا وليها من قبلها كسرة لازمة". 





'-العنوان 42. 

-ذكر ابن الباذش في الإقناع 1 الخلاف في مد "عين في الموضعين مريم والشورى فقال: "فهذا فيه لهؤلاء المتآخرين قولان: 
منهم من يعده لورش وحده ولا يعده لسائر القراء» وهو مذهب أبي عبد الله بن سفيان» ومنم من يعده للجماعة» فإذا قلنا بعده 
للجماعة فيه فمنهم من سوى بينه وبين حرف المد وهو رأي ابن مجاهد, ومنهم من حطه عنه» وهو مذهب ابن غلبون وأصحابه" . 
ثم قال ابن الباذش:" ولا أعلم أحدا ترك مد "عين لورشء وإمًا ذلك لأنه يمد شيئا وبابه ومده لشيء" يوجب مده لعين". قلت: 
م يذكر المترجم مد شيء في باب المد وإنما ذكره في فرش امروف ص 68. 

“-العنوان 44. 

“كما لم يذكر استئناء خو "القرآن" و "الظمآن" و "مسؤولا". 

“-المراد الياء الساكنة خو "خيرا" و"خييرا". 

كفي المطبوعة "قرار" و "القرار" و هو تصحيف. 

”-العنوان 63-62. 

أ-بشرط اتصالها بها في كلمة كما في التيسير 56-55. 


503 


كما أنه ذكر في الأصل الثالث "إذا كان بعد الراء ألف بعدها راء مفتوحة أو 
مضمومة نحو "فرارا", و "الفرار". والقراء يعبرون عن هذا بقولهم "إذا تكررت الراء بفتح 
)ل 

ويفهم من اشتراطه في القسم الرابع أن يكون "بعد الراء ألف بعدها قاف مضمومة, 
أنه لا يرى غير القاف المضمومة موجبا للتفخيم. وذلك في قوله:بالعشي والإشراق" في سورة 
"ص". وقد مثل بها أبو عمرو الداني في التيسير في جملة ما خالف فيه ورش أصله 


2 0 


وقد روى الدانى في كتبه الأخرى ك "التمهيد " و"الإبانة" و"كتاب الراءات 
واللامات لورش "مذهب شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون أنه كان لا يرى التفخيم في 
"والإشراق" لأن حرف الاستعلا ء قد انكسرت صولته بالكسر فضعف, فعارضه الداني بنظير 
ذلك في مثل "إلى صراط مستقيم صراط الله" قال فالتزم الشيخ ذلك ول يزل عنه". 

وأما القسم الخامس مما ذكر أبو طاهر خروج ورش فيه على أصله ول يذكر فيه 
خلافا ولا نزاعاء فهو "إذا كان بعد الراء المفتوحة ألف بعدها عين مفتوحةء لخو "سراعا" 
و"ذراعا". فهذا موضع نزاع واسع في أمثلة أخرى استثناها المصريون والقيروانيون في 
الراءات لورش-كما سوف نراها عند ابن سفيان صاحب "الهادي" وعند أبى الحسن الحصري 
في قصيدته الرائية في قراءة نافع بعون الله. 

ولعل المترجم قد أخذ في هذه المسائل بموجب الاختيار. دون أن ينص عليه أو 
اقتصر على ما قرأ به على شيخه عبد الجبار الطرسوسي, وقد حذا به طلب الاختصار إلى 
عدم التعرض للخلافيات بإفاضة وتوسع. ولذلك تجده يقول في آخرما ذكره عند الراء 
المفتوحة: "وقد ذكر عن-ورش-اختلاف في غير هذه المواضع أيضاء والاختيار عندي ما 
تين 

-دحم يعقد للام بابا خاصاء واكتفى فيه بسطرين لخص فيهما مذهب ورش فقال: 
"اعلم أن ورشا كان يفخم اللام المفتوحة إذا وقع قبلها صاد أو طاء مفتوحتين أو 
ساكنتين.. نحو : "الصلاة و "يصلي" "و "سيصلون" و "ظلموا" و "من أظلم" وما 


ا 


أ-كقول ابن بري في الدرر اللوامع: "وفخمت في الأعجمي وارم وفي التكرر بفتح أو بضم 


“-التيسير 56. 
-تنظر النقول من هذه الكتب في شرح الدرر اللوامع للمنتوري: 284. 
“-العنوان 63. 
“-العنوان 65. 


204 


وم يذكر أبو الطاهر حرف الطاء في موجبات التفخيم ولا أشار إلى خلاف فيه 
والخلاف فيه وارد ومشهور"» فهذه كلها خصوصيات له في أصول رواية ورش خالف فيها 
جمهور المؤلفين. 

وأما في فرش المروف فقد ذكر لورش أيضا أمورا تجري مجرى الأصولء إلا أنها 
على خلاف المشهور. فمن ذلك ما قاله عن نافع في لفظ "طسم" "في أول الشعراء قال: 
"طسم بإمالة الطاء : الكوفيون سوى حفصء وقرأها نافع بين اللفظينء والباقون بالفتح, 
وكذلك أختاها"©., 

ققوله "بين اللفظين" يعني به "التقليل" "أي الإمالة" بين بين" وهذا غير مشهور 
عن نافع وإِنما روي عن ورش في "طه" و "طس" من طريق غير مشهورة ذكرها الداني في 
كتاب "الما 2 "3 

ومن ذلك ما قاله في "يس والقرآن": "أمال الياء الكسائي وأبو بكر وورش» 
وأظهرها الباقون"©, 

وهذا الذي نسبه لنافع ولورش خلاف المعروف والمشهور السائر الذي اقتصر عليه 
الدانى في أكثر كتبه. إلا أنه ذكر أن المصريين رووا فيه عن ورش إخلاص الفتح» والنص فيه 

5" 3 

ا 
وكذلك ما ذكره لورش في إدغام النون من هجاء "سين" في واو "والقرءان" فإنه 


۲ وعنه نون "نون" مع "ياسينا" أظهر, وخلف ورشهم ب "نونا" . 

ومن الطريف أن أبا الطاهر لم يذكر هنا خلافاء بينما ذكر في " ن والقلم" التي 
أشار ابن يري إلى الخلاف فيهاء الإظهار ققط ©. وهي مخالفة أيضا لما هو مشهور في 
كتب المغاربة. 

ولعل في هذا القدر كفاية في بيان أهمية الكتاب» وفي اعتبار صاحبه رأس مدرسة 
خاصة في أصول رواية ورش لو تتبعنا تفاصيلها من خلال الكتاب لطال بنا المجال. 





أ-ينظر في ذلك مذهب أبي عدي صاحب ابن سيف» وخلف بن خاقان» وفارس بن أحمد شيخي أبي عمرو الدانيء وذلك في 
الإقناع لابن الباذش 340-339/1. وسياتي مذهب القيروانيين في ذلك. 

*- يعني بأختيها "طسم في أول القصصء وطس في أول النمل -العنوان 142. 

"- يظر في ذلك شرح المنتوري على الدرر اللوامع 241 نسخة الخزانة العامة بالرباط. 

“-العنوان 159. 

"نقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع 202 - 203 ١‏ 
“-العنوان 105. 


505 


وحسب الكتاب وصاحبه أهمية أن تكون مادته من جملة مصادر المحافظ ابن الجزري 
في نشره» لا تكاد مسألة من مسائل الخلاف بين أئمة أهل الأداء تعرض إلا أشار فيها إلى 


مذهب صاحب العنوان موافقا أو مخالفاء وقد حرص على التنبيه على بعض ما تفرد به عن 
باقي القراءء كقوله في أخذه بإمالة ياء "يس": 


وقطع له بين بين أبو علي بن بليمة في تلخيصه» وأبو طاهر بن خلف في 
تنا 1 


وكقوله في باب الإمالة عند ذكر "من قوم كافرين": وأماله بين بين ورش من طريق 
الأزرق» وفتحه الباقون, وانفرد بذلك-بالفتح-صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش نخالف 
سائر الناس عن( 


ومن ذلك قول ابن الجزري في الباب نفسه عند ذكر الطاء من "طس وطس": 
وانفرد أبو القاسم الهذلي عن نافع ببين اللفظين". ووافقه في ذلك "صاحب العنوان", إلا 
أنه عن قالون ليس من طريقن "5 

أصحابه والرواة عنه : 

لا جد مع الأسف اهتماما كافيا بتسجيل أسماء أصحاب أبى الطاهر الذين درسوا 
عليه وكانوا من رجال مدرسته من أهل مصر والشام وإفريقية والأندلس» وكل ما مجده في 
ترجمته في المصادر عبارات مجملة تشير في جملتها إلى كثرة الآخذين عنه. وأما المسمون 


-جعفر بن إسماعيل ولد وقد أشرنا إلى سماعه مع والده وقراءته عليه وقد 
رویت كتبه كالعنوان وغيره من طريقة. قال ابن الجزري: زق القراءة عن أبيه سماعا 
(6) 

وتلا وة . 


-جماهر بن عبد الرحمن الفقيه^. 


-علي بن كموس أبو الحسن الصقلي المقرئ") وقد تقدم ذكره. 





'-تلخيص العبارات 141. 
2 


- النشر 2 / 72. 
“-النشر 70/2. 


“هو يوسف بن علي بن جبارة البسكري صاحب "الكامل في القراءات" سيأتي في أقطاب المدرسة القيروانية. 
“-النشر 70/2. ولعل في قوله عن هذه الرواية من العنوان: ليست من طريقنا ما يرشد إلى سبب تركه لإسناد رواية قالون من 


طريق العنوان كما نبهنا على ذلك في ذكر ما أسنده له ابن الجزري في النشر من قراءات وروايات. 
“-ترجمته في غاية النهاية 164/1 ترجمة 763. 


"-الصلة لابن بشكوال 105/1 ترجمة 244. 


506 


-عمر بن خلف أبو حفص الأندلسيء تقدم أنه سمع منه كتاب "اختصار المجة" 

-يحيى بن علي بن الفرج المصري يعرف بابن الخشاب, أبو الحسين المصري "شيخ 
الإقراء بالديار المصرية "أستاذ ماهر صحيح الأخذ ضابط» قرأ على أحمد بن نفيس» وعلى 
أبي الفح أحمد بن بابشاذ الجوهري ب "التذكرة"» وعلى أبي الطاهر بن خلف مؤلف 
الان ريات عه 0011504 1 

وهكذا يكون أبو الطاهر رحمه الله قد مثل في البلاد المصرية قارئا ومقرئاء وأستاذا 
٤‏ العربية ومؤلفاء وشاعرا مفلقا وأدبيا" إماما في علوم الآداب"* إحدى حلقات صلة 
الوصل بين "المدرسة المغربية" في البلاد الأندلسيةء وبين المدارس المشرقية في مصرء من حلية 
أصلية» وواردة وافدة» فاستطاع من خلال هذا اللقاح الثقافي أن يمثل في الجهات المشرقية 
امتدادا مباركا لعطاءات هذا اللقاح» وأن يستثمر رصيده العلمي الرفيع والمتنوع في أكثر من 
مجال» ويسهم في القراءة وعلومها بنتاج علمي رفيع معبر عن إمامته, في هذه المعارف والعلوم, 
مبلور لما تأتى له من مستوى في استقلال الشخصية العلمية في التوجيه والاختيار» مما أهله 
لأن نعتده في عداد الأئمة "الأقطاب" في إطار المدرسة المغربية الجامعة, وأن نعتبر كتابه 
"العنوان" على ما به من وجازة من الكتب "الأمهات" التي سارت بها الركبان» وكان 
عليها المدار» وحسبه من الشفوف وسمو الشأن أن يتاح له التصدر لإمامة العلم في مسجد 
كمسجد عمرو بن العاص وأن يقرئ به الناس©, وفي بلد كمصر وفي زمان كان ما يزال 
حافلا بأعلام المشيخة المتخرجة في مدرسة ورش وروافدها من مختلف المدارس والبلدان 
والجهات. 


'-ترجمته في غاية النهاية 562/1 ترجمة 2296. 
“-يعنى التذكرة في القراءات الثمان "لابن غلبون. 
"سفاية النهاية 376-375/2 ترجمة 3858. 
“-وفيات الأعيان 233/1 ترجمة 97. 

د غاية النهاية 164/1 ترجمة 763. 


507 


خاتمة 

ولعلنا باسيفاء الحديث عنه قد شارفنا نهاية هذا العهد الذي كان فيه للمدرسة 
الشامية في مصر والأندلس تأثير مكين» وقد صحبناها طويلا مع أبي الحسن علي بن بشر 
الأنطاكي (ت377ه) ثم مرورا بأبي عمر الطلمنكي وأبي القاسم الأستاذ -صاحب 
القاصد-» وأبي محمد بن عبد الوهاب-صاحب المفتاح-» ثم أبي الطاهر العمراني إسماعيل 
بن خلف-صاحب العنوان-(ت455ه). 

وتوف يكون لنا موعد معه في آخر هذا البحث-بعون الله-عند الحديث عن أصول 
زواية ورش وعرض أهم مسائل الخلاف فيها بين "الأقطاب"» وننقل الحديث الآن إلى 
"أقطاب" المدارس الأدائية بإفريقية والقيروان لهذا العهد الذي نعتناه ب "عهد التأصيل 
والنضج", ولنتابع التعريف بهم وبآثارهم وما كان لهم في رواية ورش من تأثير واعتبار» وما 
خلفوه من مؤلفات وآثارء مستعينين بالله في البدء والختام. 


509 


المصادر والمراجع المعتمدة في هذا العدد 

- الإحاطة في أخبار غرناطة للسان الدين ابن الخطيب تحقيق محمد عبد الله عنان ط 2 - 
مكتبة الخاغجى-القاهرة. 

- إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الحبيب لأبى عبد الله بن غازي المكناسي تحقيق عبد 
الله التمسمانى نشر الأوقاف المغربية: 1409 ه. 

- الأعلام لخير الدين الزركلى الطبعة 3 بيروت-دار العلم للملا يين. 

- أعلام الدراسات القرآنية في خمسة عشر قرنا للدكتور مصطفى الصاوي الجويني-منشأة 
المعارف بالأسكندرية: 2م. 

- الإقناع في القراءات السبع لأبي جعفر بن الباذش الأنصاري الغرناطي خقيق الدكتور عبد 
المجيد قطامش-دار الفكر-دمشق: 1403ه. 

- الإقناع في القراءات السبع لأبي جعفر بن الباذش مخطوط بالخزانة العامة بالرباط تحت 
رقم 166ق. 

- الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان تأليف الدكتور عبد المهيمن طحان ط أمكتبة 
المنارة بمكة المكرمة: 1408ه. 


-إنياه الرواة على أنياه النحاة ا الحسن القفطي تحقيق نحمد أبو الفضل إبراهيم ط 1-دار 
الفكر-القاهرة: 6ه-1986 


-بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس لأحمد بن بحيى الضبي-دار الكتاب 
العربى:1967 

- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم-مطبعة 
عيسى البابى الحلبى:1964-1384 

- بیان الخلاف والتشهير وما جاء ف الحرز من الزيادة على التبيسير لض زبد عبد الرحمن بن 
القاضي ا مخطوط. 


التكملة لأبى عبد الله بن الأبار القضاعي نشر مكتبة الخانجي ومكتبة المثنى ببغداد: 
75ه-1955. 


- ترتيب المدارك للقاضى عياض نشر وزارة الأوقاف المغربية بتحقيق جماعة من الأساتذة. 


S11 


- نلخيص العبارات بلطيف الإشارات ف القراءات السبع لي على الحسن بن خلف بن بليمة 


- التمهيد في علم التجويد لابن الجزري تحقيق الد كتور غانم قدوري الحمد-مؤسسة الرسالة 
ط1: 7ه-1987م. 


ٍِ التيسير ف القراءات السبع لأ بي عمرو عثمان بن سعيد الداني-دار الكتاب العربي ط 2: 
1984-4م. 


- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس لمحمد بن فتوح المميدي-الدار المصرية للتأليف 


- حسن المحاضرة ف كناد مصر والقاهرة نشر مدير المطبعة الشرقية لصاحبها حسين بري- 
مصر. 


5 الحجة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي حقيق بدر الدين قهوجي وبشير جوا تي نشر دار 
المامون للتراث: 1404ه. 


- الحلل السندية في الأخبار والآثار الأندلسية لشكيب أرسلان ط 1: 1385ه-1939م. 


- حرز الأماني ووجه التهاني (الشاطبية) تصحيح محمد تيم الزغبي نشر دار المطبوعات 
الحديثة ط2: 0ه-1990م. 


- الدرة الصقيلة في شرح العقيلة للشاطبي تأليف أبي بكر بن عبد الغني اللبيب التونسي 


مخطوطة خاصة. 

- الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع أرجوزة لأبي المسن بن بري التازي ضمن شرحها 
النجوم الطوابع لإبراهيم المارغني. 

- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون المالكي-دار الكتب العلمية- 
لبنان. 


- الذيل والتكملة لكتابى الموصول والصلة لابن عبد الملك المراكشى خقيق الدكتور إحسان 
عباس ومحمد بنشريفة نشر دار الثقافة-بيروت-لبنان. 


ا اد الغرب اندي 


512 


0 لتجويد a‏ ا مكي ڊ با طالب القيسي تحقيق 


- السبعة في القراءات لأبي بكر بن مجاهد البغدادي تحقيق الدكتور شوقي ضيف ط2:دار 
المعارف: 1400. 


- شجرة النور في طبقات السادة المالكية لمحمد بن محمد بن مخلوف التونسي-دار الكتاب 


- شرح الهداية الموضح في القراءات السبع لأبي العباس أحمد بن عمار المهدوي مخطوطة 
الخزانة الكسنية بالرباط رقم: 14 . 


- الصلة لابن بشكوال نشر الدار المصرية للتأليف والترجمة: 1966م. 
-طبقات المفسرين للداودي تحقيق علي محمد عمر -مركز التراث بدار الكتب المصرية-القاهرة. 
- ظهر الإسلام للد كتور أحمد أمين-مكتبة النهضة المصرية-الطبعة 6: القاهرة: 06م. 


E‏ بن خلف السرقسطي تحقيق الدكتور زهير 


- عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية لأبي العباس الغبريني تحقيق 
عادل نويهض ط 1 -1969. 


- غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابن الجزري- دار الكتب العلمية-لبنان: 1400ه- 
0م. 

- الغنية (فهرسة شيوخ عياض) تحقيق ماهر زهير جرار-دار الغرب الإسلامي ط11402ه- 
1982 

- الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط نشر المجمع الملكي بالأردن. 

- فهرسة الإمام المنتوري مخطوط الخزانة الحسنية بالرباط رقم 1578. 

- فهرسة الخزانة المسنية بالرباط (المجلد السادس) تصنيف محمد العربي الخطابي-الرباط: 
7ه-1987. 


- فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر بن خير الإشبيلي-دار الآفاق الجديدة-بيروت-لبنان ط 2: 
9ه-1979. 


513 


- فهرسة ابن عطية الأندلسى تحقيق محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهى-دار الغرب الإسلامى 
بيروت:1400ه-1980م. 


- الكافي في القراءات السبع لأبي عبد الله محمد بن شريح الرعيني الإشبيلي طبع بهامش 
كتاب المكرر في القراءات للأنصاري. 


- الكشف عن وجوه القراءات السبع لأبى محمد مكى بن أبى طالب القيسي تحقيق الدكتور 
حى الدين رمضان-مؤسسة الرسالة: 1404ه. 


- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لماجي خليفة نشر مكتبة المثنى ببغداد -العراق. 

- لطائف الإشارات لفنون القراءات لأبي العباس القسطلاني (المجلد الاول). 

- مختصر العلو للعلي الغفار للذهبي اختصار ناصر الدين الألباني نشر المكتب الإسلامي 
ط1 1401ه-1981م. 

- معجم المؤلفين لرضا كحالة. 

- معجم الأدباء لياقوت الحمموي-طبعة دار صادر-بيروت-لبنان. 

- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات لأبي الفتح عثمان بن جني تحقيق علي النجدي 


ناصف والد كتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي ط 2-إعداد محمد بشير الأدلبي-دار سيزكين 
للطباعة والنشر : 1406ه-1986. 


- معجم الدراسات القرآنية المطبوعة والمخطوطة للد كتورة مرهون الصفار(جلة المورد العراقية- 
مجلد 10)عدد 4-3 1402ه-1981م. 

- معرفة القراء الكبار للذهبى تحقيق محمد سيد جاد الحق - ط 1: دار الكتب الحديثة 
بكصر. 

- مقدمة ابن خلدون-طبعة دار الفكر-لبنان. 

- منجد المقرئين لابن الجرري-دار الكتب العلمية-بيروت-لبنان: 1400ه -1980م. 

- المكرر في القراءات السبع للأنصاري النشار طبع دار الكتب العربية: المكتبة الميمنية بمصر: 
6ه. 

- النشر في القراءات العشر لابن الجزري تحقيق الشيخ علي بن محمد الضباع- مطبعة مصطفي 
محمد -مصر. 

- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب لأبى العباس المقري التلمسانى. 


514 


- هدية العرفين في السماء المؤلفين لإسماعيل باشا البغدادي بذيل كشف الظنون لماجي 

- الهادي لأبى عبد الله محمد بن سفيان الهواري القروي (مصورة عن مخطوطة الأستاذة بتركيا 
برقم 59). 

- وفيات الأعيان لابن خلكان تحقيق الدكتور إحسان عباس طبعة دار الثقافة-بيروت-لبنان. 


515 


فهر س محتو يات العدد السادس 


مقدمة: مدارس الأقطاب أصحاب المذاهب الفنية في الأداء والمصنفات الجامعة ...415 


الفصل الأول: مدرسة أبى عمر الطلمنكى في غرب الأندلس ومكانته من الريادة 





في إدخال القراءات السبع إلى البلاد الأندلسية E O O‏ 
-ترجمته O O E EO‏ 10 
SASS EE‏ 1 
-منزلته العلمية وذكر أسباب المحنة التي تعرض لها ADO bee‏ 
-موقفه من إثبات الكرامات وخرق العادات 401 
-مؤلفاته في القراءات 1 A‏ 
-كتاب الروضة في القراءات له وأهميته ا AFA ease‏ 
-كتاب قراءة نافع له و AES‏ 
-كتاب الأصول لورش له اس ا الا ا 4 
-كتاب رسم المصحف له ا 
-أصحابه ورجال مدرسته لطا QAO Sse‏ 

الفصل الثاني: أبو القاسم الخزرجي صاحب القاصد في القراءات ومدرسته 

فى عاصمة الأندلس 210 
و E O OE‏ 
- مشيخته ا ا اا ا AAs‏ 
- مكانته ا ا ل مس م SLi‏ 
- كتابه القاصد في القراءات السبع وأهميته SSA‏ 11011 
- القراءات والروايات التي قرأ بها على مشيخته من خلال كتاب القاصد 452 
- إمامته وأقوال العلماء فيه ASSO ea‏ 
- أصحابه ورجال مدرسته سوس اال يه 


الفصل الثالث: المدارس الأصولية الأندلسية وامتدادات المدارس الشامية فيها 
من خلال مدرسة أ.بي القاسم بن عبد الوهاب صاحب 


كتاب المفتاح في القراءات AAR‏ [ |[ 11711 
- مدرسة ا القاسم بن عبد الوهاب في قرطبة e‏ 
- ترجمته SS‏ 111171101110100 
- مشيخته ولاو رول ماما ادر مو او ال AS SR‏ ا 
- مروياته في رحلته SSE RE SARS o SSE‏ 
- القراءات والروايات التي وراها عن المقرئ أبي علي الأهوازي A‏ 
- مكانته العلمية 111 1011111 
- مؤلفانه وآثاره ares‏ 
- كتابه المفتاح وقيمته العلمية (عرض وتقديم) E SR‏ 


- شخصية أبي القاسم بن عبد الوهاب من خلال كتاب المفتاح 

في القراءات ومظاهر إمامته في الفن44 اس و ESE‏ 

- اختياراته في رواية ورش ومنهجه في الاختيار 1 

- أصحابه ممن ذكروا في المصادر بأخذ القراءة عنه 323*570 
-الفصل الرابع: مدرسة أبي الطاهر العمراني إسماعيل بن خلف صاحبب 


- روايته عن شيخه عبد الجبار الطرسوسي صاحب كتاب المجتبى 

في القراءات SOS DEEDS‏ 
- ما أسنده من قراءات وروبات من كتاب الطرسوسي SRE‏ 
- شيخه علي بن إبراهيم الحوفي النحوي صاحب كتاب إعراب القرآن... 
کد للإقراء واه ما a EE‏ 


- كتابه العنوان في القراءات السبع وإشعاعه العلمى AES ES AS‏ 


- عرض موجز لكتاب العنوان ومحتوياته SDSS‏ ا a‏ 
- شخصية المؤلف من خلال الكتاب وملا مح مدرسته الأدائية في بعض 


ما ذكره من أصول رواية ورش عن نافع 7 0 00 N O‏ 
يعضى مذاهية الأصولية ف رواية ورن يا لاه مدرمعة 200 
- أصحابه والرواة عنه Oe RE N‏ 
خائتة SESS RASS TSM Sea‏ 
- فهرس المصادر والمراجع ا N ED‏ 


- فهرس محتويات العدد السادس 


واعاف و ف عع قف ف ف فو ووو مااع ماوع و6 


519 


اجرء السادس 
لدا طق ا 


قراءة الإ مام اع عند اللخاميق 
من وات ابی سعید ومرش 


هه المدرسة القيروانية وأقطابها وامتداداتها فى الأندلس والمشرق في عهد التأصيل والنضح 
2 في عهد 
- مدرسة ا عبد الله بن سفيان صاحب الهادي في القراءات. 


- المدرسة القياسية ورائدها مكى بن أبى طالب القيسى صاحب التبصرة في القراءات. 


هه امتدادات المدرسة القيروانية من خلال أقطابها : 
- أبي العباس المهدوي صاحب الهداية في القراءات. 
- وأبي القاسم الهذلي صاحب الكامل في القراءات. 
- وأبي علي بن بليمة صاحب تلخيص العبارات في القراءات. 


- وأبي القاسم بن الفحام الصقلي صاحب التجريد في القراءات. 


د . عبد اهادي حيو 


5 8 
الحمد لله رب العالمين ولي الحمد وأهله. أحمده وأستعينه وأستهديه. وأشهد أن 
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفوته من خلقه» صلی 

الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

أما بعد فهذا هو الإصدار السابع الموالي في سلسلة قراءة الإمام نافع عند المغاربة 
هذا الموضوع الذين كان في هيكله العام يشكل البحث المستفيض الذي أعده المؤلف وفقه 
الله لأطروحة الدكتوراه التي تقدم به لنيلها من دار الحديث الحسنية بالرباط في صيف عام 


وقد نقدم ف عدد من حلقات هذه السلسلة التنبيه على دواعى نشر الموضوع على 
هذه التجزئة الجديدة رغبة في تيسير طبعه ونسير تداوله يبن طلاب القراءات والباحثين في 


ونختص هذه الحلقات من البحث بتقديم صور زاهية عن رجالات المدارس القيروانية 
في المغرب وإفريقية في عهد ازدهارها في طور التأصيل والنضج» ووصف ما كان لأولفقك 
الأئمة من نباهة وشفوف قدر وما استطاعوا أن يؤثروا به ومن خلاله على ميدان الإقراءء 
وأن يتركوا فيه من سماتهم وبصمات مدارسهم في القراءة والأداءء وخاصة ما كان من ذلك 
في قراءة الإمام نافع المدني من رواية راوبة قراءته أبي سعيد ورش عثمان بن سعيد المصري 
الذي أدرنا هذا البحث عليه. 


وسوف يقف القارئ يعون الله على مميوات المرسة الام الي سمي الهاي 
أصول الأداء عامة هذه المدارس وتنتظم تحت لوائها وتكون البنية الفنية التي تقوم عليها 
وتنطلق منها. 

ويقف بصفة خاصة مع صفوة من كبار أئمة المدرسة المغربية في القيروان ممن 
نعتناهم بالأقطاب من أهل الرحلة في طلب القراءات والمدارس المختصة في أصول الأداعع 
والمصنفات الأمهات الجامعة في ذلك ويرى معنا كيف استطاع كل إمام منهم أن يقود 
حركة الإقراء في منطقته أو مكان تصدره وأن يبلغ بإشعاع مدرسته في الأداء المستوى الذي 
زاحم به في ساحة الإقراء واستقطب من خلال نشاط طبقة عريضة من القراء وكبار الرواة. 


523 


كما سوف يقف على اختيارات هؤلاء الأقطاب وما أثار بعضهم بسببها في مكان 
تصدره من معارضة ارتفعت حدة السجال فيها في بعض الجهات إلى حد التأليف والرد ثم 
الرد على الرد. 


وقد اخترنا من أئمة القراءة في إفريقية والقيروان أقطابا ستة جعلنا مدارسهم محورا 
للحديث» لاختصاصهم عن سواهم من المعاصرين بجملة من المميزات منها : 
[- الإمامة في الفن والاختيار فيه. 
2- والتفرغ له والتصدر للإفادة به زمنا طويلا . 
3- والرحلة وعلو السند ونبل المشيخة. 
4- والتأليف الجامع في القراءة وأصول الأداء 


5- وكثرة الأصحاب والتلا ميد وذبوع الصيت ف الأقطار والجهات. وموعدنا ف هذا العدد 
من السلسلة مع الحلقة الأولى منهم وتؤرخ لإمامين هما: أبو عبد الله بن سفيان وأبو محمد 

ش والله أسأل أن ينفع بحسن النية فيما رسمناه» ويبلغ به القصد مما توخيناه وأن 
محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه وسلم تسليما كثيرا أمين. 


آسفی. د. عبد الهادي حميتو 


524 


المدمرسة القروانية وأقطابها 5 
اند لس وا مشر ق سے عصرا لتأصيل والنضح 


لا ربب أن الحديث عن جذور المدرسة القيروانية في إفريقية يعود بنا إلى استذكار 
ما مر بنا عند حديثنا عن دخول قراءة نافع إلى المنطقة» كما يعود بنا خاصة إلى مراجعة 
ما ذكرناه عن مدرسة في عبد الله بن خيرون خاصة, تلك المدرسة الأصولية الرائدة التي 
توقفنا عندها في فصل سابق وتحدثنا عن سماتها ومقوماتها الفنية وما تبلور عنها في 
إفربقية والقيروان والأندلس والمغرب من نط خاص في الأداء في أصول رواية ورش» سواء 
على يد مؤسسها أم على أن حملة الجاه مدرسته من أمثال ابن خلفون الهواري وأبي 
الفضل بن إبراهيم يم القروي وأبي محمد مقرون وأبي عبد الله بن النعمان وأبي إبراهيم المهدي 
- شيخ أبي عبد الله بن سفيان الهواري ‏ وسواهم ممن ترجمنا لهم آنفاء كما يعود بنا 
على الأخص إلى استذكار ما قدمناه عن رواد الرحلة العلمية من رجال المدرسة الإفريقية في 
القراءة في عصر التأسيس والرواية وإلى أثناء المائة الخامسة عصر "الأقطاب" الذين لحن 
بصدد الحديث عنهم. 


ولقد نوهنا هنالك في فصول عديدة بطبقات من أعلام الأئمة الذين تألقوا في 
سماء هذه المدرسة وكان لهم عميق الأثر في إحداث النقلة الرفيعة التي انطلقت بمستوى 


التعامل مع القضايا العلمية في علم القراءات عامة وفي رواية ورش على الخصوص انطلاقا 
فسيح الأرجاء تأأنى معه للقارئ المغربي عن جدارة نيوقٌ مناصب الإمامة ف هذا الشأن» 


وحيازة قصب السبق في كثير من المباحث القرائية البكر. 

وكان أوفى ما تحقق من ذلك في عهد التأصيل والنضج في أواخر المائة الرابعة 
وأثناء الخامسة على أيدي نخبة من رواد الرحلة العلمية من أثمتها "الأقطاب" الذين برزوا 
في ذلك تبريزا خاصا جعلنا نخصهم بتراجم وتعريفات موسعة, ونخصهم بهذا اللقب العلميء 
تنبيها منا على ما كان لهم في هذا الشأن من خصوصية» في مقابل ما كان لنظرائهم من 
"أقطاب" المدرسة الأندلسية ‏ أو على الأصح - مجموعة المدارس الفنية الأندلسية كما رأينا 
طائفة منها في باب سابق» وكما سوف نراه فيما يأتى من خلال الفصول التالية بعون الله 
وتوفيفه. 

ونعني بأقطاب المدرسة القيروانية الأئمة الستة» وهم أبو عبد الله بن سفيان 
الهواري» وأبو العباس المهدوي وأبو محمد مكي بن أبي طالب القيسيءو أبو القاسم 


525 


الهذليء وأبو علي بن بليمة» وأبو القاسم بن الفحام الصقلي» وقد عاشوا جميعا في فترات 
متقاربة وتتلمذ بعضهم على بعض أو اتتفع به في الجملةء وقد رأينا إفرادهم بالبحث لما كان 
لهم من منزلة في هذه المدرسة الفنية الأدائيةء ولتمثيلهم الكامل لمذاهبها واختياراتها 
الأدائية» وتدوينهم لها في مصنفاتهم الجامعة التي سارت بها الركبان» وكانت مورا لنشاط 
واسع في مختلف الأقطار شرقا وغرباء وقيزهم بالسبق والريادة في إثارة كثير من مباحث الفن 
واستنباط القواعد الأصولية الضابطةء سواء في قواعد التجويد العامة, أم القواعد والأصول 
الخاصة بكل إمام من السبعة, ولاسيما منها ما يخص قراءة نافع ورواية راويته أب سعيد 
ورش. 


وسوف نرى أن رجال هذه المدرسة ‏ وإن كان كل واحد منهم صاحب مدرسة لها 
وزنها واستقلا لها في مجال الأخذ والاختيار - يشتركون جميعا مع نوع من التفاوت في 
الدرجة, في المقومات الفنية التي سبق أن نبهنا عليها خاصة في مدرسة ابن خيرون» وأهم 
تلك المقومات كما قدمنا هو: 


دما يسمية أبق عمرو الداني إمام هذه الصناعة ب"الأخذ الشديد", وقد قدمنا 
شرح المراد به» وأنه يعني المبالغة في تمكين الخركات والمدات واستيفاء النطق بالحروف على 


طريقة أهل "التحقيق" وهو أحد الأغاط الثلاثة المشهورة في الأداءء إلى جانب "الحد 
و"التدوير" 


ولا كان اشتراكهم في هذه السّمة حجر الزاوبة في هذه المدرسة اعتبرناه أهم القواسم 
ال كينها 
أما المقوم الفني الثاني كما سوف نرى تطبيقا له عند طائفة منهم ‏ فهو اعتماد 
"التنظير" أو ي بحمل النظير على النظير» مما يمكن تسميته مع قدر من التسامح 
ب"المدرسة القياسية" قييزا لها عن "المدرسة الاتباعية" أو "الأثرية" عند أبن عمرو الداني 
ورجال مدرسته» أو "المدرسة التوفيقية" أيضا كما سنراها عند اب عبد الله بن شريح 
الرعيني في أشبيلية ورجال مدرسته في البلاد الأندلسية. 


وسيكون حديثنا عن هؤلاء الأئمة "الأقطاب" الستة الذين مثلوا المدرسة القيروانية 
الإفريقية في عصر التأصيل والنضج من خلال ثلاث واجهات: 


الذي يعتبر عميد OTT‏ والمنظر ا بعد 0 وصيدها عبد ا 
الألبيري نزيل القيروان. 


526 


2- والواجهة الأندلسية حيث تألقت مدرستان مهمتان استطاعتا أن تفتحا لهذه المدرسة 
مجالا أفسح. وان تنقذا ترائها وآثارها من التدهور الذي كاد يأتي عليها على يد الهجمة 
الأعرابية التي تعرضت لها المنطقة الإفريقية حول منتصف المائة الخامسة والتي أدت إلى 
خرات منينة القيروان :خرابا كاملا وهاتان المدرمعان .هما مدوسة مكى بن أبي طالب 
القيسي المتصدر بقرطبةء ومدرسة أبي الا الي فق خرف الأ دمن يك صدر خا 


بمدينة دانية. 


3- 3 الواجهة الغالثة ةه فهى الواجهة لشي م وهي الع جالا u a‏ و ار 
والتصدر بهاء وهي: 


مدرسة أبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي بمدينة "نيسابور" بفارس» ومدرسة أب 
علي بن بليمة الهواري وأبي القاسم بن الفحام الصقلي بمدينة الإسكندرية بمصرء وقد نصدرا 
معا بها زمنا طويلا . 

وسيكون تناولنا أولا في هذه اللقة لإشعاع المدرسة القيروانية من خلال عميدها 
أبي عبد الله ب بن سفيان ثم من خلال رائدها الكبير في البلاد الأندلسية أبي محمد مكي بن 
أبي طالب القيسي فنعقد لكل منهما فصلا تحاول فيه إعطاء نبذ كافية عن معالم مدرسته. 
وبلورة الخصائص البنائية والفنية التي قامت عليها مستعينين بالله ف البدء واختام. 


527 


الفصل الأول ٠‏ 
مدرسة أبي عبد الله بن سفيان صاحب كتاب "الهادى 
في القراءات" ومكانته في المدرسة القيروانية 
يعتبر أبو عبد الله بن سفيان رأس المدرسة القيروانية الإفريقية وعميدها في زمنه 
ومدون مذاهبها واختياراتها الأدائية في رواية ورش خاصة وفي قراءات القراء السبعة عامة. 


٠ ترجمته‎ 





ر مك بن ميان أ بو عبد الله الهواريالقيزوانئ الفقية المالكى' الفرئ ضاحب 
كتاب "الهادي في القراءات السبع"» وهو أقدم كتاب من الكتب الأمهات للمغارية في علم 
القراءات لا ندري شيئا عن نشأته الأولية» ويظهر أنها كانت بمدينة القيروان عاصمة إفريقية 
وأم قواعدهاء ويها طلب العلم والقراءة على المشايخ من رجال مدرسة ابن خيرون وغيرهم 
من المقرئين من أصحاب الرحلات العلمية» وغيرهم» فكان بذلك من أعلى أهل بلده إسنادا 
في القراءات في زمنه. 


ا # 
مسيحتهة . 


ذكر الذهبي أنه قرأ بالروايات على أبي الطيب بن غلبون© وقال ابن الجزري: 
(3) 2 
دم بج 
وقد وقفت على جملة القراءات والروايات التى قرأ عليه بها مضمنة في كتابه 
"الهادي" وسيأتي بيائها . 
- ومن شيوخه في العلم وربما في القراءات أيضا أبو الحسن علي بن محمد بن خلف 


القابسي (403ه) ذكر الذهبي وغيره أنه تفقه عليه وبرع في مدهت ما0 





'- تصحف اسم أبيه إلى لفظ "شعبان" في طائفة من المطبوعات والمخطوطات» منها عند الزركلي في الأعلام 158/6 طبعة دار 
العلم للملا يين حيث ذكر بين المسمّين ب"محمد بن شعبان". كما تصحف بذلك في "فهارس الخزانة المسنية 55/6 لمحمد العربي 
الخطابي ونسب إليه أرجوزة سيأتي التحقيق فيها في ذكر مصنفاته. وصحف بذلك أيضا في شرح المنتوري على الدرر اللوامع في 
نسخة مخطوطة با خزانة العامة تحت رقم 519 وعلى الأخص في مواضع من باب الراءات. 

2- معرفة القراء: 305/1 طبقة 10. 

3- غاية النهاية 147/2 ترجمة 3038. 

“- معرفة القراء: 305/1. 


529 


وقال الافظ الداني: "سمع معنا على الشيخ ابي الحسن علي بن محمد بن خلف 
الفقيه القابسي وكان ذا فهم وحفظ وستر وعفاف". 


ومن ألمع شيوخه في قراءة نافع ورواية ورش: 


1- يعقوب بن سعيد الهواريء قال ابن الجزري: "قرأ على يونس بن عبد الأعلو©, قرأ 
عليه محمد بن ا" 


2- كردم بن عبد الله بن أبي زياد القسطبيلي, وقرأ القسطيلي أيضا على يونسر©. 


3- أبو إبراعيم إسماعيل بن أحمد المهدي © وذكر ابن الجزري أنه "رحل إلى مصر 
٤ 0K 3 f‏ 00 م 0 0 
فقرأ على إسماعيل المذكور لورش ". وسيأتي إسناده لرواية ورش من طريقه عن قريب. 


مروياته في رحلته» وأسانيده في القراءات من كتاب "الهادي": 


لا نعرف شيئا يذكر عن مقدار إقامة أبي عبد الله بن سفيان في رحلته العلمية 
بمصرء ولا ما أخذه من العلوم والمعارف هناك كما لا ندري عن المشيخة الذين جلس إليهم 
غير ما قدمنا من قراءته هنالك على أبي الطيب بن غلبون وأبي إبراهيم إسماعيل بن أحمد 
المهدي. وهما الشيخان اللذان أسند عنهما ما قرأ به للسبعة في كتابه "الهادي", ول يسند 
عن غيرهما فيه شيئا. 


وبظهر أن ميله فيه إلى الاختصار ‏ كما سيأتي - جعله يقتصر على ما ذكرء وربما 
توسع في بعض المباحث لكنه يلجأ في عزو المذاهب الأدائية إلى أسلوب التعميم: كأن 
يقول: "وقال الحذاق في القراءة"© أو يقول: "وكان بعض شيوخنا يطالبنا في جميع 
القراءات بالروم والاشماه"©, وف أحيان قليلة يصرح بمذاهب بعض الأئمة مما يدل على 


'- تقله ابن الجزري في غاية النهاية 147/2. 

ب تقديم في أعلام الرواة عن ورش. 

*- غاية النهاية 390/2 ترجمة 3859. 

“- غاية النهاية 32/2 ترجمة 2630. 

ج تصحف في غاية النهاية 147/2 إلى بن "عمد" وترجم له على الصواب في 161/1 ترجمة 753 فسماه إسماعيل بن 
أحمد. 
*- نسبة إلى "المهدية" مدينة بناها عبيد الله الشيعي بينها وبين القيروان 60 ميلا (كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار: 
7 وصحف في غاية النهاية 147/2 "بالمهري" بالراى وكتب "المهدي" على الصواب في غاية النهاية 61/1 ترجمة 753. 
- غاية النهاية 147/1 ترجمة 3038. 

“- ذكره في "الهادي"عند ذكر اختلافهم في سورة الفاتحة. 

"- الهادي ‏ لوحة 8/ب. 


50 


انه ينقل عن كتبهم أو عمن نقل عنهم» كقولة عدن .ذكر إمالة لفط "الئاس" "وكات أبق 
بكر بن جاهد يأخذ بالفت ". 


وفي باب الراءات عند ذكر قوله تعإلى "ولو أراكهم" قال: "واختار ورش بين 
اللفظين على أصله. كذلك ذكره ابن النحاس الضرير© عن أبي يعقوب الأزرق عن 


ب. "(3). 
و 


ويحقق بعض مسائل الخلاف أيضا باللجوء إلى أسلوب التعميم كأن يقول عند 
ذكر ترقيق الراء المتطرفة المكسورة في حال الول مثل "فليكفر انا أعتدنا" "واذكر 
اسماعيل" "والحر ان شانعك" وما شابهه قال: "وقد اختلفوا في الوقف. فرأيت الحذاق 
بمصر ممن مود قراءة ورش يقفون على الباب كله بالتفخيم إذا انضمٌ ما قبل الراء أو 
انفتح.. " 0 

أما القراءات التى قرأ بها بمصر فهى السبع جميعهاء وقد أسندها في "الهادي" من 
طريق ابن غلبون خاصة كما بسط ذلك في مقدمته مبتدئا بذكر قراءة نافع من رواية عيسى 
بن مينا قالون المدني» ثم أردفها برواية ورشء قأسندها أولا من قراءته على أبى إبراهيم 
المهدي, ثم من طريق ابن غلبون» وهذا إسناده ف هذه الرواية عن هڏين الإمامين: 

إسناده لرواية ورش من طريق المهدي : 

1 في الهادي: رواية عثمان بن م سعيد عنه - ولقبه ورش د فإني قرأت بها 
وكان الا 0 أبو علي على إسماعيل بن عبد الل ا رقا اناع 
على ا يعقوب الأزرق ET‏ اننا 7 

إسناده لها ها من طريق أبى الطيب بن غلبو : 


بكر محمد ل 0 





'- الهادي ‏ لوحة 9/]. 

”- هو إسماعيل النحاس صاحب الأزرق. 

*- الهادي ‏ لوحة 13/ب. 

*- الهادي ‏ لوحة 12/ب. 

ترجمنا له في أساتذة مدرسة ورش. 

“- كذا وهو مبنى على الخلاف كما في غاية النهاية 402/2 ترجمة 3934. 
Bee‏ 


531 


ذانك هما الإسنادان اللذان أسند بهما رواية ورش فيما تضمنه كتاب "الهادي", 
وبظهر من نقوله في بعض مسائل الخلاف الأدائية أنه كان يروي لورش من طرق أخرى ١‏ 
يسندها في هذا الكتاب» ومن أهمها طريقه عن أبي عبد الله بن خيرون» كقوله في باب 
الراءات عند ذكر ما استثناه أصحابه - يعني القيروانيين الذين ينعتهم بأصحابنا : "وأما 
الراء المكسورة فإنه يقرؤها مرققة حيث وقعت في وصله ووقفه. فلا يعتبر ما قبلها كان 
ساكنا أو متحركا بأي الحركات. وذلك إذا لم تكن الكسرة عارضةء وقد استثنى أصحابنا 
موضعين في كتاب الله وهما" قوله "بقنطار يؤده إليك", و"أذى من مطر") أنه يقف 
عليهما بالتفخيم» ويصلهما بالترقيق» وما سوى ذلك بالترقيق وصله ووقفه. كذلك حدثنا 
أبو إبراهيم عن ا 0 عن أ عبد الله بن خيرون المقرئ. عن من أدرك من أصحاب 
ورش من المصريين". وقد تقل بهذا السند نفسه أيضا في الباب استثناء أصحابه أيضا 
لحرفين من الراء المتطرفة المكسورة في حالة الوقف. وهما "فليكفر انا أعتدنا", و"واغر ان 
شانئك" فيقفون عليهما بالتفخيم» وبصلونهما بالترقيق» قال: ""كذلك حدثنا أبو إبراهيم 
عن أبي بكر عن أبي عبد الله محمد بن خيرون عن من أدرك من أصحاب ورش من 
ال 


وسيأتي ذكر أثر شيخه أبي إبراهيم هذا في تكوين مذهبه الفنى عند الحديث عن 
ملا مح مدرسته. 


مكانته العلمية : 


يعتبر أبو عبد الله بن سفيان عميد المدرسة القيروانية ويعسوبها في زمنه» وطليعة 
هذا الرعيل الطيب من أقطاب المدارس الفنية الأصولية في رواية ورش» ممن أجبتهم هذه 
المدرسة العتيدة ف الغرب الإسلامى. 


وتشهد آثاره الباقية التي وصل إلينا بعضها أو بعض النقول عنهاء على ما تأثل لهذا 
الإمام من مكانة سامية المقدار في هذه المدرسةء وما تبوأه في هذه العلوم من مقام 
رفيع» حاز فيه مقام الريادة والسبق في أكثر المباحث التي أثارهاء والتوجيهات التي 
استنبطهاء كما سوف نقف عليه معه عن قريب بعون الله. وقد شهد له طائفة من 
أصحابه ومعاصريه بهذا التضلع والتمكن من الفن» كما شهدوا له بسعة العلم في 


'- في المخطوطة "وهو". 

_ في المخطوطة "إذا من مطر" بكسر الهمزة ووضع التنوين على الألف» وهو تحريف مخالف للفظ التلاوة ورسم المصحف, واللفظ 
من سورة النساء من الآية رقم 101. 

- هو يى بن خلفون الهواري المؤدب تقدم ذكره في أعلام أصحاب ابن خيرون. 

“- الهادي ‏ لوحة 12ا/ب. 

“- الهادي ‏ لوحة 12اب. 


532 


مجالات أخرى قل أن مجد من المقرئين من يلم بها فضلا عن أن يكون له باع واسع 
فيها. قال أبو الطيب الخلدونى الفقيه: "كان شيخنا أبو عبد الله بن سفيان إماما 
فاقلا وكان له اعتناء ء بعلم TEE‏ ار 


UG‏ مناخيه جاع بن عمد الطرابلسي: "كان رجلا عاقلا فهما حلوا متقللاء 
أشهر من بالمغرب ف وقنه بالقراءات» وأبصرهم بها ف القراءات "كتاب الهادي" 
5 "00 
وعيره 


وقال الحافظ أبو عمرو الداني: "كان ذا فهم وحفظ و ۵ وعفاف"(5. 
ونرجم له عياخ فققات الالعةوفال» "وكات اغات عليه علو الان" 
م ص ي : 


وذكره الذهبي في "معرفة القراء اهن ل "وكات هن اناالا 
وقال فيه ابن الجزري: "الفقيه المالكى صاحب "كتاب الهادي"؛ أستاذ حاذق"*. 

ووصفه الدباغ وابن فرحون وابن مخلوف بنحو مما ذکرنا“ مما يدل على رسوخ 
قدمه ونباهة شأنه والإجماع على فضله ونبله. 


وقد تقل الإمام المنتوري عن ابن مهلب729 قوله عنه في كتابه "التبيين" عند ذكر 
الفصل بالبسملة بين السور في المواضع المعروفة ب"الأريع الزهر": "وقد كان أبو عبد الله 
بن سفیان المقرئ وكان ی ان 0 يقول بهذا الاختيار ولا يقرئ به أحداء لما ذكرناه 
E‏ ف"02, 





'- سیا تی في أصحابه. 
2- نقله عياض في ترتيب المدارك 263/7. 
- المصدر نفسه 263/7. 
“- كذا نقل ابن الجزري في غاية النهاية 147/2 وفي ترتيب المدارك 263/7 "وسنن"» وسقطت الكلمة بالمرة في "الديباج 
المذهب" لابن فرحون 271, ومعرفة القراء 305/1. 
ك غاية 147/2. 
؟- ترتيب المدارك 263/7. 
3 0 القراء 305/1 طبقة 10. 
-غاية 147/2. 
: “- معلم الإيمان للدباغ 157-3 والديباج 271 وشجرة النور الزكية 106-105. 
لوغيد عبد الله بن عبد الرحمن بن مهلب الثقفيء » بهذا ترجم له المنتوري في شرح الدرر اللوامع - 91 
- شرح المنتوري على الدرر - لوحة 5 


53 


معا مدرسته الفنية ومظاهر إمامته وريادته في تأصيل أصول الرواية عن ورش في المدرسة 
القيروانية : 
أول ما يطالعنا من معالم مدرسته الفنية ذلك الميسم الذي سبق أن نبهنا عليه في 
مدرسة ابن خيرون عميد المدرسة الأصولية القيروانية وإفريقية في عهد التأسيس» وقلنا أنه 
بشكل "حجر الزاوية" في المدرسة أو "القاسم المشترك" بين رجالها مذ أبن خيرون كما 
نبه على ذلك أبو عمرو الداني الذي أطلق على هذا الميسم الفني في الأداء لورش اسم 
"الأخل الشديد" على مذهب المشيخة المتقدمة من المصربينء وقد بينا آنفا أنه يعنى الأخذ 
بأتيلوب "اقيق" ف الذداء. ١‏ 


ولعله أرسخ عامل تأثر به في مدرسته من جراء احتكاكه الطويل بأساتذة المدرسة 
القيروانية من امتدادات مدرستها "الأم" المنحدرة عن المدرسة الأصولية الأصليت أعني عن 
مدرسة ورش في مصرء وعلى الأخص بالقراءة والأخذ عن أستاذه الكبير في هذه الرواية أبى 
إبراهيم إسماعيل بن أحمد المهديء الذي ترجم له أبو عمرو الداني وم يفته أن يشير إلى 
اتجاهه الفني في الأداء بقوله: "قرأ على أناس بالقيروان» وقرأ عليه غير واحد من أصحابناء 
وم يكن بالماهرء وكان يأخذ أخذا شديدا"©. 


فقول أبي عمرو "كان ياخذ أخذا شديدا" يساوي في مدلوله قوله في ترجمة أبي 
محمد القضاعي المعروف ب"مقرون" - وهو إمام تصدر للإقراء ف قرطبة على عهد الحكم بن 
الناصر كما قدمنا -: "أقرأ الناس بحرف نافع من رواية ورش وكان ينحو في قراءته نحو 
مذهب القرويين والمصريين"©. ْ 

وبظهر ارتباط ع عبد الله بن سفيان بهذه المدرسة من الناحية الفنيةء وبأستاذه 
المهدي على الأخص في أبواب عديدة من كتابه "الهادي". وعلى الأخص في الأبواب التى 
اختص فيها ورش بنمط خاص ف الأداع ويظهر وفاؤه لهذه المدرسة ومدى ولائه لها 
ولأستاذه المذ كور في إيراده لمذاهب القيروانيين الأدائية مصدرة بعبارة "وقد استثنى 
أصحابنا "00 "وأما أصحابنا"7. وفي اعتداده بما قرأ به أداء على الحذاق منهم ممن لا 
برى حاجة إلى تفصيل أسمائهم» كأن يقول في أول "ذكر اختلافهم في تفخيم اللامات 
وترقيقها": "اعلم أن هذا الباب إِنا أخذناه لفظا عن الحذاق"6. 





'- غاية النهاية 161/1. 
“- معرقة القراء 274/1. 
*- الهادي ب نوحة 12/ب. 
"© فش المسندن واللوئحة. 
*- الهادي ‏ لوحة 11/ب. 


534 


أما وفاؤه لشيخه أن إبراهيم واعتداده به ف مسائل الخلاف فيبدو جليا ف كتاب 


الهادي, حيث نجده يقول مثلا: "والذي أخذه علينا أبو إبراهيم من طريق المراوي الفتح 
في ذلك کے" . 


أو يقول تعقيبا على بعض الأحكام في الراءات: "كذلك حدثنا أبو إبراهيم عن 
أبي بكر عن ابن خيرون المقرى"2) أو يقول: "وكذلك قرأت على أبي إبراهيم إسماعيل 


بن جمد الو 


وبهذا يتجلى ارتباطه بهذه المدرسة الأدائية الفنية التى تختص في رواية ورش بهذا 
الطراز الخاص الذي يسمى ب"التحقيق" أو بعبارة الداني ب"الأخذ الشديد". 


أما المقوم الثاني - وهو مقوم مشترك بينه وبين عامة المدارس المغربية - فهو اخذه في 
رواية ورش بطريق الأزرق من طريق ابن سيف ف قراءنه على ابن غلبون» وقد قرأ بهذه 
الرواية من تلك الطريق عامة من قرأ على ابن غلبون من المغارية من قيروانيين وأندلسيين 
وغيرهم من رواد الرحلة العلمية. 


واختص ابن سفيان عنهم إلا من اشترك معه فى الأخذ عن المهدي - برواية ورش 
من طريق أبي الحسن النحاس عن الأزرق» وهي طريق مصرية حضة» ومنها أسند عامة ما 
تفرد به القيروانيون من مذاهب أدائية ف أصول رواية ورش إلا أنه أسندها عن النحاس من 
طريق وصيف الممراوي. وهي طريق عزيزة نادرة قل من قرأ بها. 


وقد نبه في + بعض المواضع تقوية لبعض الاختيارات على وجود طرق أخرى عن ورش 
موافقة أو مخالفة, فقال مرة عند ذكر ما استثني لورش من إبدال الهمزة ۰ - أعني 
تحقيقه للمأوى" و"فأووا" وما شابهه من مادنه : "وقد روى عنه الاصبهاني' 4 نرك الهمزةء 
ولسنا نأخذ 0 


وقال في باب "اللامات" مقررا للمذهب القيروان في خان ع لف "ثلاث" 
ومعززا له بالتنظير بطرق أخرى عن ورش وغيره: E‏ فاني قرأت على تاغل 
بتفخيم اللام حيث وقع. إلا قوله "بثلاثة آلاف" و "ثلاث ورباع' ' و "في ظلمات ثلاث" 3 





- نفسه - لوحة 9/ب. 

- نفسه - لوحة 12/ب. 

(- نفسه 12/ب. 

“- هو محمد بن عبد الرحيم صاحب رواية ورش عند العراقيين وأهل خراسان ‏ تقدم في طرق ورش. 
2 *- الهادي لوحة 6/ب. 


535 


و "إن ظل ِ 0 فإنه بترقيق اللام, وعلى هذا تدل رواية داود بن نأ طبية(0 
وفك دک و عن ووش قدت هوا "ثلاثة"عليهما بالفتح في جميع القرآن"©. 


- أما المقوم الثالث الذي يصله بالمدرسة القيروانية الإفربقية - وربما كان أول من 
وضع أسسه - فهو لوؤه إلى التنظير بين المسائل وقياس بعضها على بعض» وتعويله على 
ذلك عند عدم الرواية أو تعذر الوقوف عليها على الأقلء مما سوف نرى امتدادا له في 
مدرسته عند بعض الآخذين عنه كالإمام أن العباس المهدوي. وعند إمام آخر اشترك معه 
في المشيخة وهو الإمام أبو محمد مكي ب بن أبي طالب القيسي نزيل قرطبة. 
ومن المعلوم المقرر في هذا العلم أن القراءة لا تؤخذ بالقياس ‏ كما سبق أن ذكرنا 
ف حديثنا عن مقومات الاختيار عند الأئمة عند ذكر عناصر الاختيار عند نافع في الباب 
الثاني من هذا البحث ., فكيف يقال عن رجال هذه المدرسة إنهم كانوا يأخذون به؟ 


الجواب عن ذلك أن القياس الذي لا يؤخد به في كتاب الله في شيء من قراءنه أو 
رسمه أو تأويله إنما هو فيما كان من قبيل الرأي والنظرء في مقابل الرواية والنقل الصحيح, 
ولذلك قال أبو عمرو الداني في "المنبهة: 


فلا طريق لقياس ونظر فيما أتى به أداء وأث (© 


وأما عند عدم الرواية فلا مانع من إلحاق النظير بنظيره عندهم» > إذ الرواية في كل 
حرف على حدة متعذرة, وسيأتي مزيد من البيان - بعون الله - عند ذكر منهج أبي عمرو 
في الاتباع وتضييق نطاق القياس. 


أما القياس الذي هو د تعميم الحكم على النظائر وإلحاق بعضها ببعض» فهو الذي 
نعنيه هنا» وقد اعتمده أبو عبد الله ر بن سفيان في استنباط قواعد الأصول كثيراء وحل به 
بعض الإشكال في طائفة من المواضع لان الرواية” قنها هعدومة ‏ كما يقول اى ومن أمفلة 
ذلك قوله في باب الإمالة: "وأما ل الجنتين" فإن أبا الطيب زعم أن فتحه إجماي 
والذي بوجبه القياس على مذهب حمزة والكسائي ف "كلاهما" إمالته والذي بوجبه 





2 في المخطوطة "ابن طيبة" والصواب ما أثبتناه وقد تقدم في الرواة عن ورش ورجال مدرسته. 


- هو يونس بن عبد الأعلى الصدفي - تقدم في الرواة عن ورش. 

- هو سقلاب بن شيبة أبو سعيد المصري - - تقدم في الرواة عن نافع ب بن أبي نعيم. 

- الهادي - لوحة 11/ب 

“- الأرجوزة المنبهة لأبي عمرو الداني عند ذكر ياءات الإضافة (مخطوطة) ومحققة أيضا مرقونة بالآلة. 


2 
3 


56 


قياس أبي عمرو على مذهب البصريين من النحويين أن يكون بين اللفظين» ول أجد أحدا 
ف اء ولا رایته مورا" 0 

وهكذا يذكر أحيانا ما تقتضيه الرواية مقابلا بما يوجبه القياس» فيقول: "فلما 
سكنت الكاف في "ذكر" قربت الراء من الكسرة لقرب المخرجين» وبعدت الراء في "كبر "© 
لبعد المخرجين ففخمت الراء لذلك وهذا اعتلال الرواية» والذي يوجبه القياس أن تكون 


مرقغة . 


وقد تكرر عنذه التوجيه إلى قياس بعض الأمثلة على بعضص ف كتاب الهادي كقوله: 
"والقياس بوجب أن يكون مثل الأول" وقوله: "فتفهم الأصل وقس عليه تصب إن 
شاء الله تعال وقول فقن ما ورد عليك على هذ0"1. 


مظاهر إمامته : 


في تعامله مع مروياته عن شيوخه ومع النقول بصفة عامة, كما تتجلى في اختياراته ومناقشته 
لبعض المذاهب الأدائية التي ينسبها للقائلين بها ثم يكر عليها بالتوهين والانتقاد. فمن ذلك 
ما ذكره تعليقا على مذهب القراء الذين اختاروا الفصل بين السور الأريع المعروفة ب"الأريع 
الزهر" بالبسملة قال: "هكذا يأخذ اكثر المتعقبين» والرواية عن السبعة في هذه الأربع السور 
معدومة" "والذي أستحب لمن فصل بالبسملة أن يفصل بها في الأربع السور» ومن فصل 
بالسكت أن يفصل به ا 


أ- كذاء ولعل في العبارة سقوط لفظ "ذكره" . 

- الهادي لوحة 1/11. 

- يعني في قوله تعإلى "إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه" ‏ سورة حم المومن. 
*- الهادي ‏ لوحة 12/ب. 

*- الهادي ‏ لوحة 7/ب. 

“- الهادي ‏ لوحة 10/ب. 

3 


- نفسه 10/ب. 


الهادي - لوحة 3/ب. 


537 


iT‏ اختيار ابن مجاهد فيثني عليه بقوله: "وكان يفتح الراء ويميل الهمزة من 
"رعا أيديهم" وو "رعا كوكبا" 7 وبفتحهما جميعا إذا لقيها ساکن» هذه رواية ا 
الدوري عن اليزبدي» وهو اختيار ابن مجاهد, ونعم الاختيار هو .." (0. 


ومرة أخرى يذكر اختياره فلا يقره عليه كقوله : "وحكى الفراء ف "الموءودة" 
"المودة " مثل "الجوزة" 3 وهذه لغة الحذف. واختاره ابن مجاهد ف وقف حمزة وليس 
بالمخوار" 0 


١‏ وأحيانا يورد ما قرأ به على شيخه أو ينقله فلا يتردد في توهينه. کان يقول: 
"وأما "كلتا الجنتين" في الوقف على كلتاء فإن أبا الطيب زعم أن فتحه إجماع.." ©. 


أو يقول في فرش المروف من سورة الحشر: "كي لا يكون دولة": لا خلاف في 
يكون آنه .بالياء» إلا شيغا ذكره شيخنا أبو الطيب عن هشاء! “), وذلك أنه قال: روي عنه 
بالتاءء وكذلك قرأنا عليه لهشام. وم أجد أحدا ممن صنف کتاباء ولا رأيت حافظا بذ کر 
ذلك عن هشام غيره والاختيار الياء مثل الجماعة القراء". 


ربادته في استنباط أصول ورش : 


ظلت رواية ورش تروى وتنقل شفاها وسماعا ف الغالب» على الرغم من ظهور 
طائفة من النسخ التي كان الرواة قد وصفوا فيها هذه الروايةء وحددوا فيها ما قرأوا به ف 
الغالب» 
ومن مظاهر إمامته في هذا الشأن ما يتمتع به من حس نقدي» هذا الحس الذي جعله يقوم 
بتقويم الروايات مهما يكن مصدرهاء ومن هنا يجده مرة یذ کر بعض اختيارات الأئمة مقررا 
لها ومقرا لمضمنها كقوله : "وأما إذا رأوك" و ا فلا خلاف بين القراء 
في فتح الراء والهمزةء إلا ما ذكر أبو طاهر”” عن نصير عن الكسائي ا 


على حو ما فعل کل من ۴ الأزهر عبد الصمد العتقي صاحب ورش» وداود بن 
أن طيبةق ويونس بن عبد الأعلى ورمع ممق دوا أوائل المصنفات التي تعرضت لوصف 
كيفية الأداء ف المدرسة المصرية, كل بحسب ما قرأ به وقد رأينا بعل هؤلاء طائفة ممن 





'- الهادي ‏ لوحة 9/ب. 

7- الهادي ‏ لوحة 1/7. 

- الهادي د لوحة 11/. 

هو هشام بن عمار اجن راوبي قراءة ابن عامر الشامي. 
2 الهادي ‏ 7 /اب. 

- الهادي ‏ لوحة 9/ب. 


ډیا ھڅ 


م a‏ ا 


538 


دونوا کتبا ف الموضوع نقلت عنهم گاب الحسن النحاس ف مصرء ورجال المدرسة الأصولية 
التأسيسية في قرطبة كابن وضاح ومطرف بن قيس وجيى بن زكرياء وكابن خيرون في إفريقية 
وقد 'تقدمت الإشارة إلى ما كان لهم من ربادة في هذا الشأن. 


إلا أن أحدا فيما يبدو لم يتطرق إلى جمع الطرق عن ورش والموازنة فيما بينها 
واستخلاص الأصول الفنية المشتركة بين أهل الأداء في هذه الروايةء مع قييز مذاهب المغارية 
والمصريين فيها قبل أبي عبد الله بن سفيان» أو على الأقل قبل العهد. الذي كتب فيه 
کتابه "الهادي" وغيره من الكتب التي تناول فيها أصول هذه الرواية, وذلك لأن الإمام 
مكي بن أبي طالب القيرواني أيضا كتب وجمع نوا مما فعل أبو عبد الله بن سفيان - 
كما سا ا EL‏ 
المباحف. 


والراجح أن ابن سفيان كان أسبق إلى تجميع الأصول وقييز اختيارات المصريين 
والقرويين قيهاء في حين كان لأبي محمد مكي السبق في توجيه هذه المذاهب والاحتجاج لها 
كما سوف نرى ف كتابه "الكشف' ' وفي بعض رسائله في الرد على أصحاب أبي الحسن 
الأنطاكي نزيل قرطبةء وقد أشرنا إلى خصومته النقدية معهم في ترجمة الأنطاكي آنفاء كما 
كان له السبق في استنباط قواعد التجويد والأداء في طائفة من المباحث التى ذكر في "كتاب 
الرعاية" أنه ما علم أن أخدا من الشدمن سيف إلى تاليف مل هذا الكاب فيا 


أما أبو عبد الله بن سفيان فقد ألف في خصائص هذه المدرسة تاليف وا كد 
والراجح أن يكون قد سبق مكيا المذكور الذي كتب أيضا عدة مؤلفات في أصول ورش 
5-0 ای بعد لبن ا انين مر تون جام دمع ار ا 
ذلك بعده لأنه أسن منه بل هو في طبقة شيوخه. 


ومهما يكن فإن المترجم قد صنف في موضوع مذهب المصريين والقرويين في أهم 
بابين يكثر فيهما الخلااف بين النقلة من رجال مدرسته وغیرهم» وسماه - كما سيأتي - 
"كات 





'-,سياتى الحديث عن ربادة مكي في هذا المجال في الفصل الثاني من هذا البحث بول الله. 
- الرعاية 42. 


539 


مذهب ورش ف اللامات والراءات". كما خصه ف كتاب الهادي بنصيب كبير من عنايتفى 
واتار ال أن يعلم أن أحدا سبقه لمعد . 


ونظرا لأهمية هذه المباحث فيما تحن بصدده من التأريخ الفني لمدارس "الأقطاب" 
في عهد التأصيل والنضج» نورد فيما يلي أهم خصائص رواية ورش عند المغاربة لهذا العهد 
في إفريقية:. أو .ما يكن ستميعة الطران الفروات < المغربي كما اشتمل عليه كتاب 

"الهادي" » وهو الكتاب الوحيد الذي بقي من كتبه فيما علي وف ضمن ذلك اختيارات 
هذه المدرسة وعميد اتجاهاتها الفنية أ عبد الله بن سفيان. 


خصائص المدرسة المغربية القيروانية في أصول رواية ورش لهذا العهد : 


انفرد ورش عن نافع بأغاط خاصة في الأداء لم يشاركه في روايتها عنه أحد كما 
سق أن أشرنا عند الْحديث عن مدرسته في مصر. كما انفرد الأزرق عن ورش فيما رواه 
المصريون من طريقه عنه» باتجاهات ومذاهب في الأداع ثم انفرد المغارية من أهل إفريقية وما 
إليها في طريق الأزرق بنقل كيفيات في ذلك لم ينقلها غيرهم, أو نقلها ثم أخذ منها وترك 
على سیل الاجا 0 


ونسوق هنا جملة من خصائص هذه المدرسة الأخيرة, وهي المدرسة الأصولية الفنية 
التي تبلورت على ,يد أبي عبد الله بن سفيان» بعد أن وط لها في المائة الثالثة وأول الرابعة 
أبو عبد الله بن خيرون المعافري نزيل القيروان. 


وقد توقفنا عندها هذا التوقف نظرا لأهميتهاء ولما سيكون لها من الأثر العميق في 
نشأة الخلااف بين المدارس الأصولية الثلاث الكبرى التي تقدمت الإشارة إليهاء وهي المدرسة 
التنظيرية القياسية القيروانية» والمدرسة الأثرية الاتباعية الأندلسية, والمدرسة التوفيقية 
الأندلسية أيضاء ولما سيكون لها أيضا من انعكاس في صياغة "الطراز امي في القراءة في 
الشمال المغربي في الربع الأخير من للمائة الخامسة وما بعده على يد ا الحسن الحصري 
صاحب الفضل الأ كبر ف ترسيخ أصول هذه المدرسة الفنية نظما في قصيدته الرائية في قراءة 
نافع كما سيأتي بعون الله وتوفيقه عرض قصيدته بتمامها في مبحث خاص. 


أ 





وأول خصيصة لهذه المدرسة تطالعنا في "كتاب الهادي" لابن سفيان عميد هذه 
المدرسة : 





'- سياتي ذكر ذلك في أول اللامات والراءات. 
"+ سياتن کر ما نقله مكي على سبيل المثال مما نسبه إلى المغاربة وم يأخذ به. 


540 





قال في الهادي: "ذكر اختلافهم في فاتحة الكتاب" : 


"قرأ عاصم والكسائى "مالك" بالألف وقرأ الباقون بغير ألف. 


"واختلف عن ورش ف كسرة الكاف. فروى عنه أ حمد بن صا أنه يشبع الضمة 
إذا لقيتها الواو, والكسرة إذا لقيتها الياء وبعض المصريين ال به وبعضهم بطرحه 
وقال المذاق في القراءة: إن ذلك إغا هو إذا اتفتحت الياء فقط وإذا انضمت الواو 


: إن 
وائة ا 


"وخالفوا أصولهم في حرف واحد وهو : "ما هؤلاء ينطقون". وفي الياء في 
أصلين» وذلك: أن يكون حذف الياء علامة للجزم أو يكون ياء متصلة بالفعل قبلها نون 
فحذفت الياء لدلالة الكسرة عليهاء لأنهم لا يشبعون مثل "واتقون يا أولى الألباب", 
و"لكن لم تنته يا نوح"» وأشبعوا الضمة في "فادع واستقم" ونظرائه وكل ما يشبعون فإنا 
ذلك إذا كانت الضمة والكسرة في كلمة والواو والياء في أخرى, فأما من كلمة فلا يفعلون 
ذلك إلا أن يأني لام كي المكسورة ويعدها ياء وقبلها واو مثل "وليرضوه" "وليتمتعوا" 
وما أشبه ذلك وكل هذا ما لم تكن الياء والواو مبدلة من همزة فإن كانت كل واحدة 
منهما مبدلة من همزة لم يشبع عندهماء وذلك لمحو "السفهاء ألا" و"من السماء إن نشأ 


1 


خسف . 


"وأما قوله "فهو" و"لهو" و"هو" فقد اختلف هؤلاء فيهء فبعضهم أشبع الضمق 
وبعضهم شدد الواوء ولا أعلم تشديد الواو مستطرا عن القراء في كتاب البته. وهم يخففون 
الياء من "هي" على كل حال . 

وقال ف ذكر صلة هاء الضمير: "والقراء يصلون بكسر من غير بلوع يا إلا ما 
تقدم من رواية أحمد بن صالح عن ورش في صلة الضمة بواو إذا لقيها واوء والكسرة بالباء 
إذا لقيتها ياء نحو "وليرضوه وليقترفوا" و"فيه يعرّجون". 


ثانيا : تمكين المد تكينا مشبعا فيما تقدم فيه سبب المد على حروف المد واللّين : 


قال في الهادي بعد ذكر تفاوت القراء السبعة في المد وذكر المد المجمع عليه 
بالإشباع : 








'- تقدم التعريف به وذكر ما انفرد بروايته عن ورش في هذا في "مدرسة ورش" في البحث الثالث من هذه السلسلة. 
- الهادي ‏ لوحة 3/ب. 


541 


"فإذا كانت الهمزة قبل حرف المد واللين في كلمة, فقد أجمع القراء على تمكين 
حرف المد واللين من غير إفراط في المدء إلا ورشا عن نافع فإنه يمده متمكنا بمنزلته إذا كان 
حرف المد واللين قبل الهمزة وذلك / كانت الهمزة في أول الكلمةء أو كان ما قبل ل 
متح ر كال أو من حروف المد E‏ 1 من" و" E‏ و"ليواطئوا عدة" و' 'مستهزئون" 2 
00 إذا ألقى حركة الهمزة على 0 أو سهل» فإنه يبقي المدى مثل ا السماء 

ر( و"قل ءاذتتكم" و"الاخرة والاولى". 

ثالثا : تكين المد ف حرفي اللين من شىء و"قوم سوء" ونجحوهماء واستثناء 
"سوءات وما كان من لفظه 

قال في "الهادي": وأما أصل ورش في الياء والواو إذا انفتح ما قبلها وجاءت 
بعدهما الهمزة, فإنه يمدهما أقل من مدهما إذا انكسر ما قبل الياء وانضم ما قبل الواوى 
وهكذا يأخذ كثير من المصربين > والذي قرأت به ويه يأخذ المغربيون وجماعة من المصربين 
فكين المد فيهماء وذلك مثل "شىء" و"دائرة السوء" "وما أشبه ذلك". 

"وخالف أصله ف "موئلا 1 و"سوءاتهما" و"الموءودة" فلم كد 1 كل هذا الباب 
أحد من القراء غيره"©. 

رابعا : تفخيم اللامات عند أحرف مخصوصة: 

قال في أول هذا الفصل متحدثا عن ريادته فيه: "اعلم أن هذا الباب إنا أخذناه 
لفظا عن الحذاق ولم يتقدمنا أحد إلى ج أصوله ي > وإعًا ذكروا منه الحروف 
اليسيرةء وأنا أجمع لك الأصل على ما انتهى إلي من الرواية". 


ثم بعد أن ذكر اتفاق القراء على تفخيم اسم الجلا لة أ "الله" إذا كان قبله 
فتحة أو ضمة قال متحدثا عن مذهب ورش في اللامات: 








"وكذلك كان يوافقهم على اسم "الله" في ترقيقه وتفخيمه" . 





ان يربد مد الياء التي بعد الهمزةء وهو من المسائل الخلافية بين المدرستين القياسية والاتباعية: ولعله مثل به قصدا لبيان مذهبه 
ا نقطة كبيرة في السطر في حل الهمزة المبدلة. 
(- ترسم جرة في محل الهمزة ة لأن ورشا في أصله في مثل هذا أن ذف الهمزة وبنقل حركتها إلى الساكن قبلها مع وضع جرة 
النقل في موضع الهمزة المحذوفة. 
“- في المخطوطة "البصريين". ولا يخفى أنه تصحيف. 
“- الهادي ‏ لوحة 5/أ. 


542 


"وكان يفخم اللام المفتوحة إذا كانت قبلها طاء أو صادء ما لم تكونا مكسورتين. 
ټل "الطلاق", و" للق بايا و"الصلاة" و"أن يوصل" وما أشبه ذلك" . 

"واختلف المتعقبون عنه في المفتوحة المشددة إذا كانت قبلها الصادء نحو "مصلى" 
الترقيق" . 

"والذي أختار أن يكون "فصلى" وما أشبهها إذا وقعت رأس آية رقيقة, لأن من 
أصل ورش أنه يميل ذوات الياء إذا وقعت رأس آية بين اللفظين» وما سوى ذلك مفخما 
حيث وقع" . 





"فإن حالت الألف بين اللام المفتوحة والصادء فاختلف المتعقبون في ذلك فرقق 
بعضهم» وفخم بعضهمء وذللة غو"قيالة" "و يفناعا” : 
"وإن كانت الم مضمومة وقبلها هذان الحرفان. فإن كانتا ساكنتين فهى مفخمةء 
نحو "فصل "و"تطلع" وما أشبهه(". فإن كانتا متحركتين فاللام رقيقة: مثل "فطل" 
و"يصلون". ولا تبال إن مشددة كانت أو مخففة. ولا سبيل إلى تفخيم اللام إذا انكسرت 
أو انكسر ما قبلهاء وكذلك الساكنة على كل حال. 
ثم ذكر خصيصة أخرئ لمدرسته في اللام فقال: "إلا أن ورشا فخم اللام من 
"اال لوقوع اللام بين الصادين, فإن انفتحت أو انضمت وكانت قبلها الظاء والضاد 
متح ركتين فهى رقيقة مثل "ظلموا" و"ضللنا في الأرض '» فإن سكنت الظاء والضاد فخم 
اللاى > مثل "| اظ واللام الأولى من "أ "أضللتم" فإن وقعت مضمومة أو مفتوحة بين خاء 
وطاء أو خاء وصاد أو ناء وظاء أو غين وظاء فهى مفخمة. مثل "خلطوا" 0 
و"فاختلط" و"ليتلطف" و"اغلظ و"المخلصين" وما أشبه ذلك باختلاف عنه" 
ثم ذكر خصوصية أخرى من مذاهب المدرسة وهي تفخيم لفظ ثلاثة في مواضع فقال: 
'وأما "ثلاثة" فإنى وت على إسماعيل بتفخيم اللام حيث وقع. إلا قوله 
"بثلاثة آلاف" و"ثلاث ورباع و"في ظلمات ثلاث" و"إلى ظل ذي ثلاث شعب" فإنه 
بترقيق اللا وعلى هذا تدل رواية داود بن أبى طيبة» وقد ذكر عن يونس عن ورش 



















أ- هذا من خصوصيات هذه المدرسة. كما في الإقناع لابن الباذش 340/1. 
*- تفخيم اللام بعد الضاد من خصوصيات المدرسة أيضا ويمكن الرجوع في ذلك إلى الإقناع 340/1. 
0 "ظلموا" ولا يصح التمثيل بها للظاء الساكنة. 

“- كل هذا القسم من خصوصيات هذه المدرسة. ويمكن الرجوع إلى ما نقله ابن الباذش في الإقناع 341/1. 


543 






وسقلاب أنه قرأ عليهما "ثلاثة" بالفه و جم 
المصريين يأخذون به وكثير ا بترقيق ذلك كله" . 


ثم قال: "فهذا أصله في جميع ما يفخم وما سواه فهو يوافق القراء عليه فقس ما 
ورد عليك على هذا". 


ولم ينس أبو عبد الله ب بن سفيان أن يشير بالتوهين إلى بعض ما نقل عن ورش من 
طرق أخرى بخصوص بعض الأمثلة فقال: 





ثم نبه على مذهب مدرسته في هذه اللامات إذا تطرفت ووقف عليها فقال: 







"وكل هن وصله با 2 
طرفا وتكون مفتوحة, فإنه يرققها في الوقف مثل "أن يوصل" وما شابهه" 


خامسا تفخيم الراءات وأصول ورش فيه حسب تقل المدرسة القيروانية: 


قال في أول الباب منبها على سبقه إلى جمع قواعده: "اعلم أنا إا نذكر في هذا 
الباب مذاهب أهل الكوفة وأبي عمرو وابن عامر وابن كثير وقالون عن نافع ولا نذكر 
ورشا ههناء لأنا تفرد له بابا على حدته تلخيصاء لأن مصنفي الكتب إِنا كرو معد 


الأبواب المروف اليسيرة, وم يتقصوا جميع أصولهاء وما علمت أحدا سبقنا لجمعها..' 
2( 





"ذكر ما اتفرد به ورش ف ترقيق الراءات لي ” » وقال عن 8 ف استنباط الأصول 
الخاصة به في ذلك: 

0 - نفعنا الله وإياك 0 الخراء يضطربون ف 0 ورش في الراءات فيما 
ANOLE‏ 

لم بدأ بالقاعدة العامة لورش ف الراء فقال: "ذكر الراء المضمومة فإذا جاءت 
وقبلها فتحة أو- ضمة فخم الراء فلفظها مغلظة خو قوله تعإلى E‏ 1" ل 
'- الهادي ‏ لوحة 11/ب. 
- نفسه د لوحة 11 ب 12/. 


544 


أكثرهم لا يعلمون". "وتسر الناظرين" وما كان مثله. فإن انكسر ما قبلها رقق الراءء / 
عبر الناس عنها ب"بين اللفظين", > مثل "يبصرون", و"كانوا يصرون على الحنث" 
أشبهه, ما لم تكن الراء أول الكلمةء فإن كانت الراء أول الكلمة فخم ول يعتد 00 
مثل "ولن نومن لرقيك" وما شابهه» فإن سكن ما قبلها وكان قبل السكون كسرة رقق الراء. 
ثم ذكر ما خالف هذه القاعدة على مذهب مدرسته فقال: 


"وخالف أصله فيما قرأت له في قوله "إلا كبر ما هم ببالغيه", و"عشرون" 
فقرأهما بالتفخيم» كذلك قرأت على أبي إبراهيم إسماعيل بن احمد المهدي, وذكر انه 
ما رأى أحدا من المصريين ممن أدركهم من أصحاب ورش يقرؤهما إلا بالتفخيم" . 

ثم قال موجها لهذا المذهب: "والفرق بين د و "كبر" أن الكاف أقرب مخرجا 
إلى الذال من الباءء فلما سكنت الكاف في "ذكر" قربت الراء من الكسرة لقرب المخرجين» 
وبعدذدت الراء ف "ب" لبعد المخرجين» ففخمت الراء لذلك» وهذا اعتلال للرواية, والذي 
بو جبه القياس أن تكون مرقفة"(2, 









ومن خصوصيات هذه المدرسة ما استثناه بعضهم من تفخيم بعض الراءات المكسورة في 
الطرف في حالة الوقف. وفي ذلك يقول: "وأما الراء المكسورة فإنه يقرؤها مرققة حيث وقعت 
في وصله ووقفه. فلا يعتبر ما قبلهاء کان ساكنا أو متح رکا بأي الحركات, وذلك إذا لم تكن 
الكسرة عارضة» وقد استثنى أصحابنا موضعين ف كتاب الله» وهما قوله تعإلى: 0 
يوه للف ونه" أذى من مط" .أنه يقلت عم با فح وا ارقن ونا زی 
ذلك بالترقيق وصله ووقفه» كذلك حدثنا أبو إبراهيم عن أن بكر عن 5 عبد الله ابن 
خيرون المقرئ عن من أدرك من أصحاب ورش من المصربين". 

"ورأيت بعض المصريين يقف لورش بالترقيق وبروم الخفضء وهو المختارء لأنه إِنما 
أوجب ترقيق الراء المكسورة» وهو إذا وقف رام الكسرة فلما رام ما كان من أجله الترقيق 
رقق» وأولئك يعتلون بقوة الطاء بأنها مطبقة من حروف الاستعلاء". 


ثم ساق مذهب المصريين واختيار القيروانيين فيه ف الراء المكسورة كسرة عارضة في 
حالة الوقف عليها فقال : 












'- ينظر في مناقشة هذا المذهب ما ذكره ابن الباذش في الإقناع 331-330/1. 
- الهادي ‏ لوحة 12/ب. 
3 لم يدرك أصحاب ورشء وإما المراد رجال مدرسته كما تقدم ذكرهم في أساتذته بمصر في ترجمته. 


545 


"وقد اختلفوا في الوقف فرأيت الحذاق بمصر ممن يجود قراءة ورش يقفون على 
الباب كله بالتفخيم إذا عم قبل الراء أو انفتح, فإن اتكسر ما قبلها فلا خلاف بينهم 
أنهم يقفون بالترقيق... 
افا ااا وو علق و كما اون و کو نوها 
قوله"فليكفر إنا"." واخر إن شانئك". فيقفون عليها بالتفخيم» ويصلونهما بالترقيق " 
ثم ذكر من خصوصيات المدرسة في الراء المفتوحة أنه" إذا انفتح ما قبل الراء المفتوحة أو 
ا أو سكن وكان اا وقبل الساكن فتحة وضمةق ف فخم الراء في الوصل 
والوقف. مثل"صوركم". و"أفأمنوا مكر الله" و"نكرا"و"الضرر" أشبه ذلك إلا 
حرفا واحدا فإنه .برقق الراء المفتوحة فيه وهو:' زر كالقصر" 
"وإن كان قبلها ياء ساكنةء وكانت الراء غير منونةء فهي رقيقة في الوصل والوقف. 
مثل" + خيرات" و. .)وما أشبه ذلك. 
ثم أخذ ينبه على ما خالف فيه الأصل على مذهب مدرسته فقال: 


1 






"وخالف أصله في "عشيرة 
في"حيران". فقرأه بعضهم بالترقيق في الحالين» وب 
"فإن كانت منونة وقبلها ياء ساكنة أو كسرة مثل"قديرا"."ويصيرا" و"خبيرا" 
و"شاكرا". فلا خلاف بينهم في الوك أنه بين اللفظين» واختلفوا في الوصلء فبعضهم 
يفخم و الآ خرون يصلون كما وقفوا". 
فإذا انكسرت ما قبلها رقق مثل لينذركم دبؤخركمٍ ويؤخر الله في الحالين» إلا أن يأتي 
بعدها حرف استعلاء أو راء مفتوحة أو 0 أو تقع 2 ف أول الكلمة فإنه يفخم 
ذلك کله مثل"الصراط" و"الفراق" و"إلا فرارا" و "ضرارا" و" 'بربهم يعدلون" و"ما أشبه 





ف سورة التوبة خاصة وا ختلف عله 


ذلك" . 
ثم نبه على ما خالف فيه أصله على مذهب مدرسته فقال : 
"وقد خالف أصله ف "إدم ذات العماد", وفي " حصرت صدورهم" : ففخم الراء ف الوصل 


لمجي ء الصاد كوت وليس بينهما إلا حرف ساكن» واختلف ف e‏ فبعضهم يفخم عند 
وبعضهم برقق. ' م 00 بين الراء المفتوحة وبين الكسرة ساكن وكانت الراء غير منونة 
فهي رقيقة مثل "! و "إكراه " و "المحراب" إلا أن يكون الساكن مطبقا أو ا 


1 كلمة غامضة تشبع "عشيرة". 


546 


بعدها حرف من حروف الاستعلا ء حرف من حروف الاستعلاءء أو يكون المكسور حرفا 
من حروف اللق أو ما قرب منها مثل الكاف» ويكون مع ذلك الحرف الساكن أقرب إلى 
خارج الفم من الراء فإنه يفخم ذلك مثل "مصر" و"إعراضا" و"إسرائيل" و"إبراهيم" 
و"حذركه"©. '"وخالف ذلك في"الإشراق"و"إسرافنا" "قرا وبي اللفظد حيث وقع". 

ثم سرد الحروف التى يعنيها في قوله أن يكون الحرف الساكن أقرب إلى خارج الفم 
من الراء فقال: والحروف التي هي أقرب إلى خارج الفم من الراء هي النون المتحركة 
والصاد والزاي والسين والطاء والدال والياء والظاء والذال والثاء والفاء والميم والباء 
والواو» ومن هذه الحروف شيء لم يقع في القرآن ساكنا قبل الراءء فإن (1) قال قائل: فإنه 
يفخم "وزر أخرى" والواو ليست من حروف الحلق؟ فقل: إن الواو من الشفتين حتى تتصل 
بمخرج الأنف في الحلق» فصارت عنده بمنزلة حروف الخلق؟00. 
ثم ذكر ما خالف فيه ورش أصله على هذا المذهب فقال : 

"وخالف أصله في"ورفعنا لك ذكرك". ففخمه لتفخيم ورش آي هذه السورة لتجري 
ات على سباق ا 


"وا اة نة ف "إجرامى" فقرأه قو بالترقيق» وقوم بالتة 2 ك0 

"وأما قوله "لامرأته" فقد تقدم قولنا" إن هذه الحروف لا ترقق الراء المفتوحة 
واه د إذا وليتهن ف قوله برد 1 ولىك 

فإذا حال بين الراء وبينهن ساكن كان التفخيم أولىء فإن لقها التنوين فهي 
مفخمة في الوصل والوقف, كقوله"ذكرا"و"سترا" وما أشبهه حيث وقع» إلا حرفا واحدا 
فإنه يرققه في الخحالين وهو قولنا"نسيا وصهرا"» وقد خالف فيه أصله. وذلك لأن الهاء خفية 
ليست بحاجز حصين بين الكسرة والراءء وقد تقدم لنا أن الكسرة التي في ألف الوصل لا 
ترقق من أجلها الراء الساكنةء فهي أضعف عن ترقيق المفتوحة . 





'- في المخطوطة و"المكسورة" وهو تحريف ظاهر. 

*- سقط لفظ "فإن". 

- الهادي - لوحة 13/ب. 

“- يعني لتكون الراءات في الفواصل جميعا مفخمة في سورة ألم نشرح. 


547 


فأما الراء إذا تكررت وبينهما ألف والثانية مكسورة, فقد تقدم أصله في إمالة أبي عمرو أنه 
يقرؤها بين اللفظين مثل"دار القرار"و"الابرار"» وكذلك ٠‏ يقرأ"النار" 
و"الجار"و"أنصارى"."وجبارين" وما أشبه ذلك" . 


ثم تحدث عن الراء الساكنة إذا تقدمها فتح أو ضم أنها مفخمة 
مثل" كرسيه "و "مرفقا ".ثم قال مستثنيا لمدرسته ما استثنوه من هذا الأصل لورش:"إلا أن 
يأتي بعد الراء ياء أو همزة مكسورة, فإنه يرققء» مثل"قرية" و"مريم" و"المرء 
وقلبه"و"المرء وزوجه" . 

فإن انكسر ما قبلها وكانت الكسرة لازمة فهي رقيقة» مثل"فرعون" ومرية". 
"واختلف أصحابه إذا جاء بعد الراء حرف من حروف الاستعلاء. مثل"فرقة" 
و"قرطاس"و"إرصادا"و"المرصاد" فبعضهم يرقق الراء » وبعضهم يفخم في ذلك كله ما 
لم تقع الراء بين كسرتين» فإن وقعت بين كسرتين رققواء نحو" كل فرق" فإن كانت الكسرة 
التي قبل الراء في الوصل عارضة فخم الراءء ولا خلاف بين المصريين في ذلك خو"ارجعوا 
إلى أبيكم" و"ارجع إليهم" و"الذي ارتضى" إذا ابتدأت بذلك كله. وكذلك في الوصل لا 
خلاف في تفخيمهاء فإن كانت الكسرة العارضة منقولة من حركة ما حركته لازمة وكانت 
ف كلمة رقق» مثل"أولي الاربة" و"ما أشبهه" . 


وختم الباب بقوله: "وقد استقصيت جميع الأصول التي يكثر دورها لتهدى بها 
عل هنا شاکله ا)۰ 


هذه أهم المسائل التى أثارها فى كتاب"الهادى"مما يتجلى فيه المذهب الف: 
لهذه المدرسة واضحا سواء في الاختيارات, أم في الاحتجاج لها وتوجيهها وفيها تتجلى 


إمامته وربادنه ف مذاهب المدرسة. 


وقد ساق أبو جعفر بن الباذش في كتاب "الإقناع" أهمها على سبيل 
الدراسة"المقارنة" بين مذاهب الأئمة في الأصول الأدائية لورش. وساق هناك أمثلة أخرى في 
أبواب مماثلة تحدث فيها عن بعض اختيارات المدرسة من خلال إشارته إلى مذهب أبى 
عبد الله بن سفيانء ومنها : ۰ 


'- ترقيق الراء خاص بهذه المدرسة كما هو معروف من التيسير والشاطبية وغيرهماء وهذا وغوه هو ما أشار إليه الشاطبي في 
آخر الراءات من حرز الأماني بقوله: ي 
"وني الراء عن ورش سوى ما ذكرته * * * مذاهب شذت في الأداء توقلا. 
- سقط لفظ"ما" في المخطوطة. 
2 كذاء والأقرب ل 
“- الهادي- لوحة 13/ب. 


2 


548 


- استثناؤه من الراءات المفتوحة مما تقدمته الكسرة اللا زمة "حذركم" و"عبرة" و" كيره" 
قال: وكذا كل ساكن كان أقرب إلى خارج الفم من الراءء وتكون مع ذلك الكسرة التي 
قبل الساكن في حرف حلق أو في كاف أو قاف"00. 


- مده لحرف الهجاء من"عين" لورش دون سائر القراء في أول سورتي مریم والشوری“. 


- أخذه بترك المد فيما عرض فيه التقاء الساكنين في الوقف خو"تكذبان" و"الرحمن" 
ا ل ويد 


0 أخذه بالوقف ا على غو "لا ا نا 


5 أخذه ف إدغام القاف ف إلكاف في"ألم 26 إن بإبقاء فوت القاف أي"الة ل مع 
الإدغام» على حد إدغام الطاء في التاء في مثل "امات O‏ 


تلك هي أهم الاختيارات الأدائية أو خصائص المدرسة القيروانية كما استنبطها 
أبو عبد الله بن سفيان ووصفها وحدد ملامحهاء ودعمها با تأتى له من التوجيهات» وهي 
الاختيارات ذاتها تقريبا التي سوف نراها عند عامة من جاء بعده أو سلك سبيله من 
أقطاب هذه المدرسة, كما أنها هي"المادة الام" التي سيتولى الشاعر الرائد أبو الحسن 
المصري القيرواني نظمها وتلخيصها في قصيدته السائرة في قراءة نافع» مما أعطى لهذه 
الاختيارات نفسا جديدا فرضت به وجودها العملى في ميدان الإقراءء وظلت بسببه معتمدة 
في دراسة مسائل الخلاف بين هذه المدرسة وبين منافستها العتيدة مدرسة أبي عمرو الدانيء 
أو"المدرسة الأثرية الاتباعية" التي استقر الجمهور على اختياراتها كما وصفها وحدد 
ملامحها الحافظ أبو عمرو الداني وعميد مدرسته في المائة السادسة أبو القاسم الشاطبيء 
وسار على هديهما أبو الحسن بن بري في المائة الثامنة ومن سلك سبيله إلى اليوم في سائر 
الأقطار والجهات التي تأخذ في رواية ورش عن نافع بطريق أب يعقوب الأزرق. 


س 3 ا لمث چ 
أ- الإقناع لابن الباذش 330/1- 331. 

- الإقناع479/1. 

[- الإقناع 480/1. 

*- الإقباع 480/1- وغوه في شرح المنتوري على الدرر اللوامع لابن بري14 1(ضغطوا). 
'- الإقناع 184/1- 185. 


549 


'نصدره للإقراء ومقر 'ندربسه : 


يبدو أن أبا عبد الله بن سفيان لم ينقطع عن الطلب إلا في آخر عمره إذ ظل 
يلازم كبار المشيخة من أمثال أن الحسن القابسي(ت 403) كما دلت الإشارة السابقة في 
ترجمته على لسان أبي عمرو الداني الذي حل بالقيروان في رحلة الحج سنة 397 ه- كما 
سيأ تي- فجلس مع ابن سفيان في حلقة القابسي المذكور. إلا أنه- فيما يبدو- كانت قد 
طارت له شهرة في بلده وغيره بإتقان علم القراءات حتى أصبحت الرحلة إليه فيهاء وكانت 
المنطقة يومئذ تتطلع إلى إمام في هذا الشأن يلم شعث هذه المدرسة وبنفخ فيها من روح 
نشاطه وجده فتأتى لها ذلك على يديه وأكبر الظن أنه تصدر لذلك عقب عودته من رحلته 
في الربع الآخر من المائة الرابعة وقد تقدم أنه "عرض الروايات على أبي الطيب بن غلبون 
حيث رحل إليه قبل سنة 380 ه وعاد من مصر ول يحج"00. ومعنى ذلك أنه إِنما رحل 
إلى مصر في طلب القراءات ولقاء المشيخة لا عابرا لها في رحلة المج والعمرة, أما مقر 
مدرسته فذكر المالكى وغيره أنه"كان مقيما بالمهدية". وهناك أخذ عنه الناس فن 
القراءات©. ١‏ 


ولكنا عد إشازات. أخرى تفيد أنه أيضا تصدر بالقيروان» وربما لمدة أطول, فقد 
جاء في ترجمة بعض أصحابه الآتبين أنهم سمعوا منه كتابه بالقيروان أي كتاب"الهادي في 
القراءات". 

وذكر ابن الأبار في ترجمة بعض أصحابه- كما سيأتي- أنه سمع بالإسكندرية من 
أبى عبد الله بن سفيان كتابه في القراءات"2. وهذا يدل على أنه تصدر للإقراء وإفادة 


فإذا لم يكن هذا في رحلته الأخيرة التي توفي فيهاء فمعناه أنه كان في بعض أوقاته 
مقيما هنالك ومقرئا. وتدل الخصومة العلمية التي أشرنا إليها سابقا في ترجمة ا الحسن 
علي بن محمد بن بشر الأنطاكي- نزيل قرطبة المتوفى بها سنة 377 ه على أنه كان قبل 
هذا التاريخ قد استولى على الأمد في علم القراءات» أو على الأقل في رواية ورش» هذا 
على تقدير أن الخصومة كانت بينه وبين الأنطاكي في حياته» وم تكن مع أصحابه كما فعل 
مكي بن أبي طالب كما قدمناء وهذا هو الظاهر مما نقله ابن الباذش في كتاب الإقناء©) 
ومهما يكن فإن الظاهر أنه قضى بالقيروان أزيد من ثلاثين سنة يدرس هذا العلم وبرسخ 





'- غاية النهاية 127/2 ترجمة 3038. 

*- شجرة النور الزكية لابن مخلوف المالكى: 105- 106. 
“- التكملة 734/2 ترجمة 1854 7 

“- الإقناع في القراءات السبع 475/1. 


550 


أصول مدرسته وينافح عنهاء ويؤلف في القراءات وعلومهاء ولم يتخل عن القيام بذلك شأن 
بعض كبار المشيخة الذين تفرغوا لعلوم أخرىا", واستمر على ذلك إلى أن دعاه الحنين 
إلى البلد الحرام فخرج حاجا ليقيم هنالك مجاورا مفيدا من المحلقات العلمية بالحرم المكي 
ثم بالحرم الشريف المدني إلى أن أدركته الوفاة هناك رحمه الله تعإلى. 
وفانه : قال ا عمرو الدانی: "خرج من القيروان لأداء فريضة المج سنة 413 هي فحج 
وجاور بمكة, ثم أتى المدينة فمرض وتوفي بها سنة 415 ه. حدثني بذلك من شهده توفي 
أول ليلة من صفرء ودفن في البقيع رحمه الله © 

مۇلفاتە وآثاره : 

لا فلك إحصاء لمؤلفات أبي عبد الله بن سفيان وآثاره العلميةء فأكثر المترجمين له 
لا يذكرون له الا كتابه المشهور الذي عرف.بهء وهو "كتاب الهادي", وقد حاولت جميع 
ما تأتى لى جمعه من آثاره من المصادر. وهذه أسماء ما أمكن من آثاره العلمية ومؤلفاته 
الوقوف على ذكره في المصادر والمظان المذكورة: 
1- كتاب الإرشاد في مذاهب القراء“. 
2- كتاب التذكرة في القراءات. 
3- كتاب اختلاف قراء الأمصار فى عدد آي القرآن(° 


سمعه أبو عبد الله بن شريح الاشبيلي من شيخه أبي حفص عمر بن حسين المعروف 
بابن النفوسي ب"المهدية" فى مسجده ب"لرحبة الفتح" فى اذئ القعدة سنة 432 ه 
قال:أخيرنى عن مؤلفه أبى عبد الله بن سفيان رحمه الله" . 


ورواه أبو الحسن شريح بن محمد بأسانيد أخرى ذكرها ابن خير في فهرسته". 


4-كتاب الرد على أبى المسن الأنطاكى في إنكاره زيادة التمكين في حرف المد واللين إذا 
تقدمته همزة لحو" ءامن وأوتى وإيمانا", وقد أشرنا في ترجمة الأنطاكي المذكور إلى قول 





'- منهم شيخه القابسي الذي جاء في ترجمته أنه"قطع الإقراء لما بلغه أن بعض أصحابه استقرأه السلطان فقرأ عليه"غاية 
النهاية" 567/1 ترجمة 2314. 

2- نقله في غاية النهاية 147/2. 

- ذكره في شجرة النور الزكية 105- 106. 

“- المصدر نفسه 106. 

'- فهرسة ابن خبر 39-38. وشجرة النور 106. 

- فهرسة ابن خبر 38- 39. 


7- نفسه 39. 


بت 


551 


ا جعفر بن الباذش ف هذا النوع من المد: "وكان أبو الحسن الأنطاكي ينكر ينكر زيادة ف 
الباب كله.. .. وقد وضع ابو محمد مكي كتابا بۇ بد فيه قول المصريين» وكذلك أبو عبد 
الله بن سفيان وضع كتابا على الأنطاكى خاصة, إلا أنه تعدى فه الرد عليه إلى التحامل 
والفاء". 





5-كتاب مذهب ورش ف اللامات والراءات: 


نسبه له الإمام المنتوري ونقل عنه ف مواضع من شرحه على"الدرر اللوامع 
بري» ومن نقوله عنه قوله في" باب الإمالة" عند ذكر مذهب ورش في الوقف على مثل مفترى 
وقرى بالتنوين : 

"وقال ابن سفيان ف كتاب "مذهب ورش ف اللامات والراءات" : واختلف عنه ف 
هذا الباب ف ما كان منونا مثل "قرى"و"مفترى" وما كان مثله. فمنهم من يصل بالتفخيم 
في الباب کله كان الإسم في موضع خفض أو رفع أو نصبء ومنهم من يقف له في موضع 
الرفع والخفض بالإمالة بين اللفظين. وف النصب بالتفخيم» ومنهم من يقف له بالإمالة ف 
الجميع- قال- : وبالأول قرأت وبه آخذ- يعني بالفتح في الجميع"2. 

ونقل المنتوري عنه في أماكن أخرى من باب الراءات©. 
6- كتاب الهادي في القراءات: وهذا أشهر كتبه وعليه أيضا قامت شهرته. 

أما اسمه فهكذا سماه العلامة ابن خير في فهرسته وأسنده من طريق شيخه ا 

4 

الحسن شريح من ثلاث طرق عن مؤلفه. 
وسماه العلامة المنتوري ف فهرسته" كتاب الهادي إلى مذاهب القراء السبعة"وقال لاق عبد 
الله محمد بن سفيان القروي, 03 ثم ذكر أنه قرأ بعضه على شيخه أبي عبد الله محمد بن محمد 
القيجاطي وذكر سنده إلى أبي ا أحمد بن عمر العذري عن مؤلفه". 
ويعتبر "كتاب الهادي" "الأثر الوحيد الذي وصل إلى زمننا للمؤلف - فيما أعلم-. 
وقد وقفت على نسخة مصورة منه استفدت منها في هذه الدراسة استفادة كبيرة©. 


وأصل هذه النسخة ككتبة'" يا صوفيا" ' باستنبول" وهي برقم 9 وف أول ورقة 
منها ف أعلاها اسم الكتاب واسم مؤلفه ونسبه وتاربخ وفاته ومكانه. وځته ف أسفل الورقة 


'- الإقناع في القراءات السيع 475/1. 
- تقله المنترري في شرح الدرر اللوامع- لوحة 255(نسخة الحزانة العامة رقم 519). 
*- المصدر نفسه- لوحة 264 وكذا 296. 

“- فهرسة ابن خير 24- 25. 


2 


552 


نص بيس وتظرا اللتقول المستفيفة التي سبق أن“نملتها' عن الكتاب: فإنني .كفي في 

عرضه بنبذة بسيرة عن مقدمته وححتواه وخائته. 
عرض مختصر لكتاب الهادي في القراءات | 
يبتدئ الكتاب بعد العنوان هكذا:"قال أبو عبد الله محمد بن سفيان المقرئ : 


الحمد لله الذي أنار شهاب الحق. وأطفأ شبهات 0 واختصنا بأحسن الملل وبعث إلينا 
محمدا أفضل الرسلء خاتم النبيئين»....وقد رغب إلي بعض المجتهدين من طلبة القراءة في 
إملاء كتاب يجمع الأصول ويبين الفروع, بحذف التطويل والقصد إلى المعاني» فأجبتهم إلى 
ذلك وأمللت هذا الكتاب بديها من غير فكر مصنف ولا عدة لوقت الإملال“» بل من سأل 
في أي وقت أجيب فيما سأل عنه.ولحن نعتذر من تقصير إن وقع» والله أسأل التأييد 
والعصمة من الزلل" . 





ثم تحدث عن غرضه من الكتاب فقال:"وإنما قصدنا في هذا الكتاب إلى ما عليه جمهور 
الكافة, وا تقصد فيه إلى إكثار الرويات© والاعتلالء ولكنا جعلناه مذكرا للعالب وهاديا 
للمتعلم" فإن آخر الله في ا وأيد بالنصر ألفنا كتابا لمجمع فيه الروايات» ونشرح فيه 
وجوه القراءات بتوفيق الله وعونه" . 





'- فهرسة المنتوريء لوحة 12-11 (نسخة الخزانة الحسنية بالرباط برقم 1578). 
“- أمدنا بصورة عن هذه النسخة الأخ الباحث حازم سعيد حيدر طالب بالدراسات الإسلامية بكلية القرآن بالمدينة المنورة 
الشريفة» وهي مصورة عن أصل مخطوط بمكتبة آيا صوفيا بتركياء ويظهر انه نسخة أخرى غير النسخة الخطية التي أشار إليها 
بروكلمان في- الملحق- 718/1 وذكر أنها بمكتبة فاتح السليمانية وذكر أن رقمها 61 وعدد أوراقها 102. أما هذه النسخة فهي 
2 آيا صوفيا وهي مسجلة بها تحت رقم 9. وعدد أوراقها: 0 ورقة أي 9 صفحة أو لوحة. 
نص التحبيس:وقف إمام المسلمين سلطان الغزاة المجاهدينء الصارف همته العلية إلى وجوه الخيرات؛ معين الوظائف لتعليم 

القراءات» السلطان ابن السلطان أبو الفتوح والمغازي محمود خان بن السلطان مصطفى خان» جعله الله من المقربين إلي وفي سرير 
ا وانا الفقير إليه سبحانه وتعإلى مصطفى طاهر المفتش بالحرمين الشريفين المحرمين غفر له" . 

- يعني الإملاء وهي لغة معروفةء ومنها قوله تعإلى:"وليملل الذي عليه الحق"وقوله" أولا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه 
بالعدل" (سورة البقرة- الآية). 
'- في المخطوطة" إلى أكثر الروايا" وهو تحريف. 
“- هذا دليل على أن "الهادي" من بواكير كتبه. 


553 


U 6. 1 35 3 ۰ MH 5 5‏ 
ثم قال :"باب تسمية القراء السبعة( والناقلين عنهم 1 


أسائيده : 


"فمن السبعة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم» مدني» وعبد الله بن كثير....الخ 
وبعد تسمية القراء قال:فأما قراءة نافع من رواية عيسى بن مينا عنه: ولقبه قالون- فإنى قرأت 
بها على أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الخلبي. وقرأ أبو الطيب على أبي 
سهل صالح بن ادريس البغدادي الوراق©) ... وذكر باقي السند إلى نافع. ثم ذكر الرواية 


نافع 3 ال : 


"وأما رواية عثمان بن سعيد عنه- ولقبه ورش- فإني قرأت بها على أبي إبراهيم 
إسماعيل بن أحمد المهدي. وقرا إسماعيل على ابي علي الحمراوي- وكان يسمى وصيفا- 
i‏ ودكر باقي السند عن الاين عن الأزرق عن ورش عن نافع كما تقد ثم اسندها من 
طريق ابي الطيب أيضا عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن مروان عن أبي بكر بن سيف 
عن ابي يعقوب الأزرق عن ورش عن نافع". 

ثم أسند قراءة ابن كثير في روايتيهاء ثم باقي الروايات عن الباقين من السبعة. © 
وقال في آخرها :"وقد اختصرنا الأسانيد, وجئنا ا لابد منه ول أذكر أئمة السبعة من 
التابعين والصحابة- رضي الله عنهم- لكثرة وجوده في كتب القراءة» وأعرضبت عن تعديد 
فضل القراءءلأنه أكثر من أن بحصى, رحمة الله عليهم أجمعين"©. 

ثم قال :"باب ذكر اختلافهم في الاستعاذة والبسملة":"واعلم أن الذي اختاره أكثر 
المتعقبين, الاستفتاح ب :"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". والرواية في الاستفتاح ما 
جاءت إلا عن حمزة وابي عمرو ونافع... ثم دكن بعض ما روي عنهم ف ذلك ثم انتقل 
إلى ذكر اختلافهم في البسملة وقال : 
"وأما رواية ورش عن نافع» وابن عامر فما جاء عنهما أيضا شيء, والمأخوذ في قراءتهما 
بالفصل بسم الله الرحمن الرحيم... ثم ذكر أنه" يفصل أحد بالبسملة» وتوقف قليلا عند 





- سقط لفظ "القراء السبعة"من المخطوطة. 

- تقدم ذكره في مشيخة أبي الحسن على بن بشر الأنطاكي. 
- الهادي - لوحة 2/]. 

- الهادي لوحة 3-2 ب. 


1 
2 
3 
4 


554 


مسألة الفصل الفا في"الأربع الزهر" خاصةء ثم ذكر أنه"لم يفصل أحد بالبسملة بين 
en,‏ 


سورة الأنفال وسورة "براءة 
ثم انتقل إلى الحديث عن اختلافهم في فاتحة الكتاب"واستهله بما سبق أن ذكرناه في 
قراءة"ملك يوم الدين"20, وأردفه بذ كر اختلافهم في لفظ"الصراط"و"صراط" والخلاف في 
هاء الضمير وميم الجمع. ثم انتقل إلى ذكر اختلافهم في سورة البقرة" فبدأ بذكر الخلاف 
في وصل هاء الاضمار في نحو"فيه هدى".. وتابع الخلاف في الأصول بالتتابع» فعقد بابا 
للمد"وبابا للهمزتين" من كلمة أو كلمتين, ثم بابا لنقل حركة الهمزة لورش» وهكذا إلى 
أن ختم الأصول بذكر اختلافهم في الراءات» ثم انتقل إلى القسم الأخير» وهو القسم 
المتعلق بفرش الحروف المفردة فبدأ بالحديث عن E‏ في قوله"وما يخادعون"في أول 
سورة البقرة وتابع ذكر الحروف فيها على ترتيبها في سورها إلى آخر القرآن» وختم بقوله: 


"ولا خلاف في"قل هو الله أحد, ولا المعوذتينء إلا ما تقدم. وقد ذكر عن أبى عمرو 
في"أحد الله" شىء“ لا آخذ به. والذي آخذ له به مثل جماعة القراء بالتنوين وكسره 
ووصل الألف. وقد اجمع من وصل السورة بالسورة» أو فصل بالبسملة والسكت بين 
السورتين» وهو يريد الوصل» أن ذلك من أول القرءان إلى آخره على رسمنا في باب 
الاستفتاح» إلا البزي عن ابن كثير» فإنه يستمر على أصله الذي ذكرناه في باب الاستفتاح 
حتى يصل إلى خاقة"والضحى". فإذا وصل إلى خاقة و"الضحى" "كبر ويسمل بعد 
التكبير". 


هذه خاقته. وفي أسفل النسخة هذه العبارة:"وقد تم الكتاب وبكماله يتم السرور لصاحبه" 
وفي أسفل ذلك تاربخ الفراغ من النسخ واسم الناسخ, والآمر بالنسخ وبه انتهى. 


تلك نظرة عجلى ألقيناها على كتاب"الهادي". هذا الكتاب الذي يعتير أحد 
الكتب الأمهات التي ظلت منذ ظهورها عمدة القراء في أطراف البلاد الإسلاميةء وبقي 
أثرها 2 مدارس القراءات وات ضح المعالم بارز السمات» ويكفيه من التقدير والاعتبار أن 
يكون أحد مصادر المافظ ابن a‏ في كتابه الجليل" النشر في القراءات العشر". فقد 


'- لوحة 3/ب. 

2- لوحة 3/ب. 

3- لوحة 13/11. 

- يشير إلى رواية حذف التنوين من أحد الله". وهي رواية عن أبي عمرو بن العلاء, ذكرها ابن مجاهد في مسائل الخلاف في 
سورة : الإخلاص- كتاب السبعة في القراءات ١ ٠.701‏ 

- قال:"وقد وقع الفراغ من تحرير هذا الكتاب المسمى بالهادي نهارا وقت الظهر يوم السبت من جمادى الثانية سنة خمسين 
ومائة وألف» على يد الفقير... محمد بن مصطفى بن رمضان... الإمام يجامع السلطان أحمد والخطيب بجامع فاتح السلطان محمد 
ورئيس القراء مأذونا ومأمورا بسلطنة الدولة العلية بالقسطنطينية حفظها الله تعإلى. 


555 


أستذه فيه هن طرق رة د د كما أنه فصل الروايات الواردة فيه في قسم الأسانيدء 
ونثر مادته المتعلقة بمسائل الخلاف في الأبواب والمباحث التي تتناولها في هذا الكتاب. 


كما اعتمده أ شنا من أئمة المشارقة الشيخ بق العباس القسطلاني ضمن جموعة من 
مصنفات الأئمة قرأ بمضمنها وأودعها في كتابه القيم المسمى ب"لطائف الإشارات لفنون 
القراءات "20 


وأما اعتماد المغاربة له فيتجلى في كثرة من رواه عنه - كما سيأتي في تراجم 
أصحابه- كما يتجلى 2 إقبال أثمتهم علي روايته وبسط مذاهيه ف مؤلفاتهم, كما بجده 
عند أبي جعفر بن الباذش ف e‏ والمنتوري ف شرح الدرر» وابن القاضي 
في"الفجر الساطع" » ومسعود جموع ف "الروض الجامع" "وسواهم من كبار المشيخة ف 
المغرب والأندلس. 

ولا 0 700 0 الله به ا 


- رجزية ف مياحث لغوية تتعلق بيعش ألفاظ القرءان» وهي بعلوان' 'نحفة 
المشتاق". والآخر 


الهواري ان 





أ لكر 1 67. 
- لطائف الإشارات 89/1. 

(- الارجوزة مسجلة تحت هذا الإسم بالخزانة الحسنية بالرباط برقم 7164ء وقد عرف بها في فهرس الزائة الحسنية 55/6 وقال 
أرجوزة في اختلاف القراء من نظم محمد بن شعبان(كذا) الهواري المتوفى عام 415 ه وأشار إلى الأعلام 158/6- 159. 
ومطلعها: 

قال العبيد المذنب الهواري المرتجى مغفرة الغفار. 

وقد رجعت إلى الأرجوزة المذكورة فوجدتها لبعض المتأخرين؛ ولا علاقة لها بالمؤلف ابن سفيان. 
“- نسب له هذا الكتاب أيضا في فهرسة الخزانة الحسنية 78/6»: وعلق واضع الفهرسة على قوله"تأليف محمد بن عمار الهواري 
قائلا : "لعله محمد بن شعبان(كذا قال) الهواري المتوفى عام 415 وقد سبق ذكره في التقييد الخاص بكتاب تحفة المشتاق(أرجوزة 
في اختلاف القراء) ثم قال: أول النسخة: الحمد لله الذي من علينا بوراثة كتابه.. ورقم الكتاب المذكور في فهرسة الخزانة السنية 
3008 
ولا صلة لابن سفيان بهذاء لاسيما وهو تهذيب 7 السبعة من طريق التيسير لأبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 ه أي بعد 
المترجم بنحو ثلاثين سنة. وإنما التأليف المذكور لمحمد بن عمر بن محمد الهواري. وهو من أهل المائة الثانية عشرة من الآ خذين 
عن الإمام عبد الرحمن بن إدريس المنجرة بفاس. 


556 


ولا يخفى أن نسبة الكتابين إليه نسبة باطلة يدرك بطلانها لأول نظرة في محتوى 
الكتابين» والكمال لله عر وجل. 


أصحابه والرواة عنه : 


لا نملك إحصاء يساعدنا على استيفاء النظر في رجال مدرسة أبي عبد الله بن 
سفيان لضعف الاهتمام بتاريخ القراءات في إفريقية في الجملة"» حتى إن أكثر المعروفين 
بالأخذ عنه إما من الأندلسيين» ممن ترجم لهم في طبقات أهل العلم في الأندلس» وإما من 
شيوخ بعض الأقطاب كأبي علي بن بليمة وغيره وقد حاولنا أن نتتبع الرواية عنه فيما بين 
أيدينا من المصادر والفهارس حتى اجتمعت لنا حصيلة لا بأس بها من نراجم الرواة عنه 
ورجال مدرسته» وهذه نبذة عنهم : 


1- أحمد بن عمر بن اتن العذري ويعرف ب"الدلائي”": أو ابن الدلائيء نسبة إلى دلاية: 
من قری الأندلس من أعمال المرية © ولد سنة 393 وتوفي سنة 8آ ترجم له ف نفح 
الطيب*ء وذكره الذهبي وغيره في الرواة عن ابن سفيان وأسند المنتوري"كتاب الهادي" 
للمؤلف من طريقه في فهرسته. 


2-أحمد بن عمار أبو العباس المهدوي المقرئ» وسيأتي عن قريب في فصل خص به في الحلقة 
الموالية. 


3-أحمد بن محمد بن عمر بن المورة© الحجاري : نسبة إلى وادي الجارة”ء قال ابن عبد 
الملك المراكشي :"وهم أبو بكر بن خير في اسمه فسماه محمدا. 


وقال ابن الآبار : أحمد بن محمد من أهل وادي الحجارة, يعرف بابن المورة» يكنى 
أبا عمرء يروي عن أبي عبد الله بن سفيان المقرئ» وحدث عنه ب"الكتاب الهادي" من 
تأليفه في القراءات» وروى عن أبي عمر الطلمنكي” أخذ عنه القراءات أبو الحسن عبد 


'- لالجد في ذلك غير كتيب صغير لهند شلبي من كلية الشريعة بالزيتونة باسم "القراءات بإفريقية". 

2- شجرة النور 121 طبقة 10. 1 

”- نفح الطيب 233/2. 

“- معرفة القراء 305/1 طبقة 10. 

*- فهرسة المنتوري- لوحة 12(خطوطة). 

“- في النشر 66/1- 67"المور" بدون تاءء وكذلك في غاية النهاية في ترجمته 126/1 ترجمة 584. 
- هو مدينة تعرف بمدينة الفرح شرق قرطبة تبعد عن طليطلة ب65 ميلا - صفة جزيرة الأندلس 193. 
*- الذيل والتكملة القسم الثاني من السفر الأول 534. 

2 تقدم ف أصحابه. 


557 


الرحيم بن قاسم الحجاري. ونقلت روايته عنه من خطه. وابن خير يقول في اسمه:أبو عمر 


وما ذكره عن ابن خير موجود في فهرسته في إسناده لكتاب' 'الهادي' ' قال: وقرأته 
أيضا على الشيخ أبى ي الحسن عبد الرحيم بن قاسم بن محمد الحجاري المقرئ- رحمه الله- في 
مسجده بقرطبة- و الله- في ربيع الأول من سنة 530 هى قال: حد ثني به أبو عمر 
محمد بن محمد المعروف بابن المورة قال: حدثنى به أبو عبد الله بن سفيان مؤلفه"©. 


وبهذا السند نفسه روى ابن خير أيضا 'تواليف عبد الله بن سفیان وجميع 
رواياته عن شيوخه. إلا أن كنيته هنا "أبو محمد محمد بن محمد بن المورة"ء ويظهر أنها 
حرفة عن أن عمر لتشابه الحمروف. 


وقد أسند ابن الجرري كتاب الهادي ف النشر من هذه الطريق, لكن من رواية أبي 
الطيب عبد المنعم ب بن أبي بكر بحيى بن خلف ب بن النفيس المعروف بابن الخلوف الغرناطي عن 
5 الحسن عبل الرحيم بن قاسم الحجاري المذكور عن أب عمر حمل بن محمد بن المورة 
الحجاري عن المؤلف قراءة بمضمنه عليه. 


وترجم له ف الأحمدين فقال:' 'روی القراءة عرضا عن أبي عبد الله ر بن سفيان- 
صاحب الهادي- قرأ عليه أبو الحسن عبد الرحيم بن قاسم الحجاري- بالراء-©. 


4-أحمد الحجري : ذكره ابن الجزري دون مزيد من التعريف., قال: "قرأ علي أبي عبد الله 
بن سفيان» قرأ عليه أب على بن بليمة©). 


5-حاتم بن محمد بن عبد الرحمن التميمي القرطبي يعرف بابن الطرابلسي(469-398), 
وأصله من طرابلس الشام » راوبة مشهور» سمع بالأندلس من ا عمر ا وغيره 
ورحل إلى المشرق سنة 402 ه فلقي القابسي ولازمه في السماع والرواية إلى أن توفي ف 
جمادى سنة 403 ه. فرحل إلى مكة وحجء ولقي بها كبار المسندين» ثم انصرف إلى 
القيروان سنة 404 ه فبقي بها مدق وأخذ عن 2 عبد الله محمد بن سفيان المقرئ 
كتابه' 'الهادي في القراءات" وجالس أبا عمران الفاسي الفقيه» وجلة أصحاب أبو بي الحسن 


'- التكملة 24/1. 

*- فهرسة ابن خير 24- 25. 

ذ- نفسه 448. 

“- النشر 66/1- 67. 

*- غاية 126/1 ترجمة 584. 

؟- غاية النهاية 153/1 ترجمة 714 وكذا 147/2. 


558 


القابسيءثم انصرف إلى الأندلس وقد جمع علما كثيراء وسكن طليظلة مد" وقد نسب 
لاتم كتاب في القراءات وفهرسة وا 


6-الحسن بن على الجلولى- نسبة إلى جولاء- أبو علي القيرواني المقرئ : 
سين بن على الو A e‏ د ا 


هكذا نسبه ابن الجزري وقال: "قرأ عليه أبو علي بن بليمة عن قراءته على محمد بن 
ا ولعل الأصح في نسبه ما ذكره الدباغ أنه: "حسن بن حسن بن حمدون الجلولىء 
وقال: "كان عا لا يە ال92 


وإليه الإشارة في قول تلميذه أبي الحسن الحصري في قصيدته متحدثا عن شيوخه : 
ولم يكفني حتى قرأت على أبي علي بن حمدون جلولينا ل 
7-سعدون بن محمد بن أيوب الزهري من إشبيلية يكنى أبا الف 


قال في الصلة:"رحل إلى المشرقء وحج بعد سنة 400» ولقي.. . أبا عبد الله بن 
سفيان وروى عنه ورحل ثانية إلى المشرق» ووصل إلى مكة وجاور بها إلى أن توفي في 
حدود سنة 435 وقد قارب الثمانين اا 





8-أبو العالية البندونى : 


ذكره الذهبي وابن الجزري في الآخذين عنه في ترجمتها 7 وقال في الغاية: "شيخ لأبي 
علي الحسن بن خلف بن بليمة, قرأ عليه بالقيروان عن قراءته على أبي عبد الله محمد بن 
سفيان-صاحب الهادي- وكناه ونسبه ولم يسمه اليو 





أ- الصلة لابن بشكوال 157/1- 159 ترجمة 354. 
2- رواه أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز الشريشي في جملة ما قرأ أ به علي عبد الله بن محمد بن خلف الداني كما سماه الذهبي 
تعر القراء 492/2. 
”- أسندها ابن خير في فهرسته 431.1 
“- مدينة قديمة أزلية كثيرة البساتين والأشجارء وأكثر فواكه القيروان تجلب إليها منها"- الاستبصار 119. 
ك غاية النهاية 226/1 ترجمة 1027. 
مار الإيمان للدباغ 186/3. 
سيد ؛ الحصرية في قراءة نافع (مخطوطة) وسيأتي نصها. 
- الصلة 229/1 ترجمة 525. 
فعرقة القراء الكبار 305 طبقة 10- وغاية النهاية 147/2 ترجمة 3038. 
*!- غاية النهاية 617/1 ترجمة 2511. 


559 





قال ف الصلة:' 'سمع من ابي عبد الله بن سفيان" 'كتاب الهادي ف القراءات 
السبع" من تأليفه. . وكان من أهل الذكاء محسنا للقراءات مع الفضل والصلاح» توفي ف 
رمضان سنة 431 م"(0, 
0- عبد الق الجلاد أبو محمد : 

يظهر أنه من أهل القيروان»ذكره الذهبي وابن الجزري في تلامذته) وقال في 
الغابة: "شيخ قرأ على محمد بن سفيان» قرأ عليه أبو علي الحسن بن ن¿ خلف ر بن بليمة» وسماه 


وكناه و 0 برفع , 
11-عبد الخالق بن عبد الوارث أبو القاسم السيوري القيروانى 


"كانت له عناية بالحديث والقراءات» أخل عن ني عبد الله بن سفيان المقرئ. 
توفي بالقيروان سنة (462-460)©. 





2-عيد الرحمن أل اشيلية كد أيا 
القاسم 

قال في الصلة : ذكره ابن خزرج وقال : "كان في غاية التجويد للتلاوة. حافظا 
للقراءات» وحج في حداثة سنه فلقي بالمشرق جماعة فقرأ عم وروى عنهم» وقدم إشبيلية 
فاقرأ, ثم عاد إلى المشرق سنة21 -يعني وأربعمائة-. ..» وقرأ في تلك الرحلة "الأولى" . 
على جماعة من المقرئين كالقنطري © وابن سفيان وغيرهماء وتوفي سنة 434"©. 


3-عبد العزبز بن محمد البكري الفقيه المقرئ» يعرف بابن أخى عبد الحميد : 


كناه في المعالم بأبي محمد وذكر قراءته على أبي عبد الله بن سفيان وقال : كان من 
كبار أصحابه. وأثنى عليه بالمعرفة بالقراءات"©. 





ن¿ أبن إبراهيم بن عبد الله بن موسى الغافقى من 





- الصلة 198/1 ترجمة 447. 

*- معرفة القراء 305/1-وغاية النهاية 147/2 ترجمة 3038. 

*- غاية النهاية 359/1 ترجمة 1540. 

“- شجرة النور 16طبقة 10. 

هو أبق الحسن أحمد بن محمد القنطريء سيأتي في مشيخة المهدوي وابن شريح. 
“- الصلة 329/2ترجمة 702. 

'- معام الإيمان 186/3. 


560 


وإليه الإشارة في قول الحصري في جملة شيوخه : 
وعبد العزيز المقرئ ابن محمد أثير ابن سفيان وتلميذه البكري. 


4-عبد الله بن إسماعيل بن خزرج أبو محمد اللخمى الأندلسي : 
كان من آخر من روى عنه» وقد أسند ابن خير عنه روايته لكتاب الهادي فقال : 
"وحدثني به أيضا الفقيه أبو حمد عبد الله بن إسماعيل بن خزرج اللخمي إجازة قال : 
حدثنا به أبو عبد الله محمد بن سفيان مؤلفه -رحمه الله- إجازة منه له بخط يده في شعبان 
سنة 040415 


5 -عبد الله بن سمران أبو سمحان©) أبو محمد القيروانى 9 
"قرأ على محمد بن سفيان» وقرأ عليه أبو القاسم الهذلي بالقبروان". 


6-عبد الله بن سهل بن يوسف أبو محمد الأنصاري الأندلسى المرسى "مقرئ أهل 
الأندلس ف زمينة' * "اخ عن 5 عمرو المقرئ -الداني- وأبي عمر الطلمنكي وأبي محمد 
مكي بن أبي طالب» ورحل إلى المشرق وأخذ بالقیروان عن ا عبد الله محمد بن سفيان 
وأبى عبد الله محمد بن سليمان الأبي 1 


وسيأتي مزيد من التعريف به في أصحاب أبي عمروا الداني لطول صحبته له 
توفي برندة من نظر قرطبة سنة 0480©, 


7-عبد الملك بن داود القسطلانى : 


ذكره الذهبي في أصحابها”, وقال ابن الجزري : "قرأ على محمد بن سفيان مؤلف 
"الهادي" قرأ عليه الحسن بن خلف بن بليمة وسماه". 


'- فهرسة ابن خير 25-24. 

- كذا على التردد في غاية النهاية 421/1 ترجمة 1732. وني ترجمة ابن سفيان 147/2 قال : "وعبد الله بن سمران أو 
سموان" بالتردد أيضاء وذكره في ترجمة يوسف بن علي بن جبارة الهذلي بالتردد لكن قال "ابن سموان أو سمعان" - 
غاية النهاية 399/2 ترجمة 3929. والظاهر أن هذا أقرب إلى الصواب وبؤيده تسمية عياض له في الآ خذين عن ابي 
الحسن القابسى فقال فيه : "ابن سمحان" "ينظر ترتيب المدارك 96-95/7. 1 

(- غاية النهاية 421/1 ترجمة 1742. 

*- الصلة 286/1 ترجمة 680. 

“- ترجمته في معرفة القراء 354-352/4 طبقة 11 -وغاية النهاية 422-421/1 ترجمة 1783. 

“معرفة القراء 305/1 طبقة 10. 

”- غاية النهاية 468/1 ترجمة 1957. 


561 


8-عبد المنعم بن إبراهيم أو محمد- الكندي أبو الطيب الخلدونى؛ ويعرف بابن بنت 





خلدون :. 





"قيرواني له علم بالأصول وحذق في الفقه والنظرء أخذ عن أبي عمران الفاسي 
وأبي عبد الله ين سقيان المقرئ» وكانت له رحلة إلى مصرء توفي سنة 435م ". 


وقد تقدمت الإشارة إلى أخذه عنه فيما نقل عنه عياض في قوله في ترجمة اين 
سفيان: "كان شیا أبو عبد اللهين سفيان [عاما فاضا +205 


كان من ألمع أصحاب ابن سفيان بالقيروان» وذكر الدباغ أنه "تلمذ على أي 
عبد الله بن سفيان» وجلس للإقراء فقرأ عليه غير واحد من أهل القيروان. وتوفي بها 
سنة 47 7. 


وذكر ابن الجزري أنه "كان إمام جامع القيروان» قرأ عليه اسن ب بن خلف بن 
بليمة عن قرام ته على عمد بن شقان .وهی أكير أساتذة أبى اللشن اللضريئ كما 
سيأتي بعون الله في أرجوزته. 


0-عثمان بن بلال أبو عمرو الزاهد : 


ذكره الذهبي وابن ال جزرري) وقال في ترجمته : "قرأ عليه أبو علي الحسن بن 
خلف بن بليمة ووصفه وكناه ا 


1 "على بن العجمى أبو الحسن الفرضى : 


أسند ابن الجزري في النشر القراءة بمضمن "كتاب الهادي" من طريقه عن 
المؤلف7”7' ولكنه في الغاية اضطرب في التعريف به فذكره في ترجمة محمد بن سفيان مكتفيا 
له : "وأبو الحسن العجمى©) وقال في ترجمته أولا : "أبو إسحاق بن العجمى المعروف 


'- معالم الإيمان 184/3 وغوه في شجرة النور 107. 
2- ترتيب المدارك 263/7. 

* - معام الإيمان 180/3. 

* - غاية النهاية 185/1 ترجمة 858. 

” - معرفة القراء 305/1-وغاية النهاية 147/2. 

؟ -غاية النهاية 501/1 ترجمة 2087. 

” - النشر 67/1. 

* - غاية النهاية 147/2 ترجمة 3038. 


562 


د 


ثم عاد فترتجم له مرة أسخرى باللفظ الذي ,اونا يا :. "شيخ وقع 
في بعض أجايز المصريين أنه رؤى "الروضة' ' لأبي علي البغدادي ”عن مؤلفهاء وأن ابن 
الفحام E EL‏ 


2-عمر بن حسين أبو حفص المقرئ المعروف بابن النفوسي : 


كان متصدرا بمدينة "المهدية" ف مسجده برحبة القمح, وفيه سمع عليه أ عبد 
الله بن شريح كتاب "الهادي' ' في ذي القعدة سنة 432 ه قال : أخبرنا به أبو عبد الله 
محمد بن سفيات المقرئ مؤلقة رخيمه ال" 


قال ف التكملة ]ينه من أهل المشرق يعني شرق الأندلس-. رحل حاجا 
وسمع بالإسكندرية من أبي عبد الله بن سفيان كتابه في الفا ۶اك امروف الماد" : 
4- يعقوب بن حامد : 

جاء ذكره في أسماء الرواة الذين روى من طرقهم أبو القاسم عيسى بن عبد 
العزيز الشريشي طائفة من مصنفات الأئمة» عن شيخه عبد الله بن محمد بن خلف الداني 


فساق اسمه في ذلك وا وروا عن محمد بن جامع الأندلسي عن يعقوب 
بن حامد عن ابن سفيان مؤلف الهادي” 


وقال ابن الجزري في ترجمة محمد بن جامع : "بجهولء. روى القراءات عن يعقوب 
بن حامد عن ابن سفيان, قرأ عليه عبد الله بن محمد بن خلف الداني» ذكر ذلك عيسى بن 


)8 
ال غ ل 





' - سياتي في مشيخة ابن بليمة وابن الفحام أنهما قرآ عليه بجصر. 

2 - غاية النهاية 173/1 ترجمة 811. 

7 - المراد كتاب "الروضة" لأبي علي المالكي في القراءات الإحدى عشرة وقد تقدم ذكره في مصنفات الأئمة التي دخلت إلى 
المناطق المغربية في عهد ازدهار الرحلات العلمية إلى مصر. 

“ - غاية النهاية 585/1 ترجمة 2380. 

ˆ - فهرسة ابن خير 24- وكذا 448. 

° - التكملة 734/2 ترجمة 1854. 

7 - معرفة القراء الكبار 493-491/2. 

- غاية النهاية 106/1 ترجمة 2885. 


563 


هؤلاء هم من وقفت على أسمائهم ممن ينتسبون إلى الرواية عنه» ولا شك أن 
عددهم لا يمثل الحقيقة كاملة لطول تصدره وذيوع صيتة. وإغا وقع الاهتمام بالمشهورين 
منهم كما قدمنا ممن قرا عليهم بعض أقطاب الأئمةء أو من كانوا من قراء الأندلس 
فاشتهرت رواية "الهادي" هنالك من طرقهمء وقد رأينا أن عددهم مهم بالقياس إلى غيرهم 
مما يدل على مبلغ الأثر الذي كان لهذه المدرسة في هذه الواجهة كما سوف نقف عليه مع 
بعض أصحابه ورفقائه في الطلب في ترجمتي أبي محمد مكي وأبي العباس المهدوي في 
الفصلين القادمين بعون الله. 


ويكفي أبا عبد الله بن سفيان في علو المنزلة ونبل المقام» أن يكون في إفريقية 
والقيروان طليعة ذلك الرعيل الطيب من أقطاب القراءة الذين برزوا في الميدان. وكانوا أبعد 
أهل الأرض انتجاعا لهذا العلم وضربا في أقطار المعمور في طلب تحصيله والإحاطة برواياته 
ومسائله وقضاياه كما سوف نقف عليه -بعون الله- مع أفذاذ أئمة هذه المدرسة في الفصول 
الموالية في هذه السلسلة. 


ونلتقي في الفصل التالي بعلم من أولئك الأعلام كان من ممثلي هذه المدرسة في 
زمنه بعد ابن سفيان» لكنه اختار لمدرسته أفقا أرحب وأخصب هو البلاد الأندلسية با 
عرف عنها من اهتبال واهتمام بهذا العلم وما لمسنا من خلال ما عرضنا من عناية أهلها 
بالعلم والعلماء. لا سيما في قاعدة الخلافة الأموية مدينة قرطبة : أم مدائنها وواسطة 
عقدها النفيس» والله المستعان وعليه التكلان. 


564 


الفصل الثاني : 
المدرسة القيروانية "القياسية" في البلاد الأندلسية من خلال شخصية قطبها "الشيخ" 
مكي صاحب"التبصرة" ورجال مدرسته. 


رأينا في الفصل الماضى مقدار الإقبال الذي كان على الأخذ والرواية عن 
"عسوت" هده المدؤية أبى غيك الله ببق انه من لذن القراع الا ندشن الذي وجدوا 
فيه -ولاشك- مستوى رفيعا في إمامة هذا الشأن قليل النظيرء فمن بين التراجم الثلاث 
والعشرين التي قثل أهم أصحابه من رجال مدرسته» جد تسعة من الأندلسيين» مما يدل 
على ما كانت تحظى به مدرسته من اعتبار وما أمسى لها من امتداد في الجهات الأندلسية 
تدل عليه بقايا ما وصل إلينا من تراجم أولئك الرواة. 


وفيما كان أبو عبد الله بن سفيان يرسخ أركان هذه المدرسة وينفخ فيها من روحه 
العلمية. كان رفيق له في الطلب وقعيد له في مجالس المشيخة, هو أبو محمد مكي بن أبي 
طالب يفتح للمدرسة في الواجهة الأندلسية ميدانا أرحب وأوضح وذلك في عاصمة البلاد 
حيث مركز الخلافة وقطب ال ركة القرائية والعلمية قرطبة دار العلم ومحط رحال العلماء منذ 
الفتح الإسلامي للبلاد. 


٠ ترجمته‎ 


هو الإمام "الشيخ" أبو محمد مكي بن أبي طالب : حموش بن محمد بن مختار 
القيسى القروي نسبة إلى القيروان عاصمة إفريقية والمغرب الكبير بعد الفتح الإسلامي. 

ولد بهذه المدينة لتسع بقين من شعبان سنة 5 ه ”عند طلوع الشمس أو قبل 
طلوعها. 

وكانت نشأته في هذه المدينة التى كانت لهذا العهد وما قبله وبعده دار العلم 
بإفريقية والمغرب على الرغم مما عانت منه منذ أواخر المائة الثالثة من وقوعها عرضة للفتن 
الدامية بسبب الدولة العبيدية القائمة بهاء والتي حملت الناس حملا على ما لم يألفوه من 
مذاهب ولحل مخالفة لهدي السلف. سواء في العقيدة أم في الاتجاه الفقهي. فكان علماؤها 








' - هكذا في الصلة 631/2 وفهرسة بن خير 458 وغيرهماء وبعض المترجمين له يذكر "حموش"» بدل محمدء ويجعل اللفظ 
تصغيرا له على طريقة المغاربة في مثل "أحمد" "حمدوش" وعلي "علوش"ء إلا أن الشين كنب بالسين في كثير من 
مصادر ترجمته» كما كتب في بعضها بالياء بدل الميم. 

* - ونقل ابن خلكان عن أبى عمرو الداني أنه ولد سنة 354.- الوفيات 274/4. 

' - الصلة لابن بشكوال 631/2. ٠‏ 


565 


باستمرار طليعة للتحدي في مقاومة هذه المبادئ ورفضهاء والتمسك بالقيم السنية والسلوكية 
الصحيحة,. ونشرها 4 السر والعلانية على هدي السلف ومذهب أهل المدينة النبوية في 
قراءتها وفقهها وقضائها وسيرها العام. 


وقد أتيح لمكي أن يقضي طفولته وربعان شبابه في القيروان مسقط رأسه ليأخذ 
أولى معارفه هناك قبل أن يشد الرحال أو يشده به بعض أهل بيته- خارج منطقته في 
طلب العلم والمعرفة» إذ كان لا مناص لمن يتشوف إلى طلب النباهة في البلدء والشفوف 
على اللدات والأقران» من الضرب في الآفاق للقاء الرجال والأخذ عن المشايخ المعتبرين, 
حتى إذا عاد بحصيلة من المعرفة» جلس إليه الطلاب وقصدوه من أطراف البلاد ينهلون من 
علومه ومعارفه. 

ولقد ظلت الرحلة إلى المشرق حتى هذا العهد -كما أسلفنا- التقليد العلمي 
السائد في الأوساط, الذي لا يعترف لأحد معه بمكانة في العم دون أن يكون له نصيب منه 
قل أو كثرء لذلك كان الاتجاه إلى أقرب بلد من المنطقة -أعني بلاد مصر- أول ما كان 
يشد الأنظار من لدن أهل إفريقية والقيروانء لاسيما وأن هذا البلد قد غدا منذ انتقال بني 
عبيد وتحويلهم لعاصمة ملكهم إليه فيما حول منتصف المائة الرابعة -بشكل امتدادا سياسيا 
واحدا مع إفريقية والمغرب» ويخضع لسلطة إدارية واحدة تمُثل القيروان فيها الجناح الغربيء 
ومصر الجناح الشرقي» فلذلك كان تنقل أهل إفريقية ما بين القاعدتين لهذا العهد. تنقلا 
طبيعيا ميسوراء يضاف إلى ذلك عامل ثان كان منذ أواسط المائة الرابعة يحفز علماء 
المناطق المغربية -سواء من إفريقية أو الجهات الداخلية- على الرحلة إلى الديار المصرية, 
وذلك هو ما عرفته خلال النصف الثاني من هذه المائة من وجود شخصيات عليه بارزة في 
القراءة وعلومهاء سواء من الذين ينتمون إلى مدرستها "المحلية" أعني مدرسة ورش» أم 
من الأساتذة المتصدرين بها الوافدين من المدرستين الشامية والعراقية مما سميناه آنفا 
ب"روافد" مدرسة ورش الأمر الذي كان له أثره المحمود المشهود» في إغناء المباحث 
القرائية القرآنيةء وتلاقح المذاهب الفنية في القراءة والأداءى والذي كان يغري طلاب هذا 
الشأن بالرحلة إلى هذه الآفاق بغية الأخذ عن أولئك الأعلام» كما أعطينا عن ذلك صورا 
تقريبية من خلال الحديث عن تلك الاتجاهات في مصر في المائتين الثالثة والرابعةء وكذلك 
من خلال ما استعرضناه من تراجم رواد الرحلة العلمية انطلاقا من الأندلس وإفريقية 
والمغرب. 

رحلته العلمية : 


تحدث غير واحد ممن ترجموا لمكي عن مراحل حياته العلمية وأخبار رحلته» 


566 


1-سافر إلى مصر وهو ابن ثلاث عشرة سنة» واختلف فيها إلى المؤدبين والعارفين بعلوم 
الحساب. 


2-ثم رجع إلى القيروان. وكان إكماله لاستظهار القرآن بعد فراغه من اساب وغيره من 
الآداب وكان ذلك في سنة 4 . 
3-ثم عاد إلى مصر ثانية بعد استكماله القراءات بالقيروان» وذلك ف سنة877» فحج ف 


0 ابتدأ بالقراءات على بي الطيب عبد 0 بن عبيد الله بن غلبون الحلبي المقرئ 


5ور جع إلى القيروان وقد بقي عليه بعض القراءات" 1 


6-ثم عاد إلى مصر ثالثة في سنة 382ه. فاستكمل ما بقي عليه في سنة اثنتين وبعض سنة 
ثلاث. 


7-ثم عاد إلى القيروان في سنة 83. وأقام بها يقرئ إلى سنة 87". 


9-ثم رجع من مكة في سنة 91 فوصل إلى مصرء ثم رحل منها إلى القيروان في سنة 
92" 00 


وقد مر في أثناء عودته من رحلة المج الأخيرة ببلاد الشام» وأقام بعض الوقت 
ببيت المقدس» وفيه ألف كتابه "مشكل إعراب القرءان سنة 391ه. 

ذلك ملخص تحركاته وأسفاره في طلب العلم ولقاء المشيخةء وقد استغرقت هذه 
الرحلة غحوا من خمسة وعشرين عاما تخللتها بعض الإقامة بالقيروان» وكانت كلها نشاطا 
دائبا في البحث والتحصيل التحصيل إلى أن بلغ مبلغ القرآن فأخذ يهيء نفسه للمرحلة 
المقبلة بالتصدر للإقراء لبعض الوقت على إثر العودة من مصر والتخرج المباشر على أعلام 
المشيخة بمصر, وفي طليعتهم أبو الطيب بن غلبون الخلبي الذي كان الانتساب إليه بالتلمذة 
والصحبة إحدى مفاخر العصر ومظاهر النبوع, وهكذا قضى في التدريس قرابة أربع سنوات 
قبل أن يخرج إلى الحجاز ليحج ويجاور هناك أربعة أعوام بدأ فيها في وضع بعض كتبه أو 
رسم الخطط لذلك -كما سيأ ني-. 


ج 652-02 نقلا عن أبي عمر بن مهدي صاحب مكي مع بعض الاختصار. 


567 


والظاهر أنه إلى هذا العهد لم يتزوج بعد وينشئ له بيتا قاراء وإنما تأخر هذا إلى 
زمن العودة والنزوح إلى الأندلسء» لأننا سوف نلا حظ أن كل ما كان ملحوظا عنده من 
زمن القلاقل والمحن التي أدت في النهاية إلى التصويح بالأمن وقيام الفتنة البربرية المشهورة, 
وسقوط رمز الوحدة الإسلامية في الأندلس أعني اللافة الأموية التى كانت مناط عزتها 
وضمان أمنها واستقرارها. 

رحلته إلى الأندلس واستقراره بقرطبة : 

ارتحل مكى إلى الأندلس بعد عودته من رحلته المشرقية إلى القيروان, يقول ابن 
1-ثم جلس للإقراء بجامع قرطبة فانتفع على يديه جماعات وجودوا القرءان. وعظم أسمه 
في البلدةء وجل فيها قدره". قال أبن بشكوال : "انتهى ما نقلته من خط ابن مهدي المقرئ 


رحمه الله" . 

قل :"نول أب محمد مكي بن أبي طالب المقرئ أول قدومه قرطبة في مسجد 
"إل خيلة" ف "الرقاقين" "عند إإا "باب العطاربن"فأقرأ به" . 

م هله لطر عبد اللكرن ,أي كائر ٠‏ إلى جامم اترا واا ف ج 


انصرمت دولة آل ا 


-فنقله محمد بن هشام المهدي إلى المسجد الجامع بقرطبةء وأقرأ فيه الفتنة 
كلها © 





' - هو أبو مروان المظفر بالله بن المنصور محمد بن أبي عامر العا فريء ولي الحجابة للخليفة هشام بن اكم بن عبد الرحمن 
الناصر بعد موت أبيه المنصور بن أبي عامر يوم الاثنين لئلاث بقين من رمضان سنة 392. ولقب المظفر وسيف الدولةت 
وتوفي سنة 399 ه البيان المغرب 4-3/3. 

5 -كان سقوط الدولة العامرية على يد محمد بن هشام بن عبد الجبار الأموي الذي قام على عبد الرحمن بن أبي عامر -أخي 
المظفر - بعد أربعة اشهر من ولايته لما تسمى عبد الرحمن ب"ولي العهد" فقام عليه عمد بن هشام في جمادى سنة 399 


[ هو المذكور آتفا محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصرء خلع هشام بن الحكم بن الناصر سنة 399 وتسمى ب 
"المهدي" وبقي كذلك حتى قام عليه هشام بن سليمان بن الناصر مع البرير في شوال. 
: -يعني إلى قيام دولة بني جهور سنة 417ه. 


568 


لى أن قلده أو الحرم بن جهور الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بعد القاضى 
يوسن ين عد ال وكان قبل ذلك يستخلفه القاضي يونس على الخطبة. وكان ضعيفا 
عليها على أدبه وفهمه. وبقي خطيبا إلى أن مات رحمه الله" ©. 


وم يفته مع هذه المهام العديدة أن يواصل الجلوس إلى علماء قرطبةء تنمية لمعارفف 
وطلبا للمزيد من النباهة وسعة العلمء فكان يجلس إلى يونس بن عبد الله المعروف بابن 
الصفار القاضي!ة) بقوطيق وكات قد تنبه لمكانه من العلم والصلاح, فكان يستنيبه في الخطبة 
والصلاة, ويعهد إليه بمهمات أخرى تابعة لإيالته كأحكام الشرطة وولاية السوق وأمانة 
المسجد فيجد عنده من الكفاية والنهوض بذلك ما بريد مما زاد ف حظوته عنده ووثق 
الصلة بينه وبينه» ووفر له أيضا الملاذ الآمن في تلك المرحلة المضطربة. إلى حين وفاة 

وصحب مكي أيضا من أماثل المشيخة القرطبية الشيخ الزاهد أبا المطرف عبد 
الرحمن بن عثمان القشيري المتوفى بقرطبة سنة 395هم 6. 

كما جلس إلى شيخ آخر من شيوخ العصر هو أبو عثمان سعيد بن رشيق 
الزاهد المتوفى سنة 410 . 

ولعله قد تزوج لأول ما هدأت الأحوال بقرطبةء وإن كنا لا غلك تفاصيل حياته 
البيتيةء إلا أننا نعلم في الجملة أنه تزوج وأنجب ولدا أو أكثر وعند ما توفى في سنة 
7ه کان ولده محمد ف سن متقدمة. لأنه روى عن أبيه عامة مؤلفاتهء ومنها كتبه ف 
القراءات بل شازكه في يعدن شيوخ الأندلسين: 

شيوخه ومروياته: 


ويعتبر مكي قبل أن يكون مقرئا كبيراء راوية للعلم مكثراء ومؤلفا قديرا وإماما 
متبحرا في علوم القرآن وفنون الرواية» وقد أتاحت له تنقلاته وصحبته الطويلة لمجموعة من 
أكابر المشيخة في إفريقية والقيروان ومصر والحجازء أن يروي الكثير من مصنفات هذه 
المشيخةء وأن يستوعب ما كان يروج في الساحة العلمية عنهم في جميع الفروع العلمية من 





' -سيأتي في مشيخته. 

* -الصلة 633/2. 

يعرف أيضا بابن دكوان. 

“ -ترجمته في ترتيب المدارك 16-15/8 مجموعة رسائل ابن حزم - نقط العروس 99-98/2 والصلة 685/2. 
-ترجمته في الصلة 324/1. 

- ترجمته في الصلة 215/1-ترجمة 484. 

1 -يمكن الرجوع إلى مروياته عن ابيه في فهرسة ابن خير عن حفيد مكي عن أبي محمد 444-41-28. 


5 


6 


569 


قراءة وعربية وفقه وحديث وتفسير وغيره» فكان لهذه الثروة المتنوعة أثرها العميق ف 'تكوين 
شخصيته العلمية واتساع جاله وتنوع مشاربهء واختلااف منازع أهتمامه وتفكيره وإنتاجه 
ولهذا جد كتب الطبقات تتنازعه فهو معدود في طبقات القراء والمفسرين والفقهاء 
والمحدثين واللغويين والنحويين والأدباء ورواة العلم ف الجملة. 


كما أن العلوم التي كان يروي دواوينها المشهورة كثيرة ومتنوعة تنوع ثقافته» وقد 
يأخذ الدهش من يتساءل كيف استوعب مادتها ؟ وكيف حصل على نسخه منها ؟ ثم فوق 
هذا كيف انتفع بمادتها في مصنفاته التي وضعها ؟ كما يخرج معه المحدبر من شخصية مكي 
في هذا المجال بتصور عظيم عن ما أوتي من بسطة في العلم والرواية, وما أعطيه من ذاكرة 
واعية أتاحت له تحصيل الدواوبن العلمية الواسعة المختلفة المناحي والاختصاصات» حتى 
إن الدارس ليلحقه البهر في أنفاسه وهو يتنقل بين الفنون المختلفة التي ألف فيها فضلا عن 
تلك التي تدخل في تكوينه العام كما حس في تلك المؤلفات أنه في كل فن منها يقرأ رمام 
متضلع في ذلك الفن يقف مع فرسانه المختصين موقف الأنداد, سواء في علوم القراءة 0 ف 
علوم التفسير أم في إعراب القرآن أم في غير ذلك من المؤلفات الكثيرة ة التي تركها. مما 
يجسد تلك الموسوعية الثقافية والرصيد العلمي الثري الذي كان يغترف منه» سواء في مجال 
الرواية, أم في مجال الدراية, و ها هو مكي نفسه يتحدث بتلقائية عن هذه الموسوعية ف 
شخصيته في مقدمة تفسيره بمناسبة الحديث عن مصادره فيه فيقول : 


"جعلته" "هداية إلى بلوغ النهاية" © في كشف علم ما بلغ إلى من علم كتاب 

الله حجل ذكره- مما وقفت على فهمه» ووصل إلي من ألفاظ العلماء. ومذاكرات الفقهاءء 

ومجالس القراءء وروايات الثقاة من أهل النقل والروايةء ومباحثة أهل النظر والدراية"©2... 
إلى أن يقول : 

"انتخبته من نحو ألف جزء أو أكثر مؤلفة في علوم القرءان مشهورة مروية.. ثم 

-كتاب شيخه محمد بن علي الأذفوي المسمى ب"الاستغناء" > المشتمل على خو ثلامائة 


جزء 4 علوم القرءان(! 0 وذكر أنه جمع منه أكثره. وأخذ منه نوادره وغرائبه ومكنون 
علومه". 





- وبهذا أسمى تفسيره المذكور :"الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرءان وتفسيره وأحكامه وجمل من فنون علومه 
(فهرسة المنتوري :33)؛ وتوجد منه أجزاء في المكتبات» وذكر الدكتور أحمد حسن فرحات في مقدمة نقيقه لكتاب 
الرعاية لمكي ص 7 أنه "قيد التحقيق في مجلدات". 
* - الهداية إلى بلوغ النهاية -السفر الأول مخطوط الحزانة العامة بالرباط تحت رقم 217 ق). 
5 ذكره الذهبي في ترجمة الأذفوي في معرفة القراء 284/1 وقال : "في مائة وعشرين مجلدا". 


570 


-وكتاب اف جعفر النحاس ف ات الان" وني "المعاني", وني الناسخ وا 
-وكتاب أبي أا الفاح عاي اران 
: 4 

و س ابن سلا ١‏ 
O‏ 

وهكذا بجده 2 كتاب واحد من كتبه قد تعامل مع ذخيرة واسعة من المعارف 
المتنوعة مما يتصل بهذا العلم. مما يعطينا صورة واضحة عن الثروة العلمية النفيسة التي 
كان يصدر عنها في عامة مباحثه واختياراته وآرائه العلمية في أكثر من مجال. وسيأتي لنا 
المزيد من الكشف عن هذه الخاصية عند مکی ف بعض كتبه ف أصول الأداء. 

ونحاول فيما يلي التعرف على رجاله الذين يروي عنهم هذه الذخيرة من 
المصنفات» وف ضمنهم أهم مشاه ف القراءات» مع التنبيه على ما وقفنا عليه من مرويانه 
عتهم» سواء تعلق بالقراءة أم بغيرها اعتبارا منا بأن القارئ ف هذا العهد وهو عهد 
التأصيل والنضج- كان مطالبا بمقتضى تصديه لهذا الأمر أن يحرز خوا من هذا القدر من 
الرسوخ في أكثر من علم من هذه العلوم حتى يتأتى له بلوغ الشأو المطلوب في مجال الموازنة 
بين المذاهب والاتجاهات. ويتمكن من الإسهام في الميدان با يصل إليه من اجتهادات 
واختيارات في أصول القراءات. 

وذلك أيضا ما كانت تفرضه على المتصدرين من الأئمة نوعية الطلاب الذين 
يرتادون حلقهم العلمية. 


وسنقوم مت اشنا خو ی الأمكقة وال فيه کی اينات نذا كد 
التدرج الذي سار فيه في تكوينه العلمى وفي روايته وأخذه عن العلماء. 





' - يعنى جامع البيان عن تأويل آي القرآن "للطيري وهو مطبوع ومشهور. 
2 - كلها مطبوعة الآن. 

“ - هو تفسير یی بن سلام تقدم ذكره. 

5 - ينظر النص في مقدمة الهداية. 


571 


1-شيوخه بالقيروان : 
الرسالة الفقهية وإمام المالكية في وقتى e‏ أقوال مالك الذي كانت الرحلة إليه من 
الأقطار ل وكان واسع العلم كثير التصنيف. ذكر له في "الديباج المذهب" وغيره ثلاثين 
مصنفا ف مختلف الموضوعات الدينية والفقهية والأصولية, ورسائل ف موضوعات الحجاج 
عن العقائد له في بعضها آراء تعقبه فيها بعض العلماء©. 


وقد أخذ عنه مكي في جملة من أخذ عنه من العلماءء وروى عنه مجموعة تآليفه 
لم يستثن منها شيئاء ومن طريقه عنه رواها أبو بكر بن خير الإشبيلي» والقاضي عياض» وأبو 
محمد بن عطية وأبو عبد الله المجاري الأندلسى. والقاسم التجيبي السبتي» وأبو جعفر 
البلوي الوادياشيء وأبو عبد الله بن غازي وسواهه©. 


وبالجملة فقد روي عنه في الأقطار المغربية الفقه المالكي على مذهب مالك بن 


أنسء و كان من أهم حلقات السند المتصل بالقراءة لهذا العهد بالسند المتصل منه إلى 
مالك وهو أهم أسانيد المغارية من هذه الطريق©. 


ولعل لابن أبي زيد في مكي تأثيرا واضحا في بعض ما كتبهء وعلى الأخص في 
كتاب الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة". فكما أن الشيخ كتب في ذلك عدة 
رسائلء منها "رسالة إلى أهل سجلماسة في تلاوة القرءان"27, ومنها "رسالة فيمن تؤخذ 
عنه نلاوة القرءان"©) > فكذلك اهتم مكي في هذا الكتاب -كما سياتي- بالحديث عن 
صفات الشيخ العلمية والدينية والخلقيةء كما تحدث عن "ما يكمل به حال طالب القرءان" 
وهي مباحث يلتقي فيها مع ما ألف فيه الشيخ ابن أبي زيد رحمه الله وقد روى مكي عن 
ابن أبي زيد إلى جانب مؤلفاته عددا من المؤلفات في الفقه وغيره. 





ا توفي ابن أبي زيد سنة 386ه», وكان يقال له "مالك الصغير". -ترجمته وتحقيق نسبه في ترتيب المدارك215/6-وفهرس ابن 
عطية 69-والديباج المذهب 138-136. 
٠‏ سمن ذلك تعقب أبي عمر الطلمنكي له في رد الكرامات» وقد تقدم في ترجمته. 

- کن الرجوع إلى ذلك في فهرسة بن خير 245-244-440- والغنية لعياض 44: وفهرسة ابن عطية 69 وبرنامج المجاري 

114-113-100-8؛ وبرنامج التجيبي 267-266 وثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادياشي 467-466» وفهرسة 
| أبن غازي 43-42. 
* -ينظر الإسناد من طريقه في فهرسة أبي العباس المنجور 20-18 وفي شجرة النور لابن مخلوف من ص 476-472 
الديياج المذهب 137 وشجرة النور 96 طبقة 8. 
° -الديباج 137- وشجرة النور 96. 
- روى عنه تفسير غريب الموطأ "لأحمد بن عمران بن سلامة الأ خفش كما في فهرسة لابن خير 91. -وكتاب الواضحة في 
الفقه لعبد الملك بن حبيب القرطبي كما في فهرسة ابن عطية 68 وكما في كتاب أقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم 


572 


2-على بن محمد بن خلف أبو الحسن المعافري المعروف بالقابسى أو ابن القابسى الفقيه 
المقرئ . (403-324). كان من أهم من شد الرحال في طلب العلم والقراءة إلى الأقطار 
-كما أسلفنا- وأخذ القراءة عرضا وسماعا عن أني الفتح بن بدهن -صاحب ابي بكر بن 
مجاهد البغدادي, وعليه اعتماده قال الداني : : "أقرأ الناس بالقيروان دهراء ثم قطع الإقراء 
لما بلغه أن بعض أصحابه استقرأه السلطان فقرأ عليه» وشغل نفسه بالحديث والفقه إلى أن 


Dn 
0 راس فعا وف‎ 


وبعتبر أهم من عرفوا بإتقان القراءة من شيوخ مكي بالقيروان» ولذلك "أفاد منه 
مكي : القراءة والوويع" 7.. كما روى غنه .بعض معفات أن وفاويق و 
تأليفه), 


3محمد بن جعفر التميمى النحوي المعروف بابن القزاز القيرواني أبو عبد الله (ت 412). 
3-محمد بن جعفر التميمي النحوي المعروف بابن القزاز القيرواني ابو عبد الله الت عا 


عالم متضلع "كان الغالب عليه علم النحو واللغة والافتنان في التأليف. الذي فضح 
المنقدمين» a‏ .. وله كتاب "الجامع في اللغة" » وهو أكبر كتاب صنف في 
هذا النوع "© 


ويظهر أنه أكبر أسانذته ف هذه العلوم وأعمقهم أثرا فيه» ويتجلى ذلك في 
اهتمامه برواية جملة مؤلفاته فيها : ومنها كتاب ذكره ابن خير وم عات و کات الا 


وكتاب الحروف,. وكلها رواها ابن خير عن أبي محمد بن عتاب عن أبي محمد مكو عن ابي 
عبد الله بن جعفر مؤلفها قال : قال أبو محمد مكي في برنا جه : "سمعت عليه كتاب 
الا فن تاليقة في لان انرا ع تمك عليه أ كت کاب ا وف او بو 6ه . 


ودكراق شبجرة انول أنه روى عنه أيضا "كتاب الأفعال". 


لمحمد بن فرج المعروف بابن الطلاع من تلاميذ مكي ص389. وقد أسند عنه ابن الطلاع أيضا عددا من كتب الحديث كما 
اكز في آخر كتابه المذ كور. 
- نقله ابن الجزري في غاية النهاية 567/1 ترجمة 2314. 
E‏ الح رشان a‏ لكاب ملي :"الكشف عن وجوه القراءات" 8/1. 
7[ -ومنها كتاب "المنتقى في السئن المسندة" لأبي محمد بن الجارود -فهرسة ابن خير 123-122. 
ا ابن خير من غير هذه الطريق -فهرسة ابن خير 296. 
- إنباه الرواة للقفطي 86-84/3 ترجمة 613. 
وعدا والراجح أن المراد "كتاب الجامع في اللغة" وهو أهم كتبه . 
” - فهرسة ابن خير 363. 
*- شجرة النور 481. 


208 


شيوخه في مصر في القراءة والعربية : 


لا نعلم الكثير أيضا عن مشيخته في مصر وخصوصا في رحلته في عهد الصغرء 
ولذلك فسوف نكتفي بذ كر شيوخه المبرزبن في رحلته الثانية, ومنهم : 


محمد بن على أبو بكر الأذفوي النحوي المقرئ الأستاذ والمفسر الثقة (388-304). 


د بالإمامة ف 1 ف ا 0 رداية ورش 8 سعة علمه وبراعة فهمه. 


وقد اختص الأذفوى ا كبار أثمة مصر في علم العربية -كما أسلفنا -وهو 
أبو جعفر النحاس- وروى عنه عامة كتبه في العربية وعلوم القرآن©. 

والثابت أن مكى بن أبى طالب أفاد منه كثيرا في هذا الجانب» ولم تشر المصادر 
-فيما وقفت عليه- إلى قراءة مكى لرواية ورش أو غيرها في القراءات عليهء إلا أنى وجدته 
في كتاب "التبصرة" يعتمده بقلة في تحقيق مسائل الخلاف في أصول رواية ورش 7 وسيأتي 
ذكره في أسانيده لهذه الرواية. 

وأما ما استفاده من مؤلفاته ومرویاته -وخصوصا ف كتب أبى جعفر النحاس- 
فكثير» ومن ذلك : 

-روابته لكتاب "الاستغناء" ف التفسير» و قد تقدم الحديث عنه 6 


-ومنه "كتاب آداب القارئ والمقرئ والعام والمتعلم" > قال ابن خير : أخبرني به 
أبو محمد بن عتاب» أخبرني به أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرئ حرحمه الله- إجازة عن 
أبي بكر الأذفوي مؤلفه رحمه الله"©. 


-وروى عنه جملة مؤلفاته كما ذكرها ابن خير إجمالا دون تفصيل©. 


وأما كتب النحاس فقد سمى منها ابن خير مما رواه مكى عن الأذفوي عنه جملة 
(MD. ¢‏ 0 
وافرة 


- تقله ابن الجزري في الغاية 2/ 198 ترجمة 3240 عن أبي عمرو الداني» والسيوطي في بغية الوعاة 139/1 ترجمة 317. 
- إنهاه الرواة 186/3 ترجمة 686 . بغية الوعاة 362/1. 
* - سيأتي بعض ذلك من باب اللامات من كتابه "التبصرة". 
2 تقدم ذكره في مصادره في تفسيره "الهداية". 
1 - فهرسة ابن خير 302. وقد رواه المنتوري في فهرسته لوحة 33-32- من طريق مكي. 
“+ فهرسة أبن خير 441 


574 





بن عبيد الله بن غلبون الخلبى المقرئ (9 :389-36ه). 


كما رأيناه في غير ما مشيخة من مشايخ الأئمة من أهل الأندلس وإفريقية والمغرب» مما 
بعتبر معه أستاذ الأسانذة. 





وبعتبر أهم أسانذة ف القراءات السبع» وعليه اعتماده ف أشهر كتبه ف 
القراءات» وهو کتاب "التبصرة" وقد صرح في أوله بذلك فقال : "واعتمدت في أكثره على 
ما قرأت به على شيخنا أبى الطيب بن عبيد الله بن غلبون الخلبي المقرئ في ثمان وسبعين 
وبعدها حنضر الله لي 


وقال فى باب "ذكر اتصال قراءنيى ب ءلاء الأئمة السبعة الذين قدمت ذ 
ج راء ني بهق بن هم 


"دأنا أقتصر في هذا الكتاب على أقرب الطرق مما قرأت بأكثره على أبي الطيب 
حمه الله" ٠.‏ 


وقد روى عنه كتابه المشهور فى القراءات» وهو کتاب ا الإرشاد فى القراءات 
)4 51 1 2 , 
السبع 9, وربما روى جميع كتبه المعروفة» كما روى مجموعة أخرى من مروياته» ومنها 
تفسير القرءان للحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعائي AOS)‏ 


د عدي عبد العزيز بن علي الصري ويعرف بابن الإ اليه ه). 


على أحمد بن هلال 7 بكر بن سيف. وروی 00 عن ل الحسن إسماعيل النحاس 
عن الأزرق عن ورش» وقد تقدم التعريف به في أماثل "مدرسة ورش في مصر في عصر 
إزدهارها". 





' من تلك الكتب مما رواه ابن خير من طريقه عنه : "شرح كتاب "سيبويه" لابن النحاسء "وشرح أبيات في معاني القرءان" 
له وكتاب ناسخ القرءان ومنسوخه" له و"كتاب اختصار تهذيب الآثار للطبري في أريعة أسفارء ومجموعة تواليف أبي جعفر 
النحاس» وقد يكون من ضمنها ما لم يذكر آنفاء وكل هذه المصنفات للنحاس رواه بن خير من طريق مكي عن الأذفوي عنه- 
فهرسة ابن خير 439-438-201-49-65-367-366-2. 
- التبصرة 26. 

3 - التبصرة 28. 

“ - يشير إليه في التبصرة بقوله : "وقياس نص كتابه": 145 وقوله : کنب لي في عرض كتابه عندي بخطه" ص 89-88. 

< - تقدم أن عددها أربعة عشر تأليفاء وذكرنا رواية ابن خير لها في فهرسته 441 مما روى حكم بن محمد بن حكم الجذامي 
الأندلسي عن مؤلفها. 

“ - ورواه ابن خير من طريقه عنه في فهرسته 55. 


575 


وقد قرأ عليه بهذه الرواية وأسندها من طريقه في أول كتاب التبصرة"» وأسندها 
الحافظ ابن الجزري من هذه الطريق في كتاب النشر©» وهذه أسانيده في رواية ورش من طرق 
الثلاثة : 

أسانيده في رواية ورش من كتاب "۳ التبصرة" : 

e e "أما‎ 0 

-ونقلتها أيضا عن أبي الطيب عبد ا E‏ بن غلبون الخلبي 
-رحمهما الله- عن إبراهيم بن محمد بن مروان عن ابن سيف ° كالأول". 

وتقلتها أيضا على أبي بكر محمد بن علي الأذفوي الشاب -رحمه الله- عن 
ابن غانم المظفر بن أحمد عن ابن هلال7, عن إسماعيل بن عبد الله النحاس عن أبي 
.بعقوب الأزرق عن ورش عن نافع". 

وتفلتها أيضا عن أبي الطيب عن عتيق بن ما شاء الله عن ابن هلال كالذي 





4طاهر بن عبد المنعم بن عب بن غلبون صاحب "التذكرة فى القراءات الثمان" 


شارك مكي أبا عمرو الداني ف الأخذ عنه» وإن كانت قراءة الداني عليه متأخرة 
لتأخر زمن رحلته. وم أقف لمكي على رواية له عنه في "التبصرة" » وروايته عنه في بعض كتبه 
ا لأن كلا من الذهبي وابن الجزري يذكر أنه قرأ القراءات على أبي الطيب بن 
)10( , 
غلبون وابنه طاهر 





1 - سيأتي سنده بها عن قريب. 
* - النشر 109-108/1. 
- في المطبوعة " وفي". 
. - في المطبوعة "عبيدة". 
- في المطبوعة "أبي سيف". 

“ - كذاء والأوفق "عن""كمثيلاتها". 

الو "أبي هلال". 

- تقدم التعريف به في المدرسة المصربة. 
6 35-4. 

- معرفة القراء الكبار 316/1 طبقة 10. وغاية النهاية 309/2 ترجمة 3645. 


576 


وأعيد ههنا ذكر التنبيه الذي سبق أن ذكرته في ترجمة أبي الطاهر إسماعيل بن 
خلف صاحب "العنوان في القراءات". ويتعلق بتوهم بعض بحققي تراث مكي أنه هو المراد 
في إشارته الكثيرة في كتبه كالتبصرة والكشف وغيرهما بأبي طاهر»".ولذلك عده من شیوخ 
مكي مع أن مكيا O‏ وقد توفي مكي قبله بثمان عشرة سنة ©) فقال في 
مقدمة تحقيقه لكتاب "الكشف" متحدثا عن مكى : 


"ومن اناق أبن E E E‏ فال عن در 
مصادره في الكتاب ب قا كان معندوا فوا تلق معارفه كاتا فد دك أنه قا 
على أبن الطاهر إسماعيل :ين خلفة ر : 


وهكذا بعد أن جعله من أنداد ثم من مصادره الشفوية قال : "ذكر أنه قرأ 
عليه" . 


"ولا ادري اين ذكر مکي ذلك"؟ وهو لم يقرأ لا على أبي الطاهر -صاحب 
العنوان-» ولا على أبي طاهر المقصود في إشارات مكي, ولق عي الواح بن “عن بن أن 
هاشم أبو طاهر البغدادي (ت 349) أي قبل ميلاد مكي ببضع سنوات. 


وبناء على ما رتبه المحقق في شأن أبي الطاهر صاحب العنوان, فقد نسب إليه في 
تحقيقه "للكشف" جميع الأقوال والاختيارات التي ذكرها مكي لأ بي طاهر ابتداء من 
حديثه عن"ملك يوم الدين" في سورة الفاتحة حيث قال في الكشف : "فإن مالكا بألف هو 
اختيار أبي اف واي شاه وا فنا الق بالا ةقايل او أب 
الطافى إسماعيل بو كات ب م و 


ثم جاء إلى الفهارس التي وضعها للأعلام في آخر الكتاب فرتب إسماعيل بن 
خلف (أبو طاهر) في حرف الهمزة» وساق القراءات التى نسب إليه الأخذ بها على سبيل 
الاختيار في الكتاب مرقمة هكذا (مالك) 1 :32, (خدع) 1 :227, (يكذبون) 1 : 
8 إلى آخر الاين © 





-ترجم له الذهبي في الطبقة العاشرة (معرفة القراء الكبار 316/1) وترجم لصاحب العنوان أبي الطاهر إسماعيل بن خلف في 
الطبقة الحادية عشرة (معرفة القراء 1/ 341 ). 

2 - توفي مكي سنة 437 هء وتوفي صاحب العنوان سنة 455 ه. 

' - مقدمة تحقيق الكشف للدكتور محيي الدين رمضان 8/1. 

“ - المقدمة 36/1. 1 

* - وهو سهل بن محمد السجستاني (ت 255 ه )- تقدم. 

؟ - الكشف 32/1. 

7 - الكشف 32/1 (هامش رقم 8). 

5 - الكشف 456/2 (الملحق الخاص بالفهارس). 


57 


وقد قلده في هذا الغلط -كما تقدم - محققا كتاب "العنوان" فنقلا ما قاله 
مسلما » ومن الطريف العجيب أن المحقق نفسه عندما وجد مكيا ينقل عن أبي طاهر 
E‏ ل لتنا انه عر وعد الوه ذاني لاض على 417 موري لين 


منزلته في هذا الع . إذ و ا ل ت 
هذا الشأن هو ابن ا هاشم» وهو الذي يذكر عادة مع نظرائه من أهل الاختيار كأبي عبيد 
الأرجوزة المنبهة "تحت عنوان : "القول في أهل الأداء" استهله بقوله: 





وقد سما في هذه الصناعة قوم هم أئمة الجماعة 
من اقتدى بقولهم د موفق: ‏ لرش6 مو ين 


فابن مجاهد بهذا العم مضطلع مشتهر بالفهم 


إلى أن قول : 


وأحمد بن الفضل وابن مقسم وكلهم مفضل مقام 


إلى أخرهم. فعد فيهم ابن أبي هاشم المذكورء وهو المراد بأبي طاهر عند أئمة 
الأداء وف كتب القراءات» وهو المراد حيثما ذكر بهذه الكنية مجردة في كتب المغاربة وغيرهم 
من الألف واللام. 


فهذا أبوا عبد الله بن سفيان (ت415 ه) يقول في كتاب "الهادي" في باب 
الإمالة: ش 


"وأما إذا رأوك" و"رأته حسبته لجة". فلا خلاف بين القراء ف فتح الراء 
والهمزةء إلا ما ذكر أبو طاهر عن نصير عن الكسائي"©. 


ٍ - قالا في المقدمة تنويها بصاحب العنوان ص 10 : "فهذا أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي (437 ه) -معاصر أبي 
طاهر ونده -يشير إلى جملة من اختيارات أبي الطاهر في القراءات السبع بكثير من الإكبار والنصفة" ثم أشارا بالهامش 
إلى الكشف 10/2 (كذا) والصحيح 8/1 - 456/2. هذا مع أن صاحب العنوان لم يذكر في العنوان شيعا من الاختيار في 
المواضع التي أشار مكي إلى اختيارات أبي طاهر فيهاء ومنها "ملك يوم" حيث قال في العنوان 67 :"مالك يوم الدين" 
بالألف عاصم والكسائي. ولم يزد على ذلك حرفا. وهكذا في باقي المواضع 

* -والمراد به أبو طاهر الأنطاكي نزيل مصرء وهو من شيوخ أبي الطيب بن غلبون توفي قبل 380ه. 

* - الهادي-لوحة 9/ب. 


578 


وقال مکي ف "التبصرة" عند ذكر اجتماع الهمزتين من كلمتين : "وقد جرد 
أبو طاهر هذا الفصل" ” وقال في باب الإمالة : "وقد ذكر أبو طاهر أن الإمالة في الوقف 
اوا لفطك ا 


-وذكر مذهب ابن مجاهد في "كفؤا" و"جزءا" ثم قال : "وقد ذكر عنه أبو طاهر 
أنه روى عنه ضم الفاء والزاي في الوقف". 


وابن أبي هاشم أيضا هو المراد في قول أبي عمرو الداني في التيسير في باب الإمالة: 


fuf MH. : ۴ 5 4 "‏ 5 
وروى لي الفارسي“ عن أبي طاهرء وقوله في الباب نفسه : "وأقرأني الفارسي 
عن قراءته على أبي طاهر في قراءة أبي عمرو بإمالة فتحة النون من "الناس" في موضع لطر 
5 6 
حيث ولع 


وهو المراد في قول الدانى أيضا في "إيجاز البيان" عند ذكر اختلاف الهمزتين من 
كلمة "أئمة" : 


"والأول يعني التسهيل بين بين حقول القراء وأهل الأداء ومصنفي الحمروف. كابن 
مجاهد وأبي طاهر وابن أشته والشذائي وغيرهه"07. 


وقد أفضت في تحقيق هذه المسألة لتعلقها بهذا العلم الفذ في علم القراءات» ونحقيقا 
للحق في شأن أبي طاهر الذي يذكر الأئمة مكي وغيره اختياراته. وأنه لا علاقة له بأبي 
الطاهر بن خلف صاحب "العنوان", كما أنه لا صلة له بأبي طاهر محمد بن الحسن 
الأنطاكي الذي اشتبه به على غير واحد في كتب مكي عند بعض القائمين بتحقيقها 
ونشرهال). حتى بلغ الأمر ببعضهم أن ظن أنه المراد ب"الأنطاكي" الذي كتب مكي في 
الرد عليه وعلى أصحابه عدة رسائل -كما قدمنا ف ترجمة الأنطاكي المقصود. وهو أبو 
الحسن علي بن محمد بن بشر نزيل قرطبة المتوفى بها سنة 377 -فترجم للأنطاكي موضوع 
الرد على أنه أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي الأنطاكيء وأفاض في ترجمته تقلا عن غاية 


' -التبصرة 99. 
لين 156. 
* التيصرة 1. 
E‏ العزيز بن جعفر بن خواستي الفارسي وسيأتي في مشيخته. 
ˆ -التيسير 50. 
التيسي 52. 
س EE‏ الدرر اللوامع -لوحة 128 (مخطوطة خ ع بالرباط رقم 518.). 
-منهم الدكتور حيي الدين رمضان في قيقه لكتاب "التبصرة" و"تعليقه بهامش ص 99. 


579 


النهاية.ثم قال زيادة في التعريف : "وللمؤلف كتابان في الرد على أص حاب الأنطاكى 
و ب 
.إل 


شيوخه في باقي العلوم من أهل المشرق : 


ولمكي شيوخ كثيرون من أهل المشرق لم أر من عني بجمع أسمائهم» وأذكرهم هنا 
باختصار وهم : 


ع ء 1 ٠.‏ £ 2 
-| حمد بن إبراهيم ابو بكر المروزي» لقيه في المسجد الحرام وروى عنه سنن أبي داود2) 


-أحمد بن عبد الله بن حميد بن زربق المخزومى أبو المسن البغدادي لقيه في رحلته. وسمع 
فة يعض مرويا نهدن وها سير عبد الرراق بيده إلى الو 


-أحمد بن علي بن الحسن أبو العباس الكسائي» لقيه بمكة» وروى عنه كتاب "خلق الإنسان" 
للزجاج 0 


-أحمد بن عمران أبو الفضل© الهروي©) 

-أحمد بن فراس العبقسي» سمع منه بمکة. 

-أحمد بن حمد بن زكرياء الفسوي أبو العباس» لقيه بمكة وروی عنه صحبح الإمام 
شین 

(9) 1 0 e E 

صدقه بن أحمد 


کتاب 'ثرهة القلوب" ET‏ ا 
السجستاني 


أ -الدكتور أحمد حسن فرحات في تحقيقه لرسالة مكي "قكين المد في""آني" وآمن" و"آدم" 78 نشر مجلة الشريعة 
والدراسات الإسلامية :جامعة الكويت السنة 1 العدد 2 محرم 1405 نوفمير 1984. 

* عذكره في الصلة 631/2. وترتيب المدارك 14-13/8- وذكرت روايته عنه للكتاب المذكور عند ابن خير ص 104. 

* -فهرسة ابن خير 55. 

“ -فهرسة ابن خير 365 والديباج 346. 

” -ترتيب المدارك 14-13/8ء وسماه ابن خير 97 "أحمد بن أبى عمران". 

“ -ترتيب المدارك 13/8. ١‏ 

*” -الصلة 631/2 -وفهرسة ابن خير 55. 

* -فهرسة ابن خير 100 - وترتيب المدارك 14-13/8. 

” -ترتيب المدارك 14-13/8. 


580 


-عبد السميع بن على بن أحمد العباسي. 


تن 3 0 0 0 
-اخوه عبد الواحد بن علي العباسي' ١‏ سمع جه ومن أخيه عبد السميع وا بي بكر أحمد 
بن إبراهيم المروزي -الآنف الذكر- جامع الترمذي" 9 


-علي بن زريق البغدادي» روى عنه كتاب "تاريخ أبن بكر محمد بن عبد الرحيم البرقي في 
رجال الموطأ وغيرهم" سنة 388 في المسجد الراء. 


. 6 
-محمد بن محمد بن جبربل العجيفي. 
وتركت من شيوخه جملة ذكروا في ترتيب المدارك وغيره ا 
شخصيته الدينية وا لخلقية ومذهبه في العقيدة والفقه : 


قد يبدو الحديث عن هذه الجوانب من شخصية مكى بعيدا عن غرضنا من دراسة 
منزلته في القراءة ومكانته بين أئمة هذا الشأن, ولكن المطلع على ما كتبه مكي في بعض كتبه 
ككتاب "الرعاية"» "وما ضمنه معاصره ونده في الميدان الحافظ أبو عمرو الداني أرجوزته 
الكرى المسماة ب "المنبهة". يدرك إلى أي حد: يكون الاهتماع معرفة هذه اللوانب ملحا 
وضرورياء وعلى الأخص حين يتعلق الأمر ب"مقومات المشيخة" والصفات المعتبرة فيمن 
يتصدى للإقراء ومن تؤخذ عنه تلاوة الفرءان)-كما سوف نرى ذلك عند المترجم نفسه-. 


أما هو فقد أجمع المترجمون له على وصفه بمجموعة من الصفات والشمائل الخلقية 
تضعه في مستوى القدوة بين فضلاء الأئمة الصالمين. فقد "كان خيرا فاضلا متواضعاء 
ا مورا ا ا ا نموا طعا خا قرا 077 
ولعل أبرز أخلاقه العلمية علو همته الذي نلمسه جيدا في هذا الدأب على الطلب, 
والصبر على معاناة الرحلة والإقامة في ديار الغربة» وهي أشياء مهدت له السبيل للألفة 





أ -اختلف في تفط "عزيز" خلافا واسعا وفي ضبطه أيضا ويمكن الرجوع في ذلك إلى فهرسة ابن خير 61ء ونزهة الألباء 314 
ترجمة 123. 

2 خهرسة ابن خير : 62-61- ومعرفة القراء 316/1. 

7 -سماه في ترتيب المدارك عبد الرحمن". 

“ -فهرسة ابن خير 120. 

فهرنة ابن خير 93: 

؟ -الصلة 631/2. 

”7 -ترتيب المدارك 14-13/8. 

* -تقدم ذكر رسالة بهذا العنوان لشيخه ابن أبي زبد القيرواني فقيه القيروان. 

* -وفيات الأعيان 275/5. 

“' -كتاب تسمية من عرف قبره لأبي القاسم بن الطيلسان -هامش معرفة القراء : 316/1. 


581 


والانسجام مع أي أرض يدخلهاء ومع أي فئة من الخاصة والعامة يحل بين أظهرهاء فكان 
بذلك حظيا عند المي يقول فيه صاحبه أبو عمر أحمد بن مهدي المقرئ : "كان 
-رحمه الله- من أهل التبحر في علوم القراءات والعربية» حسن الفهم والخلق. جيد الدين 
والعقلء كثير التأليف في علوم القرءانيحسنا مجوداء عالما بمعاني القراءات". 


ووصفه عياض بقوله : "كان فقيها مقرئا أديبا متفنناء راوية» وغلب عليه علم 
القرءان» وكان من الراسخين فيه" ©, 

-أما مذهبه في أصول الاعتقاد فهو مذهب السلف فكان يأخذ بمذهب الجماعة 
وينافح عن عقائد أهل السنة ويتجلى ذلك واضحا في عدد من مؤلفاته. حتى في ما كان 
منها في موضوعات غوچ ولعو فهو متلا بي تابه "مشكل: إعراب ارعان مرق عدن 
إعراب بعض الآيات ليورد تصحيحا لبعض النحل الكلامية ويرد عليها متجاوزا الإعراب 
إلى التوجيه الدينى وتقرير المذهب السني قياما منه بهذا الجانب التعليمي والتربوي الذي 
كان يراه الغاية من دراسة هذه العلوم فنراه يقف مثلا عند قوله تعإلى في سورة القيامة : 
"وجوه .يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"ء وبعد أن يذكر وجوه الإعراب ينبه على أن دخول 
"إلى" مع "النظر" يدل على أنه نظر العين وليس من الانتظارء ثم يقول : فمن قال : إن 
"ناظرة" "بمعنى منتظرة فقد أخطأ في المعنى وفي الإعراب» ووضع الكلام في غير موضعه 
وقد ألحد بعض المعتزلة في المون غ به التعسف والخروج من الجماعة إلى أن قال : 
"إلى ليست بحرف جرء إا هي اسم واحد آلاء. و"ربها" مخفوض بإضافة "إلى" إليه لا 
بحرف الجر والتقدير عنده : "نعمة ربها منتظرة", وهذا محال في المعنى. لأنه تعإلى قال : 
"وجوه يومئذ ناضرة" أي : ناعمة. وقد أخبرنا أنها ناعمة فدخل النعيم بها وظهرت دلائله 
عليهاء فكيف تنتظر ما أخبرنا الله أنه حال فيها ؟ إما ينتظر الشيء الذي هو غير موجودء 
فأما أمر موجود حال فكيف ينتظر ؟ وهل يجوز أن تقول : أنا أنتظر زيدا وهو معك لم 
يفارقك ولا يؤمل مفارقتك؟ هذا جهل عظيم من متأوله"0©. 

وتتجلى عقيدته السنية في هذا الكتاب عند ذكره لقوله تعإلى في سورة الإنسان : 
'إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا". فنجده بعد أن يفرغ من إعراب كلمتي 
""شاكرا"و"كفورا" بالتضي على اطالية قول وما على: التخيير على بابهاء. وم 
التخيير أن الله أخيرنا أن الله اختار قوما للسعادة, وقوما للشقاوة, فالمعنى أن يخلقه إما 
سعيدا وإما شقياء وهذا من أبين ما يدل على أن الله تعالى قدر الأشياء كلهاء وخلق 
قوما للسعادة وبعملها يعملون. وقوما للشقاوة وبعملها يعملون, فالتخيير هو إعلام من الله 
نزهة الألباء 317. 


* - ترتيب المدارك 14-13/8. 
” - مشكل إعراب القرءان 779/2. 








582 


تعالى أنه يختار ما يشاءء يجعل من يشاء شاكراء ومن يشاء كافراء وليس التخيير 
1) 
للإنسان 7 .٠.‏ 


ولقد سلك مكي هذه السبيل في تفسيره "الهداية" فالتزم بتقرير المذهب السني في 
العقائد استمدادا من الكتاب ل ما أخذت به الجماعة في فهم النصوص الشرعية 
المتعلقة بالمشيئة الإلهية و کما e e‏ ا ال 
ا دون خوش ف E‏ و E‏ التمسك ال ا 

ومن هناد كوت وق ا او و ق 
اله من أعظم اخلط إلا أن يكون أراد ما عرف به من قناعة وزهد وعفة وصلاح» 
وهي صفات لا ينبغي أن تستكثر في حقه بمقتضى جهاده في خدمة كتاب الله وصحبته لمن 
صحبهم من صناديد العلماء وخيار أهل الخير بالمشرق ل 


-وكما كان مکي ف انجاهه الفكري والعقدي على مذهب أهل السنة والجماعة ف 
الأصول» كان في الفروع أي في الفقه على مذهب إمام دار الهجرة مالك ب تسن سر حمه 
اللهت وم یکن مالكي المذهب من حيث الانتماء العاطفي فحسب» وإغا كان معدودا في 
فقهاء المالكية الذين أسهموا ف ترسيخ قواعد المذهب والمنافحة عنه والقيام عليه» ولذلك 
فهو معدود في الطبقة الثامنة ممن لم ير مالكا من أهل الأندلس والعزم مذهيد”29, 





- نفسه 782-781/2. 
- يمكن الرجوع في مذهب أهل السنة والجماعة إلى "باب القدر" من صحيح البخاري 144-143/4وكذا صحيح مسلم 
05224 2. و"كتاب أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للالكائي (4أجزاء) . 
3 - اتهمه بذلك العلامة عمر بن محمد السكوني في كتابه "لن العامة والخاصة في المعتقدات" فقال في ص 276 منه : "وليحترز 
من مواضع نقلت في كتاب "الهداية" لمكي في التفسير تقتضي التشبيه؛ ولم ينبه على تأويلها". 
“ - وصفه بذلك في شجرة النور الزكية لابن خلوف 107. 
* - ولقد نعي مكي على المتصوفة في قصيدة له في نسعة عشر بيتا ذكر ابن مكتوم أن شيخه أبا حيان الغرناطي أنشده إياها لمكي 
من رواية محمد بن إبراهيم بن شق الليل المعاصر له يقول فيها : 
قل لمن يبغى المرا والجدلا في البراهين وذكر "البدلا" 
وحكايات الأحاديث التي تورث العجز وتبدي الكسلا 
وبك دع عنك الخرافات ولا تكثر المزح أخي والهزلا 
إلى أن يقول : 
ألفتها عصبة صوفية تشتهى الأ كل وتأبى العملا 
من عدا القرءان والعلم فقد خالف الله وخان الرسلا 
فالزموا السنة لا تبتدعوا واحذروا الزيغ وخافوا الزللا - 
ويمكن الرجوع إلى القصيدة بطولها في حاشية كتاب "إنباه الرواة على إنباه النحاة :319/3. 
؟ - ينظر في ذلك ترتيب المدارك 14-13/8 والديباج المذهب 346. 


583 


ولقد تبلور انتماء مكي لهذا المذهب إلى جانب مروياته فيه عن شيوخه كابن أبي 
زيد والقابسى, في عدد من المؤلفات الفقهية أو التي يغلب عليها هذا الطابع نقرأ منها هذه 
العناوين : 


-"كتاب في الفقه" ذكره له عياض ء ولعل المراد "كتاب الهداية في الفقه"©. 
-وكتاب المأثور عن مالك في أحكام القرءان وتفسيره "في عشرة أجزاء "©. 

-وكتاب في الرد على منذر بن سعيد البلوطي-قاضي عبد الرحمن الناصر الأموي- فيما 
أغفله ووهم فيه في كتاب "الأحكاء". 


-وكتاب "إيجاب الجزاء على قاتل الصيد خطئا في مذهب مالك والحجة على ذلك". 
-مؤلفات عديدة في رجال الموطأ وتفسير غريبه"©. 

بل إن الطابع الفقهي يسري إلى بعض كتبه في القراءة فينعكس على أسلوبه ويمتلك 
تفكيره» والأمثلة على ذلك وافر”. 


تصدره للإقراء ومكانته بين أقطاب المدارس المغربية : 


عاد مكي من رحلته العلمية الح استغرقت خمسة وعشرين عاماء ممتلى الوفاض» 
مستشرفا للآفاق الرحبة التي يستشرفها أمثاله من أفذاذ هذا الطراز من الشباب الطموح 
بعد تحصيل هذا المستوى البديع من الرسوخ في العلم والشفوف على الأقرانء ولذلك كان 
لابد من أن تترامى به همته العلية إلى ارتياد آفاق علمية أكثر رحابة من الأفق الذي تربى 
فيه» وريا أرسخ قدما في العلوم وأصلب فيها 2 امن بلاد إفريقية التي كانت في الغالب 
تضيق بعلمائهاء ف حين كانت بلاد كال ندلس نہ تفتح لهم صدرها ونخص المبرزين منهم 
بأعظم الاحترام والإكبار. 


- قال عياض في تريب المدارك 8 وأخبرني شيخنا الفقيه أبو الحسن إبراهيم بن جعفر أن له تصنيفا في الفقه". 
- ذكره له ياقوت في معجم الأدباء 170-169/20. 
-ترتيب المدارك 14/8-وإنباه الرواة 317/3- ووفيات الأعيان 276/5. 
- فهرسة ابن خير 93-91. 

- من الأمثلة على ذلك قوله في رسالته في "قكين المد في آتي وآمن" : "ويقال لمن ادعى أن المد على قدر ألف وقدر ألفين 
حقيقةء لو حلف رجل بصدقة ماله و بعتق عبده. أو بطلاق امرأته أنه يقدر أن يمد "دابة' ' مثل"حاميم" »او كان حلف أنه 
يقدر أن يمد "آمن" نصف مده" لاء" حقيقة", أو حلف أنه يقدر أن يمد آدم ثلث مده لقوله تعالى : "وقالوا ءالهتنا خير 
أم هو ". أو حلف أنه يمد ءالهتنا بثلائة أمثال مده ل" آدم"و"آتى" هل هو حانث أم لا؟ فلابد أن نث لأنه حلف على 


علم لا يصل إليه حقيقة البتة". 


1 
2 
3 
4 
5 
6 
7 


584 


ولقد كانت النهضة العلمية التي قادها الحكم المستنصر الأموي في قرطبة ما تزال 
آثارها تؤتي الثمار» وقد أمدتها الدولة العامرية في الربع الأخير من المائة الرابعة بشحنة 


جديدة من العناية والرعاية عاش معها أهل العلم في الجملة في بحبوحة العز ورغد العيش. 


إلا أن الأمر الملحوظ في جال القراءة أن قاعدة البلاد قد أخذت لهذا العهد تودع 
قراءها الأمائل تباعاء إما بموتهم وإما بنزوحهم عنها إلى أطراف البلادء وعلى الأخص 
في مطالع المائة الخامسة على إثر الفتنة البربرية التي طوحت بالأمن وانتهت بسقوط خلافة 
بني أمية بها بعد حو القرنين والنصف من الحكم. 

وهكذا غاب عن سمائها مثل أبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي زعيم 
مدرستها وقطب الائجاه الشامي بها (ت «(A7‏ وأبو حمد بن النعمان (378 وأبو حمد 
مقرون رائد المدرسة القيروانية بها (ت 378) ثم جاءت الصراعات التي شهدتها بين 
العناصر المحلية والبربرية لتفقد البقية الباقية بالخروج عنهاء مما فقدت معه أساطينها 
العلمية والقرائية. فكان من عناية الله بها أن عوضها عما فقدت بنزوح هذا الإمام إليها 
ليك الل الحادث أو الوشيك المحدوث ويجبر الصدع بعد أن تخلخلت فيها المدرسة 
القرءانية تخلخلا بعيد المدى للأسباب التى ذكرناها. 


ولقد رشحته مكانته العلمية للنهوض بهذه المهمة. كما وافق عند طلاب العلم 
ورجال العلم والسياسة بقرطبة شعورا بالحاجة إلى مثله ف نبوغه ونبريزه لتمثيل مستوى 
إمامة الإقراء بعد ذهاب النخية المختارة من فحول العلم والقراءة, كما وجه الأنظار إليهى 
وأحاطه بهالة من الاهتمام والتوقير. وهيأه ام بهذا الدور الذي كان العصر يتطلبه من 
مثل هذا الطراز من الأئمة. فكان في هذه الجهة أحد هؤلاء الأقطاب الذين سلم لهم أهل 
هذا الشأن بالإمامة. وخضع لهم جمهور القراء في علوم القراءة خضوعا مطلقاء حتى 
اقتصروا فيها على رواياتهم واختياراتهم والإقبال على ملفا همه بالعكوف عليها وندارسها 
وشرح مذاهبهم فيها والاحتجاج لهاء وعلى الأخص عند أهل العصور المتأخرة يتمثلون 
عندهم هذه الثقافة الموسوعية العالية التي تنطق بها مصنفاتهم» > وتلك الإحاطة الشمولية 
المكينة بالقضايا الكبرى التي يطرحها هذا العلم ويبحث فيهاء فكان مكي مع نظيريه في 
الميدانء ومقاسميه شرف الإمامة المطلقة لرجال القراءة في الأندلس والمغرب: الي عمرو 
الداني» وأبي عبد الله بن شريح الإشبيلي بمنزلة أئمة المذاهب الفقهية في الأمصار 
الإسلاميةء وكان أتباع مذاهبهم واختياراتهم ف القراءة وعلومها بمثابة أتباع أولئك الأئمة 
ف الالترام بها والاحتجاج لها والمدافعة عنهاء والسير على آثارهم فيها على اختلاف 
طرائقهم وما انتهى إليه كل واحد منهم في مذهبه من مذاهب واختيارات. 


585 


ولقد عني أتباع كل مذهب من هذه المذاهب الأدائية الثلاثة بالالتفاف حوله حتى 
كون كل مذهب منها مدرسة فنية خاصة متكاملة الأسس والمقومات» مما هيأ الفرض لظهور 
"فقه قرائى مقارن" يقوم على دراسة مسائل الخلاف بين المدارس الأدائية في ضوء هذه 
الاختيارات التي أودعها "الأقطاب الثلاثة" مصنفاتهم الجامعة التي أشرنا إليها سابقا في 
النص الذي قدمناه لأبي حيان", فكان مكي أحد الثلاثة الذين توج بهم هذا العهد من 
تأصيل القراءات. والذين مثلوا فيه قمة النضج والازدهار -كما سوف نرى من خلال 
اداس الغلا تة ونال 


وقد اصطلح المتأخرون على إطلاق ألقاب علمية على هؤلاء الثلاثة على سبيل 
التمييز عند ذكر مسائل الخلاف. فأطلقوا لقب "الشيخ" على مكي ين أن طالب وأطلقوا 
لقب "الحافظ" على 0 أي عمرق يمال بن سعيد اللاي وأطلقوا لقب 0-00 


الله اق اه 
فمن قال قال الشيخ مكي مرادنا ولابن شريح "الإمام" تأملا©. 


وفي مثل ذلك أيضا يقول أبو زبد بن القاضي صاحب الفجر الساطع في شرح الدرر 


O 0‏ 1 . )4 
وابن شريح بن بالإمام يعرف والمكي ب"الشيخ"لديهم يوصف©. 


وعلى هذا سار ابن ا السداد في شرحه الآتي على "التيسير" لأبي عمرو وغيره في 
التفريق بين الثلا ثة. 

فبم استحق مكي أن يوضع اسمه داخل هذا "الثالوث" المختار ؟ ذلك ما سنحاول 
الكشف عنه من خلال حديثنا التالي عن ربادئه في هذا العلم ومقومات مدرسته ومظاهر 


إمامته رحمه الله. 





١‏ تصدرتا بهذا النص الباب السادس من هذا البحث أي العدد السادس من هذه السلسلة. 
* -سيأتي ف رجال المدارس المغربية في قراءة نافع. 

من المأثورات عن القيسي. 

“اذكه أبن القاضي في بعض مؤلفاته في قراءة ابن كثير. 


586 


صور من ربادنه وسيقه ف جال القراءة وعلومها ومقومات المشيخة فيها : 


فقط بارع ا 57 كان في غاليها E E i:‏ ا ا اول 
وشو غات وما دک رھ کیا ما ره هو فی على اا ر ا جد قيها لاما شافياء 
أو أن أحدا لم يسبقه إلى إثارتهاء فمن ذلك : 

1-تحديده لأصول القراءة المعتبرة : 

لقد ظل أمر القراءة المعتمدة إلى وقت متأخر حل نزاع» وكان موقف الإمام أبي 
بكر بن يجاهد مسيع السبعة ومؤلف كتابه المشهور فيها - من القراءات التي تخالف رسم 
المصحف كما تزعم القراءة بها ف زمنه أبو الحسن بن شنبود» أو القراءة : بما وافق خط 


المصحف والعربية و تكن له ماده من الرواية كما نادى به محمد بن اسن بن مقسم 
أيضا في زمن ابن مجاهد ني حاجة إلى مزيد من الدعم والبيانء وذلك لتحديد الحدود 


المعتبرة في القراءة التي ينبغي الاقتصار عليها والوقوف عندهاء فكان مكي أول من قام بذلك 
على خطا ابن مجاهد ومن حذا حذوه من الأئمة الذين نيذوا القراءة بالشواذ. 


وكان عرضه لهذه القضية الشائكة للمناقشة بأسلوب جديد في العرض يتاز بنوع من 
التشويق والطرافة والجدة, من خلال تساؤل ريه ثم يأخذ في الجواب عليه فيقول : 


"فإن قلت : ما الذي يقبل من القراءات الآن فيقرأ به ؟ وما الذي لا يقبل ولا 
يقرأ به ؟ وما الذي يقبل ولا يقرأ به ؟ قلت : 


"إن جميع ما روي من القراءات على ثلاثة أقسام : قسم يقرأ به اليوم» وذلك ما 
أن يتقل عن الفاق إلى التي صل الله عليه وسل©. 

-ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغا. 

-ويكون موافقا لخط المصحف. 





أ -نراجع في غاية النهاية قصته مع ابن شنبوذ 5652/2 ترجمة 2707) ومع ابن مقسم غاية 125-123/2 ترجمة 2945. 
2 - يلاحظ أن مكيا لم يشترط التواتر الذي يشترطه الجمهور في ثبوت القراءة وهو مما نوقش فيه. 


587 


فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلااث قرئ به» a‏ وصدقه» 
لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقته لط المصحف» وكفر من جحده" 5 


والقسم الثاني : ما صح نقله في الآحاد. وصح وجهه في العربية؛ وخالف لفظه خط 
المصحف.فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين : إحداهما أنه لم يؤخذ عن إجماع, إما أخذ 
بأخبار آحاد» ولا يثبت قرآن يقرأ به مخبر الواحد. 


والعلة الثانية : أنه مخالف لما أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته» وما لم 
يقطع على صحته لا تجوز القراءة بهى ولا يكفر من جحده. وبئس ما صنع إذ جحده". 


والقسم الثالث : هو ما نقله غير ثقةء أو نقله ثقة ولا وجة له في العربيةء فهذا لا 
يقبل وإن وافق خط المصحف, ولكل صنف من هذه الأقسام ثيل تركنا ذكره اختصارا(). 
وهكذا يدعم 8 مذهب الماعة ف هذه المسألة الشائكة, ويقف 4 وجه بعض 


ال تجاهات المنحرفة التي ظلت تثير القراءة بالشواذ هنا وهناك ولعل رد مكي في الرسالة 
الى زدافيها على ابن مششرة الأنداسي داخل في هذا القبيل©. 


2-تحديده لمقومات المشيخة والشروط المعتبرة ف المتصدي لها : 


وضع مكي في بعض كتبه ما كن أن سمي بلغة العضر "تربية عامة" لهذا العلم, 
وإذا كان السبق إلى نحديد السمات والمقومات التي ينبغي أن تتوافر فيمن ,يتصدى للتعليم 
بصفة عامة. معروفا لبعض فقهاء المدرسة القيروانية ابتداء من سحنون وابنه محمد وانتهاء 
إلى ابن ا زيد والقابسي -كما أسلفنا في الباب الأول فإن الإمام مكي بن ا طالب قد 
استطاع أن يبلور تلك المبادئ العامة على مستوى أعلى» حين انتقل بها من التعليم الأولي 
إلى ما يمكن أل تسمية بالتعليم العاليء ليتحدث عن مقومات المشيخة وإمامة التصدر وهي 
مبادئ مستقرأة من تراث المدرسة الفقهية التي ايد بنتمی إليهاء ولكنها أيضا تنستند إلى قدر 

من العمل والممارسة الفعلية» وبذلك استطاع أن ينطو بإمامة التصدر خطوات فسيحة, وأن 
برسم لها القواعد العامة وبضع لها الإطار التربوي الذي يلتقي فيه الجانب العلمي مع 
الجانب التوجيهي لتحقيق الأهداف والغايات» نطلعا إلى صنع طراز جديد من حسن 
0 6 هذه 00 الشرعية 0 واتكوين اماد 0 0 أمسى يتطلية 


ا إمام عامة القراء الخ جن 00 





' -الإبانة عن معاني القراءات لمكي 52-51. 
* -سيأتي ذكرها في مؤلفاته. 


588 


أما مقومات المشيخة فيفترض مكي أن يكون الطالب لهذا الشأن على بينة منها 
حتى يتمكن من اختيار من تتوافر فيهم الأهلية لهاء وفي ذلك لجده يقول في "كتاب 
الرعاية" : 


"يحب على "طالب القرءان" أن يتخير لقراءته ونقله وضبطه أهل الديانة 
والصيانةء والفهم ؤ القرءان, والنفاذ في العربية» والتجويد بحكاية ألفاظ القرءان» 
> فإذا اجتمع للمقرئ صحة الفهم» والسلامة في 
التقلء والفهم في علوم القرءان» والنفاذ في علم العربية» والتجويد بحكاية ألفاظ القرءان» 
كرات نا لد وو عفنت ا 


ثم يفرق مكي بين مطين من الشيوخ فنجده يرتاح إلى ما يمكن أن نسميه تكوين 


"الملكة" في التعامل مع قضايا هذا العلم» وعدم الاعتماد الكلي على النقل والحكاية, 
فيقول مؤكدا على جانب الحذق والدراية : 









ق دعاس عرفا لقره اقرز قال 

"والقراء يتفاضلون ف العلم بالتجويد. فمنهم من يعرفه رواية وقياسا وغييزاء فذلك 
الحاذق الفطن, ومنهم من يعرفه سماعا وتقليداء فذلك الوهن الضعيفء لا يلبث أن يشك 
ويدخله التحريف والتصحيف. إذ لم يبن على أصل ولا نقل عن فهم" A‏ لقال 
"فنقل القرءان فطنة ودراية أحسن منه سماعا ورواية ...فالرواية لها نقلهاء والدراية لها 
ضبطها وعلمهاء فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية» وجبت له 
عليه "القراءة"» إن كان له مع ذلك ديانة ٠‏ 
وإمامة التصدر : 


"الإمامة" 3 5 








أ -الرعاية لمكى 69. 

2 -يشير هنا إلى كلام ابن مجاهد في أول "كتاب السبعة في القراءات" ص 45 : 

"فمن حملة القرءان المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات» العارف باللغات ومعاني الكلمات» البصير بعيب القراءات المنتقد 
للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرءان في كل مصر من أمصار المسلمين» ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له 
بغير ذلك فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحريف لسانه فهو مطبوع على كلامه, ومنهم من يؤدي ما سمعه 
ممن أخذ عنه ليس عنده إلا الأداء كما تعلم ولا يعرف إعرابا ولا غيره" . 

3 -الرعاية 70. 


589 


"والمقرئ E‏ ذكرناه في كتابنا هذا أحوج من القارئ, لأنه إذا علمه 
علّمى وإذا ١‏ بعلمه ا E‏ فيستوي في الجهل بالصواب في ذلك القارئ والمقرئ» ويضل 
القارئ بضلال المقرئ فلا فضل لأحدهما على الآخر"(0, 


3-مواصفات القارئ العادي عند مكى : 


وكما سبق مكي إلى تحديد مقومات المشيخة» سبق أيضا إلى تحديد مقومات 
الطلب أو التلمذة وإلى وضع ما يمكن أن يوصف بكونه "برنامج تكوين"في مؤسسة الإقراى 
وهو بذلك يرسم المعالم الأساسية لترشيد الطلب» وإعداد الشيخ الإمام الذي يطمح إلى هذا 
المستوى. ويمهد في الوقت ذاته لذلك بحفزههم الطلاب أولاء وتوجيههم نحو التعمق في دراسة 
العلوم التي يراها ضرورية لتمام الآلة والتمكن من تعاطي الفن والاقندار على التفقه فيب 
إنه يريد حتى من "القارئ العادي" أن يكون ملما بأكثر من عل ومشاركا في معارف 
مختلفة تعتبر من صميم اختصاصه ومكملات عمله فيه طموحا به إلى مستوى من التعامل 
مع القراءة وعلومها ينأى عن مجرد الحكاية والترديد. وهكذا وفي إطار هذه "التربية العامة" 
يرسم مكي مواصفات أخرى للقارئ لبلوغ الهدف من هذا الفن» ووضع خطاهُ في الاتجاه 
الصحيح فيقول : 

"وينبغي لطالب القرءان أن يتعلم أحكام القرءان. فيفهم عن الله ما فرض 

"وأن يتعلم" "الناسخ 0 » فيعلم ما فرض عليه مما لم يفرض عليه وما 
سقط العمل به مما العمل به واجب 

"وأن يتعلم الفرائض والأحكام» فما أقبح بحامل القرءان أن يتلو فرائضه وأحكامه 
عن ظهر قلب» وهو لا يعلم ما يتلو! فكيف يعمل با لا يفهم معناه ؟ وما اقبح به أن 
يسأل عن فقه ما يتلو فلا يدريه فما من هذه حاله إلا "كمثل الممار حمل أسفارا". 


وبنبغي أن ,يعرف "المحي" من "المدني" 2 فيفهم بذلك ما خاطب الله به عباده 2 
أول الإسلام وما ندبهم إليهى ف آخر الإسلام. وما افترض عليهم ف أول ا وما زاد 
عليهم من الفرائض ف خرف وبقوى بذلك على معرفة "الناسخ والمنسوخ" 3 لأن "المدني 
هو الناسخ للمكي في أكثر القرءان". 


' -الرعاية 28 


590 


"ومن كمال حال "طالب القرءان" أن يعرف الإعراب و "غریب القرءان" 2 فذلك 
مما يسهل عليه معرفة ما يقرأ ويزيل عنه الشك في إعراب ما يتلو"“. 


وهكذا حدد مكي العلوم الضرورية لطالب القرءان حتى يكمل حال ويتأهل 
للا رتفاع عن طبقة "العامة" وهو بذلك يلتقي مع عميد المدرسة الأندلسية ف زمنه 
و"حافظ" القراءات : أبي عمرو الداني الذي اهتم بهذه القضايا اهتماما زائدا في أرجوزته 
"المنبهة". ولا غرابة في أن يلتقيا معا في هذه الدعوة» لأنهما ينتميان معا إلى ذات المدرسة 
الفقهية والفكرية» وجمع بينهما الأخذ عن شيخ القيروان في زمنه أبي الحسن القابسي 
ا عن اساك المفطلة لاسرال امعان و لعفن : ش ١‏ 


4-ريادته في استنباط قواعد التجويد والتأليف في هذا | 





إذا كانت الريادة في الحديث عن بعض الجزئيات من قواعد التجويد وتحديد بعض 
مخارج الحروف في المشرق» تعزى إلى الإمام لوه كفيك الله انين مزاحم الخاقاني (ت 
5 في نظمه لقصيدته الآنفة الذكر المعروفة ب"اخاقانية"2, كما قال عنه ابن الجزري : 
"هو أول من صنف في التجويد فيما أعلم"ء فإن الريادة في ذلك -فيما يخص المدرسة 
المغربية-يمكن عزوها لمكي إذ لا أعلم أن أحدا من المغارية أو غيرهم تقدمه إلى التأليف 
المستقل في هذا العلم وربما تنازع السبق معه أبو عمرو الداني» لأن بعض مؤلفاته في ذلك 
قريبة من العهد الذي تصدى فيه مكي لتاليف "كتاب الرعاية" الذي إليه الإشارة هنا 0©. 


وقد كان مکي على وعي بهذه الريادة في هذا المضمارء ولذلك مجده في أول كتاب 
الرعاية الذي عنون له هكذا "كتاب الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة بعلم 
مراتب الحروف ومخارجها وصفاتها وألقابها وتفسير معانيها وبيان الحركات التي تلزمها ' 
يقول : 

"وما علمت أن أحدا من المتقدمين سبقني إلى تأليف مثل هذا الكتاب» ولا إلى 
جمع مثل ما جمعت فيه من صفات الروف وألقابها ومعانيهاء ولا إلى ما أتبعت به كل 
حرف منها من ألفاظ كتاب الله تعإلى, والتنبيه على تجويد لفظه والتحفظ به عند 
تلاو" . 





' -الرعاية 67-66. 

2 -نشرت الرسالة ضمن كتاب "الفكر العربي الإسلامي" للدكتور محمد ناصر ما بين الصفحة 116-78-. 
7 -تقدم نصها من رواية أبي المسن على بن محمد بن بشر الأنطاكي. 

“ -غاية النهاية 321/2 ترجمة 3698. 

نها الأرجوزة المنبهة» ومنها "التحديد لقيقة الإتقان والتجويد" وستأتي في مؤلفات الداني. 

6 -الرعاية 42. 


591 


وتلك إشارة من مکي وشهادة معتبرة على سبقه الذي ذكرناه له وريادنه 2 وضع 
أصول البحث في هذا العلمى وتحديد أهم مباحثه في المدرسة المغربية. 


وقد أكد هذا في غير موضع من كتبه. ونبه على أن كثيرا مما يسوقه من مباحث 
هو من مبتکراته» ومما استقاه من مجربته الطويلة وممارسته للفن وتدبره للقواعد العملية 
المعتمدة عند أئمة الأداءء الجاري اعتبارها في القراءة والأداءء فمن ذلك قوله عند ذكر 

39 أزل أتتبع ألقاب المروف التسعة والعشرين وصفاتها وعللها حتى وجدت من 
ذلك أربعة وأربعين لقبا صفات لھا وضعت بذلك على معان وعلل ظاهرة فيها نذكرها مع 
كل قسم إن شاء الله"17). 

فهو إذن يصل إلى أحكامه التي يقررها بطريق الاستقراء المباشرء لا بالنقل عن 
المتقدمينء وهذا من معاقد الفخار عند مكي في رياداته البكر. وأهم مظهر من مظاهر إمامته 
المتميزة في هذا الطور التاريخى. 

وتقرأ لمكي تسجيلا لمثل هذا السبق لنفسه في غير ما كتاب» فمن ذلك في أول كتابه 
"الإبانة عن معاني القراءات" قوله في الحديث عن موضوع كتابه : 

"وما علمت أن أحدا تقدمني إلى مثل كتابي هذا فيما جمعت وبينت فيه" . 


ويقول ف كتاب "الكشف عن وجوه القراءات السبع "عند تحديد الأخاء التي 
يجىء عليها التقاء الساكنين : 


"اعلم أن التقاء الساكنين يجري ف الكلام على نسعة اقسا وما علمت أن أحدا 
جمع هذه الأقسام ولا ف 


5-ريادته ف التأليف ودراسانه الميدانية 5 


ومن مظاهر إمامة مكي إلى جانب ضلاعته في الفن وقكنه من أدوات البحثء» 
وراد في اکر المسالات الى كسب فا ما" حكن تيميته باه العضر ى"الدرانة 
الميدانية" وذلك أن القارئ لمؤلفاته يشعر أنه لا يستقى الكثير من آرائه ونظرياته وأحكامه 
من الدراسة والتأمل المجردء بقدر ما يجده يستقيها من طريق الاحتكاك بالطبقة القارئة 
والممارسة العملية للقضايا التي يبحث فيهاء فكان من خلال ذلك يستجمع مادة مؤلفاته 
أ -الرعاية 91. 


* -الإبانة 29. 
3 -الكشف 276/1. 


592 


ورسائله. أو يضع الخطط لإفراد كل قضية على حدة بالبحثء الأمر الذي استطاع به أن 
يغني المكتبة القرءانية بالمغرب بكثير من الأبحاث الدقيقة الشديدة التخصص. فأهم مصادره 
في كثير من ملا حظاته ومباحثه الوقائع العينية التي تقع» أو الإشكالات العلمية التي تعرض 
في سياق مؤلف من مؤلفاته» حين يحس أن الاستطراد في تناوله في ذلك السياق يخرج 
بالتأليف عن مقصده. فيضطر إلى أن يخصه ببحث مستقل» كما أنه كثيرا ما كانت تنبهه 
الأخطاء التي يسمعها من بعض القراءء ومواقع الزلل التي يتبينها من الأقوال أو يقرؤها 
إلى وجوب الفصل فيهاء فيكون ذلك مناسبة لفصل في مؤلف أو لتأليف أو مشروع تأليف 
يظل مفتوحا في انتظار دوره لاستكمال البحث فيه وريا بقى كذلك لعقود من الزمان. وهذه 
حقيقة عامة نجدها مائلة في عامة مؤلفاته. ١‏ 


فهذا كتاب "الرعاية" مثلا تجده يقول في أوله : "ولقد تصور في نفسى تأليف هذا 
الكتاب وترتيبه في نة غين بوكلا 1 وأخذت نفسى بتعليق ما يخطر باك منه في ذلك 
الوقت» ثم تركته إذ لم أجد معينا فيه من مؤلف سبقني بمثله قبلي» ثم قوى الله النية وجدد 
البصيرة في إتامه بعد نحو من ثلاثين سنةء فسهل الله تعإلى أمرهء وبسر جمعه. وأعان على 
تأليفه"2. 

ويقول في أول "كتاب الكشف" : "كنت قد ألفت بالمشرق كتابا مختصرا في 
القراءات السبع في سنة إحدى وتسعين وثلامّائة» وسميته "كتاب التبصرة" ...ووعدت في 
صدره أنى سأؤلف كتابا في علل القراءات التى ذكرتها في ذلك الكتاب -كتاب التبصرة- 
أذكر فيه حجج القراءات ووجوهها وأسميه كتاب "الكشف عن وجوه القراءات"» ثم 
تطاولت الأيام وترادفت الأشغال عن تأليفه وتبيينه ونظمه» إلى سنة أربع وعشرين 
وأربعمائة, فرأيت أن العمر قد تناهى, والزوال من الدنيا قد تدانى» فقويت النية في تأليفه 
وإقامه. خوف فجأة الموت. وحدوث الفوت» وطمعا أن ينتفع به أهل الفهم من أهل القرءان 
وأهل العلم من طلبة القراءات» فبادرت إلى تأليفه". 


ويقول في "مشكل إعراب القرءان" عند قوله تعإلى في سورة آل عمران : "ترونهم 
مثليهم رأي العين" "وفي هذه الآية وجوه من الإعراب والمعاني على قدر الاختلاف في رجوع 
الضمائر في قوله "ترونهم مثليهم" وعلى اختلاف المعاني في قراءة من قرا بالياء 
في"ترونهم" يطول ذكرهاء وقد رسمنا لشرحها كتابا مفردا". 


أ - يعني في أيام رحلته الحجازية قبل عودته ونزوله بالأندلس. 
2 - الرعاية 42. 

7 - الكشف 4-3/1. 

“ - مشكل إعراب القرءان 150/1. 


593 


ومن اعتماده على الوقائع العينية في إثارة المباحث وإجراء "الدراسة الميدانية 

"عليها هذه الإشارات التي مجدها في بعض كتبه. فهو يقول مثلا في الرعاية : "وكل ما 

ذكرته لك في هذه الحروف لم أزل أجد الطلية أن ل بهم ألسنتهم إلى ما نبهت عليه وقيل 

بهم طباعهم إلى اطا فيما حذرت منه فبكثرة تتبعي لأ لفاظ الطلبة بالمشرق والمغرب وقفت 

ما حذرت منه ووصيت به من هذه الألفاظ كلهاء وأنت تجد ذلك من نفسك 
وطبعك". 


ويقول ف مكان آخر 1 "وقد را يت كثيرا من الطلبة بشددون الناء من "۳| الأخ" 
وذلك خطا فاحش» وإغا هى خففة مكسورة كالباء من "إل 1 "2 


وقال في "التبصرة" عند ذكر الوقف على اسم الجلالة "الله" بتمكين الألف: "ومن 
حذفها في الوقف فقد غلط» وهو شيء يفعله بعض القراء عند تحسين أصواتهم ويفعله 
القصاص» وقد سمعت بعض القراء يفعله» وهو وهم م 

وبقول في "الكشف عند ذكر وقف حمزة بتخفيف الهمز : "وذلك أمر لا يحكمه 
إلا من تناهي في علم العربية, وقرن في إحكام اللفظ بذلك, ودرب في اللفظ بالهمزة المخففة, 
وهذا الصنف في طلاب القراءات قليل معدوم جدا". 


وقد أفادته ممارسته للعملية التعليمية أنغاطا من "الإخراج ج الفني" في التأليف 
واستعراض المسائل تذكرنا ب "الطرق الحديثة" التي تعتمد في ترسيخ القواعد على التشويق 
في العرض» ولا تهجم على الغرض بكيفية مباشرة» ثم الإكثار من التمارين والنماذج 
التطبيقية على المسألة موضوع البحث» ولهذا مجده في كثير من مؤلفاته يلقي المسائل أولاء 
وبطرح إشكالياتها فيقررها تقريرا جيداء ثم يأخذ في الإجابة عنها كما مجده يفعل في 
كتابيه : "الكشف" و"الإبانة" في استعمال طريقة الحوار هكذا "فإن قلت ...قلت..."» 
وربما الق بالباب أو المبحث فصلا تطبيقيا عليه كما فعل في "الكشف"في تقرير مذهب 
حمزة في الوقف على الهمز» حيث عقد لذلك مبحثا قال في أوله : "هذه مسائل من الوقف 
لحمزة يتدرب بها الطالب" .. ثم ذكر أنه ذكرها "ليعلم الطالب كيف يرد السائل إلى 
الأصول المتقدمةء وليتدرب بمعرفتها". .. ثم أخذ يسردها بلفظ "إن قيل كيف يقف حمزة 
و فاو 


أ - الرعاية 144. 

* - الرعاية 142. 

*- التبصرة 67. 

* - الكشف 98/1. 

* - الكشف 126-118/1. 


594 


-وهكذا استطاع أن يرتفع بمستوى "إمامة الإقراء والتصدر" إلى هذا الأفق الرفيع 
من التخصص العميق الذي تغذيه ثقافة موسوعية في عامة علوم الرواية» وخبرة ميدانية طويلة 
الأمد. نابعة من العكوف على الدرس والتدربس والبحث والتأليف. والتمرس اليومى 
بالمباحث والقضايا العلميةء بالإضافة إلى القراءة النقدية الفاحصة لمصنفات الأئمة 
لمناقشتها واتخاذ 0 السليمة منها قبولا ورداء الأمر الذي يجعل عمله العلمي متكامل 
الجوانب تلتقي فيه "النظرية" ب "التطبيق", وتعرض فيه المذاهب والاختيارات على الميزان 
العلمي مهما تكن درجة أصحابها والقائلين بهاء وهذا المبدأ الذي تكم إليه هو الذي 
يجعله أحيانا حتى في أثناء فترة الطلب يواجه أستاذه الكبير أبا الطيب بن غلبون في بعض 
ما يقرأ به مواجهة الند للند فيطالبه بالحجة والبيان» ولا يقبل منه بغير ذلك. 


يقول مكي في التبصرة "عند ذكر" اختلافهم في الوقف على الهمز "مشيرا إلى ابن 
غلبون : 

"غير أن الشيخ أقرأني لهشام بهمز ما سكونه علم الجزم في الوقف وقال : لا يترك 
همز المتطرفة مما سكونه علم الجزم في الوقف إلا حمزة وحده. وكان قديما فيما حكى عنه 
لا يستثنى شيئا من المتطرفة لهشام ثم طالبته بالرواية» فما أخرج لي شيثاء فطالبته بخطه 
فيما أقرأني به» فكتب لي في عرض كتابه عندي جطه هذا الاستثناء في ما سكونه 
للجزم لهشام» وما ادري هل هو روايته أو اختيار فنا والمفيوو عن عغام أن لا يستثنى له 
شيء من المتطرفة» ولكن الذي قرأأت به ما أعلمتك, وبه أخذت خطه والذي يظهر لي أنه 
ياب ا 


و لهذه الخاسة النقدية المبكرة عند مكي لم يكن يتلقى ما يتلقى من كتب العلم وأقوال 
العلماء جاهزة دون نحقق أو تعقب» وهاهو في صدر "كتاب التبصرة" يبسط غُوا من هدا 
عند ذكره لدواعي تأليفه للكتاب فيقول : "ولولا ما فرق في الكتب مما حن جامعوه 
وما عدم فيه القول مما لحن قائلوه وما صعب مأخذه على الطالب "مما خن مقربوه وما 
طول فيه الكلام لغير كثير فائدة مما حن موجزوه ومبينوه. كان لا ضما تسدنا إليه فغ 
وفيما ألفه من تقدمنا من السلف الصالح - رضى لله عنهم- كفاية ومقنع . © 


وهكذا ينتصب مكى في المدرسة المغربية علما شاعنا بين نظرائه من القمم العلمية 
التي زخر بها العصر ويتميز عليها أو على أكثرها بهذه الموسوعية الرائعة التي سوف تظل 
أقلام العلماء من زمنه إلى اليوم تترصد مجالي النبوغ ومظاهر الإمامة الفذة فيها في غير ما 
جانب من جوانب عبقريته وحذقه» وسيبقى ذلك حافزا لطلاب الدراسات العليا في المشرق 





أ - التبصرة 89-88. 
*- التبصرة 27-26. 


595 


والمغرب في مختلف الفروع والعلوم التي برع فيهاء لإبراز مقومات شخصيته العلمية ويلورة 
منهجه العام 2 التعامل مع القضايا التى كانت موضوعا لمباحثه وميدانا لإبداعه وتفوقه 


العا 0 

كما ستبقى آراء مكى واختياراته ومذاهبه في الجملة محل قبول ورفض شأنها شأن 
اک ا 2 ل المبتكرة التي تعد ٠‏ فيها احم إلى منطلقاته 
استكمالا للنظرة وتنبيها ا قدره. 


على ا سجاحة حة أخلاق مكي ا الجم الذي أجمع المترجمون 0 


المسالمة والابتعاد عن الول الفارغ 0 0 و تقدم في انان الآنفة الذكر- e‏ 
| تخاذ جملة من المواقف العلمية والفكرية أملت عليه التعبير عنها في صورة رسائل ومصنفات 
جزئية ضمنها مذاهبه وآراءه منتقدا ومعترضاء أو مصححا ومصوباء بما يقدمه من حجج 
وبراهين علمية ومنطقية» وبصورة متزنة لا نلحظ في عرضها تطرف المعجب بالنفسء ولا 
الإدلال بسعة العلم والبسطة فيهء وتلك أخلاق وشيم جعلت طائفة ممن خالفوه وردوا عليه 
في بعض تلك المذاهب والآراء يتأدبون معه في المناقشة ويترحمون عليه» مهما يكن رأيهم في 
تلك المذاهب والآراء التي خالفهم فيها وخالفوه. 

وقد انعكست عقليته العلمية وطبيعته النقدية الفاحصة في طائفة من رسائله التى 
صنفها في الرد على طائفة من أهل زمنه في مختلف الفروع العلمية والمذاهب الفكريقق» 
ومنها : 
5 كات الرد على منذر بن سعيد البلوطي فيما أغفله ووهم فيه في "كتاب الأحكام"- 
چان 


- وكتاب الانتصاف والرد على 5 الحمسن الأنطاكي فيما أورده على 5 بكر محمد بن 
على الأذفويء مما زعم أنه غلط فيه في كتاب "الإبانة"©. 


' حمن المباحث الجامعية التي سجلت عن مكي في ميدان القراءة بحث تقدم به بعض الطلاب إلى جامعة عين شمس صر سنة 
2 لنيل الدكتوراه بعنوان "تقويم مذاهب مكي في تعليل القراءات واختيارها ونقدها" -ذكره الدكتور عفيف عبد الرحمن في 
كتابه" الجهود اللغوية في القرن الرابع الهجري- نشر دار الرشيد بالعراق -1981-. 
- إنباه الرواة 318/3. 
* - إنباه الرواة 316/3. 


596 


8 وناك المسماة "وجوه كشف اللبس التي لبس بها أصحاب الأنطاكي في المد 
لورش ". 


- ورسالته في "كين المد في آتى وآمن وآدم" وهى في الرد على بعض أصحاب الأنطاكي 
ل 1 
- ورسالته في "إصلاح ما أغفله ابن مسرة في "قراءات شاذة" وهي في جزء. 


- ورسالة في الرد على الأئمة فيما يقع لهم في الصلاة من الخطأ واللحن في شهر رمضان 
Mn‏ 
وعيره . 


- ورسالة في "المفاضلة بين الصحابة" تصدى فيها للرد على الإمام أبي محمد بن حزم 
الظاهري(©. 

هذا إلى جانب كتبه العلمية في التفسير وعلوم القراءات التي انفرد في بعضها 
بآراء لم يوافقه عليها كثير من العلماء. 


ومن المعلوم أن تلك المواقف والاعتراضات من طرف مكي لا ينتظر أن قر بالساحة 
العلمية في زمنه وبعده دون أن تحدث رجة قويةء وأن تثير غير قليل من الأخذ والرد حولها 
تخريجا وتوجيها من الراضين عنهاء أو معارضة وتفنيدا من الرافضين» بل رما تجاوزت ذلك 
إلى نوع من التحرش به في قرطبة من طرف بعض العوام, وریا كان بعضها من دواعي ابتلائه 
برجل ساق صاحبه أبو عبد الله الطرفي قصته معه فقال : "كان عندنا بقرطبة رجل فيه بعض 
الحدة, وكان له على الشيخ أبي محمد المذكور تسلط» وكان يدنو منه إذا خطب فيغمزه 
وحصي عليه سقطاته»وكان الشيخ كثيرا ما يتعلثم وبتوقف» فحضر ذلك الرجل في بعض 
الجمع وجعل خد النظر إلى الشيخ ويغمزه. فلما خرج معنا ونزل في الموضع الذي يقرأ فيه 
قال لنا : أمنوا على دعائي» ثم رفع يديه وقال : 





أ - المصدر نفسه 318/3. 

* - سيأتي الحديث عنها عن قريب» وهي حققة بقلم الدكتور أحمد حسن فرحات. 

- إنباه الرواة 318/3. 

* - نفسه 317/3. 

د - تعتبر هذه الرسالة مفقودة وإمما يوجد الرد عليها لابن حزم» وقد نشرت رسالة ابن حزم في الرد بتحقيق الأستاذ سعيد 
الأفغاني .بسورياء وطبعت طبعتها الثانية بدار الفكر ببيروت عام 1969 م وذكر المحقق المذكور أن رسالة مكي التي يرد 
عليها ابن حزم لا يعرف عنها إلا ما اقتطفه منها ابن حزم في رسالته هذه -ينظر في ذلك "رسالة المفاضلة بين الصحابة لابن 
حزم" 212-210-205. 


597 


اللهم اكفنيهء اللهم اكفنيه. فأمنا -قال- : 
فأقعد الرجلء وما دخل الجامع بعد ذلك اليوه"0. 


ولا يتسع المجال لاستعراض كثير من الخصومات العلمية التي دارت بين مكي وبين 
بعض معاصريه. ولا جملة الآراء التي ردها عليه من تأخروا عن عصره من العلماءع, ولكني 
أ كتفي بسرد طائفة منها قبل التوقف بصفة خاصة عند الخصومة التي تتعلق بجانب من 
اول رواية ورش في المد وهي الخصومة التي استهدف فيها لرجال "مدرسة الأنطاكي" 
مما سبق أن عرضنا له بنوع من الإجمال في ترجمة الأنطاكي المذ كور. 


أهم القضايا التي اختلف فيها مع غيره من العلماء : 

1-قضية قوله بعدم اشتراط التواتر في القراءة : 

فقد لاحظنا أن مكيا إا اشترط ضمن الشروط الثلاثة للقراءة التي تقبل ويقرأ 
EE :‏ العاف 2د الي على لد عد وا 'بدون أن يشترط تواتر النقل 


7 إلى القارئ مكتفيا بموافقتها لط مصحف اللماعة, وكون وجهها في العربية التي نزل 
بها القرءان سائغا". 


وقد ناصره الحافظ ابن الجزري في هذا المذهب وسلك سبيله فيه بعد أن كان في 
شبابه يخالفه ويقول باشتراط التواتر©», وقد أثار موقفهما ثائرة العلامة النوري الصفاقسي- 
صاحب غيث النفع فقال : "مذهب الأصوليين وفقهاء المذاهب الأربعة والمحدثين والقراء 
أن التواتر شرط في صحة القراءة ولا تبت بالسند الصحيح غير المتواترء ولو وافقت رسم 
المصاحف العثمانية والعربية". قال : 


"وقال الشيخ أبو محمد مكي : القراءة الصحيحة : ما صح سندها إلى النبي 
صلی الله عليه وسلم» وساغ وجهها ف العربية, ووافقت خط المصحف » وشبعه على ذلك 
بعض المأ خرين» ومشى عليه ابن الجزري في نشره وطيبته(“ م قال الصفاقسي : 


َك ابن خلكان في وفيات الأعيان 275/5. ١‏ 
- قال في النشر 13/1 : "وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن ولم يكتف فيه بصحة السندء وزعم أن القرءان لا 
يثبت إلا بالتواتر» وأن ما جاء بجيء الآحاد لا يثبت به قرءان» وهذا مما لا يخفى ما فيه. فان التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه 
إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره» إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواترا عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبول» 
وقطع بكونه قرءاناء ... ولقد كنت قبل هذا أجنح إلى هذا القول ثم ظهر لي فساده وموافقة أئمة السلف والخلف" ثم تقل 
ابن الا شامة والجعبري ومكي ما استدل به لمذهبه. 
” - يقول في طيبة النشر : وكل ما وافق وجه نحو وكان للرسم احتمالا يحوى 

وصح إسنادا هو القرآن فهذه الثلاثة الأركان. 


598 


وول وت ال EE E‏ قدو فين لقره اجا فد "ار 

2 قفي اعمال اليف اا "على الأ خرف التي ی ل عا 
القرءان : 

ومن القضايا الشائكة التي أثارها مكي في كتابه "الإبانة" قضية الأحرف السبعة 
وما تضمنه المصحف العثماني منهاء وملخص رأيه فيها ما أجاب به عن تساؤل طرحه 
بشأنها وقال في الجواب عنه: 


"فالجواب عن ذلك أن هذه القراءات كلها التي يقرا بها الناس اليوم وصحت 
روايتها عن الأئمةء إا هى جزء من الأحرف السبعة التى نزل بها القرءان» ووافق اللفظ 
بها خط المصحف -مصحف عثمان- الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه واطراح ما 
سواه مما سواه مما يخالف خطه فقرئ بذلك لموافقة الط لا يخرج شيء منها عن خط المصاحف التي 
نسخها عثمان رضي الله عنه- وبعث بها إلى الأمصار» وجمع المسلمين عليهاء ومنع 
القراءة بما خالف خطهاء وساعده على ذلك زهاء اثنى عشر ألفا من الصحابة والتابعينء 
واتبعه على ذلك جماعة من المسلمين بعد وصارت القراءة عند جميع العلماء با يخالفه 
بدعة وخطئاء وإن صحت ورويت» وكان المصحف قد كتب على لغة قريش على حرف 
واحد ليقل الاختلاف بين المسلمين ف القراءة» وكتبوه بلا نقط ولا ضبط فاحتمل التأويل 
لني نزل بها القرءان على لغة واحدة, والقراءة التي يقرأ بها لا يخرج شيء منه عن خط 
المصحف. فليست e‏ نزل بها القرآن ليا ولو اله 


أبقى الاختلاف الذي كرهه وإِغا خب !لاض على الم لای "إلى ا 
يقول نتيجة لما أصله في المسألة : 


"فالمصحف كتب على حرف واحد» وخطه محتمل لأكثر من حرف » إذ 
منقوطا ولا مضبوطا فذلك الاحتمال الذي احتمل الخط هو من الستة الأحرف الباقية" 








ذلك ملخص مذهب مكى في المسألة» وهو مذهب وافقه فيه عامة القراء وجمهور 
الأئمة» وقد أفاض في إقراره الحافظ ابن الجزري وقال : "وألحق ما تحرر من كلام الإمام 


' - غيث النفع بهامش سراج القارئ 18-17. 
2 - الإباتة 31 وما بعدها. 
3 - الإبانة 42-31 ونقل ابن الجزري بعضه في منجد المقرئين 56. 


599 


ل يك وأبي عمر ين عبد البر') وأبي العباس المهدوي وک رين أب 
طالب القيس © وأبي القاسم الشاطبي وابن تيمية! و 


وعلى طرفي نقيض مع هذا المذهب الذي ذهب إليه مكي وجمهور الأئمة جملة 
وتفصيلا يقف معاصره أبو محمد بن حزم الظاهري(ت457). وذلك ف كتابه "الإحكام في 
أصول الأحكام" فنجده ينحي عليه منتقدا وناقضا بأسلوب لاذع فيه الكثير من الجرأة ا 
عادته فيما قيل عنه إنه "كان يصك معارضه صك الجندل"”, ويحشد لذلك طاقته الجدلية, 
وملكته البيانية معتمدا التهويل» وملوحا بالتضليل وتسفيه الآراء المخالفة. وإن كان قد 
تأدب مع مكي بعض الأدب, وترحم عليه عند ذكره. مما يدل على أنه كتب ذلك بعد 
وفانه. 


مهي ابن حرم في "الأحرف السبعة باز قرخ عل ب 
عليه وام a‏ حل حظر شيء منها قل "أو كثر 


فماذا عمل عثمان إذن في المصاحف ؟ يجيب ابن حزم على ذلك فيقول : 


"ون نبين فعل عثمان -رضي الله عنه- بيانا لا يخفى على مؤمن ولا كافر, 
وهو أنه حرضي الله عنه- علم أن الوهم لا بعرى منه بشر» وأن في الناس منافقين يظهرون 
الإسلام ويكنون الكفرء هذا أمر يعلم وجوده ف العام ضرورة» فجمع من حضره من 
ا ا کک TT‏ مصاحف E‏ ولا 


ا ف اا رجع إلى اأ المشهور المتفق على نقله ونسخه» 1 أن الذي 
فيه هو الحق"... 





- ينظر في جامع البيان للطبري 45/1. 

- بنظر في التمهيد لابن عبد البر 299/8. 

- رأيه في شرحه على "الهداية في القراءات السبع" لوحة 5-4. 

- الإبانة 42-31. 

- ذكر مذهبه في أول قصيدته "عقيلة أتراب القصائد. 

- قله ابل الجزري في النشر 40-39/1 والسيوطى في الإتقان 60-59/1. 
- منجد المقرئين 22-21. ١‏ 

- من وصف ابن حيان المؤرخ له -الذخيرة لابن بساهم 168-71. 


مم دم افيا = هم a‏ ال مه 


600 


ثم ذكر رأيه في استمرار الأحرف السبعة فقال : 


"وأما الأحرف السبعة فباقية إلى يوم القيامة» مبثوثة في القراءات المشهورة من 
المشرق إلى المغرب» ومن الجنوب إلى الشمال فما بين ذلك لأنها من الذكر المنزل الذي 
تكفل الله تعإلى بحفظه. وضمان الله تعإلى لا خيس أصلاء وكفالته تعإلى لا يمكن أن 
نضيع" .. ثم قال بعد أن أفاض في بسط مذهبه ملوحا با ذهب إليه مكي في الموضوع : 

"ولقد وقفت على هذا مكى بن أبي طالب المقرئ -رحمه الله- فمرة سلك هذه 
السبيل الفاسدة, فلما وقفته على ما فيها رجع, ومرة قال بالحق في ذلك كما نقول» ومرة 
قال لي : 

"ما كان من الأحرف السبعة موافقا خط المصحف فهو باقء, وما كان منها الفا 
خط المصحف فقد رفع" فقلت له : إن البلية التي فررت منها في رفع الأحرف باقية بحسبها 
في إجازتك رفع حركة واحدة من حركات جميع الأحرف السبعة» فكيف أكثر من ذلك ؟". 


ثم أخذ يورد عليه الإشكالات المترتبة على قؤله ومني : "فمن أبن وجب أن 
يراعى خط المصحف وليس هو من تعليم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنه كان أميا 
لا يقرأ ولا يكتب ؟... ٠‏ 


ويقول في نقض اشتراط مطابقة القراءة المقبولة لخط المصحف : "فكيف صحت 
القراءة من طريق أبى عمرو بن العلاء التميمي مسندة إلى رسول الله -صلى الله عليه 
وسلم-: "إن هذين لساحران" 2١7‏ وهو خلاف خط المصحف وما أنكرها مسلم قط ؟ - 
قال- : فاضطرب وتلجلج "-يعني مکیا-. 

تلك صورة عن جانب من جوانب خصوماته العلمية مع أبي محمد بن حزم كان 
فيها إزاء فحل من فحول الجدلء المنطقى شديد المماحكة يصفه ابن حيان بأنه " كان يحمل 
علمه هذا ويجادل من خالفه فيه على استرسال في طباعه. ومدل بأسراره .. فلم يك يلطف 
صدعه بما عنده بتعريضء ولا يزفه بتدريج» بل يصك به معارضه صك الجندل» وينشقه متلقيه 
إنشاق الخردل .." ©, 


لكن مكيا مع هذا قاومه في أكثر من بجالءواعترض عليه في كثير من مسائله 
وقضاياه غير هياب ولا متردد. والإشارات إلى ذلك في كتب ابن حزم عدبدة» سواء في كتابه 





5 يعني أنه قرأ "هذين" بالياءء وفي المصحف" إن هذن" إي بدون ياء فقرأ باقي السبعة "هذان" بالألف. ينظر في ذلك 
السبعة في القراءات "لابن مجاهد 419 -والتيسير للداني 151. 

2 - الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 425-424/4. 

.168/1 الذخيرة لابن بسام‎ - ١ 


601 


"الناشلة بق O‏ أم في كتابه "الفصل" الذي يورد فيه في غير موضع قوله : 
واعترض علينا مكي بن أبي طالب المقرئ.. ”7 أم في كتاب "الإحكام في أصول 
الأحكام"©2, ٠‏ 


وقد ناقش مكيا ف آرائه العلمية ورد عليه غير واحد من العلماء بعد ابن حزم 
منهم العلامة ابن الشجري في أماليب حيث عقد لهذه المناقشة بابا خاصا قال عنه : 
" يتضمن ذكر ما وعدت به من زلات مكي بن أبى طالب المغربى في "مشكل إعراب 
0 2 . ا 
القرءان . 


وناقش مكيا في آرائه في العربية ومعاني القرءان غير واحد من الفحول. ومنهم 
العلا مة ابن هشام الأنصاري ف "مغنى اللا وأبو حيان الأندلسي ف "البحر 
لمحي وسو اهما 


ولا يتسع المجال لإيراد هذه المناقشات والخصومات العلمية» ولكني أقف مع مكي 
بصفة خاصة عند واحدة من قضاياه التي واجه فيها إحدى المدارس الأندلسية الواسعة 
الجمهور» وهي قضية "مد البدل" التي احتدم فيها الجدال -كما قدمنا- بين ا الحسن 


الأنطاكي وأبي عبد الله بن سفيان القيرواني. 


وهي قضية يبدو أنها م تحسم في ذلك الأوانء فجاء مكي وهي ماثلة في الميدان, 
فاضطر إلى أن يخوض فيها انطلاقا من مبادئ مدرسته الأصولية -كما سوف نراها عن 
قريب- فكتب فيها عدة رسائل يبدو من عناوينها أن الخصومة قد بلغت الأوج في الدة 
وحرارة النقاش» وإذا كان ابن سفيان في رده على الأنطاكي في القضية ذاتها "وضع كتابا 
على الأنطاكي خاصة, إلا أنه تعدى فيه الرد عليه إلى التحامل والجفاء" -كما يقول ابن 
الباذش "© فلعل مكيا كان أقرب إلى الاعتدال الذي تقتضيه آداب المناظرة فأدلى 
بحججه العلمية وترك للقارئ أن يتدبرها وبوازن بينها وبين حجج الخصوم. 


ولنترك القارئ مع تلخيص لإحدى رسائل مکي ف الموضوع ليلمس بنفسه جانبا 
من جوانب شخصية مكى في ججال المنافحة عن مذاهب مدرسته الفنية» وصورة من اهتمامات 





1 - ينظر كناب "المفاضلة بين الصحابة" لابن حزم 212-210-205. 
* - الفصل لابن حزم 125/4 وكذا 127/4. 

- الأحكام 526-525/1. 

* - أمالي ابن الشجري 441/2. 

* - مغني اللبيب 596-572-546-555-554/2. 

° - البحر المحيط 226/2- /618-437. البحر المحيط 105-36/3- /176-147/4. 
د 


- الإقناع في القراءات السبع 475/1. 
602 


الساحة العلمية ف قرطية 2 عهد تأصيل أصول "القراءة الرسمية" ف رواية ورش من طريق 
الأزرق التي استقر عليها جمهور القراء بالمنطقق وحاول كل أتباع مدرسة أن "يرسموا" 
في أدائها نمطهم الخاص. 

رسالة يو 5 المد في "آنى"و فن" و "آد ينا 4 بن أبى طالب 
القيسى: . 
قال محققه بعد الافتتاحية بالحمد والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


وبعد فهذا كتاب "كين "امد . ف" أتى" و"آمن' ' و"آدم' ' وما أشبهه "'يأخذ 
ركه إن ایر يعد أن لاق کن غوا من الف سمه ي 


مقدمة المؤلف في التعريف بالكتاب : 


بسم الله الرحمن الرحيم» وأساله التوفيقء وأسال الله الصواب» ونعوذ به من 
الخطإ ف القول والخطاب» ونرغب إ ليه جل ذكره- ف حسن المآب. 


"سألت Ladi‏ الله وإياك- عن تمكين المد ف ا ا و"آدم" وشبهه» 
وذكرت أن قوما اعترضوا على الطلبة المبتدئين في مد ذلك فيلبسون عليهم قراءتهم» 
وبورئونهم الشك فيما قرأوا به. وذكرت أن أكثر ما يعترضون به أن يقولوا : 


ريا TN‏ " 
مر 


ن 
الاستفهاء". 

"وأنا أبين لك فساد هذا الاعتراض خاصة دون غيره من الاعتراضات إذ قد وصل 
إلي ف هذا المد من الاعتراضات أشياء كثيرة» وقد نقضتها وجعلتها مرفوعة ف جز ءين» 
وتأخرت عن إعلان ذلك وإشهاره و جميع ما يعترضولن به فنضيف بعضه إلى 
بعض إلى ما كتبت» وسترى جميع ذلك إن شاء الله تعإلى. 


و"آتى" وشبهه» فقد أخرجه من حيز الخبر إلى حيز 


"فأفرد هذا الكتاب لنقض الاعتراض بالاستفهام في مد"آمن وآتى وآدم" وشبهه. 
إذ ذلك غرضكء وإن أكثر من يعترض ممن لا فهم له ولا درايةء إعًا يعترض بالاستفهام, 
ليلبس على الطالبين القرءان» ويوردهم موارد الشك فيما قرأواء والله ولي التوفيق". 





' - نشرت بتحفيق الدكتور أحمد فرحات -جلة الشريعة والدراسات الإسلاميةء جامعة الكويت العدد 2 ص 88-47- السئة 
الأولى حرم 1405نوفمير 1984. 

7 - ترجم المحقق لمكي وتحدث عن منهجه في الرسالة» وعن منهجيته في تحقيقها. 

- لعلها "ولتفصى" وذكر المحقق بالهامش أن بالأصل "ولتنقضي". 

“ - الرسالة 61-60. 


603 


ثم أخذ في الرد مبتدئا بقوله : "فيقال لمن اعترض بالاستفهام في مد "آمن وآدم 
وا وشبهه : يحب على قولك أيها المعترض أن لا يكون لك الاستفهام أبدا إلا ممدوداء 
لأنك جعلت المد أصلا للاستفهام حين قلت "آمن" أخرجه بالمد من حيز الخبر إلى حيز 
الاستفهام. ون نريك ا المعترض- الاستفهام في كتاب الله عز وجل غير ممدود عندناء 
وذلك خو قوله تعإلى : "أفترى على کذب") "أستكبرت أم كنت" "أستغفرت لهم" 
"أتخذتم عند اللدعيدا" . "أكذا كا أك اليه" وهه كتير غير هوي ولفكله فغ 
الاستفهام فهذا مما يبطل أصلك الذي أصلت©. 


وجعلت الاستفهام من شرط© المد". 


ولا بد لك -أيها المعترض- أن تقول : إن في "آدم و آتى وآمن" من المد ما 
ليس في الأ لفاظ التي لفظها لفظ الاستفها» لأنك تقر أن مد "آمن وآدم وآتی" قدو الف 
و لا تقول نق "أستغفرت لهم" و "أتخذتم عند الله عهدا" "وشبهه مدا" فقد حصل 
من قولك أن الخبر فيه مد والاستفهام لا مد فيه» فهذا نقض لاعتراضك وجعلك المد من 


"ويقال : نريك أيها المعترض -الخبر في القرءان ممدودا قدر ألفين» وذلك خو 
قوله تعالى "ولا آمين البيت الرام"» هذا خبر» وهو ممدود قدر ألفين عندنا وعندك 
"وآنذرتهم" و "آقررتم" و"آنت قلت للناس" وشبهه مما لفظه لفظ الاستفهام, ممدود قدر 
ألف على قولك وروايتك-. فقد ج الخبر أشبع مدا من الاستفهام. فهذا نقض 
لاعتراضك بأن المد من علامات الاستفهام". 


"فإن قال : إمما مددت "آمين" من أجل المشددء قيل : وكذلك مددنا خن 
"افق وا" هن أجل الهمزة وحرف المد فإن كان المد في "آمين" أخرجه إلى 
ا وجب مثله في "آمن" و"آتى' لوا كان خرص إلى يقبام ري مله د 
00 و"آتى". وذلك لم 0 إلى الاستفهام أبدا فاعلمه "ثم قال مكي معترضا بمثال 


"وأسأل هذا المحترقل عن قوله تعإلى "جاع أحدهم' ' و"شاء أن يتخذ' ا 
ا ف 1 مه ام لغير کک فلا بد أن کک 2 ي هذا 


.8 الآية‎ E, 
: لهذا جعلنا هذا الطور "طور التأصيل للقراءة الرسمية"‎ - 


- لعلها من شرطه المد. 
“ - ينظر تعليله للمد في ذلك في الكشف 48-46/1. 


604 


فان هنا ندل اق هذا وهه "فيل إل تكن -أعني المدة الثانية الحادثة في الوصل 
-للاستفهام فأين ما أصلت أن المد إذا حدث اخرج الكلمة إلى الاستفهام ؟ ". 


"وقد كان خاطبنی بعض من يعترض على المد في "آمن" بالاستفهام فلما أريته 
الاستفهام غير الممدودء والخبر ممدودا في "آمن", رجع عن الاعتراض بالاستفهام وأعترض 
بأشياء أخر غير الاستفهام هى أضعف من اعتراضه بالاستفهام قد نقضتها مع غيرها فيما 
جمعت من الاعتراضات" 


ثم أفاض مكي في نفض الاعتراض بالاستفهام بأمثلة كثيرة إلى أن قال : 


"وما أرى دخل عليك -أيها المعترض- إلا من عدم إدراك ذلك ويقال لهذا 
المعترض : ما الفرق عندك -أيها المعترض- بين الاستفهام والخير في "آمن" ؟ فلابد أن 
يقول : الاستفهام أطول مدا من الخبر فيوافق قولناء أو يقول : لا مد في الخبر فيخالف 
روایته » ويلزمه حذف حرف المد من "آمن وآدم وآتى" وشبهه حيث وقع» وهذا إلحاد في 
كتاب الله سبحانه وتعإلى؛ فليس بيننا وبين هذا المعترض إلا كيفية المد المشبع والمد الذي 
ون ذلك معان لذ كمه PON‏ 









ثم نبه مكي على ملاحظة وجيهة يحسن استحضارها في مبحث تقدير المد 
بالحركات فقال : "والتقدير عندنا للمد بالألفات إنما هو تقريب على المبتدئين» وليس على 
الحقيقة, لأن المد إنا هو فتح الفم بخروج النفس مع امتداد الصوت, وذلك قدر لا يعلمه 
إلا الله ولا يدري قدر الزمان الذي كان فيه المد للحرف, ولا قدر النفس الذي يخرج مع 
امتداد الصوت في حيز المد إلا الله تعإلى» فمن ادعى قدرا للمد حقيقة فهو مدعي علم 
الغيب» ولا يدعى ذلك من له عقل وقييز". 


"وقد وقع في كتب القراء التقدير بالألف والألفين والثلاثة على التقريب 
للمتعلمين, ألا ترى أنهم حين أرادوا التحقيق للمد ذكروا أنه لا كمه إلا المشافهة, 
وقسمه بعضهم على خمس رتب» وعى أربع رتب» وبعضهم على ثلاث رتب» وم يقل أحد 
من القراء والنحويين : أن المد بحصر في قدر ألف, وقدر ألفين» وأنه لا يكون أكثر ولا 
أقل, هذا لم يقله أحدء ألا ترى أن أبا إسحاق الزجاج قال : 


"لو مددت صوتك يوما وليلة لم يكن إلا ألفا واحدا", ألا ترى إلى قول سيبويه 


ف حروف اللين : هى حروف المد التى مد بها الصوت» وتلك الحروف : الألف والياء 
والواو» وقد ذكر أن الصوت يمد بها ولم يحد مقدار المد -قال-: ليس شيء أمد للصوت 





' - رسالة تمكين المد -64-63. 


70 


605 


منها -يعني الألف والياء والواو-فأطلق المد ول حضره", وفي كتابه هذا أشياء كثيرة قد 
النفس ومد الصوتء وذلك قدر لا يعلمه إلا الله سعز وجل-". 


الما على مصدر الاعتراض والمدرسة التي بن بنتمي إليها المعترضون : 


تعالی- وقد كان 2 أجل قدرا من a‏ الاعتراض فإن كان وقع به ذلك أو سمع 


منه» فإمًا أراد التقريب على المبتدئين» لأنه خاف أن 5 يشبح المد حتى يخرج عن حده في 
النقلء فقال معلما لهم : لا تمده لئلا يصير مثل الاستفهام أو قال كلاما بهذا المعنى. لأنه 


حرحمه الله- وصل إلى بلد اختلفت قراءة قرأته” ٠ء‏ وخرجت عن الصواب ف 
بهم حتى أصلح كثيرا مما فسد". 

وقد أخبرت عن أقرب تلاميذه إليه قال : "كنا نيل أكثر اللفظ في القرءان قبل 
مجيء الأنطاكي فلما وصل ورأى ذلك منا أمرنا أن نفخم كل ما كنا فيله. فما زلنا كذلك 
حتى رجعت ألسنتنا إلى التفخيم فلما استقمنا على التفخيم» ردنا إلى التوسط من اللفظ 
وهذا من حسن سياسة منه رحمه الله تعإلى" . 

"وكذلك فعل في المدء وجد قوما يطولون المد جدا فردهم عنه ومنعهم منهء 
فظن الظان أنه إنما فعل ذلك لأن المد محصور في قدر لا يجاوزء وليس كذلكء إنا أراد أن 
بذلك كما فعل في الإمالة, هذا تأويلنا له رحمه الله- لأنه لم يكن ممن يغيب 
عنه المقدار" . 


"ونظير هذا من قوله : تقسيمه المد مقدار ألف. ومقدار ألفين للتقريب على 
المتعلمين. > كما وضع من كان قبله» و يكن ممن يخفى عليه أن النفس وقدر الزمان الذي 
حدث في حين المد لا يخصرء ولا بعلم حقيقته إلا الله تعإلى"©. 


"ومن أعجب أمور هذا المعترض أنه يزعم أن قال» وکان» وسال" وشبهه. مده 
مقدار ألف. وأن "آنذرتهم" و"آقررتم" و"1لذكرَيّن" مده قدر ألف» فكيف تسوغ المساواة 
بين مد "قال" و"آنذرتهم" ومد "کان" و"آلذكرين" ؟ هذا ما لايجوز أن يتوهمه من له 









' - استفدنا من هذا النص في ترجمة الأنطاكي لبيان بعض ملامح مدرسته. 
* - في المطبوعة "اختلف قراءة قراءته" . 

3 - هذا يشير إلى ظهور اتجاه المدرسة القيروانية هناك وغلبته. 

“ - رسالة تمكين المد 79-78. 


606 


أصل حس وفطنة ومتى ادعى المعترض أن مد "آنذرتهم" و"آقررتم" و"آلذكرين" وشبهه 
أكثر من قدر ألف؛ فقد خالف روايته. وانتقض عليه قوله با قدمنا ذکره". 


"'ويقال من أقر أن ف "آنذرتهم" و"آقررتم"و"1لذكرين" وشبهه مدا : لا جلو 
مدك من أحد وجهين: إما أن تكون مددته لأنه استفهام, أو لأنه أصله همزتان» فإن كنت 
مددت من أجل الاستفهام فذلك لا بحسن, ولا يجوز مد "أستغفرت لهم" و"أتخذتم" 
وه 

وإن كنت مددنه لاجتماع همزتين» وجب عليك مد "آمن, "وآتی" و" آدم"» 
لأن أصله أيضا همزتانء فإن قال : إنما مددت "آنذرتهم" لأنه استفهام فيه همزتان 
مفتوحتان» قيل : فيجب أن لا قد "آمين" لأنه ليس فيه همزتان مفتوحتان» ولأنه ليس 
باستفهام» فمد ذلك با ليس تقر حلاف ولقكن: لأ ملف روعت أن الا ين ندا 7 
و"أئفكا" لقالون» لأنه ليس فيه همزتان مفتوحتان" . 


فإن قلت : أمد هذا من أجل الألف التي بعدها الهمزة المفتوحة» قيل لك : 
فكذلك تمد "آدم" و" أمن" وشبهه من أجل الألف التي بعدها الهمزة المفتوحة". 

"ويقال لهذا المعترض : من أين لك ترك مد "آدم" و"آمن" و "آتى" ولیس 
ذلك منصوصا في كتاب الله من المتقدمين ؟ انظر في هذا إن كنت دينا طالبا للحجة, فقد 
علمت أن القراءة إِنما تؤخذ بالنقل لا بالرأي» فابحث في كتب المتقدمين الراوين عن ورش» 
فإنك لا تجد أبدا نصا أن ورشا لم م اهن دو اد و"آتى" وشبهه وتجد في أكثرها 
النص عليه أنه قد مده فتعلم عند ذلك صحة ما أنكرت وضعف ما قد أقررت وتعلقت من 
ترك المد". 


"فإن قلت : إن ترك المد نقل إلينا قراءة» قيل لك : لسنا نطعن على ما تقل 
فيما رووا إلا بالجميل» لكنا نقول : إن المد قد نقل قراءة ونصا ف 
الكتب» وترك المد نقل القراءة لا غير» وليس عليه نص في كتاب أحدء والرواية إذا أتت 
الكتب وترك المد تقل القراءة لا عیرء ویس ب ان لے 


بالنص في الكتب والقراءة كانت أقوى وأولى من رواية لم تنقل في كتاب الله» ولا صحبها 
نص". 


کے 









وما نقل بتلا وة ولم يؤيده نص كتاب فالوهم والغلط ممكن ممن نقلهء إذ هو بشرء 
وإعًا تعلق القراء بنصوص الكتبء لأنه عندهم أثبت في المحفظ لأن الحفظ يدخله الوهم 


607 


والشك. فليس رواية يصحبها النقل والنص في الكتب من تأليف المتقدمين والمتأخرين» مثل 
رواية لا يصحبها غير أن يقول ناقلها : كذلك قرأت. ولا يدخل قوله بنص E‏ 


"فهذا كتاب أبى يعقوب الأزرق» وداود بن ا طيبة وأبى غا غانم» وابن مجاهد © 
ع أشته وأبى طاهر» وابن غلبون -رحمة الله - وغير من القراءء ليس فی كتاب 
أحد نص أن ورشا لا يمد "آمن" و"آدم" و"آتى". وفي أكثرها النص عليها أنه 
كان يمد هذه الأشياءء حتى قيل في بعض الكتب : "كان يمد مدا بالغا". 


"فاجتهد -أيها المعترض- في تصحيح روايتك واطلبها من مظانهاء فذلك أولى 
من الاعتراض على ما م تبلغ إلى علمهء ققد نصحتك أن تطلب نص روايتك وأن تدع 
الاعتراض» وأن تقرأ كما علمت» وتقول في روايتك : "كذا قرأت", ولا تعترض بغير علم 
على ما ثبت عن الثقات. واستقام وجهه ف كلام العرب. واشتهرت روايته بالأمصارء فقد 
كان هذا المد في سائر الأمصار مجمعا عليه نحو مائة سنة في بلدك وغيره حتى رجعت أنت 
وأشباهك إلى ترك المد وبقي سائر أهل الأمصار على ما كانوا عليه؛ فاتق الله وازدجن 
فليس كل من خالف روايتك يجب أن تتولاه بالطعن» وقد كان لك واعظ لو عقلت في أقوال 
النبي صلى الله عليه وسلم- "ثم بعد أن ساق جملة من أحاديث الباب في إنزال القرءان 
على سبعة أحرف وترك المراء في القرءان قال : أفتراك أيها المعترض- أحطت علما وفهما 
بوجوه هذه السبعة الأحرف التي نزل بها القرءان وحصرها علمك فلم تجد فيها مخرجا لد 
"من وآدم وآتى" وشبهه فأنكرته ؟ "أم ١‏ حط بذلك علما فعاديته والحرفت 00 
برأیك, واعترضت بشهوتك» وكذلك فعلت» ونسيت قول النبى -صلى الله عليه وسلم- : 
من قال في القرءان برأيه ولم يصب- فليتبوأ مقعده في النار ". 








"وقد رأيت من يعترض على المد وقال : "قد نص ابن مجاهد أن نافعا لم يمد 
"امن" ى قول "قال آمنتم" فقال : قرأ نافع بغير مد". 

"وهذا من المعترض غفلة عا ذكر ابن يجاهد من قرأ بالاستفهام والمد المشبع» ثم 
حكى عن نافع اعتراضه» وأنه قرأ على ابر وترجم بغير مده» إضافة إلى ما E‏ 





- رسالة تمكين المد لمكي 81-80. 
" - في المطبوعة "ابن المجاهد "بالتعريف» وق ا 
- الحديث عند الترمذي عن ابن عباس بلفظ "من النار" -الترمذي (رقم الحديث 2951). 


608 


ق الك والدليل غلى :ذلك أن قول ابن اهن "بغر" له يخلو : إما أن يكون فيا عام 
للمد في "آمن". فيكون ذلك من الحذف. وم يروه أحدء ولا قرأ به أحد ولا يجوزء أو 
يكون أراد بغير مد مثل مد الاستفهام وهو الذي أرادء وكذلك تقول : إن مد الخبر ليس 
مثل مد الاستفهام فلا شاهد أن ترك المد منصوص". 


۳" 


"وقد قال ابن مجاهد ف سورة ان" : روى خارجة عن نافع : أمرنا 

TH E 1 TH ٠. 2 f TH ۳ ۰‏ إلا 
مترفيها" ممدودا مثل "آمن"7 ), فترجم عن آمن الد هدا تس للمن غل امن عن 
نافع بغير تأوبل» وهو قول ابن مجاهد فاعلم". ثم ألق مكي بهذا القسم من الهمز 
اعتراض هذه المدرسة على المدرسة القيروانية في مد حرفي اللين إذا تقدما على الهمزة فقال : 


"رضن الاعزافن هد "امن" واد وش اغراف ومن "من" 
و"سوء" وشبهه. اعترضوا بغير حجة ظاهرة ولا رواية فاشيةء وأنا أبين لك وجه فساد 
اعتراضهم إن شاء الله" "يقال لهذا المعترض : إن "شيء" قد ذكره جماعة من 
النحويين أن أصله فعيلء فلو لم يكن مده جائزا لا لتبس أصله, والدليل على أنه أصله 
فعيل قولهم "أشيآء". أصلها "أشياء" على "أفعلاء" كصديق وأصدقاءء والكلام على 
هذا يحتاج إلى بسط وفي ما أشرت إليه كفاية لأهل الفهم". 


ثم قال بعد بسط علة المد في حرفي اللين قبل الهمز : 


وال لهذا المغترش" إن كدت فيك امد "شرع" و"سوء" طا قد أريناك 
وجه النظر ونص سيبويه. وإن كنت نفيته رواية» فعليك بكتب المتقدمين من أصحاب ورش» 


على أننا لسنا ننكر على من ترك مده برواية نقلهاء إذ قد وقع في بعض الكتب 
ترك مده عن ورش» ولكنا نفضل مدى لأن عليه الجماعة من الأمصارء وعليه نص أكثر 
الكتب من كتب المتقدمين» وإنما ننكر على من روى رواية ماء ثم أخذ يعيب ويعترض على 
كل من خالف روایته» فليس هذا حق | ۰ 
"عليك با رويت وما نقلت, فألزمه وذب عن واحبس لسانك عن الطعن على ما 
وصل إليك ولا كل الروايات ضبطها حفظك, ولا أتاك عن نبي 


1 - ذكر المواضع الثلاثة التي ورد فيها اللفظ في القرءان» وهي الأعراف وطه والشعراء وقال : عن عاصم إن الثلاثة الأحرف بغير 
مد على لفظ البرء لا خلاف بينهن» وكذلك روى ورش عن نافع في الثلاثة المواضع "آمنتم" على لفظ اير مثل رواية حفص عن 
عاصم" -السبعة لابن مجاهد 291. وهي رواية الأصبهاني. 

© - ينظر السبعة 379. 

7 - رسالة تكين المد 84-83. 


“ - نفسه 84. 









609 


ولا صاحب أن القرءان نزل بروايتك» ونص على قراءتك فافهم جميع ما ذكرت لك واتق 
الله في نفسك. ولا تطعن على كتاب الله بغير علمء فقد نصحتك إن عقلت» عصمنا الله 
تعإلى من حمية الجهل وتجاوز الحق والعلو' في الباطلء إنه على ذلك قدير"©. 


تلك أهم فقرات رسالة مكي في "قكين المد في آمن وآتى وآدم" حققها محققها 


على نسخة وحيدة مخطوطة في دار الكتب المصرية مع كتاب الرعاية لمكى تحت رقم 
١ ©‏ 


والراجح أنها هي نفس الكتاب الذي بنسب لمكي نحت عنوان "وجوه كشف 
اللبس التي لبس بها أصحاب الأنطاكي في المد لورش"ء كما أنها غير الكتاب الآخر 
المعنون بعنوان " الرسالة إلى أصحاب الأنطاكي في تصحيح المد لورش حثلاثة 


وذلك أولا : لورود لفظ "اللبس" المذكور مرتين في مقدمتها في قوله : "فليبسون 
عليهم قراءتهم" 


"ليلبس على الطالبين القرءان" ومن عادة المؤلفين أن يودعوا في 
المقدمات ما يؤخذ منه العنوان. 


وثانيا : لأن كتاب "الرسالة إلى أصحاب الأنطاكي في المد لورش" فيه طولء 
وهو في ثلاثة أجزاء» وهو حجم كبير بالقياس إلى حجم هذه الرسالة التي لا تزيد على 
تلكين في وما كان كتاب الرسالة هو المراد فيما ذكره فيما را 1 
"كين المد" في قوله : "وقد نقضتها وجعلتها مرفوضة في جزءين .. ثم قال : "فأفردت 
هذا الكتاب لنقض الاعتراض بالاستفهام في مد "آمن وآتى وآدم". 


وهكذا واجه مكي هذه الطبقة الوفيرة العدد في قرطبة والأندلس» وتصدى لها 
بمقدرته العلمية وكفاءته العاليةء كما تصدى بموسوعيته في علوم الرواية وأصول العقيدة 
لأبي محمد بن حزم مما جعل ابن حزم يتنكر لإنتاجه الرفيع في رسالته في فضل الأندلس 
-كما سيأتي- فلا يذكره بحرف. 


' - كذا بالعين» ولعلها مصحفة عن الغلو" بالمعجمة. 
* - رسالة "قكين المد .."ص 88. 

* - مقدمة المحقق الدكتور أحمد حسن فرحات 47. 
“ - ينظر في كتب مكي في إنباه الرواة 318/3. 

* - إنباه الرواة 316/3. 

° - يمتد في مجلة كلية الشريعة من ص 60 إلى 88. 


610 


وحسب مكى مجادة ونيلا أن يكون قربعه ف الخلافيات أمثال ابن حزم وابن 
e 1 "1 1 7‏ 5 5 5 
الشجري وابن هشام وأبي حيان والسکوني' ( والصفاقسي/) ومن حذا حذوهم من الأعلام. 


مكى ابن أبى طالب قطبا للمدرسة القيروانية بالأندلس» وأهم المقومات الفنية 
التي تصله بالمدرسة "الأم" : 

مثل مكي في زمانه في المدرسة القيروانية قمة النضج» وحقق فيها تفوقا تاما على 
أساتذتهاء فعلى الرغم من انتمائه إلى هذه المدرسة بالتلمذة والتكوينء فإنه لم يلبث أن 
استوى فيها بمستواه العلمي والفكري على كرسي الإمامت فغدا فيها متبوعا لا تابعاء 
ومنظرا ومرجحاء لا جرد مقلد أو ناقل لمذاهب من تقدموه ومدافع عنها أو متعصب لهاء 
ولقد مكنته مؤهلا نه العلمية وثقافته الموسوعية من الشفوف على كبار المشيخة ف إفريبقية 
والقيروان» إذ لم يكن في أصحاب الرحلات العلمية منهم حتى عهده من توسع في طلب 
العلوم عموما وعلوم القرءان خصوصا توسع مکي٬‏ لا ابن خيرون ولا القابسي ولا ابن 
سفيان. 


وبذلك كان رأس المدرسة القيروانية في زمنه في هذا الشأن» وخصوصا بعد موت 
هذين الأخيرين, كما كان في تاريخ القراءات في المنطقة معلمة بارزةء حتى إن ابن الجزري 
اعتبره نقلا عن ابي حيان ثاني من أدخل القراءات السبع إلى الأندلس بعد أبي عمر 
الطلمنكي. 


ولهذه المزية الفذة التي له في المدرسة الإفريقية "الأم". ولا كان له من الخصوصية 
في الدراسة الموعبة لعلوم القرءان "ولإشعاعه العلمي البعيد المكين» وهو إشعاع لم يقف عند 
حدود إفريقية حيث نشأ ولا عند حدود قرطبة حيث نزل وتصدر ما يربو على أربع وأربعين 
سنة» لكل ذلك اعتبرناه عميد هذه المدرسة وقطبها في الأندلس» الذي على بديه بلغت ذروة 
النضج. ويجهد مدرسته فيها اكتمل استواء الهيكل العام والكيان الفني التام لمذاهبها 
الفنيةء بعد أن مهد لها ورسم تاها رخال المدرسة الأصولية التاسيسية الأول :بق 
عبد الله بن خيروك وأصحابه بإفريقية والقيروان والأندلس» وينى قواعدها أبو عبد الله بن 
سفيان -صاحب الهادي في القراءات-. فكان دخوله إلى الأندلس في العشرة الأخيرة من 
المائة الرابعة قوة دفع جديدة لهذه المدرسة ومذاهبها الفنية في أصول الأداء لورشء 5 
مواجهة باقى المذاهب الفنية المحلية السائدة بهاء وأهمها : 





' - هو أبو علي عمر بن محمد السكوني المالكي (ت717) تقدم ذكر اتهامه لمكي بالتشبيه. 
* - هو علي النوري صاحب غيث النفع -تقدم. 
3 - منجد المقرئين 26-25 وغوه في النشر 35/1. 


611 


-مذهب المدرسة الأصولية القرطبية العتيقة ذات الجذور المصرية من طريق عبد 
الصمد عن ورش. 


-ومذهب المدرسة الأصولية القرطبية الحديثة ذات الملامح الشامية كما مثلها أبو 
الحسن الأنطاكى. 
-ومذهب المدرسة الشامية "الغلبونية" كما دخل به رواد الرحلة من أصحاب 5 


الطيب بن غلبون. 
إلى غيرها من المذاهب التى دخلت إلى الأندلس مما تحدثنا عنه آنفا مع 
أصحاب الرحلات العلمية. 


- وقد كان لجميعها قثيل في البلاد الأندلسية في زمن تصدر مكي يختلف قوة وضعفا 

بحسب المتصدرين من حملتها وموقعهم من التأثير» كما كان بين رجال كل مدرسة وبين 
غيرهم من وجوه التلا قي والتشابه مثل ما قد يكون بينهم من وجوه التمايز والاختلاف 
ومن ثم فقد كان على كل إمام منهم أن دد معالم مدرسته أو تتحدد تلقائيا على يديه 
من خلال ما يعتمده في القراءة والأداء من اختيارات» لاسيما إذا أسهم في ذلك بالتصنيف 
الذي يتناول مشيخة الشيخ وانجاه مدرسته» وببین مستنده فيما قرا از به من الوجوه. 

وسنحاول من هذا المنطلق أن نتمثل فيما وصلنا من نراث مكي أهم العناصر 
والمقومات الفنية التى تصله ب "المدرسة القيروانية"» وتحدد انتماؤه باعتباره كما ذكرنا 
عميدا لها في البلاد الأندلسيةء وصاحب اتجاه فيما متمايز يستند إلى جملة من الأصول 
والمقومات جعلت المتأخرين يضعونه على أساسها -كما أسلفنا- ضمن "الثالوث"العلمي 
الخاص؛ أي مع "الحافظ" أبي عمرو الداني» و"الإمام" أبي عبد الله بن شريح» ويخصونه 
من بينهما بلقب "الشيخ" على سبيل التمييز له ولهما بهذه الألقاب. 

أما المقومات العامة التي نرى أنها تصله بالمدرسة الأم كما رأيناها عند ابن 
خيرون وابن سفيان وغيرهما فمنها : 

1-أخذه في أصول الأداء لورش بأسلوب "التحقيق" البالغ أو ما سماه الحافظ 
أبو عمرو الداني -كما تقدم- ب"الأخذ الشديد", فقد قدمنا قوله في ترجمة ابن خيرون : 
"وكان ابن خيرون يأخذ أخذا شديدا على مذهب المشيخة من أصحاب ورش» وسلك 
أصحابه في ذلك طريقه» وكذلك من أخذ عنهم إلى اليوه"00. 


' - نقله ابن الجزري في غاية النهاية 217/2 ترجمة 3314. 


612 


ومن الممكن ملا حظة معام هذا المذهب من الأخذ الشديد واضحة في كثير من 
مسائل الخلاف في كتبه -فمن ذلك أخذه بالمد لورش فيما تقدم فيه الهمز على حرفي المد 
واللين خو "آمنوا" و"أوحى" و"إيانا" وقد رأينا دفاعه عن ذلك في رسالته التي رد فيها 
لا ل كي 


وقد أشار الحافظ ابن الجزري إلى أن هذا مذهب القيروانيين ومن سلك سبيلهم 
من أهل الأندلس» وقال : "فإن ورشا من طريق الأزرق مد ذلك كله على اختلاف بين أهل 
الأداء في ذلك فروى المد في جميع الباب أبو عبد الله بن سفيان -صاحب الهادي- وأبو 
محمد مكي- صاحب التبصرة- وأبو عبد الله بن شريح -صاحب الكافي- وأبو العباس 
المهدوي صاحب الهداية- وأبو الطاهر بن خلف -صاحب العنوان- وأبو القاسم الهذليء 
وأبو الفضل الخزاعي. وأبو الحسن الحصري وأبو القاسم بن م حصاحب التجريد- وأبو 
علو يفن بليمة-صاحب التلخيص-» وأبو علي الأهوازي» وأبو عمرو الداني من قراءته 
على اي ا © وخلف بن خاقان وغيرهم من سائر المصريين والمغاربة -زيادة المد في ذلك 
E‏ 


وقد أشار مكي إلى عمو الأخذ بهذا المذهب في الأقطار المغربيةء فقال عند ذكره 
لانفراد ورش بمد هذا الم "ونا رواه المصريون 0 ورش» لكنه كثير الاستعمال 
بالمغرب» به يتأديون» وبه يقرأون ف خاريبهم» وبه يدرسون" 6 


ان بف 


وعلى الزعم من استجازة مكي للقراءة بالوجهيق فيه ق هقل اموا “٠‏ واوتي. 

و"إمانا" و"فؤادك", فإنه كان يصحح مذهب الإشباع وختج له كما رأينا في :زسالته في 

ذلك إلى أصحاب الأنطاكي -وكما قال في "التبصرة" : "فقرأ ورش بتمكين المد فيما رواه 

المصريون عنه» وقرأ الباقون بعد متوسط كما يخرج من اللفظ وكذلك روى البغداديون عن 
ورش» وبالمد قرأت . 


وقد أشرنا قبل إلى أن أبا الحسن الأنطاكي -نزيل قرطبة- كان ينكر زيادة المد في 
الباب كله -قال أبو جعفر بن الباذش : "وقد وضع أبو محمد مكي كتابا يؤيد فيه قول 





أ - في النشر "وأبو الحسن بن بليمةء وهو وهم والصحيح أبو علي الحسن بن خلف بن بليمة وسيأتي . 
2 - هو فارس بن أحمد الحمصي تقدم. 

7- النشر في القراءات العشر 339/1. 

“ - الكشف 48-47/1. 

*- التبصرة 61-60. 


613 


المصريين, وكذللك أند يدال بن سفيان وضع كتابا على الأنطاكي خاصة .." 


وقال ابن الجزري : "وقفت له على مؤلف انتصر فيه للمد في ذلك ورد على من 
رده» أحسن في ذلك وبالغ فيه وعبارته في التبصرة تحتمل الوجهين جميعاء وبالإشباع قرأت 
فوط 2 


-ومن أخذه بالتمكين البالغ لورش في باب المد أيضا مده لحرفي اللين فيما جاءت 
الهمزة فيه بعد واو أو ياء مفتوحا ما قبلهماء قال في التبصرة : "وذلك في كلمة خو شىء 
وكهيئة وسوء واستيئس» فقرأ ورش الجميع بالمدى وهو مد دون مد حروف المد واللين» وم 
يمده الباقون. والقراء يقولون : إن ورشا أمكن للمد فيه من حمزة .. ورأيت جماعة من 
أهل القرءان ينكرون مد هذا الفصلء لهلهم بالرواية المشهورة بالنقل المتواتر لفظا وجمعا 
وسمعاء وقلة_تصرفهم _بتصاريف_ كلام العرب» ورأي“ ذلك مذهب القراء البغداديين, 
وس 0 


الح حبري ل کے اکا کے اک 
والذي قرأت به المد. وهى رواية المصريين عن ورش» وهم أقعل به لأنه مصري . 


2-توسعه ف التنظير والقياس : 


أما السمة الثانية البارزة في منهج مكي في التعامل مع مسائل الأداء. فهى توسعه 
في التنظير والقياس والمقابلة أحيانا بينه وبين الرواية» ولقد كان في مدرسته من أكابر 
"المنظرين" لأصول القراءة" "الرسمية" في المغرب والأندلس. 


والملا حظ أنه في تعامله مع مسائل الأداء يستعمل ما يمكن تسميته ب "الفقه 
القرائي المقارن" استنادا إلى ثقافته المكينة في علوم العربية» وقدمه الراسخة في القراءة 
وعلومهاء لكنه لما كان جانب الدراية في منهجه -كما قدمنا- أغلب عليه وأزكى عنده من 
جانب النقل والروايةء ولأنه لم يكن عنده في كل مسألة من مسائل الخلاف في الأداء سماح 
خاص أو رواية مدعومة بالنص -كما سنقف عليه مثلا عند أبى عمرو الدانى- فقد كان 
يلجأ إلى قياس ما ليس فيه رواية بخصوصه على ما فيه رواية» وبلحق الفروع بالأصول 
وذلك ليتأاتى له استنباط الحكم الواجب له في الأداءء على غرار ما يأخذ به في ذلك وغوه 
أهل القياس الفقهي واللغوي( وقد نبه االإمام أبو إسحاق الجعبري على الفرق بين القياس 











'- الإقباع 475/1. 
- النشر 339/1. 

- كذا في المطبوعة ولعلها "وعلى". 

“ - التبصرة 63. 

' - يقول الزجاج في الإيضاح في علل النحو ص 64 : لم نسمع كل كلام العرب» وإنما سمعنا بعضا فقسنا عليه نظيره". 


614 


المنه ‏ عنه فى القراءة» والقياس المأخوذ به فى بعض المواضع من الأصولء وذلك تعليقا 
ب ب س ج ي بعص صع امن فصو 
قول أبى القاسم الشاطبى في "حرز الأماني" : 


وما لقياس في القراءة مدخل فدونك ما فيه الرضا متكفلة (). 


ودعوته في بعض المواضع إلى قياس بعض المسائل على بعض فقال - أعني 
الجعبري : 


تنبيه : "بينا عند قوله : "واقتس لتنضلا "7ء الجمع بين الأمر بالقياس والنهي 
عنه» وقول الداني ف آخر كتاب "الراءات" : "النص ف ذلك معدوم» وإعًا بنيناه على 
الأ اله و ا ا ا و اک اعا ن قبيل 
لار ب المنهي عنه ومعناه عدم النص على عينه بل على كلوه ف وة کوت 
الرواية في اطراد الأصلء لا أنهما عملا بمجرد القياس» وفتح ایا ا 

هذا هو مفهوم القياس الذي سوف نرى أنه يمثل أهم المقومات الفنية عند مكي في 
اختياراته» وسوف نرى من خلال ما تقدمه من أمثلة من كلامه ما يدل على ذلك حتى إننا 
سوف نراه يوازن بينه وبين الرواية الثابتة. 


وقد عول عليه كثيرا في كتاب "التبصرة" حتى إنه جعله فيها قسيما للثابت 
المروي فقال في آخرها : 


"فجميع ما ذكرنا في هذا الكتاب ينقسم ثلاثة أقسام : قسم قرأت به ونقلته وهو 
متصوض :في الكت وود و قرأت به وأخذته لفظا وسماعاء وهو غير موجود في 
الكتب» وقسم ل أقرأ به ولا وجدته في الكتب» ولكني قسته على ما قرأت به» إذ لا يکن 
فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص» وهو الأقل"9. 


وهذا التقسيم الثلا ثي يبين لنا منزلة "القياس" ف هذه المدرسة, كما يبين كيف 
واجه مكي قضايا من أصول الأداء ومسائل الخلاف. فوضع المخرج والحل لطائفة من 
الإشكالات التى لا يوقف لها على نص بخصوصهاء بحملها على نظائرها مما ثبت قراءة 
واوا أو جا متصوضا كنت ال ن 





' - حرز الأماني للشاطبي -باب الراءات. 

2 - حرز الأماني -باب الفتح والإمالة وبين اللفظين". 
7 - من كلام مكي في التبصرة 144. 

“ - كز المعاني للجعبري - باب الراءات (عخطوط). 
د - التبصرة 395-394. 


615 


وقد لأ إلى القياس خاصة في كثير من الأصول التي تفرد فيها ورش أو تفرد 
فيها أبو يعقوب الأزرق عنه بمذاهب في الأداء لم تتفق الطرق على روايتها ونقلها. 
فمن ذلك مثلا قوله في باب الراءات من"الكشف" : 


"وهذا إنما أخذ سماعا وقياسا على ما سمع» ونصه قليل غير موجود في الكتبء 
بل كل القراء أغفل الكلام على كثير مما ذكرناء وم یبین كيف يتفخم ولا يترقق» ولكن 
القياس.على ما نصوا عليه يوجب ما ذكرنا من الأحكام في الراءات". 


ومن التحاكم إلى مبدأ القياس عند التعارض قوله في التبصرة : 


"قرأ نافع" أرايت» وأرايتكم" و"أرايتم" إذا كان في أوله همر بتخفيف الهمزة 
الثانيةء بجعلها بين الهمزة المحركة والألف وقيل عن ورش : إنه يبدلها ألفاء وهو أجرى 
في الروايةء لأن النقل والمشافهة إا هو بالمد عنه» وكين المد إنما يكون مع البدلء وجعلها 
بين بين أقيس على أصول العربية"©. 


ومن الموازنة عنده بين مقتضى الرواية ومقتضى القياس والنظرء قوله عند ذكر المد 
ف '"عين" من"عسق" "وكهيعص" ف فانحتي الشورى ومريم": "وإعا يتمكن المد ف حروف 
المد واللين أكثر من حروف اللين مع الهمزات, فأما في التقاء الساكنين فالكم فيه 


سواء» وقد قرأت بالوجه الأول -أعنى : ترك إشباع المد فيه وبه آخذ من أجل الروايت 
وأختار الثاني لقوته في القياس. والأول أيضا حسن جميل لأن حروف المد واللين أمكن من 
غيرها في المل"7“. 


کا يكثر عنده هذا التقابل بين المروي والمقيس» كقوله في التقاء الهمزتين في 

خو "آنذرتهم"لورش :'فالرواية تدعوا إلى البدل على ضعفه في العربيةء والنظر يدعوا إلى 
Sn. . o, ١‏ 
کون الهمزة بين بین" . 


5200 05 ۶ . 3 تكن 0 )6 
او في قوله ٠‏ وهو اشهر في الروايةء وهذا أقيس على أصوله 0 


وفي هذا الصدد مجده حين يضطر إلى اعتماد الرواية التي يجدها مخالفة للقياس 
يقول في شبه اعتذار : 
سع د ر ا ات 
' - الكشف 218/1. 
* - التبصرة 122. 
- يعني في مثل الوقف على مثل العالمين والمفلحون والحساب. 
“ - التبصرة 69. 
- التبصرة 715. 
° - التبصرة 73. 


616 


"ولو تركنا القياس لوقفنا لأبي عمرو وورش في موضع النصب نحو "قرى ظاهزة" 
بالفتح» لكن ينع من ذلك نقل القراءة وعدم الرواية وإثبات الياء في السواد9©, وهو شيء 
تقل لفظاء وليش باختصوض لاغ "0 


والغريب أنه في باب الرواية يتحفظ فيما لم يقرأ به وإن كان منصوصاء إذا لم 
يوافق القياس» فنجده يقول في توهين بعض الاختيارات : "وأما قراءة ورش فإن الوقف له 
بالروم اختيار الشيوخ. وقد ذكر عنه الروم روابة وما رأيته لم يجب لي الاعتماد عليه من غير 
راو له آخذ عنه. وليس كل ما وجد يذكر إلا على طريق الإنكار والمخالفة له .. إلا أن 
1 5 3 
تصح روايته. ويكون له وجه حمل عليه فيجب الرجوع إليه©. 


وهكذا مجد مكيا ف الموازنة بين الاختيارات ووجوه الأداء صاحب قیاس» بسير 
على منهج أهل العربية في إخضاع الفروع للأصولء ويربط بين القراءة وتوجيهها فيأخذ 
بالأثبت روايةء لكنه يختار عند ثبوت أكثر من وجه. ما هو أقوى عنده في القياس» فيجري 
في ذلك على ما رسمه علماء اللغة في مثل ما قاله أبو القاسم الزجاجي في "كتاب 
الإيضاح" في باب القول في علل النحو مبينا للعلل التعليمية : 


"فنا 7“ التمليمية فو الى توصل يها إلى ا كلام ا تيع 
ن ولا غيرنا كل كلامهما منها لفظاء ونا سمعنا بعضا فقسنا عليه نظيرءا». 


وقد كان لرسوخ قدم مكي في علوم العربية أثر واضح في أخذه بهذا المنهج في 
الموازنة بين الوجوه, حتى إننا نجده يلتمس للرواية مخرجا في بعض ما خالف القياس في 
المدرسة البصرية» عند غيرهاء فيقول في تخريج وجه الإمالة في الوقف على خو "قرى" 
و"مفترى": "فأما إن روينا رواية وصحت كان العمل عليها دون القياس» وهذا الذي 
ذكرنا من مذهب البصريين هو وجه القياس» لكن الذي قرأت به على الشيخ“ هو جار على 
مذهب الكوفيين لي 


وتأسيسا على منهجه هذا في اعتماد القياس كان يختار, وربما أدى به الاختيار 
إلى نوهين بعض الروايات المشهورة ف القراءة والأداء وهى منصوصة ف الكتب باتفاق» ومن 


- يعني خط المصحف. 

* - التبصرة 134. 

” - التبصرة 137-136. 
“ - الإيضاح في علل النحو 64. 
* - يعنى أبا الطيب بن غلبون. 
؟ - التبصرة 134-133. 


617 


أبرز الأمثلة في ذلك موقفه من أصل ورش المشهور في نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها 
مع حذفها بشروط مذ كورة في محلهاء قال مكي في الكشف : 


"فإن قيل : فما الاختيار في باب تقل الخركة. 


"فالجواب أن الاختيار الهمز وترك المركةء لأنه هو الأصلء ولأن القراء 

أجمعوا على ذلك ولأن نافعا عند جميع الرواة عنه لا ينقل المركة؛ إِنما رواها عنه ورش 

وحده. ولأن الهمز لازم في الابتداءء فإجراؤه الوصل على الوقف أحسن من مخالفته ولأن 

اهز ف جميعه ف تقدير الابتداء به لأنه ف أول كلمة. والابتداء لا يجوز فيه ال 
فأجرى الوصل على ذلك "0. 


فهكذا نراه بحشد التعليلات ف توهين هذه الرواية الثابتة عن ورش عن نافع بأمور 
لو طبقت على كثير مما تفرد بنقله ورش في باب المد والإمالة والراءات واللامات لاقتضت 
توهين كثير مما في روايته من وجوه في أصول الأداء. 

ولو ذهبنا نتتبع التطبيقات على هذا المبدأ : مبدأ القياس عند مكى لطال بنا 
المجالء ولذلك وصفنا هذه المدرسة ب"المدرسة القياسية"في مقابل "المدرسة الأثرية"التى 
سوف نرى كيف تنطلق من الأثر والاتباع وتجعل المدار ف هذا الشأن على الرواية والنقلء 
ولا تلجا إلى القياس إلا في أضيق نطاق. 

3-قثيله لمذهب اللماعة وميله إلى الاختيار في هذا الإطار : 


ومن مظاهر إمامة مكي ومقومات مدرسته وسمات مذهبه كٌثيله الكامل لمذهب 
الجماعة, ودفاعه المستميت عن "الا تجاه ااي من خلال مواقفه العلمية وعقيدته السنية 
وانتمائه الفقهي كما قدمناء كما تجلى ذلك أيضا في اختياراته التي كان يرتضيها في جال 
القراءة» إذ يبدو وكأنه يريد أن يؤسس لنفسه قراءة خاصة تنسب إليه وهر باسمه» وهذا 
يتجلى بوضوح في كتابه "الكشف" حيث مجده في كل مكان يقرر اختياره إلا أن الملحوظ 
أنه كان ييل إلى اختيار الوجوه الواسعة الانتشار بين السبعة» ويمعنى أوضح فهو في كل 
الاي التي يختلف فيها القراء في وجوه الأداء مع ما عليه الجماعة» وليس مع الروايات أو 
بعض الطرق المتفردة أو الشواذ -كما رأينا ف مثال توهينه لنقل الهمز ف ورش-» 
وبذلك يصرح في غير ما موضع من كتبه المتضمنة لاختياراته وأهمها كتاب "الكشف" 
حيث ججده يقول : 


أ - يعنى إبقاءها دون حذف. 
2 - الكشف 93/1. 


618 


"والاختيار ما عليه الجماعة, وكذلك كل ما سكتنا عن ذكر الاختيار فيه» فما 
عليه الجماعة هو الاختيار" أو يقول في قوله تعإلى : "فمكث غير بعيد" : 


"والضم الاختيارء لأن عليه الجماعةء ولولا الجماعة لاخترت الفتح لما ذكرت من 
العلة" أو يقول في سورة ق : "وكل ما ذكرنا من الاختلاف فيما مضى وما نذكرء 
فالاختيار فيه ما عليه الجماعة, إلا ما نبينه» فنستغنى بهذا عن تكرير ذكر الاختيار إن شاء 
الله تاز "00 ب 





وللحفاظ على هذا المبدأ نراه في مجال الاختيار يتوقف عن قبول بعض ما صح عن 
ورش :من طريق بعض أهل القيروان -فيما نقلناه من كتاب الهادي لابن سفيان -فقال في 
التبصرة في سورة الفاغة 


"وأجمعوا على كسر الكاف من "ملك" من غير بلوغ ياء وعلى ضم الدال من 
ككس من غير بلوع وای وكذلك ما كان مثله إلا شيعا تفرد به عن ورش بعض قراء 
المغرب وشاذ من غيرهم» من الإشباع حتى يتولد بعد الحركة حرف وليس بالقوي» ولا 
المشهور عن المفاظ من رواة نافع» ولا عليه عمل عند من كزان عليه E‏ 


وهكذا يبدو من التبصرة غير مطمئن إلى هذه الرواية لما ذكر من الأسباب» لكنه 
في الكشف يصرح برفضها فيقول بعد التنبيه على ورودها : "فأردت بذكرى لذلك إنكار 
هذه الرواية. ومنعها لشذوذهاء وقلة رواتهاء وترك الناس لاستعمالها في صلاتهم 
ومساجدهم ومكاتبهم". 


فإن قيل : فما العلة في منعها وقد رويت ؟ فالجواب أن الإجماع من القراء 
والرواة عن ورش على خلا فها لشذوذهاء ولأنها إا هي لغة جوز ف الشعر للضرورة» 
وحمل كتاب الله على ذلك لا E‏ 

تلك أهم خصائص ام جاه مکی وأهم سمات مذهبه الفنى ف مدرستف ومعالم 
طريقته في القراءة والاختيار الأدائي عرضتها بإيجازء وغرضي منها أن نتمثل الصورة التي 


ثل من خلالها هذا "الطراز القيروانى" في البلاد الأندلسية على يد مكي ثم على يد 
المهدوي والحصري من بعده حتى استطاع أن يقف وقفته العتيدة في وجه التيارات الفنية 





أ - الكشف 38/2. 
2 - الكشف 155/2. 
3 - الكشف 286/2. 
* - التبصرة 55-54. 
* - الكشف 33/1. 


619 


السائدة هنالك وأن يقطع من جمهور طلابها قطاعا واسعا سرعان ما انطبع بطابع مدرسته 
ووسمه كيسمها الخاص.» فكان بذلك عميدا لهذا المذهب ف قرطبة والأندلس» ومنافحا جلدا 
عنه» ومنظرا له ومحتجا لآرائه من زمن دخوله إليها سنة 393 ه إلى وفاته بها سنة 437 


هص 


ومن الطريف أن يكون قريعه في الميدان أبو عمرو الداني قد قضى في إمامة هذا 
الشأن أيضا من عودته من رحلته إلى وفاته -كما سيأتى- أربعا وأربعين سنة ومات بعده 

وسياً تي لنا من خلال ما سنقدمه من عرض سريع لكتاب "التبصرة "الذي هو 
اش كتبه» مزبد من التعريف بارتباط مكي -رحمه الله- من حيث الأصول الفنية للأداء 
في رواية ورش» بالمدرسة القيروانية "الأم". 

وف ختام ما كتبناه عن مجالي نبوغ هذه الشخصية ومظاهر تفوقها وإمامتهاء نشعر 
أننا في جميع ما حاولنا رسمه من معالم الصورة العلمية له. وما حشدنا من البينات الدالة 
على شفوفه على قراء زمنه ورسوخ قدمه في علوم القرءان» لا نستطيع أن نستجلي من ذلك 
معشار ما جسده وينطق به ذلك التراث العلمي الذي خلفه من بعده والذي تمثل في أمرين 
مهمين ظلا من بعده يبثان إشعاع مدرسته في كل الجهات : 

-أحدهما: ما دمجه قلمه النشيط في التأليف والجمع والتصنيف. 


-وثانيهما: ما التف عليه وخلفه بعده من أعلام القراء الذين حملوا عنه طريقته» ورووا 
كتبه» وخلد طائفة منهم مذاهبه الفنية في الأداء في مؤلفات ساعدت على تعميمها وقكنها 
ف ميدان الإقراء. ومنافستها لآثار المدارس الأخرى كما وقفنا عليها ونقف بتوفيق من الله. 


مؤلفاته وآثاره : 


خلف الشيخ مکی بن أبى طالب تراثا واسعا من المصنفات القيمة في مختلف العلوم 
الإسلامية لاسيما في علوم القرءان. ويعتبر مع صاحبيه : أبي عمرو الداني» وأبي عبد الله 
بن شريح» أخصب القراء المغاربة إنتاجا في هذا الشأن. إذ لم يصل إلى مستواهم ولا إلى 
قربب منه أحد في الاهتمام بهذه العلوم والتأليف في مختلف شعبها وقضاياهاء كما يعتبر 
مكي بعد أبى عمرو الدانى أوعب المؤلفين تناولا وبحثا لعامة الموضوعات الشائكة في القراءة 
وعلومها. من تاریخ لها ولرجالهاء وأصول ادا ووقف وابتداء ,» واحتجاج وتوجيه. 
وإعراب. وبحث في مشهورها وشاذهاء إلى جانب الفروع الأخرى المتشعبة من هذا العل» 
كمعانى القرءان وهجاء المصاحف وضبطهاء ومخارج اروف وصفاتها وقواغد التجويد. 
وغير ذلك. 


620 


كما يعتبر مكي من المؤلفين المحظوظين الذين سارت مصنفاتهم 4 الآفاق» وظلت 
متداولة بين الرواة» ومعتمدة 2 | کثر من فرع علمي» على الرغم من كثرتها ووفرة مادتهاء 
نوا ف العرت ا 


وقد عني نلا مذ ته ف زمنه بهذه المصنفات فتلقوها عنه روايةء واختص بعضهم 
برواية جملتهاء ومنهم ولده حمدء وصاحباه: أبو محمد بن عتاب وعبد الملك بن سراج» 
ومن الطرق الثلاث رواها العلامة أبو بكر بن خير في فهرسة مروياته عن شیو . 


إلا أن عدد هذه المؤلفات مختلف فيه من مصدر إلى آخرء فقال ابن خير : "وهي 
توك غ انق اع قال ابن كزان د "وله فاون ا" وهه عد اهي 
واب زر وال اين حجري اللي ق أول تفسيره + "له عى غاين الغا أكترها ن 
علوم القرءان والقراءات والتفسير وغير ذلك"©. 


وقال أحمد بن حيى الضبي :"رأيت بعض أشياخى قد جمع ذكر أسماء تواليفه 
في جزء وقال: مبلغ تواليفه بن نالوق لي" 


1 وقال أبو العباس المقّري في النفح : "وعد ابن غالا "تاب فة الان 
تآليف مكي فبلغ سبعة وسبعين تأليفا" . ' واقتصر ابن خلكان منها على ذكر سبعة 
وثلا ثين» إلا أنه قال: "ولولا خوف التطويل .لاستوعبت ا واقتصر ياقوت أيضا 
في معجمه الأدبي على أسماء اثنين وأربعين منها““ ويلغ بها أبو الحسن القفطي في إنباه 
الرواة تسعة وثانين, إلا أنه حددها با ألف مكي إلى سنة 9"423). 


' - فهرسة ابن خير 444. 

ا 

7 - الصلة 633-631/2. 

“ - معرفة القراء 317-316/1. وغاية النهاية 10-309/2 ترجمة 3645. 
* - التسهيل لعلوم التنزيل 10/1. 

° - بغيبة الملتمس 469. 

7 - اسم الكتاب "فرحة الأنفس في فضلاء العصر من أهل الأندلس" -نفح الطيب 357/4. 
- نفح الطيب 171/4. 

” - وفيات الأعيان 277/5. 

"أ - معجم الأدباء 171-169/19. 

! - إنباه الرواة 315/3 -319 ترجمة 767. 


621 


أما محققوا تراث مک فختهم من کر أنها أربت على التسعين مشيرا إلى أنه أعد 


في ذلك رسالة ستقدم للطبء9, وبلغ بها بعضهم مائة الل وبعضهم بلغ بها تسعة 
مام 
و9 


وقد جمعت من أسمائها بالرجوع إلى المصادر وقوائم مني كتبه وما وقفت 
عليه منسوبا إليه مما ذكره في بعض كتبه أو نقل عنه بعض العلماء أزبد من مائة وعشرين 
ولكني رأيت أن اقتصر منها على ما ألفه في القراءات أو ما كان منها بسبيل ككتب الرسم 
والوقف والابتداء والإعراب ومعانى القراءات ومخارج المحروف. 


لتطور اهتمامات مكي في مجال التأليف» كما ساعدتا على التعريف بأشماء كتبه ورسائله: 


-وثانيتها أنه حدد تاريخ كتابته لطائفة من أمهات كتبه ك "الموجز" و"التبصرة" 
و"الكشف" و"الرعاية" وغيرهاء في حين أشار ضمن تلك الكتب إلى تاريخ ابتدائه في 
تأليف غيرهاء أو إلى إيازه لهى أو وضع خطة لتأليفه في بعض الموضوعات, مما كان له 
أ في ضخامة انه العلمي والفكري وتنوعه» كما أنه يساعد من جهة ثانية على تتبع 
تطوره العلمي من خلال الوقوف معه على الأطوار التي تقلب فيها والتواريخ التي حرر فيها 
أهم مؤلفاته العلمية. 


وقبل أن أدلي بدلوي في التعريف بأهم ما كتب مكي في علوم القراءة من مؤلفات 
أشير إلى قضية علمية تتصل بمدى انتشار كتبه في زمنه وقيمتها عند علماء عصره» وذلك 
عرو حرم افيد عر ادكزها في رسالته التي كتبها في "فضل الأندلس وذكر 
رجالها". وهي رسالة وضعها في الرد علي أديب من أدباء القبروان في تقض ما ادعاه على 
أهل الأندلس من التقصير في تخليد ذكر علمائهم والتنويه بآثارهه2 ' ققد نوه ابن حزم في 
رسالته بعامة من ألفوا في العلوم المختلفة إلى زمنه »وذكر في جملتهم بعض من كان علي 
قيدا احناة لكأي عقر ين ع » كما ذكر في المؤلفات الأندلسية كتب أبي علي القالي 


- الدكتور أحمد حسن فرحات في مقدمة تحقيق كتاب el‏ لمكي ص 6 

- الدكتور حبي الدين رمضان في مقدمة تحقيقه لكتاب ""الكشف"" لمكي 29-23/1 والدكتور نديم مرعشلي في تقديمه ” 
لكتاب ""العمدة ة في غريب القرءان" " لمكي 29-23/1 

"- الدكتور حاتم صالح الضامن في مقدمة تحقيقه ""مشكل إعراب القرءان"" لمكي 25-18/1 
وينالة إن زم ف الود على امن بن خمد التبينى التبواي ام وي ا 3 كتب إلى أبي المغيرة 
ا ف اا وذذكر ا ا ق 8 ابن حزم 179/2 -180. 


622 


البغدادي التي ألفها لعبد الرحمن الناصر وغير ذلك ,أما مكي فلم بجر له ولا لكتاب من 
كتبه ذكرا »كما فعل مثل ذلك أيضا مع أبن عمرو الداني علي جلا لة قدريهماء حتى جاء 
علي بن موسى المعروف بابن سعيد الأندلسي من أهل المائة السابعة .فأنصف مكيا بذكر 
كتبه المهمةءوأعطاه من التنويه والإكبار ما يليق بقدرهءوذلك في رسالته التي ذيل بها علي 
dE‏ ابن 0 ّ ب 


ولقد اول بعض الباحثين أن يلتمس من الأعذار ف ذلك لابن 
حزم مما لا مقنع فيه في نظرناء اھ عد مک ةا ها عو قات 
فيهم راي e‏ 

ولذلك فنحن نعتقد أن للمذهبية الضيقة والمعاصرة ضلعا واضحا في مثل هذا 
التجاهل لما رأينا بينه وبين مكيء ولا سيأتي ذكره بينه وبين الدانى أيضا من خصومات 
علمية عنيفة من شانها أن قلي مثل هذا الإهمال المقصودء ومهما يكن لابن حزم من عذر في 
تقليله من أهمية كتب مكي التي كانت ملء سمع قرطبة وبصرها في زمنهه فإننا لا ينبغي أن 
نترك قراءة ما وراء السطور كما يقال- حينما غلل بعض مواقف العلماء حتى مع ما 
يفترضه التأدب معهم من حسن الظن بهم وحملهم في تلك المواقف على السدادء وذلك لأن 





' - يكن الرجوع إليها في نفح الطيب للمقري 171/170/4. 

2 - الإشارة بقولي ""بعض الباحئين ""إلى الدكتور إحسان عباس في مقدمة تحقيقه لمجموعة رسائل ابن حزم في اللجلد 
الثاني منها حيث دافع عن ابن حزم في إهماله. لكتب مكي قال :""وهو ممن له مناظرات معه" ".وخرج عدم ذكره لها 
علي أحد احتمالين :إما أنها لم تكن في نظر ابن حزم قيمة,أو أنها كتبت بعد تاريخ الرسالة ""-مقدمة تحقيق" "رسالة 
ابن حزم ""83/2.ومن التأمل البسيط يبدو سقوط الاحتمالين المذكورين فلا كتب مكي غير مهمةءولا أنها كتبت بعد 
تاريخ الرسالة ؛ وكيف وبعضها كتب بعد سنة واحدة من مولد ابن حزم ققد ولد سنة 384 ه .وألف مكي كتاب 
""الموجز في القراءات السبع ""سنة 385هة,وألف بعده كتاب" "التبصرة ""أشهر كتبه سنة 392-كما ذكر ذلك كله في 
ختام ""التبصرة "ص395-394.هذا إذن ينفى أن يكون تأليفها متأخرا عن تاربخ تاليف رسالة ابن حزم التي يقرر 
المحقق في شأنها أنه ""لما كانت الرسالة قد ألفت باسم يمن الدولة -صاحب البونت فلابد أن تكون قد ألفت في الفترة 
الواقعة بين 434-421ه وهي الفترة التي تولى فيها يمن الدولة الحكم -مقدمة المحقق 37/2.مجموعة وسائل ابن حزم 
0.7/2 
وارى أن المحقق لو رجع إلى ترجمة مكي عند ابن الجرري في غاية النهاية لتبين له سقوط احتماله الثاني .فقد ذكر عنه 
انه قال:" "الفت كتابى الموجز في القراءات بقرطبة سنة 394 (وهذا خلاف ما ذكره في آخر التبصرة .ولعله أعاد تنقيحه 
في هذا التاريخ» وألفت كتاب التبصرة بالقيروان سنة 392 وألفت بمشكل الإعراب في الشام ببيت المقدس سنة 
1,وألفت باقي تواليفي بقرطبة سئة 395" "غاية النهاية 310/2ترجمة 3645. 
فالأمر إذن لا يعدو أن يكون مقصودا »وعلي الأخص حين نضم إليه إعراض ابن حزم عن ذكر كتب الطلمنكي وأبي 
عمرو الداني نفلا يبقي أدني إلى القبول من كونه لا يرضى عن مذاهبهما ومواقفهماء وهو بالتالي لا یری ما کتبا من 


كتب جديرا بالتنويه والاعتبار .. 


623 


او ريه ملكا لي ل د ورصيد اي ف 
استكشاف ما حولها 0 خلفها من 0 ومواقف تساعد E‏ فهم تلك المظاهر ا 
وفيما يلي عرض لأسماء كتب مكي في علوم القراءة مرتبة على موضوعاتها على 
وجه التقريب» مع تقديم ما يتأتى من التعريف بالمطبوع منها والمخطوط. 
مؤلفاته في القراءات : 


أسفي قراءة نافع من روايتى ورش وقالون 8 


1-كتاب التبيان في اختلاف قالون وورش : 


N. tu 2 .‏ " (1 : : " 1 
ذكره له القفطي وقال : "جزء" ' أوسمي في بعض الفهارس باسم "رسالة في قراءة 
(2m.‏ 
قالون . 


وقد وقفت عليه مخطوطا في ب بعض الخزائن الخاصة(3 » وهو مختصر في ست صفحات 
من القطع المتوسط. وأوله :"المد لله الذي فضلنا بالإسلام, ومن علينا بالقرءان.» وخصنا 
خير الأنا» محمد نبينا عليه الصلاة والسلام. هذا كتاب أذكر فيه -إن شاء الله- الحروف 
التي خالف فيها قالون ورشا فيما روى عن نافع, مجردة من غيرها مما قد اتفقا عليه. 
وبينته في أصول مجموعة وقياسات غير منخرمة» وهذبت أبوابه» وبسرت صعبه» من ألفاظ 
النحويين والعلماء من القراء. وضربت عن ذكر العلل صفحاء وأثبت ف آخره أصول 
. الألفات فرأبت بعض الطالبين للقراءة ربا عجز فهمه عن كثير منه وقصر علمه عن إدراك 
> فعملت هذا الكتاب لمن كان بهذه المنزلة ممن أتفن قراءة ورش وحفظها) فعسى 

e 0‏ إلى ما هو أعلى درجة منه وسببا إلى فهم ما يصعب عليه من غيره .. 0 


وأول مباحثه فيه "باب الاستفتاح" ذكر فيه اختلااف ورش وقالون ف البدء 
بالبسملة والفصل بين السور بها ثم ذكر التعوذك, وأتبعه ب"باب القطع" فتعرض فيه 





' - إنباه الرواة 316/3. 

* - ذكر بذلك في دليل مخطوطات الزانة الناصرية بتمكروت ص 128). 

1 - ومنه نسخة مصورة عند الدكتور الحسن وكاك بمراكشء أطلعني عليها جزاه الله خيراء ووقفت على نسخة أخرى في خزانة 
الصديق السيد أحمد اعوينات بالرباط. 

" - في نسخة الدكتور وكاك بعد قوله "مجردة من غيرها مما اتفقا عليه" "عبارة" "واختلاف الرواية عنه". 

” - ني هذا إشارة [ إلى أن رواية ورش هي التي كانت معتمدة في تحفيظ القرءان. 

- يلاحظ أنه أخل بالترتهب المعهود. ققدم مبحت البسملة على التعوة. 


624 


للهمز ومذهب ورش في نقله» ثم ذكر ما يهمزه قالون وما لا يهمزى ثم مذهبه في التقاء 
الهمزتين من كلمة أو من كلمتين, ثم عقد بابا للمد. ثم آخر للراءات» ثم ذكر الميمات 
التي للجمع» ثم ذكر الإظهار والإدغام ثم الفتح والإمالة, ثم الياءات الزوائد لقالونء ثم 
الياءات الساكنة له وبها ختم الأصول» وانتقل إلى فرش الحروف المفردة لقالون. فبدأ بذكر 
"وهو" و"هي" "والبيوت" و"النبي"و"النبوة" وإسكان راء "قربة" في التوبة .. وهكذا 
حتى انتهى من الفرش. وختم بذكر الروايات الثلاث المشهورة عن قالون» وهي روايات 
الحلواني وأبي نشيط وإسماعيل القاضي ثم قال : "وإنما ذكرت لك ذلك لتقف عليه فتكمل 
لك معرفة جميع الروايات التي قرأت بها لقالون. فتبين ذلك وافهمه تكمل لك الفائدة إن 
قا الله والله المتسحاق عليه E CO‏ 


2-كتاب التنبيه على أصول قراءة نافع وذكر الاختلاف عنه : 





ذكره مكي نفسه في كتاب "التبيان" فقال في باب الإظهار والإدغام عند ذكر 
إدغام "يلهث ذلك" لقالون : "كما بينته في كتاب "التنبيه" شافيا". وذكره في "الرعاية" 
أيضا عند حديثه عن تفخيم اللام لورش عند حروف الإطباق. وذكره له ابن خلكان 
والقفطي وقالا : "جزءان"» وسماه ابن خير "التنبيه على أصول قراءة نافع بن عبد 
الرحمن". وذكر سنده به مع كتب أخرى لمكي مناولة من شيخه أبي الأصبغ عيسى بن محمد 
بن أبي البحر الزهريء وإذنا ومشافهة من شيخه أبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكي 


-حفيد المؤلف -قالا : حدثنا بها الشيخ أبو مروان عبد الملك بن سراج عن مؤلفها أبي 


ورواه الإمام المنتوري بسنده إلى حه بن حو بن اطذاء عن الو وإلن أب 
بكر حازم بن محمد بن حازم عن المؤلف أيضا“ وسماه "التنبيه في قراءة نافع" ونقل عنه 
في مواضع من شرحه على الدرر اللوامع» وتبعه أبو زيد بن القاضي في ذلك“. وذكر ابن 
عبد الملك في ترجمة فاطمة بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن غالب الشراط أم 
الفتح القرطبية أنها "تلت على أبيها القرءان بحرف نافع» ثم استظهرت عليه" تنبيه مكي" 


أ - التبيان (خطوط). 

2 - الرعاية 164. 

7 - الوفيات 276-275/5. وإنباه الرواة 316/3. 
“ - فهرسة ابن خير 42-41. 

1 - فهرسة ال منتوري (مخطوط). 

“ - تقل ابن القاضي والمنتوري عنه نصا مهما في باب المد عند قول ابن بري :"وبعدها ثبتت أو تغيرت فاقصر ..". 


625 


لوقي م 1091613 وتقل عة اين أب الشناة عند دك اشام "تاها" "الدز 
النثير" . 1 


هو من كتبه المبكرة» فقد ذكره في "التبصرة " فقال في باب الراءات : "وفي هذا 


الباب من النوادر والبحث عن رد الفروع إلى الأصول ما لا يخصى. وستراه مستقصى معللا 
في غير هذا الكتاب إن شاء الله" ©. 


وقال مرة أخرى في باب اللامات : "وقد ذكرنا الإمالة بأبسط من هذا في 
"كتاب الراءات" وعللها "فأغنى عن إعادته هنا". وأشار إليه في "الكشف" بقوله : 
"وقد كنا ألفنا كتابا مفردا في الراءات وعللها فلذلك اقتصرنا في هذا الكتاب على ما 
ذكرنا ففيه كفاية من ذلك عن غير©. وأشار مكى إليه أيضا في "الرعاية"©. 


4-الرسالة إلى أصحاب الأنطاكي في تصحيح المد لورش : 


تقدم ذكرها في مناقضاته للأنطاكي وأصحابه. اتفقت المصادر على ذكرها بهذا 
العنوان. وأنها جزءان. وفي الوفيات أنها ثلاثة أجزاء“. وبظهر أنها غير رسالته 


الأخرى : 
5-وجوه كشف اللبس التى لبس بها أصحاب الأنطا 


في المد لورش : وقد 





أ - الذيل والتكملة السفر الثامن 410 ترجمة 260. 
- التبصرة 137. 

7 - كذا » ولعلها "اللامات". 

* - التبصرة 145. 

* - الكشف 216/1. 

° - الرعاية 171. 

7 - إنباه الرواة 319/3- ومعجم الأدباء 170/19 
* - وفيات الأعيان 275/5. 


626 


6-رسالة كين ار 0 ف آمن وآتی وآدم وشبهه" .2 وهي مطبوعة تقدم عرضهاء 
وربا كان أو الذي قبله هو المشار إليه ف قول ابن البادش : "وقد وضع أبو محمد مکی 
ابا يويد افيه فول الص 20 ا 


وكذلك في قول ابن الجزري : "وقفت له على مؤلف انتصر فيه للمد في ذلك 
ورد على من رده أحسن في ذلك ويالغ فيه" ©. 


7-كتاب الاتتصاف من الأنطاكى فيما أورده على أبي بكر الاذفوى وزعم أنه غلط 
فيه في كتاب الإبانة . 


ذكره في إنباه الرواة بلفظ "الانتصاف فيما رده على ۴ بكر الاذفوي ".وقال 

تلاثة أجزاء™ ومثله في الوفيات و معجم لأدباء .وذكره في كشف الظنون بلفظ 

"الاتتصاف ممن رد على أبي بكر الاذفوي في كتاب الإيانة " وهذا أقرب لأنه م يرد على 

٠‏ 3 رد على الأنطاكي ما رده على شيخه فيما ذكره في كناب "الإبانة" وزعم أنه 
فيه 3 


8-الزاهي في اللمع الدال على قراءة نافع : 


كذا ذكره بعض حققي كتب مكي وقال تفرد بذ كره هكذا ابن قاضي شهبة وأشار 
إلى كتاب الطبقات له 504 . ولم اقف على ما يزكي هذه الإشارة » وأحسب أنه الكتاب 


- توجد منها مخطوطة بمكتبة المدينة المنورة باسم "رسالة في تحكيم المد لمكي بن أبي طالب" ن وهي مسجلة بها تحت رقم 

6 كتبت سنة 826 بخط الشيخ حسنء على يد أبي الوفاء علي بن إبراهيم بن عمران بن الصابوني» وتقع في 13 
ورقة 185/14 (أعلام الدراسات القرءانية للدكتور مصطفى الصاوي الجويني 147). 

2 - الإقباع 475/1. 

- النشر 339/1. 

“ - كتاب الإبانة في قراءة ورش للاذفوي كتاب مشهور ذكره المنتوري في فهرسته و أسنده من طر يق شيخه أبي عبد الله 
القيجاطي (فهرسة المنتورى 20-19) (مخطوط ) . وقد تصحف عند كثير من حققي كتب مكي إلى لفظ "الإمالة ".ينظر 
مثلا "مقدمة تحقيق الكشف 24/1- 

'-إنباه الرواة 316/3. 


° -وفيات الاعبا ن 275/5, ومعجم الادبا ء 170/19. 
-كشف الظنون 174/1 لكن تصحف لفظ "ممن "ب "فيمن ". 
“-بنظر القراءات بإفريقية لهند شلبي 316/3. 

” -مقدمة تحقيق "الكشف لمكي 27/1.. 


627 


نفسه المذكور له في الإعراب باسم :كتاب الزاهي في اللمع الدالة على أصول مستعمل 
000 5 7 
الإعراب : 


9-الاختلاف بين قالون وأبى عمرو بن العلاء © 
0-الاختلاف بين قالون وابن كثير ©. 


1-الاختلاف بين قالون وابن عامر 0 ويوجن عخطوطا بالكرانة اللسنية بالرباط 
تحت عنوان' رسالة في القراءات" لأبى محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) ©, 
وأوله قوله "هذا كتاب اذكره فيه -إن شاء الله - 0 التى خالف فيها عبد الله عامر 
اليحصي نافعا في رواية قالون". وآخره قوله : "وقد ذكرنا أنه حذف الزوائد كلهاء وبالله 
تعإلى التوفيق وهو المستعان©. 

2-الاختلاف بين قالون وعاصم © 


3-الاختلاف بين قالون وحمزة ©. 
© 


4-لاختلاف بين قالون والكسائر 
2- في القراءات السبع وغيرها وما يتعلق بها من معان وتوجيه واحتجاج. 
5-کتاب التبصرة ف القراءات ١‏ 


هق اشير کتبه» وعليه في الغالب تقوم شهرته في علم القراءات شرقا وغرباء > طبع 
طبعة ثانية» ونظرا لأهميته ف مؤلفات مكي باعتباره أحد الأمهات الست التى تمثل المدارس 
الأصولية المتفرعة عن "المدرسة القيروانية " الأ" “» فسنخصه في نهاية قائمة مكي من كتب 
القراءات بعرض موجز وتعريف زائد. 












- رقمها بالخزانة الحسنية انظر فهرسة الخزانة 113-112/6.. 
- يمكن الرجوع إلى فهرسة الحزانة الحسنية 113-112/6. 
” - إنباه الرواة 315/3. 
- نفسه. 
- نفسه. 
'' - الكتب القيراونية الأخرى هي الهادي لابن سفيان و الهداية للمهدوي والكامل للهذلي و تلخيص العبارات لابن بليمة و 
التجريد لابن الفحام اشقا 1 


628 


6-كتاب الكشف عن وجوه القراءات وعللها وحججها. 
E BEE E AS Er EES‏ 


بهذا العنوان طبع محققا في مجلدیر »وسماه ابن خير "كتاب الكشف عن وجوه 
القراءات السبع وحججها وعللها ومقاييس النحو فيها ا 


وذكره عياض باسم الكشف عن وجوه القراءات"© وورد اسمه في إنباء الرواة 
"كتاب الكشوف" وقال عشرون جزءا”©: وسماه ياقوت "كتاب البيان عن وجوه القراءات 
السبع") وقال الأنباري : "كتاب البيان عن وجوه القراءات في كتاب التبصرة" ألفه في 
وار غهزة نه :424 ووو كنات کر الا 


وقد عنى به علماء القراءة في المغرب والأندلس» وكان من المصادر المعتمدة في 
توجيه القراءات» قال المنتوري في فهرسته : "قرأته تفقها على شيخنا أبي عبد الله محمد بن 
محمد القيجاطى ... وذكر السند به إلى الأستاذ أبي مروان عبد الملك بن سراج عن 
الول ` 1 


وعد مكى بتأليفه في صدر كيان الو وال فاخن التبصرة : "والآن فأنا 
إن شاء الله- آخذ في كتاب الكشف عن وجوه ما ذكرته في هذا الكتاب من القراءات 
والأصيول: وا علي النادر المستطرف من العربيةء وأذكر الاختيار من القراءات للصدر 
الأول إن وجدت له قارئاء وأبدأ بما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من لفظ هذه 
الحروف المختلف فيها مع ما تقدم من معنى السبعةء وكشف الاختلاف وتخريج وجهه في كثير 
من فنون العلوم ونواكة قد EE‏ 

وقد وفى المؤلف با التزم به فنبه في أول الكشف على ذلك فقال : "كنت قد 
ألفت بالمشرق كتابا مختصرا في القراءات السبع في سنة 391 وسميته ' كتاب التبصرة ... 
ووعدت في صدره أني سأؤلف كتابا في علل القراءات التي ذكرتها في ذلك الكتاب ... ثم 
تطاولت الأيام» وترادفت الأشغال عن تأليفه وتبيينه ونظمه» إلى يج 424 ان 





1 - حققه الدكتور محيي الدين رمضان وطبع طبعته =الثانية بمؤسسة الرسالة ببيروت 1981-1401. 
© - فهرسة ابن خير 43. 

3 - ترتيب المدارك 14-13/8. 

“ - إنباه الرواة 315/3. 

* - معجم الأدباء 170/19. 

؟ - نرهة الأباء 317. 

: - فهرسة المنتوري ورقة 8 (خطوط). 

* - التبصرة 26-25. 

' - التبصرة 395-394. 


609 


العمر قد تناهى, والزوال من الدنيا قد تدانى, فقويت النية في تأليفه وإقامه خوف فجأة 
الموت» وحدوث الفوت» وطمعا أن ينتفع به أهل الفهم من أهل القرءانء وأهل العلم من 
طلبة القراءات» فبادرت إلى تأليفه ونظمه ليكون باقيا على مرور الزمان» وانقراض الأيام, 


حرصا منى على بقاء اجره وجزيل ثوابه» أسأل الله أن بنفع به مؤلفه والمقتبس العلم 
Dy‏ 


وقد استجاب الله فيه دعاءه فكان أهم كتاب للمغاربة في توجيه القراءات وبيان 
وجه العربية فيهاء وقد فضله بعض الباحثين على كتاب "المحجة" لأبي علي الفارسي” #وعلى 
كتاب "حجة القراءات" لأبي زرعة*. وذلك بالنظر إلى وفرة مادته ووفائه بالغرض دون 
كثرة الاستطرادات. 


وبتعجلى ذلك ف إحالته على "التبصرة" عند ذكر أسماء القراء ورواتهم 
وأسانيدهم وأخبارهم وأسمائهم وطبقاتهم وإسناده إليهم, » فإن كل ذلك أحال فيه 0 
هذا الكتاب لأنه بنى بناءه عليه ونبه على ذلك في أوله بقوله : . "ولا غناء لمن كتب كتابنا 
هذا واعتمد عليه عن الكتاب الأول الذي هذا شرحه. أو الكتاب "الموجز" وعلى ما فيهما 
بني الكلام ف هذا الكتاب. فهذا الكتاب كتاب ف ودراية» والكتاب الأول كتاب 
تفل ورواية"60. 

وقد كان في كتاب التبصرة يتوقف عن الاستطراد ليحيل على تأليفه ا كقوله 


في سورة عار بعل توجيه قراءة من قرأ "سال سائل" بدون همز في نان" ' كما هي 
قراءة نافع : " وکل هذا على معان سأبينها -إن شاء الله- ف الک ف "6 





وقد بين ذلك -في الكشف- بيانا شافيا وذكر من الشواهد الشعرية والنظائر لقراءة 
نافع وابن عامر في ذلك وما يقتضيه اختلاف القراءتين من توافق أو اختلاف في المعنر . 


وقد ختم الكتاب بقوله : "قال أبو محمد : قد أتينا على ما شرطناء واختصرنا 
الكلام في العلل غاية ما قدرناء من غير أن نكون قد أخللنا بعلةء أو تركنا حجة مشهورت 
واوجزنا العلل خوف التطويل» واختصرنا ذكر قراءة التابعين ومن وافقهم لمن ذكرنا من 


أ - الكشف 4/1 

5 - ينظر في ذلك بحث "القراءات القرءانية بين الاتباع والقياس" للدكتور كاصد الزيدي ص 13 مجلة الجامعة -جامعة 
الموصل- عدد 6 السنة 7 شهر آذار (مارس)1979 م. 

- سيأتي في المصادر المعتمدة في البحث. 

“> اببس بایان إلى جنات دشار 

١ .6/1 الكشف‎ -5 

*- التبصرة 708 (طبعة الدار السلفية بالهند). 

- الكشف 335-334/2. 


630 


والصلاة على النبى صلی الله عليه وسلم-. 

وقد خدم الكتاب محققه خدمة جليلة يسرت الاستفادة منه أكثرء وذلك بما زوده 
به من فهارس لمحتويات. ومن أهمها فهرسته لاختيارات مكي في القراءات مما تضمنه 
الكتاب, كما أنه اعتمد في التحقيق على أربع نسخ وصفها في المقدمة, وأهمها النسخة التي 
اعتبرها "الأم". وقد فرغ منها ناسخها في حياة المؤلف, وبمكة المشرفة في الثامن لشهر ربيع 
الأول عا 015 

9 
7-كتاب الموجز فى القراءات | 

يظهر مما ذكره المؤلف في "التبصرة" أنه ألفه قبل فقد قال محددا لتاريخ 
تأليفه : "وقد كنت في 5ه عملت كتابا مختصرا لنفسى سميته ب "الموجز". ومنعت 
من نسخه لنقص في تراجمه واختصار معانیه»ثم خرج عن يديء فان وقع بيد أحد فليعلم أن 
هذا الكتاب الذي عنينا جمعه سنة 392 ه قد تضمن ما في ذلك الكتاب وزاد عليه أصولا 
وبيانا ونكتا ويسطاء فعلى هذا العمدة وعليه يقع الشرح"©. 





وإذا صح هذا في شأن تاربخ كتابة "الموجزء أشكل معه ما حكاه ابن الجزري عن 
المؤلف في قوله : 

"ألفت كتاب". الموجز في القراءات" بقرطبة سنة 394" فإن هذا التاريخ 
متأخر عن الأول بنحو تسع سنوات» كما أنه لم بحل بقرطبة إلا في رتاس 393 ف 
حين أنه كان خلال التاربخ المذكور أولا مقيما بالقيروان بعد رجوعه من مصرء حيث أقام 
يقرئ بالقيروان -كما 'تقدم- من سنة 83 إلى سنة 287 ثم خرج ک5 . 


إلا أن يكون مكي قد عاد إليه بالتنقيح والمراجعة حين نزل بقرطبة في جملة ما 
| : حين نزل بقرطبه في 
حرره من مؤلفات. 


سا مم = 


أ الكشف 394/2. 

2 - التبصرة 395-394. 

3- غاية النهاية 310/2 ترجمة 3645. 
*- الصلة 632-631/2. 


9 
- ئفسة. 


631 


وهما يكن فإن ' كتاب الموجز" كان مما يروى من تراث مكي» ول يكتف العلماء 
ب" كتاب التبصرة" عنه ققد ذكره له عامة المترجمين" كما أن في رواية الإمام المنتوري له 
بالسند المتصل إلى مؤلفه إلى جانب روايته للتبصرة من طريق شيخه أب عبد الله 
القيجاطي بغرناطة ما يدل على أن الكتابين معا ظلا معتمدين في القراءة ودراسة مسائل 
الخلاف إلى المائة التاسعة©. 


وقد رابك بعض حققي تراث مكي أثبت له كتابين : أحدهما باسم "الموجز" 
ألفه سنة 394, وآخر باسم "الوجيز "ألفه سنة 385 كما ذكر في التبصرة"©. 

وم أقف على مستند له في هذاء لا سيما مع إحالته على "كتاب التبصرة". فإن 
الظاهر أنه التبس عليه الأمر في شأن "الموجز" المذكور في ختام "التبصرة" فظنه كتابا آخر 
تحرف لفظه عليه من "الموجز" إلى الوجيز". ويبقى مع ذلك الإشكال في تعيين التاريخ 
للكتابين» إلا أن يكون أراد رفع التدافع بين ما تقدم من التاريخين اللذين ناقشناهماء أي 
التدافع بين ما ذكره مكي وما نقله عنه ابن الجرري من لفظه. 


8الإبانة عن معاني القراءات. 

نشر محققا بهذا العنوان”» وبه ذكره ابن خير في جملة مروياته من كتب مكي©, 
وذكره المنتوري باسم "الإبانة عن تفسير معانى القراءة "وقال : "قرأت جميعه تفقها على 
شيخنا أبى عبد الله محمد بن محمد القيجاطي.. وذكر سنده المتصل به إلى أبى مروان عبد 
الملك بن سراج عن المؤلف. 

وبدل قول مكي فيه : "جعلته متصلا بكتاب "الكشف عن وجوه القراءات" "فبه 
تتم فائدة الكشف"9© على أنه تكملة لهذا الكتاب» ومن شأن التكملة أن تتأخر في التأليف 
عادة, إلا أن ما ذكره عنه في "الكشف" يفيد خلاف هذاء فقد صرح فيه بقوله : "وقد 
كنت الفت كتابا مفردا في معانى القراءات السبع المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- 
والجواب عما يمكن من السؤال فيهاء وبينته بينا شافيا معللاء فأغناني ذلك أن أعيده في هذا 





بن ترتيب المدارك 14-13-ومعجم الأدباء 171-170/19-وإنباه الرواة 15/3 3-ووفيات الأعيان 275/5 وغاية النهاية 
7/2- وبغية الوعاة 298/2- وطبقات المفسرين للداودي 332/1 ترجمة 643. 

* - السند بذلك في فهرسة المنتوري ورقة 8-7 (مخطوط). 

3 - الدكتور حاتم صالح الضامن في مقدمة تحقيقه لكتاب "مشكل إعراب القرآن" لمكي 25/1. 

1 - في أكثر المصادر "معاني القراءة" بالإفراد. 

3 نشرته دار نهضة مصر للطبع والنشرء بتحقيق الد كتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي في جزء صغير لخو 100 صفحة. 

8 - فهرسة ابن خير 41. 

” - فهرسة المنتوري 25 (مخطوط). 

- الإبانة 30. وقد نقل ابن الجزري عنه في كتابه" منجد المقرئين 56 إلا أنه تصحف فيه اسم الكتاب إلى "الأمانة" بالميم. 


632 


الكتاب اختصارا وإيجازاء لكن جب لمن كتب هذا الكتاب أن جعله جزءا في آخره فبه تتم 
١ (Dı.‏ 
الفائدة . 


وموضوعه تفسير حديث الباب "أنزل القرءان على سبعة أحرف" وتوجيه معاني 
اختلاف القراءات وبیان جملة الأسباب التي أدت إلى ذلك وقد عبر بنفسه عن هذا ف 
مقدمته بقوله : "هذا كتاب أبين فيه إن شاء الله- معاني القراءات وكيفيتها وما يجب أن 
يعتقد فيها مع ما يتصل بذلك من فوائدها وغرائب ئب معانيهاء وما علمت أن أحدا تقدمنى 


إلى مثل كتابى هذا فيما جمعت وبينت فيه" . 


9-التذكرة فى القراءات | 


ذكره له ابن خير بهذا العنوان©: وذكره غيره بلفظ "التذكرة لاختلاف القراء 
u. 1 ١|‏ سسجزء 0 





ولعل المؤلف ضمنه من القراءات والروايات ما م يقرأ به من طريق أب الطيب 
ابن غلبون كما وعد بذلك في "التبصرة' ' في قوله : "وسأفرد كتابا للروايات التي قرأت بها 
غغ 

ونقل عنه الإمام أبو عبد الله بن رشيد في "ملء العيبة ما جاء"عن مالك في شأن 
البسملة فيما نقله عنه ابن نافع ©) : "كان لا يتركها في فريضة ولا نافلة "قال : "حكى ذلك 
أبو محمد مكي في "كتاب التذكرة""له"7, 


ونقل عنه أبو محمد 3 أبي السداد في "الدر النثير" بباب البسملة فقال : "وقال 
مكي في كتاب التذكرة : تقف على التكبير ولا على البسملة"0. ونقل ابن القاضي 


س 


- الكشف 5/1. 

2 - الإبانة 30. 

- فهرسة ابن خير 41. 

- إنباه الرواة 318/3. 

- التبصرة 25. وغوه في التبصرة 394. 

- هو عبد الله بن نافع الزبيري المدني -تقدم في الرواة عن نافع في الباب الثاني. 
- ملء العيبة 247/3. 

- الدر النثير (شرح التيسير) مخطوط. 


4 
5 
6 
7 
8 


63 


0-كتاب اتفاق القراء : 
ذكره في إنباه الرواة وقال : "جزء"23. 
1-مفردات القراء أو "المفردات فيما انفرد به كل راو من الرواة عن السبعة. 


لم أقف على ذكره في المصادر» وإنما وقفت على النقل عنه عند المنتوري وابن 
في ميم الجمع. وفي باب الإمالة عند ذكر الإمالة المحضة لقالون في لفظ"هار" بالتوبةء وذكره 
ابن القاضي عند ذكر الخلاف في ميم الجمع في "بيان الخلاف والتشهير وما جاء في الحرز من 
الزيادة على التيسير "©, : 

2-اختلاف القراء في ياءات الإضافة وفي الزوائد©. 

3 الاختلااف بين أ عمرو وحمزة سس "040 

4-شرح الفرق لمزة وهشام. جزء- 
هكذا ورد اسمه في المصادر, وقد أشار إليه مكى في "الرعاية" عند ذكر الوقف 
على الهمزة المتطرفة©, وقال في "الكشف" : "قد كنا ألفنا كتابا مفردا في تحقيق الهمزة 
المتطرفة لمزة وهشام» وعللناه وبسطناه بأمثلة ظاهرة". 


5 شرح رواية الأعشى عن ای بكر عن عاصم. 


ذكره لنفسه في التبصرة فقال :"ولرواية الأعشى عن أبي بكر كتاب مفردء وإنا لم 
ندخله هنا لأن الشيخ“ -رحمه الله- كان لا يقرئ بهاء وإنما أخذتها عن غيره. فلذلك 
أخليت هذا الكتاب من رواية الأعشى وغيره مما لم 0 الشيخ فاعلم ذلك" 2, 


'- إنباه الرواة 317/3. 

ب سيأتي في مؤلفاته. 

3 - إنباه الرواة 317/3. 

“4- المصدر نفسه 317/3. 

* - إنباه الرواة 316/3. 

- الرعاية 126. 

7 - الكشف 111/1. 

2 هو أبو يوسف يعقوب بن محمد بن خليفة الكوفي الأعشىء قرأ على أبي بكر بن عياش عن عاصم توفي في حدود 
المائتين. معرفة القراء الكبار 131/1 طبقة 5- وغاية النهاية 390/2 ترجمة 3897. وقد تصحف في كتاب "القراءات 
بإفريقية" 347 إلى "الأعمش". 

9 - يعنى ابن غلبون. 


634 


وقد جاء ذكره في بعض المصادر بعنوان" شرح رواية الأعشى عن أبي بكر عن 
عا )3 3 
0 


6-كتاب إصلاح ما أغفله ابن مسرة في قراءات شاذة حجزء. 
ذكره له في إنباه الرواة وغير”» وهو من كتبه التي تعقب فيها غيره كما 





قدمنا. 

7-كتاب الإمالة حثلاثة أجزاء-©, 

8-كتاب اختلاف القراء فى الإمالة والفتح في تراءا الجمعان". 

أشار إليه في "الكشف" فقال : وقد أفردنا هذا الحرف بعلله واختلافه في كتاب 
مفرد"60), 

وذكره ف إنباه الرواة وقال : "شرح قوله تعإلى: فلما تراءعا 
الجمعان"عجزء-2. 


9-امنتخب ف اختصار الجة لأر الفارسى. 





هكذا سماه ابن خير وأسنده مع مجموعة من كتب مكي من طرق ذكرهال. وسماه 
عياض "۳ ختصار الحجة للا وقال القفطى : : > 
الفارسي "1 ونحوه في معجم الأديا ء2 وف كشف الظنون ا ال وهو وهم. 





' - في المطبوعة "مما لم يرده" وهو تحريف ظاهر. 

- التبصرة 169. 

- إنباه الرواة 316/3, وقد ظن حقق الكتاب أن المراد بالأعشى هو عبد الحميد بن أبي أوبسء وترجم له بالهامش غيلا 
على معرفة القراء للذهبي 36/1 وهذا خطأ فاحشء فالأعشى المدني لا صلة له برواية عاصمء وقد ترجمنا له في الرواة 
عن نافع في الباب الثاني من هذا البحث. 

“ - إنباه الرواة 318/3. 

” - معجم البلدان 172-170-19. 

؟ - الكشف 192/1. 

- إنباه الرواة 318/3. 

* - فهرسة ابن خير 42-41. 

” - ترتيب المدارك 14-13/8. 

*! - إنباه الرواة 315/3. 

'' - معجم الأدباء 170/19. 

2 - كشف الظنون 1448/3. 


635 


وموضوعه كما يفهم من عنوانه اختصار كتاب "المجة 2 علل القراءات" اق 
علي الفارسى الذي وضعه كما قال الفارسي في مقدمته : "فإن هذا كتاب تذكر فيه وجوه 
قراءات القراغ الذين ثبتت قراءاتهم ف كتاب عن بكر أحمد بن موسى بن العباس بن 
مجاهد, المترجم ب"معرفة قراءات أهل الأمصار: الحجاز والعراق والشاء"» بعد أن نقدم 
ذكر كل حرف من ذلك على حسب ما رواه وأخذناه عنه"©, 


وقد قدمنا في ترجمة أبى الطاهر بن خلف -صاحب العنوان في القراءات- ذكر 
أهمية کات الفارسی المذ كوو واهتمام المغاربة به» إلا أنهم استطالوا مباحثه وكثرة 
استطراده فعملوا على اختصاره» فكان أن قام بذلك منهم أبو الطاهر المذكور وأبو محمد 
مكي ثم أبو عبد الله بن شريح صاحب "الكافي في القراءات". 


0-كتاب الإدغام واختلاف القراء فيه. 
ذكره مكي لنفسه في "كتاب الرعاية" مرتيد#), ولعله نفس الكتاب المسمى في 
المصادر "فرش المروف المدغمة" سجرء-©. 


1-كتاب الإدغام الكبير في المخارج. 

اسنده المنتوري بعنوان "كتاب الإدغام الكبير"وقال : "قرأت بعضه على الأستاذ 
أبي سعيد فرج بن قاسم بن لب وأجاز لي جميعه .. ثم ذكر السند به إلى حازم بن محمد 
بن حازم عن مؤلفه©. 


وتقل عنه ابن القاضي في كتابه "القول الشهير في الإدغام الكبير"©. 
وذكرته له عامة المصادر, وذكر له كتاب في الموضوع بعنوان : 


2-اختصار الإدغام الكبير على ألف ياء تاء ثاء سجرء-©. 
3-كتب له ف التجويد والرسم والوقف والابتداء والأجزاء وغُو ذلك. 


' - يقصد كتاب ابن مجاهد المشهور "بالسبعة في القراءات" وهو مطبوع بتحقيق الد كتور شوقي ضيف. 

* - مقدمة الحجة لأبي على الفارسى4/1. 

٠ 205-199 الرعاية‎ - ' 

1 - إنباه الرواة 318/3 ومعجم الأدباء 170/19. وكشف الظنون 660/2. 

' - فهرسة المنتوري ل20 (مخطوط). 

205 سيأتي في مؤلفات ابن القاضي. وقد تقل عنه مسألة في ترك الهمز مع الإدغام لأبي عمرو وبها ختم الكتاب (ورقة‎ - ١ 
خطوط خاص).‎ 

1 - إنباه الرواة 316/3 ومعجم الأدباء 172-170/19. 

- إنباه الرواة 317/3. 





636 


4-الرعاية لتجوبد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة ب مراتب المروف ومخارجها 
وصفاتها وألقابها وتفسير معانيها وتعليلها وبيان الحركات التي تلزمها. 


نن بهذا العتوان عقف( أسلده ابن خير في فهرسته من طرق ثلاث وأستده 
المنتوري من أهل المائة التاسعة e‏ ف تجويد القراءة' 0 5 بعضه على 


ويعتبر هذا الكتاب من أنفس كتب مكي وأنضجها مباحث, لأنه ظل يتقصى 
مباحثه ويعد العدة لجمعها بضم الشكل إلى شكله على عادته في رسم المشروع وتركه 
مفتوحا لاستجماع مادنه وتدوين ما يعن من ملا حظاته» وإلى هذا يشير بقوله في مقدمته: 
"'ولقد تصور في نفسي تأليف هذا الكتاب وترتيبه من سنة 390. وأخذت نفسي بتعليق ما 
يخطر ببالي منه في ذلك الوقت» ثم تركته إذ لم أجد معينا فيه من مؤلف سبقني لمثله قبليء 
ثم قوى الله النية وجدد البصيرة في إقامه بعد نحو من ثلاثين سنة» سهل -جل ذكره- أمره 
وبر جه واغان على ت 





ومعنى هذا أن خطة تأليفه وضعت أثناء مقامه بالمشرق أو بالقيروان قبل اتراو 
بالأندلسء أما إتجازه فقد تم بقرطبة في نحو عام 0ه بعد أن شارف مؤلفه السبعينء 
ولا كان قد أشار إليه في كتاب "الضف" الذي ألفه سنة 424 -كما قدمنا- فمعناه 
أنه قد انتهى من جمعه قبل هذا التاريخ. 

ويشتمل الكتاب -كما يدل عليه عنوانه- على أهم المباحث التي يحتاج إليها 
القارئ ف حقيق لفظ التلاوة والعلم بمخارج الحروف وصفاتها. وقد استقل فيه بمذاهب 
وآراء متأثرة بمنهجه الآنف الذكرء وباختیارات مدرسته في الأداءء ومن أهم ذلك : 


-عده مخارج الحروف ستة عشر مخرجا وهو مذهب طائفة من النحوبين» على 


خلاف ما نسب إليه الحافظ ابن الجزري 





- نشر في جزء متوسط المحجم بتحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات» ونشرته مطبعة دار المعارف بدمشق 1973-1393 

وطبع مرة أخرى بمصر بتحقيق الد كتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي بدون تاربخ. 

2 - فهرسة ابن خير 40.فهرسة المنتوري 24 (مخطوطة). 

* - فهرسة المنتوري 24 (مخطوط). 

“ - الرعاية 43-42. 

ˆ - الكشف 138/1. 

؟ - الرعاية 118. 

”7 - قال في النشر 1 : "المختار عندنا وعند من تقدمنا من المحققين كالخليل بن أحمد ومكي بن أبي طالب وأبي 
القاسم الهذلي وأبي الحسن شريح وغيرهم سبعة عشر مخرجا .. ثم ذكر مذهب من قال ستة عشرء ومن قال ار عفر 


637 


-ذهابه إلى وجوب الإظهار في "ماليه هلك" قائلا : "انو على الأولى الوقف ولا 
تدغمها في الثانية» وإمما وقع ذلك في هاء السكت» خو قوله "ماليه هلك" والاختيار أن لا 
تدغم الهاء الأولى الساكنة في الثانية. وأن تنوي عليها الوقف. وقد أخذ قوم في ذلك 
بالإدغام والتشديد» وليس بمختار. لأنه يصير قد أثبت هاء السكت في الوصلء وذلك 
قب"( . 


ومعلوم أن العمل اليوم عندنا على خلاف ما اختاره ودعا إليه. 

-ذهابه إلى_تبقية صوت القاف مع الإدغام في "ألم نخلقكم" قال : "ويبقى لفظ 
الاستعلاء الذي في القاف ظاهرا كإظهار الغنة والإطباق مع الإدغام في "من يومن" 
و"أحطت", وذلك نحو قولك "ألم نخلقكم" تدغم القاف في الكاف. ويبقى شىء من لفظ 
الاستعلا ء الذي في القاف". 

"والعمل عندنا اليوم على خلاف ما قال لأننا تجريه مجرى المدغمات إدغاما 
خالصا على مذهب أبي عمرو الداني©. 


5-كتاب أصول الظاء في القرءان والكلام وذكر مواضعها في القرءان"- 
جزء-(4, 
وهو كتاب في الجذور اللغوية التي تشتمل على الظاءات المشالة في القرءان الكريم 
مع التنبيه على مواضعها وقد اهتم بهذا أيضا كل من أبي عمرو الداني وأبي العباس 
المهدوي كما سيأتي في التعريف بهما. 
6-كتاب اختصار الألفات-جزء-©. 
7-هجاء المصاحف ©. 


وربما كان هو نفسه "كتاب هجاءات القرءان"» ويوجد مخطوطا جخزانة ابن يوسف 
بمراكش في مجموع فيه "كتاب الرعاية" لمکيء ورقمه 2.194 وبقع في 5 صفحة» وأوله : 
"المد لله رب العالمين حق حمده .. هذا جزء 'تذكر فيه بعض المحروف التى كتب بعضها 


- الرعاية 132. 

- الرعاية 146. 

- ذكره في "المفصح" "وجامع البيان" و"المنبهة" وغيرها. 
- إنباه الرواة 317/3. 

- إنباه الرواة 316/3. 

- معجم الأدباء 172-170/9. 


عمل دم با = م 0 


638 


على خلاف البعضر في المصحف المنسوب إلى أمير المؤمنين عثمان .. وفي آخره قوله : " 
قت فعا رافك العو اق و اضر" نله ”ولت علي 


8-کتاب علل وهجاء المصاحف سجزء‌ان-. 
has HIS‏ الس 110 Ea Ere‏ ادس 


9-كتاب الاختلاف في الرسم من "هؤلاء" والحجة لكل فريق“. 


0-كتاب شرح الياءات المشددة في القرءان وكلام العرب0©. 
يوجد مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس. 


41-كتاب شرح التمام والوقف. -أربعة أجزاء-. 
8 كا ر ا ا ا ا ي 
ورا كان هو | "الوقف والابتداء"© أو "الوقف التاء" © أو "بيان 
م و3 
الوقة )10( , 


وأنبه هنا على خطل في بعض الفهارس نسبت فيه قصيدة رائية للإمام القيسي ٠‏ 
لمكي تحت عنوان "الوقف لكى"42, وذلك اعتمادا من المفهرس على اشتراك الإمامين في 
العف وكلو القصيدة تمن" العنوانة فع أن في صدر القصيدة ما يدل على أن ناظمها غير 
مکيء اعبار ام ل ذظ 





أ - كذا وهي لغة ضعيفةء والصواب "بعض". 

2 - وليس في النسخة ذكر للمؤلف ولا للناسخ ولا تاريخ النسخ» ولعل الناسخ اكتفى في نسبة الكتاب لمكي با ذكره أولا في 
ديباجة كتاب "الرعاية" للمؤلف قبله. 

.319-318/3 إنياه الرواة‎ - ١ 

“- إنباه الرواة 316/3. 

د - معجم الأدباء 171/19- وكشف الظنون 2048/3. 

5 - رقمه بها 8769 (القراءات بإفريقية لهند شلبي 347). 

7 - إنباه الرواة 5 3- ووفيات الأعيان 276-275/5 ومعجم الأدباء 172-171/19. 

- مقدمة تحفيق الكشف 1 نقلا عن طبقات ابن قاضي شهبة 504 ولم أقف عليه. 

۶ - كشف الظنون 2024/2. 

9 - ضمن المجموع الأنف الذكر برقم 194 بخزانة ابن يوسف بمراكش. 

'! - هو أبو عبد الله عمد بن سليمان القيسي الضرير شيخ الجماعة بفاسء وسياتي التعريف به في ا مدارس المغربية في طور 
النضج. 

12 - الإشارة هنا إلى فهرس المخطوطات بالخزانة العامة بالرباط وقد عرف به هكذا "الوقف لمكي بن أبي طالب : قصيدة 
رائية تقع في 131 بين" وهي مسجلة بها تحت رقم 2 (1371 د) وتاريخها 1312.(فهرس المخطوطات بالرباط35). 
والصحيح أن القصيدة المذكورة هي رائية القيسي المسماة ب "الأجوبة المحققة"» وستأتي بنصها الكامل في ترجمة القيسي 
بعون الله. 

7 - في قوله "وليصفح لبيب يرى عذري. 


639 


2-الهداية في الوقف على كلا00. 
ا بعضهم "الهداية في الوقف"©. 


3-اختصار الوقف على كلا وبلى ونعم سجزم-. : 
و نشر عققا بعنوان "الوقف 6 كلا وبلى لكي بن بي طالب الذي ومرة 





5 شر 5 الوقف على "ل" "دون جر 11 
6ممنع الوقف على قوله : "إن أردنا إلا الحسنى"© -جزء-. 


7-شرح اختلاف العلماء في قوله تعالى : "وما يعلم تأويله إلا الله"0© 





yT 


قوله بعده "والراسخون في العلم"؟ وقد أشار إليه مكي في مشكل الإعراب بقوله : 
أفردنا لهذه المسالة كتابا لسعة الكلام فيها"09. 


(11) 


38 شرح قوله نعالى , "يدعوا لمن ضره اقرب من نفعه" سچزء“ . 


وهو مفرع أيضا على تعيين موضع الوقف. إذ من العلماء من ذهب إلى أن 


الوقف على "يدعو" تام" أما مكي فيبدو أنه كان يعترض عليه وبرى الوقف على قوله 
ل ا قبل قوله ا 


1 


م دم دی + م a‏ ال oa‏ 


معجم الأدباء 317/19 وكشف الظنون 2041/3. 

مفتاح السعادة لطاش كبري زادة 84/2. 

إنباه الرواة 317/3. 

يحلة كلية الشريعة ببغداد عدد 3 سنة 1967 من ص 67- إلى 133 بتحقيق الدكتور حسين نصار. 
نشر بمطبعة دار المامون بدمشق 1399 هم 1978 ط 1. 

إنباه الرواة 318-317/3. 

- ذكره له ابن الجزري في "التمهيد "70. 

- إنباه الرواة 317/3. 


' - إنباه الرواة 317-316/3. 


- مشكل إعراب القرءان 150-149/1. 


'! - إنباه الرواة 317-316/3. 


640 


وقد أشار إلى تأليفه هذا في "المشكل" فقال : "وقد شرحنا هذه المسالة في 
كتاب ا 

49-كتاب نسمية الأغراب: ولعل وروده باسم "'قسمة الأجزاء" من باب 
التصحيف!ة. 


50-كتاب الاختلاف فى عدد الأعشار. 


1-كتاب الرد على الأئمة فيما يقع منهم في الصلاة من الخطأ واللحن في شهر 
" )6( 


رمضان وغيره -جزء- 
ولعله غير الكتاب الذي ذكره له ابن خير بعنوان : 


52-جزء فيه تعديل التجزئة بين الأئمة في شهر رمضان في قراءة القرءان في 
الأشفاء". 

3-برنامج مروياته : ذكر فيه مروياته عن شيوخه ذكره ابن خير في سياق حديثه 
عن أسانيده لكتاب "الظاء" من تأليف أي عبد الله محمد بن جعفر النحوي ال ب 
"القزاز" في ثلاثة ارا وكاب الى" ف اليو له أيضاء قال ابن خير :1 "قال أبق 
محمد مکی في برناجه : "سمعت عليه "كتاب الظاء" من تأليفه في ثلاثة أجزاء» وسمعت 
غل أکر "كناب اروف ن ال 


ولعله هو المراد عند الزركلي في قوله ابر جاع ا 
وتراجم شيوخه وأسماء تآليفه" وقد رواه ابن خير عن حفيد مكي أبي عبد الله جعفر بن 
من بن مكو كما روا إجازة عن :انق عدا عن الولف ٠‏ 





' - هو قول ابن جعفر الدينوري : أحمد بن جعفر البغدادي -ينظر قوله في "القطع والائتناف" لأبي جعفر النحاس 486- 
8- وكتاب "المكتفى" لأبي عمرو الداني 392-391. 

2 - مشكل إعراب القرءان 488-487/2. 

7 - وفيات الأعيان 276/5 ومعجم الأدباء 172-171/19. 

“ - ينظر مثلا إنباه الرواة 318/3. 

” - إنباه الرواة 316/3. 

“ - إنباه الرواة 317/3. 

7 - فهرسة ابن خير 76. 

* - فهرسة ابن خير 363. 

” - الأعلام 214/8. 


"أ - فهرسة ابن خير 429. 


641 


وقد رأيت أن أكتفي من مؤلفات مكي بهذا القدر المتعلق بالقراءة وعلومهاء دون 
الباقى المتعلق بالتفسير وعلومه والعربية وغيرهاء ومجموعه مضموما إلى ما ذكرته 120 
كتابا. 


وأتوقف مع القارئ الكريم عند تأليفه المشهور من الأمهات الست في المدرسة 
القيروانية, وأعني به كتاب "التبصرة في القراءات"» وذلك لأهميته وقيام شهرة المؤلف في 
القراءات عليه» ولتضمنه لاختياراته وأصول مذهبه الفنى وأسانيده المهمة التى قرأ بها على 
أكابر مشيخته كما سردناها آنفا. 0 1 


كتابه "التبصرة ف القراءات" عرض وتقديم 1 

يعتبر كتاب التبصرة أحد المصادر الأمهات في المدرسة المغربية في القراءات» كما 
بعتبر أحد الأمهات الست في المدرسة القيروانيةء وسجلا لأهم مذاهبها الفنية واختياراتها 
الأدائية في القراءات السبع على العموم وفي رواية ورش على الخصوص. 

وقد طبع حتى الآن طبعات عدة#), إلا أن نسخه المطبوعة ما تزال نادرة بل 
مفقودة 2 المغرب» وقد ا لي بواسطة بعض الباحثين ف الميدان الاطلاع على | 1 لطبعتي: : 
الهندية والكويتية, وهذا عرض موجز لمادة الكتاب مع بعض التوقف عند بعض الآراء 
والمسائل التي تبلور مذاهبه واختياراته وأصول مدرسته في رواية ورش. 


يبتدئ مكي الكتاب بقوله : 
قال أبو محمد مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار القيسى المقرئ© : 


"الحمد لله أولا وآخراء وصلى الله على محمد خير خلقه وعلى آله وسلمء أما 
بعد فإن أفضل ما قسك به المتمسكون, وتدبره المتدبرونء وائتم به المهتدون. واعتبر به 
المعتبرون. كتاب الله العزيز الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه» تنزيل من 


حكيم حميد". 


ثم يقول عن دواعي التأليف : "وقد رغب إلي راغبون في جمع كتاب في أصول 
القراءة وذكر ما اختلف فيه المشهورون من القراء» فبادرت إلى ذلك لما رجوت من ثواب 


ا - طبع بالدار السلفية ببومباي بالهند بتحقيق الدكتور المقرئ محمد غوث الندوي الطبعة الأولى سنة 1399 ه ثم أعيد 
طبعه بالدار نفسها سنة 1402 ه - 1904 في مجلد واحد يستغرق التحقيق منه 171 صفحة وباقيه إلى صفحة 739 
من الكتاب والفهارس. ثم نشر ضمن منشورات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتحقيق الدكتور حيي الدين 
رمضان -الطبعة الأولى بالكويت 1985-1405 في مجلد واحد من 350 صفحة.وطبع أيضا بتونس وربما بالعراق أيضا 
ومع هذا فنسخه محدودة جدا. 

* - طبعة الكوبت. 





642 


الله العظيم في انتفاع دارسيه من أهل القرءان. ثم حدد القراءات والروايات التي سيدير 
كتابه عليها وعمدته في ذلك فقال : 


"فخرجت في هذا الكتاب أربع عشرة رواية عن السبعة المشهورين» واعتمدت في 
أكثره على ما قرأت به على شيخنا أبي الطيب عند المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي 
المقرئ في مان وسبعين وثلامائة وما بعدها -نضر الله وجهه- وربما ذكرت ما قرأت به على 
غیره» ونبهت على قول من يخالفه في بعض رواياته واختياراته» وذلك قليل» وسأفرد كتابا 
للروايات التي قرأت بها فلن عير 

ثم يقول عن عمله في الكتاب : "فجمعت في هذا الكتاب من أصول ما فرق في 
الكتب» وقربت البعيد فهمه على الطالب» واعتمدت على حذف التطويلء» والإتيان بتمام 
المعاني مع الاختصارء ليكون تبصرة للطالب» ونذكرة للعالمء حتى قوبت نيتى في كتاب قد 
علقت أكثره أعمله لنفسى تذكرة إن شاء الله- أذكر فيه "كشف وجوه القراءات"» 
واختيار العلماء في ذلك "ومن قرا بكل حرف من الصدر الأولء وأقاويل النحويين وأهل 
اللغةء لا أخرج فيه عن شرح ما ذكرته في الكتاب من الاختلاف أسميه "كتاب الكشف 
عن وجوه القراءات" . ثم نحدث عن منهجه فيه فقال : "أخليت هذا الكتاب من كثرة 
العلل وجعلته جردا من الحجة, وريا يسرت إلى اليسار من ذلك لعلة توجبه» وضرورة 
تدعو إليهء وقللت فيه الروايات الشاذة» وأضربت عن التكرار لتقريب حفظه على من أراد 
ذلك". ولو لا ما فرق في الكتب مما نحن جامعوه. وما عدم فيه القول مما خن قائلوه» وما 
صعب مأخذه على الطالب مما خن مقربوه. وما طول فيه الكلام لغير كثير فائدة مما لحن 
موجزوه ومبينوه. لكان لنا عما قصدنا إليه شغلء وفيما قد ألفه من تقدمنا من السلف 
الصالح حرضي الله عنهم- كفاية ومقنع» ونحن معترفون لهم بالفضل والتقدم' في العل» 
فرحمة الله عليهم أجمعين". 

"فيجب أن تعلم -أيها الناظر في هذا الكتاب- أني رما قدمت المتأخر من الحروف 
المختلف فيها لتصنيفه إلى نظائره فيكون ذلك أسهل للحفظ وأقرب للمتعلم ثم لا نعيده 
في موضعه استغناء بذكره متقدماء وسأنبه على ما أمكنني منه مما نقلته من سورة إلى 
سورة» أني قد ذكرته في موضع كلا جع الله ذلك السا لوجهة» إنهسميع قربت 7 , 


هذه مقدمة الكتاب بتمامها» وقد أردفها ب "ذكر انما + القراء ومن يذكر من 
الرواة عنهم 


- تكرر لفظ "لهم" في المطبوعةء وهو فيما يبدو من أخطاء النسخ. 
2 - التبصرة 27-25. 


643 


وبلاحظ أنه بدا في ذكرهم بإمام أهل مكة عبد الله بن كثيرء وم يبدأ بنافع على 
خلاف الشائع بين الأئمة ابتداء من ابن مجاهد في السبعةء وانتهاء إلى أبي عمرو الداني 
"ال وذلك عندهم مبني على الخلاق الأصولي المعروف في أيهما أشرف : مكة 
اول ورن تقديم ابن كثير عنده قائما على مذهبه في التفضيل. 


وقد التزم بهذا الترتيب حتى حين ذكر اصطلاحه في ذكر القراء فقال : "فمن 
هؤلاء السبعة ثلاثة من أهل الكوفة,» وهو حمزة وکا وعاصم» فإذا ذكرنا "الكوفيين" 
أو "أهل الكوفة" فإياهم نعني» ومنهم اثنان من أهل الرمينء وهما : ابن كثير 1 
ونافع-مدني- > فإذا ذكرنا "الحرميين" فإياهما نعني . . ويعد أن أنهي الحديث عن مصطلحه 
رتبهم على ثلاث طبقات : منهم من هو في الطبقة الثانية من التابعين, وهما اثنان : ابن 
كثير وابن عامرء ومنهم من هو في الطبقة الثالثة, وهما اثنان أيضا : نافع وعاصم. ومنهم 
من هو في الطبقة الرابعة وهم الباقون. 


ثم نبه على أمر تفرد بالاهتمام به أيضا بين أئمة القراءات بالمغرب» وهو معرفة 
"المكي. والمذني" من القرءان فقال : "ولا كان معرفة المكي من السور والمدني. والعدد 
المدني الأ خيرء والكوفي. من تام علم القارئ وكماله. قدمت في أول کل سورة موضع نزولها 
ومعرفة عددها في المدني الأخير»وفي الكوفي اختلفا أو اتفقا وعلى هذين العددين جميع ما 
61 من الشيوخ» فلذلك خصصتهما بالذكر دون غيرهماء فاعلم هذه المقدمات"©. 


ثم ذكر اتصال قراءته بالسبعة» ونبه على كثرة طرقه التي قرأ بها بالقياس لما 


"اعلم أن لاتصال قراءتي بهؤلاء الأئمة السبعة طرقا كثيرة يطول ذكرهاء عن غير 
واحد من القراء 0 0 وأنا أقتصر في هذا الكتاب على أقرب الطرق 1 قرأت 
بأكثره عا 6) أبي -رحمه الله- وأدع ما عدا ذلك بتكرار الإسناد فيه ومما 
رو بته وم أقرأ به" . : 


ثم أخخل ف رفع الأسانيد, مبتدئا في هذه المرة ة بنافع» ولعله راعى الترتيب لمتيع ف 
الأخل و اردع فقال : "أما قراءة نافع في رواية ورش عنه فقد تقلتها عن أبي 


' - السبعة في القراءات 53. 

* - التيسير 4. 

* - كذا ولعلها "جميع من لقيت". 
“ - التبصرة 33-32. 

” - في المطبوعة "عن". 

° - كذا ومعناه غير واضح. 


644 


عدي عبد العزيز بن أبي الفرج عن أبي بكر بن سيف عن أبي يعقوب الأزرق عن ورش عن 
نافع" . ش 
ونقلتها أيضا عن أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله ب بن غلبون الحلبي .. 

أخر ما قدمنا من أسائيله ف رواية ورش» 3 ثم ذكر أسانيده ف باقي الروايات عن 
كلها فن طريق ان عون تاف انم اقل إلى ذكر اتصال قراءاتهم بالنبي -صلى الله 

عليه وسلم- وأفاض في ذكر مناقب الإمام نافع منوها بأن "قراءته هي السنة» لكونه في 
المدينة : معدن العلم ومنزل الوحي» ولأنه إمام رم النبي صلی الله عليه وسلم- وثناء 
مالك عليه وتعديله إياهء واشتهار فضله» ولقول مالك وابن وهب : قراءة نافع هي السنةء 
يعني بذلك سنة أهل المدينةء والقراءات الثابتة من السنة التي لا مدفع فيها لأحد .. 8, 


اولخدا فعل مع باقي السبعة, ثم ر 0 المقصود بذكر : الاستعاذة e‏ ف 
البسملة "ثم" ذكر ف فانحة الكتاب 0 ثم اختلا فهم في سورة ال 
ادلي في هاء الكناية عن انوع تلاق ثم 5 اختلافهم ف الكو القضب "77 0 
مباحث وهي EEE‏ وات ال عليه ماف و 
ترتيب المد في فواتح او 


ثم انتتقل إلى ذكر اختلافهم في اجتماع الهمزتين من كلمتين ثم من كلمة: وقد 
أشار هنا 1 حاف أطي دس نهدن لالح : "وقد ذكر الشيخ أبو الطيب 
في بعض كتبه عن ورش أنه يدخل بين الهمزتين ألفا في المفتوحتين خاصة مثل قالون» وما 
علمت أحدا ذكر هذا عن ورش غير فعلى هذا يمد ورش كقالون» ويتمكن المد وبحسن 
ر س ی 0 





' - في المطبوعة بن عبيدة" وهو خطأ. 


- التبصرة 41-34. 
- التبصرة 46. 
* - التبصرة 56-54. 
ˆ - التبصرة 57. 
© - التبصرة 58-57. 
7 - التبصرة 59. 
- التبصرة 64-59. 
- التبصرة 67-66. 
؟! - التبصرة 68. 
!! - التبصرة 72. 


2 


3 


645 


ثم بعد تام مباحثه في الهمزتين انتقل إلى أصول ورش في تقل حركة الهمز"» ثم 
أتبعه بمباحث أخرى في الهمز وتسهيله في الوقف, ومذاهب القراء في الوقف ومعنى الروم 
والإشمام» ثم ذكر اختلافهم في الإظهار والإدغام"*) ثم اختلافهم في الوت الساكنة 
والتنوين وإظهار الغنةء ثم اختلافهم في الفتح والإمالة وما هو بين اللفظين"ء وقد عقد 
ضمن هذا الباب فصولا عدة لمذهب نافع وابن كثير وأبي عمرو وغيرهم", ثم انتقل إلى 
"اختلافهم في الوقف على ما قبل هاء التأنيث". ثم عقد بابا للراءات نقف قليلا معه 
عند بعض ما ذكره فيه وقد عنون له بقوله : "باب حكم الراءات ومذهب ورش فيها". 
وإِعما اخترناه مثالا لاختصاصه برواية ورش موضوع بحثناء ولأنه من جهة ثانية يتضمن أهم 
ما امتازت به المدرسة القيروانية في أصول ورش في "الراءات" من خصوصيات, وهذا نص ما 
ذكره في الباب : 


نص ما ذكره مکی ف "باب 
الاختصار. 


بدأ حديثه عن الراءات بالحديث عن الراء الساكنة فقال : 


الراءات ومذهب ورش فيها" بشيء من 





"وأما الساكنة فلا اختلاف فيها أنها غير مغلظة إذا كان قبلها كسرة لازمة, أو 
بعدها ياء. خو فرعون ومريم" . 


"غير أنى نقلت "بين المرء وزوجه" بالتغليظ وتركه لورش خاصة, وللجماعة 
a 9 53 5‏ ا Or‏ 
بالتغليظ, والمشهور عن ورش الترقيق . 


وقال عن الراءات المفتوحة والمضمومة فكل القراء فيهما على التغليظ إلا ما فيه 
الإمالة» فأهل الإمالة على أصولهم خلا أن ورشا -رحمه الله- كان يرقق الراء المضمومة 
والمفتوحة إذا كان قبلها ياء ساكنةء أو كسرة أصيلة لازمة في الوصل والوقف, أو كان09 
قبلها ساكن غير الياء قبله كسرة, ما لم يكن بعدها حرف استعلاء وذلك خو قوله تعالى : 


أ - التبصرة 88-86. 

* - التبصرة 104-100. 
* - التبصرة 109-104. 

“ - التبصرة 116-109. 

* - التبصرة 116 -118. 

° - التبصرة 122-118. 

” - التبصرة 140-137. 

* - نكتفي في التنبيه على مذاهب مدرسته بوضع خط تتها. 
” - التبصرة 141. 

" - في الأصل "وكان". 


646 


"خبير وقدير وبصيرءوأتصبرونء وذكر الله وذكر من معي وميراث والخيرات» وإخراج» 
وإكراه" "وغوه وغلظ ما عدا ذلك مما قبل الراء فتحة أو ضمة, أو بعد الراء حرف 
استعلاء» وذلك نحو "الشرء وفراغ ونرد» وضرب الله. والصراط. وفراق» وحصرت 
صدورهم" فإن وقفت على حصرت" وقفت بالترقيق لزوال الصاد الثانية". 

ثم ذكر المستثنيات على مذهب مدرسته فقال : 


"وخالف أصله في هذا الباب في أشياء يجب أن تحفظ فمن ذلك أنه خالف اصله 
في ا لمضمومة فغلظهاء وهو قوله : "عشرون» وكبر ما : 
الموضعين لورش على أصله وبالتغليظ قرأت" 

"وخالف أصله في المفتوحة في مواضع» وهي : "إبراهيم» وإسرائيل» ووزرك 
ووزر أخرى. وذكرك, وفطرة وإصرهم» وحذرهم» وعمران» ولعبرة» وکبره» ومصر» وقرات 
بالوجهين ف "حيران" و"إجرامى" و عشیرتک HH‏ 2 سورة '"'براءة" اض 

"وقرأت له ما كان على "فعيل" ما للقه التنوين في حالة النصب خو "خبيراء 
والترقيق في الوصلء فأما الوقف فلم أقرأ إلا بالترقيق» 


ببالغيه» وقد رقق ب هدين 














7 وقديرا " "با 02 






۶ 


أب 








وخالف أصله في المفتوحة التي يلحقها التنوين وقبلها ساكن قبله كسرة» ففخم 
کو "ذكراء ومصراء وستراء وخوم وقرأت له بالوجهين في "صهرا" في الفرقان" . 


"وخالف أصله في المفتوحة أيضا في كل ما تكررت فيه الراء والثانية مفتوحة أو 

مضمومة وقبل الأولى كسرة أو ساكن قبله كسرة ففخم خو "مدراراء وضراراء وفراراء 

وإسراراء والفرا وخوم وقرأ" "بشرر" بترقيق الراء الأولى» ولا اختلاف في ترقيق 
00 
الثانية . 


ثم ختم الباب بحكم الوقف على الراء المتطرفة", فأشار إلى أن أكثر هذا الباب 
إغا هو قياس على الأصولء وبعضه أخذ سماعاء ولو قال قائل : إني أقف في جميع هذا 
الاب كما أضل».سواء سكت :ام رمت لكان لقوله وجهء لأن الوقف عارض والركة 
حذفها عارض» وفي كثير من أصول القراء لا يعتدون بالعارض» فهذا وجه من القياس 
مستثبت ON‏ 





أ - في الأصل "وكان". 
- التبصرة 141. 

3- التبصرة 143. 

“*- كذا. 


617 


مبحث اللامات : 

"هذا الباب أيضا قد اضطرب النقل فيه عن ورشء وقليل ما يوجد فيه النص 
عنه» والذي قرأت به لورش على شيخنا أبئ الطيب حرحمه الله- ع تغليظ اللام المفتوحة 
إذا أنت بعد الصاد والظاء سكنا أو 5 بغير الكسر والضمء خو "فمن أظلمء وظلموا» 
والصلاة» وسيصلون سعيراء وما صلبوه". إلا ما وقع ف رأس آية وبعد اللام ألف تکتب 
بالياء» فإنه يرقق اللام على أصله في قراءته بين اللفظين في رؤوس الآي ذوات الياءء نحو 
"وذكر اسم ربه فصلى". "وعبدا إذا صلى "وخُوه". 

"فإن كانت اللام مفتوحة مشددة فإنى قرأت عليه بتغليظها بعد الصاد. وبترقيقها 
بعد الظاء» خو مصلىء ويصلبون. وظللنا". وقياس نص كتابه"” يدل على تغليظها بعد 
الظاء وإن كانت مشددة لأنه م يشترط في المفتوحة تشديدا ولا غيره. وبالترقيق قرأت عليه 
في المشددة بعد الظاء". 

"فأما وقوع المفتوحة بعد الطاء فقرأت على غير أبي الطيب فيها بالتغليظ خو 

"الطلاق. والمطلقات. وشبهه وهو الأشهر عن ورش» وهو مذهب ا بكر الأذفويء وقرأت 

على غيره بتفخيم اتال 

وأنا آخذ ف "الطلاق" وباب و" | ال" لورش بالوجهين" . 

7 ختم باب لاما بقوله: : 0 ما كان لوق ما ذكرت لك فهو غير 

ثم ذكر ما يفيد 50 0 به رجال من مدرسته كأبى عبد 
الله بن سفيان فيما رأينا في "الهادي" من تفخيم ألفاظ مخصوصة نحو "ثلاثة" 
و"اختلط "و" خلصوا" وځو ذلك مما توسطت الراء فيه بين حرفين مستعليين» فنبه مكى 
على علمه بهذا المذهب وتركه له بقوله : 








"وقد ذكر تغليظ اللام لورش بعد أحرف كثيرة وم أقرأ به ولا آخذ به» فتركت 
ذكره لزذلك"4, 





يعني "الإرشاد ف القراءات السبع" لابن غلبون. 
- ف المطبوعة "الظاء" وهو تصحيف ظاهر. 
- التبصرة 145. 


1 
2 
3 
4 


648 


5 أنهى مكي القسم الأول من الكتاب بهذا المبحثء ثم انتقل إلى القسم الثاني 
بقوله : "باب اختلافهم في ما قل دوره من الحروف" وساق الخلاف بين السبعة في حروف 
القواءة صورة ضور علق المعهود عند المؤلفين في ذلك إلى أن ختم بقوله : "قد أتينا على 
ما شرطنا في هذا الكتاب بعد اجتهاد في الببان :وحرض. عل الإجار :ولف على 

جود الصواب فجميع ما ذكرنا في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام : "قسم قرأت 
ل 3 إلى أن ذكر ما قدمناه عند ذكر مذهيه في 
اعتماد القياس. 


ثم ذكر أنه اقتصر في هذا الكتاب على ما قرأ به على أبي الطيب قال : 
a‏ التي لم أقرأ بها على الشيخ أبي الطيب -رحمه الله- وأنا أفرد لها كتابا 0 
شاء الله . 


ثم أشار إلى أنه سيأخذ في تأليف "كتاب الكشف عن وجوه ما ذكره في الكتاب 

as‏ والأصول" : ثم ذكر أنه كان قد ألف في سنة 385 كتابا مختصرا لنفسه سماه 

ب"الموجز" كما تقدم وختم كتاب التبصرة حسب النسخة المطبوعة بالكويت بقوله فعلى 
هذا العمدة, وعليه يقع الشرح"0. 


ل" 


"ومن عني بشيء فخير ما عني به وتكلف البحث عليه والنظر فيه علم كتاب 
الله الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. تنزيل من حكيم حمید» أنزله على 
خانم الأنبياء وسيد المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى أزواجه وأصحابه وعثترنه 
وسلم تسليماء ورحم الله من قرأنا عليه وجماعة المسلمين» جعلنا الله وإياكم من أئمة 
المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”"©. 





: في المطبوعة "وحرص في".‎ - ١ 
.736 كذا ولعلها وجوه وفي الطبعة الهندية : "وتلبث على وجوه الصواب" ص‎ - 2 
ْ .394 التبصرة‎ - 
.395 التبصرة‎ - 
بال 738-6 (نشر الدرا السلفيقة ببومباي -الهند- تحقيق الدكتور محمد غوث الندوي).‎ 


649 


إشعاع كتاب التبصرة : 

تلك صورة موجزة عن كتاب "التبصرة" لمكي. هذا الكتاب الذي كان عليه المدار 
في مدرسته» والذي أقام في قرطبة يقرئ به كما قدمنا في النص الذي اقتبسناه آنفا من كلام 
أب خیان: 


ولقد عني به العلماء رواية وقراءة وإقراء بمضمنه وشرحا لمذاهبه وتعقبا له فيها 
مما كان حور نشاط علمي زاخر لا يتأتى لنا في هذه العجالة الوقوف على تفاصيله ونكتفى 
فحسب بالاشارة إلى طرف منه. فأما في مجال التأليف فقد استفاد منه عامة من ألفوا بعد 
فاختصره من الأندلسيين أبو جعفر أحمد بن محمد القيسي القرطبي النحوي ويعرف بابن 
اد 


واعتمده الإمام أبو جعفر بن الباذش في كتاب "الإقناع" حيث ذكر في مقدمته أنه 
تأمل كتابي الشيخين الإمامين أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي» وأبي عمرو عثمان بن 
سعيد القرشي حرضي الله عنهما- :"التبصرة" و"التيس " .. ثم ذكر أنه وجد في كتابيهما 
محلا للتهذيب». ومكانا للترتيب .. فقام بذلك©. 


واعتمده من المؤلفين في "الدراسة الأصولية المقارنة" كل من أبى محمد عبد 
الواحد بن أبى السداد الباهلي الأندلسي الغرناطي (ت705) © في شرحه على التيسر® 
وفي كتابه "تحفة التالي في أشرف المعالي في ذكر الخلاف بين الأئمة الثلاثة". وأبي 


الحسين عبيد الله بن أحمد بن أبي الربيع شيخ القراء بسبتة (ت 688) في كتابه "الكافي 
الكبير 0 وأبي الحسن علي بن عمر القيجاطي الأندلسي (ت730) في قصيدته "التكملة 
المفيدة" التي نظم فيها ما زاد على الشاطبية من التبصرة لمكي والكافي لابن شریح والوجيز 
للأهوازي". وأبي الحسن علي بن سليمان الأنصاري القرطبي نزيل فاس (ت730) ف 





١,‏ - ترجم له ابن الأبار في التكملة 123/1 ترجمة 307 وقال : "وله تآليف منها .. مختصر التبصرة لمكي في القراءات 
وسكن إشبيلية بعد خروجه من قرطبة .. وتوفي بميورقة في سنة 643". 

- الإقناع في القراءات السبع 48/1. 

- ترجمته في غاية النهاية 477/1 ترجمة 1985. 

- عنوانه "الدرر النثير والعذب النمير" وسياتي. 

- فهرسة المنتوري ص 10-ويرنامج التجيبي 46. 

- في صلة الصلة : عبيد الله بن محمد -ينظر في قسم الغرباء المنشور بذيل السفر 8 القسم 2 من الذيل والتكملة ص 537 
ترجمة 54. 

2 ذكره له المنتوري في شرحه على الدر في "باب الراءات” لوحة 296. 

* - النشر 97/1 ولطائف الإشارات 89/1. وسيأتي التعريف بها. 


2 
3 
4 
5 
6 


650 


كتابه المسمى باسم "التجريد الكبير" وسواهم من الأعلام ممن عنوا بتدارس مسائل 
الخلاف في المدرسة المغربية. 

وأما اعتناء الأئمة بالكتاب واعتمادهم له في القراءة والإقراء فيفوت الوصف» 
وبكفي أن نتصفح الفهارس المطبوعة لنجد أن القراءة بمضمنه ظلت متواصلة في جميع 
الأقطار الإسلامية المعروفة بالقراءة شرقا وغربا كما تنطق يذلك الأسانيد المتصلة عند أمثال 
ا 2 امترات والمنتوري4) ين وابن غازي!6) وابن الجزري7) 
والقسطلا نی وسواهم. 

وبلغ من الاعتناء به فيما ذكره الحافظ الذهبي أن بعض العلماء كان تكره فلا 
يقرئه أحدا إلا بجعل فقال في ترجمة عبد الصمد بن أحمد شيخ الإقراء ببغداد (ت676ه) 
حاكيا عن شيخه الفخر الموصلى © قال : "ما كان الفخر الموصلي يأخذ علي كتابا من 
كتب القراءات إلا بشيءء ولا أردت أن أقرأ عليه كتاب "التبصرة" لمكى -وكان يروبه عن 
ابن سعدون القرطب 000 حبعث بعيارة؟ إلي بتسعة دانير ثم جعلتها في كاغد وناولته 


ونكتفي بهذا القدر من تقييم العناية بالكتاب وبودنا لو اتسع لنا المجال لنرسم 
بيانات مفصلة عن الطرق التى روي بها الكتاب والأسانيد التي وصل بها إلى الأئمة 
الد كور أغلاه وإلى هم ممن قرأوا به وأقرأواء ولكتنا حلضيق المقاء- رئ بذكر 
الرواة المباشرين الذين تلقوا عنه مباشرة ممن وقفنا على نسبتهم إلى الرواية عنه في الجملة 
وفيهم كبراء أصحابه وأساطين مدرسته ممن كانوا يشكلون في قرطبة وموسطة الأندلس 
مدرسة فنية خاصة في القراءة للسبعة عموماء وفي قراءة نافع على وجه الخصوص. 





5 سيأ ني في مؤلفاته. 


* - فهرسة ابن خير 28. 

- فهرسة السراج المجلد 1 (مخطوط) ويرويها من طريق شيخه محمد بن سعيد الرعيني بسنده. 

- فهرسة المنتوري -ورقة 7 من طريق أبي عبد الله القيجاطي وطريق أبي سعيد بن لب» وطريق ابن عمر الفاسي. 

- برنامج الوادياشي : 83 من طريق أبي العباس البطرني القاضي بتونس. 

- فهرسة ابن غازي 95 من طريق أبي عبد الله محمد بن السراجء وبلتقي مع سند جده في فهرسته. 

- أسند التبصرة في النشر 71-70/1 من طرق عديدة. 

- أسندها في أول لطائف الإشارات 89/1. 

- هو محمد بن أبي الفرج أبو المعالي الموصلي المقرئ الفقيه الشافعي (621-539): ولد بالموصل وقرأ بها القرءان على 
يحيى بن سعدون القرطبي» كانت له معرفة تامة بوجوه القراءات وعللها وطرقهاء له في ذلك مصنفات .. معرفة القراء 
إكبار للد 489/2 عة 14 عرسمة 52, 

1 - هو يحيى بن سعدون القرطبي وسياتي في أصحاب أبي القاسم بن الفحام -ترجمته في غاية النهاية 372/2. 

أ - يعنى بمقياس للوزن من الصنوج المستعملة لذلك. 

فة الا الكبار 5321 


2 
4 
53 
6 
7 
8 
9 


651 


تلامذته ورجال مدرسته : 


لا ربب أن إماما يتصدر للإقراء ومدارسة العلوم الإسلامية في مثل وزن مكي في 
إمامته ومستواه الذي رأينا شواهده علما ودينا وخلقاء لابد أن تعظم غاشيته من طلاب 
المعرفة ورواد مجالس العلمى وأن 0 إليه الناس من أطراف البلاد. ولا سيما بعد أن 
وصل به الجد إلى أهم الكراسي العلمية "الرسمية" في عاصمة البلاد. فطارت شهرته. وذاع 
صيته» فإذا أضيف إلى هذا تة الطويل المدى لرياسة هذا الشأن بهذه العاصمة نيفا 
وأربعين عاماء أي من حين دخوله قرطبة إلى حين وفاته. أدركنا مقدار ضخامة العدد الذي 
يكون قد تخرج على يديه أو انتفع به في الجملة, ا الذي يستحيل معه إحصاؤهم 
والإحاطة بجملتهم. 


لهذا سنكتفي هنا بذ کر أسماء المشاهير ممن وقفنا على : نسبتهم إلى الرواية عنه. 
a Gu O as‏ 
التأليف في القراءة ورواية مصنفاتهاء مما نراه يساعدنا على بلورة الصورة التقريبية لمدرسته 
وحملة مذاهبهاء ويكشف لنا عن نوعية الفئات التي تخرجت أو أقت تخرجها عليه وكيف 
كان تأثيره من خلا لها في البلاد الأندلسية والمدرسة القرطبية في صنع"الطراز الفني" الخاص 
ف أصول الأداء المنبثق عن المدرسة القيروانية "الأم" > وتقدیم مزيد من الدعم له في مجال 
الإقراء في مواجهة باقى الطرز والاتجاهات الفنية الأدائية المنبثتقة عن المدارس الأصولية 
الأخرى. 1 

وسوف نرى أن مكيا -رحمه الله- قد استطاع من خلال أصحابه وحملة مذاهبه 
الفنية أن يستأثر بقيادة المسيرة القرءانية والقرائية في عاصمة البلاد في زمنه ردحا طويلاء 
وأن يعيد إليها التوازن الذي كان بها قبل مدرسة الأنطاكي بين مختلف التأثيرات المحلية 
والوافدة, > إن لم يكن قد جاوز ذلك إلى ترجبح الكفة لصالح الاتجاهات القيروانية. تكريسا 
على آثار المشيخة الأولى من حملة هذا الاتجاه إلى الأندلس وقرطبة من أمثال ابن النعمان 
ومقرون وحكم بن محمد وسواهم من الأعلام الذين تقدموه في نشر هذه الاتجاهمات في هذه 


الجهات. 


وظلوا فيها يشكلون في رواية ورش نيارا فنيا متميزا سبق أن نعتناه ب "الأخذ 
الشديد" تبعا لما وصفه به أبو عمرو الدانى أستاذ هذه الصناعة. 


652 


ولا أدل على كثرة العدد الذي تشرف بالعرض على هذا الإمام وتحمل عنه ما 
كان يبثه من معارف وعلوم من عبارة أبي القاسم بن الطيلسان في التنبيه على ذلك بقوله: 
"فانتفع على يديه عالم كثير"7. 

أما لحن فحسبنا أن نستقي بعض العلالة التي تمثل طرفا من هذا الرعيل» محاولين 
من خلال التعريف الموجز بهم أن نتمثل معالم هذه المدرسة التى أقام صرحها الشامخ في 
عاصمة الأندلس أبو محمد مكي وظل يتعهدها ويرعاها إلى أن لبى داعى ريه رحمه الله. 
استنادا إلى ما تيسر من مصادر في تراجم الرجال. 


- إبراهيم بن محمد الأزدي المقرئ أبو إسحاق من أهل قرطبة. 


ل ذكر ابن بشکوال أنه "روى عن أب د مكي بن بدي طالب وأبي 
قاسم الخزرجي ا العباس أحمد بن عمار المهدويء وأقرأ الناس بقرطبة مكان أبي 
القاسم بن عبد الوهاب بعد موته مدة ستة أشهرء وتوفي بعده سنة 462 ه". 


السكوني أبو العباس اليابري. 


ذكر ابن عبد الملك روايته عن مكي وال ابن لار "لقي مکی من أب 
طالب بقرطبة» وسمع منه تأليفه في الناسخ والمنسوخ" سنة 435» وحدث عنه به في 
سنة 459ه 9 





- أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الق أبو جعفر الخزرجي القرطبي المقرئ. 
- أحمد بن عبد الرحمن بن حمل بن عي اجن او ار ار ا 


قال ابن بشكوال : "روی عن أبي القاسم الخزرجي المقرئ» فغق این عبد الله 
الطرفي” المقرئ ونظرائهماء وقرأ على مكي بن أبي طالب أحزابا من القرءانء وأقرأ الناس 





58 كتاب "تسمية من عرف قبره" للقاسم بن حمد المعروف بابن الطيلسان القرطبي» والنص منقور في هامش كتاب "معرفة 
القراء الكبار للذهبى 316/1. 

*- هو صاحب "القاضد في القزاءات" تقدم 

3- هو صاحب "المفتاح في القراءات" تقدم 

“- الصلة 96/1 ترجمة 214 

ة- الذيل والتكملة 120/1 ترجمة 164 

6- التكملة 19/1/ ترجمة 41 

- هو أحمد بن سحمد بن مطرف وسيأتي في أصحاب مكي 


653 


القرءان مدة طويلةء وعمر وأسن, وجالسته وأنا صغير السن» توفي حرحمه الله- في ربيع 
الأول سنة00"511, 
وذكره عياض في مشيخته وقال فيه : "أحد شيوخ القراء بجامع قرطبة المتصدرينء 


الأعلياء السندء أخذ عن أبي القاسم الخزرجي وأبي عبد الله ا ET‏ ابن 
طالب وغير واحد" ثم قال: 


"لقيته بقرطبة وجالسته. وتوفي بعد فصوله عنها في ربيع الأول سنة 511 وهو ابن 90 


سنة, مولده سنة 421"( . 





-أحمد بن محمد بن خالد بن مهدي الكلاعي أبو عمر القرطبى المقري. 
ترجم له في الصلة وذكر من مشيخته مكي بن أبي طالب المقرئ قال :"وأكثر عنه 
واختص به" كما ذكر أنه أخذ عن أبى القاسم الخررجى -صاحب القاصد- قال : "وكان 
مقرئا فاضلا ورعا عالما بالقراءات ووجوهها ضابطا لهاء وألف كتبا كثيرة في معناها .. ثم 
ذكر وفاته في حياة شيخه لعشر خلون من ذي القعدة سنة 432 وصلى عليه شيخه مکی بن 
أبى طالب ١‏ 
في . 3 
وقد تقدمت الإشارة إليه في أول ترجمة مكىء لأنه روى خبر رحلته العلمية 
وتحدث عن مراحل حياته إلى حين دخوله الأندلس كما قدمنا. 
ول أقف على ذكر كتاب معروف له في القراءة» إلا أن يكون هو المراد ب"ابن أبى 
خالد" الذي ينقل الإمام المنتوري عن كتابه "جامع المنافع "° . 
- أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن غلبون الخولانى يعرف بابن 
الحصار(508-418). 
هو ولد الرواية أبى عبد الله الحولاني من أهل إشبيليةء روى عن أبيه كثيراء 


وأجاز له كثير من الأ كاب ومنهم أبو عمر الطلمنكي وأبو عمرو الداني وأبو محمد مكي 
وأبو عمران الفاسي وجماعة7© . 





أ- الصلة 73/1 ترجمة 160 


- هو محمد بن يى بن محمد التميمي من بني الطبني 

- الغنية لعياض 118-117 ترجمة 42 

“ - الصلة 48/1 ترجمة 99 

ف عنوانه الكامل "جامع المنافع في قراة نافع" تقل عنه المنتوري في شرحه على الدارر اللوامع فى باب المد عند ذكر المصنفات 
لعل مل جامع المنافع في قراة نافع" تقل ي في على للوامع في كر 

التي اقتصرت على القصر قي "يواخذ" و"يواخذكم" - ص 103 (خطوط). 

“- ترجمته في الصلة 74-73/1 ترجمة 160. 


2 


3 


654 


لقيه ا بأشبيلية وأجازه جميع روايتهث وناوله 0 لي ومن جملته ھرس 


طريقه روى شريح كرا e‏ 
)4( 


- أيمن بن خالد بن أيمن الأنصاري (ت 432ه)ء ذكره ابن بشكوال في الرواة عن مكي. 


- الأكري : ذكر بهذه النسبة المجردة عند ابن الجزري وقال "فشفن ارا ع کی قرأ 
عليه ححة انك كمون الصو وان البيو تلك لا ةاعر 


وذكره في E e‏ ادكو 00 


ا 





-بقى بن قاسم بن عبد الرؤوف الأندلسي أبو خالد. 
فى بن اسم یں ا ری يا ينمهت 
ذكره ابن شكوال وقال TE‏ 0 أخذ عن أبي محمد مكي بن أبي 
طالب المقرئ والأستاذ أبي القاسم الخزرجي ر اليه عب و 
حبكر بن عيسى بن سعيد بن أحمد بن علاء بن أشعث الكندي الزاهد. 
یکر بن عيسى بن شعي بن ا جمدي ل 


من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر» روى عن مكي المقرئ ومحمد بن عتاب وغيرهماء 
وو ت ا 





أ - الغنية 108-106. 
- الغنية 229 
7 - غاية النهاية 121/1 ترجمة 559 
ای ذكر ينض :ذلك لي ترج ع 

* - الصلة 113/1 

ل : "أحمد بن الحسين" " وسيأتي عن قريب 

- سياتي في المتصدرين بفاس عند الحديث عن "امتدادات مدارس الأقطاب في الحواضر المغربية" 

* - غاية النهاية 175/1 ترجمة 815 

” - هو اليابري وسيأتي في أصحاب خاله خلف بن شعيب صاحب مكي عن قريب. 

*! - غاية النهاية 51-50/1 ترجمة 212 ١‏ 

''- تكتب أيضا "أوريولة" وهي حصن بالأندلس من كور تدمير, وكان في القديم مدينة اتخذها العجم قاعدة لمملكتهم؛ ثم فتحها 
المسلمون وغدت من الحواضر المهمة, ولى قضاءها أبو الوليد الباجي» يمكن الرجوع إلى صفة جزيرة الأندلس : 34.) 
- الصلة 116/1 ترجمة 279 

3- الصلة 115/1 ترجمة 277 


655 


-ابن الجزار أبو الحسن الضرير المقرئ من أهل قرطبة. 

ذكر في المصادر بكنيته ونسبته هكذاء ولعل اسمه على تبعا لكنيته الشائعة في مثل 
هذا الاسم. 

قال ابن الأبار في ترجمة أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد بن أفلح بن زرقون 
القيسي : أخذ القراءات عن أبي الحسين بن البياز ... وقرأ القرءان برواية ورش على أبى 
الحسن بن الجزار الضرير المقرئ بمسجد أبي علاقة» وكان من مشاهير أصحاب مكى بن أبى 
طالب ..." ٠‏ وقال في ترجمته : "كان من مشاهير أصحاب مكي بن أبي طالب وأبي 
عبد الله الطرفي وال خذين عنهماء واختص بصحبة الطرفي منهما» وتصدر للإقراء. 


-حان بن محمد بن عبد الرحمن التميمى القرطبى يعرف بابن الطرابلسى(469-398). 
تقدم ذكره في الرواة عن الطلمنكي وأبي عبد الله بن سفيان -صاحب الهادي-. 
ذكره عياض في الرواة عن مكي© . 


-خازم بن محمد بن خازم أبو بكر المخزومى القرطب 


۳ 





المقرئ (496-410). 





ضز أ : قاض ® ن 
خد عن مكي بن أبي طالب وبونس بن عبد الله القاضي”“ وأبي القاسم بن 
الأفليلي*» وتصدر للإقراء فطال عمرء وبعد صيتهء إلا أنه تكلم فيه ©"70. 


روى عنه القراءة محمد بن عبد الله بن خليل القيسي -نزيل مراكش-©, وتلا 
عليه أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن عظيمة © وروى عنه أبو جعفر أحمد بن عبد 
الرحمن البطروجى" والفقيه أبو عبد الله محمد بن جاح الذهبى"'ء وأبو العباس أحمد 





- التكملة 55-54/1 ترجمة 152 

- التكملة 268/1 ترجمة 798 

- ترتيب المدارك 14/8 

- تقدم في مشيخة مكي من الأندلسيين ويعرف بابن الصفار 

- هو إبراهيم بن محمد بن زكرياء القرشي ابن الافليلي من شيوخ عبد الملك بن سراج صاحب مكيء الرواية عنه عند ابن خبر 
ف فر 60 

1 - قال ابن بشكوال في الصلة 180/2 "كان قديم الطلب وافر الأدب. ول يكن بالضابطء وكان يخلط في أسمعته. وققت له على 
أشياء اضطرب فيهاء وكان أبو مروان بن سراج ومحمد بن فرج يضعفانه" 

” - غاية النهاية 269/1 ترجمة 1212. ' 

١‏ - سيأتي في باب "امتدادات مدارس الأقطاب في الواضر المغربية" 

° سيأتى التعريف به 

ی ای کو 09 

'! - من شیوخ ابن خير كما في فهرسته 459-437. 


1 
2 
3 
4 
5 


656 


بن عل بن أحمد بن رزقون المرسي ثم الجزري » وأبو القاسم خلف بن محمد بن عبد الله 
بن صواب اللخمي التين وق هؤلاء الأربعة روى العلامة ابن خير فهرسته“ كما روى 
طائفة من مصنفات الأئمة“) وترجم له الخ لضب ف البغية وقال : "'رواية ل" 0 


-خلف بن رزق الأموي أبو القا من أهل قرطبة. 
"أخذ عن مكي بن أ طالب المقرئ وغیره ورحل إلى المشرق وحج» وسح 
بمصر» وکان إماما مسجد الزجاجين بقرطبة» وصاحب الصلاة با لمسجد الجامع بقرطبة» وکان 


يقرئ القرءان» وب العربيةء وكان حسن التلقين جيد الت نفح الله به» توفي سنة 
485" 





وقد ترجم له ابن الجزري فقال : "خلف بن مرزوقء ويقال مروان : "مقرئ لمحوى 

صالح.." 0 

سلف بن شعيب بن سعيد القيسي الأندلسى من أهل يابرةل يكنى أبا القا 
"لقي أبا محمد مكي 2 طالب وأخذ عنه القراءات» وتصدر ببلده للإقراءء 


9)" 0k 1 





وذكر ابن الجزري في ترجمة قاسم بن محمد بن مبارك الأموي أنه "أخذ القراءات 
sa 5 9 0‏ )0 
عن شريح ... وشعيب بن عيسى بن علي عن خاله : خلف بن سعيد و ار 


-خلف بن عمر بن خلف التجيبي ابن أخي القاضي أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي. 
-خلف بن عمر بن خلف التجيبي ابن ا حي ا صي الي و ا س كير 


"سكن سرقطة يكنى أبا القاسمء أخذ عن مكي بن أبي طالب وروى عن 
١ )1‏ 1 





يدم 

- سياتى في أصحاب الحصري. 

- فهرسة ابن خير 433. 

- فهرسة أبن خير 58 

- بغية الملتمس 291 ترجمة 732 

- الصلة 172-171/1 ترجمة 391 
- غاية النهاية 1 ترجمة 1234 
- نسبة إلى مدينة من كور باجة بالأندلس حصفة جزيرة الأندلس 197. 
- التكملة 299/1 ترجمة 815 

- غاية النهاية 24/2 ترجمة 2605 
!! - الصلة 172/2 ترجمة 292 


م دم دا 5 ها لت ل w0 oo‏ 


657 


بن جودي القيسى اليابري وقيل : خلف بن أبي الفتح بن جودي. 


"روى عن أبي العاص حكم بن المنذر البلوطي'". . ومكي بن أبي طالب وجماعة, 
وأجاز له أبو ذر الهروى في سنة 429 وأقرأ العربية, وكان يقرئ بداره خومة مسجل 
الإسكندرية من قرطبة سنة 3 م "20 
-رحمة بن موسى القرطبى. 

جاء ذكزفي الرواة غن مكي عند النذعيي في ترط عيسبى بن عة العزيز 
الشريقئ ثم الإسكنذري. 


وقال فيه ابن الجزري : "جهول, قرأ على الأهوازى ومكي وغيرهماء قرأ عليه 
عبد الله بن محمد الداني زعم ذلك ابن عيسى"©. 


-سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب أبو الوليد الباجى الفقيه المالكى المشهور. 





إمام مشهور من أهل قرطبة» سكن شرقي الأندلس» "روى بقرطبة عن القاضي 
يونس بن عبد الله وأبي محمد مكي ابن أبي طالب المقرئ .. ورحل إلى المشرق سنة 426 
أو محوها فأقام بمكة مع أبي ذر الهروي ثلاثة أعوام . .. ثم رحل إلى بغداد فأقام فيها ثلاثة 
أعوام وتردد على أقطار إسلامية أخرى ثم عاد إلى الأندلس فحاز الرياسة بها وروى عنه 
الأكابر كأبي عمر بن عبد البر وأبي على الجياني وأبي على الصدفيء وله مع ابي محمد بن 
حزم مناظرات» وألف في الفقه والأصول وعلوم التفسير كتبا كثيرة ذكر له عياض جملة 
منها. وتوف سنة 074 


-العاص بن خلف بن رز المقرئ أبو | 


قال ابن بشكوال : "كان من أهل المعرفة بالقراءات وطرقهاء وجمع فيها كتابا 
سماه "التذكرة ف القراءات السبع" و"كتاب التهذيب". وأتخيوتنا عنه غير واحد من 
شيوخناء توفي سنة 00"470. 





- هو ولد منذر بن سعيد البلوطي قاضي عبد الرحمن الناصر. 
- التكملة 266/1 ترجمة 605, وني بغية الوعاة للسيرطي 156/1 ترجمة 1168 "خلف بن فت" 

- معرفة القراء 488/2 

- غاية النهاية 272/1 ترجمة 1234. 

- الصلة 203-201/1 ترجمة 404 - ترتيب المدارك 126-117/8 وكذا 11/8ء والديباج 122-120 - وشجرة النور 
0 طبقة 10 

° - تحرف إلى "محمد" في معرفة القراء 373/1 كما تحرفت كنيته 

7 - الصلة 451/2 ترجمة 968 


N‏ ص اد ىھ 


658 


وذكر ابن الجزري أنه "أخذ القراءات عن أبى عمرو الداني ومكي القيسي فيما 
أ" ي وي . 
وسيأني ذكر طائفة من مؤلفاته مسندة عند أبن خير في ترجمته في أصحاب أبي 


-عاصم بن أيوب الأديب من أهل بطليوس يكنى أبا بكر. 


روى عن جماعة من الشيوخ منهم مكي بن أبي طالب المقرئ» ذكره ابن بشكوال 
وقال : وكان من أهل المعرفة بالآداب واللغات, ضابطا لها مع خير وفضل» توفي 
نة 494"©, ١‏ 





روى العلامة ابن خير تواليفه وجميع رواياته عن شيوخه قال : حدثنئ بذلك 
الشيخ أبو محمد عبد الملك بن محمد بن الملح "عنه E‏ 

-عبد الرحمن بن خلف بن حكم يعرف "بابن البناء"» من أهل قرطبة يكنى أبا 
المطرف. 

"قارئ مصدر حاذق, أخذ القراءة عن مكي وأبى المطرف القنازعى» قرأ عليه 
لن الخام واو عل اياي 

وقال أبو علي الغساني : : "قرأت عليه القرءان ختمات كثرة» وكان قد صحب 
أبا المطرف القنازعي ومكيا المقرئ وجماعة من الفقهاء والمقرئين» وتوفي سنة 4 ه 
0 
-عبد الرحمن بن محمد 8 ا اللبان من أهل " قرطبة. 
”عب الرحمن بن مهل بن احم مه جي ر وين س ي 


مهدي . 957 عبد الله محمد بن عتاب ا به» 480" , 





' - غاية النهاية 364/1 ترجمة 1495 
* - الصلة 451/2 ترجمة 969 

3 - فهرسة ابن خير 449 

“ - غاية النهاية 357/1 ترجمة 1563 
“ - الصلة 343/2 ترجمة 716 

° - الصلة 343/2 ترجمة 734 


659 


-عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عباس بن شعيب المقرئ أبو محمد يعرف بابن 


0_7 
سكيساء 


و9 





*: بن بشكوال‎ 0000 a 


"روى القراءات عن أبي محمد مكي بن أبى طالب وعليه اعتمد ... وكان من 
جلة المقرئين وخيارهم, > عارفا بالقراءات ضابطا لها مجودا لروفهاء مع الخير والعفاف 
والدين والفضل» أخبرنا عنه جماعة من شيوخناء وتوفي ف ذي الحجة سنة 42 ومولده 
سنة إحدى أو 392 -الشك من ابن شعيب-"©. 


قرأ عليه القراءات جمهور من الأعلام, أذكر منهم عبد الرحمن بن محمد بن 
عتاب(3 ' ومحمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن صاف اللخمي القرطبي المقرئ -نزيل وهران- 
ل وعيد الله بن محمد بن خيرة, وسمع منه بعض تآليف مکي» ومحمد بن عبد الرحمن بن 
سعيد النحوي المقرئ من شيوخ عياض . 


وقد أسهم في التأليف في القراءات وأصولها على مذاهب مدرسته كما يتجلى 
ذلك من النقول التى وصلت إلينا عن بعض كتبه . ومنها "كتاب الاعتماد" ذكره له 
العلامة المنتوري في باب المد من شرحه على الدرر اللوامع لابن بري» كما ذكره ابن 
القاضي في شرحه لها عند ذكر الخلاف في ضم ميم الجمع الو 


وذكر له في باب الراءات كتابا بعنوان "كتاب مذهب ورش" عند حديثه عن مذهب من رقق 
الراء في قرية ومريم من أجل الياء الواقعة بعد الراء الساكنة©. 
-عبد الرحمن بن محمد بن عتاب بن محسن أبو محمد الجذامى الأندلسى. 

ذكر عياض أنه 2 من حدث عن مكي"» وقال عنه في الغنية : "بقية المشيخة 


بقرطبة ومسنيهم ومقدم مة مفتيهم» وأكبر مسنديهم ... ثم سمى طائفة ممن أجازه وذكر منهم 
أبا محمد مكيا المقرئ وقال : 


- غاية النهاية 377/1 ترجمة 1606 
- الصلة 339/2 ترجمة 726 

- غاية النهاية 377/1 ترجمة 1606 
- غاية النهاية 109/2 ترجمة 2891 
- التكملة 819/2 ترجمة 200133 
- وذلك عند ذكر مد الفواتح من شرحه 
- الفجر الساطع (مخطوا) 

- الفجر الساطع حباب الراءات 


شم ډم دا حب ما © له ص 


660 


"و القرآن بالسبع مقارئ على أبي محمد بن شعيب» وجوده وأقرأه مدة ... ثم 
ذكر لقاءه له بقرطبة وسمى بعض مرويانه عنه ومنها "الناسخ والمنسوخ" لا بي حمد مكى 


حداثه به 0 


وقد أسند ابن الباذش عنه رواية في كتاب "الإقناع" وقال : "قراءة مني عليه 
اغا ھن آي عمد مكن عن الأذفوي: اماد" 


وأسند العلامة المنتوري في فهرسته بعض مؤلفات مكي من طريقه. ومنها "كتاب 
410 2 
الرعاية 


ومن كبراء أصحابه في القراءة يزيد بن عبد الجبار أبو خالد المرواني القرطبي من 
أولاد ملوك الأندلس- أخذ عنه القراءات.. وكان بصيرا بالقراءات والعربية» وله كتاب 
فى قراءة نافع" : 

ومن أصحاب أبي محمد بن عتاب أيضا أبو الربيع سليمان بن عبد الملك بن 
روبيل العبدري من أهل بلنسية» ذكره ابن بشكوال وقال : "وعني بالقراءات وطرقها 
وتوف بإشبيلية صدر شعبان من سنة 530 ". 


-عبد العزيز بن أحمد اليحصبى الأديب أبو الأصبغ القرطبي ويعرف بالأخفش. 
ذكر ابن بشكوال روايته عن مكي وتوف في لخو 400 ه. وذكر عياض بعض أخباره 
وأشعار!. 

-عبد الله بن سعيد بن حكم أبو محمد القرطبي الزاهد . 


قرأ عليه» توفي س 502 ومن أهم أصحابه عبد الله بن سعدون الضرير -نزيل بلنسية- 
)2 





وسياتي ف أصحاب أبي داود 





14/8 ترتيب المذارك‎ - ١ 

2 - الغنية 163-162 

7 - الإقناع 67/1 

“ - فهرسة المنتوري - لوحة 24 (مخطوطة) 

- غاية النهاية 381/2 -382 ترجمة 3877 
5 - الصلة 204/1 ترجمة 459 

7 - الصلة 368/2 ترجمة 784 

© - الغنية 108-107 


661 


-عبد الله بن محمد بن سليمان يعرف بابن الحاج من أهل قرطبة ويكنى أبا محمد. 





"رع عن مكي بن أبي طالب وأبي الربيع الغماز المقرئ» حدث عنه أبو عمر 
بن مهدي وقال : كان حافظا لكتاب الله تعإلى مجودا له مع حلاوة صوته وطبعه. وكان 
إذا أحيا في الجامع لا يتمالك كل من سمعه من البكاءء وما ذلك إلا لسريرة حسنة بينه 
وبين خالقه والله أعلم ... وكان كثير الشيوخ» أدرك شيوخا جلةء وأخذ عنهم. خرج إلى 
الحج فمات حين بلغ القيروان سنة 419" 


-عبد الله بن محمد بن عباس يعرف بابن الدباغ» من أهل قرطبة يكنى أبا محمد. 


"دوى عن أبى محمد مكي بن أبي طالب المقرئ وأبي علي المداد(5)» توفي سنة 
١ ©" 3‏ 
هھ 5 





-عبد الله سهل بن _يوسف أبو محمد الأنصاري الأندلسى المرسى. 


إمام جليل ورحالة كبير, أشرنا سابقا إلى أخذه عن أقطاب القراءات في زمنه 
كأبي عمر الطلمنكي وأبي محمد مكي وأبي عمرو الداني وخلف بن غصن الطائي - 
صاحب القاصد في القراءات- وأبي عبد الله بن سفيان -صاحب الهادي في القراءات- 


aS 0‏ 0 7 : / 7 
قال ابن الجزري : وهؤلاء شیوخ ما نعلم أحدا جمع بينهم سواه" . 


وسيأنى مزيد من التعريف به في أصحاب أبى عمرو الدانی» لطول اختصاصه به وصحبته 
إياه. 


' - الصلة 291-290/2 ترجمة 639 

* - غاية النهاية 420/1 ترجمة 1776 
ˆ - تقدم في أصحاب الرحلات العلمية وسياتي في مشيخة الداني 
* - الصلة 263/1 ترجمة 583 
5 - لم أقف عليه 

° - الصلة 281/1 ترجمة 617. 
7 - غاية النهاية 422-421/1 ترجمة 1783 


662 


-عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبى أبو محمد الطليطلي الغرناطي الموطن» يعرف ب "ابن 
الغسال". 








ذكره ابن بشكوال وقال : . رذى عن ا محمد مكي بن ابي طالب وأبي عمرو 
المقرئ وجماعة؛ وتوفي من 01487 وذكر ابن الت تسيو ذلك ق الإا 


الوط ىا 


عبد الله بن حمد .بن عبد الر جهن ايء بجر یں ا ل ال ال ی ے 
محمد. 


عمد دكن المقرئ وقرف رج i‏ 3 ا نادرق ىبا 
سنة 436". 


تقدم ذكره في الرواة عن الطلمنكي وأبي عبد الله بن سفيان -صاحب الهادي 
ذكره عياض في الرواة عن مکي . 
-عبد الله بن نصر بن أحمد الزيادي أبو محمد . 
جيك الله ين صر ين حم ر ي ا ا 

قال ابن الزبيير : أخذ بقرطبة عن مكي المقرئ وغيره توفي قبل سنة تسعين 
وأربعمائة, روى عنه ابنه المقرئ أبو إسحاق إبراهيم وقفت على خطه بذلك"©. 
عبد الله بن يوسف بن نامى بن يوسف بن أبيض الرهوني من أهل قرطبة يكني أبا حمد. 
و و ا ا ل 000 


تقدم ذكره في أصحاب أبي الحسن الأنطاكي بقرطبةء قال ابن مهدي : "كان 
رجلا صاللا . e‏ ا E‏ .. وقرأ ي 0-0 مكي بن أبي 
لذلك"©. 





' - الصلة 285/1 ترجمة 629 

2 - الإحاطة 464-463/3 

3 - بغية الوعاة 52/2 ترجمة 1410 
* - سيائي في مشيخة الداني 

١‏ - تقدم في أصحاب الأنطاكي بقرطبة 
؟ - الصلة 360/2 ترجمة 774 

7 - ترتيب المدارك 14/8 

*- صلة الصلة 91/3 ترجمة رقم 133. 
' - الصلة 270/1 ترجمة 595 


663 


-عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين بن محمد بن أسد التميمي ثم الحماني الطبنى 
من أهل قرطبة. 

روى بقرطبة عن القاضي يونس بن عبد الله ... وأبي المطرف القنازعي وأبي محمد 
مکی وأبی خمد بن حزم وجماعة» وكانت له رحلتان إلى المشرق» ولد سنة 369 وتو سنة 
456 0 





"إمام اللغة بالأندلس غير مدافع» روى عن أبيه والقاضى يونس بن عبد الله ... 
وأبى محمد مكى بن أبى طالب المقرئ ... وكانت الرحلة إليه في وقته ومدار أصحاب 
الآداب واللغات عليه" (ولد سنة 396 حتوفي سنة 456)©. 


وبعتبر من أكابر الرواة عن مكي. وقد اختص ف رواية مؤلفاته. ومنها "كتاب 
التبصرة في القراءات "والتذ كرة في القراءات السبع, والتنبيه على أصول قراءة نافع بن عبد 
الرحمنء والإبانة عن معانى القراءات وسواها©. 

وقد اختص به ابو عبد الله جعفر بن محمد بن مکي» وروى عنه مصنفات جده 
مكي وفهرسته» كما روى فهرسته هو وتأليفه وجميع رواياته عن شیوخه» ورثاه عند موته 

5 ا 6 

بقصیدة كما رثي ابنه أبا الحسين سراج بن عبد الملك بن سراج©. 
”عبد الملك بن موسى بن عبد الملك بن وليد أبو مروان بن أبى جمرة. 


مرسی» سمع أبا عمرو المقرئ وأجاز له من أهل الأندلس جماعة منهم أبو حمد 
مكىء وتوف بمرسية سنة 0485. 





' - الصلة 360/2 ترجمة 774 
* - الصلة 365-363/2 ترجمة 776 
1 - يمكن الرجوع إلى أسانيد ابن خير بهذه المؤلفات لمكي عند ابن خير في فهرسته رواية عن ابن سراج في الصفحات 41-23- 
68-67-51-2 وإلى مروبات له عن مکی في 429-65-55-54. 
“ - فهرسة ابن خير 449-432. وانظر رواية المنتوري لكتب مكي من طريقه عنه في فهرسة المنتورى لوحة 8-7 
. - يمكن الرجوع إلى قصيدته في.الذخيرة لابن بسام القسم الأول مجلد 2 ص 815-814 ومطلعها قوله : 

انظر إلى الأطواد كيف تزول والالة العلياء كيف تحول. 
8 - ذكر القصيدة والتي قبلها أبو بكر بن خير في فهرسته 424-423- في مروياته وقال : "إحداهما يرثي بها شيخنا أبا مروان 
عبد الملك بن سراج حرحمه الله- والثانية في رثاء صاحبه وأخيه ورضيعه بلبان العلم عند أبيه الوزبر الأديب أبي المسين سراج بن 
عبد الملك بن سراج رحمهم الله قرأتهما عليه بلفظي وكتبتهما بخط يدي من خطه". توفي الابن كما ذكر تلميذه عياض سنة 
8ه - الغنية205-201. 


664 


٠‏ - أبو عبيدة : مستملي مكي بن أبي طالب المقرئ. 

هكذا ذكره ابن الأبار في التكملة : 46/4 ترجمة 132 وقال : حدث عنه أبو 
الحسن الأوسيء قرأت ذلك مخط أبي الوليد بن الدباغ" 
العلاء بن أبى البو عبد الوعاب :بن أحمد بن عية. الرحعن ون سعيد إن جز بن غالب 
لاس العا 


م ا ب 
مكي بن أي طالب وغيره. "توفي بالمرية سنة 454 "2. 





-على بن أحمد بن أبي الفرج الأموي من أهل دانية. 
أخذ عن مكي وصحب أبا عمرو الداني» وسيأتي في أصحابه 
بن عبد الله بن فرح حبالمهملة- الجذامى المقرئ المعروف ب"ابن الأ لبيري". 


من أهل طليطلة وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها يكنى أبا الحسن» روى عن 

أبي محمد مكي بن أبي طالب أخذ عنه بقرطبة: وعن أبي القاسم وليد بن العربي المقرئ 

.. وكان يقرئ الناس القرءان بالروايات وبضبطها ضبطا حسناء ويعظ الناسء» وكان وقورا 

اقل حسن السمت» مليح الخط ثقة فيما روا ثبتا دينا فاضلاء وقدم قرطبة وقدم إلى 

الإقراء بجامعها سنة 483 وأقرأ الناس بها خو الشهرينء وتوفي في العام المؤرخ» وكان 
مولده سنة 416" هكذا قال عن مولده في الصلة. 


00 





وقال ابن الجزري : "استاذ ماهر ثقة» ولد سنة 2410 أخذ القراءات عرضا 


وسماعا عن مكي بن أبي طالب وأبي القاسم وليد وابني محمد بن عياش" 
مشاو 2( r‏ 
ورا . 


وحمد بن 





103 الذيل والتكملة 50/5 ترجمة‎ - ١ 

2 - الصلة 445-444/2 ترجمة 959 

3 - ترجمته في الصلة 423/2 ترجمة 907 

“ - هو وليد بن عباس بن عبد الله الأصبحي يعرف بابن العربي من أساتذة أبي جعفر بن الباذش في رواية ورشء وسيأتي في 
- الصلة 421/2 ترجمة 901 

- لعل الصواب "وأبي بكر بن عياش" وهو أبو بكر بن عياش بن مخراش من شيوخ شعيب بن عيسى اليابري 

- م أقف عليه 

- غاية النهاية 554-553/1 ترجمة 2260 


عا ما لت ف oo‏ 


665 


ألف في القراءات كتاب "الاستذكار لمذاهب القراء السبعة المشهورين في الأمصار" . 
-علي بن فضال بن علي بن غالب أبو الحسن المجاشعى القيراونى النحوي. 


ذكره ابن مكتوم وأسند من طريقه عن مكي بن أبي طالب قال : بقرطبة في منزله 
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن القابسي 0 


-عيسى بن خيرة مولى ابن برد المقرئ أبو الأصبغ القرطبي. 

ترجم له ابن بشكوال وقال : "روى عن أبي محمد مكي بن حي طالب المقرئ» 
وأبي القاسم حاتم بن محمد وجماعة. وكان يقرئ بالروايات السبع ويجودهاء وكان مع ذلك 
فاضلا زاهدا ورعا متصاونا متواضعا خببا إلى الناس» تولى الصلاة بالمسجد الجامع 
بقرطبة, ثم تخحلى عن ذلك"©, ومات في جمادى سنة 487ه. 


ومن أهم أصحابه عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن أبو زبد الخزررجي 


"مقرئ حاذق أخذ القراءات عن أبي الأصبغ عيسى بن خيرة صاحب مكي ... 
مات ف حدود 0 , وسیانن المزيد من التعريف با الأصبغ بن خيرة ف اصحاب ابی 
عمرو الداني لأنه معدود فيهم أيضا. 


-عيسي بن سهل بن عبد الله أبو الأصبغ الأسدي القاضى القرطبى. 
أصله من جيان وهو معدود من فقهاء المالكية في موطنه. أسند عياض من روايته 
عن مكي طائفة من كتب الفقه كما روى عنه في فهرسته المتضمنة لرواياته عن شيوخ 


ورواها ابن خير من طريقه عنه. 


وترجم له أبو الحسن النباهي بقوله : "ومن القضاة بغرناطة أيام "دولة 
الصناهحة"7) الشيخ الفقيه أبو الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي... روى عن 





- حدث عنه بالكتاب أبو بكر بن الخلوف عن أبي زيد عبد الرحمن بن سعيد الطليطلي عن مؤلفه أبي الحسن ابن الألبيري‎ - ١ 
١ , 1 .37/2 الملل السندسية لشكيب ارسلان‎ 

2 - إنباه الرواة 300-299/2 ترجمة 479؛ ينظر بالهامش ما كتبه محققه نقلا عن تلخيص ابن مكتوم 

( - الصلة 439/2 ترجمة 943 

“ - غاية النهاية 375/1 ترجمة 1591 

* - الغنية 119- وكذا 229-44 

5 - فهرسة ابن خير 436 

” - يعني المرابطين. 


666 


أبى محمد مكي بن أبي طالب وأبي عبد الله بن عتاب الفقيه وتفقه معه وانتفع 


0 
وقد أسند المنتوري من طريقه عن مكي "كتاب الموجز في القراءات السبع"9© من مؤلفات 
-غالب بن محمد بن أبي نصر السهمي أبو تام من أهل شنتمر, بة الغرب. 


قال ابن عبد الملك المراكشي : "ثلا بالسبع على مكي بن أبي طالب وتصدر 
للإقراء وأخذ عنه وولى أحكام بلده في إمارة المعتضد د بن عبادى توفي سنة 0"499©, 


-فرج بن عبد الملك بن سعدان الأنصاري أبو عبد الله من أهل جيان» سكن قرطبة. 
“قراح بن عدت احا ون ما ا ی ی ا ا 


"روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ» وصحب أبا عبد الله محمد بن 
عتاب الفقيه واختص به توف سنة 00 


محمد بن إبراهيم بن إلياس أبو عبد الله اللخمى الأندلسيء يعرف "بابن_شعيب"ء 





يروي عن مكي وأبي عمرو الداني وأبي العباس المهدوي وقد اشتهر بصحبته 
ورواية مؤلفاته كما سياتي. 


محمد بن أحمد بن سعيد المعافري المقرئ» يعرف ب"ابن الفراء" من أهل جيان يكنى أبا 
مك بن احمت یں سعید اع ری رنہ ر ج یں ا ل م ال 
عبد الله. 


"أخذ القراءات عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ» وأقرأ الناس بالحمل 
عنه» وكان فاضلا زاهدا ورحل في آخر عمره إلى المشرقء وتوف بمكة سنة 469„ "0 





- تاربخ قضاة الأندلس لأبي الحسن النباهي 97-96. 

- فهرسة المنتوري ¬ لوحة 8. 

-الذيل والتكملة 5/القسم الثاني 0 ترجمة 898 

- الصلة 463/2 ترجمة 992 

- معرفة القراء 359/1 طبقة 11- وغاية النهاية 47/2 ترجمة 2685. 
- الصلة 548/2 ترجمة 1100 


بم دم دت + ها لت 


667 


ومن أهم أصحابه أبو محمد عبد الله بن أحمد الهمداني قرأ عليه للسبعة وأجازه 
بخط يده سنة 464 7 وسيأتي إسناد أبي جعفر بن الباذش لرواية ورش من طريقه عن ابن 
ومن أصحابه أيضا یی بن حبيب وهو يى بن سعيد بن حبيب أبو زكرياء المحاربي 
قاضي جيان وخطيبها© ومنهم على بن يوسف أبو الحسن القيسى السالمى من أساتذة أبى 
الس الاد وال ابي ج 
محمد بن أحمد بن لب القيسى أبو عبد الله المغامى. 


مقرئ وراوبة كبير يروي عن مكي وأبي عمرو الداني وهو به أخصء وسيأتي في 
اانه 


-محمد بن أحمد بن مطرف الكناني المقرئ يعرف ب"الطرفي" من أهل قرطبة ويكنى أبا عبد 
الله (454-387). 
قال ابن بشكوال : "روى عن القاضى يونس بن عبد الله وأبى محمد بن الشقاق 
الفقيف وفلا القرءان بالروايات على أبن محمد مك ين أبن طالب واحعض ب وأ خل عنه 
ظم ما عنده. وكان من أهل المعرفة بالقراءات حسن الضبط لهاء عالما بوجوهها وطرقهاء 
أخذ الناس عنه كثيراء وكان دينا فاضلا. صاحب ليل وعبادة, ثقة فيما روا أخبرنا عنه 
أبو القاسم بن صواب مجميع ما رواه وغيره من شيوخنا ووصفوه بالمعرفة واللالة". 





وترجم له ابن الجزري وقال : "يعرف بالطرفي لكونه يوم بمسجد طرفة بقرطبة, 
مقرئ كبيرء تلا بالروايات على مكي ولازمه وحمل عنه معظم ما عند وصحب أبا 
كثيرا"00, 


| وقد ألف أبو عبد الله الطرفي في القراءات كتبا منها "كتاب البديع في شرح 
القراءات السبع". 


- ينظر في ذلك الإقناع لابن الباذش 63-62/1 
- ترجمته في غاية النهاية 372/2 ترجمة 3845 
- ترجمته في غاية النهاية 586/1 ترجمة 2379 
- الصلة 538/2 ترجمة 1179 

- غاية النهاية 89/2 ترجمة 2807 


5 دم دنا + م 


668 


وقد ظل كتابه مرجعا في مذاهب مدرسته إلى المائة التاسعةء فاعتمده المنقوري في 
مغل الدرر الا وهل عب و اباب من ا رل مراك وأسطدة فق ن 
"قرأت بعضه تفقها على شيخنا الأستاذ أبي عبد الله محمد بن محمد القيجاطى وأجاز لى 
جميعه عن أب اد ات عمد بل حمل بن اا ب و را مها ]لي ابي 
القاسم خلف بن محمد بن عبد الله بن صواب عه" 20 

ووقفت له في بعض الفهارس على ديوان بعنوان "شرح قصائد في القراءات 
"البديعيات". 


ولعل الطرفي نظم فيه ما خم كاب "اليم الف ال 


وله كتاب آخر لعله في رواية ورش خاصة ينقل عنه المنتوري وابن القاضي في 
شرح الدرر بعنوان "الإيضاح"©. وغختار للقارئ الكريم هذا النموذج من كلامه في باب 
المد. قال المنتوري في شرحه عند ذكر مد "شئ" ونحوه "وقال ابن مطرف في "الإيضاح" : 
جاء عن ورش هذا الأصل ثلاثة أوجه : أحدها : أنه يده كمد حروف المد واللين 
سواءء والثاني : يمده أقل من حروف المد واللين فينقص من المد الذي يمده في حروف المد 
واللين بمقدار ما نقص من الحرف بسبب انفتاح ما قلف والقالف © أن لا ر" 





-حمد بن جهور بن محمد بن جهور بن عبد الله بن الغمر يكنى أبا الوليد. 
-محمد بن جهور بن محمد بن جهور بن عبد الله بن العمر يحنى ي ايل 


كان أبوه من وزراء الدولة العامرية بقرطبة أواخر دولة بني أمية بهاء ثم استبد 
بالأمر سنة 422 لما خلع الجند المعتز آخر خلفاء بني أمية» وكان يؤم بجيرانه في المسجد 





' - هو أبو البركات البلفيقي من أعلام الأئمة في المغرب يروي الدرر اللوامع عن ناظمها ابن بري كما سياتي. 

2 - فهرسة المنتوري لوحة 14. ويمكن الرجوع في الإشارات اليه إلى باب المد من شرح الدرر عند ذكره لمد حرفي اللين من شئ 
وسوء (لوحة 104) وكذا لوحة 184 

3 - يوجد مخطوطا في مكنبة نور عثمانية بأستامبول تحت رقم 54 - وينظر في ذلك بروكلمان الملحق 721/1 وكذا (الفهرس 
الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط - علوم القرءان مخطوطات القراءات( 81/1) 

“ - ينظر شرح المنتوري على الدرر اللوامع لوحة 103 عند ذكر قصر "يواخذ ويواخذكم" لورش؛ عند ذكر مد حرف اللين 
قبل الهم لوحة 105ء وذكره ابن القاضي في الفجر الساطع في باب الإظهار والإدغام عند ذكر إدغام "يعذب من" واركب 
معنا" لقالون" 

7 - شرح المنتوري لوحة 105 


7 5 5 الأصل "المكي" ولعلها تحريف. 
669 


وذكر ابن بشكوال أنه "قرأ القرءان وجوده على أبي محمد مكي بن أبي طالب 
المقرئ. وكان حافظا للقرءان العظيم مجودا طروفه» كثير التلاوة له. وكان معتنيا بسماع 
العلم من الشيوخ وروايته عنهم» سمع في شبيبته علما كثيرا وروا وقرأت تسمية شيوخه 
المذكورين قبل هذا بخط يده وفيه تسمية ما سمعه منهم فرأيت فيها كتبا كثيرة تدل على 
العناية بالعلم والاهتمام به» توفي رحمه الله معتقلا ب"شلطيش"© معتقلا بها من قبل 
المعتمد على الله محمد بن عباد في منتصف شهر شوال سنة 462ه ومولده في ذي القعدة من 
سنة 391 "., 


“محمد بن الحبيب بن طاهر بن علي بن شماخ الغافقى يكنى أبا عبد الله. 
"سمع بقرطبة من قاضيها يونس بن عبد الله وأبي محمد بن الشقاق وأبى عبد 


الله بن نبات وأبي المطرف القنازعي ومكي بن أبي طالب وغيرهم, ورحل إلى الق وع 
سنة 421 وتوف 459". 





-محمد بن سعيد القاضى من أهل غرناطة. 


قال ابن الأبار : يروي عن مكي بن أبي طالب المقرئ» وكان رجلا صالحا زاهداء 
حدث عنه أبو هارون موسى بن خلف بن أبي درهم -قاضي وشقق- أجاز له كتب مكى 


نے( . 


أبو عبد الله الرعينى الإشبيلى -صاحب "الكافي في القراءات | 


PEE‏ التوفيقية" في المدرسة المغربيةء أجاز له مك ©, وسيأتي مع باقى 
"مدارس الأ قطاب" ف آخر هذه الأيواب والفصول التى خصصناها لمدارس الأقطاب 4 


“محمد بن عتاب بن حسن أبو عبد الله القرطبى. 


راوية لكتب العلمى روی ابن خير من طريقه عددا وافرا منهاء ذكره عياض في 
الرواة عن م (© وذكر في ترجمته من مشيخته أبا عمر الطلمنكى وأبا محمد مكيل 
- تاريخ ابن خلدون 159/4. 
- مدينة بالأندلس قرب لبلة وهي جزيرة بالبحر طولها نحو ميل ينظر في وصفها كتاب "ضفة جزيرة الأندلس 111-110 
- الصلة 547-546/2 ترجمة 1195 
- الصلة 547-546/2 ترجمة 1195 
- التكملة 388/1 ترجمة 1082 
- الصلة 553/2 ترجمة 1212. 
- ترتيب المدارك 14/8. 





”خمد بن شرد 


0-3 دج دا ھج هھ 0 ل- 


670 


وكانت زوجته أيضا مقرئة» وتدعى ابنة قا كما كان ابنه أبو محمد عبد الرحمن آخر 
من حدث عن مكي کما تقدې» توفي ابن عتاب الوالد سنة 462 وشهد جنازته المعتمد بن 
ا E‏ 

الطليطلى المقرئ. 


إمام مقرئ: ضابط قرا على ابي عفر عمر الطلمنكي وأبي محمد مكي وأبي عمرو 
الداني وغیرهم» وسيأ تي التعريف به ف أصحاب الداني لاشتهاره بصحبته ورواية مۇلفاتە. 


- محمد بن عيسى بن فرج بن أبي العباس بن إسحاق أبو عبد الله المغامي 





-محمد بن غالب يكنى أبا عبد الله. 


قال في التكملة : "لا أعرف موضعه» وله رواية عن مكي بن أبي طالب» حدث 
عند ای بک ی عطانة کت مكل أجازعا ا 
- محمد بن فرح و و ی ای را ت اين ادم ناهل 
قرطبة (497-404). 

0 في الصلة وقال : : 'بقية الشيوخ في وقته» المفتين بحضرته» روى 
لله 0 حافظا لكتابه العزيزء تاليا لا ودا و 5 الصلاة له الجامع 


بقرطبة, وأسمع الناس به وأفتاهم فيه» وعمر وام حتى بيع منه الكبار والصغار والآباء 
والأبناء» وكانت الرحلة في وقته إليه» وجمع كتابا حسنا في أحكام النبي -صلى الله عليه 


"0 
قلت : طبع هذا الكتاب أخيرا باسم "كتاب أقضية النبى صلى الله عليه وسلم" 
انظر قائمة المصادر. 


أسند عنه الأئمة كثيرا من مروبات مكي وبعض مؤلفاته”". 





- نفسه 131/8. 
- سياتي ذكرها في الرواة عن أبي عمرو الداني. 
- الصلة 515/2. 
- يمكن الرجوع إلى مروياته عن الداني في فهرسة ابن خير 41-40. 
- التكملة لابن الأبار 1402 ترجمة 1131. 
- الصلة 565-564/2 ترجمة 1239. 
- روى ابن خير كثيرا من مصنفات الأئمة عنه في فهرسته 438-96-95-88-87, وروی من طريقه عن مكي في ص 92/1- 
3 وروی المنتوري في فهرسته من طريقه عن مكي "كتاب مشكل إعراب القرءان"» "وكتاب العالم والمتعلم" في معاني 
القرءان لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس. وروى عياض من طريقه عن مكي رسالة ابن أبي زيد في الفقه 


671 


-محمد بن محمد بن أصبغ أبو عبد الله الأزدي القرطبى. 
قال ابن الجزري : " إمام جامعها -قرطبة- مقرئ مجود خيرء قرأ بالروايات على 
مكى وسمع من جماعة, وكان فاضلا خيرا ذا عناية بالعلم» مات سنة 477 م"00. 


-محمد بن محمد بن بشر أبو عبد الله المعافري القرطبى الصيرفي. 


مقرئ أخذ القراءات عن مکيء وله رحلة إلى مصر سمع فيها الحديث» مات 
سنة481 ©, 


محمد بن المفرج بن إبراهيم بن محمد المقرئ أبو بكر وأبو عبد الله البطليوسى يعرف ب 





وأبي عمرو الدائي وأبي علي الأهوازي ونحمد بن 0 الكارزيني» وما E‏ ا جمع 
الأخذ عن هؤلاء ا 


وسياً تي ف أصحاب أ عمرو الداني لثبوت روايته عنه» ونذكر هناك بعض 
مؤلفاته في القراءات وجملة من الرواة عنه. 


-محمد ن مكي بن أب طالب. 


روا وأجاز 5 أيضا أبو علي اللداد الفقيه 0 أحكام الشرطة والسوق بقرطبة مع 
الأحباس وأمانة الجامع .. وتوفي سنة 474» ومولده سنة 60"414. 





-الغنية 44- كما رواها أبو عبد الله المجاري في برنامجه 114 وأسند ابن عطية من طريقه بعض كتب مكي ومروياته (فهرسة 
ابن عطية 68-67). 
- ترجمته في الصلة 534/2 ترجمة 1214-وغاية النهاية 239/2 ترجمة 3403. 
- ترجمته في الصلة 555/2-وغاية النهاية 239/2 ترجمة 3405. 
ا ابن الجزري هذا اللقب فقال : (بفتح الراء والباء وإسكان الواو وفتح الياء آخر الحروف وضم اللام وإسكان الهاء) 
غاية النهاية 265/2 ترجمة 3479. 
“ - معرفة القراء الكبار 368/1 طبقة 11. 
- الصلة 552/2 ترجمة 1210. 


672 


ء 


قرأ "كتاب التبصرة" لا بيه عليه( وروی عنه جميع كتبه ف القراءات وغيرها. 
كما روى فهرسته وجميع رواياته 3 شیوخه» وروی عنه كل ذلك ولده الشيخ الوزير أبو 
عبد الله جعفر بن محمد بن مکی . 
-معاوية بن محمد بن أحمد بن معارك العقيلى من أهل قرطبةء يكنى أبا عبد الرحمن. 

"روى عن يونس بن عبد الله القاضي. ومكي المقرئ وغيرهماء وعني بالعلم 
وسماعه. وكان حافظا للقرءان» كثير التلاوة له مجودا لروفه وطرقه» وكان صاحب صلاة 
الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة» توفي يوم عيد الفطر سنة 469"©. 
-موسى بن سليمان أبو عمران اللخمى المقرئ نزيل المرية. 

قال ابن الجزري : "مقرئ مسند قرأ على مكي بن أبي طالب وأحمد بن أبي 
لضع تاحت الننامري 0 . 

وذكره مرة أخرى ف أصحاب ا العباس أحمد بن عمار المهدوي7© 3 وسيأتي 
مزيد من التعريف به في أصحابه في الفصل التالي بعون الله. وقد روي ابن الجزري "كتاب 
التبصرة"لمكى E‏ 
-موسى بن حبيب أبو عمرو. 
فقال: "أخذ القراءات عن أبي عمرو موسى بن حبيب عن ا 
حمحيى بن إبراهيم بن أبي زيد اللواتي المرسي أبو الحسين يعرف بابن البياز. 


إمام کسیر وراوية معمر» "روى عن مكي بن أبي طالب وأبي عمرو 
المقرئ وغيزهفنا "7 1" وسياتي ف أصحاب ابي عمرو الداني ف ترجمته. 





- أسنده عنه ابن خير في فهرسته 28. 

- يمكن الرجوع في ذلك إلى فهرسة ابن خير 429-42-41. 

- يمكن الرجوع إلى روايته لكتاب التبصرة عن ابيه في الروايات عنه في "الدر النثير" لابن أبي السداد لوحة 6 (مخطوط 
الخزانة المسنية رقم 1592)ء وفي فهرسة المنتوري حلوحة 14. 1 

- الصلة 614/2. 

- غاية النهاية 319/2 ترجمة 3680. 

- غاية النهاية 92/1 ترجمة 417. 

- النشر 70/1. 

- التكملة 855-854/2 ترجمة2062. 

- الصلة 671-670/2 ترجمة 1478. 


+ هما am‏ ق مه 0 


6713 


-يوسف بن عباد المرادي من أهل جيان يكنى أبا جاج ويعرف ب"الأعرج". 


قال الحافظ ابن الزبير : "أخذ القراءات عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ» 
ورواها عله المقرئ المسن أبو عيد الله قد بن عيد الرحمن بن عبادة الأنصاري وسماه ف 
شيوخه. وكانت وفاته قبل الخمسمائة بيسير"0, 





هؤلاء نيف وستون رجلا من أصحابه من أعلام قراء العصر وعلمائه» ممن قرا 
عليه أو روى بعض كتبه أو سمع منه ف الملة وهم ف الوقت ذانه أهم الوسائط والطرق 
التى انتقل عبرها مذهب مدرسته. والمجال الذي تألق من خلاله في القراءة والإقراء 
واف والرواية عطاء المدرسة المذكورة ونبلور فيما كانت تأخذ به في أداء رواية ورش 
من اختيارات فنية انطلاقا من أصول مدرسة مكي ووشائج القربى التي تصلها ب "المدرسة 
القيروانية" الأم كما وصفناها وحددنا ملاعها في ترجمتي ابن خيرون وابن سفيان. 


ولقد حاولنا من خلال صحبتنا لمكي قارئا ومؤلفا وشيخا متصدراء أن نتمثل 
جملة المعالم الهادية التي ترشدنا ف دراسة شخصيته. إلى إدراك مجالي النبوغ ومقومات 
الإمامة فيهاء وأن نستجلي السمات العامة لمذاهبه واختياراته وآرائه العلمية.» سواء من 
خلال مصنفاته المتنوعة وما تضمنته من مباحث رائدة, أم من خلال ذلك الجمهور العريض 
التي نخرج على يديه في قاعدة البلاد الأندلسية. 


وحسب الإمام مكي من شفوف القدر وسمو المنزلة أن يقاسم ف هذه البلاد شرف 
الأستاذية ومنصب إمامة هذا الشأن أقطابا من طراز أبي عمر الطلمنكي وأبي عمرو الداني 
وأبي العباس المهدوي وأبي الفا سم الخزرجي وأبي الاسم بن عبد الوهاب» وأن يظل 
منتصبا بعاصمة البلاد. متصدبا ا والإفادة نيفا وأربعين عاما دون فتور أو 'توقف إلى 
أن استوفى اثنتين وغانين سنة من عمره رحمه الله. 


وفاته: 


ومات مكي حرحمه الله- .بوم السبت» ودفن 2 الأحد لليلتين خلتا من المحرم 
سنة 437ه ودفن بالربض» وصلى عليه ابنه أبو طالب : محمد بن مكي "© تاركا الدنيا 


تلهج بذ كره ما بقي علم القراءات محفوظا بحفظ الذكر الحكيم. 





' - صلة الصلة لأبي جعفر بن الزبير القسم الأخير 203 ترجمة 394. 
3 - الصلة 633-631/2. 


674 


وإذ تأتى لنا في هذا البحث أن نقف مع مكي -رحمه الله- على جانب مهم من 
الواجهة الأندلسية التي استقبلت عه المدرسة القيروانية ف الجهات الغربيةء فسنكون على 
موعد في الفصل الموالي مع شخصية أخرى تأتى من خلالها ازدياد هذا الإشعاع وانعكاسه 
ف الجهات الشرقية من الأندلسء» وهي شخصية الإمام أي العباس أحمد بن عمار المهدوي, 
باعتباره هو ومكي رضيعي لبان مدرسة واحدة تتلا قى جذورها داخل التربة الإفريقية 
والقيروانية, ولكنها ختلف ونتنوع كثمار البستان الواحد ف الطعوم والأشكال والروائح 
والألوانء ثم ننطلق من ذلك إلى متابعة امتدادات هذه المدرسة في بعض أقطار المشرق 8 
مصر وغيرها مع ثلااثة من الأقطاب هم أبو القاسم الهذلي وأبو علي بن بليمة وأبو القاسم 
بن الفحام مستعينين بالله. 


675 


المصادر والمراجع المعتمدة في الكتاب للعدد السابع 


> الإبانة عن معاني القراءات للإمام مكي بن أبي طالب القيسي تحقيق الدكتور عبد الفتاح 
إسماعيل شلبي طبع دار نهضة مصر. 


> الإحاطة في أخبار غرناطة للوزير لسان الدين ابن الخطيب السلماني تحقيق الدكتور محمد 
عبد الله عنان الطبعة : 2 - مكتبة الخالمجي- القاهرة. 
> الأعلام ير الدين الزركلي الطبعة : 3-دار العلم للملايين- بيروت -لبنان. 


> أعلام الدراسات القرآنية في خمسة عشر قرنا للدكتور مصطفى الصاوي الجويني-منشأة 
المعارف-السكندرية : 1982 م. 


> الإقناع في القراءات السبع للإمام أبي جعفر أحمد بن علي بن الباذش الأنصاري الغرناطي 
تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش دار الفكر حدمشق : 1403ه-1986م. 


> الإتقان في علوم القرآن للإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي طبعة دار 
الفكر -ودار الثقافة بيروت. 
> الإحكام ف أصول الأحكام لأبى محمد بن حزم الأندلسى-نشر مطبعة الإمام بمصر-القاهرة. 


> إرشاد الأربب إلى معرفة الأديب (معجم الأدباء) لياقوت الحموي-طبعة القاهرة:1355 ه 
7ه. 


> الإيضاح في علل النحو لأبي القاسم الزجاجي تحقيق الدكتور مازن المبارك دار النفائس 
ط 4 : 1402ه-1982م. 


> الاستبصار في عجائب الأمصار لمؤلف مجهول مراكشي من العصر الموحدي. 
> الأرجوزة المنبهة (منبهة الشيخ ا عمرو الداني) تحقيق الدكتور الحسن بن أحمد وكاك- 


> البحر المحيط في تفسير القرآن الكريم لأبي حيان محمد بن يوسف النفزي الغرناطي ط 1 : 
8 هط 2 : 1954-1373 مكتبة السعادة بمصر -القاهرة. 


> برنامج محمد بن جابر الوادي آشي الأندلسي تحقيق محمد محفوظ نشر دار الغرب الإسلامي 
ط 2 : 1981م. 


677 


> برنامج أبي عبد الله محمد المجاري الأندلسي تحقيق محمد أبو الأجفان نشر دار الغرب 
الإسلامي ط 2 : 1982م. 


> برتامج القاسم التجيين السب اقيق عبد الفيظ متنصور نر الداز الغربية للكتات ا 
> بغية الوعاة لال الدين السيوطي تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم مطبعة عيسى البابي 
الحلبي 1994-1384 وكذا طبعة المكتبة العصرية بصيدا-بيروت : 1384ه - 1964م. 
> بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس لمحمد بن بحيى الضبي طبعة دار الكتاب 

العربي : 1967م 


> البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري المراكشى دار الثقافة-بيروت لحقيق 


> تاريخ العلامة ابن خلدون طبعة 1391ه-1971. 


> تاريخ قضاة الأندلس لأبي الحسن النباهي المالقي منشورات دار الآفاق الجديدة 
بيروت : 1400 ه - 1980. 


> تاريخ رواة العلم في الأندلس لأبن الفرضي (تاريخ علماء الأندلس)تحفيق إبراهيم الأبياري 


> تاريخ الأدب العربي لبروكلمان طبعة دار المعرفة بمصر تعريب الدكتور عبد المحليم النجار. 


> التبصرة ة في القراءات السبع لمكي بن أبي طالب القيسي تحقيق الد كتور محيي الدين رمضان 
ط 1: الكويت 5ه-1985م. 


> التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لأبي عمر بوسف بن عبد الله بن عبد البر 
النمري القرطبي طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية -الرباط بتحقيق 
جماعة من الأسانذة. 


> التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الغرناطي الأندلسي طبعة المكتبة التجارية لمصطفى محمد 
بمصر ط 1: 1355 ه. 


> تريب المدارك لأبي الفضل القاضي عياض بن موسی اليحصبي السبتي طبعة وزارة الأوقاف 
بالمغرب, 


678 


>> التكملة كناب العئلة لأين عبد الله بن الأبار القضاعى الأندلسي نشر مكتبة الخالجي بمصر 
والمثنى ببغداد:1375. 


> التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني نشر دار الكتاب العربي ط 2 
بيروت: 1404ه 1984. 


8 -الخرزانة الحسنية - الرباط. 


> ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي تحقيق الدكتور عبد الله العمراني نشر 
ذاو ا لخر الات ط1: 1403ه-1983 منشورات الجمعية المغربيةللطباعة والنشر. 


> جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير ابن جرير الطبري) ط2: نشر مطبعة البابي 
اقل 1954-1973 


>> جامع الإمام الترمذي بشرح عارضة الأحوذي للقاضي أبي بكر بن العربي المعافري مطبعة 
الصاوي: 3ه. 


>> جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس لمحمد بن فتوح الحميدي سنشر الدار المصرية لتأليف 


> الجهود اللغوية في القرن الرابع الهجري للدكتور عفيف عبد الرحمن -طبع دار الرشيد 
بغداد : 1981 - العراق. 


> الحجة للقراء السبعة لأبي على الحسن بن عبد الغفار الفارسي نشر دار المأمون للتراث. 
> حرز الأمانى (الشاطبية) للإمام الشاطبي. 


>> اختصار الوقف على كلا وبلى ونعم لمكي بن أبي طالب نشر دار المأمون بدمشق 1399ه- 

> الدر النثير والعذب النميز في شرح التيسير لعبد الواحد بن أن السداد المالقي (م خ 
ج( رقم 2-الزانة الحسنية- الرباط. 

> دليل المخطوطات بدار الكتب الناصرية بتمكروت لمحمد المنوني طبعة وزارة الأ وقاف 
المغربية: 5ه-1985م. 

> الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لإبراهيم بن علي بن فرحون اليعمري دار 


679 


> الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لأبي الحسن علي بن بسام الشنتربني الأندلسي تحقيق 


> الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي تحقيق الد كتور إحسان عباس وحمد بنشريفة. 


> ساكل :ابن .حرم الأندلبى اقيق الد كور انان عباس تقر المؤسسة العرية للداراضات 
والنشر حبيروت. 

> الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين والمعلمين لأبي المسن على بن خلف القابسي نشر 
الدكون كمد رامن شقن اتا ا ا ا الطبعة 1: 1977- 


> الركاية لتجؤيد و e E‏ طالب القيسي حقيق 
عمار ط2: الأردن : 1404م 


> طيبة النشر في القراءات العشر (أرجوزة) للحافظ ابن الجزري ضمن مجموع إتحاف البررة 


بالمتون العشرة جمع الشيخ الضباع. 
> الصلة لف بن عبد الملك بن بشكوال-المكتبة الأندلسية- الدار المصرية للتاليف والترجمة: 
6 إم. 
1 


>صلة الصلة لابن الزبير القسم الأخير بذيل المجلد الثامن من الذيل والتكملة تحقيق 
الد كتور محمد بنشريفة. 


> السبعة في القراءات لأبى بكر بن مجاهد البغدادي تحقيق الدكتور شوقى ضيف طبعة دار 
المعارف ط3 - مصر. 


> شجرة النور الزكية في طبقات السادة المالكية لمحمد بن محمد بن مخلوف التونسى نشر دار 
الكتاب العربى- لبنا 


> شرح الدرر اللوامع لأبي عبد الله المنتوري الغرناطي (ح خ غ)الخزانة العامة بالرباط رقم 
5م. 
1 


> شرح الهداية في القراءات السبع (الموضح في تعليل القراءات) للإمام أبي العباس المهدوي 


680 


> العنوان في القراءات السبع لأبي الطاهر إسماعيل بن خلف السرقسطي الأندلسي ححقيق 
الدكتور زهير زاهد والدكتور خليل العطية نشر عالم الكتب ط2: 6ه-1986م. 


> العمدة في غريب القرآن (طبع منسوبا إلى مكي بن أبي طالب القيسي) بتحقيق الدكتور 


>> غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابن الجزري ط2 : 1400ه-1980م دار الكتب 


> الغنية في شيوخ عياض تحقيق ماهر جرار نشر دار الغرب الإسلامي ط1-بيروت: 1402ه 
2.. 


0 ا ا ا ااك اة 1980-1402“ 


> فهرسة ما رواه أبو بكر بن خير الإشبيلى عن شيوخه -منشورات دار الآفاق الجديدة 
حبيروت- لبنان. 


> فهرسة المنتوري (ح خ ح) الخزانة الحسنية بالرباط رقم 1578. 


> فهرسة الإمام ابن غازي (التعلل برسوم الإسناد) تحقيق محمد الزاهي مطبوعات دار المغرب 
-الدار البيضاء. 


> فهرسة الخزانة الملكية (المجلد السادس الخاص بالقراءات والتفسير) إعداد محمد العربي 
الخطابي -الرباط. 


> فهرسة ابن عطية عبد الحق بن عطية المحاربي الأندلسي تحقيق محمد أبو الأجفان وبحمد 
الزاهي نشر دار الغرب الإسلامي بيروت : 1400ه 1980م. 


> الفصل في الملل والأهواء والنحل لأبي محمد بن حزم ط 2 دار المعرفة بلبنان: 1396 ه- 
196.. 
1 


>> القراءات بإفريقية لهند شلبي نشر الدار العربية للكتاب : 1983م. 
> القصيدة الحصرية في قراءة نافع (مخطوطة خاصة). 


> القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس المصري يتحقيق الدكتور أحمد خطاب العمر ط1: 
بغداد مطبعة العاني 1978. 


> الكشف عن وجوه القراءات لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي تحقيق الدكتور بي 
الدين رمضان مؤسسة الرسالة: 1981م. 

> كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون لحاجي خليفة نشر مكتبة المثنى ببغداد. 

> لطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلانى (المجلد الأول) تحقيق الشيخ عامر السيد 
عثمان وعبد الصبور شاهين -القاهرة : 1392ه - 1972. 

> معالم الإيمان لعبد الرحمن بن محمد الدباغ التونسي طبعة تونس 1920م. 

> معرفة القراء الكبار للحافظ شمس الدين الذهبي تحقيق محمد سيد جاد الحق ط1 ك دار 
الكتب الديثة حمصر. 

> منجد المقرئين للحافظ محمد بن محمد بن الجزري الدمشقي نشر دار الكتب العلمية بيروت 
لبنان : 1400هم-1980م. 

> مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي تحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن. 

> المكتفى في الوقف والابتداء لأبي عمرو عثمان بن سعيد الدانى تحقيق الدكتور بوسف عبد 

> مغني اللبيب عن كب الأعازيت لابن هشام الأنصاري نشر المكتبة التجاربة بمصر -مطبعة 
المدنى بالقاهرة. 

> المدرسة القرآنية في المغرب لعبد السلام الكنوني (الجزء الأول) نشر مكتبة المعارف بالرباط: 
1ه 1981م. 


> نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب لأبي العباس 
أحمد المقري التلمسانى. 


> النشر في القراءات العشر للحافظ محمد بن محمد بن الجزري الدمشقي تصحيح على محمد 
الصناع مطبعة مصطفى حمد بمصر. 

> نزهة القلوب في غريب القرآن لابن عزيز السجستاني نشر المكتبة العلمية بيروت بهامش 
المصحف الشريف برواية حفص عن عاصم. 

> كتاب أقضية رسؤل الله صلى الله عليه وسلم لأبي عبد الله محمد بن فرج المالكى القرطبى 
المعروف بابن الطلاع تحقيق الدكتور القاضي محمد عبد الشكور بالهند-دار البخاري للنشر 
والتوزيع- القصيم حبر بدة- السعودية. 


622 


4 رسالة المفاضلة بين الصحابة لأ حمل بو 0 نحقية الأستاذ سعيد الأفغان 52 دار 
ي بن حرم حقيق ي 


> رسالة في تمكين المد في آتى وآمن وآدم لمكي بن أبي طالب القيسي تحقيق الد كتور أحمد 
حسن فرحات نشر مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بالكويت جامعة الكويت السنة 1: 
العدد : 2 / غرم : 1405ه-1984م. 


> الهداية إلى بلوغ النهاية في التفسير لمكي بن أبي طالب القيسي (السفر الأول) الخزانة 
العامة بالرباط رقم 7 ق. 


> الهادي في القراءات لأبى عبد الله محمد بن سفيان الهواري مخطوطة مصورة عن خزانة آيا 
صوفيا بتركيا رقم 59. 


> وفيات الأعيان لشمس الدين ابن خلكان تحقيق الدكتور إحسان عباس طبعة دار الثقافة - 


بيروتث. 


683 


فهر س محتويات العدد السابع 


مقدمة : المدرسة القيروانية وأقطابها وامتداداتها في الأندلس 


والمشرق في عهد التأصيل والنضج IAI ATS‏ 
الفصل الأول : مدرسة أبى عبد الله بن سفيان صاحب كتاب الهادي 


ف القراءات ومكانته في المدرسة القيروانية SI eo‏ 
ترجمته ومشيخته العلمية ا ال أ و SA!‏ 
مروياته في رحلته وأسانيده في القراءات من خلال كتاب "الهادي” ET‏ :500 
إسناده لرواية ورش IIL SSSR a‏ 
مكانته العلمية ا ADS‏ نما سود I‏ 


معالم مدرسته الفنية ومظاهر إمامته وربادته في تأصيل الرواية 


عن ورش ف المدرسة القيروانية II e‏ 
ماهر مامه ea‏ اام ا I ARGOS‏ 
ربادته في استنباط أصول ورش عن نافع II E E‏ 
أهم خصائص المدرسة المغربية القيروانية في أصول رواية ورش لهذا العهد ......... 540 
تصدره للإقراء ومقر تدريسه ام ا ا ميك POE‏ 
مۇلفاته وآثاره العلمية ea‏ ا N‏ 
كتاب الهادي في القراءات السبع (عرض مختصر) SII, CE O‏ 
أسانيده في القراءات عجن امه قن اتات مقع EA‏ م 590 
أصحابه والرواة عنه O SEEN Sa e‏ 


الفصل الثانى : المدرسة القيروانية "القياسية" في البلاد الأندلسية من خلال 
ال ل مس00 الل سس ويج 





كتاب التبصرة في القراءات ورجال مدرسته م ا 5205١ SAE‏ 
ترجمته O EADIE Se‏ 


رحلته العلمية إلى المشرق 1000 +<!|1| |[ | |[ ET OE E‏ 
ول لي الأقد لين واه رو ل O SAE‏ 
لويخ ومووياةة وه 
أسانيده في رواية ورش من كتاب التبصرة o a RE‏ 
شخصيته الدينية والخلقية ومذهبه في العقيدة والفقه ز ز ز ز ز ز ز 1 00000101 
تصدره للإقراء ومكانته بين أقطاب المدارس المغربية ز ز ‏ [ ز [ [ [ 1 1111 


صور من ربادنه وسبقه في مجال القراءة وعلومها ومقومات المشيخة فيها 


مواصفات القارئ العادي عند مكي ف كتاب الرعاية في التجويد 0 E‏ 
ربادته في استنباط قواعد التجويد والتأليف في هذا العلم RS‏ 
ربادته في التأليف والدراسة الميدانية E RSS‏ 
بعض آراء مكي وغاذج من معاركه الفكرية والنقدية ee a AS‏ 
أهم القضايا التي اختلف فيها مع غيره من العلماء في الأندلس ا 
رسالته في تمكين المد لورش والرد على أصحاب الأنطاكي (عرض وتقديم) 
مكي بن أي طالب قطبا للمدرسة القيروانية بالأندلس وأهم المقومات التي تصله 


بالمدرسة الأم ب 0000 
مؤلفانه واثاره eee E Ea e SE‏ 
مؤلفاته في القراءات وقراءة نافع ss‏ موا فون طاو لوو ووه اورم و Ses‏ 
كتاب التبصرة ف القراءات (عرض وتقديم) Scenes‏ 
الإشعاع العلمي لكتاب التبصرة لمكي [ز [ز[ز ز ز 1 111011 
نلا مذانه ورجال مد رسته ا ieee aa‏ 
وفانه اع O OCC E E‏ 
فهرس المصادز والمرا nese see ee‏ وبق dela sete ee ese ease‏ 


686 


ا جزء السادس 
العدد التامن من سلسلة ‏ 


قراءةالإمام نافع عند المغامبة 


من مروادة أبي سعيد ورش 


المدمرسة القسروانية يه القماءة وأ ال*داء وأقطام) 
وامتداداتها سے عهد التأصيل والتضيح 
(الطوس الثاني 516-400ه) . 


من خلال أقطابها وروادها في الأندلس والمشرق الأئمة : 
اي العباس المهدوي (ت حول 440 ه) صاحب الهداية في القراءات 
2 أبي القاسم بن جبارة الهذلي (ت 465ه) صاحب الكامل في القراءات. 
3 ابي علي بن بليمة الهواري (ت 514 ه) صاحب تلخيص العبارات في 
القراءات. 
4 أبي القاسم بن الفحام الصقلي (ت 516 ه) صاحب التجريد في القراءات. 


د. عبد الحادمم 7 عبد اللّهحميئو. 


سم الله الرحمن الرحيم 
تصدير ٠‏ 


المد لله رب العالمين حمدا كثيرا يكافي نعمه وبوافي مزيده» وصلى الله وسلم 
وبارك على النعمة المسداة والرحمة المهداة سيدنا محمد خاتم النبيئين وإمام المرسلين وعلى 
آله وأصحابه الهداة المهتدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 

وبعد فهذا هو الإصدار الثامن من هذه السلسة من مباحث "قراءة الإمام نافع عند 
امار" كسرته على الحديث عن الطور الثاني من أطوار المدرسة المغربية القيروانية في 
القراءات» وقد أفردت هذا الطور بهذه الفصول الأربعة لأتتبع فيها بصفة خاصة إشعاع هذه 
المدرسة خارج دار مثواها لنرى كيف استطاع أئمتها أن يقتحموا المجاهل والأخطار في 
ارتياد الأقطار» ويركبوا ثبج البحار من أجل البلوغ بهذه المدرسة وآثارها إلى أطراف 
الدنيا حتى ضرب من ضرب منهم في ذلك كماسوف نراه أمثلة لا تضاهى في بعد الهمة 
والشغف والصبر على الرحلةء والشغف بالعلم والاستقصاء عن رجاله حيثما كانوا من أرض 
الله. 


وسوف نرى من خلال ما نعرضه من هذه النماذج أي رجال كان سلفنا في الصبر 
على الطلب وأي همم كانوا بحملون بين أضلا عه وأي عباقرة كان أئمتنا ف موسوعيتهم 
العلمية ومستوياتهم التي رشحتهم للأستاذية واقتعاد كراسي المشيخة في الأقطار التي 
تصدروا فيهاوقادوا بكل جدارة واستحقاق حركة الإقراء فيها في زمانهم» كما خلفوا من 
بعدهم أصداء في سمع الزمان عالية لم تستطع أن تكتم آثارها أو تنال منها تصاريف 
الزمان وبتاريخ الحدثان من ذلك العصر وإلى الآن. 


والله أسأل أن ينفع بحسن النية فيما قصدته من هذا العمل ويبلغ به غاية النفع 
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا آمين. 


أسني . د . عبد الماد حيو 


659 


قر الإما منافع عدد المغاہبت 
من مويق أبى سعيل درش 


- امتدادات المدرسة القيروانية فى الجهات المغربية والمشرقية في المائة الخامسة. 
إذا كانت المدرسة المغربية في القيروان قد أنجبت في النصف الثاني من المائة الرابعة 
إماما مثل مكي الذي فتح في رحابها رواقا عظيما لمدرسته ظل فيه يعمل على صنع الطزاز 
القيروانى في القراءة والأداءء وبدأب لمدى أربعين عاما أو يزيد في تطرية هذا الطراز 
وننجيده ونحليته بكل طريف وتليد من الذخائر العلمية والاختيارات الفنية» فإن معين هذه 
المدرسة لم يجف أو ينقطع مدده بنزوح هذا الإمام عن بلده وتصدره في الأندلس» إذ ظلت 
مدرسة أبى عبد الله بن سفيان في المنطقة تعمل باستمرار على سد الخلل وتعويض النقص 
بظهور الشخصيات العلمية التى من شأنها أن تحافظ على الموروث الزكي وتنميه بالإضافة 
والإثراء والتوجيه. كما أنها ظلت تغنى مختلف الآفاق بأفذاذ من الأئمة الذين تخرجهم على 
مذاهبها واختياراتهاء لتفتح بهم واجهات علمية وفنية في جهات وأقطار أخرى أرحب مالا 
وأوسع جمهورا ف المشرق والمغرب على السواء. 
ولقد تأتى للمدرسة القيروانية أن تحقق من النماء والسعة ما لا مزيد عليه في خلال 

المائة الخامسة, وأن تبلغ بإشعاعها العلمي إلى أقصى الأقطار المشرقية, وأن تزود الجهات 
الأندلسية والمغربية بنصيب وافر من هذا المدد» وسنقف في هذا البحث على أهم الواجهات 
التي تبلور من خلالها ذلك من خلال تعرفنا على "الأقطاب" الأربعة الذين نهضوا بهذه 
المهمة في كل من الأندلس ومصر وفارس» وهم على التوالي : 

- أبو العباس المهدوي صاحب "الهداية في القراءات" ؛ 

- وأبو القاسم الهذلى صاحب "الكامل في القراءات" ؛ 

کو ع لماعتن لمن الشارات ف القراءات” ؟ 

- وأبو القاسم بن الفحام ضالخت "الخريد ف القزاءات:: 


هذا وإنى لا أعلم أحدا قد تصدى قبلي للكتابة عن هذه الشخصيات وما كان لها 


في المنطقة من أثر وإشعاع علمي على الرغم من أهميتها العظيمة ومكانتها في التاريخ 
691 


العلمي للأمة ومنزلتها من تاريخ القراءات» ولولا السطور القليلة التي نجدها في بعض كتب 
التراجم المختصة في كتب القراءات وطبقات القراء لانطمس ذكرها وضاع فيما ضاع من 
اخائر دفار كانت فق عورا مل سيمع الذنيا. ويضرها. 


وسوف نرى أن المناطق والمدارس المغربية لم تعبر عن نفسها في ميدان علوم القراءة 
والتجويد بأفصح مما عبرت به عن طريق هؤلاء الصفوة الجلة الأفذاذ الذين سوف نرى أن 
أقدارهم كانت أكبر من أن تحتويها مناطقهم التي نشأوا فيهاء وأن هممهم كانت أسمى من 
أن تقف في وجهها حدود الدولة والإقليم والوطن الأم. وإلى القارئ الكريم ومضات من 
تاريخ هذه الأمجاد العلمية فيما سنقف عليه معه مع هؤلاء الأقطاب والله المستعان. 


692 


الفصل الأول : 
أبو العباس المهدوي صاحب الهداية في القراءات 


٠ ترجمته‎ 





مو اند نين غا ن آي الان ا دی تضهن مذي اا ن 
بلاد القيروان عاصمة ا مغرب الكبير في العصور الإسلامية الأولى التي أعقبت الفتح. 


ولد سيد المدكة وها ها وقرا القران ثم رحل إلى القيروان للأخذ عن علمائها 
وقرائهاء وقد أدرك أبا الحسن القابسي (ت 403) وغيره وروى عنهم فا ايو ل على انول 
قبل الأريعمائة بنحو العقدين من الزمنء وم أقف على تعيين لولادته في المصادر التي 


رحل إلى المشرق فحج وقرأ بمكة على بعض الأئمة المتصدرينء وأقام بها زمانا 
وأملى بعض كتبه هناك -كما سيأ تي من قوله-. وإن كان أبو عمرو الدانى قد حاول تفنيد 
هذا بقوله في رسالته التى يرد عليه فيها : "فدل ما ادعاه على أنه قدم مكة إماماء لا طالبا 
e‏ اوسن يدل على أنه قدميا يز OEE‏ 

و ری م غاد من رحلته إلى القيروان ؟ إلا أن ما تدل عليه رسالة الداني 
يبين أنه لم يقم هنالك من الزمن إلا مدة يسيرة ثم عاد إلى بلدهء وريا ضاق به المقام بها من 
غادروها -أو كانوا يومئذ قد أسلموها نهائيا- إلى مصر إلى أن انقطعت منها دعوتهم 

5 9 2 

واستقل بها زعيم ضنهاجة امغر ين يادي ؛ 

ومهما يكن فإننا جد أبا العباس المهدوي يشد الرحال مرة أخرى بعد رحلته 
المشرقية ف انتجاه بلاد الأندلس» وذلك "ني حدود الثلا تين وأريعمائة أو غ وسيأتي 
عند ذكر شيوخه ما يدل على وجوده بها في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. 





'- تحرف اسم أبيه إلى "محمد" في "بغية الملتمس" للضبي 163ء ترجمة : 350. 
2- أسسها عبيد الله المهدي الشيعي ويينها وبين القيروان ستون ميلاء أسسها سنة 300 ه - "البيان المغرب" لابن عذارى» 
169-7/1. : 
7- "الصلة". 87/1 ترجمة : 188. 
“- "رسالة التنبيه" حوستأتي-. 
*- ينظر في ذلك "الييان المغرب", 290/273/1, و"تاريخ ابن خلدون"» 72-16-14/6. 
6- "الجذوة" 114. 
693 


وكانت الأندلس يومئذ قد توزعها "ملوك الطوائف", فكان اتصاله من بينهم بالأمير 
مجاهد بن عبد الله العامري الملقب ب "الموفق بالله" من أنجاد موالى "العامريين"» الذي 
استقل لهذا العهد بشرق الأندلس» واستولى على "طرطوشة" و"دانية" والجزر البحرية 
الواقعة في الشرق. "واستبد بإمارة الجهات المذكورة سنة 2"413, وأسس بها مملكة من 
ممالك الطوائف التي ورثت دولة بنى أمية في الأتدلس بعد انفراط سلكهاء وكانت 
ان + قاعدة هذه الأمارة اعد ةة مقا لكبار العلماء والقراء ممن اضطرتهم الفتن 
المتلا حقة في قرطبة وما حولها إلى النزوح عنها طلبا للملاذ الآمن. "وكان مجاهد من 
الكرفاء على العلماء. يبذل لهم الرغائب» خصوصا على القراء» حتى صارت دانية معدن 
ااا 

فحط أبو العباس رحاله في كنف مجاهد راغ آل جد من اللظوة ن مات ل 
قربعه في الميدان أبو عمرو الدانى الذي استقر بدانية "بعد نزوحه عن قرطبة وتطوافه في 
اضر - سنة 417. فنزل المهدوي هنالك ومدرسة 5 عمرو في أوج قوتها وقام 
سلطانهاء ولعله راوده من الطموح -كما سوف نرى- ما جعله يرى في نفسه من الأهلية ما لا 
يقصر به عن النزول بثقله العلمي في الميدان عسى أن جحد من الإقبال خوا مما وجده أبو 
عمرو» وأن بحظى عند الأمير كم حظي عنده» وسوف نعود إلى هذا عن قريب. 


شيوخه ومروباته عنهم : 

لا ملك بيانا شافيا عن تفاصيل حياة الطلب عند المهدوي, ولا عن عامة مشيخته في 
العلوم والفنون المختلفةء وذلك لتقصير كتب التراجم في هذا الباب وميلها الشديد إلى 
الإشارة والإجمالء مع أنها تنعته بالمقرئ النحوي اللغوي المفسر””, وهذا يدل على أنه 
جلس في هذه الاختصاصات إلى أربابها حتى بلغ فيها مبلغ الأئمة وسنحاول فيما يلي أن 
نعرف بأهم رجال مشيخته ممن ذكر بالرواية عنهم : 





اة إلى المنصور بن أبي عامر وولده. 
"تاريخ ابن خلدون", 164/4. 
“- "معجم الأدباء", 80/17 - 81, ترجمة : 27. 
“- "إنباه الرواة", 126/1ء ترجمة : 43. 
694 


1- مهدي بن إبراهيم : 

وهو جله ل( ويظهر أنه بدأ بالقراءة عليه كما يبدى أنه كان على نصيب من 
العلم:والرواية, لأنه يروي عنه في بعض كتبه فيقول : : "وأخبرني به جدي مهدي بن إبراهيم 
EE‏ 


2 أبو الحسن على بن محمد بن خلف القابسي (403-324) : 


رحل وأخذ عنه بالقيروات» ويظهر أنه تفقه عليه وسمع منه الحديث» وم أقف على 
ذكر لقراءته عليه» وقد قدمنا أنه قطع الأقراء لما بلغه أن بعض أصحابه استقرأه السلطان 
فقراً E‏ 


» 


3- أبو عبد الله محمد بن سفيان الهواري صاحب "الهادي في القراءات" شيخ قراء القيروان 


رت 415 هم 





وقد صرح بالنقل عنه في باب البسملة من شرحه على "الهداية" عند ذكر المواضع 
الأربعة التي استحسن بعض الأئمة الفصل فيها بين السورتين بالبسملة فقال : : "ورأيت بعض 
شيوخنا وهو أبو عبد الله بن . سفيان حرحمه الله- لا يراعي ذلك ويبقى كل واحد من 
Sys‏ ا 


وقد أسند فى "الهداية' ' من طريقه قراءة نافع من رواية قالون وطريق أبي نشيط 
المروزي من قراءة ابن سفيان بها على أبي الطيب بن غليون بسند كما قرأ عليه لابن 
عامر وقراءة حمزة! © وقراءة الكسائي“ ول أقف له في رواية ورش وباقي القراءات السبع 
عن ابن سفيان على رواية فيما ساقه ابن الجزري في النشر. 





أ- "غاية النهاية' ' 92/1 ترجمة : 417 - وفي "معجم الأدباء" 39/9 "من جهة أبيه" وهو تحريف. 
2- يذكر ذلك في أول كتابه "بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات"ء ورقة 2, السطر 7, (مخطوط). 
3 "غاية النهاية", 567/1, ترجمة : 2314. 
“- "الصلة". 87/1) ترجمة : 188 - و"معرفة القراء"» 320/1 طبقة : 10 - و"غاية النهاية"» 92/1 ترجمة : 417. 
2 "شرح الهداية" (مخطوط). 
7- يمكن الرجوع إلى تفاصيل السند في "النشر" لابن الجرري, 101/1ء (وقد وقع فيه "على على ابن سفيان") والصحيح "قرأ 
بها المهدوي على ابن سفيان" . 
7- أسندها ابن الجزري من طريقه في "النشر", 141/1. 
*- "النشر" 162/1. 
' "النشر", 169/1. 
695 


4- أبو الحسن أحمد بن محمد القنطري المقرئ (ت 438) نزيل مكة ومقرئ الحرم المكى : 
اشترك في الأخذ عنه مع أبى عبد الله محمد بن شريح الإشبيلي قال الدانى : "توفي 
بمكة وم يكن بالضابط ولا بالحافظ"(1). 


وقد أسئد ا | : اله ي في الهداية 0 القراءات والروايات ذ 
عن ابي رمن 
منها ابن اجزدي روابته لقرأءة نافع من روابتي قالون وورش 2 2 اوا ابن عامر من رواية 
ابن ذکوان)» وقراءة ابن كثير من رواية البري © وقراءة الكسائي من رواية أبي اا 


5- أحعد بن خمد بن عيسى بن اسماعيل بن عمد بن عيس لبوي ٠‏ 


من أهل قرطبة يكن أنا بکر» ويعرف ب "انق اراي ا ابن بشكوال 
وذكر له رحلة إلى المشرق وسمى المهدوي في الرواة عنةه لا كان قل توفي في حدود 428 
-كما قال- فيمكن أن يكون المهدوي قد لقيه في رحلته. وقد ساق الذهبي روايته عنه با 
يفيه أنه ا عليه فقال في ترجمته : "وقرأ بالروايات على أبي عبد الله محمد بن سفيان» 
وأبي بكر أحمد بن محمد البرائىي"0©. 


6- محمد بن السماك : 





هو ممن لقيه بمكة وروى عنهء وقد حدث عنه في صدر كتابه "بيان السبب الموجب 
لاختلاف القراء "© 


هؤلاء من وقفنا على ذكرهم من شيوخه. وهو عدد بسير ولا شك بالنظر إلى طول 
باعه ورسوخ قدمه في أكثر من علم ولاسيما في علم العربية ونوجيه القراءات. 





'- "معرفة القراء", 317/1 - 318, طبقة : 10. 
2 يمكن الرجوع إلى تفاصيل السند بهما في "النشر" لابن الجزري 99/1 - 107. 
“- ينظر "النشر" 141/1. 
“ "النشر" 116/1. 
"- "النشر"؛ 167/1. 
“- سماه الذهبى في شيوخه, لكنه قال "البرائي" - "معرفة القراء الكبار"» 320/1, طبقة : 10 - و"الصلة", 43/1 ترجمة : 
كين ي 
"- "معرفة القراء"ء 320-1. 
7 مخطوط نشيستر بيتي ورقة 2. 
696 


7- أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي محدث الأندلس وقد 


منه . 





ونقف عند الحافظ ابن الأبار في التكملة على إشارة في غاية القيمة والأهمية فيما 
يرجع إلى رواية أبي العباس المهدوي عن الحافظ ابن عبد البرء لأنها إلى جانب دلالتها 
على أخذه عنه وسماعه لبعض مؤلفاته تؤرخ لتاريخ هذا السماع بتاريخ يساعد على ضبط 
بعض سنوات الوجود الحياتي للمهدوي لأن أكثر من أرخوا لوفاته كما سيأتي يذكرون 
أنها بعد 430 ه في حين أن ابن الأبار يجعله في العام 432 ما يزال يأخذ العلم عن 
العلماء. فقد ذكر في ترجمة محمد بن أحمد بن محمد بن حسن ... بن مهلب بن جعفر من 
أهل قرطبة أنه : "روى عن أبي عبد الله بن الفرضي قال : وقد سمع من أبي عمر بن عبد 
البر ك في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة كتابه "التقصي" هو وأبو العباس المهدوي 
وغيرهما". التكملة 315/1 ترجمة 1111. 


وقال في ترجمة عامر بن عبد الله بن خلف التجيبي من أهل وشقة : "روف عن أبي 
عمر بن عبد البر قرأ عليه "التقصي" من تأليفه بدانية في عقب رجب سنة اثنين وثلا ثين 
وأربعمائة» وحضر هذا السماع أبو العباس المهدوي وأبو بكر محمد بن أحمد بن إسحاق 
الكانب» وأحسبه كان في مجلس الموفق أبي الجيش مجاهد العامري". (التكملة 28/4 ترجمة 
72. طبعة دار المعرفة). 


مكانته العلمية كما شهد له بها المترجمون له : 
جا ال ا يي 


وقبل أن نستنطق بأنفسنا ما وصل إلينا من آثاره لاستجلاء معالم شخصيته العلمية 
ومجالي إمامته في علوم القراءة نستقرئ بعض ما حلاه به بعض المترجمين له من ختلف 
الطبقات. 

فقد قال فيه ابن بشكوال : "كان عالما بالقراءات والآداب» متقدما فيهما"20). 


ووصفه القفطى ب "النحوي اللغوي المفسر"©. وقال الذهبى : "كان رأسا في 


القراءات والعربية". وقال السيوطي : "كان مقدما في القراءات والعربية"“. 


E E وفك اين‎ 





أ "الصلة", 87-1 ترجمة : 188. 
2 "إنباه الرواة"» 126/1 ترجمة : 43. 
3 "معرفة القراء" 320/1 طبقة : 10. 
“- "بغية الوعاة", 351/1) ترجمة : 677. 
697 


من مظاهر إمامته ورسوخ قدمه ف توجيه القراءات : 


: انتصاره للرواية الثابتة وإن خالفت موجب القياس‎ -١ 


كان الإمام أبو العباس المهدوي في مدرسته امتدادا لهذا الرعيل الطيب الذي اعتدنا 
أن يجده في المدرسة القيروانية من أساتذته ومعاصريه ومن تقدمهم أو لقهې ممن ضربوا ف 
أكثر علوم الرواية بسهم وافرء وبرعوا على وجه الخصوص 4 القرءات والعربية. من أمثال 


ولقد ١‏ ستثمر علماء القيروان قبل غيرهم هذه الثقافة | لمكينة ف هذه العلوم 4 توجيه 
الفرءات السبع والذود عن حياضهاء فکانوا بذلك بضعون القارئ ف مستوى من التعامل مع 
هذا العلم يرتفع به من صعيد النقل والرواية المجردة» إلى آفاق البحث والدراية المدعومة 
بالشواهد والحجج اللغوية والنحوية, مما يجعل القارئ يستثمر معارفه العلمية في خدمة 
واا وبغدو قادرا على الموازنة بين وجوه الأداء ومرجحات الاختيار بينها. 


ولقد زاد المهدوي على مكي في صرامة المنهج فيما يخص المحاكمة بين مقتضيات 
الرواية ومقتضيات القياس» فلم يكن يبقي للقياس اعتبارا أو لا يكاد. حين تصح القراءة 
عن قارئ من السبعة من رواية أو أكثر من الروايات المعتمدة ويبدو هذا الانتصار للقراءة 
واضحا عند المهدوي في شرحه على "الهداية" أكثر مما هو عند مکی في صلب كتاب 
"التبصرة" أو في "كتاب الكشف" حيث رأيناه كثيرا ما يكتفي في الموازنة بين القراءة 
و أو اللغوي بقوله : "وهذا أشهر في الرواية" و"هذا أقيس على 
أصوله"0. 


أو بقوله : "فالرواية تدعو إلى البدل على ضعفه في العربية, والنظر يدعو إلى 
کون الممرميق ن ب" أو قوله : "وبه آخذ من أجل الروايةء وأختار الثاني لقوته في 
القنا (4m‏ 


فالمهدوي أميل إلى الانتصار لوجه القراءة حتى وإن كان ظاهر القياس مخالفا لها 
ولدلك جده يقول في أول سورة النساء موجها لقراءة حمزة بخفض "والأرحام" في قوله 
تعالى "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام" : واا جائزة عق 8 : 


'- "غاية النهاية", 92/1, ترجمة : 417 - و"طبقات المفسرين" للداودي 56/1. 
“- "التبصرة", 13. 
3 "التبصرة"» 75. 
“- "التبصرة", 69. 
'- "شرح الهداية" (عخطوط). 
698 


ويقول ف دفاعه عن قراءة ت عمرو بإسكان الهمرة ف ك ارت" E a‏ 
بارئكم" استثقالا لتوالي الحركات : "ولیس قول سيبويه مما يعارض به رواية من روى 
الإسكان» لثبوت الرواية» ولأنه مستعمل في كلام العزب”00. 


2- رده على سيبويه ورد ابن أبى السداد الباهلى عليه منتصرا لسيبويه : 


وف هذا الصدد مجده يناقش سيبو به ورعا جاوز ف حدة النقاش معه مقتضی الدب 
وذلك عند ذكره للهمزتين من "أئمة" في أول سورة التوبة من شرحه على الهداية قائلا : 


وقد عاب سيبويه والخليل خقيق الهمزتين» وجعلا ذلك من الشذوذ الذي لا يعول 
عليه» والقراء أحذق بنقل هذه الأشياء من النحويين» وأعلم بالآثار. ولا يلتفت إلى قول 
من قال : إن تحقيق الهمزتين في لغة العرب شاذ قليلء لأن لغة العرب أوسع من أن يحيط 
بها قائل هذا القول. وقد اجتمع على تحقيق الهمزتين أكثر القراءء وهم أهل الكوفةء وأهل 
الشا» وجماعة من أهل البصرة وببعضهم تقوم الحجة... "©. 


وقد انتقد عليه أبو محمد بن أبى السداد هذه الحدة في الرد وحاول إنصاف سيبويه 
والخليل فيما ذهبا إليه فقال في شرح "التيسير" : 


"وقد أغلظ المهدوي في القول على سيبويه في هذه المسألة حين تكلم في "أئمة" في 
سورة "التوبة" في "شرح الهداية" فقال ما نصه : "وقد عاب سيبويه والخليل نحقيق 
الهمزتين ... وساق قوله السابق إلى قوله : "وببعضهم تقوم الحجة". ثم قال ابن أبي 
السداد معقبا عليه : 


"وهذه النهضة التي قام بها المهدوي فيها نظرء فإن سيبويه اعتمد على ما استقر 
عنده من أحكام اللغةء والمهدوي يعتمد على أن ما تقل من القراءات فهو الجاري على 
فصيح اللغة وأنه لا يجوز اشتهار القراءة الجارية على لغة ضعيفة أو شاذةء والظاهر أن 
الأمر ليس كذلكء بدليل أن القراءات السبع على الجملة قد طبقت الأرض» وهي مع ذلك 
تشتمل على الفصيح وغيزةة والله جل اذكره اعد 


ذلك موقف المهدوي من سيبويه والخليل في هذه المسألة, وهو موقف أملاه عليه 
الحرص على توافر الثقة بالثابت المروي» وإن جاء على غير ما اعتمده أهل القياس النحوي 


"د اندر انفسيه: 
*- "شرح الهداية" - فرش الحروف -- سورة التوبة. 
2 "الدر النثير والعذب النمير في شرح التيسير" لأبي محمد عبد الواحد بن أبي السداد - عند تعرضه لذكر الهمزتين 
المتلاصقتين في كلمة "(مخطوط). 
699 


واللغوي. وف هذا يكون المهدوي سيو من ابن مالك وأبي حيان في انتصارهما للقراءة. بل 
في الاحتجاج على بعض الأساليب النحوية التي خالفت المعهود عند أهل القيامر(©). 


أما معاصره مكي فإنه كان أكثر وفاء للمدرسة القياسية» وأكثر ارتباطا بمقرراتهاء 
ولذلك مجده و "لين" يسلك مسلك أهل النحو في ذلك فيقول بعد بسط القول في 
توجيه خحقيق الهمزتين في ا : "فالقراءة بالتحقيق في "ئم" فيها من الضعف ما 
ذكرته لك" 20 


وببدو الإمام المهدوي أيضا في كتاب الهداية وشرحها أكثر وفاء للمدرسة القيروانية 
وانسجاما مع أصولها واختيارات شيخه ابن سفيان فيما أخذ به فيهاء وعلى الأخص في 
أضول رواية ورش التي هي المعيار في أوجه الاختلاف بين المدارس» وعلى الأ خص في تحديد 
مذاهب ورش في المد والراءات واللامات» وهذه أهم العناصر والاختيارات التي تصله 
بمدرسة شيخه ابن سفيان وبالمدرسة القيروانية على وجه العموم. 


تصله بمدرسة أبن سفيان والمدرسة القيروانية : 


نكتفي في ذكر العناصر والاختيارات التي تصله بهما بعرض طرف منها مما ذكره في 
"باب الراءات" و"باب اللامات" نقلا عن شرحه على كتاب "الهداية' 'وذلك ق غاب 
كتاب "الهداية" نفسه الذي تضمن أصول تلك الاختيارات. 


أهم العناصر والاختيارات ١ل:‏ 





فمن ذلك في باب الراءات مثلا في الحديث عن مذهب ورش : 
- أخذه بالتف: "المرء" في قوله تعالى : "بين ا مرء وزوجه" و "بين المرء 
وقلبه" : 

فقال في شرحه معللا لمذهب ورش في ذلك : : "وعلته في ترقيق الراء من "المرء 
وقلبه" أن بعدها همزة مكسورةء فكأنه قدر إلقاء حركة الهمزة وهي الكسرة على الراء قبلها 





والترقيق في راء 





3 بنظر مثلا مذهب ابن مالك في "الخلاصة" في تجويز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بأجنبي غير الظرف والجار والمجرورء 
محتجا بقراءة ابن عامر "وكذلك زين لكثبر من المشركين قدل -أولادهم- شركائهم" برفع قتل» ونصب "أولادهم" على 
المفعولية بالمصدرء وجر "شركائهم" بالإضافة إلى "قتل" وذلك في قوله في "الخلاصة" : 

وحجتي قراءة ابن عامر فكم لها من عاضد وناصر. 


أما أبو حيان فيمكن الرجوع في اتتصاره لمذاهب القراء على مقاييس النحويين إلى تفسيره "البحر المحيط" وعلى الأخص في 
59/3 حيث قرر أننا لسنا متعبدين بقول اة البصرة ولا غيرهم" . 
*- "الكشف" 499/1. 
700 


فرققها... هذا اعتلال للرواية» والقياس يوجب التفخيم وقد رواه كثير من أصحابه. 


وبالوجهين قرأت له"27. 
- ذهابه إلى ترقيق الراء الساكنة بسبب وقوع الياء بعدها في لمحو "مريم" و "قرية" 


وقد علل لذلك بأن "الياء التى بعدها في تقدير كسرة وهي قريبة من الراء من غير 
عرف حر ی 


- ذهابه إلى موافقة شيخه في تفخ "كبر" بكسر الكاف وسكون الباء وضم الراءء وكذلك 


"عشرون" لورش : 

وقد قرر ذلك على مذهب ورش فقال : "فأما الحرفان اللذان خالف أصله فيهماء 
وهما "كبر" و"عشرون" فقد ذكر شيخنا أبو عبد الله بن سفيان -رحمه الله- العلة في 
كبرء وفرق بينه وبين "ذكر" بأن قال : إن الكاف أقرب مخرجا إلى الذال منها إلى الباء 
Mm 5‏ 1 5 55 ع لل OO‏ 30 
ففخمت الراء في كين" لبعد المخزرجين ورت ىق :"ذكر" لقرب المخرجين"0. 





- أخذه بالوجهين في "حصرت صدورهم" في حالة الوصل لورش : 
5 قال في الشرح : "واختلف عنه في "حصرت صدورهم" فروي عنه تفخيمها في الوصل 
.0 :1 3 8 )4 

وترقيقها في الوقف, وهذا هو المشهور". 
- دفاعه عن مذهب شيخه في الراءات المفتوحة التى تقدمتها كسرة مفصولة عنها بساكن 
غير مستعل» دون تعليله ب العجمة" كما اشتهر عند غيره من المصنفين في أصول ورش في 
غير مستعل دون تعليله ب العجمة كم اككهر ا عر ل ا 
الراءات : 

ومما قال في ذلك : وقد شذ من هذا الأصل حروف كثيرة اختلف القراء ف 
ترجمتها لورش» فمنهم من قال إنه خالف أصله فيها ففخم ولإ بحتج لها ولا عقد لها 
أصلاء ومنهم من قال : خالف ورش أصله من هذا الأصل في الأسماء الأعجمية, نحو 
"إبراهيه" و"إسرائيل" ففخمهاء وجعل شيخنا أبو عبد الله -رحمه الله- لهذه الحروف 
الخارجة عن أصله أصولا عقدها بها وقع فيها على الأصل الذي ذهب إليه ورش -والله 
أعلم- ثم قال معززا لمذهب شيخه في هذا الأصل : 





1 "شرح الهداية" (مخطوط). 
2 المصدر نفسه. 


3 
- نفسه. 


1 
> نفسة. 


701 


"فأما قول من قال إنه خالف أصله في الأسماء الأعجمية فليس بشيء, لأنه لم 
يفخم من هذا الأصل الأسماء الأعجمية وحدهاء بل فخمها وفخم غيرهاء وذلك أنه يفخم 
"كره": و"خذركم" وها اشا ولينيبت بمج یت نذلك أنه إا ذهب إلى 
الأصول التى عقدها أبو عبد الله" ©. 


وأما في اللامات فقد وافق مذاهب شيخه كما وافق المدرسة القيروانية في الأصول 
الآنية : 


- عده الأحرف التي تفخم بعدها اللام أربعةء فزاد فيها الضاد نحو "فضل الله" و"من 
أضل الله" . 

- اختياره الترقيق في "فصالا" و"يصالحا" وما شابههما لورش بسبب الألف الفاصلة بين 
الصاد والام. 

- اختياره مذهب_شيخه في تفخيم اللام المشددة بعد الأحرف المذكورة لمحو "يصلبوا" 
قال : "وكان شيخنا أبو عبد الله بن سفيان حرحمه الله- يختار في هذا الأصل أن يفخم 
ف ما ا ا أن ق " للق إل و ل " و" ۴ 0 وأن يرقق 2 من وقع ا 
آية وبعد اللام فيه ألف ممالة... خو "عبدا إذا صلى" و"ذكر اسم ربه فصلى"... قال : 
وهو الاختيار عندي". 


المضمومة بعد الصاد والطاء الساكتتين محتجا لذلك بقوله موجها 





- إقراره للتفخيم في اللا 


2 "فأما اللام المضمومة فعلة ورش في تفخيمها إذا سكن ما قبلها وهو صاد وطاء جو 

"فضل" و"تطلع"ء قوة المطبق قبلها". وهذا إا هو عنده على مذهب المدرسة القيروانية 
- أخذه بالوجهين في "صلصال" لوقو 
المكتنفة لها. 


اللام الساكتة بين مطبقين: وهما الصاد المتكررة 





- اختياره الوقف بالترقيق على اللام المتطرفة حو "أن يوصل" و"بطل" لسكونها للوقف 
معتدا بالسكون العارض. 


'- لا شك أن ما ذكره لا يصح إلا على مذهب هذه المدرسة. 
*- عرضنا مذهب أبي عبد الله بن سفيان في الموضوع في ترجمته آنفا تقلا عن كتابه "الهادي في القراءات". 
702 


0 ضَ للا الواقعة بين لبقي أو مطبق و 5 : ع إل خلط 5" و 7 |" و"اغلظ 
- تفخيمه للام قبل الطاء ف سلطان» واحتج لذلك بقوله : "وفخم و"سلطان" و" 3 ختلط" 
من أجل الطاء بعد اللام لأنها تلى اللام بغير حاجز بينهماء إذ حركة الطاء مقدرة 
بعدهاء وأيضا فإن التاء التى قبلها من خرج الطاء فهى شبيهة بها وإن كانت مهموسة". 


ثم احتج لعدم تفخيم اللام مع الظاء في "تلظى" و"لظى" بكون الظاء ليس فيها 
من قوة الإطباق ما في الطاء. 


ثم ختم بالتأكيد على أن هذه التوجيهات والتعليلات إنا هي دعم للرواية فقال : 

"فهذه جملة كافية من الاحتجاج على ما ذهب إليه ورش في تفخيم اللاماتء 
وترقيقهاء على أن الرواية الثابتة من مذهبه فيها يحب أن يسلم لهاء إذ القراءة سنة متبعة» 
فكيف وقد أفضى إلى الرواية ما ذكرناه من الاحتجاج الصحيح الجاري على وفاق مذاهب 
العربية وبالله التوفيق". 

تلك أهم العناصر والاختيارات في الراءات واللامات التي تبلور مذاهبه الفنية 
أبى عبد الله بن سفيان» وقد نثر مادتها الحافظ ابن الجزري في النشر عند حديثه عن مسائل 
الحلاف في البابين. 

ولا يخفى ما ستجده مثل هذه المذاهب ف الأداء عند الآخدين بغيرها ممن يذهب 
إلى ضعفها وعدم ثبوتها عن ورشء وأنها إنما تعتمد على القياسء أو يتهمها بالشذوذ 
كما فعل الإمام الشاطبى في الحرز حين أهمل ذكرها مكتفيا بقوله في آخر باب الراءات من 
حرز الأمانى : 


ولعلها كانت بخصوصيتها هذه وشذوذها في نظر ارجال المدرسة الأثرية' من أسسباب 
عدم ظفر الإمام المهدوي بالحظوة التي كان يطمح إلى نيلها لدى حلوله بشرق الأندلس؛ لأن 
هذه الجهة كانت مثابة لزعيم هذه المدرسة وقطبها الكبير أبي عمرو الدانيء هذا الإمام الذي 
دفع بحكم الشعور بالمنافسة والتحدي إلى التصدي للمهدوي بكل ما يملك في المنطقة من 
سلطان علمى جهد في تكوينه وبنائه منذ حلوله بمدينة "دانية" عاصمة هذه الإمارة سنة 


703 


7» مما لا يبعد أن يكون وراء إخفاق المهدوي في الحصول على مركز معتبر عند الأمير 
مجاهد العامري وتقصير هذا الأخير به بعد أن أغرى بينه وبين أبي عمرو للدخول في معركة 
علمية حامية الوطيس كما سوف نراه. 


عناصر الخصومة بين الإمامين وآثارها العلمية : 


لسنا ندري من عناصر هذه الخصومة إلا يسيرا مما حفظه لنا بعض المتشيعين لأبي 
عمرو الدانى» كما أننا لا ندري كيف كان بدء هذه الخصومة, ولكن في بقايا الإشارات 
إليها في بعض المصادر ما يساعدنا على تتبع أهم حلقاتهاء ومنها نستفيد أن أبا العباس 
المهدوي کان البادئ فيها والمتعرض لأ بي عمرو» إذ كان يبسعى إلى الحظوة عند الأمير 
بنصيب يضارع ما حظى به في حضرته هذا الحافظ الکبیر» ولكنه فيما يبدو كان كما قيل : 


وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعير) 


كان المهدوي يسعى إلى إعنات خصمه وإفحامه» فعمد إلى وضع مجموعة من 
المسائل لطرحها عليه؛ إلا أنه ولكي يكون وقعها أبلغ أراد تقريرها إلى أبي عمرو على يد 
الأمير مجاهد, حتى يكون قد وطأ بها لديه. ونال ف الوقت نفسه حاجته من إخمال خصمه 
وإلزامه بالحجة عند عجزه أو تقصيره عن الجواب المطلوب. ويظهر من تلك المسائل أنها 
كانت من قبيل المعميات والألغاز كما يدل عليه عنوانها. 


وقد احتفظ لنا الإمام أبو عبد الله الصفار© وابن المجراد السلوي ببيان لبوادر 
هذه الخصومة يستفاد منها ما قدمناه. قال الصفار في كتابه الزهر اليانع في سياق حديثه 
عن مذهب ورش في تفل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها بعد أن قرر علة ذلك والحجة له 
على مذهب من علل حذف الهمزة بعد تقل حركتها إلى الساكن قبلها لسكونها وسكونه في 
الأصل» وهو أحد التعليلات لأبى عمرو الداني في صدر باب النقل من كتابه "إيجاز 
البيان". أو علله بأنها إا حذفت تخفيفا لا غي وهو قول ثان لأبى عمرو في "الإيجاز" 
أيضا في "باب ذكر الألفات المبتدأ بهن في أوائل الأفعال"عند الكلام على ألف الوصل 
حيث قال : ... فإن من مذهب ورش أن يلقى حركتها عليه» ويسقطها تخفيفا "وهذا القول 
الأخير هو الذي ذهب إليه المهدوي ونصره. وسعى في تفنيد الأول في شرحه على الهداية" 
وقال : "فليس هذا القول بشيء, لأنه ينتقض من قول قائله وأصله. وذلك أنه جعل الركة 





- البيت لجرير كما في "اللسان" 405/5: ولز بمعنى شد وألصقء والقرن : الحبل والنير» والبزل : فحول الإبل. 
- هو محمد بن إبراهيم الصفار المراكشي أستاذ أبي عنان المريني في القراءات. سياتي في "المدارس المغربية". 
- هو صاحب "إيضاح الأسرار والبدائع في شرح الدرر اللوامع" وسيأتي في حلقة قبل في رجال المدرسة المغربية. 
- من مؤلفات الإمام الصفار (مخطوط بخزانة القرويين بفاس). 

704 


1 
2 
3 
4 


في الحرف الساكن عارضة ول يعتد بهاء فكذلك يلزمه أن يجعل السكون في الهمزة عارضا 
زلا يمع فافلا نای غلل هذا اکان" 


ثم قال الصفار تعليقا على قول المهدوي : 


"وأظن أبا العباس ينكت على الإمام أبي عمرو بهذاء قال : ولعله لم يقف على 
القول الموافق لقولهء وهو أنها حذفت تخفيفاء ثم قال الصفار بعد بسط مذهب أبي عمرو 
وذكر القولين الآنفي الذكر : "فلا درك على الحافظ بهذا الاعتبار "ثم قال فيما يعنينا من 
شأن الخصومة المذكورة : 

"ومازال المهدوي قبل أن يعرف قدر© الافظ يعترض عليهء حتى إنه كلف الأمير 
يجاهدا حنضر الله وجهه- أن يكلف الافظ الجواب عن أسولة حرفها المهدوي: فأجابه 
عنها في جزء سماه "الأجوبة المحققة عن الأسولة المحرفة". فألقى عليه الحافظ مسألة واحدة 
سماها ب "الستينية" "ضمنها ستين سؤالا في الهمزة المضمومة المكسور ما قبلها نحو 
"يضيء" و"بريء"» فسقط في يد المهدويء وتقنى أنه لم يسأله» وبقي فيها كيوم ولدته امه 
وعززها الحافظ ب"رسالة التنبيه على الخطأ والجهل والتمويه". وكتب بها إلى الموفق أبي 
الحيغر © قي شان المهذوي"©. ا 


ذلك تلخيص أسباب الخصومة ووقائعها كما أجملها الإمام الصفار ونقل عنه ابن 
المجراد. وهي أسباب تبدو معها الحملة من أبي عمرو على خصمه أعنف طالما أننا لم 
تتمكن من الإطلاع على أسلحة الهجوم التي استعملها خصمهء وبين أيدينا إلى اليوم 
"رسالة التنبيه" المذكورة لأبى عمرو من حصاد هذه الخصومة العلمية العنيفةء ولعل مما 
يفيد القارئ الكريم وبلقي مزيدا من الضوء على القضية عرضها عليه. 





-١‏ "شرح الهداية" - باب تقل المركة. 

2- في بعض النسخ من "إيضاح الأسرار والبدائع" لابن المجراد "قول الحافظ" والصواب ما أثيتناه. 

ت كذا في جميع النسخ التي وقفت عليها من "الإيضاح" وهي لغة معروفة جارية على "سال يسال" غير مهموزء وعليه قراءة من 
قرأ "سال سائل" في أحد الوجهين. 

- هئ كنية مجاهد العامري أمير دانية. 

ك "الزهر اليانع في قراءة نافع" (عخطوط) و"الإيضاح" لابن المجراد في باب تقل المركة. 

“- رسالة عخطوطة في الحزانة العلمية بتطوان تحت رقم 881 في مجموع» وتقع في 10 لوحات جخط دقيق مقروء في الجملة معدل 27 
سطرا في كل سطر 17 كلمة. 


4 


705 


رسالة الشبيه على الخطأ والجهل والتمويه "للداتى" التي رد بها على المهدوي : 


"كتب إلي أهل مسجد يى بن عمار الطلمي بمدينة دانية أن رجلا مدعيا لعلم 
القراءة أطلق عندهم أشياء أنكروهاء ومناكر استبشعوهاء منها أن قارئ القرءان إِمما يعطى 
المضاحف". 

"ومنها أن القرءان إغا جزئ وعدت حروفه في زمن الحجاج» وأن ذلك لم يعرف 
قبله» وأن الاشتغال بحفظ ذلك جهل وسخف, وأشياه هذه المناكر والجهالات ذكروهاء 
وسألونى الجواب عن ذلك والبيان عن حقيقته. والكشف عن جهالة هذا الإنسان ومويهه 
فأجبتهم عما سألوا على حسب ما ذكروه, واستفتحت ذلك بأن قلت : أما بعد فإن فرض 
الجواب قد تعین» وبيان الحق قد وجب والتحدذير من التمويه والبهت والكذب قد لزم 
فاعلموا -رحمكم الله- أن هذا الإنسان الذي ذكرتم عنه هذه المنكرات» وأضفتم إليه هذه 
الجهالات, ممن يجب التحذير منه» وجب الا راف نه لأمور منها : ظهور کذبه وسو ء 
مذهبه وإفراط جهله. وقبیح معتقده" . 


"فأما كذبه وادعاؤه مموها أنه أملى بمكة كتابا سماه "البرهان عن علوم القرءان", 
فدل ما ادعاه على أنه قدم بمكة(أ) عالما إماماء لا طالبا متعلماء وسنه يدل على أنه قدمها 
ولم بحفظ القرءان» فتلقنه في حلق الأميين» فادعى العلم قبل التعلم» والاستنباط قبل التفهى 
والإمامة قبل الطلب, والدراية قبل الروايةء والإملاء قبل الحفظ؛ والتصنيف قبل الجمى» 
فاتضح تمويهه. وبان كذيه مع أن هذا الاسم الذي ذكره سمى به كتابه أبو المسن علي بح 
إبراهيم النحوي الحوفي الذي صنفه في أزيد من عشرة أعوام من كتب جمعها في أزيد من 
شعن سا 2 فاذعاه و شاق إلى نفسه جرأة وافتراء» وتفخما واعتداء, وذكر أنه في عشرين 


"فليت شعري كم أقام هذا الإنسان بمكة ؟ وكم سنة جاور فيها حتى أملى هذا 
الكتاب الذي بلغ هذا العدد ؟ وعلى من أملاه من الغرباء والمستوطنين ؟ ومن كتبه منهم ؟ 
ومن شهد سمعه وإملاءه ؟ وأين صار بعد ذلك ؟ وعند من استقر ؟ وإلى أي بلد وصل ؟ 
ومن الذي حمله من الرحالين ؟ ومن الذي أذاعه من الطالبين ؟ إذ لعمري لو أملى هناك 
ورقة واحدة لظهرت وانتشرت وعرفت» ول يخف على المستوطنين من المجاورين, ولا على 





- كذا بزيادة الباءء والظاهر أن ذلك من الناسخ. لأنه سيذكر الفصل مرة أخرى متعديا بنفسه. 
*- رواه ابن خير في فهرسته 71 وذكر أنه في مائة سفر ضخمة. 
706 


الغرباء من الرحالين» فكيف وقد زعم أن ما أملاه يشتمل على عشرين مجلدا ؟ وحال أن 
يخفى مثله عن من ذكرناه. ومحال أيضا أن يلي مثله إلا في مدة طويلة» وأقوام كثيرة» ومن 
أوراق كتب وعدد مصنفات يقصر العمر عن تقييدها وجمعهاء ولعله لم يقم بمكة إلا أيام 
الموسمء وزاد على ذلك 00 ان ...... ثم قال بعد كلام في هذا السياق 
يستبعد إمكان إملاء مثل ذلك الكتاب في هذا الزمن اليسير : 


وقد اضطرينا© عن كثير مما ادعاه من كون الكتب الجليلة بخطوط العلماء عنده 
ككتاب "المجة" لع علي الفارسي بخطه وغيره من الدواوين التي يعجز عن جمعها أهل 
الاه والمال الجسيم من السلاطين وغیرهم» فضلا عن أهل التكرية والمستعطفين بالبطائق 
والوسائط والمواجهة والمقابلة) نعوذ بالله من الخذلان وانتحال البهتان... 


وهكذا مضي الرسالة في أسلوب لاذع يجسم مبلغ السخط الذي كان تدم في نفس 
أبي عمرو نحو خصمه الذي لم يسمه باسمه. وقد انتقل بعد اتهامه بالإعراق في الجهالة وقلة 
الدراية, والتحذير من الاغترار به والركون إلى أقواله» فأخذ يتتبعه في طائفة من تلك 
الأقوال, فناقشه في بعض أحكام الأداءء كما عرض جردا لجهود السلف من الصحابة 
والتابعين في عد آي القرءان وتحديد أعشاره وأجزائه وتحزيبه قبل زمن الحجاج؛ كما أنكر 
عليه فيما ينص الإمام نافع بن أبي نعيم تكنيته له ب 'أبي نعيم' ' مقررا أنها منه تصحيف 
لكنيته المعروفة ایك أن رۇم "قال : ومشل ذلك من الأسماء والكنى لا يعرف إلا 
بالأسانيد ونقل الثقات ومذاكرة الحفاظ وسؤال النقادء ولا سبيل إلى وجود خبر صحيح 
ولا سقيم بما قاله فلا يلتفت إليه". 


إلى آخر ما قرره في رسالته مما كر القضية التي كانت وراء هذا 
الخصامء وختم بذكر الباعث على كتابة هذا الرد : "ولولا أنه في نهاية من الجهالة من قلة 
المعرفة والدرايةء لأكثرنا من إيراد النصوص والدلائل والشواهد على خطئه ويطلان قوله. 
وعنالنة للمهون من العلماء والنحويين والقراء في ما انتحله وذهب إليه» ولولا خيفة أن 
يغتر بقوله بعض العوام» ويعمل به ضعفة الطلبةء > لأضربنا عن البيان عن تويهه وغفلته 
والكشف عن سوء مذهبه وقبيح اتتحاله, ولذلك تحملنا الجواب عن "المسائل التي حرفها 
وأضاف الكذب والخطاً إلى الأئمة والرواة فيهاء والله تعالى موفقنا لما فيه صلا حنا 
وسدادناء والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وحسبنا الله ونعم 
الوکیل» وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيئين وآله وصحبه وسلم تسليما . 





أ- في الأصل "أشهر" بدون ألف. 

2- كذا والمراد أضربنا من الإضراب والإعراض والكف. 

ت لا يخفى أنه يعرض ههنا بخصمه وربا يلمح إلى صلته بالأمير مجاهد العامري. 
707 


هذه خاقة رسالة "التنبيه على الخطأ والجهل والتمويه" التى بقيت لنا من حصاد 
هذه الخصومة, وذلك ملخص ما وقفنا عليه من دواعيها ووقائعهاء وأحسب أنه لو قدر لنا 
أن نطلع على ما كتبه المهدوي في ذلك لكان لنا خير معين على المحاكمة بين الإمامين» وفي 
غياب ذلك لا يبقى لنا إلا أن نتمثل ما أسفرت عنه المعركة من ظفر الإمام أبي عمرو 
بخصمه كما نبه على ذلك أبو عبد الله الصفار في عباراته الآنفة الذكر» ومنها قوله : 
"ومازال المهدوي قبل أن يعرف قدر الافظ يعترض عليه". وقوله : "فسقط في يد المهدوي 
ونی أنه لم يسأله. وعلى الأخص فيما وصفه من عجزه عن الإجابة عن "الستينية" في 
الهمزء وقوله : "وبقي فيها كيوم ولدته أمه". 

ومهما يكن فبحسب الإمام المهدوي من نباهة الشأن وسمو المنزلة أن يكون قريعه في 
الميدان أستاذ هذه الصناعة أبو عمرو الداني في مركز سلطانه مدينة دانية "معدن القراء 
بالغرب" كما وصفها ياقوت. 


ولا يشين المهدوي أن يبدو سلاحه في المعركة غير مكافئ لسلاح خصمهء طالما أنه 
قد ألاه إلى أن يقدح زناد فكره» ويستجمع كل قواه من أجل أن يرد عليه ويفند دعاواف 
وببقى الربح من ذلك كله للمجال العلمي فيما نيه من أمثال هذه الوقائع من مكاسب 
وغار زكية تفيد الجانب العملي وتؤرخ لجانب من جوانب هؤلاء الأئمة. 


ولا نتجاوز هذا الموضوع دون أن نشير إلى أثرين وقفت عليهما لهذين الإمامين من 
المؤكد أنهما من نتاج هذه الخصومة, وم 3 من نبه على ارتباطهما بهاء وهما يتعلقان بنظم 
الجذور اللغوية للظاءات الواردة في القرءان الكريم» وذلك لا يقع مثله على سبيل الاتفاق أو 
"توارد الخواطر" لوضوح التشابه بين القطعتين. 
يقول أبو عمرو الداني في ذلك جامعا لأصول الظاءات في كتاب الله : 
ظفرت "شواظ" بحظها من ظلمنا فكظمت غيظ عظيم ما ظنت بنا 
وظمئت في الظما ففي عظمى لظى ظهر الظهار لأجل غلظة وعظنا 
انظرت لفظي كي تيقظ فظة ٠‏ وحظرت ظهر ظهيرها من ظفرن]7!) 





'- القطعة مشروحة في "التمهيد" لابن الجزري : 79-77. 
708 


ويقول المهدوي في مثل ذلك : 


وظعنت أنظر في الظلام وظله ٠‏ ظمآن أنتظر الظهور لوعظها 
ظهري وظفري ثم عظمي في لظى ا لأظاهرن لحظرها ولحفظها 
٠‏ لفظي شواظ أو كشمس ظهيرة ظفر لدى غلظ القلوب وفظها©) 


ومن المقابلة بين القطعتين يبدو لنا التشابه قويا وواضحا بينهماء مما يدل على أن 
أحدهما كان في نظمه بصدد معارضة الآ خر ولاسيما مع اعتبار اتحاد الموضوع والبحر 
لوو واصطناع الغزل للتعبير عن الغرض والتورية به» والتساوي في عدد الأبيات» 
وهي عناصر يبدو بعيدا أن تجيء كلها عفوية. 


ومع هذا فيبدو من نسيج القطعتين أن أبا عمرو الدانى كان البادئ بالنظم فيهماء 
ثم جاء المهدوي فنظم على وا وموازيا له في مثل غرضه ووزنه وغطى فلهذا 
جاءت قطعة المهدوي حفي نظري- أميل إلى السلاسة في التعبير, وأقرب في الدلالة على 
المعاني الغزلية المورى بها عن الغرض من قطعة أبي عمرو التي يبدو نسيجها مهلهلا 
مستکرها» حتى تبدو قطعة المهدوي وكأنها محرد تعديل وإعادة صياغة. 


ولقد عمد مع هذا بعض الباحثين في تطور التأليف والنظم في موضوع "الظاءات 
القرءانية" إلى اعتبار قطعة الإمام المهدوي أقدم من غيرهاء فساقها في الترتيب الزمني قبل 
قطعة آي عمرو استنادا إلى تقدم وفاته على وفاته» ولم يضع نصب عينيه هذا الاعتبار الذي 
لاحظناه واستندنا فيه إلى وجود مقتضاه من الخصومة النقدية التي نشبت بين الإمامين 
ا ۰ 


ذلك جانب مهم من جوانب الحياة العلمية الحافلة للإمام المهدوي استعرضنا فيه 
جملة كافية مما يعين على ثل مقومات شخصيته والمعام الف لار مدره كنا 
تجسدت في بعض ما بسطنا من مذاهبه واختياراته وآرائه» وانعكست من خلال صلا ته 
العلمية ومعاركه النقدية» وما كان له من تأثر بالمجال الأندلسي الذي خرج بمدرسته إليه. 
وتأثير له أهميته عرضنا بعض الملامح مما وقفنا عليه منه» ونبهنا على بعض ما غاب عنا 





- في "جذوة المفتبس" "لمظها" وهو تحريف. 
- "جذوة المقتبس" 115-114. 
3- كلاهما نظم على بر الكامل. 
4- الإشارة هنا إلى بحث للدكتور طه بحسن من بغداد تحت عنوان "منظومات أصول الظاءات القرآنية': تشر بمجلة معهد 
المخطوطات الم ك الكويت - المجلد : 30, الجزء الثاني - ص : 35 السنة : 1986م 
709 


مما لا شك أنه كان له نصيبه في تحريك الحياة العلمية وبعث الموافز التى من شأنها أن 
تنبعث في مثل هذه المواقف لإفحام الخصوم, لما جبلت عليه النفوس من حب الغلبة 
والانتصار في معترك الأقران. 


ولا ندري ما أسفرت عنه بعد ذلك هذه الجولة أو الجولات مع أبي عمرو ورا مع 
غيره ممن كتب في شأنه إلى أبي عمرو من أهل مسجد يى ب بن عمار الطلمي بدانية, فإن في 
دك يعين على تفل الى اجون الى تصدى فيه لدو تاضوم أو مدو اله 


غداة نزوله بحضرة أمير دانية مجاهد العامري. 


ولا نستبعد أن يكون لهذه المعركة من الأثر ما جعل البلاد تنبو بشخص أبي 
العباس حتى لا يكاد O‏ ا 
دانية يجاهد العامري» أي قبل وفاة هذا الأمير سنة 436 ر( 2 لل هذا کان بسبب انبهام 
أخباره وضياعها حتى لا يعرف أين توفي ولا متى بشكل دقيق يطمأن إليه؟؟. 


ومهما يكن ند بذل أبو العباس ما في وسعه في مغالبة الظروف العسيرة التى يبدو 
أنه عانى منها كثيرا حتى اضطر إلى مغادرة بلاده والنزوح إلى الأندلس» ثم مازالت به 
حتى ضيقت علیه» وعكرت ما كان قد صفا له بها ا خم 
كان هو السبب فيما حدث وما جرى عليه مما لعله أراد به في البداية التنبيه على قدره 
والتنويه عند أهل المنطقة بشخصه. فجرت الرياح بما لا تشتهي السفن» فلم يجن من هذه 
الناحية خيرا. 


ولكن أبا العباس وإن لم يصب في الأندلس مجاحا وظفرا بالمطلوب, فقد أصابت فيه 
الأندلس نصيبا مما ظلت تجنيه من الواردين عليها من أمثاله من العلماء والأدباء والقراء. 
فأعطاها من آثاره العلمية ما ملأ الساحة بذكره. وشغل به الناس بروايته وحمله. وكان 
عمدة من جاء بعده في معرفة جملة اختياراته ومذاهبه. 


مؤلفانه وآثاره 1 


ألف المهدوي كتبا عديدة في القراءة كما ألف في غيرها من علوم القرءان» وإن 
كان أكثر هذا التراث قد ضاع أو مازال لم يعرف طريقه إلى الطبع والنشر بما فيه كتابه 
الذي قامت شهرته في الميدان عليه أعنى كتاب "الهداية" المشهورء وهذه قائمة مرتبة على 
الحروف بأسماء ما هو معروف من مصنفاته العلمية : 


5 


!- "جذوة المقنبس". 353 - 354 ترجمة : 829. 
710 


1- كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل : 

وهو تفسيره الكبير الذي وضعه فيما يبدو في بداية إقامته بالأندلس ورما بتكليف 
من أميرهاء وإلى هذا يشير أبو الحسن القفطي في "إنباه الرواة" إذ قال في ترجمته : 
"وألف كتبا كثيرة النفع مثل : "كناب التفصيل" وهو كتا لكين النشين ولا طهر 
هذا الكتاب في الأندلس قيل لمتولي الجهة التي نر ليا مو الأنداسن ال الات لف 
وإذا أردت فخذ الكتاب إليك وأطلب منه تأليف غيره» ففعل ذلك وطلب غيره فألف له 
"التحصيل" وهو كالمختصر منه وإن تغير بعض تغير» والكتابان مشهوران في الآفاق» سائران 
على ايى الاق" . 


ولا شك أن ما ذكره القفطي بصدد هذا الكتاب داخل في المحنة التي ابتلي بها في 
هذه الجهة من الأندلس بفعل التنافس على الحظوة ة والنفاسة فيها عليه عند الأميرء إلا أنه في 
هذه المرة قد فاز بالخصل وإفحام الخصوم. 

وقد تحدث صاحب كشف الظنون عن منهجه في كتاب "التفصيل" فذكر أنه "فسر 
الآيات أولاء ثم ذكر القراءات» ثم الإعراب» وكتب في آخره قواعد القراءات» ثم اختصره 
وسماة "التحصيل "20 


2 كتاب التحصيل في ختصر التفصيل© : 


هو المختصر المذكورء وقد اطلعت على النصف الأخير منه ويبتدئ بسورة الكهف 
وينتهي في آخر القرءان بقوله : "قد أتيت على جميع سور القرآن على ما شرطته في صدر 
الديوان» وأنا ذاكر على ذلك أصول القراءات» وأجمل هنا ما بسطته في "الكبير" إن شاء 
الله هو المستعان» وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". ثم 
قال : "تم كتاب التحصيل في ختصر التفصيل ل ل 
وحسن عونه» وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم" . 


وقد اشتهر ا واهتم المغارية بروايته منذ ظهوره نارة مع أصله ونارة 
و اوسا وان 11 واب علا بلقيو يني وسواهم. 





- "إنباه الرواة"» 127-126/1» ترجمة 43. 
2- "كشف الظنون", 1/ع 462. 
- يوجد المجلد الأول منه جزانة القرويين بفاس برقم 42 والثاني بالخزانة العامة بالرباط برقم ق 89 وقد اطلعت على هذا 
الأخير وهو في مجلد ضخم يبتدئ بسورة الكهف ويسلك المنهج نفسه الذي ذكره صاحب الكشفء فيبدأ بالتفسير ثم يثني 
باختلاف القراءات...الخء ۽ ويكتب العناوين بخط بارز ليفصل بين تلك المياحث. 
“- "الغنية", 61 
711 


ويي أن "أشن هنا إلى خطأ وقع في بعض المصادر مثل "كنز المعاني للجعبري" 
و"كشف الظنون" وغيرها ممن أخذ عنهماء وهو في الغالب ناتج في أصله عن التصحيف 
فقد عرف الجعبري في آخر الكنز يكبار الأئمة الذين برد ذكرهم في مسائل الخلاف في شرحه 
تعاريف موجزة, فقال في جملتهم عن المهدوي : "مصنف التيسير الكبير والصغير" توهما 
كما يظهر من وجود ذلك في كافة النسخ التي اطلعت عليها منه -أن له كتابين في القراءات 
بهذا الاسم» ولم يذكر له غيرهما وهو بصدد التعريف به بين المؤلفين في القرءات كالداني 
ومكي وابن شريح وابن الفحام والسخاوي والأهوازي. وكلهم سمى كتبهم المشهورة في 
القراءات» إلا المهدوي فبدلا من أن يذكر له كتاب الهداية في القراءات أو غيره كشرحه 
عليهاء قال "مصنف التيسير الكبير والصغير" سرع الم ةا و 
القراءات بهذا الاسم تصحيفا منه لما جاء في ترجمة المهدوي في بعض كتب التراجم 
تشروح الشاطية مسن أنه "ضيقن السير الكتين والضقير" يراد بذك 0 

وال ' كما نجد ذلك مثلا عند أبي عبد الله محمد بن الحسن الفاسي في "اللآلى 
الفريدة" حيث عرف بالمهدوي باسمه ونسبه وقال: "مؤلف التفصيل والتحصيل 
TT‏ 


وقد أوهمت عبارة الجعيري المذكورة أي قوله "مصنف اليد الكبير والصغير" أن 
له في القراءات كتابين بهذا الاس فقال في كشف الظنون مثلا : "التيسير ف 
أيضا لأبي العباس أ عد بن عمار المهدوي المتوفي بعد 430 ه. ذكره الجعبري وقال : 
التيسير الكبير والصغير". 


ساس a‏ "هدية العارفين' ' فقال في ترجمة المهدوي ' أصئف 


التيسير في القراءات © وتبعهم على ذلك بعض من كتبوا عن المهدوي من طلبة الدراسات 
والمؤلفين في الأعلاء. 





'- "فيرسة ابن خر "44:0 


2- "فهرس ابن عطية", 103ء ترجمة 23. 

2 "عنوان الدراية" للغيريني» 363-362. 

3 - "الل لئ الفريدة في شرح القصيدة" (مخطوط)ء ذكره عند قول الشاطبي في باب الاستعاذة : "وكم من فتى كالمهدوي فيه 
أعملا " 

- "كشف ا 1/ع 520. 

“- "هدية العارفين", 1/ع 75. 

3 ينظر مثلا "القراءات بإفريقية" لهند شلبي. 356 - و"الأعلام" للزركلي» 185/1 - و"تراجم المؤلفين التونسيين"» 390/4 
لمحمد بحفوظ وغيرهم. 

712 


وأرى أن بداية الخطإ من "كنز المعانى" لأن عمله يتردد بين أن يكون تصحف عليه 

"التفسير" إلى "التيسير"» وبين أن يكون قد ذكره على وجهه الصحيح بالفاءء فيكون قد 

وقع في خطأ منهجي يرجع إلى تعريف المهدوي بين القراء بذكر كتابين له في غير القراءة) 
والأمر يقتضي أن تذكر كتبه في القراءات كغيره. 

وقد كاد يتوجه بى الظن إلى صحة ما في الكشف وغيره ليكون ذلك مما يدخل في 

عمل الصو العلمية التي احتدمت بينه وبين ات عبرو الذاتي حوبناحت التيسير في 


القراءات أو 3 اللا ال بكرم ااا ا دده وذلك 


عند الإمام الجعيري في كنز المعاني ومن تبعه. 


3- وما يزال هذا الكتاب على أهميته م يقدر له التحقينق والنش 7 كما أن أصله 
وهو "التفصيل" ١‏ بقدر للموجود منه أن برق النور© 
4- كتاب بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات : 
اجا بيال سيت الموج و ا ج ر ر نے 


نشر حققا وم أقف عليه وموضوعه كموضوع كتاب "الإبانة" لمكي ويظهر أنه 
أمد منه نفسا. 


5- كتاب الهداية في القراءات | 





وهو أهم كتبه في الفن» وسنعود إليه بعد سرد مؤلفاته. 


> كتاب الكفاية في شرح مقارئ الهداية : 
"هكذا سماه ابن خير وقال : حدثني به الشيخ أبو عبد الله محمد بن سليمان بن 
أحمد النفزي حرحمه الله- سماعا عليه لأكثره. ومناولة لجميعه. قال : حدثني به خالي 


الأديب أبو حمد غانم بن وليد المخزومي قراءة عليه وأنا أسمع» قال : حصدثني به أبو 
الا الى مله رمه O‏ 





أ- سجل بعض طلبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب الرباط رسالة دبلوم "منهج المهدوي في التفسير انطلاقا من تفسير سورة آل 
عمران” . 
جا منه المجلد الأول بالمكتبة الوطنية بباربس تحت رقم 594. 
3- حققه الدكتور حاتم الضامن ونشره. 
“- "فهرسة ابن خير" 44. 
713 


وسماه المنتوري "كتاب الكفاية الموضح في شرح الهداية" وقال : قرأته تفقها على 
شيخنا أبي عبد الله محمد بن محمد القيجاطي... ثم أسنده إلى ابن بشكوال عن النفرى ع. 

e‏ بن يدم بن عن النفزي عن 
غانم عن المؤلف. 

ويبدو أن المنتوري قد زاد في العنوان فأدرج لفظ "الموضح" أو أنه روى "الموضح" 
فسماه "الكفاية". وهذا هو الأرجح. 


وقد كنت أظن الاسمين معا لكتاب واحد حتى نبهني بعض الإخوة الباحثين في 
تراث المهدوي"“ إلى أنهما كتابانء وأن "الموضح" الذي يسمى به "شرح الهداية" المشهور 
الذي ينقل عنه عامة المؤلفين في توجيه القراءات» هو غير كتاب "الكفاية". وذلك لإحالة 
الا نقمه شر الهداية" في سورة الرحمن عليه بقوله : "لأن الاسم غير المسمى في 
مذهب أهل الحقء وقد أوضحت القول في هذه المسألة في "كتاب الكفابة"" (0) 


ومن هذا يتبين أنه كتاب غير "شرح الهداية" المعروف. وأنه مؤلف قبل هذا الشرح 
المشار إليه فيه وقد ترجح لدى الباحث المذكور أن كتاب "الكفاية" هو غير شرح الهداية 
المشهور» وأن ما نشر من الكتب تحت اسم "هجاء مصاحف الأمصار" للمهدوي) أو 
نحت اسم "بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات" إنما هما 
جزءان أو فصلان أو بابان من "كتاب الكفاية" لأدلة ذكرها استنادا إلى تحقيقه في 
الموضوع واطلاعه على الكتابين المنشوربن» كما ذكر أن المهدوي قد اعتمد في كتاب 
الكفاية على "جامع ابن مجاهد الك "(° وقال : هكذا سماه المهدوي ورواه من طرق» غير 
أنه أدخل في "الكفاية" بعض القراءات من غير جامع ابن مجاهد, إذا كانت هذه القراءات 
من روابته". 

وف انتظار الاطلاع على مزيد من التحقيق في الموضوع نكتفي بهذه التنبيهات المفيدة 





'- "فهرسة المنتوري", (عخطوط). 
3 هو الأخ الباحث حازم سعيد حيدر من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. 
0 "شرح الهداية"» آخر سورة الرحمنء (مخطوط). 
نشر بتحقيق الدكتور حيبي الدين رمضان وسيأتي. 
- نشر بتحقيق الدكتور حاتم الضامن. 
5 هو من مصادر الداني أيضا في "جامع البيان" - الإمام أبو عمرو الداني وكتابه "جامع البيان" للدكتور عبد المهيمن طحان 
4 ومن مصادر ابن الباذش في "الإقناع" 363/1. 
“- من رسالة له بعث بها إلي في موضوع "شرح الهداية" الذي يعمل على تحقيقه في بحث الدكتوراء. 
714 


ها 


7 الموضح في تعليل وجوه القراءات : 
الموضحج :في ادل جن ي 


هو الكتاب المعروف في المصادر باسم "شرح الهداية"") وقد ترجح عندي أن هذا 
العنوان أليق بمحتواه أولا لوجود بعض النسخ المعنونة به إلى الآن وهي ثانية أقدم النسخ 
المعروفة مد E‏ وثانيا لتسمية أبي عبد الله محمد بن الحسن الفاسي (ت656ه) 
له بذلك عند نقله عنه في باب البسملة مصدرا لذلك بقوله : "وكان الإمام أبو العباس 
المهدوي -رحمه الله- يشير إلى تضعيف الفصلء قال سرحمه الله- في "كتاب الموضح" : 
"فأما ما ذهب إليه بعض المتعقبين من الفصل في السور الأربع للجميع؛ فوج ذلك لما 
اتصالهن با قبلهن من بشاعة رفير" وهذا بالذات هو لفظ المهدوي في شرح الهداية. 


وثالثا لورود هذا اللفظ بعينه عند الإمام المنتوري» إلا أنه أدرجه في العنوان هكذا 
"الكفاية الموضح في شرح N‏ وقد بينا آنا أن "الكفاية" كتاب مستقلء ويدل 
5 ا ا بكي ا يعن و ا ORE E‏ 
جانب ما تقدم من ذكر المؤلف له في سورة الرحمن. 


ورابعا لأن اسم "الموضح" أليق بمضمون الكتابء هذا إلى ما في نسخته العتيقة 
الآنفة الذكر "في تعليل وجوه القراءات" ولأنه لا يشرح عبارات "الهداية" وإغا هو كما 
قال في خطبته : "في شرح وجوه القراءات والاعتلال على الروايات". وربا لهذا سماه 
القفطي في إنباه او يل القزاء كا ليه" 1 


وأرى أنه لا يعكر على تسميته ب"الموضح" توارد المصادر منذ ابن خير (ت575) 
وعياض (ت 4 وابن عطية (ت541) ومن جاء بعدهم على تسميته ب شرح 
الهداية" فحسبء فهذا أمر شائع كثير يجري مجرى الاختصار لا غير. 


| 

'- يعمل على تحقيقه الأخ الباحث حازم سعيد حيدر بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة للحصول على درجة الدكتوراه وفقه الله 
وقد أهدى إلي نسخة مصورة منه عن الأصل المحفوظ في كيردي زادة بتركيا استانبول تحت رقم 220 وهي نسخة تعتبر أقدم 
النسخ المعروفة منه» وتاريخ نسخها كما في آخرها شهر بيع الآخر من سنة 5, وتتاز بكونها قوبلت - كما جاء في أول 
ورقة منها- على نسخة قرئت على الإمام العلامة أبي القاسم بن فيره الرعيني ثم الشاطبي رحمه الله- ثم ذكر سند الشاطبي 
إلى المؤلف» وتاربخ الفراغ من المقابلة 24 من شهر رمضات المعظم سنة 727ه. 

2- الإشارة إلى نسخة مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 9ق وهي اني أقدم نسخة بعد نسخة استانبولء وقد جاء في 
آخرها تعيين الزمان والمكان الذي نسخت فيه و "کان الفراغ منه في رجب لأيام بقيت منه سنة 563 علب حماها الله" 
وتقع المخطوطة في 0 لوحة بط مغربي سهل القراءة. وقد أشار "فهرس المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن 
1 إلى وجود نسخة بجامعة القرويين فاس باسم "الموضح في تعليل وجوه القراءات" وذكر في وصفها أنها برقم 139 
وتاريخ نسخها 3 حسب (قائمة النوادر ص : 7)رر. ومن المقارنة يبدو أنها النسخة نفسها التي وصفناها أو مصورة منها. 

3 "اللآلى الفريدة في شرح القصيدة": (مخطوط). 

“- "فهرسة المنتوري"» ص : 12. 

- "فهرسة ابن خير" ص : 34-31. 

6- "إنياه الرواة"» ١127/1‏ 

7- "الغنية". 61. 


5 


715 


ويعتبر الكتاب أنفس ما بلغنا من آثار المهدوي في توجيه القراءات» وقد أثنى عليه 

القفطي بقوله : "وهو كتاب جمیل» ذاكرت به بعض أدياء عصرنا فقال : هو عندي أتفع 
"اين" لأبي علي الفارسي» فقلت له : وهو صغير الحجم ؟ فقال : إلا أنه كثير 

32 حسن الاختصار» يصلح للمبتدئ و 

ولقد عنى به الناس عناية كبيرة» واعتمده شراح المتون اعتمادا واسعا 5 
القراءات» ومنهم شرح الشاطبية كأبى شامة في إبراز العاني وف المرشد الوجيز” وأبي 
عبد الله الفاسي في "الل لى الفريدة" وأبي إسحاق الجعيري في "كنز ل وشراح 
"الدرر اللوامع" كاخراز وابن المجراد والمنتوري وابن القاضي وسواهم من الأعلام, هذا 
بالإضافة إلى ابن الجزري الذي نثر مادته ومادة أصله الهداية في كثير من أبواب الأصول في 
كتاب "النشر" وكتاب "التمهيد". 

ونظرا لندرة النسخ الموجودة منه نعرف القارئ بمباحثه فيه استنادا إلى ما تحدث عنه 
في خطبته. فلعل في كلامه ما يفي بالغرض في التعريف بالكتاب. يقول في أوله بعد التسمية 
والديباجة المتضمنة لاسمه وكنيته ونسبه : 


"أما بعد حمد الله بجميع محامده. ر وشكره على جميل عوائده» وجزيل فوائده 
والصلاة على محمد خاتم أنبيائه وعلى أهله وصحابته وأزواجه وذربته. فإن العلم جوهرة 
شرفها استعمالها. وصيانتها ابتذالهاء وأفضل ما رغب فيه الراغبون. وجد في طلبه 
الطالبون. علم كتاب الله الكريم» الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل 


"وقد سألني سائلون أن أملي عليهم كتابا مختصرا في شرح وجوه القراءات» 
والاعتلال على الروايات» بغاية الاختصار. وحذف التطويل والتكرار» وأن أجعل ذلك 
شرحا للكتاب المختصر في القراءات السبع. الذي كتبته وسمتيه ب"كتاب الهداية"7, 





'- "فهرس ابن عطية", 91-90, ترجمة : 15. 

3 "إنباه الرواة"» 127/1, ترجمة : 43 وينظر بهامشه رد ابن مكتوم على من فضله على الحجة. 

“- ينظر مثلا باب الخلاف في ميم الجمعء > ص : 58. 

“- "المرشد الوجيز إلى علوم تعلق بالكتاب العزيز". 140. 

"- باب البسملةء وباب الراءات. 

“- ينظر أول باب اللامات منه. 

- يبدو أن جامع "فهرس الخزانة الحسنية" لم ينتبه إلى السياق جيدا في قراءة مقدمة "شرح الهداية" فظنه "الهداية" نفسها 
اعتمادا على قوله هنا : "وسميته بكتاب الهداية" ولم ينتبه إلى أن هذا من تام كلامه السابق» ومن ثم أثبت اسم الكتاب في 
حرف الهاء من المجلد 197/6 فقال : "الهداية في وجوه القراءات السبع” وذكر مؤلفهاء ورقم تسجيلها بالزانة وهو : 

716 


7 


"واعتمدت في ما أورده في هذا الكتاب على أقاويل العلماء المتقدمينء المسطورة في 
کتبهم» وما أخذناه لفظا عن حذاق شيوخنا -رحمهم الله-.. 
وقد بدأ مباحثه في الكتاب بحديث نزول القرآن على سبعة أحرف واختلاف 
العلماء في تأويله» ويعد أن أدلى برأيه في ذلك وتقل مذاهب العلماء في القراءات المستعملة 
ف وقتناء انتقل إلى مياحث الأصول مبتدئا ب "با الحا رن الاستعاذة والبسملة" 2 0 
ثنى ب ارك انعد ب عا اختلفوا لا 2 ثم ثلث بمبحث "هاء الإضمار" 
"باب المد" وهكذا حتى اغ "القول في مذهب ورش في الراءات» وبه أنهى قَسمْ 
الأصولء ثم انتقل إلى فرش الروف سورة سورة إلى آخر القرءان» وختم بشرح التكبير 
لعبد الله بن كثيرء ويذلك ينتهى الكتاب. 


8 كتاب البرهان على" علوم القرءان : 
تقدم ذكره في رسالة التنبيه للداني في قوله : "فأما كذبه وادعاؤه مموها أنه أملى 
بمكة كتابا سماه "البيهان على علوم القرءان"» لكن أبا عمرو كذبه في دعواه أنه ألف كتابا 


9- كتاب ري العاطش : 


م برد في كتب التراجم والبرامج» زا وزد متدوبا البق قف اون و "هد 
: "00 
العارفين 


0- كتاب هجاء مصاحف الأمصارء على غاية التقريب والاختصار": 
كتاب هجاء مصاحف الا مصارء على عايه ا تريب و ت ر 


27 ذكر احتمال أن يكون الكتاب حزءا من كتاب "الكفاية" الآ نف الذكر» وقد 
0 
نشر محققا 


| 
4 ثم ذكر أول النسخة وهو قوله : "أما بعد حمد الله يجميع خامده وشكره على جميل (كتبت جميع) عوائده... 
"وذكر خاقته وتاريخ النسخة 15 رجب 574, ثم ذكر تاريخ الفراغ من كتابة النسخة» وهو عام 1147..." وقد رجعت 
إليها بالحزانة فإذا في صدر الصفحة الأولى منها "مختصر في شرح الهداية" خط غليظ. 

!- كذا في "رسالة التنبيه لأبي عمرو الداني" مخطوطة الزائ العلمية بتطوان برقم 881. 

2- "كشف الظنون"» 1/ع938. 

ت "هدية العارفين", 1/ع75. 

“- نشر بتحقيق الدكتور محي الدين عبد الرحمن رمضان بمجلة معهد المخطوطات العربية بالقاهرة, مجلد 19 الجزء 1ء تاريخ ربيع 

الآخر 1393ه مايو 1973ء ما بين الصفحتين 141-53. 

717 


1- كتاب في عدد الآي : 
م جه منسوبا بالنص إليه» وإنما يستفاد ذلك من قول الشاطبى في قصيدته "ناظمة 
الزهر" : 
ء 0 1 
ولكنني لم أسر إلا مظاهرا جمع ابن عمار وجمع أبي مرو 
فالمراذ-ب"ابق عماز" احم بن عمار المهدوي؛ فإذا لم يكن ذلك من مباحثه في 
- قطعته النظمية في "أصول الظاءات" وقد تقدمت©: 


وقد شرح قطعة المهدوي أبو طاهر إسماعيل بن خمد بن زبادة الله التجيبى 
(ت445)» وما يزال شرحه عليها محفوظا في بعض اخراء ئن20, كما شرحها محمد بن علي بن 
موسى المحلي (ت673) . 


هذه في الجملة هي آثار المهدوي التي وقفنا عليها في المظان المعروفة وهي آثار 
نضعه ولا شك- في مقامه الرفيع في علوم القرآن عامة, وفي علم القراءات بوجه خاص» 
كما من شأنها أن تجعل منه أحد شوا مخ القمم العلمية في المدرسة المغربية على العموم, وفي 
المدرسة القيروانية على الأ خص» ومن الجائز أن تكون له کب أخخرى ١‏ قف عدي أسمائها 
مما قد يكون داخلا في رواية أبي بكر بن خير الذي يذكر أنه روى "نواليف المقرئ أحي 
العباس أحمد بن عمار بن أب العباس المهدوي -رحمه الله- وجميع رواياته عن 
و ولا شك أن أهم آثار المهدوي هو "كتاب الهداية في القراءات السبع". لأنه 
2 0 المعروف 4 جيب ا كان ارات وال اده 


ف زمنه ا بعده ا 





أ- قصيدة "ناظمة الزهر" ' للشاطبي - وسيأتي التعريف بالقصيدة في آثار الشاطبي. 
“- يمكن الرجوع إليها في جذوة المقتبس للحميدي, 115-114, و"بغية الملتمس". 164-163, ترجمة : 350. 

١‏ - توجد منه نسخة بالخزانة العامة بالرباط برقم : 540» وبنظر في ذلك "كتب الضاد والظاء عند الدارسين العرب "للدكتور 
محمد جبار المعيبد -جامعة البصرة بالعراق- بحث نشر بمجلة معهد المخطوطات العربية- الكويت, المجلد الثلاثون, الجزء 
الثانيء السنة 1406ه-1986, ص : 595-594. 

“- يوجد عخطوطا بمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم 39 علوم القراءان- مجاميع.. 

'- "فهرسة ابن خير" 446. 

718 ٤ 


كتابه "الهداية إلى مذاهب القراء السبعة ر 
الإقراء) : 

بهذا العنوان ذكره ابن خيرء وأسنده فقال : حدثني به الشيخ الا دلت ات غا 
محمد بن سليمان بن أحمد النفزي ثم المالقي -رحمه الله- سماعا في منزله بإشبيلية سنة 
8ه قال : حدثني به خالي الأديب أبو محمد غانم بن وليد بن عمر بن عبد الرحمن 
المخزومي -رحمه الله- سماعا عليه عن مؤلفه أبي العباس المهدوي الو و 


شماه عياض وال ب"الهداية في القراءات السبع" واكتفى غيرهم 
ا ا 

والكتاب على أهميته يعتبر مفقودا حتى الآن -فيما أعلم- على الرغم من اعتقاد 
كثير ممن باحثتهم في شأنه أنه محفوظ في بعض الخزائن ل 

وهو من الكتب "الأمهات" في القراءات السبع. وقد اعتمده عامة المؤلفين» وعنوا 
بروايته متصل السند بالقراءة أو بالإجازق كما قرأ الأكابر بمضمنه كأبي جعفر بن 
الباذش وأبي القاسم الشاطبي ”وأبي TELES ES‏ زاك 
العبانن القسطلان 9 وغدد لا يغضى. 


الله. (تعريف به ويأثره في ميدان 





وألف عليه ابن الجزري كتابه "الفوائد المجمعة, في زوائد الكتب الأربعة"" وهو 


كتاب جمع فيه زيادات أربعة من المصنفات في القراءات السبع على ما تضمنته "الشاطبية" 





أ "فهرسة ابن خير" 31: 

2- "الغنية لعياض" 61» و"فهرسة المنتوري", لوحة : 12 (مخطوط). 

”- وني "كشف الظنون", 2/ع2040, "الهداية في القراءة" . 

“- وجدت كثيرين يعتقدون في وجوده مخطوطا بازانة الحسنية بالرباط اعتمادا على ما قدمنا من خطأ جامع فهرستهاء إذ ذكره في 
المجلد 197/6 برقم 4 وسماه "الهداية في وجوه القراءات السبع" وقد عرف به على أنه الكتاب المذكورء وذكر أن أوله 
"أما بعد حمد الله...إلخ» وقد رجعت إليه فإذا بي أجده ليس إلا "شرح الهداية" المسمى ب"الموضح" وبدايته التي أثيتها 
هي بداية الموضح. وأخيرني الأخ الباحث حازم سعيد حيدر من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أنه وقف على مصورة 
مفهرسة في فهرس مطبوع على الآلة الكاتبتب بالجامعة المذكورة برقم 2 بعنوان "الهداية" ولا رجع إليها يظن أنها كتاب 
المهدويء وجدها نسخة من "كتاب الغاية في القراءات العشر" لأبي بكر بن مهران (ت381). 

د يروبه أبوه أيضا أبو الحسن علي بن أحمد بن خلف بن الباذشء وقد رواه ابن الجرري من هذه الطريق في النشر 70/1. وحسدث 
أبو جعفر بن الباذش بسنده عن المهدوي في "الإقناع" 331/1. 

“- تقل عن في "حرز الأماني" كما يفهم من قوله : "وإخفاؤه فصل أباه وعاتنا وكم من فتى كالمهدوي فيه أعملا. وروی شرح 
الهداية عن شيخه محمد بن يوسف بن مفرج بن سعادق "غاية النهاية" 288/2, ترجمة : 3562. 

7- أسنده ابن الجزري من طريقه في "النشر"» 70/1. 

“- أسانيده به فى "النشر", 70-69/1. 

”- ذكره في جملة مروياته في لطائف "الإشارات لفنون القراءات"» 89/1. 

- "غاية النهاية"» 2288/2) ترجمة : 3562. 

719 


من قراءات» وهذه الكتب هي : الف لمكيء و"الهداية" للمهدوي. والكافي "لابن 
شربح» و"تلخيص العبارات" لابن بليمة الهواري. 


وألف عليه بعض الأئمة كتاب "تحصيل الكفاية؛ من الاختلاف الواقع بين 
"التيسير" "لقم" و"الكافي" ا" وهو ولف و 


وقد بقيت مادة الكتاب في أصول الأداء منثورة في هذه الكتب وأمثالهاء وعلى 
الأخص في مؤلفات ابن الجزري كالنشر(^ و"التمهيد". وبعض شروح الشاطبية» وشروح 
الدون اللوامع كشرح المنتوري وهو ممن قرأ الكتاب وشرحه في العهود المتأخرة بالأندلس 
لوفاته سنة (834), قرأهما تفقها على شيخه ا عبد الله محمد بن محمد القيجاطي بسنده 
المذ كور في فهرسة المنتوري“. 


كما أن من آخر من ذكرت له رواية للكتاب الشيخ أبو الحسن على بن محمد بن 


علي القلصادي البسطي ثم الغرناطي (ت891) ©. 


أمنا آخر من وقفت على ذكره له في مروياته من مشايخ القراءة بالمغرب» فهو أبو 
عبد الله بن غازي شيخ الجماعة بفاس (ت919), وقد رواه بالإجازة في جملة ما رواه عن 


أ أسانيده في 
1 من طريق أبي عبد الله بن سفيان وشيخ القيروان : 
لم يسند ابن الجرري عنه في النشر رواية ورش من طريق ابن سفيان. ولذلك سنعود في 
وصل مدرسته بطرق شيخه المذكور إلى كتابه "الهادي في القراءات" الذي تقدم عرضنا له 


روابة ورش في كتاب الهداية : 





ولقد رأينا قبل أن أبا عبد الله بن سفيان أسند في الكتاب رواية ورش من 
2 .)1 9 
طريقين ٩:‏ 





- يوجد کناب "الفوائد المجمعة” مخطوطا بدار الكتب المصرية ضمن مجموع برقم 43909. 
2 أخبرني بوجوده مخطوطا الأخ حازم وذكر أن عنده منه مصورة عن دار الكتب القطرية برقم عام(241) ورقم 
خاص(6/5/1086). 
5 ينظر "النشر" 435-424-312/2-482-329-309/1 إلخ. 
“- "فهرسة المنتوري", لوحة : 12. 
53 يمكن الرجوع إلى رواية الفلصادي للهداية في ثبت أحمد بن علي البلوي الوادي آشي 118. 
“- "فهرسة ابن غازي". 45-44. 
720 


طريق المهدي : قرأ بها ابن سفيان على أبي ابراهيم إسماعيل بن أحمد المهديء 
وقرا امال على ابي على .وضيف اللمزافي» وفرا الكمراوي على (متماغيل بن عبد الله 
ااي وا اش على اى شرا رة الأزرق على أب فيد مان 
سعيد ووش دقرا ورشی على نافع ين أبن تعن المدتي. ١‏ 


وطريق أبي الطيب بن غلبون : قرأ بها ابن سفيان على أبي الطيب عبد المنعم بن 
عبيد الله بن غلبون» وقرأ بها ابن غلبون على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن مروان» وقراً 
ابن مروان على أبي بكر محمد بن سيف» وقرأ ابن سيف على أبي يعقوب الأزرق» وقرأ على 
ورشء وقرأ على نافع بن أبي نعيم المدني. ا 


2- من طريق أبي الحسن القنطري إمام الحرم المكي : 
قرأ بها المهدوي على أب الحسن القنطري بمكه. وقرأ القنطري بها على أبي بكر 
مك و اسن ار دقرا بها محمد بن الحسن علي أبي بكر محمد بن علي الأذفري 
ضر ؤقرأ الأذفوي على أبي غانم المظفر بن حمدان, وقرأ أبو غانم علي أبي جعفر أحمد 
بن عبد الله بن محمد بن هلال» وقرأ على أبي المسن إسماعيل بن عبد الله النحاسء وقرأ 
النحاس على ا يعقوب الأزرق» وقرأ على ورش» وقراً ورش على نافع . 


هذه هي أهم أسائيد المهدوي ف رواية ورش ف كتاب الهداية كما أمكن استقراؤها 
من المصادر. 


أصحابه والرواة عنه : 


دخل المهدوي الأندلس في حدود سنة 430ه©), واتجه إلى جهتها الشرقية حيث 
إمرة مجاهد بن عبد الله العامريء فاستقر هنالك وتصدر -فيما يبدو- في مسجد يى بن 
عمار الطلمي كما تفيده رسالة التنبيه لأبي عمرو الدانيء وذلك بمدينة "دانية" قاعدة هذه 
الإمارة» وكانت تسمى "معدن القراء بالغرب", فلا غرو أن جتفل طلبة القراءة بمقدمه» وأن 
يسارعوا إلى اغتنام الرواية عنهء شأنهم مع كل طارئ يطرأ على الجزيرةة اا كان 
في مثل الوزن العلمي الذي وقفنا على مظاهره ومقوماته عنده. فلا جرم أن يكون عدد من 





- يمكن الرجوع في ذلك إلى ما ذكرناه في ترجمة ابن سفيان في القسم الأول من هذا البحث من المدارس القيروانية. 
7- هو محمد بن الحسن أبو بكر الطحان الضرير المصري» من شيوخ أبي عمرو الداني» توفي بمصر بعد سنة 398, ترجمته في "غاية 
النهاية" 127/2 ترجمة : 2951. 
^ يمكن الرجوع إلى تفاصيل هذا السند منثورة في "النشر", 108-106/1. 
“- "الصلة". 87/1 ترجمة : 188. و"جذوة المقتبس" ۽ 115-114. و"بغية الملتمس". 164-3. ترجمة : 350. 
721 


يسارع إلى مثله وفيرا يناسب تطلع هذه الجهات إلى مزيد من الحذق في هذه العلوم والأخذ 
E‏ 
إلا أن قلة العناية بتتبع تطور القراءة والتاريخ لهاء جعلت المترجمين لهذا الإمام لا 
يسمون في الرواة عنه إلا عددا لا يكاد يجاوز عدد أصابع اليد الواحدة, وهذا عدد لا شك 
أنه لا عثل القيقةء وإعا مر جعه إلى ما ذكرناى وقد حاولت أن أستجمع من كتب التراجم 
وغيرها أسماء المعروفين بالرواية عنه» فوقفت منها على هؤلاء الأصحاب, وأرتبهم 
حروف الهجاء. 


ددا سد لاد ان وذكر أنه حدث من 
ري" 'الهداية في القراءات لل لل 9 


- إبراهيم بن محمد الأزدي أبو إسحاق القرطبى المقرئ : 


تقدم ف أصحاب مكي بن ا طالب» وذكرنا أنه أقرأ الناس بقرطبة مكان ا 
القاسم بن عبد الوهاب -صاحب المفتاح ف القراءات- بعد موته ستة اكير ومات 
بعده سنة 462"©, 


خليفة بن تيمصلت بن يى البرغواطى يكنى أبا القا 


قال في الصلة : "قدم قرطبة سنة 467 في أيام المامون بن حى بن ذي النونء 
وذكر أنه روى عن أبي عبد الله محمد بن عبد الجبار الطرسوسي” عن أبيه كتابه في 
القراءات. وأنه روى أيضا عن أبي العباس المهدوي, وقد أ خد عه أبنو اديه من شعنت 


المقرئ او 5 .3" © 











- "التكملة", 417/1 ترجمة : 1183. 

2- "الصلة", 96/1 ترجمة : 214. 

- هو الأمير أبو الحسن يحيى بن إسماعيل بن ذي النون صاحب طليطلة وأعمالها في عهد الطوائف. غلب عبد 0 بن 
جهور على قرطبة فاستجاش عليه بالمعتمد بن عباد صاحب إشبيلية فأخرجه عنهاء لكنه لم يلبث أن ضمها إلى مملكته 
فأصبحت تابعة لأشبيلية. يمكن الرجوع في ذلك إلى "الذخيرة" لابن بسام القسم الأول المجلد الثاني 614-610, ا 
المغرب" 261-258/3, و"كتاب المعجب" للمراكشي 109-108. 

أ- هو ولد صاحب "المجتبى في القراءات" » تقدم. 

- - تقدم في الرواة عن مكي. 

“- "الصلة"ء 182/1 ترجمة : 416. 

722 


- عبد العزيز بن محمد القروي أبو محمد المؤدب : 
عبد العزيز بن كمد روي او ل 
هو أ كبر أصحاب ا عبد الله بن سفيان -صاحب الهادي- وشيخ اټ ال 
الحصري الآ تيء ذكره عياض في ترجمة شيخه أبي عبد الله محمد بن أحمد الأموي المقرئ 
وقال : أخبرني بكتاب "الهداية" للمهدوي في القراءات عن الشيخ أبي محمد عبد العزيز 
القروي: المؤاذب ت : 
- عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري : 
عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن لما ل لل 
ولد الإمام ا غمر بق عبد البره "سكن مع أبيه بلنسية وغيرهاء كران 
في الرواة عن أبي القاو اد و و 071458 
-عمر بن سهل بن مسعود اللخمي المقرئ أبو حفص الطليطلي : 
عمل بن سهل بن:مسغود اللخمى: كرف ایو ن ا 


رحل إلى المشرق وروى عن أبي أحمد السامري وأبي الطيب بن غلبون وع أبن 
الان أخطل© والمهدوي... وكان إماما في كتاب الله تعالى, توفي بعد سنة 





من أكابر أصحاب المهدويء ذكر ابن بشكوال في ترجمة المهدوي اختصاصه برواية 
مؤلفائه©. 

وترجم له فقال : "فقيه مدرس وأستاذ في الآداب وفنونهاء مجود, مع فضل وحسن 
طربقة» توفي سنة O70‏ وقد أورد له ابن بسام ف الذخيرة نثرا وشعرا كثيرا بن ينطق 


ببراعته ورقة حاشيته ف الآ داب. 


لزم المهدوي وروی عنه مؤلفاته "الهداية" وغيرهاء ومن طريق ابن أخته أبي عبد 
الله محمد بن سليمان بن محمد النفزي المالقي يعرف بابن أخت غانم- رواها عامة الرواة 





أ "الغنية" العياض» 1© ترجمة : 27. 
2- "الصلة"ء 279-276/1, ترجمة : 611. 
7- المعروف أبو إسحاق ابراهيم بن ثابت بن أخطل من أصحاب عبد الجبار الطرسوسي صاحب "المجتبى في القراءات"» تقدم أنه 
قرأ عليه وخلفه في مجلس إقرائه بعد وفاته بمصر. 
“ "الصلة", 399/2 ترجمة : 860. 
ك "الصلة"» 87/1 ترجمة : 188. 
ك "الصلة", 458/2 ترجمة : 982. 
723 


1 2 .)3 4 5 5 6 
منهم ابن خير“ وعياض وابن عطية والمنتوري“ وابن الجزري وابن غازي وسواهم 


تقدم ذكره في أصحاب مكي. وسيأتي أيضا في الرواة عن أبي عمرو الداني. 

تصدر للإقراء بجامع المريةء فأقرأ القرءان والعربية والآداب» قال ابن الأبار : 
"وقفت على السماع منه في سنة 7481. 

ومن أهم أصحابه أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن موهب الجذامي 
الأندلسيء قال ابن الجزري : "روى القراءات سماعا عن محمد بن إبراهيم بن إلياس 
اللخمي صاحب المهدوي"( "١‏ 

وروى ابن الجزري في النشر كتاب الهداية "من طريق ابن فو ا ي هذا من 
قراءته به على أبي عبد الله بن إلياس مجامع المرية عن المهدوي سماعا وتلاوة"©. 


- محمد بن أحمد بن مطرف أبو عبد الله الكنانى القرطبى يعرف بالطرفق -لكونه كان 
يؤم في مسجد طرفة بقرطبة-_تقدم ذكره في أصحاب مكي وأنه تلا بالروايات عليه» وحمل 
عنه معظم ما عنده -قال ابن الجرري- وصحب أبا العباس المهدوي. وسمع يونس بن عبد 
الله وكان عجبا في القراءات» أخذ عنه الناس كثيرا" 009 


وذكر ابن بشكوال في ترجمة المهذوي أنه أخذ عي ك (11) 





5 "فهرسة ابن خير" 231 وروى عنه مجموعتمن تواليف المهدوي وجميع رواياته. وفهرسته الشخصية 446-427. 


7- "الغنية", 61 ترجمة : 6. 
"- "فهرس ابن عطية", 55ء ترجمة : 1. 
“- "فهرسة المنتوري"ء لوحة : 12. 
*- "النشر", 70-69/1. 
“- "فهرسة ابن غازي", 45-44. 
- "التكملة", 399/11, ترجمة : 1121. 
*- "غاية النهاية", 554/1, ترجمة : 2262. 
'- "النشر", 70-69/1. 
'!- "غاية النهاية", 89/2, ترجمة : 2807. 
!- "الصلة", 87/1 ترجمة : 188. 
724 


- محمد بن عيسى بن فرج التجيبي المغامي الطليطلي : 


إمام كبير اشتهر ب أبي عمرو الداني وروى عن مكي وعن الطلمنكي والمهدوي 
وغيرهم كما ذكر ابن الجزري» وسيأتي في أصحاب الداني في بحث لاحق بعون الله. 


- محمد بن المفرج بن إبراهيم بن محمد أبو بكر وأبو عبد الله البطليوسي -يعرف 





[ تقدم في أصحاب مکي» قرأ عليه وعلى أب عمرو الداني وأبي العباس المهدوي 
وأبي على الأهوازي وأبي العباس بن نفيس وسواهم» وكذبه ابن بشكوال فيما كان يدعى 
من ذلك ©2) وسيأتي ف أصحاب ا عمرو الداني. 


- موسي بن سليمان أبو عمران اللخمى المقرئ : 


قال ابن بشكوال : "من أهل العدوة -يعنى المغرب- استوطن المرية... كان مقرئا 
فاضلا عالما بالقراءات» أخذها عن أبي العباس أحمد بن أبي الربيع المقرئ» وأقرأ الناس 
بالحمل عنه, وأخبرنا عنه بعض من لقيناه وتوفي ليلة الخميس لليلتين خلتا من صفر سنة 
494" ش 


وذكرة ابن ایق رة الوناوى ف اجملة اجان 
- يى بن إبراهيم بن أبي زيد اللواتى أبو الحسين المرسي يعرف بابن البياز (ت496): 


تقدم ذكره في أصحاب مكي, وقد جمع في الرواية بينه وبين أبي عمرو الداني 
والمهدوي والطلمنكى وجماعة؛ وألف كتابا في القراءات سماه "النبذ النامية في أسانيد 
الان الا 


ومن أهم أصحابه أبو الحسن على بن أحمد بن خلف بن الباذش» ومن طريقه عنه 
روى ابن الجزري كتاب "الهداية" للمهدوي باتصال القراءة من ابن الجزري إلى المؤلف©. 








'- "غاية النهاية", 265/2, ترجمة : 3479. 
2- "الصلة", 564-563/2, ترجمة : 1237. 
7- "الصلة”, 614-613/2ء ترجمة : 1341. 
“- "غاية النهاية", 92/1, ترجمة : 417. 
'- ترجمته في "الصلة": 671-670/2): ترجمة : 1478ء و"معرفة القراء". 364-363/1, طبقة : 11ء و"غاية النهاية", 
365-2 ترجمة : 3818. 
“- "النشر". 70/1. 
725 


فهؤلاء هم من استطعنا الوقوف على ذكرهم بالرواية عنه» ويلاحظ أنهم فيما عدا 
واحدا منهم أندلسيون وأ كثرهم من أصحاب مکی تن ب طالب القيرواني» مما يدل على 
أن أصحاب هذه المدرسة كانوا أميل إليه من غيرهم بل لعلهم وجدوا فيه خير خلف لمكي 
عند دخوله في السن ثم وفاته سنة 437ه كما قدمنا. 


وفاة المهدوي : 

وهكذا كان أبو العباس المهدوي من سفراء هذه المدرسة في البلاد الأندلسية ومن 
حملة لوائها مع مكي وریا بعده بسنوات» إذ لا ندري عن حياته العلمية في البلاد الأندلسية 
أكثر مما وصفناه آنفاء وقد ضاعت منها تفاصيل مهمة فيما ضاع من أخبار القراءء حتى 
بلغ الأمر أن أحدا من أهل الطبقات لم ينقل شيئا دقيقا يطمأن إليه في شأن موضع وفاته 
وتاريخها. والأكثر على أنه توفي بعد 40 وذكر بعضهم وفاته سنة 440 وسكت 
صاحب الصلة والجذوة وبغية الملتمس فلم يذكروا لها تحديدا. 

وقد قلامنا ند د کر شیو که أنه كان حيا عام 432 ه, لأنه في أثناء هذا العام 
سمع كتاب "التقصي لحديث الموطا وشيوخ الإمام مالك من شيخه آي عمر بن عبد البر 
حافظ الأندلس ومحدثها. 


رحم الله أبا العباس المهدوي وجزاه خيرا على ما بذله في خدمة كتاب الله وخدمة علوم 
القراءات. 





5 مثلا "معرفة القراء"ء 320/1, و"غاية النهاية", 92/1, ترجمة : 417, و"طبقات المفسرين للداودي. 56/1, و"بغية الوعاة 
للسيوطى"؛ 351/1. 
- "الوافي بالوفيات" للصفدي, 257/7. 
726 


الفصل الثاني 9 
أبو القاسم الهذلي صاحب "الكامل 
في القراءات" أكبر موسوعة مغربية 


إذا كان أبو عبد الله بن سفيان القيرواني قد مكن لهذه المدرسة في إفريقية 
والقبروان والجهات التابعة لهاء وكان كل من أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي في وسط 
الأندلس وأبي العباس المهدوي في شرقها قد قينا لبا كر مو واا على قلنك الآآفاق 
والجهات. فإن إماما فذا آخر من أقطاب هذه المدرسةء وتلميذا نابغة من خير تلامذتها قد 
فتح لها في البلدان المشرقية آفاقا أخصب وأرحبء طالبا ومستكملا لثقافته في هذا العلم 
أولاء ثم مقرئا ومدرسا متصدرا في غير بلد من تلك البلدان» ودارسا مقارنا مؤلفا موسوعيا 
في هذا الباب ثالثاء وذلك هو الإمام الرحالة الكبير أبو القاسم الهذلي البسكري صاحب 
أكبر كتاب للمغاربة في القراءات وأحفله بالطرق والروايات. وصاحب أطول رحلة أيضا في 
لي التزاذاف فى تاريخ الا ١‏ 


ترجمته : هو يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة أبو القاسم 
الهذلي البسكري نسبة إلى بلد "بسكرة"؛ وهي بليدة بالمغرب الأوسط من إقليم الزاب 
الصف و كانت دار فقه وشام وفيها العلماء". نسبه ابن بشكوال في الصلة أندلسيا 
وم يدرج اسمه في الغرباء على عادته©: ولعه ذهب في ذلك على المذهب ذاته الذي انتقد 
على ابن الأبار حيث ترجم لبعض المغاربة ضمن تراجم الأندلسيين وقال في غير تحرج : 
"ضنانة به على الع 


كما أن ابن بشكوال كناه بأبى المحجاج» وهي الكنية الجارية على "اليوسفين" في 
كتب الأعلام إلا أن المعروف في كنيته في كتب القراءات كالنشر لابن الجزري ولطائف 
الإشارات وغيرهما هو "أبو القاسم". 


ا ا ل 
أ- "معجم الأدباء" لياقوت» 61/20. 
2- "الاستبصار في عجائب الأمصار"» لمؤلف من المائة السادسة 173. 
3- "الصلة" 680/2 ترجمة : 1503. 
“- فعل ابن الأبار هذا في ترجمة محمد بن عيسى بن محمد بن أصبغ المهدوي التونسيء فقد نسبه أندلسيا وقال : "وذكره في 
الغرباء لا يصح ضنانة بعلمه على العدوة"» وقد تعقبه ابن عبد الملك في ترجمته في "الذيل والتكملة". السفر : 8) القسم : 
1 ترجمة : 134. 
727 


وقد جاء نسبه أيضا "البسكري" مصحفا في أكثر من كتاب إلى "البشكري" 
بالشين والباء الموحدة أو "اليشكري" به وبالياء الما وهذا كله تصحيف. وإئًا هو 
البسكري بالباء الموحدة والسين المهملة. 


ولادته ونشأ ته ورحلته ف طلب القراءات 5 
د ا ولد سنة 403ه, ومات سنة 465 عن ثلاث وستين سنة©. 
دو عن 


أما ابن الجزري فقد قال : "ولد في حدود التسعين وثلانائة تخمينا" © والقولان 
ان 


وكانت نشأته في بسكرة اراو“ ولكنه فيما يبدو غادرها مبكرا إلى القيروان 
وغيرهاء ثم إلى الأندلس وربما أطال التردد فيها حتى نسب إليهاء ودخل المغرب الأقصى 
وقرأ بفاس على بعض قرائها””) ثم اتجه غو المشرق ففرأ في الطريق بقابس وطرابلس وغيرها. 
أما رحلته المشرقية فقد بدأت سنة 7425) وكانت منطلقة فيما يظهر من بلده أو 
من القيروان» ثم درس في أثناء الطريق بمصر عل مشايخ القراءة والعلم بها ثم دخل الحجاز 


والشام والعراق وبلاد العجم "فأبعد في الشقةء وجمع بين طرفي المغرب والمشرق كما قال أبو 
< 8 
حیان. 


وقال ابن الجزري : "وطاف البلاد في طلب القراءات» فلا أعلم أحدا في هذه الأمة 
رحل في القراءات رحلته. ولا لقي من لقي من الشيوخ» قال في كتابه الكامل : 
باب فرغائة© يمينا وشمالا وجبلا وخراء ولو علمت أحدا تقدم علي في هذه الطبقة في 
جميع بلاد الإسلام لقصدته. "قال : وألفت هذا الكتاب -يعنى الكامل- فجعلته جامعا 


م ب دح کو 

5 ذكره في "معرفة القراء". 346/1 بلفظ "البشكري, وبشكرة بليدة بالمغربي". وفي "غاية النهاية". 397/2 "اليشكري". 

2- "معجم الأدباء". 62-61/20. 1 

2 "غاية النهاية". 397/2, "ترجمة : 3929. 

43و "معجم أعلام الجزائر" لعادل نوبهض» 207. 

3 ممن نسبه إلى الأندلس أيضا أبو حيان في نصه الذي تحدث فيه عن القراءات في الأندلس وتقله ابن الجزري في منجد المقفرئين» 
26. 

- ذكر الذهبى من شيوخه خلف الله السبتي بفاس وعبدالله بن يوسف با مغرب» "معرفة القراء الكبار 348-347/1 

- "معرفة القراء", 346/1. ۰ 

3 تقله ابن الجزري في "منجد المقرئين"» 26. 

”- بلد بأفغانستان. 


6 
7 


728 


للطرق المتلوة والقراءات المعروفة» ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي... قال ابن 
المررى»: کا ی عم النادات في اط 


وقد اطمأن به المقام آخر الأمر بعد هذا التطواف البعيد في مدينة نيسابور ببلاد 
فارس» وكانت يومئذ حافلة بالعلماء, ومدرستها النظامية التي أنشأها "نظام الدين" في 
أوج قوتها وازدهارهاء فقرره الوزير نظام الدين المذكور أستاذا للقراءات فيها فقعد بها 
سنين وأفاد. وكان إلى جانب تضلعه في هذا العلم متمكنا في غيره من علوم الرواية وغيرهاء 
فكان يدرس علم النحوء ويفهم الكلاء"©. بل وصف بأنه كان "مقدما في النحو والصرف 
وعلل القراءات» وكان بحضر مجلس أبي القاسم القشيري ويأخذ منه الأصولء وكان 
القشيري يراجعه ف مسائل النحو والقراءات وبستفيد منه» وکان حضوره سنة 458ه إلى 


أن تو ا 


(4n a 
۰ خر عمره‎ | 


وهكذا يقف الهذلي مثالا فذاء وينتصب في تاريخ القراءات طودا شاا منقطع 
القرين» بحيث لا يملك الواقف على ترجمته وتفاصيل رحلته وأسماء مشيخته في كنب 
التراجم إلا أن يقف مبهورا مندهشا أمام هذه الهمة العالية بل التضحية النادرة» والتفاني 
في طلب العلم وهي رتبة لم يزاحمه عليها أحد من أهل الملة كما عبر عن ذلك ابن الجزري» 
أو كما وصفه الذهبى حين نعته ب"المقرئ الجوالء أحد من طرق الدنيا في طلب 
ا ١‏ 


نعم قال فا بخ ررد قو #"وزقنا کت شيوضة وان كان ا کر 
مجهولين» لتعلم كيف كانت همة الفضلا ء في طلب العلم ٠"‏ 

شيوخه في القراءات : 

ذكر الهذلى جملة مشايخه في هذا العلم في أثناء كتاب "الكامل" وأسند عنهم ما 
قرأ به من قراءات» وعددهم مائة واثنان وعشرون يخ وقد ساق كل من الذهبي وابن 





(- "غاية النهاية" 398-397/2) ترجمة : 3929. 
2- نقله الذهبى عن ابن ماكولاء 349/1 "معرفة القراء" . 
3- "معرفة القراء"» 349/1. 
- "غاية النهاية", 398/2. 
ك "معرفة القراء"» 346/1. 
6- "معرفة القراء", 349/1. 
729 


الجزري جملة أسمائهم مرتبين على الهجاء) ولذلك فلن أطيل باستعراضهم, وإنا أقتصر 
على بعض من قرأ عليهم برواية ورش ف القيروان أو مصر وهم : 


35 01 


أهم أساتذته وأسانيده في رواية ورش 
1- أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة المصري : 


إمام مشهور في رواية ورش وغيرها تقدم التعريف به في أساتذة مدرسة ورش من 


قرأ عليه الهذلي لنافع من رواية ورش من طريق الأزرقء من قراءته بها على ا 
القاسم أحمد بن محمد بن على الأذفوي. وقرأ بها على أبيه محمد بن على الأذفوي. وقرأ 
الأذفوي بها على أب غات المظفر ين سحت بن تقدان ووأ أبو غانم بها على أبي جعفر 
أحمد بن عبد الله بن هلال وقرأ ابن هلال على أبى الحسن إسماعيل بن عبد الله 


وقرأ عليه برواية ورش من طريق الأزرق ابا من قراءته بها على أبي حفص عمر 

E‏ بن عراك الحضرمي المصري. من قراءته بها على ابي جعفر بن هلال بسنده 
السات © 
e‏ 


جعفر حمدان بن عون بن حكيم الخولاني وقرأ بها الخولاني على أبي الحسن إسماعيل 


القاس يتاه الا 


وقرأ عليه لورش أيضا من قراءته على أبي عدي عبد العزير بن علي بن محمد بن 

إسحاق بن الفرج المصري ابن الإمام» من قراءته بها على أبي بكر عبد الله بن مالك بن 
: 4 0 . 6 
سيف التجيبي من قراءته بها على الأزرق عن ورش عن ناف . 


لمملا سس 
0 لعل الهذلي ذكر عددهم في مقدمة كتابه لأن النسخة التي اعتمدتها مبتورة. 
“- یکن الرجوع إلى ذلك في "معرفة القراء". 348-346/1, و"غاية النهاية", 400-398/2, ترجمة : 3929. 
"الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها". لوحة 86 (مخطوطة الاسكندرية). 
“- نفسه 86. وتقله ابن الجرري في "النشر 107-106/1. 
'- "الكامل" 86, والسند بتفصيل في "النشر" 108/107 
“ "الكامل 86, والسند مفصل في "النشر" 109-108/1. 
730 


وقرأ عليه لورش أيضا من قراءته على أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن 
قراءته بها على ابي بكر بن سيف التجيبي من قراءته بها على الأزرق عن ورش عن 
.؛. "1(7) 
نافع 5 


وقرأ عليه برواية ورش من طريق أبي الأزهر عبد الصمد العتقي. 
وقرأ عليه أيضا لباقى السبعة غير ابن كثير كما أسند ذلك من طريق كتابه في 
. 02 
النسن ٠‏ 


2- إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد الحداد أبو محمد المصري : 
إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راك ا ا 


كان متصدرا للإقراء بالقيروان وبها قرأ عليه الهذلي2؛ وأسند عنه رواية ورش 
واختياره معا كما يلى : 


فقرأ عليه بها من قراءته على أبي القاسم أحمد بن أبي بكر محمد بن علي 
الأذفوي» من قراءته بها على والده وقرأ بها الأذفوي على أبي غائم المظفر بن أحمد بن 
حمدان» من قراءته بها على أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال» فلن قراءته 
على أبي الحسن إسماعيل بن عبد الله النحاس عن الأزرق عن ورش عن نافع“ . 


وقراً عليه لورش أيضا من قراءته على أبي حفص عمر بن محمد بن عراك وقرأ بها 
الأزرق» وقرا على ورش» وقرأ على نافع( ١‏ 


وقرأ عليه لورش أيضا من قراءته على أبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن 
الإما» من قراءته على أبى بكر عبد الله بن مالك بن سيف من قراءته بها على الأزرق عن 
5 6 7 
ورش عن اق 


د 
- نفسه والسند في "النشر" 109/1. 
2- أسندها من طريقه في "النشر" 125/1 - البصري - 149/1 عاصم- 2 حمزة - 164-162 - الكسائي 170-168 - 


وفي تحبير التيسير لابن الجزري 32 
ت ذكره ابن الجزري في "غاية النهاية" 399/2, و"النشر" 108/1. 
“- "الكامل", لوحة : 88ء ونقله ابن الجزري في "النشر" 107-106/1. 
د "الكامل", لوحة : 88, وتقله في "النشر" 108-107/1. 
6- "الكامل"ء لوحة 89-88 وتفاصيل السند بها في "النشر" 109-108/1. 
731 


وقرأ عليه أيضا باختيار ورش الخاص به» من قراءته على بن غزوان بن محمد. من 
قراءته على یی بن مطیرء من قراءته على أبي يعقوب يوسف الأزرق باختيار ورش فيما 
خالف فيد افا (1) 

وقرأ غلية لووتن أيقنا من قراءته علي أي محمد غزوان بن أي القاسم محمد بن 
غزوان قال : قرأت على محمد بن سلمة العثماني قال : قرأت على يونس» قال : قرأت على 

.: 

و 
3- أبو محمد عبد الله بن سمحان القروي : 

وبظهر أنه من شيوخه بالقيروان من اصحاب أبي عبد الله بن سفيان صاحب 
"الهادي في القراءات" . 

قرأ عليه لورش من قراءنه على محمد بن سفیان» بقراءته على يعقوب بن 
الهواري وكردم بن محمد بن عبد الله بن أبي زياد القسطيليء قالا : قرانا على يون 60 
وهويونس بن عبد الأعلى الفقيه صاحب ورش. 
4- أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس المصري الأطرابلسى الأصل (ت453) : 

قرأ عليه لورش من قراءته على أبي أحمد عبد الله بن الحسسين بن حسنون» من 
قراءته على أبى الصلت على ابن هلال على إسماعيل النحاس على الكنان © 

.: : 

عتباى اۋ رشن ) 

6 2 

وقرا على ابن نفيس لابن كثير وابن عامر وحمزة 1" 
5- أبو على الحسن بن محمد البغدادي المالكي صاحب كتاب "الروضة في القراءات الإحدى 
عشرة ": 

قرأ عليه لورش من طريق الإصبهاني عن أصحابه وأصحاب أصحابه عنه(7) 








1 "الكامل" 08 
2 "الكامل" 08 


- نفسه. 
3 هوعمرو بن بشار بن سنان أبو الفضل الكناني تقدم ف الرواة عن ورش» وله ترجمة ف "غاية النهاية" 600/1 ترجمة : 
6. 


'- "الكامل" 90. 
3 يمكن الرجوع إلى أسانيده في ذلك في "النشر" 136-118/1, 159-158. 
"- "الكامل" 88. 

732 


وقد أسند الهذلي روايات أخرى عن ورش عن غير من ذكرتء وَإئما نبهت على 


هؤلاء من مشيخته بصفة خاصة لأنه يشترك في الرواية عنهم مع طائفة من أئمة القراء في 


ونشير هنا إلى رواية الهذلي لقراءة أبي جعفر المدني شيخ نافع من رواية نافع عنه» 
وهي رواية عزيزة الوجود لا اعلم أحدا من أقطاب مدارس القراءات في المغرب والأندلس 
قرأ بهاء وقد ذكر ابن الجرزي أن الهذلي ضمنها کنا "الكامل" :وأنه رؤاها جن طرف 


مۇلفاتە وآثاره 5 


إن إماما كالهذلي هذا شأنه في الضرب في أطراف الأرض في طلب القراءات» لا 
ينتظر منه أن مجمع منها ما جمع حفظا وتدوينا دون أن ندعوه الدواعى الكثيرة وتحذبه إلى 
التأليف في مختلف القضايا التى وقف عليهاء والمباحث التي رآها في حاجة إلى تنوير 
واتوضيع: والروايات والطرق التى بحس بمقدار الحاجة إلى مزيد من التعريف بها وبأسانيده 
إلى أصحابها وحملتهاء وهو أيضا لابد أن تستوققه أشياء في كتب بعض المشايخ أو 
مسائل مما فاوض فيه بعضهم من أحكام القراءة والأداء وسيكون ذلك بالتالي مدعاة إلى 
تنوع هذه المؤلفات وكثرتهاء إلا أننا نلاحظ أن ما نجده من اسماء المؤلفات المنسوبة إليه 
قليل يسير لا يتناسب مع العمل الجليل الذي قام به حين جمع بين أطراف المغرب والمشرق 
في هذا العلم كما أسلفناء ولعل مرد القلة الملحوظة في مؤلفاته بالقياس إلى أقطاب القراءة 
في زمنهء إلى أمربن : أحدهما كثرة تنقلاته في البلدان بحيث لم يكن عنده من الوقت ما 
يتسع للتأليف » وثانيهما احتمال ضياع ما ألفه في أثناء هذا التجوال بسبب عدم 
الاستقرار وربما تعمد الهذلي نفسه عدم إذاعة طائفة من مؤلفاته التي أنجزها . وذلك بعد 
| تجازه لموسوعته الكبرى أعنى كتاب" الكامل" وقد أشار إلى ذلك كما سيأتي عن قريب » 
وقد بقيت لنا من خلال هذا الكتاب عناوين طائفة من مؤلفاته ورد ذكرها عنده في مقدمته 
أو في أثنائه »وذكر ابن الجزري وغيره نقلا عنه أسماء بعضها : 


1- كتاب الوجيز 8 
2- كتاب الهادي : 


هذان الحتاياة هن أول ما ألف في القراءة » ولعله أراد بالأول مضاهاة كتاب شيخه 
أبى على الأهوازي وبالثانى مضاهاة كتاب أي عبد الله بن سفيان » وقد ذكرهما في صدر 





'- "الكامل" لوحة 85-84, و"غاية النهاية" 283/2) ترجمة : 2882. 
733 


کا "الكاي "07 ها حدق عن هذا الكتاب فقال :" ونسخت به مصنفاتى" 
1 )2 5 
و"الهادي"0. 


3- كتاب الوقوف أو "درة الوقوف والجامع" : 


هو كتاب ف موضوع علم الوقف والابتداى ولعله سماه بأكثر من اسم» وقد وعد 
به في أول "الكامل" فقال في اول "كتاب التجويد"9© : 


"الترتيل معرفة الوقوف» وتجويد المروف, فأما الوقوف فسنفرد له كتابا"©. 


ثم حين تكلم على الوقف في كتاب عقده له في الكامل تعرض لظهور التأليف فيه 
فقال : 


"لأن ما من عالم إلا قد صنف ف الوقف والابتداء كنافع ونصير والعباس بن 
الفضل الرازي وابن عيسى وابي حاتم والأنباري والزعفراني والأخفش وابن مهران والعراقي» 
وأنا في غير هذا الكتاب» فمن أراد ذلك فليتأمل درة الوقوف والجامع» وبينت فيه وقف 


الفقهاء والصوفية والمتكلمين والقراء وأهل المعاني». 
4- التجريد في هجاء المصاحف © : 
ذكره في "الكامل" في "كتاب المد والوقف لمزة" بقوله : "وقد ذكرنا ما يكتب 
بالتاء والهاء في كتاب التجريد في هجاء المصاحف تفصيل ذلك"©. 
5- كتاب الهمز : 
ذكره في الكامل بعد الفراغ من ذكر مذهب أبي عمرو البصري في الإدغام الكبيرء 





'- يقع ما ذكره في الورقة الأولى المبتورة من المخطوطة التي اعتمدتها من الكاملء وقد تقلت ماذكره مما تفله عنه الذهبى في 
"معرفة القراء" 349/1. ٠ ٠‏ 
“- نقله في "معرفة القراء" 349/1, و"غاية النهاية" 398/2 ترجمة : 3929 . 
“- يسمى في كامله الباب بكتاب. 
“ "الكامل", لوحة 38. 
3 كذا بالواو ولا أدري أهما كتابان أم كتاب واحد والواو مقحمة ؟. 
“- "الكامل", لوحة 76. 
"- "الكامل"» لوحة 274. 
“- "الكامل", لوحة 274. 
734 


فال "وها قاين ادن الزيادة على هذا فقد ذكرناه في كتاب الهمز. ‏ فقوله 
"ذكرناه" يدل على أنه ذكره في تاليف له خاض بالهممر ..:وأما الهمز أو كناب الهمر" 
كما يسميه فقد جاء ترتيبه في الكامل بعد باب الإدغام ETE‏ 


6- كتاب في توجيه ما ف الكامل من القراءات وبيان علله : 
الس أل كد E‏ ا 


وعد به ف الكامل ف باب الإمالة» وذلك ف قوله متحدثا عن منهجه الذي استمر 
يذكر به من حين لآخر : "لم نعل هذا الكتاب للعللء إِنما جعلناه لإثبات الروايةء فإن أخر 
الله تعالى في الأجل عللناه في كتاب أطول منه شرحناه"©. 


وما أدري أتحقق له هذا الأمل أم بقي فيما طوي من آماله بالوفاة ؟ هذه أسماء 
مؤلفاته المذكورة في كتاب الكامل له وقد بقي لنا من تراثه هذا الكتاب الذي تعرفنا من 
خلاله على هذا الإمام الفذء ورأينا مقدار الرصيد العلمي الزاخر الذي جمعه في هذا 
العلم» فلنلق نظرة على هذا التأليف الموسوعي القيم» قبل أن نتطرق لبعض ما تضمنه من 
اختيارات مؤلفاه ومدى تثيله لمذاهب مدرسته الأم في المناطق التي تصدر بها من الشرق 
الإسلامي. 


7- موسوعته الكبرى : "الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها“ (عرض 
E‏ 

يعتبر كتاب الكامل من الذخائر النفيسة التي أفلتت من الضياع من التراث المغربي 
في القراءات» وتحتفظ منه المكتبة الأزهرية بمخطوطة فريدة لا أعلم لها ثانية» ومنها صورة 
مكبرة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحت رقم 2724/مء وتنقصها الورقة الأولىء 
وأول ما هو موجود في أولها "ينزل القرآن". ثم قال في خبر آخر بينما أنا أقرأ سورة 
البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي ..." وهو حديث في الصحيح في فضائل القرآن» وفي 
الورقة نفسها "فصل في فضائل السور" ذكر في الفصل فضائل السور التي ورد في حقها 
وبيان فضلها ما ورد من الأحاديت فى الصحاح والسين وغيرماء ثم أتبع ذلك :بفضل في 
أدب القارئ والمقرئ» فذكر فيه ما يذكر بما تقدم عند الشيخ مكي بن أبي طالب في 
"الرعاية" والحافظ أبى عمرو في "الأرجوزة المنبهة". ومما قال في ذلك : 





أ- "الكامل", لوحة 208. 
2- "الكامل", لوحة 222. 
2 "الكامل"؛ لوحة 162. 
“- هكذا سماه ابن المرري في "النشر" 35/1, وفي "كشف الظنون" 2 "الكامل في القراءات الخمسين" .. 
'- زود ني بصورة منها الشيخ عبد الله البخاري جزاه الله خيرا2. 
735 


" واعلم أنه يجب على القارئ أن بحسن الأدب مع المقرئ» وبتباعد منه في الجلوس» 
ولا يستقبله بنفسه» ... وليجلس على رجلیه» ولا يقابله بعينيه» بل بطأطىئ رأسه. ويشتغل 
با هو بصددى ولا برفع صوته عليه ولا يتعنته في السؤال, فإن علم أنه يعلم ما يسأله عنه 
فلا باس بذ لك ولا يذكرن غيره ممن يعانده بين بدي ولا يذ كرن أحدا إلا جير ... ومن 
م يعظم أستاذه م ينتفع بعلمه» حتى روي عن یی بن آدم أنه قال : "جالست أبا o‏ 
أربعين سنة أسأله عن حروف عاصم حرفا حرفاء وم أقرأ عليه هيبة له" 


وروي عن قالون أنه قال : ما أعلم أني تناومت بين يدي نافع قط إلا يوما واحد. 
لأنى رأيته كالناعس فظننت أنه لا يسمع ما أقرأء فتناعست فاتتهرني» فتبت على يديه ولم 
افد لى للقي 


وقد تطرق بعد هذا الفصل لفضائل القراء السبعة ومن تبعهم فبدأ فيها بذكر فضل 
نافع بن أبي نعيم وقول الإمام مالك : "قراءة نافع ا ...وقال مالك : "ما عرف فضل 
شيبة وأبي جعفر إلا بنافع لأن مادة قراءته منهما" .ومن فوائده القيمة في هذا الفصل 
قوله : 
' "وإمًا قدم نافع على أبي جعفر وجعل من السنبعة. مع كون أبي جعفر إماماء لن 
ابا جعفر :2 يقرا إلا على ثلاثة أوأربعة كعبد الله بن عياش وابن عباس وابى هربرةق ونافع 
قرأ عليه وعلى غيره» حتى إنه ترك من قراءة أبى جعفر سبعين جرفاء وانتهت إليه قراءة 
المهاجرين والأنصار فاختار منهاء ول يختر أبو جعفرء بل قرأه على ما أقرئ ول يميز» حتى 
أنه قرا .يوم" "لتر ق فقالوا : ممن أخذت هذا؟ قال من الحجاج وهو خطيب على 
المنبرء فعلموا أنه غفل عن ذلك". 

وذكر من تام فضائل نافع أنه كان معمرا أخذ عنه الناس القراءة سنه خمس 


وهكذا فعل في ذكر فضائل ا جعفر وشيية شيخي نافع وغيره» واختار اختيارا لا 
يخرح على السنة والأثر والعربيةء وكان مقدما في أصحاب نافع" . 





ٍ_ يعني شعبة بن عياش صاحب عاصم. 

2- "الكامل"ء لوحة 14. 

- "الكامل"ء لوحة 16. 

“- يعني قوله تعالى في سورة طه : "وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه شم لننسفنه في اليم نسفا "قرأ أبو جعفر 
"لنحرقنه"بضم النون وسكون الاء وتخففيف الراء وقرأ باقي العشرة "لنحرقنه" مشددة, المبسوط في "القراءات العشر" لابن 
مهران 298 و"النشر" لابن الجزري 322/2. 

*- "الكامل"ء لوحة 16. 

736 


قال : "وأما ورش عثمان بن سعيد المصري فاختار اختيارا خالف فيه نافعا ...ثم 
ذكر بعد ذلك بعض من قرأ عليهم من الأمصار كما تقدم . ثم انتقل إلى ذكر قراء مكة 
وفضائلهم» وهكذا حتى انتهى من ذكر القراء المشهورين الذين سيذكر قراءاتهم في کتابه ثم 
تطرق للأخبار الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف وما جاء من الخلاف في المراد 
بالأحرف, وفد بدأ أحاديث الباب بحديث اختلاف عمربن الخطاب مع هشام بن حكيم 
المذ كور في الصحيح» وقد ساق أول رواية له من طريق شيخه اق عمران موسى بن عيسى بن 
أبي حاج المعروف بابي عمران الفاسي“ ثم عقد بابا يعتبر أول باب تناول فيه الغرض من 
الحروف فمعرفة ألفاظها وقراءتها وأصولها وفروعها وحدودها وحقوقها وقطعها ووصلها 
ومدها وحدها وتحقيقها وترتيلها ومذاهب القراءء وهو حلية التلاوة وزينة القراءة 6 وحل 
البيان... ثم بدأ في ذكر بعض القواعد التى ينبغى مراعاتها في الأداء في المد والهمز 
والإظهار والإدغام والغنة وغير ذلك مع مراعاة مخارج امروف وصفاتها اللازمة لها... ثم 
انتقل إل ذكر "العدد" ومُرة المعرفة بهذا العلم وما وقع فيه من الخلاف بين العلماء. ثم 
ساق السور القرآنية إلى آخرها فتعرض لما فيها من مكي ومدني وما بين علماء العدد فيها 
من اكلا قن ت كان شون کور قي أ تيغ ذلك ب"كتاب الوقف". ومنه تطرق إلى 
"كتاب ال 


وبلاحظ أن الهذلى سلك في التاليف طريقة خاصة غير معهودة في كتب المؤلفين في 
القراءة » حيث لنجده قد قدم الحديث عن طائفة من المباحث جملة واحدة ضمن "كتاب 
التجويد" ثملم يعد إليهاء وأدرج فييه مباحث كثيرا ما خجد كتب القراءات خالية منهاء 
كذكر الخلاف في العددء وذكر قواعد الوقف والابتداء. كما لجده قد أخلى الكتاب من 
طائفة من الأبواب كباب الراءات واللامات» وجعل للياءات الزوائد وياءات الإضافة مبحثا 
خاصاء ولم یذ کر ذلك ف از كل سورة » وجعل للتعوذ والبسملة والتكبير والتهليل مبحثا 
فصل به بين ات الأ مرل افرش وقد اتح كتاب "التجويد" وما ألقه به من كتابي 
اختلاف أهل العددء والوقف, بكتاب الأسانيد, وهو باب طويل افتتحه بذكر القراء من 
زمن النبوة إلى عهد القراء السبعة من الصحابة والتابعيين وتابعيهم موزعين على الأمصار 
والجهات الإسلامية على خو ما ذكرناه في الباب الأول تقلا عن أبي عبيد القاسم بن سلام 
ف كتاب القراءات إلا أن الهذلي سمى من القراء عددا كبيرا لم يسمهم أبو عبيد رحمه 
الله. 





'- ذكرنا ذلك في المبحث الثالث في ترجمة ورش. 

2 "الكامل", لوحة 34 

(- ومن هذا اللفظ أخذ ابن الجزري قوله في المقدمة "وهو أيضا حلية التلاوة وزينة الأداء والقراءة" . 
737 


وممن سمى من قراء المغرب لهذا العهد أربعة اعتبرهم طليعة قراء الغرب الإسلامى 
وهم : عقبة المستجاب وموسى بن طارق» ويعلى بن أمية » والخارث بن سعيد“ ولاوجود 





وقد 8 عامة قراء الأمصار الكمسة من الصحابة والتابعين ثم سمى جماعة من 
أبنائهم, ثم قال : "فجملة الصحابة والتابعين من القراء المعروفين الذين نقل عنهم دون من 
حفظ 0 مائتان ونسعة وعشرول كك ح أنتهى الأمر لن الدين عرفوا الا وريد فقط 
ورواتهم ف ل الأقطار 1 يكن لهم أسنان كأسنان المتقدمين, وهذا حين أذكرهم r‏ ا 
عنهم وما انتهى إلي من علومهم ورواياتهم. ومن قرأ عليهم ممن لم تصل روايته إلينا : 


"فقرأ على آي جعفر الأ كابر کنافع وعيسى بن وردان ومسلم بن جماز وابنته 
ميمونة وأبي بكر القورسي وأخنة 0 
عليه الأكابر الاك اليك بن سعل TT‏ والولية بن ا وأبو عمرو بن العلاء 


وعتبة بن حماد وقرة بن حيويل وخارجة بن مصعب وغيرهم ممن لم نذكرهم فسأبينهم في 
الإسناد. 


وانتهى من المسيبي فقرأ عليه ابنه محمد وحماد بن بحر والزهراني وغيرهم على ما 


2 4 ْ 6 کک‎ 2 5 ٠. 
© وانتهى من ورشء فقرأ عليه الأزرق وابن كمونة عبد القوي والكناني وابو الأزى‎ 
وغيرهم.‎ 
من 065 وال بعل اا عن قراء الكوفة مشيرا إلى اختياره 0 الذي‎ 
: سينبه عليه في كتابه‎ 


ونرجو أن يقع اختيارنا لما حب فيتلى كما يتلى غيره من الاختيارات» ويقتدى به 
شاع اللي 





'- الكاملء لوحة 76. 
“- في الأصل "وابن الأزهر"والصواب ما ذكرناه وهو عبد الصمد العتقي. 
- "الكامل"ء لوحة 82 . 

738 


ثم بدأ لوز من در من القراء على الطبقات» فعد أبا جعفر وشيبة وعاصما وابن 
عامر وجماعة معهم من أهل الطبقة الأولى» ومن أهل الطبقة الثانية نافعا وابن كثير وابن 
محيصن والأعرج والذماري وجماعة» ومن أهل الثالثة المسيبي وورشا وشبل بن عباد وحمزة 
في أحد القولين. 

وسمى رجال باقي الطبقات إلى أن قال : "والطبقة السابعة ابن هاشم وغيره وحن 
في الطبقة الثامنة. 


ثم ذكر اصطلاحه في الكتاب في ذكر مسائل الخلاف فقال : 

"فإن اجتمع أبو جعفر وشيبة ونافع والمسيبي وورش قلت : "مدني" وإن وافقتهم 
قلت : وهذا اختياري» فإن اجتمع جاهد وابن كثير وابن حيصن والأعرج وشبل وابن مقسم 
قلت : مكي فإن اجتمع هؤلاء وأهل المدينة قلت : "حرمي" أو "حجازي". 


"وإذا اجتمع ورش في روايته» وسقلاب وأبو دحية في اختياره قلت : "مصري". 
وهكذا حتى أتى على اصطلاحه في عامة وجوه الاتفاق والاختلاف, ثم انتقل إلى أسانيده 
في تلك القراءات فابتدأ بإسناد قراءة أبي جعفر المدني من طرقه التي قرأ بها بمصر وغيرها. 
ثم أتبعها بأسانيده في قراءة شيبة بن نصاح من طرقهاء ثم بقراءة نافع من رواية ورش 
فأسندها من طرقها المشهورة التي قرأ بها كما تقدم في أهم اسانيده فيهاء وهكذا حتى انتهى 
من ذلك : ثم انتقل إلى ذكر طرقه بباقي الروايات عن نافع؛ وهكذا فعل مع باقي الأئمة 
اا ف كتابه, ثم تحدث عن اختياره فقال : 

"هذا ما انتهى إلينا من السبعة ورجالها والاختيارات التي اختارها علماء 
الأمصارء ثم اتبعت أثرهم فاخترت اختيارا وافقت فيه السلف بعد نظري في العربية والفقه 
والكلام والقراءات والتفاسير والسنن والمعاني أرجو أن يقع بعون الله وتوفيقه. ثم قال : 
"فجملة أهل الكوفة أربعمائة وستون» فمن الكسائي وصاحبيه من شدا جميع الق 
الأمصارء ثم ذكر أن جملة الطرق التي تقدمت في الأسانيد خمسة آلاف وأربعمائة وتسع 
و ب ". وبهذا تم "كتاب الأسانيد". ثم أردفه بكتاب الإمالة. 


وقد ساق بعد الإمالة كتاب الإدغام وكا ات ا وتحدث عن تعريف الإدغام 
وأنواعه, ثم ساق قائمة الأحرف المدغمة إدغاما كبيرا لأبي عمرو في جملة القرءان سورة 
200 ثم انتقل إلى كتاب الهمزة©© : ثم أردفه بنقل الحركة في الهمزء فذكر أن ورشا في 


'- "الكامل", لوحة 162. 
2- "الكامل"» لوحة 192. 
3- "الكامل"؛ لوحة 222. 
739 


الهاشمي ينقلون الحركة إلى الساكن الذي قبلها". ثم ذكر مذهب حمزة ومن واققه في 
لسك على الساكن قبل الهمزء وبعده انتقل إلى "كتاب المد والوقف لحمزة" وفي أوله 


يقول : 

"المد ضربان : مد من كلمة ومد من كلمتينء أما المد من كلمة مثل جاء وشاء 
وإسرائيل... فلم يختلف في هذا الفصل أنه ممدود على وتيرة واحدة والقراء فيه على فط 
واحد» وقدره ثلاث ألفات» ومقدار الألف أن تخرج الهمزة من الصدر ولا ققدي لأنك إذا 
قلت "أ" وضممت إليه مثله أو مثليه ظهرت منه مدة... إذا ثبت هذاء فالمد على ثلاثئة 
أضرب» إما أن يكون من أول الكلمة نحو "آدم" و"آمن" و"آثر" و"آتى". فروى أبو 
عمرو إسماعيل بن عمرو بن راشد الحداد شيخنا -رحمه الله- عن غزوان بن محمد المازني 
وعراك وبحيى بن مطير وبعقوب الهواري. عن أبي عدي عن ورش مد ذلك كله مشبعا مفرطا 
فيه» وهو قول أبي الحسين عن أبي محمد المصري ومحمد بن سفيان القروي" () 

والثانى : أن يكون من وسط الكلمةء وقد حكينا ما فيه والثالث : أن يكون من 
کل + "ا أنزل إليك" و"في أنفسكم" و"قالوا آمنا". فأطول القراء مدا ورش 
طربق الأزرق, فيما رواه اداد وابن نفيس وابن سفيان وابن غلبون» ومده مقدار ست 
ألفات" . 


وقال ابن هاشم : هذا إفراط, بل مقداره خمس ألفات, والألف في هذا تنوسع., إذ 
الألف لا يكون إلا ساكناء وإنما هي همزة. لأن الهمزة قد تسكن وتتحرك ثم دون ورش 
الزيات طريق ابن أيوب... ثم ساق مذاهب باقي الأئمة في المدء وانتقل إلىكتاب الوقف 
بالروم والإشمام ومذهب حمزة وغيره في ذلك وأتبعه بكتاب الياءات» ومنها انتقل إلى 
كتاب الهاءات وميم الجمع» وهو آخر ما ذكره من الاصولء ثم أتبعه بكتاب التعوذ 
والبسملة والتهليل والتكبير "فذكر مذاهب القراء في ذلك وبعده انتقل إلى "كتاب 
الفرش"؛ وهو القسم الأخير من الكتاب. ^ 


وآخر ما ذكره في الفرش قوله : "مالك الناس" بالألف : أبو حنيفة وابن مقس 
الباقون بغير ألف. وهو الاختيار كما قلنا في الفاتحة. ثم قال : 





3 "الكامل", لوحة 272. 
2- "الكامل", لوحة 314. 
740 


"تم الكتاب الكامل المحكم على كتب أهل العصر المؤلفة في هذا العلم على طريق 
الإنصاف دون الميل والمحاباة» بحمد الله الخلاق الرزاق» والقلاة على نالم 
وآله شمس الآفاق". ثم ذكر ناسخه أنه وقع الفراغ منه يوم الأحد وقت العصر 21 من 
صفر سنة 514 - كاتبه على بن محمد الفرغاني المرغيانى "وبهذه العبارة تمت النسخة 
ل 00 ي د 


مذاهبه الفنية في كتاب الكامل وصلته بالمدرسة القيروانية في اختياراته الأدائية في رواية 
٤‏ 


0 


٠ ورش‎ 


على الرغم من كون كتاب الكامل كتابا جامعا للقراءات العشر والأربعين الزائدة 
عليها بحيث لا تفع رواية ورش عن نافع من بين ما فيه من روايات وطرق إلا في حيز ضيق 
لا يتبين معه للباحث بجلاء انتماؤه الفني في هذه الروايةء فإن بإمكانه أن يتلمس في عامة 
الأبواب صلة الهذلي بمدرسته الأم القبروانية» وأن يقف من حين لآخر على بعض الملامح 
الأدائية التى تذكره بمثيلا تها عند سلفه من أئمة هذه المدرسة, بل ريما وجدناه انطلاقا من 
تلك المقومات نفسها يأخذ لروش ببعض الاختيارات والمذاهب التي يزيد بها على ما أخذ 
بمارجالها أو أساتلذتهم المصريون في أصول الأداء. 


وقد تتبع الحافظ ابن الجزري مذاهبه في النشر فنبه على كثير مما خالف فيه جمهور 
أئمة الأصول من رجال المدرسة القيروانية أو غيرهم نبرز قسما من تلك الاختيارات 
وسنحاول فيما يلى أن نبرز قسما من تلك الاختيارات والانفرادات والمذاهب الفنية الغريبة 
التي استقل بها عن ورش انطلاقا من مبادئ مدرسته» مع التنبيه على ما ذكره ابن الجزري في 
شأنها حتى نلمس أيضا جانبا من الأثر العلمي الذي كان لكتابه في المشرق في جال الإقراء 
ودراسة أصول الأداء : ١‏ 


1- قوله بتقدير المد لورش بمقدار ست ألفات كما تقدم. 





وقد رتب ابن الجزري مراتب المد حسب أقوال الأئمة فعد هذه المرتبة ' المرتبة 
اله قال" "وى الإفراط + قدرها الهذلى بست ألفات» وذكرها في يكامله لورش فيما 
رواه الحداد وابن لفن وابن سفيان وابن غلبون» وقد وهم عليهم في ذلك وانفرد بهذه المرتبة 
وعد عن إسماء أعل الآداءبومؤلاء الذين ذكرهع فالأذاء نهم ف 





!- كذا بسقوط "السلام" ولعله من الناسخ. 
2- "الكامل" لوحة 500 وهي مجموع لوحات الكتاب. 
741 


صرحة بحلاف ما ذكره, ولم يتجاوز أحدهم المرتبة الخامسة» وكلهم سوى بين ورش من طريق 
چ 17 
الأزرق وبين حمزة... 2 


2- أخذه بالمد المفرط فيما تقدم فيه الهمز على حرف المد واللين في نحو "آدم" 
TM‏ 1 حى" و"إيمانا" : 


و آمن" و "أو 

وقد تقدم نقل مذهبه في ذلك حيث ذكر رواية شيخه أبي عمرو إسماعيل بن عمرو 
بن راشد الحداد له عن غزوان بن محمد المازني وغيره. وقد ذكر ابن الجزري رواية من روى 
تمكين المد في مثل ذلك من القيروانيين وغيرهم ثم قال : "ثم اختلفوا في قدر هذه الزيادق 
فذهب الهذلى -فيما رواه عن شيخه أبي عمرو إسماعيل بن راشد الحداد- إلى الإشباع 
المفرط» كما هو مذهبه عنه في المد المنفصل كما تقدم» -قال : ”وهو قول محمد بن سفيان 
القروي وابي الحسين - يعني الخبازي! ( عن أبي محمد المصري - يعني عبد الرحمن بن 
يوسف- أحد أصحاب ابن هلال"©, 

3- انفراده في باب الإمالة بما يلى : 


- إمالة الطاء من "طه" عن نافع سوى الإصبهانى بين بين" وذكره له ابن الجزرى فى 
النشر“. 1 0 


- إمالة الطاء من "طسم" و "طس" لنافع بين اللفظينء ذكره ابن الجزري أيضا©. 
-[فالته اليا من ير" لنافع بين بين» من روايتيه وطرقهماء ذكره ابن الجزري في النشر©». 
4- انفراده في الياءات لورش من طريق الأزرق بمذاهب منها : 


-انفراده عن ابن شنبوذ عن النحاس» وعن أبي عدي7) عن ابن سيف كلاهما عن 

الأزرق عن ورش بإثبات الياء في "قاض" وفي "باغ" خيرء قال ابن الجزري : "فخالف سائر 
|" ( 
الرواة .. 





'- "النشر", 326/1. 
2 هو علي بن محمد بن الحسن الخبازي الجرجاني ريل نيسابور وشيخ القراء بهاء توفي سنة 398 - ترجمته في "غاية النهاية", 
5716-1 ترجمة : 2342. 
- "النشر". 339/1. 
“- "النشر". 70/2. 
”- "النشر", 70/2. 
“- "النشر". 70/2. 
3 سقط لفظ الكنية "أبي" من النشر وكتب بدلها "ابن عدي" وهو تصحيف وتريف. 
- "النشر", 138-137/2. 
742 


-انفراده أيضا عن ابي عدي عن ابن سيف عن الأزرق بالياء في "لصال الجحيم" 
مثل يعقوب - قال ابن الجرري : "فخالف سائر ا 


- انفراده بما تقل عن ابن شنيوذ أيضا عن ورش من طريق الأزرق من خذف الياء 
وصلا في "إذا دعان" في سورة الق ذكزه ابن اغرری. 

4- انفراده في باب البسملة بإضافة موضع خامس لما يعرف ب"الأريع الزهر" وهي 
المواضع التي اختار بعض الأئمة فيها الفصل بالتسمية بين السورتين لمن يفصل ومن لا 
يفصل؛ قال ابن الجزري : "وانفرد الهذلي بإضافته إلى هذه الأربعة موضعا خامساء وهو 
البسملة بين الأحقاف والقتال عن الأزرق عن ورش". 





5- ذهابه إلى الأخذ بالتكبير في كل القرءان لسائر القراء في أواخر السور, لا بخص 
Mn.‏ سل ب ام ال ا Oa Ie‏ 
به سورة والضحى إلى آخر القرءان» كما لا بخص به عبد الله بن كثير المكي . 


وإلى مذهبه في ذلك أشار الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن القاضي في كتاب 
"الإيضاح" بقوله : 


وقيل به للكل في الذكر كله وللهذلي في "الكامل" النص قد 80 


تلك أمثلة من انفرادات الإمام الهذلي تدل على مقدار استقلا له في التقل 
والاختيارء كما تنطق بإمامته في أصول القراءة والأداءء وهي كنا رانا تس جف 
منطلقاتها ومقوماتها العامة مع مذاهب المدرسة القيروانية التي اعتبرناه قطبا من أقطابها 
ورائدا من روادها 2 المشرق الإسلامي. 


وا اعافد جرد کتابه "الكامل" لذكر مسائل الخلاف دون ذكر عللها 
ويا وتذكيره من حین لآخر بذلك بقوله : "ل تجعل هذا الكتاب للعلل"» أو قوله : 
0 نطل ف الاتسساج مع کثرته لما شرطناه ف الكتاب أن المقصود يان الروايات' فإنه 
كان :ند قن فلن عزن لآخر لمناقشة بعض القضايا والاحتجاج لها إثباتا أو نفياء وربا أطال 





!- "النشر", 141/2. 
2- "النشر"؛ 183/2. 
3 "النشر". 262/1. 
“- ذكره ابن الجزري في "النشر", 410/2. 
57- "الإيضاح لما ينبهم على الورى من قراءة عالم أم القرى" لأبي زيد عبد الرحمن بن القاضي» ورقة 120ء تحقيق بلوالي محمد 
(نسخة مرقونة بالآلة جخزانة دار الحديث بالرباط). 
743 


في ذلك بعض التطويلء ومن أمثلة ذلك ما فعله في أول كتاب المد في رده على أبي نصر 
منصور بن أحمد العراقي شيخ خراسان في مقدار المد المنفصل حيث قال في الرد عليه : 

"وذكر العراقي أن الاختلاف في مد كلمة واحدة كالاختلاف في مد الكلمتين ولم 
أسمع هذا لغيره, وطالما مارست الكتب والعلماءء فلم أجد من يجعل مد الكلمة الواحدة 
كمد الكلمتين, إلا العراقى» بل فصلوا بينهما"©. 


وقد صوب ابن الجزري اعتراض الإمام الهذليء وذكر أن العراقي أخطأ في ذلك©. 
مكانة كتاب الكامل بين المصنفات الأمهات وأثره في مجال الإقراء والدراسات المقارنة : 


يعتبر كتاب الكامل أقدم تأليف موسوعي في علم القراءات, إذ جمع فيه مؤلفه 
خمسين قراءة عن الأئمة من ألف وأربعمائة وتسع وخمسين رواية وطريقا -كما تقد 
وجعله جامعا للطرق المتلوة والقراءات المعروفة". فلم يفته من قراءات أئمة الأمصار من 
العشرة وشيوخهم وتلا مذتهم إلا اليسيرء وبذلك أربى على جميع من تقدمه من المؤلفين» ول 
يفقه أيضا في جمع ما جمع من المتأخرين إلا الإمامان أبو معشر الطبري صاحب "كتاب 
سوق العروس” الذي جمع فيه ألفا وخمسمائة وخمسين رواية وطريقاء وتوفي سنة 
48" . 


والإمام أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز الشريشي ثم الاسكندري صاحب "كتاب 
ا جامع الأكبر والبحر الأزخر", ويحتوي على سبعة آلاف رواية وطريقء وتوفي سنة 
609 


إلا أن الهذلي فيما يظهر وإن فاقاه من حيث الكم العددي في الروايات والطرق 
فقد فاقهما في ضربه في أطراف الأرض وقراءته مجميع ما ضمنه كتاب "الكامل" ولم يعتمد 
فيه على مرد الإجازة بالقراءة أو روايتها من الكتب» وقد سار الكتاب منذ تأليفه على 
الرغم من كبر حجمه. فرغب العلماء والقراء في روايته واعتمدوه في الإقراء. على الرغم 





'- ترجمته في "غاية النهاية", 312-311/2, ترجمة : 3650 

“- "الكامل"ء لوحة : 272. 

3 وذكر ابن الجزري خطا أبي شامة أيضا فيما فهمه من كلام الهذلي هنا - ينظر في ذلك "النشر" 315/1 و"منجد المقرئين" 
58. 

4 بنظر في ذلك ما ذكره ابن الجزري في "النشر" 35/1 وكتاب "سوق العروس" ما يزال مخطوطا 

ينظر في ذلك "النشر" 35/1 وذكر : ابن الجزري في "غاية النهاية" 609/1 ترجمة : 2492 أنه رأى بعضه قال : "وهو 
عندي» ورأيت ختصره لصاحبه أحمد بن عبد الباري الصعيدي وبعضه عندي". 

744 


مما فيه من بعض الروايات الضعيفة أو المنكرة التى أشار إليها الحافظ ابن الجزري بقوله : 
"جمع فيه بين الدرة وأذن الجرة من صحيح وشاذ ا 

فقد تلقاه العلماء على الرغم من ذلك بالقبول» واعتذروا لمؤلفه في بعض ما وهم 
فيه من ذلك وعلى الأخص في الأسانيدء قال ابن الجزري : "وقد وقع له أوهام في أسانيده. 
وهو معذور في ذلك لأنه ذكر ما لم يذكره غيره. وأكثر القراء لا علم لهم بالأسانيدء فمن 
5 حصل الوه وللحافظ أبي العلاء© الحواشي على ذلك رد أكثرها إلى الصوابء 
و 3 5 عن کر 

ثم ذكر بعض ما وهم فيه الهذلي ولم يصححه أبو العلا ء الهمداني» ثم ذكر قول 
الذهبي فيه : 

"وله أغاليط كثيرة في أسانيد القراءات» وحشد في كتابه أشياء منكرة لا بحل 
القراءة بهاء ولا يصح لها إسنادء إما لجهالة الناقل أو لضعفه"9 ثم قال ابن الجزري : 

| "قلت : قد قرأ بالكامل إمام زمانه حفظا وتقلا أبو العلاء الهمذاني على أبي 

الع( ), وما زال يقرئر به إلى آخر وقت» وآخر من رواه تلاوة فيما نعلم ابن مؤمن 
الواسطي» ثم ذكر قراءته به فقال : 

"قرأته أنا على الشيخين إبراهيم بن أ ی بو التسار 
بإجازة الأول وسماع الثاني O‏ 


وقد أسنده في النشر من الطريقين المذ كورين» وذكر أنه قرأ جميع القرءان بما دخل 
في 'نلاوته من مضمنه من القراءات العشر وغيرها على الا سناد ابي المعالي محمد بن اللبان 
الدمشقي وجماعة ذكرهم ثم أسند ذلك من طرقهم بالقراءة إلى أبى العزء وقرأ به أبو العز 
على مؤلفه الإمام أبي القاسم الهذلي قر عل 





'- "منجد المقرئين" 58. 
2- هو الحسن بن أحمد الهمذاني صاحب "الغاية في القراءات العشر" (ت569) تقدم التعريف به. 
- كلام الذهبي في "معرفة القراء الكبار"» 349/1. 
“- هو محمد بن الحسين بن بندار أبو العز الواسطي القلانسي شيخ العراق وصاحب كتاب "الإرشاد في العشر" (521-435)ء 
ترجمته في "غاية النهاية", 129-128/2ء ترجمة : 2958. 
ك هو عبد الله بن عبد المؤمن أبو محمد الواسطي شيخ العراق في زماته (741-671)ء "غاية النهاية" 429/1. 
“- ترجمته في "غاية النهاية" 5/1 ترجمة : 4. 
- هو محمد بن على بن نصر بن النحاس الأنصاري أسند عنه ابن الجزري كتاب "الكامل في النشر", 92-91/1. 
*- "غاية النهاية", 401/2؛ ترجمة : 3929. 
' "النشر", 93-92/1. 
745 


وقد دخل الكتاب إلى الأندلس أيضا مبكرا حيث رواه ابن بشكوال فقال في 
الصلة : 


"له كتاب حفيل في القراءات سماه "كتاب الكامل"» وذكر أنه لقي من الشيوخ 
5 شيخا من آخر ديار المغرب إلى باب فرغانةء وكتب إلينا بإجازة هذا الكتاب القاضى 
i 1 1 5‏ ء 5 . لاض 7 
أبو المظفر الطبري' ' من مكة يخبرنا به عن أبي العز محمد بن الحسين المقرئ عن مؤلفه 0 


ونكتفي بهذا القدر في تقويم الكتاب وأثره ومكانة الإمام الهذلي من خلاله لنفتح 
مع القارئ الكريم صفحات أخرى مع علم آخر من أعلام المدرسة القيروانية العتيدة 
وأقطابها المشهورين في عهد التأصيل والنضج من تاريخ المدرسة المغربية الجامعة, وهو أبو 
علي بن بليمة صاحب كتاب "تلخيص العبارات بلطيف الإشارات في القراءات السبع" لنقف 
من خلاله على واجهة أخرى من واجهات هذه المدرسة في البلاد المشرقية في المائة الخامسة 
وما بعدها. 





- "الصلة", 686-685/2. 
746 


الفصل الثالث : 
أبو علي بن بليمة صاحب " تلخيص العبارات في القراءات السبع 3 


ومن هذا الرعيل الطيب من أقطاب المدرسة القيروانية الذين مثلوا الاتجاه القيرواني 
في المشرق أوفى قثيل أبو علي المسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة حبفتح الباء الموحدة 
ونشدايد اللام مكسورة بعدها باء- الهواري المليلي القيرواني- نزيل الإسكندرية. 


نشأنه وثقافته : 


ولد سنة سبع أو مان وعشرين وأربعمائة, وعني بالقراءات خاصة حتى تقدم فيهاء 
فأخذها أولا بالقيروان على المتصدربن من أئمتهاء ثم رتل إلى مضو ففرا بها غلى كاير 


ثم رحل إلى المج فقرأ بمكة أيضا على بعض أكابر المشيخة, ثم عاد إلى المنطقة 
لكن يبدو أن أحوال البلاد لم تمكنه من الإقامة والتصدر للإفادة بسبب التردي الذي آلت 
إليه بفعل الهجمة الأعرابية التى تقدمت الإشارة إليها"ء فكان ذلك من بواعث خروجه من 
المنطقة في اتجاه المشرق حيث وجد الإقبال والترحاب فتصدر للإقراء بمدينة الإسكندرية 
بمصرء وتألق بها مجمه وذاع صيته» وأمسى مقصدا لطلبة هذا الشأن من الأندلس والمغرب» 
وكان له ولصاحبه ورفيقه عند المشيخة ابي القاسم بن الفحام -الآني- فضل كبير على هذه 
الجهات, حيث استطاعا أن يترأسا إمامة الإقراءء ويوثقا روابط الوصل بين المدرسة القيروانية 
وبين امتدادات مدرارس القراءات في المغرب والأندلس والبلدان المشرقية. 

وقد قضى أبو علي في إمامة التصدر ردحا كبيرا من الزمن رما بلغ أزيد من خمسة 


عقؤة من ال إلى أن زاف الا جل ا ادر الت صمو ربس دن 514 


رمه 5 
مسحته . 


96 





ويعتبر أبو علي بن بليمة من نوابغ خريجي مدرسة أبي عبد الله بن سفيان عميد 
المدرسة ويعسوبها الكبيرء فقد قرأ على أكابر أصحابه قبل أن يشد الرحال إلى مصر 
والحجاز لاستكمال ثقافته وإكمال رواياته. 





'- سياتي ذكرها بنوع من التفصيل في ترجمة أبي الحسن الحصري نزيل سبتة-بعون الله 
2- "غاية النهاية", 211/1ء ترجمة 970. 
747 


وقد كان الظن أنه قد اعتنى بذكر أسائيده وتسمية مشايخه في أول كتابه المشهور "تلخيص 
العبارات" إلى أن وقفت على الكتاب فلم أجده سمى فيه أحدا منهم وإنمًا كان 
إذا ذكرهم رل وان كيوخنا (Dn‏ أو قزل : کان و سلف 0 شيوخنا بلك 


وبرجع الفضل في التعريف بكشيخته إلى الحافظ ابن الجرري الذي عني بتسمية 
أكثرهم في ترجمته في غاية النهاية), وأشار إلى روايته عن غيرهم في بعض التراجم الأخرى 
في نفس الكتاب. 


ولا أدري من أين استقى ابن الجزري هذه الأسماء إذ لا وجود لها في كتابه» وهو 
الكتاب الوحيد المعروف له فيما أعلم, ولعل ابن الجزري قد ظفر بها في بعض الإجازات 
التي أجاز بها بعض أصحابه. وقد أسند عنه في النشر طائفة من القراءات والروايات وسمى 
بعض رجال مشيخته -كما سيأتي- مع أنه أسندها عنه من طريق كتابه "تلخيص 
العبارات" 2 وهؤلاء مشاه على ترنيب الهجاء 3 


شيوخه وبعض مرويانه عنهم. 


ذكره ابن الجرري في ترجمته© ' وترجم له كذلك فقال : "شيخ قرأ على أبي عبد 
الله بن سفيان, قرأ عليه أبو علي بن بليمة"0©. 

2- أحمد بن سعيد بن نفيس أبو العباس المصري الإمام المشهور أعلى أهل زمنه 
سندا في رواية ورش. 

وبعتبر من أهم أساتذته في مصرء ولعله لازمه مدة مديدة حتى قرأ عليه بما عنده من 


وقد أسند ابن الجزري من طريق ابن بليمة عنه جملة من القراءات نستفيد من تتبع 
حلقات أسانيدها أنه : قرأ عليه لنافع من رواية قالون وطريق الحلواني» من قراءته بها على 





أ- "تلخيص العبارات", 54. 
“- نفس 19. 
- "غاية النهاية"ء 211/1 ترجمة 70. 
“- "غاية النهاية", 211/1 ترجمة 970. 
“- نفسه 153/1, ترجمة 714. 
748 


9. 5 9 00 ١ 
قا لوث عن‎ 


وقرأ عليه لنافع من رواية ورش وطريق أبي بعقوب الأزرق» من قراءة ابن نفيس بها 

على أبي عدي عبد العزيز بن علي المعروف بابن الإما» وقرأ بها على أبي بكر عبد الله بن 
ا بابن سيفء من قراءته بها علق أشن يعقوب يوسف الأزرق عن ورش عن 
)2( 

نافع . 


وقرأ عليه اس عمرو بن العلاء من ردابتي الدوري الو ولابن عامر من 
رواية هشا. 

3- الحسن بن علي أبو علي الجلولي القيرواني. 

ذكره ابن الجزري في مشيخته وترجم له بمثل ذلك) وقد سبق ذكره في أصحاب ابن 
في القراءات الاد عر 


هو من کبار الأئمة المتصدرين ومن روافد مدرسة ورش من المدرسة العراقيةء توف 
في رمضان سنة ل 1 يذ كر له ابن الجزري في النشر من قراءته عليه إلا رواية الدوري 
عن أبي عمرو البصري' 

e -5 


قال ابن الجزري : "شيخ لأبي علي الحسن بن خلف بن بليمة» قرأ عليه بالقيروان 
عن قراءنه على ابي عبد الله محمد بن سفيان -صاحب الهادي- وكناه ونسبه وم 00 





أ- "تفصيل السند في النشر", 103-102/1. 
2 "النشر", 109-108/1. 
3- "النشر", 128-127-125-124/1. 
“- السند في النشرء 1370136/1 
ك "غاية النهاية", 2211/1) ترجمة 970- وكذا 2226/1 ترجمة : 1027. 
6 "النشر" 130-129/1. 
7- "غاية النهاية", 617/1 ترجمة 2511. 
749 


ل د 00 
مم ا ا د د مدرسة امو ميق لدي 0 وهو ثاني 
أهم أساتذة أبي على بمصر إن لم يكن أهمهم, وقد عني ابن الجزري بذكر أسانيد ابي علي 
في السبع من طريقه» وهذه جملتها : 8 

قراءة نافع من رواية ورش وطريق الأزرق» قرأ بها عيد الباقى على أبن حفص عمر 
ل ا لاه 

1 

الأزرق» وقرأ على 5 وقراً نافع( 


سماه ابن ال جزري في مشيخته وقال : قرأ عليه أبو على الحسن بن خلف بن بليمة 
وسماه وكناه ولم ,يرفع نسبه قا 
الموسوعة الكبرى المعروفة e‏ اسوق ال و 0 و"الجامع" وغيرها ات 
القراءات. 

قرأ ا الح وقد أسند ابن الجزري من طريقه عنه قراءة ابن 
كثير من رواية البزي وقراءة ابن ا وابن ذکوان. 


وو فن شرو نه قي ھر وم يسند yy‏ 
ترجمته في الغاية : 3 مقرئ» أخذ القراءات من أبي علي البغدادي المالكيء روى عنه 
القراءات أبو علي بن بليمة.. ©. 





أ- تفاصيل السند في النشرء 108-107/1. 
*- "غاية النهاية", 359/1, ترجمة 1540 
2 "النشر", 116/1. 
“- "النشر", 140-138/1. 
"- "غاية النهاية", 466/1 ترجمة 1941. 
750 


ولعله أتم عليه السبع بعد وفاة أبي علي البغدادي سنة 438ه وكان ابن بليمة قد 
قرأ عليه لأبي عمرو كما قدمنا. وسيأتي ذكر أبي محمد المليجي في أسانيد أبي جعفر بن 
الباذش في الإقناع في القراءات السبع. 

0- عبد المعطى السفاقسى أبو محمد. 

هو أيضا من أصحاب أبي علي البغدادي مؤلف "الروضة" قال ابن الجزري : 

"شيخ قرأ عليه ابو علي ين بايقة وات د برك ا قرأ على الحسن بن محمد بن 
إبراهيم البغدادي”” ). وقد أسند من طريقه في النشر قراءة ابن كثير من رواية البزي وقال : 
قرا بها أب ال عبد لطن الا 

1- عبد المالك بن داود القسطلاني. 

7 " 0 a . 3 : 

ما القع وای الجزري في مشیخته) وقال في ترجمته : "شيخ قرأ على محمد 
بن سفيان- 

مؤلف الهادي-. قرأ عليه الحسن بن خلف بن بليمة جا 

2- عتيق بن أحمد أبو بكر القصري أمام جامع القيروان. 
قرأ عليه بالقيروان وقال ابن الجرري : "قرأ عليه عن قراءته E‏ 
3- عثمان بن بلال الزاهد أبو عمرو العابد من أهل القيروان. 
: . : حو ده 0 0 ء 
ذكره الذهبي في مشيختها'" وقال ابن الجزري : شيخ لأبي علي بن بليمة» قرأ على 


أبي عبد الله بن سفيان -مؤلف الهادي, قرأ عليه أبو على الحسن بن خلف بن بليمة, 


5 8 
ووصعه وكناه ما 7 ا 





أ "غاية النهاية"» 467/1 ترجمة 1949. 
2 "النشر" 115/1. 
ل "معرفة القراء" 381/1. 
“- "غاية النهاية"ء 211/1, ترجمة 970. 
ك "غاية النهاية". 468/1 ترجمة 1957. 
6- "معرفة القراء", 380/1) طبقة 12. 
7- "معرفة القراء". 381/1 لكن تحرف إلى "عمار بن بلال" . 
8- "غاية النهاية" 501/1 ترجمة 2087. 
751 


أسند ابن الجزري من طريقه عنه في النشر قراءة نافع من رواية قالون وطريق أبي 
نشيط فقال : "ومن كتاب "تلخيص العبارات" قرأ بها ابن بليمة على شيوخه عثمان بن 
ل و DN‏ 


4- علي بن العجمي أبو الحسن الفرضي. 

تقدم ذكره في أصحاب أبي عبد الله بن سفيان, ولم يسند ابن الجزري من طريقه عنه 
رواية مسماة في النشر» لكنه ذكره في ترجمة ابن بليمة في مشيخته وكناه بأبي اسحاق بن 
العجمي©, وترجم له في حرف العين من الغاية فقال : "شيخ وقع في بعض أجايز المصريين 
أنه روى" الروضة” "لأبي علي البغدادي عن مؤلفهاء وأن ابن الفحام وابن بليمة قرآ 
عليه... ثم ذكر أنه -أي ابن بليمة- ذكر أنه قرأ بمصر على أبي الحسن بن العجمي عن ابن 
غلبون طاهرء وذلك سنة 7445. 


5- علي بن عبد الغني أبو الحسن الحصري القيرواني الضرير نزيل سبتة. 
لم یذ کره أحد في مشيخته. لكني وقفت على روايته عنه في صدر شرح القصيدة 
الحصرية لأبي الحسن بن الطفيل العبدري» فى قوله عن القصيدة المذكورة : "إذ كانت في 
روايتي عن ابی المسن بن بليمة الإسكندري, حدثني بها بالأسكندرية عن مؤلفها 
000 
إجازة 7 .. 


20 16- عمر بن أبي الخير الخراز أبو حفص القيرواني صاحب علي بن غالب صاحب 


م يسدد.ابن الكروئ من طريقة غنه ف“ اتشر ف أساتيد ارا وة قال عقن 
ذكر كناب" الارشاد في القراءات" لأبي الطيب بن غلبون : "قرأ به أبو القاسم عبد 


غالب المهدويء وقرأ به على مؤلفه". وترجم له بنحو ذلك في الغاية©©. 





'- "النشر"ء 101/1. 
3 "غاية النهاية", 211/1, والظاهر أن تكنيته بذلك من التصحيف. 
'- "غاية النهاية", 587-586/1, ترجمة 2380. 
“- سيأتي التعريف بهذا الشرح في ترجمة المصري. 
'- شرح العبدري» (مخطوط). 
2 تقدم التعريف بعلي بن غالب في أصحاب الرحلات العلمية. 
”- "النشر", 80/1 
752 


7- كريمة بنت أحمد بن محمد أم الكرام المروزية المحدثة الشهيرة بالحرم المكي (ت 
465-3م) ©. : 
ذكرها الذهبي ف سياق ترجمة عبد الرحمن بن خلف بن عطية الأسكندرية المالكى 
فقال : "وقد قرأ على ابن بليمة "صحيح الاق" برقال فزت على که 
8- محمد بن أحمد بن علي أبو عبد الله القزوينى نزيل مصر (ت 452). 


ذكره الذهبى 9 وابن الجزري في مشيخته» وأسند من طريقه عنه في النشر قراءة 
عاصم من قراءته ا غ اشر بن غل عن ا ورا حم ملق زا ديا كمنا 
قرأ عليه بمضمن كتاب "التذكرة في القراءات الثمان" لطاهر بن عبد المنعم بن غلبون من 
ا 


9- محمد بن أبي الحسن أبو بكر الصقلي يعرف بابن نبت العروق. 
تقدم ذكره في أصحاب الرحلات العلمية من أهل صقلية» وقد اكتفى ابن الجزري في 


ا بقوله : "شيخ متصدرء قرأ على أبي اعباس قرأ عليه أبو علي الحسن بن 
ET‏ 


لكنه في النشر أسند من طريقه عه و ین کر اين sg e‏ 


هؤلاء من وقفنا على أسمائهم من مشايخه. ولا شك أن له مشايخ آخرين في غير 
القراءة لم تهتم المصادر بهم وقد رأينا من خلال من ترجمنا لهم من مشايخه تنوع مصادرهء 





'- "غاية النهاية", 592/1, ترجمة 2403. 
“- ترجمتها في برنامج المجاري, 154-152ء وشذرات الذهب 314/3. 
”- "معرفة القراء"» 433/1. 

“- "معرفة القراء", 381/1. 

ك "غاية النهاية", 211/1. 

"النشر", 152/1. 

7- "التشر", 158/1. 

5- "النشر"» 73/1. 

”- هو أحمد بن محمد الصقلي تقدم. 

- "غاية النهاية" 127/2 

!ل "النشر" 119-117/1. 

2 "النشر" 142-141/1. 

13 "البشر", 163-162/1. 


753 


وعلو أسانيده» وعلى الأخص في رواية ورش التي رواها من طرق القيروانيين والمصريين 
وغيرهم. 


صلته بالمدرسة القيروانية ومقومات مذاهبه الفنية الأدائية : 


ليس ببدع من الأمر بعد ما رأينا من كثرة مصادره وتعدد مشيخته من رجال 
المدرسة القيروانيةء أن ججده على وجه العموم على وفاق معها ف أهم مقوماتها الفنية 
وأصولها الأدائية في رواية ورش التي عليها القراءة "الرسمية' ' في المدرسة القيروانية وإفريقية 
لهذا العهد : 


ولقد حفل كتاب النشر لابن الجزري بمذاهبه واختياراته في أصول الأداء جنبا إلى 
جنب مع أقطاب المدرسة القيروانية, بحيث يبدو التوافق بينه وبينهم واضحا في أكثر 
المقومات الفنية العامة, مع تفرده عنهم في مواضع متها ذهب فيها إلى وجوه غير معهودة 
عند قدامى المشيخة القيروانية كما سوف نرى أمثلة منها ولقد ا تيح لي بتوفيق الله المصول 
ا "تلخيص العبارات" الذي نشر محققا فقام لدي العيان مقام الخير, فرأيت من 
المفيد أن أستعرض مع القارئ الكريم أهم اختياراته في رواية ورش في أبواب مهمة من 
خلال هذا الكتاب نظرا لعدم وجود الكتاب حتى الآن في التداول في المكتبات المغربية. 


كتاب تلخيص العبارات بلطيف الإشارات "في القراءات السبع لأ 
وتعريف). 





بن بليمة (عرض 





بهذا العنوان تم نشره محققا في جزء صغير© وأوله قوله : 

"الحمد لله المحمود بجميع خحامده المعبود في ذاته بدلائل معجزاتهء الدالة قدرته 
على بديع مصنوعاته: وأفضل صلواته على خيرته من خلقه محمد عبده ورسوله المبعوث 
بأفضل کتبه» صلی الله عليه وعلى آله وصحبه» وبعد : 

"فهذا كتاب اختصرته ليقرب فهمه على مريده, وأوجزت القول فيه ليسهل حفظه 
على مستفيده» وحذفت منه الأسماء والأسانيد, وذكرت فيه من العلل ما يفيد» إذ كان من 
سلف من شيوخنا -رحمة الله تعالى عليهم- كفونا با سطروه. ووضعوا عنا با ألفو مؤونة 
التطويلء فلخصت العبارات» بلطيف الإشارات» وذكرت ما اشتهر وانتشر من الروايات» 





3 حقفه سبيع حمزة حاكمي ونشره في طبعته الأولى بالاشتراك بين دار القبلة للثقافة الاسلامية بجدة ومؤسسة علوم القرءان 


ببيروت» بتاريخ 1409ه1988م. 
2- صفحاته 181 بجا فيها من مقدمة المحقق وفهارس آخر الكتابء وقد أهداني نسخة منه الأخ حازم سعيد حيدر جزاه الله 
خيرا. 
'- كذا والمعنى الشرعي يقتضي أن يكون بديع مصنوعاته دالا على كمال قدرته وليس العكس. 
754 


وبينت الأصولء وهذبت الفروع» والله أسأل العصمة من الزللء والتوفيق للمرضي من 
القول والعملء وهو حسبي ونعم الوک 


ثم أخذ في الحديث عن مصطلحه في تسمية القراء والرواة عنهم فقال : 
"قال الشيخ أبو علي الحسن بن خلف بن عبد الله -صان الله قدره- : 


8 وات وهنا الله SAAS‏ "قز EE SOE ROLE‏ 
رأيت : "قرأ الشيخان": فهما : ابن كثير وأبو عمرو) وإذا رأيت "قرأ الإبتان» فهما : 
ابن كثير وابن عامر. 


وإذا عع "1 التشودان" تيهنا اير و ا وذ رايسته قرا 
الكوفيان "فهما : عاصم وحمزة: وإذا رأيت قرأ الأخوان» فهما : حمزة والكسائي؛ وإذا 
رأيت "قرأ الأبوان" فهما : أبو عمرو وأبو بكرء وإذا رأيت "قرأ الكوفيون» فهم حمزة 
غاص اكات :. 


ثم بعد أن ذكر الرواة عن السبعة مبتدئا بورش وقالون عن نافع انتقل إلى "باب 
الاستعاذة" فذكر اللفظ المأخوذ به لأكثر القراء باختصارء ثم أتبعه ب"باب البسملة" فذكر 
ما بين السبعة فيها من وفاق وخلاف وتعرض لمسألة الفصل بالبسملة في المواضع المعروفة 
ب"الأربع الزهر", ثم عقب على هذا بقوله : "وبه قرأت وبه آخذ" فخالف ههنا ما قدمنا 
من مذهب ابن سفيان الذي ذكره في "الهادي" ونص عليه المهدوي في "شرح الهداية" أنه 
"كان لا يراعي ذلك" يعني تخصيص الأربع المذكورة بالفصل بالتسمية دون غيرها من سور 
القرآن الكريم. 

ومن زبادات أن علي بليمة هنا على المدرسة القيروانية قوله في هذا الباب : 

"وكان يعض وجنا :نارون لورش وابئ عمرو وابن عامرء أ توصل السورة 
بالسورة في خمسة مواضع : "الأنفال ببراءة", و"الأحقاف" "الذين كفروا"ءو"القمر 


بالرحمن"» و"الواقعة با لديد"ء و"الفيل بقريش" "لسن مشاكلة أواخر السور بأوائل 
إل . GS)‏ 
a‏ . 





أ- مقدمة الكتاب 18. 
2- يلاحظ تقديمه ابن كثير في الذكر على نافع كما تقدم من عمل مكي في التبصرة. 
“- تقدم ذكر مصطلح مشابه لهذا عند أبي الطاهر بن خلف في "العنوان" لكنه لم يذكر " | الشيخين". 
“- تخليص العبارات» 21. 
“- نفس 22-21. 
755 


ثم انتقل إلى "فاتحة الكتاب" فذكر الخلاف في "ملك" ال ان 
و "عليه" وما أشبهها وذ کر الحلاف في ميم الجمع؛ » ثم انتقل إلى ' 'سورة ة البقرة, فبدأ بذ كر 
أحوال المد والقصر في فواتح السورءوعلة ذلك ثم أردف ذلك بباب هاء الكناية"0. 
أما المبحث الرابع عنده فهو "باب المد" وقد تعرض فيه روف المد وأسبابه ومغل 
لذلك ثم ذكر مسائل الوفاق والخلاف المتعلقة به على عادة أمثاله من المؤلفين. 


ومن أهم ما يلاحظ عليه في باب خروجه عن أهم مقومات المدرسة القيروانية في 
باب المد وهو المتعلق بد "آمن" وغوه راجعا فيه إلى مذهب سس ومعللا بالعلة التي 
أبطلها مكي في رسالته الآنفة الذكر في الموضوع. فقال في آخر "باب المد" في تلخيص 
العبارات" : 


"وأما همزة" آمن الرسول "وآمنهم من خوف" على قراءة نافع» فإن بعض شيوخنا 
بشيرون كذة بسبرة» وبعصهم يمنعون» والقصر -والله أعلم- أضوت لعلة الفرق بين الخبر 
والاستخبار ,0 

وقد أتبع ى العادة كبحث -الهمزتين المتفقتين ف أول کل 4+"( ا e‏ 
الهمزتين من كلمتين"“. 

ثم ذكر في المبحث الثامن "باب نقل الحركة "فعرض لمذهب ورش في نقل حركة 

الهمزة إلى الساكن الذي قبلهاء ومنه انتقل إلى مبحث الهمزة المفرد فباب الإظهار 
والادغام عند الحروف السواكن"©. 


ثم "باب الإمالة" وياب مذهب الكسائى في الوقف على هاء التأنيث"©. 
ثم اتتقل إلي "باب مذهب ورش في الراءات مجملا "» وباب مذاهبهم في اللام". 


ومن المفيد لإجراء نوع من المقارنة بينه وبين من تقدمه من أقطاب المدرسة القيروانية 
أن نقف معه على ما ذكره في الراءات واللامات. 





للقي 25-24 
انفسة ع :26 

نفس 27 

“- نفسه» 31-29. 
شق 41531 
“- نفسه 44-41. 
- نفسه 49-44. 
“- نفس 49-48. 

756 


ونسوق كلامه في الباب بنصه لنتمثل منه مدى موافقته أو مخالفته لأقطاب القيروانية 
ممن عرضنا لمذاهيهم في الراءات واللامات» قال تحت العنوان الآنف الذكر: 

REE‏ الراء إذا وليها ياء ساكنة» وسواء اتفتح ما قبل الياء أو 
اتكسو أن ھا کی لازت او خالا ها سان . 

"فالياء الساكنة المفتوح ما قبلها لحو قوله عا "خيرات حسان" "وافعلوا 
الخير" و"حيران" ونحو أولي الضرر "وما أشبه هذا" 


"والمكسور ما قبلها و قوله تعالىٍ : "فالمغيرات" و"ميراث" و"الفقير" و"خبيرا 
لع" و"قديرا" و و" و "ما أشبه هذا" 2 e‏ ق الراء تنوين أو إضافة أو ا 


يلحقهاء فهو يقرؤها بين اللفظين ف الوصل والوقف" : 

وخالف أصله في التوبة في قوله : "وعشيرتكم" . 

وأما ما وليها الكسرة كقوله تعالى "الآخرة" و بأسترة" و"فاقرة" و ضر" 
و رة" و "مرة".. . والمعصرات ١‏ وما أشبه هذا 


وأما ما حال بينهما فيه الساكن كفوله تعالى الك و"الفغر" و"المغيرات”" 


و"إخراجهم" و"ذكرا" و"صهرا" وما أشبه هذا" 

ماکز ما خلف فيه أصله في هذين النوعين» فذكر : 

إذا كانت الراء في حكم أول أ وع اة الي رة ال رک 
و"برؤوسكه" و"لرقيك” . 

وعند حروف الاستعلاء نحو قوله "الصراط" و ك و راف 


وإعراضهم" . 
وعند تكرار الراء مضمومة أو مفتوحة خو قوله تعالى "ضرارا" و"إسرارا” 
و"الفرار" . 





2 تعبير غير دقيق» والأحسن "ذا تقدمها". 
2 كذاء وم یذ كرجواب "ا 
5 يذكر جواب أما أيضاء وبظهر أن ذلك من الناسخ. 
757 


وعند العجمة خو قوله تعالى "إبراهيم" و"إسرائيل" و"عمران"00. 
ومصرا منونا وغير منون في كل القرآن. 

وسترا "وذكرا" و"حجرا". 

وإرم ذات العماد. 

وعند تاء التأنيث نحو قوله تعالى : "فطرة الله" وتراءت الفئتان". 
قال : فإنه أخلص الفتح لأجل العلل التي ذكرناها". 


ثم ذكر من خصوصيات مدرسته مما زاد به على المدرسة القيروانية بعض ما استثناه 
من تلك الأحكام لورش فقال : 


"وعنه في الراء إذا جاء بعدها عين وألف خو قوله تعالى "ذراعا" و"سراعا". 


أو جاء بعدها همزة خو قوله تعالى : "إلا مراء" و"افتراء عليه" وافتراء على 
الله" 


وعند الألف الدالة على اثنين خو قوله نعالى "طهرا" و"فلا تنتصران". 
والحرف© غو قوله تعالى "إجرامي". 
"فروى عنه الفتح وبين اللفظينء والفتح أجود. 


وكذلك "وزرك" و"ذكرك". فالترقيق طرد أصله. والتفخيم اتباعا لما قبلها وما 


"فصل" : 
وحكم المضموم مع الياء والكسرة ف مذهبهم حكم المفتوحة. 
و"خالف أصله مع الكسرة ف کر" و"عشرون" 5 |. 


. ومع الياء حو قوله تعالى : "خير الرازقين". 





- يلاحظ أنه م يسلك سبيل ابن سفيان في الهادي فيعتر حرف الحلق في أول هذه الكلمات لا العجمة كما تقد كما م يمد 
التنوين بالنصب من أسباب التفخيم مخالفا عامة القيروانيين. 
مودو أنها محرفة عن كلمة "والجر". 
758 


"والفرق بين "كير" وذكر" أن "كيرا بعد غترجها' من الكاف فحالت بين الكسرة 
وا «ؤالكاف قري يجيا من الذال ق وان جاء فيليا ا 
غير الباء وقبله فتحة فخمهاء نحو قوله تعالى "وإن كان مكرهم" وشبه هذا". 

فصل : "وأما المكسورة فهو يرققها في وصله ووقفه. ولا يعتبر ما قبلهاء ما لم تكن 
الترقيق في الوقف ويرومون الكسرةء وإلى التفخيم في الوصلء وذهب قوم إلى التفخيم في 

1 : 3 7 

الوقف والترقيق في الوصل. 

فصل : وأما الراء الساكنة إن انفتح ما قبلها أو انضم فهي مفخمة, نحو قوله 
تعالى "كرسيه" "ونرتع ونلعب" "ومرفقا" وما أشبه هذا حيث وقع» إلا أن يأتى بعد 
الراء ياء مفتوحة حو قوله 'نعالى "قريم + 

أو همزة مكسورة نحو قوله تعالى 1 بين المرء وزوجه" والمرء وقلبه" 

أو تكون قبل الراء كسرة لازمة نحو قوله تعالى "مرية" و"فرعون" وما أشبه هذا. 

وإن جاء بعدها حرف من حروف الاستعلاء فروي عنه الترقيق والتفخيم نحو 
"قرطاس" و"إرصادا", و"المرصاد". 

Es Sp OBESE E EEE, 
4)" N FM " 0 
نحو قوله تعالى "ارجعوا" و"ارجع إليه".‎ 

فصل : وإذا كانت الراء طرفا والكسرة لازمةء فلا خلاف عنه في الوصل والوقف 
أنها مرققة. 

وإذا كانت الكسرة عارضة وانضم ما قبلها أو انفتح» فمن أصحابه من يقف كما 
يصل بالترقيق» إلا في موضعين وهما "فليكفر إنا" و"الحر إن شانئك" فإنهم يقفون 
بالتفخيم» ويصلون بالترقيق ولا خلاف أنها مرققة في الوصل. 

ثم قال في ختام الباب : "وقد أشبعنا جميع أصولها ومعانيها ليستدل على 
مشاكلها(!! كلهاء فافهم ذلك توفق وترشد إن شاء الله تعالی. ١‏ 





'- تلخيص العبارات» 51-50. 

0 7 0 5 

- يظهر أنها بين جرين . 

- في المطبوعة "ووصلت" والأصوب ما أثبتناه. 


“- تلخيص العبارات» 51. 
759 


ثم انتقل ابن بليمة إلى “انث مذاهبهم ف اللام". 


فبدأ بالمتفق عليه بين القراء في تفخيم اسم الجلالة "الله" إذا انفتح ما قبله أو 


انضم ثم انتقل إلى مذهب ورش الخاص به فقال : 
"فإذا جاءت قبلها صاد أو طاء أو ظاء مثل قوله تعالى "الصلاة" و"الطلاق" 
و"ماصلبوه" و "من أظلم" و"إذا أظلم عليهم" وما أشبه هذاء سكن ما قبل اللام أو 


اتفتح» فورش يلفظ بها مغلظة, والباقون يرققون فتحة هذه اللام حيث وقعت. 


٠. 


فإذا جاءت قبل صاد أو طاء أو ظاء وقبلها حرف من حروف الحلق أو تاء نحو 
قوله تعالى إل ذا " 0 ۳ خا ان و"اغلظ 1 " ونارا تلظى" و"ليتا | 5 إل "انف 0 
أو انضمت» فورش وحده يلفظ بها مغلظة, والباقون يلفظون بها مرقفة". 

فا كانتت ماک أذ مكسورة فلا خلاف في ترقيقهاء إلا أن ورشا فخم 
1 1 ال" لوقوعها بين صادين" 


دكل ما وصله بالتفخيم أو بالترقيق فهو يقف كما يصلء إلا أن تكون اللام طرفا 
مفتوحة فهو يرققء فافهم ذلك إن شاء الله تعالى." ©. 

هذا ما ذكره في باب اللام ويلاحظ أنه وإن أسقط الضاد من الأسباب التي تفخم 
اللام لها فوافق المدرسة الأندلسية بوجه عام فإنه لم يلبث أن أضاف الأسباب ذاتها التي 
زادها أكثر القيروانيين وهي وقوع اللام قبل أحد حروف الاستعلاء الممثل لهاء أو بين 
حرفين مطبقين» كما رأينا في الراءات أنه ظل وفيا لمدرسته الام فيما يخص الترقيق للراء من 
أجل الياء بعدها ك"قرية و"مريم". أو من أجل الهمزة المكسورة في "بين المرء" خاصة. 


كما أنه زاد ف المستثنيات لورش "ذكرك" و"وزرك" و"كبر" و"ذراعا 1 و"سراعا إإي 
وراء التثنية خو "طهرا بيت" إلى آخر ما ذكرناه. 


فكان بذلك ينسج على منوال مدرسته حتى في بعض ما ذكر فيه الوجهين نحو 
"ذراعا" و"افتراء" "وتنتصران" وما أشبهه فإن أحد الوجهين هو مذهب مدرس» ولا 


ا 11 1 


'- كذاء ولعلها "مسائلها". 
*- "تلخيص العبارات" 52. 
"- تلخيص العبارات» 53-52. 
760 


ولا يلاحظ في باقي ما ذكره في "التلخيص" ما يثير الانتباه في الأبواب الأخرى 
التي ذكرها بعد هذين البابين» وهي "باب مذهب حمزة في الوقف على لام المعرفة" و"'باب 
الوقف على آخر الكل" حت ذكر أحوالة لوقت بالسكوة: 1و الزوء أو الاما ولاق 
5 اختلافهم في فتح ياء الإضافة" © وني "الزوائد"9© وكذلك في القسم الثاني من الكتاب 
وهو "فرش الروف"الذي تتبع فيه حروف الاختلاف من أول سورة البقرة إلى آخر 
القرءان» ثم ختم بذكر كير البرى عن الى کر ويه أنه کات 


قيمة الكتاب وعناية العلماء به : 





ذلك هو كتاب "تلخيص العبارات بلطيف الإشارات "لأبي علي الحسن بن خلف بن 
بليمة» وهو كما قدمنا أحد الكتب الأمهات المعتمدة عند أئمة القراءات» وهو أيضا أحد 
المصنفات المغربية الإثني عشر التي ظهرت ف المائة الخامسة فتضمنت مذاهب أكابر أئمة 
المدرسة المغربية في القراءات ممن اصطلحنا على تسميتهم ب "الأقطاب"' ' في هذا الطور من 
تاربخ القراءات في المناطق المغربية. 

ولقد لقي الكتاب منذ ظهوره عناية كبيرة بالقراءة والإقراء بمضمنه» وسارت روايته 
في المشرق والمغرب مع وجود المصنفات الكبرى للأئمة الذين تقدموه بالتأليف. واستمر له 
مقامه بين نلك المصنفات إلى ما بعد المائة التاسعة حيث نجد صورة عن اتصال القراءة 
والإقراء به عند طائفة من الأعلام في أسانيد ابن اطرري يه فى النشر, 

وقد أهتم به اهتماما زائدا كما قدمنا -فأدرجه ف تأليفه "الفوائد المجمعة في 
al‏ ال 

ولمعرفة الآفاق التي وصل إليها أثر الكتاب في زمن مؤلفه نكتفي بذكر بعض ما 


وقفنا عليه من أسماء أصحابه الذين قرأوا عليه أو سمعوا منه الكتاب أو كانت لهم عنه 
رواية في الجملة. 





أ- نفس 54-53. 

2- نفسف 54-53. 

*- نفسه» 62-56. 

“- نفسه 172-171. 

“- "النشر" 73-72. 

- قال ف "غاية النهاية", 2211/1 "قرات به ورويته سماعا من لفظ الأستاذ ابن اللبان» وذكرت الخلف بينه وبين الشاطبية في 

كتاب "الفوائد المجمعة". 
761 


أصحابه والرواة عنه. 


على الرغم من طول المدة التي قضاها أبو علي في إمامة التصدر والإقراء؛ لا لنجد 
من المذ كورين بالرواية عنه إلا عددا يسيرا لا يمثل الحقيقة والواقع» وعلة ذلك هي نفسها 
العلة في أمثاله ممن ضاعت تفاصيل أخبارهم أو لتقصير المترجمين لهم في تتبع نشاطهم 
العلمي. إلى أن استدرك الحافظ ابن الجزري وغيره بعض ما تأتى له استدراكه من معلومات 
عنهم» فكان أبو علي بن بليمة ممن نالهم منه نصيبء وهؤلاء من وقفنا على ذكرهم بالرواية 





المرادي» من أهل المريةء يكنى أبا إسحاق» 


ترق ان لجار" 


ترجم له ابن الأبار وقال ا القراءات عن اش الحسن بن شفيء(! ' وأ بي الحسن 
علي بن محمد البرجي' 0 وسمع من أبي علي الصدفي0) وأبي بكر بن العربي وغيرهمى وقرأ 
القرءان على أبي علي المعروف ب"ابن بليمة"“ وأبي عبد الله بن مسح الفضي» ثم قفل 
من رحلته فتصدر للإقراء ببلده» ولا غلب عليه العدو نزل مدينة "لورقة' ' وولي القضاء بها 
والخطبة» وأقرأ هنالك وأسمع, توفي بلورقة سنة 547©. 


أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام بن الحطيئة أبو العباس اللخمي الفاسي 
نزيل مصر (478). 


ذكرة الذهبي ابن الجرري في الرواة عة وسياتى في مشيخة الإقراء بالمدرسة 
ا 


- هو عبد ا 0 كتاب "التنبيه والإرشاد إلى معرفة اختلاف القرأة السبعة" » سيأتي في أصحاب 
- هو لي بن محمد بن عبد الله فة الا الو (ت 509) سيأتي في أصحاب أبي داود بن مجاح. 
- ترجم له ابن الأبار في "المعجم في أصحاب أبي علي الصدفي" 65 ترجمة 51. 
- تصحف ف "التكلمة إلى ابن ees‏ 
5 "التكلمة" ۰ 1411 ترجمة 3 381 
- تصحف في "معرفة القراء"» 381/1, بأبي العالية. 
*- "معرفة القراء"ء 381/1ء "غاية النهاية", 211/1. 


دم دا" چ" ہی ' 


762 


قرأ عليه وعلى أبى القاسم بن الفحام -كما سيأتي-, إلا أن ابن الجزري اكتفى 
بذكر هذا الأخير في ترجمته"ء وذكر في النشر ما يدل على ذلك إذ مجده قد أسند كتاب 
"العذ كرةاق القراءات الثمان" لأبى الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون من طريقه قال : 
"أخبرنا به أبو علي الحسن بن خلف بن بليمة أخبرنا أو عا الل عمد بنا خم 
القرويني» أخبرنا المؤلف"©. 


عبد الله بن خلف بن بقى القيسى البياسي أبو محمد الزنقي والمجاهد. 
عبد الله بن خلف بن يقي العيسي امي سي ايو اي ا 


من أكابر رواة القراءات في المدرسة المغربية» ويتصل السند من طريقه عن أبي محمد 
كلاهما عن أبي العباس بن نفيس بسنده في رواية ورش 


ترجم له ابن عبد الملك المراكشي وذكر أنه "رحل إلى المشرق» وحج وتلا بمكة - 
شرفها الله- بالسبع على أبي العباس الطليطليء وأبي محمد عبد الله بن عمر بن العرجاء - 
أمام المقام-» وبالإسكندرية على أبي بكر بن عبد الجليل» وروى بها عن أبي علي المسن 
بن خلف القيروانى) ...توفي بعد 540 وقد نيف على السبعين"©. 


عثمان بن على بن عمر السرقوسي الصقلي النحوي. 

ترجم له أبو الحسن القفطي وقال : "كان عالما نحويا لغويا مقرئاء قرأ القرآن على 
ابن الفحام وابن بليمة وغيرهماء وله تآليف في القراءات والنحو والعروضء وكانت له في 
جامع مصر حلقة للإقراءى وانتقع به الناسيء © ., 

على بن أحمد بن أبي بكر أبو الحسن بن حنين الكناني نزيل فاس. 

لی بين احمد بن ابى بحر ابو اسن بن ل ي كل ي 


له رحلة علمية روى فيها عن جماعة من قراء المدرسة القيروانية كأبي بكر عتيق بن 
محمد الردائى صاحب ابن نفيس بقلعة حماد بالجزائر» وأبى على بن بليمة ولقيه 





!- "غاية النهاية", 101/1ء ترجمة 466. 
2 "النشر"» 73/1. ۾ 
“- سيأتي في أسانيد أبي الحسن بن سليمان القرطبي نزيل فاس وابن بري وغيرهما . 
“- هو ابن بليمة. 
5- "الذيل والتكملة". 221/4) ترجمة 378. 
6- "إنباه الرواة"» 342/2 ترجمة 512. 
763 


"'امتدادات مدارس الأقطاب" بفاس. 


عبد الرحمن بن خلف الله بن محمد بن عطية أبو القاسم القرشي الإسكندري 
المالكى المؤدب. 

فق كار القراء والرواقه صحب ابن بليمة وابن الفحام وق کیا وق درو 
ابن الجزري القراءة بمضمن كتاب "تلخيص العبارات" لابن بليمة من طريقه عنه وقال : 
"وهذا أصح إسناد وألطفه» مسلسل بالتلاوة و"بالإسكندرية" إلى المؤلف©. 

محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الطفيل أبو الحسن بن عظيمة 
العبدرى الإشبيل (ت 543) . 


ونكتفي بهذا القدر في صحبة أبي الحسن بن بليمة ففيه للقارئ كفايةء وتوفي رحمه الله سنة 
4هه. 





- "الذيل والتكملة", 150/5 ترجمة 310. 
3 ترجمته في "غاية النهاية", 338-367/1, ترجمة 1564. 
*- "النشر". 73-72/1. 
764 


الفصل الرابع : 
أبو القاسم بن الفحام صاحب 
"كتاب التجريد في القراءات" 
يعتير أبو القاسم بن الفحام آخر هذا الرعيل من أقطاب المدرسة القيروانية وفاق 
وأهم من انتهت إليهم رياسة الإقراء من هذه المدرسة علوا ومعرفة0). 


٠ ترجمته‎ 





هو عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق بن خلف أبو القاسم بن الفحام الصقلي - نسبة 
إلى صقلية الجزيرة المعروفة- ولعلها موطن سلفهء وم ان تعرض لذكر نشأته بصقلية أو 
بغيرها من مدن إفريقية, والظاهر أنه عاش بصقلية وربما ولد فيهاء ثم انتقل فيما بعد إلى 
القيروان أو المهدية, وربما كان مقامه بأفريقية بعد امال قراعى لانن لأ خده قن E‏ 
القراءة عن أحد من شيوخ القيروان -كما سيأنى-. كما أننا لا ند له مشيخة من أهل 
ا على الرغم من الاحتمال القوي في نشأته وتلقيه تعليمه الأولي بها حتى غلب عليه 
الانتساب إليهاء فعرف ب"الصقلى" . 


أما ميلاده فقال الذهبى وغيره" : "وكان يتردد ف مولدى هل هو ف سنة 422 أو 
يله 0435 


وكانت رحلته في طلب العلم من سنة 8 إلى سنة 454 ومعنى ذلك أنه رحل 
إلى مصر في طلب العلم والقراءة قبل أن يبلغ الحلم» ولذلك أدرك بقية المشيخة وكان من 
أعلى أهل زمانه في القراءات سنداء قال الذهبي : "وأعلى ما تلوت كتاب الله من 
١ (4m .‏ 9 
طربقه '. 


مشيخته ومروياته في كتاب التجريد وغيره. 
مشيخته ومروياته في تتاب "تجرد دل 


لأبى القاسم بن الفحام شيوخ روى عنهم القراءات خاصة وأسند عنهم في كتاب 
"التجريد "2 وآخرون لم يسند عنهم في التجريد» إما لأنه لم يضمنه ما قرأ عليهم به وإما 
لأخذه عنهم علوما أخرى غير القراءات. 





أ- "معرفة القراء"» 383/1 طبقة 12. 

2 المصدر نفسه. 282/1, و"غاية النهاية", 375/1ن ترجمة 1590. 

3- "انباه الرواة"ء 165/2 ترجمة 380. 

*- "معرفة القراء"» 1 وقد ذكر سنده المتصل في رواية ورش من طريقه في 188/1. 
765 


بن إسماعيل بن غالب أبو إسحاق المصري المعروف ب" 
وهو من أكابر شيوخه. "شيخ مقرئ مشهور عدلء روى "الروضة" سماعا وتلاوة 


عن مؤلفها أبى علي الحسن بن محمد البغدادي. وقرأ على إسماعيل بن عمرو بن راشد 
الحداد ٠‏ 


ابن الخياط المالكى". 





1- إبرا 


وقد أسند عنه في التجريد قراءة نافع من روايتى ورش وقالون2, كما أسند عنه 
لباقى الس 00 

وقد ساق ابن الجزري ف النشر ما ذكره ف "التجريد" وفصل طرقه ف جميع تلك 
الرا ات 

وأسند ابن الفحام عنه في غير "التجريد" قراءة يعقوب بن إسحاق المضرمى 
البصري من قراءته بها على أبي علي المالكي صاحب الروضة, وأسندها ابن الجزري عنه من 
هذه الطريق. 


وقرأ عليه أيضا بمضمن كتاب "الروضة في القراءات الإحدى عشرة" لأبى على 
البغدادي المالكيء وأسندها ابن الجزري بسنده إليه سماعا وتلاوة إلى المصنف©. 


وروی عنه الحديث وغيره. 
2- أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس أبو العباس المصري الأطرابلسى الأصل. 


وهو "إمام كبير انتهى إليه علو الإسنادء قرأ على أبي عدي عبد العزيز بن علي 
صاحب أبي بكر بن سيف وعلى أبي أحمد عبد الله السامري. وعلى أبي طاهر الأنطاكي 
وعبد المنعم بن غلبون" 1" 





'- "غاية النهاية", 10/1, ترجمة 228 وقد مضت ترجمة إسماعيل الحداد في مشيخة الهذلى. 
“- "التجريد", لوحة 4 (مخطوط). 1 
^ "التجريد", لوحة 2ء إلى 12. 
“- "النشر", 103/1 إلى 168. 
'- "النشر", 183-180/1. 
“- "النشر". 75-74/1. 
"- "غلية النهاية", 57-56/1, ترجمة 243. 
766 


وقد 'تقدم ذكره في مشيخة أبي القاسم الهذلي وأبي علي بن بليمة وغيرهماء وقد 
ترجمنا له وذكرنا طائفة من الآ خذين عنه في مدرسة ورش بمصر» عمر حتى قارب المائة» 
ds‏ 


قرأ عليه أبن الفحام برواية ورش من طسريق الأزرق» وروابة قاالون من طرق ا 
نشيط واللوانسي, a‏ ا عا لانن كتنر وای وحار وای 


وذكر ابن الجزري في ترجمة أبي عدي عبد العزيز بن علي أن "شمن قرا عليه 
موتا أ حفن بن نفيس -شيخ ابن الفحاء-. فلأجل ذلك كانت رواية ورش من هذه الطريق في 
1 1 4 
المدريد " على ما جد عن وش 7 


ويتجلى هذا العلو في سند الإمام الذهبي بها -المتوفى سنة 748- قال : 


"قرأت القراءات على أبي القاسم المالكي بالإسكندرية لورش» عن قراءته على 
أبي القاسم الصفراوي 2 عن ابن عطية عن ابن الفحام» عن أحمل :اجن فیس عن ابي 
عدي عن ابن سيف. عن ابي يعقوب عن ان 0 


3 أسند ابن الجزري في النشر جميع ما قرأ به أبو القاسم بن الفحام على ابن 


القنويى اطا 


3- عبد الباقى بن فارس بن أحهن ابو اخسن أب الف المصري. 





قرأ عليه غير واحد فن ال ن "روى القراءة عن والده وقرأ لورش على مر بين 
عراك, وقسيم الظهراوي وأدرك أبا امد السامري -صاحب ابن مجاهد وسمع منهء قرأ عليه 





1 
- نفسه. 


2- "التجريد": لوحةء 5-4. 
التجريد"» لوحة, 11-6. 
4 ليان النهاية", 395-394/1, ترجمة 1680. 
- هو عبد الرحمن ابن عبد الحكيم الدكالي بلقب بمجنون نزيل الأسكندرية (ت 695)ء ترجمته في "معرفة القراء"» 555/2. 
- هو عبد الرحمن بن عبد المجيدء تقدم. 
7- هو عبد الرحمن خلف بن عطية وسيأتي في أصحابه. 
*- "معرفة القراء": 188/1. ١‏ 
7 "اتشر" 124-119-118-109-108-103-102/1. 
767 


» 3 


6 


القراءات أبو القاسم بن الفحام وأبو علي بن بليمة وغيرهما. . وعمر دهرا» ومات في حدود 
450" . 


أسند ابن الفحام من طريقه في "التجريد' ' قراءة نافع من رواية ورش, ومن رواية 
قالون من طرقها الثلاث كما قرأ عليه لباقي السبعةء وقد أسند ابن الجزري من طريقه عنه 
جميع ما قرأ به في "التجريد"©. 


العشر". 


ترجمنا له في روافد مدرسة ورش من المدرسة العراقية» توفي سنة 461©. 





قرأ كلند و الات رن القجاء شين كات الي عنه في "التجريد" قراءة نافع 

من الروايتين, إلا أنه قرأ عليه لورش من طريق الإصبهاني 0 1 وهو شيء تفرد به ابن الفحام 

في "التجريد" فأسندها فيه وم يشاركه في تضمينها كتبهم من المغاربة إلا أبو القاسم الهذلي 
في "الكامل" كما تقدم. 


وقرا لمعي الس 
كما قرأ عليه بقراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي © 
وتعتبر طريقه عنه من أعلى الطرق في زمنه وقد ذكر له الفارسي أنه "قرأ بالطرق 


والروايات والمذاهب المذكورة في كتاب "الروضة' ' لأبي علي المالكي البغدادي (ت 438) 
على شيوخ أبي علي المذكورين في "الروضة" كلهم القرءان كله وأن أبا على كان كلما 
قرأ جزءا من القرءان قرأت مثله» وكلما ختم ختمة ختمت مثلها حتى انتهيت إلى ما 
انتهى إليه من ذلك وأن سند قراءته كسند الشيخ أبي علي سواء "© . ومعنى هذا الخبر 
عنه أن القراءة من طريقه مساوية في العلو للقراءة من طريق الروضة, إلا أن السند عنه يعلو 





'- "غاية النهاية", 357/1 ترجمة 1529. 
*- "التجريد", لوحة, 12-4. 
“- "النشر", 118-117-109-103-102/1 -167-161-147-146-128-127, وقد أسند عنه رواية ورش من هذه الطريق في 
"بير التيسير". 22. 
“- "غاية النهاية", 337-336/2, ترجمة 3729. 
“- "التجريد", لوحة 4. 
"- "التجريد"ء لوحة 11-2. 
- أسندها ابن الجزري من طريقه في النشرء 183-180/1. 
*- "النشر"» 75-74/1. 
768 


بعد موت أب علي -صاحب الروضة- منذ 438 ه إذ عاش بعده بضعا وعشرين سنة 
متفردا بعلو السند. 


هؤلاء الأربعة هم شيو خه ف "التجريد"2 وأما ف غيره فقد ذكرت له رواية عن 
المشايخ الآتين : 


5- أحمد بن على بن هاشم تاج الأئمة أبو العباس المصري. 

وهو "شيخ حافظ أستاذء قرأ لورش على عمر بن عراك وأبي عدي عبد العزيز بن 
الإمام, وقرا لغيره على عبد المنعم بن غلبون وجماعة, وقد تقدم ف ترجمة الطلمنكى أنه 
دخل الأندلس سنة 420 ه فأخذ عنه مع كبر توفي سنة 7445. 

ف روايته عنه أبو الحسن القفطي فقال في ترجمة ابن الفحام : "أدرك بمصر ابن 
الهاشمي) كما سماه ابن الجزري في شيوخه في غير "التجريد " ولم أقف له على رواية 
عنه في "التجريد" كما لم يسند ابن الجزري عنه شيئا من طريقه عنه في النشر كما تتبعته 


6- على بن العجمي أبو الحسن الفرضي. 
تقدم ذكره في مشيخة أبي علي بن بليمةء قال ابن الجزري : "شيخ وقع في بعض 


أجايز المصريين أنه روى "الروضة" لأبي علي البغدادي عن مؤلفهاء وأن ابن الفحام وابن 
ال E‏ 


7- طاهر بن أحمد بن بابشاذ أبو الحسن المصري إما 


قال في الإنباه : "تلمذ لطاهر بن بابشاذ في النحوء وأملى عليه شرح مقد من"( , 


العربية فى زمانه (ت 454). 





: . / 6 
وذكر الذهبي وابن الجزري غحوا من ذلك9© , 


'- "غاية النهاية", 90-89/1., ترجمة 403. 

2- كذا ذكره في إنباه الرواق 164/2» ترجمة 380. 

3- "غاية النهاية", 374/1, ترجمة 1590. 

“- "غاية النهاية", 586/1, ترجمة 2380. 

ك إنباه الرواق 165/2 ترجمة 380. 

6- "معرفة القراء", 383/1, طبقة 12ء و"غاية النهاية" 374/1 إلا أن عبارة الذهبي "وقد قرأ العربية على ابن بابشاذ» وشرح 
مقدمته", وني غاية النهاية" وأخذ العربية عن علي بن ثابت وشرح مقدمته"» ويبدو أن ذلك تصحيف لعبارة "علي ابن 
بابشاذ" الواردة في كلام الذهبيء وم أقف على علي بن ثابت في الإنباه. 

769 


مكانته العلمية وشهادة العلماء له : 

كان أبو القاسم بن الفحام من آخر من ألجبتهم المدرسة المغربية من فرسان هذا 
الشأن. وقد تفنن من ترجموا له في عبارات التنويه فقال أبو الحسن القفطى في الإنباه : 

"من كبار القراء... وكان حافظا للقراءات» صدوقا متقناء عالماء كبير السنء أقام 
بالإسكندرية على قدم الإفادة. " 

"قال أبو الربيع سليمان بن عبد العزيز المقرى" الحمصي -حمص الأندلس- 0: 


"ما رأيت أعلم بالقراءات ووجوهها منهء لا بالمغرب ولا بالمشرقء وإنه ليحفظ القراءات 
كما حفظ احن الفراق:. 877 








ووصفه الذهبي ب"العلامة الأستاذ المقرئ" وابن الجزري ب"الأستاذ الثقة 
المحقق.. شيخ الإسكندرية والذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بها علوا ومعرفة"0. 


وتبدو إمامته واضحة المعالم من خلال كتابه القيم "التجريد" وما تضمنه من 
قراءات وروايات وطرقء وفي نبل مشيخته وعلو أسانيده إلى جانب تربره للأصول وتفريعه 
للمباحث وتوجيه الاختيارات وإن كان لم يبنه على ذلك بل كان ينبه على إيثار الاختصار 
فيقول مثلا في "باب الإدغام" : "وليس هذا كتاب عللء وإنا الغرض منه الاختصار" © 


مذهبه الفنى وصلته بالمدرسة القيروانية "الأم" : 

على الرغم مما رأينا من تقصير المصادر فيما يخص التنبيه على مشيخته الأولى من 
أهل المنطقة ممن قرأ عليهم القرآن وأخذ عنهم معارفه الأولى في أصول الأداء والتجويد 
حسب القراءة والرواية التي عليها المدار في تعليم الناشئةء وذلك قبل أن يتصل عن طريق 
الرحلة بالمؤثرات الأخرى, فإن صلته بالمدرسة القيروانية تبدو مع ذلك ماثلة في مذاهبه 
واختياراته الأدائية في رواية ورش من خلال أهم ما وصل إلينا من تراثه وهو كتاب 
"التجريد". وعلى الأخص في أهم الأبواب الأصولية التي اعتدنا أن خجعلها معيارا لتوافق 
القارئ مع مدرسته مثل باب "الراءات" وباب "اللامات". 


'- سيأني في أصحاب ابن الفحام من الأندلسيين. 
ج المراد بها إشبيلية» وسميت بذلك لنزول جند حمص الشاميين بها عقب الفتح -ينظر في ذلك كتاب الروض المعطار" للحميري- 
القطعة المنتخبة منه باسم "صفة جزيرة الأندلس" 31. 
"إنباه الرواة", 165/2 ترجمة 380. 
“- "معرفة القراء", 383/1 طبقة 12. 
'- "غاية النهاية"» 374/1. 
ك "التجريد"ء لوحة 20. 
770 


يضاف هذا إلى ما ثبت من تردد أبي القاسم بن الفحام على المنطقة وتصدره فيها 
لبعض الوقت في آخر عمره فلقد وقفت من ذلك على إشارة مفيدة في ترجمة أبي الحسن 
علي بن أحمد بن حنين -نزيل فاس- حيث ذكر المراكشي أنه "رحل فحج ثلاث حجج 
أولاهن في موسم خمسمائةء وروى في وجهته بقلعة حماد عن أبي بكر عتيق بن محمد 
الباق كل وبالمهدية عن أبي القاسم بن الفحام.." ©. 

فهذه الإشارة تدلنا على انتماء أبي القاسم إلى المنطقةء وتوثق صلته بهاء مما 
يجعل التأثر والتأثير بينه وبينها متبادلاء ومن ثم فلا مناص من أن يكون لهذه الصلة نصيب 
من التوجيه له في الوجوه التي أخذ بها في القراءة والأداء كما سنقف على ذلك من خلال 
عرض كتابه القيم التالي فيما يلي : 

كتابه التجريد في القراءات السبع» وما وقفنا على ذكره من مؤلفاته. 


يعتبر كتاب التجريد أحد الكتب المغربية الأمهات في القراءات» وعليه تقوم شهرة 
مؤلفه. 





أما اسمه الكامل فهو "التجريد لبغية المريد في القراءات السبع". 


وما يزال الكتاب على أهميته محفوظا في الخزائن المشرقيةء وقد تأتى لي بتوفيق. 
الله أن ر على هو م عن ية هر ا او بغ اا اکرب 
أهم محتويات الكتاب باختصار مع التنبيه على أسانيده في رواية ورش وما امتاز به عن عامة 
المصنفين من المغاربة في السبعة من إدراجه لروايتى يونس والأصبهاني عن ورش في كتابه. 
الت معة حايس ة "حلي مف ااانه و اه مما يكين لقا تل الوضيل الس وه 
وبين أقطاب المدرسة القيروانية الخمسة المتقدمين في هذا الباب. 





'- من أصحاب ابن نفيس والأهوازي» تقدم في أصحاب الرحلات العلمية. 

2- "الذيل والتكملة": للمراكشي السفر 5 القسم الأول 150 ترجمة 310. 

(- بهذا سماه في مقدمة الكتاب» وقد تصحف في كشف الظنونء 1/ع354 فقال "التجويد لبغية المزيد". 

*- منه نسخة أشار إليها الزركلي في الأعلام الملحقء 121/10, قال "رأيت في خزانة معهد دمياط بمصرء مخطوطة من كتاب 
التجريد كتبت سنة 659 هء وأشار بروكلمان إلى نسخ أخرى في 518/1 من تاريخ الأدب» ثم ظهر كتاب التجريد لبغية 
المربد مطبوعا وحققا ف مجلد متوسط بتحقيق الدكتور ضاري إبراهيم العاصي الدوريء ونشر بدار عمار بالأردن» ط 1 : 
2هم-2002» وقد حصلت على نسخة منه وهذه الدراسة ماثلة للطبع. 

'- هي نسخة مكتبة الأزهر بمصر وهي في 54 ورقة ورقمها (270) 22277 أمدني بها الأخر الفاضل حازم حيدر. 

771 


يبتدئ الكتاب بعد العنوان والتسمية بقوله : 


"المد لله العالم بمقادير الأمور, المطلع على مضمرات الصدور, السابق في الأشياء 
أمره الماضي فيها قدره» الراسخ في الأقدار علمه. النافذ في الخلق حكمهء أحاط بالأشياء 
علمه» وذللها عزه. ونفذ فيها حكمه...ثم بعد الثناء على الله جل ذكره با هو أهله. ثنى 
بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جميع النبيئين والمرسلين» ثم قال في 
ذكر الباعث على تأليف الكتاب : 


"أما بعد سؤالك إياي عند قراءتك علي» وعلمي بصونك» وحرصي على... 
للقصدك, فإني أجبت سؤالك» وأسعفتك طلبتك, لما في ذلك من جزيل الفواب» وحسن 
المآب» لمن علم كتاب الله العزيز. جعلنا الله وإياك والمسلمين من أهله. وعصمنا الله 
وإياك من الهوى وسلوك الضلالة والرياءء نسأله -عز وجل- التوفيق في القول والعملء 
وهو حسبي ونعم الوكيل" . 


"وقد جمعت لك ف هذا الكتاب من أصول قراء تي» وشرحت لك نأدية روايتي» 
من طرق رغبت إلي فيها. واقتصرت عليها إرادة الاش" 


"ولعمري لقد كفانا مشايخنا الأئمة المرضيون من ذكر مناقب القراء وبيان 
المللء لعدم الطالبينء وقلة الراغبين". 


وس كايا رد لغيه ال :ومست ف الكهر باللفظ الس 
وتوسلت بالأسهل عن الأصعب. والأقرب عن الأبعد. والله أسأل أن جنبنى من التكلف©) 
فيما قصدت» لقوله سبحانه : "قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين"» وهو 
تعالى ولي كل نعمة, ومتهى كل رغبة." ©. 


ثم قال : "باب السند "وبداً بقراءة أهل مكة فترجم أولا لابن كثير على ما أخذ 
به أكثر القيروانيين كصاحب التبصرة ة وغيره من تقديم ابن كثير على نافع -كما أسلفنا- - ثم 
أتبعه بقراءة نافع وباقي السبعة مفصلا لرواياتها وطرقها التي ضمنها هذا الكتاب» ونكتفي 
لحن مما يناسب بحثنا من ذلك بالوقوف معه على طرقه التي قرأ بها في رواية ورش خاصة. 


'- غامضةء وهي قريبة في صورتها : من "جوابك". 

2- في الأصل التكليف. 

2 "التجريد"» لوحة 2-1, في المطبوعة : "وهو حسبي ونعم الوكيل". 
772 


طرقه في رواية ورش في كتاب التجريدء قال بعد التعريف بنافع وراوييه : ابن مينا 
وورش ۰ 


"فأما رواية أبي القاسم» وقيل E‏ سعيدء وقيل أبو عمروء واسمه عثمان بن 
سعيد الملقب ورشا را اا 
العزيز بن محمد بن إسحاق بن الفرجء على أبي بكر بن سيف» على أبي يعقوب الأزرقء قال 
الشيخ : 

"وقرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي» وأخبرني أنه قرأ بها على والده. وعلى 
ابي حفص عمر بن عراك وعلى أبي القاسم قسيم بن مطر الظهراوي" : 

"'فأما والده فقرأ بها على أبي غانم المظفر بن أحمد على أبي جعفر أحمد بن 
هلال» على ابي الحسن إسماعيل بن عبد الله النحاس» على الأزرق” . 

"وأما أبو حفص عمر بن عراك فإنه قرأ بها على أبي جعفر حمدان بن عون بن 
حكيم الخولاني على النحاس على إلا زوق : 

"وأما قسيم فقراً على جده محمد بن عبد الرحمن الظهراوي» وقرأ محمد الظهراوي 
على أبي بكر بن سيف. وقرأ ابن سيف علي أبي يعقوب الأزرق" ٠.‏ 

"وأما الفارسى فإنى قرأت بها ای رواية ورش- عليه وأخبرني أنه قرأ بها على 

1 لل 
الحمامي!) وعلى أبي الحسن علي بن جعفر السعيدي"0). 


"فأما الحمامي فقرأ بها على هبة الله , بن جعفر)ء على أبي بكر بن عبد الرحيم 
د الأسديء على ا ا 5 ابر بن سعيد الجرشي بالمصيصة؛ وعلى الربيع 


1 : 1 
وأما 5 5 فقرأ بها على أبي بكر بن 5 E‏ 5 ' على يونس 
بن عبد الأعلى الصدفي". 





'- هو علي بن أحمد أبو الحسن الحمامي شيخ العراق (417-328).: ترجمته في "غاية النهاية", 522-521/1. 
2 


- هو أبو الحسن السعيدي نزيل شیراز» مات في حدود 410» ترجمته في "غاية النهاية", 529/1. 

(- هو أبو القاسم البغدادي» توفي في حدود 0 حسب تقدير ابن الجزري "غاية النهاية", 351-350/2. 
“- في الأصل "على الأشعت". 

0 والصحيح "أبو الربيع ابن أخي رشدينء "غاية النهاية". 313/1. 

ني الأصل اليد“ 

7- هو أحمد بن العباس البغدادي نزيل خراسان, "غاية النهاية"65-64/1. 

713 


"قال الشيخ : وقرأت برواية يونس أيضا على المالكي على إسماعيل المداد©, 
وقال إسماعيل : قرأت بها على أبي عمرو غزوان بن القاسم بن غزوان المازني بقطاعين 
الحجارة بمصر ثلاثين آية في كل غداق وعشرا في كل عشية حتى فرغت ختمة عليه» وقرأ 
غزوان على محمد بن سلمة العثماني» على يونس بن عبد الأعلى الصدفي, وقرأ بها الصدفى 
والجرشي والأزرق على ورشء وقرأ بها ورش على نافع» على سبعين من التابعين» منهم أبو 
جعفر بزيد بن القعقاع» وشيبة بن نصاح» وعبد الرحمن بن هرمز...©. 


ماذ ج من کلامه على بعض الأصول. 


قال في باب الراءات : 


فصل : فأما الراء المتوسطة والمتطرفة إذا كانت مفتوحة, فإن كان قبلها كسرة» فهي 
كنا أو ياء ساكنة خو "حيران". إلا أن يأتي بعدها حرف استعلاء 
فهي مفخمةء خو "الفراق" و"الصراط" أو راء مفتوحة أو مضمومة لمحو "ضرارا" 
و"فرارا" و"الفرار" "فتفخم". 

"فإن كان الساكن قبلها غير الياء قبله كسرة فهي رقيقة نحو "سدرة" و"ذكر الله 
٠"‏ إلا أن يكون الساكن مطبقا فتفخم, ولا يعتبر ما قبل الساكن خو "مصرا"7, أو 
يكون الساكن من أحد عشر حرفا جمعت على "زد سوف تذنب ثم" أو يكون المكسور 
قبل الحرف الساكن من حروف الحلق أو ما قرب منهاء أو ما يهوي فيتصل بها لمحو 
با 


1 LIAN WM MN Mo, f FM MT MM N f 
و عيرة و إبراهيم و إسرائيل" و"عمران" و" وزرأخرى".‎ 










ولا يخفى أن هذا الاستثناء الأخير جار على مذهب أبي عبد الله بن سفيان 
ا ومن سلك هذه السبيل من أقطاب المدرسة القيروانية كما عرضنا مذاهبهم فيما 
أسلفنا. 


ا ا و د وو ا 
- هو إبراهيم بن إسماعيل المتقدم في مشيخته. 


سم 


دم 


“- هو إسماعيل بن عمرؤ أبو محمد المصريء تقدم في مشيخة الهذلي. 
3 "التجريد", لوحة 4. 
3 


- يعني في قوله تعالى في سورة التوبة : "في فيسخرون منهم سخر الله منهم..". 

- سقط لفظ "أو مضمومة" من الأصل, وكثيله ب"الفرار" بقتضيه كقوله تعالى د "قل لن ينفعكم الفرار" . 
- كتب بالأصل "مضمرا" وصحح بالهامش كما أئبته. 

- سبقه الحصري إلى هذا الرمز كما سيأتي. 

.6 "البنجريد "2 لوحة‎ ٣ 


a 


ل 


2 o 


114 


ثم بعد أن ذكر الراء الممالة ومذهب ورش في ترقيقهاء انتقل إلى الراء المنونة 
بالنصب فخالف ههنا في الجملة اختيار المدرسة القيروانية فقال : 


"فصل وتجيء الراء منونة فيعتبر بما قبلهاء فإن كانت قبلها كسرة أوياء ساكنة, 
فهي رقيقة في الخالين» إلا شيئا ذكره عبد الباقي في الوصلء فإنه قال : قرأت بالوجهين على 
NT‏ من طريق أصحاب ابن هلالء والذي أعول عليه الترقيق في الراء لحو "خبيرا" 
وا 3 وما جاء مثله و"شاكرا" وما عدا هذين الأصلين فالراء مفخمة في 
الوصل والوقف, نحو "سترا" و"ذكرا" و"حجرا" إلا"قری" و"مفترى" فإن ذلك مفخم في 
الوصلء وأما في الوقف فقرأت في الوقف بالترقيق في موضع الرفع والحفضء وفخمت الراء 
في موضع النصبء وهو المختار" . 

ثم ذكر ما خالف فيه ورش أصلهء فقارب المدرسة القيروانية أكثر فيما تستثنيه له 
فقال : 


N fM 


فرقق" وروايته التف: 






فصل : وتجيء هذه الراء مضمومة فيعتبر با فيليا فان كان قبلينا کسر أو يباء 
ساكنةء أو ساكن غير الياءء وقبله كسرة» فالراء رقيقة» غو "ذكر" و"منها جائر" و"خير 
الرازقين"» وما عداها فهي مفخمة". 


وخالف أصله ف کا وعشرون "وه ففخم . 

فصل : فأما الراء المكسورة فهي على ضربين : لازمة وعارضة, أما اللازمة فكان 
يرقفها نحو "والفجر" و" خير من آلف شهر"ء وقرأت في الوقف "بقنطار" و"أذى من مطر" 
من غير خلف عنه» مثل "واذكر إسماعيل" و"انظر إلى العظام"» وقرأت له في الوقف على 
عبد الباقي» إن كان قبلها ضمة وفتحة مرققاء وقرات لغيره مفخما. 


واتفقوا على التفخيم من قوله "فليكفر إنا" "واغر إن". فأما إن وقع قبلها كسرة 
فقرأت بالترقيق في الحالين بغير خلف عنه نحو "وأنذر الناس". 











3 هو أبو الفتح فارس بن أحمد الممصيء اتقدم. 
2 يعني دون قوله واندز عشيرتك الأقربين "في سورتي الجر والشعراء وکذا" وعشيرتكم "في المجادلة. 
715 


فصل روم 0 الساكنة فإنك تعتبرها بما قبلهاء فإن كان الذي قبلها مکسورا» 
لو و ' و"شرعة". إلا أن يأني بعدها حرف استعلاء ء فهي مفخمة» لمحو 
"فرقة" و"إرصادا" 


ادوع الها ضف أن فسد نوي e‏ ر و '. إلا أن 


يكون بعدها ياء أو همزة مكسورة, لو ' 'قرية" و مر و"المرء وزوجه" و "المرء وقلبه", 
فهى رقيقة. 


تاعنة :باكر ال "لأنها فى الات لر 


هكذا استثنى ' وی و"قرية" و "بين المرء' في الموضعين» ففخمها على مواققة 
مذهب القيروانيين عامةء فظل بذلك وفيا لأهم اختياراتهم في الراءات كما رأينا طرفا منها 
فيما 0 تحته خطا تنبيها عليهء وبهذا القسم من الراءات أنهى الحديث عن مذهب ورش 
ثم انتقل إلى مذهبه في "اللامات". 


ونواصل معه تتبع مدى وفائه لمبادئ القيروانيين واختياراتهم ف هذا الباب أيضاء 
قال في "التجريد" 
"فصل في لامات ورش" 
اعلم أن اللام لا تخلو من ضم أو فتح أو كسرء فأما المكسورة فلا خلاف في 
0 وأما المضمومة والمفتوحة فلا يخلو ما قبلها من اروف من سكون 9 68 فإن 
ا مفتوحة وقبلها ظاء أو ضاد مفتوحتان فهى رفيقة, 
ظلام" > وقرأت على عبد الباقي 4 "ظلموا" بالتفخيم» والاختيار ما قدمت لك. 
فإن E‏ الطاء والصاد. فهي مفخمة, نحو "الصلاة" و"الطلاق ". وقرأت 


على عبد الباقى في قفتم" و"الطلاق" ق بالترقيق من طريق أصحاب ابن هلال والالشتبار 
ما ذكرت لك أولا. ۰ 












للح سح تيد 
ا“ يعني في قوله تعالى من سورة النور: "أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال" . 
- في الأصل "لأنها في الوصل لازمة"ء والصواب ما أثبته الاد بالأصل لفظها قبل تقل حركة همزتها. 
5 "التجريد". لوحة 237 
176 


وقرأت على الجماعة في الد بعد الصاة غو "مصلى" بالتفخيى وقرأت على 
عبد الباقى بالترقيق فإن كانت اللام المشددة رأس آية خو "ولا صلى". فالاختيار الترقيق 
قاعرفه" . 

فصل : فإن كانت اللام مضمومة قبلها أحد حروف الإطباق أو مفتوحة فاللام 
رقيقة م ناه فيهاء غو "يضلون" و"ظلموانا" و"صلوا" فاعرقه" . 

فصل : فإن كان قبل اللام المضمومة والمفتوحة أحد هذه المروف ساكناء فاللام 
2 3 غو "مظلوما" و"فضل الله" و"يصلون" و"مطلع الفجر" و"أظله" "فاعرفه" . 

فصل : فإن حالت الألف بين الصاد واللام المفتوحة, فقرأت على عبد الباقي 
بالترقيق» وعلى الجماعة بالتفخيم» خو "فصالا" و"يصالما", فإن وقعت اللام المفتوحة 
والمضمومة بين خاء وطاء» أو خاء وصاد» أو غين وظاءعء أو ناء وطاء فقرأت له بالوجهين 
كما ذكرت لك من الرواية نحو "واغلظ" و"الخلطاء” و"المخلصين" و"ليتلطف" . 
كما ذكرت لك من الرواية كحو ولعت و 222 ا اس 





واختلف عنه في "ثلاثة" فقرأت على عبد الباقى بتفخي 
آلاف" و"ثلااث ورباع" و"ظلمات ثلاث" و" ظل ۴ ثلاث" وقرأت غا ا العباس 
يختارون التفخيم» وم يعلم ذلك الفارسي» وذلك أنه لم يقرأ إلا.بالرقيقء وكذلك ذكر أبنو 
العباس عن ابن بكار" إلا من طريق الزعفرانيء وليس لك فيها شيء أسعدك الله 
فاعرفه. 

"ووقف الجميع كما يصلون. إلا أن تكون مفتوحة متطرفة, خو" بطل" فإنه رقق في 
الوقف, وما عدا ما ذكرنا فمرقق كله, إلا اسم الله تعالىء فإنه يفخمه إلا أن ينكسر ما 
قبله فإنه يرققه نحو "بسم الله "ولكن الله" و"ذكر الله". وهذا أيضا هو الاختيار» ووافقه 
"وذ 5 ورش 1 | ل" لوقوعها ن صادين» فأما "ناظ بإ و" اا رين 
و"( | | 1 و"فطال" فمرقق كله فاعرفه موفقا" 








ان هو عبد الله بن بكار بن منصور أبو محمد الخزاعي الضرير البغدادي» أخذ القراءة عرضا عن أبي عمر الدووي» وروى عنه أبو 
الحسن بن شنبوذ وغیره» وكان مقرئا غُوياء ترجمته ف "غاية النهاية", 411/1 ترجمة 1748. 
ج هو عبد الله بن محمد بن هاشم تر جمته ف "غاية النهاية"» 455-454/1« و أقف على طريقه ف النشر أو المبسوط لابن 
مهران أو كتاب ابن مجاهد في السبعة أو "قراءات القراء المعروفين" للأنداربي. 
7- "التجريد", لوحة 38. ١‏ 
771 


هذا آخر ما ذكره من أحكام اللامات» وفيه يظهر مدى وفائه لاختيارات المشيخة 
من أسائذته, وهى اختيارات تلتقى في أكثرها مع اختيارات المدرسة القيروانية ابتداء من 
طور التأسيس لدى 55 عبد الله بن خيرون» إلى طور التأصيل لدى ا فيد الله 


وقد واصل حديثه بعد ذكر ما تقدم بالانتقال إلى قسم "الفرش" فقال ممهدا 
لهذا : 

وقد انقضى الكلام على الأصولء, وأنا أذكر الآن خلاف الناس في "الاستعاذة 
والنسملة' ' واتفاقهم» وأذكر بعد ذلك فرش المروف. كما نص عليه من تقدمنا إن شاء 
اللهء وبه نستعين" 5 

ثم انتقل إلى الحديث عن الاستعاذة والبسملةء فذكر مسائل الوفاق والخلاف 
المعروفة في الفصل بين السورتين وتركه والتسمية أول الأجزاء. 


ومما قال في الفصل بين السورتين فيما يخص المواضع الأربعة المشهورة ب"الأربع 
الزهر" : وروى عبد الباقي عن أصحاب ابن هلال عن ورش بالتسمية , بين السورء إلا بين 
الفرينتبن" وروى بعد ذلك عن ورش مثل حمزة : يصل السورة بالسورة ووافقه على ذلك 
أبو العباس» إلا من طريق أبي الطيب» فإنه فصل بالتسمية بين الأربع السور : بين المدثر 
والقيامة, والانفطار والتطفيف. والفجر والبلد. والعصر والهمزة. 


"ووافقهم على ذلك ابن بكارء وزاد التسمية بين "القدر والبريئة". 


"وقرأت على أبي العباس أول جزء من وسط سورة فبسملت فلم ينكر علي» 
واتبعت ذلك وسألته هل آخذ ذلك عنه على سبيل الرواية؟ فقال : إِعا أردت به التبرك» 
ثم منعني بعد ذلك وقال : أخاف أن تقول رواية أو يقال, وقرأت بذلك على غيره فقال : 
أما التبرك فما أمنع, وأما قرأت بهذا فلا. 

ثم بعد أن ذكر الاتفاق على ترك التسمية بين الأنفال وبراءة انتقل إلى "فرش 
المحروف" في فاتحة الكتاب" فقال : "قرأ عاصم والكسائي" "مالك يوم الدين" بألف وقرأ 

وهكذا تابع فرش المروف في باقي السور إلى آخر القرآن إلى أن ختم بذكر 
التكبير لابن كثير فقال : "هذه جملة كافية في معرفة التكبير وصفته. نفعك الله وأعانك» 


ل يريد بهما الأنفال وبراءة لأن الصحابة لم يفصلوا بينهما في المصحف بتسمية. 
778 


وجعل ذلك لوجهه الكريم. وأعاذنا وإياك من الشيطان الرجيم. وقد تجزت القراءات السبع 
على ما رسمتء والله تعالى جزل الإثابة في العقبى» ويدخلنا وإياك جنات النعيم, برحمته 
34 0 

آمين 


ذلك عرض سريع لمحتويات كتاب "التجريد", وبيان إجمالي عن مذاهب مؤلفه 
وانتمائه في مدرسته الفنية» وقد توقفنا مع القارئ الكريم عند باب الراء وباب اللام 
لاستجلاء أهم الاختيارات والأصول الأدائية التي تصله بأقطاب المدرسة القيروانية الخمسة 
الماضين, وقد رأيناه ينسج معهم على نفس المنوال. ولا يكاد يخالف جمهورهم إلا 4 المسألة 
بعد المسألةء مما يدل على أن المشارب متحدة المنابع» وأنها تشترك في مقوماتها العامة 
وتنحو في رواية ورش مناحى متقاربة على مذاهب المشيخة الأولى من أصحاب ورش 
وأصحاب أصحابه ومن بيلك سبيلهم من بعدهم. 


العناية بالكتاب وأثره في مجال الإقراء : 


أما العناية بكتاب "التجريد" فقد صاحبته منذ ظهوره فعنى به العلماء عناية 
بالغةء يتمثلون من خلاله خلاصة ما انتهت إليه المدرسة المغربية في أصول الأداءء 
وخصوصا في رواية ورش التي تنفرد فيها المدرسة القيروانية بطرازها الخاص المتميز عن 
الأخاط الأندلسية والشامية والعراقية. 


وقد عنى الحافظ ابن الجزري ببيان مذاهبه فيه فإلى جانب نثره لمادته في كتبه 
كالنشر وغیره فقد ألف عليه كتابا مقارنا نبه عليه في ترجمته بقوله: 


"وكتابه التجريد من أشكل كتب القراءات حلا ومعرفة»ء ولكني أوضحته ف كتابي 
"القنيك ق الخلف من القاطية والععريد ".امن وه عليه أضساظ بالكداب عله رين ١‏ 


وقد ظل عمدة في القراءة للسبعة من جملة الكتب الأمهات المعتمدة : فيها عند 
المشارقة والمغارية, فقد قرأ به مثلا من الأئمة أبو حيان الغرناطي (ت 745( على عبد 
النصير المريوطي (ت بعد 680) ©. 


وأسنده ابن الجزري من هذه الطريق وغيرها تلاوة وقراءة بمضمنه متصلة إلى 
ع زف () 
م . 


'- "التجريد"ء لوحة 106-105. وبعده بقلم الناسخ : "تم كتاب التجريد بعون الله الملك الوهاب في وقت العشاء في 21 صفر 
سنة 1147ه وتحته طابع المكتبة الأزهرية وفيه "من كتب المرحوم حسن جلال باشا هدية للجامع الأزهر تنفيذا لوصيته" . 
2- "غاية النهاية"» 375-374/1, ترجمة 1590. 
*- "معرفة القراء"» 543/2, طبقة 16. 
779 


وقرأ به الحافظ شمس لين الذهبي على أبي بكر بن عمر بن المشيع (713-631) 
وحدثه به نلا وة وسماعا كذلك6©. 
وقد رواه طائفة من المغاربة وقرأوا بمضمنه على مؤلفه كما سنسميهم ف أضحا نيه 
وظلت روايته معروفة والقراءة بمضمنه إلى ما بعد المائة الثامنة فممن رواه من 
المغاربة من المتأخرين أبو الحسن القلصادي (ت 891) © وأبو عبد الله المنتوري 
(ت 834) ل كما وقعت رواية القراءات السبع من طريقه عالية للشيخ الراوية 
97 5 5 
القاسم بن يوسف التجييي السبتي (ت 730) (. 


باقي مؤلفات ابن الفحام. 
من مؤلفاته المعروفة إلى جانب "التجريد لبغية المريد" : 
1- كتاب المفردات في القراءات السبع". 
توجد منه نسخة مخطوطة بأستانبول بتركيا باسم "المفردات في القراءات السبعة 
"لعبد الرحمن بن أبي بكر القرشي. 
2- مفردة يعقوب. 


كتاب له مشهور في قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري أحد القراء العشرة 
(ت 205). 


وما تزال بعض نسخه الخطية محفوظة في بعض الزائ وقد قرأ به المشارقة وأقرأوا 
بمضمن إلى زمن متأخرء وأسند ابن الجزري روايته والقراءة بمضمنه في النشر"» كما 
عول عليه في قراءة يعقوب في النشر وغيره! ١‏ 





- "النشر"» 77-76/1. 

- "معرفة القراء". 580/2. 

- رواه من طريقه تلميذه أيوجعفر أحمد بن علي البلوي إجازة في جملة ما أجازه به في ثبته ص : 118. 

- نقل عنه المنتوري في آخر باب اللامات من شرحه على الدرر اللوامع (مخطوط). 

- برنامج التجيبي 24. 

- مخطوط بمكتبه نور عثمانية/استانبول تحت رقم 95- الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي» 685/2. ول يعلم واضع الفهرس 
أنه لابن الفحام ولذلك أدرجه ضمن المؤلفات المجهولة المؤلفين» وريما كان ذلك لأن النسخة لم تشتمل على نسبه المشهور "ابن 
الفحام"ء واكتفت بوصفه ب"القرشي"» وهو وصف لجده مقرونا بنسبه أيضا في نسخة مخطوطة من "التجريد" رقم 2094-1 
في الفهرس نفسه 100/1 كما وردت مقرونة مع اسمه أيضا في الفهرس نفسه ص 101 عند ذكر عخطوطة "مفردة يعقوب". 

- المصدر السابق نفسه. : 

9 ومنه نسخة في مكتبة نور عثمانية بأستانبول تحت رقم 95 ينظر بروكلمان 518/1. 

780 


1 
2 


3 
4 


5 
6 


3- شرح مقدمة شيخه طاهر بن بابشاذ في النحو. 
قال الذهبى : "وقد قرأ العربية على ابن بابشاذ وشرح ا 

وم أقف له على غير هذا مما قد يكون ضاع من تراثه المكتوب» ومع هذا فإن في 
كتابه "التجريد" ما يكفي للتنبيه على قدره الجليل» وشأنه المنيف. وقثيله لهذا المستوى 
الرفيع من الإمامة في هذا العلم مع طائفة من الأئمة الأفذاذ الذين شاركوه في هذا الطور 
"الذي تدرجت فيه المدرسة المغربية من مستوى التأصيل وتدوين القواعد واستنباطهاء إلى 
مستوى النضج التام والحذق المكين والفقه الراسخ في التعليل والتوجيه والتحرير. 

وقبل أن نودع الإمام أبا القاسم بن الفحام بعد أن صحيناه شيخا متصدرا وعالما 
مدرسته عن طريق الرواية المباشرة عنه» وذلك على أيدي المتشرفين بالرواية والعرض عليه 
وهؤلاء أهمهم. 

أصحابه المشهورون : 


أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام بن الحطيئة الفاسي أبو العباس | 





مصر (560-478) 
تقدم ذكره في الرواة عن أبي علي بن بليمة -صاحب تلخيص العبارات”. 
روى التجريد لابن الفحام عن مؤلفهء وقرأ به القرآن كله. وأسنده الحافظ ابن 
الجزري من طريقه باتصال التلاوة في جملة أسانيده بالكتاب المذ كور“ . 
أحمد بن محمد بن أحمد بن حموشة أبوجعفر القلعي. 
5 ب اماه المشهورينء قال ابن الجزري : "قرأ بالتبجريد على مؤلفه ابن 
لكر 





أحمد بن محمد بن أحمد بن إبرا أبو طاهر السلفى الحافظ أعلى أهل الأرض اسنادا في 
الحديث والقراءات في زمنه» سماه ابن الجزري في الرواة عن ابن الفحام» وذكر له رسوخا في 


أ- "النشر", 77/1 وكذا 185/180/1. 
2- "النشر"» قسم فرش الحروف» وتحبير التيسير. 
3 "معرفة القراء"» 383/1, ويقارن با في إنباه الرواق 2 في قوله "وأملى عليه شرح مقدمته". 
4- "النشر" 77/1. 
ك "غاية النهاية"ء 101/1 ترجمة 466. 
781 


العلم والرواية» توفي سنة 576 ومعناه أنه عمر بعد موت ابن الفحام سنة 516 ستير 
سنة وقد وقفت على حديث للسلفي من رواية ابن الفحام عن طاهر بن أحمد بن بابشاذ 
الحنفي المصري. وعن إبراهيم بن إسماعيل المالكي اليغدادي.. وهو حديث مسلسل 
بالتأمين على الدعاء بإثر ألقراء:©. 
الجذامي أبو العباس الزوزنانى من أهل المرية سكن قرطبة. 


ذكره ابن عبد الملك وقال : "تلا بالمرية على أبى الحسن عبد العزيز بن عبد الملك 
غ وبقرطبة على أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن الحصار”, وله رحلة حج فيهاء 
وتلا بالإسكندرية على أبى القاسم بن الفحام.. قال : "وكان مقرئا متقنا ضابطا مجوداء 
حسن السمت. ملازم الصمت. أقرأ مدة إقرائه كتاب الله حتسيا. توفي سنة 536 ا 


أبو طاهر الخشوعى المسند : 
قال ابن الجزري : "ثقة مشهورء روى القراءات کک عن أبي القاسم بن الفحام 
وجعفر بن إسماعيل -صاحب العنوان-79 ) وقرأ عليه جماعة. 
وبعتبر طريقه عن ابن الفحام من أهم الطرق في التجريد والقراءة بمضمنه عند 
المغاربة» فقد رواه من هذه الطريق العلامة التجيبى السبتى (ت 730) بإسناد عال©), : 
وروى التجريد من طريقه أبو حيان الغرناطي (ت 745 ه) بالإجازة كما أسنده 
عنه ابن الجزري في النشر©. 





بركات بن إبرا 








'- "غاية النهاية", 103-102/1, ترجمة 472. 

٤‏ الحديث في كتاب "المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة" للشيخ عبد الباقي الأيوبي» 217-216 رقم 211, وهو مسلسل 
بلفظ "أمن على دعائي فإني قرأت على فلان, فلما بلغت رأس العشرين من حم عسق : قوله تعالى : "والذين آمنوا وعملوا 
الصالحات في روضات ال ناتء لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير"» فاضت عيناه بالدموع, وقال لي : أمن 
على دعائي فإني قرأت على فلان فلما بلغت..إلخ. 

- هو صاحب كتاب التنبيه والإرشاد إلى معرفة اختلاف السبعة وسيأتى. 

- تقدم في أصحاب الرحلات العلميةء وفي الرواة عن أبي القاسم بن غد الوهاب صاحب المفتاح. 

- "الذيل والتكملة", 563/2, ترجمة 366. 

- يريد ولد صاحب العنوان جعفر بن إسماعيل. 

- ترجمته في "غاية النهاية", 176/1 ترجمة 817. 


- برنامج التجيبيء 25-24. 
"- "النشر". 77/76/1. 


ن 


ھ 


oe ` 6. م‎ 


782 


سالم بن إبراهيم بن خلف بن عبد الله أبو الغنائم الأموي الإسكندري (564-485). 





ترجم 1 ابن الجزري وقال : "إمام مقرئ ثقة.. قرأ على أبي القاسم عبد الرحمن 
بن الفحام.." 0). 


بن لؤلؤة الإشبيلي. 


ذكرة أبن عبد الملكء وذكر له رحلة حج فيها وسمع سنة 511 وسمع على أبي 
القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن الفحام» وروی عنه أبو بكر بن خير وأبو القاسم بن 


اننا 


عبد الرحمن بن خلف بن عطية أبو القاسم القرشي الإسكندري المالكي المؤدب. 

يعتبر أهم أصحابه في الرواية من طريق التجريد» قرأ عليه وعلى أبي علي بن بليمة 
وروى عنهماء وقرأ عليه جماعة من الأئمةء وروبت من طريقه روايات "التجريد". فرواه من 
طريقه القاسم التجيبي السبتي (ت 730) بالسند المتصل بالقراءة إلى المؤلف. وذكر أنه من 
عالى ما وقع له من الطرق في القراءات السبع. 


مين للسوريظة زوانا E E‏ والحافظ الذهب © 

وابن الجزري): وبه إليه قرأ الشيخ خالد بن عيسى البلوي (ت 776) فقرأ القراءات 
uu FM "3 : 1 70‏ 1 5 8( . : 

الثمان على أبي حيان من طريق "التجريد" و"مفرة يعقوب" لابن الفحام“. قال الحافظ 


ء٤‎ 


الذهبي : أقرأ الناس مدة على صدق واستقامة» توفي قريبا من 572" 


سليمان بن عبد العزيز بن أسد الأموي أبو الرب 





عبد الله بن خلف بن بقى أبو محمد القيسى الأندلسىء ويقال : البياسي. 


فالتا الأبار + "الخد القراءات اسه عن أن سنن الا وتا عن 
أبي الحسن بن الدوشء ورحل حاجا فلقي أبا القاسم عبد الرحمن بن عتيق القرشي 


'- "غاية النهاية", 300/1, ترجمة 1312. 
م أجد له رواية عنه في فهرسته, وقد ذكر ابن الأبار روايته عنه في "معجم أصحاب الصدفي" 317 ترجمة 292. 
7- "الذيل والتكملة", 73/4, "القسم الأخير من السفر الرابع" ترجمة 178. 
“ برنامج التجيبي 24-23. 
"- يكن الرجوع إلى طريقه عنه في "النشر"» 77-76/1. 
“- "معرفة القراء"ء 188/1. 
7- "النشر", 77-76/1ء و"تبير التيسير". 22. 
- يمكن الرجوع في ذلك إلى رحلة البلوي المسماة ب"تاج المفرق في تحلية علماء المشرق", 229/1. 
"- "معرفة القراء" 433-432/2, طبقة 13. 
- هو صاحب "النبذ النامية في أسانيد القرءان العالية". 
783 


الصقلى» وأبا بكر بن عبد الجليل ولقى بمكة أبا محمد عبد الله بن عمر المعروف بابن 
العرجاء» فحمل عنهم القراءات» وجودها عليهم؛ وسمع من أبي القاسم الصقلى" منهم 
"الشهاب" للقضاعي عن مؤلفه و"غريب القرآن" لابن عزيز عن عبد الباقي بن فارسء 
وتقل إلى بلده وتصدر للإقراء به وأخذ عنه أبو بكر بن حسنون بعد أبيه. وكان مقرئا 
زاهدا مجاهداء توفي بعد الأربعين وخمسمائة وقد نيف على السبعيد". 


عثمان بن على بن عمر السرقوسى الصقلى النحوي. 
قال في الإنباه : "كان عالما خويا لغوياء مقرئاء قرأ القرءان على ابن الفحام وابن 

للإقراء» وانتفع به الناس وتقلوا كلامه. وكتبوا تصانيفه» وتناقش فيها أهل العلم.." ©. 
ترجمنا له في أصحاب أبي علي بن بليمة الهواريء ذكر ابن عبد الملك روايته عن ا 
القاسم بن الفحام» 0 بالمهدية من إفربقية وذكر انه حج لا ا ف موسم 
خمسمائة فيحتمل أن يكون أخذ عن ابن الفحام بالمهدية في هذا التارية©. 
بن محمد بن عبد الله الجذامى أبونصر الخضراوي نسبة إلى الجزيرة الخضراء بالأندلس. 

قال ابن عبد الملك: "رحل وحج» وسمع بالأسكندربة "التجريد” لبغية المريد في 


7 . إل 1 7 ا ا 4 0 
القراءات السبع على مصنفه أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي سعيد القرشيا”) 
ابن الفحام» ونقل إلى بلده. فسمع منه هذا الكتاب أبو عبد الله بن أحمد الهمدانى سنة 
57 1 





'- هو ابن الفحام . 

3 هو كتاب "الشهاب في الآداب والأمثال والمواعظ والكم المروية "لأبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن محمد بن علي 
القضاعي» وقد تضمن ما ورد من ذلك مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسل وقد رواه العلامة ابن خير في فهرسته 
بأسانيد كثيرة» 185-182. 

أ- هو محمد بن محمد بن عبد الرحمن سيأتي في أصحاب شريح. 

“- "التكملة". 828-827/2, وله ترجمة في "غاية النهاية", 418/1) ترجمة 1766. 

'- "إنباه الرواة"» 343-342/2, ترجمة 512. 

“- ترجمته في "الذيل والتكملة". 151-150/5ءترجمة 740. 

- في المطبوعة, "التحديد" بالحاء والدال. 

“- في المطبوعة "الشرقي وهو تصحيف. 

0 "الذيل والتكملة السفر 5 القسم 529/2", ترجمة 1019 . 

784 


محمد بن أحمد بن محمد الأزدي الرقوطى أبو عبد الله بن عسكر. 


قال ابن عبد الملك : "روى بالأندلس عن بعض أهلهاء ورحل إلى المشرق وحج» 
وروى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق بن أبي سعيد خلف القرشي الصقلي 
5 و ي 
یں ٠. E‏ 


محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الطفيل أبو الحسن العبدري الإشبيلي 
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الطفيل ابو احسن العبدري الإشبيلي 


يعرف بابن ظيمة» تقدم ذكره ف الرواة عن ابن بل بليمة, قال ابن الأبار: "رحل 0 فحج» ولقفى 
من المقرئين أبا علي الحسن بن خلف بن بليمةء وأبا القاس عيند'الرحمن بن أبى بكر 
31 2 3 

٠. لفحام...‎ 


محمد بن موسى بن خلف أبو عبد الله الوشقي الأندلسي. 

ذكره ابن الأبار وقال : "أخذ عن أبي داود المقرىئ ورحل حاجا فلقي ابن الفحام وأخذ 
عنه» ونقل إلى الأندلس فأوطن "ألش"» وتولى الصلاة والخطبة يجامعهاء وكان بها 
بقرئ القرءان» وكف بصره بآخرة من عمره» وتوفي قبل 00260 


الحسن أو أبو محمد البرقى نزيل الأسكندرية(500- 


مقاتل بن عبد العزيز بن يعقوب أبو 
9 . 

قرأ على ابن الفحام. ورى كتاب "العنوان سماعا عن جعفر بن إسماعيل بن خلف ولد 
۾ إن (6) 

مو 5 





ذكره الذهبي ف ترجمة عيسى بن عبد العزيز صاحب موسوعة "الجامع الأكبر والمحيط 
الأزخر" في القراءات) وقال ناقلا عن ابن عبد العزيز المذكور : "قرأت عليه بالتجريد" 


وبا 00 نه وحدثنى به عن مؤلفه"©, 





'- "الذيل والتكملة", 59-53/6. 
2- "التكملة"ء 446-445/1. ترجمة 1281. 
3 هو سليمان بن جاح صاحب أبي عمرو الداني وسيأتي. 
“- من كور تدميرء و"ألش" مدينة في مستو من الأرض يشقها خليج يأتي إليها من نهرها" صفة جزيرة الأندلس 31. 
ك "التكملة". 431/1 ترجمة 1233. 
ك "غاية النهاية", 308/2 ترجمة 3642. 
7- يمكن الرجوع إلى ترجمته في "غاية النهاية"» 611-609/1) ترجمة 2492. 
ة- "معرفة القراء", 493/2. 
785 


أبي الفاسم بن النخاس الآنف الذكر في أصحاب 0 القاسم بن عبد الوهاب صاحب 
"المفتاح" 3 ورحل قرأ بالمهدية على حمد إن كيد الضرير» وبالإسكندرية على أي القاسم 


بن الفحام» وعن أبي صادق مرشد بن يى" وقرأ ببغداد على سبط الشيخ أبي منصور 
الخياط, وكان دخوله بغداد سنة 517©. 


قال أبو الحسن القفطي: "أحد أئمة اللغة والقرآنء وله يد قوية في النحو 
الشات Om‏ 
و 


وقال ياقوت E‏ شيخ فاضل» عارف بالنحو ووجوه القراءات... وسكن دمشق مدة, 
ا وان: نتفع به خلق لسن خلقه وتواضعه» سكن الموصل إلى أن مات 
يوم عيد الفطر سنة 567 © 





ونعتبر طريقه في رواية EE al‏ وقد SE‏ 
528 00596 


كما أسنده من هذه الطريق سماعا وتلاوة الحافظ ابن الجزري في النشرء وبها بدأ ف 
تالكا 


0 التجريد عنه بالإجازة أبو عبد الله حمد بن علي بن عربي الصوفي المعروف 
محي الدين 2 أء وروى عنه جماعة من الأئمة ساق ذكرهم ابن الجرري في ترجمته! 0 


وقد وقفت على ذكر تأليفين له في الفنء أحدهما بعنوان "كتاب القراءات" من 
رواية أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز الشريشي نزيل الإسكندرية) والثاني بعنوان 
"القرطبية في القراءات"(0. 


ترجمته في "غاية النهاية"» 293/2, ترجمة 358. 

- "إنباه الرواة"» 43/2» ترجمة 821. 

*- "إنباه الرواة", 43/2. 

“- "معجم الأدباء"» 14/20. 

'- "غاية النهاية". 205/2, ترجمة 3268. 

6- "النشر" 76/1. 

- "غاية النهاية", 372/2, ترجمة 3844. 

*- نفسه ووه في معرفة القراء. 430-429/2, طبقة 13. 
“- "معرفة القراء". 492/2. 


786 


٠ خاتمة‎ 


وبهذا القارئ الجليل ختم ذكر رجال هذه المدرسةء ولعل فيما يأتي لنا سوقه من 
تراجم رجالها ما يكفي لإعطاء صورة عن امتدادتها في الجهات المشرقية والمغربية على حد 
سواءء مما يساعدنا على بلورة جانب من جوانب إشعاع المدرسة القيروانية في أواخر عهد 
التأصيل والنضج» وهو طور ١‏ تكد هذه المدرسة تستشرفه حتى أصابتها قارعة من قوارع 
الدهر ذهبت بمجد قاعدتها "القيروان" ومزقت أهاليها أيدي سباء باستيلاء أعراب بتى 
هلال عليها واجتثاث ما كان تأثل فيها من أسباب الحضارة والعمران» وترعرع في أكنافها 
من مدارس العلم والعرفان. 


وقد حاولنا في صحبة أبي القاسم بن الفحام, أن نتمثل أهم مظهر من مظاهر 
النضج التي عرفتها هذه المدرسة في عهد الأقطاب الستة أصحاب المؤلفات العلمية على مدى 
قرن وربع تقرييك: ای ابغذاء هن :رمن نصدر أبي عبد الله بن ¿ سفيان -صاحب الهادي- 
ومرورا بأبي محمد مكي وأبي العباس المهدوي وأبي القاسم بن جبارة الهذليء إلى أبي علي 
بن بليمةء وأبي القاسم بن الفحام (ت 516)ء رحمهم الله جميعاء ونرجو أن نكون قد 
استطعنا أن نبلور أمام القارئ الكريم صورة واضحة ا معام عن الطراز القيرواني ادق 
انعكست من خلاله المقومات الفنية لمدارس "الأقطاب" في عهد التأصيل على أيدي الأئمة 
القيروانيين الستةء وذلك حتى يتأتى لنا أن نتمثل في مقابلها طرازين أندلسيين آخرين في 
رواية ورش موضوع بحثناء كما ثلا في مدرستي أي عمرو الداني وأبي عبد الله بن شريح 
في شرق الأندلس وغربها مستعينين بالله. 


ااام ممم س 


'- "معجم المحدثين والمفسرين والقراء". 44. 
787 


فهرسة المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة 
المعتمدة في البحث (العدد:8) 


- الأعلام للزركلي -نشر دار العلم للملايين- بيروت- لبنان. 


- إنباه الرواة على أنباه اللغويين والنحاة لأبي الحسن القفطي تحقيق محمد أبوالفضل إبرايهم- 
دار الفكر بالقاهرة : 1406ه-1986م. 


- إيضاح الأسرار والبدائع في شرح الدرر اللوامع في قراءة نافع لابن بري تأليف محمد بن 
محمد بن المجراد السلاوي (مخطوط). 

- الإمام أبو عمرو الدانى وكتابه جامع البيان تأليف الدكتور عبد المهيمن طحان -مكتبة 
المنارة بمكة المكرمة, ط 1 : 1408. 

- الإقناع في القراءات السبع لأبي جعفر أحمد بن الباذش تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامين 
حدار الفكر بدمشق» 1408ه. 


- الإيضاح لما ينبهم على الورى من قراءة عالم أم القرى لأبي زيد عبد الرحمن بن القاضي 
تحقيق محمد بلوالى (مرقون بالآلة) رسالة دبلوم الدراسات العليا بدار الحديث الحسنية- 
الرباط. 


العربية للكتاب : 1981. 


- بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس لأحمد بن بحيى الضبي -دار الكتاب العربي : 
7 م. 
8 


- بغية الوعاة اللغوبيين والنحاة للسيوطي خقيق محمد أبو الفضل أبراهيم - مطبعة الحلبي : 
4 ه-1964. 


- البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري المراكشي - دار الثقافة - بيروت. 


- بيان السبب الموجب لاختلاف الفراءات للمهدوي تحقيق الدكتور حاتم الضامن - لم 


- تاريخ المبتدأ والخبر (تاريخ ابن خلدون): 1391 ه -1971. 


789 


- التحصيل في مختصر (تفسير المهدوي) لأ بي العياس أحهاك بن عمار المهدوي - المجلد 
2(عطوط) الخزانة العامة بالرباط رقم 9 ق. 


- التمهد في علم التجويد لابن الجزري تحقيق الد كتور علي حسين البواب مكتبة المعارف 
ط1: 1405 ه-1985). 


- التمهيد في علم التجويد تحقيق الد كتور غانم قدوري حمد - مؤسسة الرسالة : 1407ه- 
6مم. 
1 


4 ه-1983م. 


- التجريد لبغية المريد في القراءات السبع لأبي القاسم بن الفحام الصقلي مخطوطة المكتبة 
الأزهرية رقم (270) بالأردن ط 1: 1422ه-2002 22277 (مصورة) ثم الطبعة 


الصادرة بتحقيق الدكتور ضاري أبراهيم الدورينشر دارعمار. 


- تاج المفرق في خحلية علماء المشرق للشيخ خالد بن عيسى البلوي تحقيق عيسى البلوي 
المسن السائج طبع اللجنة المشتركة بين المملكة المغربية ودول الإمارات العربية. 


- التبصرة ة في القرءات السبع لمكي بن أبي طالب القيسي تحقيق الدكتور محمد الدين .. .ظط 
1: الكويت: 1405 ه-1985م. 


- ترتيب المدارك للقاضي عياض نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية. 


- التكلمة لأبي عبد الله بن الأبار محمد بن عبد الله القضاعي-مكتبة الخامجي بمصر والمتنى 
ببغداد: 1375ه-1955م. وكذا طبعة دار الفكر بتحقيق الدكتور عبد السلاح الهراس. 


- القيسير في القسرءات السبع لابي عمرو الداني نشر دار الكتاب العربي ط:2- 
بيروت:1404ه- 0 


ليوات دار القبلة بجدة السعودية ا اه 


ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي تحقيق الدكتور عبد الله العمراني -دار 
ال الإسلامي: 1983م. 


- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس لمحمد بن فتوح الحميدي-الدر المصرية للتأليف 
والترجمة 1966م. 


790 


-حرز الاماني ووجه التهاني (القصيدة الشاطبية) في القراءات السبع للإمام القاسم بن فيرة 
الشاطبى. 


لعبد الواحد بن محمد بن أبي السداد المالقي ححقيق أحمد عبد الله أحمد المقرى-دار 


الفتوى-جدة-العربية السعودية: 1411ه. 
- الدر النثير لابن أن السداد (مخطوط) بالخزانة الحسنية بالرباط رقم 6(1592(. 
- الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لأبي المسن علي بن بسام الشتتريني الأندلسي تحقيق ( 


ال كور ايان عباس دار الثقافة - بيروت: 1399ه-1979م. 

- الذيل والتكلمة لابن عبد الملك المراكشي عقو الكو اخنان عبان والدكتون خمه بن 

- رسالة التنبيه على الخطإ والجهل والتمويه لأبى عمرو الداني مخطوطة بارانة العامة بتطوان 
رقم 881. 

- الزهر اليانع في قراءة الإمام نافع لمحمد بن ابراهيم الصفر التينملي المراكشي (مخطوط) 
بخزانة القرويين بفاس رقم 1039م. 

- الاستبصار في عجائب الأمصار لمؤرخ مراكشي من العصرالموحدي-الدار البيضاء: 
5م. 

- شرح الهداية في القرءات السبع "الموضح" لأبي العباس المهدوي (مصورة عن مخطوط) 
الخزانة العامة بالرباط رقم 39ق. 


- شرح الهداية للإمام أبي الغباس أ خمد بن عمار المهدوي في توجيه القراءات ححقيق ودراسة 
الدكتور حازم سعيد حيدر-نشر مكتبة الرشيد - الرياض -ط1:1416ه-1995م. 


- الصلة لتاريخ علماء الأندلس لابن بشكوال (المكتبة الأندلسية) نشر الدار المصرية للتأليف 
والترجمة: 1966م. 
- صفة جزيرة الأندلس نشر لافي بروفنصال -جامعة الجزائر (منتخب من الروض المعصار 


- طبقات المفسرين للداودي الطبعة المصرية تحقيق علي محمد عمر - مركز تحقيق التراب بدار 
الكتب المصرية -القاهرة. 


791 


- غاية النهاية في طبقات القراء 5 الجزري حدار الكتب العلمية - بيروت ط2: 1400ه_- 
1 


ا 


عند غباك ا - شركة العكان للطباعة الغ e‏ 


ا ا لابن اناصح اردان الكت العلمية روت 2 1402 
982 م. 


- الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي مؤسسة آل البيت" مؤسسة مآب -المجمع الملكي 
الأردني. 

- فهرسة ابن غازي لححقيق خمد الزاهي حدار المغرب-الدار البيضاء: 9ه-1979م. 

- فهرسة ما رواه عن شبوخه أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي-منشورات دار الآفاق الجديدة. 

- فهرسة أبن عطية عبد الحق بن عطية المحاربى ي الأندلسي تحقيق محمد أبو الاجفان ومحمد 
الزاهي حدار الغرب الإسلامي حبيروت: : 1400ه1980م. 

- فهرس مخطوطات خزانة القرويين-إعداد محمد العابد الفاسي: ط:1 :1403 ه-1983م. 

- فهرسة الإمام المنتوري -مخطوط اللرانة السنية بالرباط رقم 1578. 


- فهارس الخزانة الحسنية بالرباط إعداد محمد العربي الخطابي -الفهرس الوصفي لعلوم 
القرآن-الرباط: 1407ه-1987م. 


- فهرس مخطوطات الرانة العامة بتطوان (قسم القرآن وعلومه) إعداد المهدي الدليرو وعمد 
خبزة -تنطوان : 1401 وا 


- قراءة القراء المعروفين برويات الرواة المشهورين للإمام أحمد ٹن أبي عمر الأندرابي المقرئ 
تحفيق وتقديم الد كتور أحمد نصيف الجنابي نشر مؤسسة ٠‏ الرسالة ط2: 1405ه_- 
5م. 
792 


- القراءات بإفريقية لهند شلبي نشر الدار العربية للكتاب: 1983م. 


- الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها للإمام أبي القاسم يوسف بن علي بن 
جبارة الهذلي البسكري -نسخة مصورة عن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (مكتبة 
الجامعة برقم 2724م. 


الاق في القرءات الشبع لأ يد الله عمد بن شري الرعيني الإشيي مطبوع امش 
کتاب المكرر ف القراءات للأنصاري النشار حدار الكتب العلمية الكبرى بمصر-دون تاريخ. 


- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب القيسي الد كتور 
محي الدين رمضان نشر مؤسسة الرسالة ط 2: 1401ه-1981م. 


- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة نشر مكتية المثنى ببغداد. 

- لطائف الإشارات لفنون القراءات لأبي العباس القسطلاني تحقيق الشيخ عامر السيد عثمان 
وعبد الصبور شاهين -القاهرة (المجلد الأول) : 1392ه-1972م. 

- اللآئى الفريدة في شرح القصيدة (شرح الشاطبية) ا عبد الله محمد بن الحسن الفاسي 
مخطوط الرانة العامة بالرباط 2 50ق. 


حمرزة "ساكس 1 دار القبلة للثقافة الإسلامية حجرة 1 2 0 


- المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالكتاب العزيز لأبي شامة المقدسي نحقيق طيار آلتي قولاج 
نشر دار صادر-بيروت: 5ه-1973م. 


7 معجم الأدباء (إرشاد الأربب) لياقوت المموى. 


۰. 1972 
8 


الأندلسي e‏ العريي للطباعة والنشر-القاهرة: 197 1967 


- معجم الدراسات القرآنية المطبوعة والمخطوطة للدكتور ابتسام مرهون الصفر (بجلة المورد 
العراقية مجلد 10 عدد 4-3: 1402 ه1981م. 


- المعجب في تلخيص أخبار المغرب لعبد الواحد المراكشي تقديم ممدوح حقي - دا 
793 


- معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض-منشورات المكتب التجاري -بيروت ط 1: 1971م. 

منجد المقرئين ومرشد الطالبين للحافظ ابن الجزري - دار الكتب العلمية بيروت: 1400ه_- 
0م. 

- منظومات أصول الطاعات القرآنية للدكتور طه حسن عبد الرحمن - نشر عجلة معهد 
المخطوطات العربية - الكويت - مجلد الجزء 2 : 1986م. 


- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للحافظ الذهبي فين 2 عبد E‏ 


- النشر في القراءات العشر للحافظ ابن الجزري تصحيح الشبخ علي محمد الضباع مطبعة 
مصطفى حمد ٠‏ مصر. 

- هدية العارفين في أسماء المؤلفين للشيخ اسماعيل باشا البغدادي بذيل كشف الظنون 
وإيضاح المكنون. 


- الهادي في القراءات 5 عيد الله محمد بن سفيان الهواري القيرواني مصورة عن مخطوطة 
الأستانة بتركيا رقمها بالخرانة 59. 


a yT‏ ا E‏ : مجلد 30 ا 
: 1406 ه-1986م. 


- الوافي بالوفيات للصفدي. 


-«وقناتك عا ن شلكان عقن اسان ن :ملب داو ف و 
بن محفيق إ س 


794 


'نصد بر او سان قافن اا سه ان قاف > للها قل rss‏ مقع لمعاو ام وتم عمف العا عاد 2 
مقدمة: امتدادات المدرسة القيروانية في الجهات المغربية والمشرقية 2100000 


الفصل الأول: أبو العباس المهدوي صاحب الهداية في لقراءات a‏ 


- شيو خه ومروباته عنهم e ea rê‏ ا ااا E‏ 
- مكانته العلمية ل as‏ نماك اتا تم SRS e‏ 
- من مظاهر إمامته ورسوخ قدمه في توجيه القراءات 000 1571ظ1ظ 


- أهم العناصر والاختيارات التي تصله بمدرسته ابن سفيان 


والمدرسة القيروانية ا ل سخ م ب ل 
- الخصومة العلمية وبين أبي عمر الداني Sehna‏ 
- عناصر الخصومة بين الإماميين ووأثرها العلمية eA‏ 
- رسالة التنبيه على الخلا والجهل والتنمية للداني في الرد على الود 
- مؤلفاته وأثاره SEERA SES‏ مطامط Re‏ 
- كتابه الهداية في القراءات السبع تعريف به وبأثاره في ميدان الإقراء .... 
- أهم أسانيده في رواية ورش في كتاب الهداية N‏ 
- أصحابه والرواة عنه OE‏ 0 


الفصل الثاني : أبو القاسم الهندلى صاحب الكامل في القراءات أكبر 


ea es Seen موسوعة مغربية‎ 

- ولادته ونشأته ورحلته في طلب القراءات e‏ 
- شيو خه في القراءات Sg eS‏ 
- أهم أساتذته وأسانيه في رواية ورش NESS‏ 
- مۇلفاتە وآثاره م انواس المي ال اشاح اعمط او او 


- موسوعته الكبرى: "الكامل في القراءات العشر والاربعين 
الزائدة عليها( عرض وتقديم) ا 1 1111111 
- مذاهيه الفنية ف كتابه وصلته بالمدرسة القيراوبة ف رواية ورش a‏ 


الفصل الثالث : أبو علي بن بليمة الهواري صاحب تلخيص العبارات 


- شيوخه المشهورون وبعض مروياته عنهم ا ا 
- صلته بالمدرسة القيراونية ومقومات مذاهبه الفنية الأدائية Saa‏ 
- كنابه تلخيص العبارات بلطيف الإشارات (عرض وتقديم) aR‏ 
- قيمة الكتاب وعناية العماء به ا و ا ل م 
- أصحابه والرواة عنه OSS aa a‏ 


8 


الفصل الرابع: أبو القاسم بن الفحام صاحب كتاب "التجريد فى القراءات" 4 


- ترجمته ومشيخته ومروباته في كتاب التجريد وغيره RES‏ 
- مكانته العلمية وشهادة العلماء له 00 0 eR‏ 
- مذهبه الفني في الأداء وصلته بالمدرسة القيروانية الأم e‏ 
- كتابه" التجريد" وما وقفنا على ذكره له من مؤلفاته oss‏ 
- طرقه في رواية ورش في كتاب التجريد E‏ 
- راءات ورش ومقومات مدرسة ابن الفحام من خلا لها 00000 
- فصل في لامات ورش من كتاب التجريد اموي وان اسه e‏ 
- العناية بكتاب التجريد وأثره في مجال الإقراء ا 
- باقي مؤلفات ابن الفحام e ASR SE SAR AEE‏ 
- أصحابه المشهورون ا 


- خاقة ا من و و قا مقا جر رس ع فر تر او لطا eon Re‏ 
- فهرسة المصادر والمراجع المطبوعة وا مخطوطة ANS SAE RE ES‏ 


- فهرسة محتوبات العدد الثامن 


قاعام م مع عي ع فو ووو ومو وعم مع بم ممم م ممم م ومو وثمم وو ثم و6666 


797 


رقم الإيداع القانوني : 1706 / 2003 
ردمك : 9981-826-79-0 


مطبعة إليت 
الهاتف : 45/46/47 41 81 037